إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

اللقاء التاسع عشر من لقاءات طلبةالعلم مع العلامة د.محمد بن هادي المدخلي5محرم 1436

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] اللقاء التاسع عشر من لقاءات طلبةالعلم مع العلامة د.محمد بن هادي المدخلي5محرم 1436

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لتحميل الصوتية
    اضغط هُنا

    نص اللقاء
    نحن في شهر الله المحرم وهو ثالث الأشهر الحُرُم التي هي على نَسَق - يعني متتابعة وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، وشهر الله المُحَرَّم في بداية العام، فهذه ثلاثة أشهر من الأربعة الحُرُم متوالية، شهران في آخر عام وشهرٌ في أول العام، والرابع هو رجبُ الفَرد، رجب مُضَر، وسُمِّيَ فردًا لانفراده عن إخوته من الأشهر الحُرم الأربعة، فهي أربعة: ثلاثة متوالية، وانفرد هذا عنها فسُمِّي رجب الفرد، ويُسَمَّى أيضًا رجب مُضَر، مُضَر يعظمون هذا الشهر خاصة في الجاهلية من بين الأشهر الحرم، فاشتهروا بتعظيمه، فكان الواحد منهم يجد فيه قاتل أبيه فلا يأخذ ثأره منه؛ تعظيمًا لهذا الشهر، فكانوا يبالغون في تعظيمه فاشتهروا به، فسُمِّي رجب مُضَر، و مُضَر هو جُدُّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الأعلى، فمن اجتمع مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيه فهو مُضري، ومن لا فلا، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن كعب بن مُرَّة بن لُوَي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خريمة بن مُدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فمن اجتمع معه في مُضَر فهو مُضَري؛ فالشاهد هذا هو رجب مُضَر، فانفرد سُمِّي الفرد، بالغت مضر من بين القبائل في تعظيمه فهو رَجَبُ مُضَر.

    وهذا الشهر هو شهر الله المحرم فيه يوم عاشوراء
    الذي قال فيه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : «إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ الْمَاضِيَةِ» فهو مع يوم عرفة يومان عظيمان يُكَفِّران السنة الماضية ويزيد عليه عرفة بالقابلة بالآتية، فهذا فضلٌ من الله عظيم، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا قَدِمَ المدينة فوجد يهود تصومه, وقريش كانت تصومه وتُعَظِّمه، لكن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سأل يهود عن صومهم له وتعظيمهم إياه لأنهم أهل كتاب، ولأنهم ليس منهم أحد عنده قبل بمكة حتى يراه فيسأله، لكن في المدينة كانوا متواجدين، فسألهم فقالوا: «هَذَا يَوْمٌ نَجَّا اللهُ فِيهِ مُوسَى وَمَنْ مَعَه», في رواية «قَوْمَه», «وأَهْلَكَ فِرْعَوْنَ وَمَنْ مَعَه» وفي رواية «قَوْمَه»، فقال عليه الصلاة والسلام -: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكِم» فصامه وأمر بصيامه, والأمر كان في أوله للوجوب؛ أول سنة، ثم في الثانية فُرِضَ صيام رمضان، فرفع الوجوب وبقيت السنية، والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم صامه عشر سنين، وفي آخرِ سنة قال لان بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع, وفي لفظ مع العاشر، وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده خالفوا أهل الكتاب» فأمر بأن نصوم يومًا معه لحصول المخالفة لأهل الكتاب بِضَمِّنا ليومٍ معه، سواءً كان قبله أو كان بعده, والأفضل أن يكون التاسع لأنه هو الذي هَمَّ به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فإن صامَ الحادي عشر فلا بأس لكن التاسع أفضل لهَمْ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم به, هذا أوَّلًا, وأمَّا ما يذكر أن أعلى درجات صيام عاشوراء ثلاث:

    الأولى أن يصوم ثلاثة أيام يوم معه قبله ويوم معه بعده، هذا حديثه ضعيف، الذي فيه العطف بدون تخيير «صُومُوا يَومًا قَبْلَهُ وَيَوْمًا بَعْدَهُ», هذا ضعيف وهو في المُسْنَد، الصحيح «يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ».

