إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

سجود السّهو؛للعلامة محمد بن صالح العثيمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] سجود السّهو؛للعلامة محمد بن صالح العثيمين




    مفرغ" للعلامة محمد بن صالح العثيمين
    بعنوان: سجود السّهو


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ربّ العالمين وأصلِّ وأسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين , وأمّا بعد:
    فإن الله سبحانه وتعالى مَنَّ على عباده بتيسير الشّرع , وتسهيله, وتوضيحه , وتفصيله فقال تعالى في وصف القرآن: (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرِ) وإنّني في هذا الحديث أتحدث عن تفصيل أمر هام يخفى على كثير من طلبة العلم , وهو ما يتعلق بسجود السّهو , فإنّ هذا الموضوع موضوع هامّ جدّا , ولكن مع الأسف أنّ كثيرا من النّاس يجهلون أحكامه حتّى الأئمة الذين يُقتدى بهم في أفعالهم وفي صلواتهم , نجدهم يجهلون كثيرا من أحكام سجود السّهو وربمّا يعلمونها , ولكنّهم ماشون على طريقة كانوا عليها , لا يحبّون أن يأتوا بما ينبغي أن يأتوا به من الشريعة في ذلك.

    سجود السّهو له أسباب ثلاثة :
    زيادة , ونقص , وشكّ.

    _
    الزّيادة : الزّيادة مثل أن يزيد الإنسان ركوعا فيركع في الرّكعة الواحدة ركوعين سهوا , أو يزيد سجودا فيسجد ثلاث مرات في الرّكعة , أو جلوسا فيجلس في موضع القيام , أو قياما فيقوم في موضع الجلوس . هذه الزّيادة توجب سجود السّهو, ومحلّها - أي مَحَلُّ سجود السّهو للزّيادة- بعد السّلام , لأنه تبث في الصّحيحين من حديث أبو هريرة أنّ النّبي - صلّ الله عليه وسلّم- " صلّ بهم إحدى صلاتي العَشِيّْ إمّا الظّهر, وإما العصر فسلّم من ركعتين , ثمّ قام إلى خشبة معروضة في المسجد فَاتكأ عليها , وشَبَّكَ بين أصابعه كأنّه غضبان وكان القوم يهابون الرّسول - صلّ الله عليه وسلّم- فقام رجل يقال له ذو اليدين فقال: يا رسول الله أَنَسِيتَ , أم قَصُرَتِ الصَّلاة؟ فقال صلّ الله عليه وسلّم : لم أنسَ ولم تُقْصَرْ - بناءا على ما كان يغلب على ظنه من عدم النسيان- فقال الرجل : بلى قد نَسِيتَ, فقال النّبي - صلّ الله عليه وسلّم- أكما يقول ذُو اليدين؟ قالوا : نعم فتقدّم صلّ الله عليه وسلم وصلّ ما بقي من صلاته ,ثمّ سلّم ,ثمّ سجد سجدتين ,ثمّ سلّم". هكذا صحّ عن النّبي- صلّ الله علي وسلّم- , وهذا السّجود سببه الزّيادة ,لأنّ النّبي- صلّ الله عليه وسلّم- زاد السّلام في غير موضعه , والسّلام ركن يَخرج به من الصّلاة, فلهذا سجد النّبي- صلّ الله عليه وسلّم- بعد السّلام, وكذلك ما صحّ عنه :" أنه - صلّ الله عليه وسلّم- صلّ ذات يوم الظّهر خمسا فلمّا سلّم, قيل له: أَزِيدَ في الصّلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا : صلّيت خمسا , فثنى رجليه ثمّ سجد سجدتين". وهذا السّجود بعد السّلام, ولكنَّ وقوع هذا السّجود بعد السّلام أمر لا يمكن إلاّ أن يكون بعد السّلام , لأنّ الرّسول - صلّ الله عليه وسلم- لم يعلم بسبب سجود السّهو إلاّ بعد السّلام , ولكن لمّا سجد بعد السّلام هنا, ولم يبين - صلّ الله عليه وسلم- أنّه لو حدث مثل هذه الزّيادة لكان سجودها قبل السّلام , لمَّاَ لم يبيّن ذلك, دلّ هذا على أن سجود السّهو إذا كان سببه الزّيادة يكون بعد السّلام , ويؤيّد ذلك أيضا ما سبق من سلامه - صلّ الله عليه وسلم- قبل تمام صلاته , ويؤيّد ذلك أيضا أنّه من الحكمة أن يكون السّجود للزّيادة بعد السّلام , ألاّ يجتمع في الصّلاة زيادتان الزّيادة التي سها فيها وسجود السّهو.