    والدَّرجةُ الثانية أنْ يصومَه هو مُنفردًا، يحصل له أجر الصَّوم ليوم عاشوراء، ولكن لا يَحصُلُ له أجرُ المخالَفةِ لأهل الكتاب؛ فالصحيحُ أنَّ صومَ عاشوراء على درجتين:
    - إمَّا أن يُصام معه يومٌ قبله أو بعده، والأفضل الذي قبله وهو التاسع.
    - وإمَّا أن يُصامَ منفردًا فقط، حينئذٍ يفوتُ الإنسان أجرَ المخالفةِ لأهلِ الكتاب.

    الشيء الثّاني أنَّ شهرَ الله المحرَّم كلّه شهر صيام، وقد ثبتَ في الصحيح أنّ أفضل الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرّم، وقد دخل هذا الشهر شهر الله المحرّم دخل دخولًا شرعيًّا ليلة السَّبت، يعني يوم الجمعة ليلًا، فأصبحنا يوم السبت يوم واحد، كما أثبتت المحكمة العليا هذا وأعلَنَتْهُ في وسائل الإعلام عندنا هنا، فَثَبَتَ شرعًا قبل أمس، أمس نحن ماذا؟ الثلاثاء أليس كذلك؟ يوم الاثنين الذي هو اليوم الثالث أعلنت المحكمة العُليا إعلانًا شرعيًّا رسميًا بأنَّه قد ثبت دخول شهر الله المحرّم ثبوتًا شرعيًّا ليلة السبت؛ فيوم السبت يوم واحد.

    وفي بعض التقاويم للأشهر أدخلوه يوم الجمعة، يوم واحد، ولكن ليس ذلك بصواب؛ فالصحيح أنّه يوم السبت، فالسبت القادم يكون ثمانية أيام، والأحد هو التاسع، والاثنين هو عاشوراء - إن شاء الله تعالى-.

    فنحن نُعظّم هذا اليوم لأنّ النبيّ
    صلَّى الله عليه وسلَّم عَظَّمه، وتعظيمُه إيَّاه إخبارُه لنا بأنَّ هذا اليوم يومٌ أظهر فيه الله الحقّ وأهْلَهُ وخَذَلَ الباطلَ وأهْلَهُ؛ إذ اليهود أخبروه، وهم بُهت، وهم أهل كذب، لكن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أقرّهم، فلو كان كذبًا لما أقرّهم، وهو القائل عليه الصلاة والسلام-: «حَدِّثُوا عَنْ بَنِيْ إِسْرَائيلَ وَلَا حَرَجْ»، وقال: «لاتُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوْهُم»، لكن نحن ثبت عندنا هذا بإقرار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذْ لو كان كذبًا لأخبر به عليه الصلاة والسلام بل قال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فنحن نشكر الله - جلَّ وعلا- أن نَجَّا الله فيه موسى - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- وقومه الذين آمنوا به، وأَهْلَكَ فرعون لعنه الله، ومن تبعه، فهذا تعظيمنا له؛ إذ هو يوم أظهر الله فيه الحق وأهله، وأخزى وأذلَّ الباطل وأهله، فنشكر الله فيه ونعظمه فيه شكرًا له على إنجاء المؤمنين وإظهارهم وإعزازهم وإهلاك الكافرين وإذلالهم وقهرهم،فالواجب علينا جميعًا أن ننتهز الفُرَص هذه؛ فإن العبد لا يدري ما يَعْرِضُ له، اليوم صحيح وغدًا مريض، اليوم فارغ وغدًا مشغول، اليوم قوي وغدًا ضعيف وهكذا، فعلى الإنسان أن يغتنم صحته قبل مرضه، ويغتنم أيضًا شبابه قبل هرمه، ويغتنم فراغه قبل شغله، قبل أن تعرض هذه العوارض فيفوته كثير من الخير.

    والشاهد أنَّ هذا الشهر شهر طاعة لله -تبارك وتعالى- والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- قد نَوَّه به، وهو شهر من الأشهر الحرم التي ينبغي علينا جميعًا أن نؤدي حقها بتعظيمها والقيام بوظائف الطاعات التي ثبتت في السنة النبوية عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- فيها، نسأل الله التوفيق للجميع.

    الأسئلة :

    السؤال: هذا يقول: ما صحة قول من يقول أنَّ مذهب الشافعي القديم هو مذهب مالك؟
    الجواب: ليس كذلك، ففيه شيء وافق فيه مالك، وشيء وافق فيه أحمد، وشيءٌ وافق فيه أبا حنيفة، وشيءٌ وافق فيه غيرهم، والمذهب القديم للشافعي - رحمه الله تعالى- على طرفين أو جناحين أو شِقَّين: شق النيسابوريين، وشق العراقيين، كله يقال له المذهب القديم، والجديد هو ما كان بمصر. نعم.

    السؤال: هذا يقول: هل صحيح قول بعض الطلاب في أنه لا ينبغي لنا أن ننبه الطلاب الجدد عن بعض المخالفين للمنهج، وأنه ينبغي لهم أن يشتغلوا بطلب العلم، ويبتعدوا عن هذه المسائل؟
    الجواب: معرفة المنحرف في المنهج من طلب العلم، معرفة المنحرفين عن السُّنة والطريق الصحيح هذا من طلب العلم، لأننا نعلم جميعًا أنا وإياكم أنَّ هذا العلم دين، صح ولا لا؟! هل هذا محل اتفاق ولا فيه خلاف؟ إن هذا العلم دين؛ هذا فيه خلاف بيني وبينكم ولا محل اتفاق؟ أجيبوا؟ محل اتفاق ولا فيه خلاف؟ محل اتفاق عند السلف جميعًا، أنَّ هذا العلم دين، فإذا كان كذلك بَقِي َتكملة الأثر، فانظروا عمن تأخذون دينكم.

    فهذا الذي قال هذه المقالة أحد رجلين: إمَّا أنه لا يفقه، وإما أنه مريض، مصاب بداء الهوى، ونحن نقول - إن شاء الله- أنه من قلة فقهه، فيستفيد ويتعلم، هذا الكلام غير صحيح، هذا كلام بالغ، ظاهر البطلان، بالغ الغاية في البطلان، فالذي يطلب العلم، لابد وأن يكون له معلمًا، ولابد وأن يكون له صاحبًا مُعينًا في الطلب، فالمعلم لابد أن يكون على دينٍ وسُنَّة، وهكذا الصاحب الذي تتآخى وإيَّاه، وتتصاحبان أنت وإيَّاه، وتترافقان في الرحلة والطلب، لابُدَّ أن يكون صاحب سنة؛ لأن «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» فإذا صاحَب البدعي فهو مثله؛ لأن «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» والسُّني يعينك على نفسك؛ بإتِّباع السُّنة والسَّيْرِ عليها ولزومها ولزوم أهلها، والذبِّ عنها وعن أهلها والبدعي على خلاف ذلك كلهفاختر لنفسك أنت الله جل وعلا قد جعل لك قلبًا تفقه به، وعينًا تُبصر بها، وأذنًا تسمع بها، وهداكَ النجديْن؛ طريق الحق وطريق الشر والضلال، وحَثَّك على لزوم الحق، وأرسل إليك رسوله أفضل الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم- وأنزل عليه الكتاب، كُلُّ هذا يَحُثُّك فيه على لزوم الحق، وضد ذلك؛ بَيَّن لك الباطل، وحذَّرك من سلوكه، وأقامَ لكَ الدلائل على بطلانه؛ فأنتَ إن اتبعت بعد ذلك فإنما تضل على نفسك نسأل الله العافية والسلامة.