    _أمّا
    النَّقص: فإنّه يسجد له قبل السّلام , مثالُ أن ينسى الإنسان التّشهد الأوّل , أو ينسى أن يقول سبحان ربّي العظيم في الرّكوع , أو ينسى أن يقول سبحان ربّي الأعلى في السّجود , أو ينسى أن يكبّر إحدى التّكبيرات سوى تكبيرة الإحرام , ففي مثل هذه الأحوال يسجد للسّهو قبل السّلام لأجل أن يحصل الجابر للصّلاة , وسد هذا النَّقص قبل تمامها , ويدلّ لذلك أنّ النبي - صلّ الله عليه وسلّم- قام في الرّكعتين فلم يجلس ثم سجد - صلّ الله عليه وسلّم- سجدتين قبل أن يسلّم , فدلّ هذا على أنّه كلّما سها الإنسان وأسقط واجبا من واجبات الصّلاة التي لا تبطل الصّلاة بتركه على السّهو, فإنه يسجد للسّهو قبل السّلام.

    _وأما
    الشك : وهو السّبب الثالث من أسباب سجود السّهو ,فإنّه ينقسم إلى قسمين.
    _شك يحصل معه ترجيح لأحد الطّرفين, وشك لا يحصل معه ترجيح.
    فأمّا الشك الذي يحصل معه التّرجيح : فإنه يَسجُد له ويجعل السّجود بعد السّلام ,مثال ذلك إذا شكّ , هل صلّ ثلاثا أم أربعا ؟وترجّح عنده أنّه صلّ ثلاثا, فإنّه يأتي بالرّكعة الرّابعة ويسلّم منها ثم يسجد للسّهو بعد السّلام ,لو شك هل صلّ ثلاثا أم اثنتين ؟ وترجّح عنده أنّها ثلاث , فإنّه يأتي بركعة واحدة لتكون أربعا ويسلم ,ثم يسجد للسّهو بعد السّلام ,ومتى سجد للسّهو بعد السّلام فإنّه يجب عليه أن يسلّم بعد السّجود -أي بعد سجود السّهو.

    أمّا القسم الثاني من الشك فهو: شك لا يحصل معه ترجيح , فيبني فيه على المُتيقَّن ويسجد للسّهو قبل السّلام مثال, إذا شك أنه صلّ ثنتين أم ثلاثا, ولم يترجّح عنده أنّها إثنتان , ولا أنّها ثلاث ,فإنّه يجعلها إثنتين لأن ذلك هو المتيقّن , ويكمل بقيّة الصّلاة الباقية بعد الرّكعتين ,ثمّ يسجد للسّهو ثم يُسّلّم , فيكون محلُّ السّجود هنا -أي في الشك الذي لم يترجّح فيه أحد الطرفين على الآخر- يكون سجود السّهو فيه قبل السّلام.

    خلاصة الكلام: أنّ السّجود بعد السّلام يكون في موضعين في الزّيادة , وفيما إذا شك وترجّح عنده أحد الطرفين, وأنّ السّجود قبل السّلام يكون في موضعين أيضا , في النَّقص وفيما إذا لم يترجح عنده أحد الطرفين, فالواجب على المسلم أن يتفقّه في دين الله وأن يعرف أحكام الله تعالى في هذه المسألة الهامّة وهي هامّة جدّا , لأنّ هذه السُّنة أعني سُنَّةَ السّجود للسّهو بعد السّلام سُنَّةٌ ماتت , حتّى كان كثير من النّاس يُنْكِرها ولقد خاطبنا بعض الأئمّة فيها وقالوا لنا في العذر بعد تركهم السلام , إنّ ذلك يُشوّش على المصلّين , وفي الحقيقة أنّ هذا ليس بعذر والذي جعله يُشوّش هو عدم معرفة النّاس له , وعدم تطبيقه من الأئمّة -هدانا الله وإياهم- وإلاّ لو أنّ الأئمّة طبّقوا هذا وعملوا به مرة بعد مرة , كلّما وُجِدَ سببه لزال استغراب النّاس له , وإنكارهم إيّاه. وإنكار النّاس له الآن إنّما هو من قلّة العمل به , وهذه المسؤوليّة تقع على الأئمّة وعلى طلبة العلم أيضا , وعلى من يهم المستمع الكريم أنّ محلّ سجود السّهو قبل السّلام , أو بعده ليس بالأمر الهيّن , فإنّ من أهل العلم كشيخ الإسلام إبن تيمية من يرى أن سجود السّهو إذا كان محلّه قبل السّلام فإنه يجب أن يكون قبل السّلام , وإذا كان محلّه بعد السّلام فإنّه يجب أن يكون بعد السّلام وجوبا لأنّ النّبي -صلّ الله عليه وسلم- يقول: "صلّوا كما رأيتموني أصلّ". وإذا كان كذلك فإنّ من صفة صلاته أن يسجد للسّهو قبل السّلام في موضعه , وبعد السّلام في موضعه , وإذا سجدنا بعد السّلام لسجود قبل السّلام فمعنى ذلك أنّنّا أخللنا بسجود في صلب الصّلاة , وإذا سجدنا قبل السّلام لسجود بعد السّلام فمعنى ذلك أننا أدخلنا سجودا في صلب الصّلاة , وهو خارج عنها لسُنَّةِ النّبي -صلّ الله عليه وسلّم- , لهذا أدعوا إخواني الأئمّة وطلبة العلم إلى فهم هذه المسائل , وإلى نشرها بين النّاس, وإلى إحياء السُّنة فيها. والله سبحانه الموفّق والحمد لله رب العالمين وصلّ الله على نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
يعمل...
X