    السؤال: هذا يقول: يغلب على ظني أن خالة زوجتي تتعامل بالسحر، تَدَّعي فك السحر؛ فما الحكم في قبولي هَدِيَّتها؟
    الجواب: غَلَبَة الظن إذا قامت عليها قرائن وأنتَ تعرف ذلك؛ عَمِلْتَ بها، فالواجب عليك أن تتأكد أولًا، لكن إذا غلب على ظنك هذا - قامت القرائن التي تفيد غلبة الظن- فالواجب عليكَ أولًا أن تنصحها فإن هي أَبَت وثَبَتَ ذلك عنها عندك فحينئذٍ الواجب أن تُهجر هذه المرأة، بل ويجب على زوجتك أن تهجرها؛ لأن الذي يتعاطى السِّحر ويعمل -كما هو في السؤال، السؤال بالورقتين- هذا كافر في أَصَح قولي العلماء، معالجة السِّحر كُفر؛ لأن هذا من السبع الموبقات والله - جلَّ وعلا- يقول: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ فنعوذ بالله من ذلك. فأنتَ أولًا عليك أن تتحقق، فإذا لم يثبت قطعًا لكن بَقِيَتْ غلبة الظن والقرائن التي تحكم بها؛ فغلبة الظن يُحكم بها، فإذا أنتَ نصحت لها سيتبين لك الأمر، إذا قمت بالنصيحة تَبَيَّن لك الأمر، وحينئذٍ نصحت على غلبة الظن، وتبين لك بعد ذلك فانتقلت إلى اليقين إلى القطع، فإن كان غير صحيح سَيَتَبَيَّن، وإن كان صحيحًا هذا عنها حينئذٍ؛ إما أن ترجع وإمَّا أن تهجرها أنت وزوجتك. والقنفذ لا يجوز أكله هذا سؤال آخر له.

    السؤال: ويسأل عن إيقاف الصبي مع الجماعة وهو على غير طهارة.
    الجواب: ما يصح، لا بد أن يتطهر الصغير إذا كان مُمَيِّزًا، أمَّا غير المُمَيِّز فلا، الكلام على المُمَيِّز، فإن عندنا الصبي المميِّز وعندنا الصبي غير المميِّز وعندنا الصبي المراهق، كل يقال له صبي، وعندنا البالغ هذا مكلف، ثم مراهق، ثم صبي مميِّز ثم دون التمييز، فإذا كان على هذا النحو وهو مُمَيِّز فيجب أن يؤمر بالطهارة، لأن الصلاة لا بد لها من الطهارة فيتدرب من الآن، أما إذا كان غير مميِّز فلا تقطع صفوف الناس به.

    السؤال: هذا يسأل عن ترائي الهلال في غُرَّة كُلِّ شهر.
    الجواب: هذا الأصل فيما تثبت به الأحكام، ولكن قد يتسمَّح الناس في غير الأشهر التي تنبني عليها العبادات العامة مثل الصيام، فتجد الناس يحتاطون في جمادى الآخرة وفي رجب وفي شعبان يتحرَّون، كُلّ هذا احتياطا لرمضان، وهكذا في خروج رمضان شوال، ويُبنى عليه خروجه بدخول ذي القعدة ثم ذي الحجة، فيحتاطون لأجل الحج، ثم بعد ذلك المُحَرَّم لأجل هذه العبادة؛ ليحصل ثبوت دخول شهر الله المحرم الذي قال فيه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ صيامِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ» وليحصل به أيضًا ثبات يوم عاشوراء، فيحصل تعظيمه وصيامه على الوجه الثابت، فيكون حينئذٍ وفقْ سُنَّةِ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ التي وردت عنه في صيامهِ، وصيامُه يكونُ بثبوتِ تعينهِ، وثبوت تعينيهِ يكون بثبوت دُخول شهر الله المُحرّم، لا كما يفعلِ المبتدِعة مِن الروافِض في هذا الشهر؛ مِن الضَّلال، والإنحِراف، والندب، والعويل، والصِّياح، والبُكاء، وضربِ الصُّدور، والخُدود والرؤوس والظّهور، وإسالةِ الدماء، والمسيرات، والذّهاب إلى القبور، كلُّ هذا مِن المنكرات المُحَرَّمة العظيمة، بلْ مِن الشّرك بالله - جلَّ وعلا- نسأل الله العافية والسّلامة.

    السؤال: هذا يسأل عن الأفنانِ النديّة؛ هل تنصح بهِ المُبتدي؟
    الجواب: الأفنانِ النّديّة لا، المبتَدي يأخُذ كتابًا مختصرًا، ثُمَّ إذا عرف الخِلاف؛ دَخَلَ إلى الأفنان النَّدِيَّة. نعم.

    السؤال: قال يسأل: مَن الذي يُقيم الحُجّة على النّاس؟
    الجواب: الذي يقيم الحُجّة على النّاس كتاب الله وسُنّةَ رسولهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم-، هذان اللذان تُقامُ بهِما الحُجّة، والذي يُقيمُها هو العالم، وطلبةِ العلمِ المُتمكّنين، والسُّلطان يأتي بالعالِم، بطلبةِ العلم المُتمكّنين فيجمعهُم للمسألة؛ فيبحثونها ويُقيمون الحق بِدلائلِه على مِن خالف، وهذا موجود، ولو نظرتُم في مِثل كتابِ الدُرر السَنِيّة؛ لرأيتُم ما أقولُ لكم في عددٍ مِن المسائل هذا موجود، وتَجِدون توقيعات هؤلاء الذين أصبحوا بعد ذلك كِبار العلماء، يومَ أن كانوا شبابًا في عهدِ الملك عبد العزيز - رحمه الله تعالى-، بس في الدولة السُّعوديّة الثالثة هذه التي نحنُ فيها، كانوا في الأربعينات، وفي خمسة وثلاثين ونحوِ ذلك، كانوا يجتمعون للمسألة التي فيها نظر أهل العلم وينظرون في أدلّتِهم ويُناقِشونها، ويخرجون بكلامٍ واحدٍ يصدر عنه الجميع، فمثلِ هذا؛ ومثلَ هؤلاء هم الذين تُقام بهم الحُجّة، بالعالم المتَمكّن وبطلبة العلم المتَمكِّنين الذين ينظرون في هذه المسائل، ويَسْطِرون فيها القول عن الله - سبحانه وتعالى- ورسولهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم-.

    السؤال: وهذا يقول: ما حُكم مَن يُنكِر حجِّيَةِ الإجماع، بدعوة أنَّ الإجماع أن يُجمِع كلُّ مُسلمٍ على مسألة؟ وهذا مستحيل.
    الجواب: هذا غلط، الإجماع هو إجماع مُجتَهِدي الأمّة، ما هُو كلُّ مُسلم! طيب الذين لا عِلم لهم؛ مِن الخبّازين والبقّالين والجزّارين، لا عِلم لهم، نحنُ لا نَعيب الإنسان بصَنعتهِ؛ لكن الذين لا عِلم لهم؛ هؤلاء مُسلمين يدخلون في هذا القول، هذا قول باطل، لكنِ المراد مِن الإجماع: أن يجتمِعَ مُجتهدي الأُمَّة في عصرٍ مِن الأعصار على حُكم، هذا الذي يقال عنهُ إنّهُ إجماع، ولِتفرُّق المُسلمين في الأمصار، وتباعُد الأقطار؛ قال جمعٌ مِن أهل العلمِ مَنِ ادَّعى الإجماع فقد كَذَب، ومِن هؤلاء: الإمام أحمد - رحمه الله-، وقالوا: "الإجماع الذي ينضبِط هو إجماع الصّحابة"، لماذا؟ لأنّهم معدودون؛ محصورون في مدينة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم-، فسهل اجتماعُهم على المسألة، ويقول الواحد منهُم قولًا ولا يُخالِفهُ أحد، هذا سهل نقله. أمَّا بعد ما تباعدتِ الأقطار؛ وتفرّق فيها أصحابُ النبيّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-في الفُتوحات، ثمّ وُجِدَ العلماء في هذه الأقطار؛ في الزمنِ السابق خاصَّة؛ إدَّعاءِ الإجماع صعب، وذلك؛ ما يُدريك لعلَّه قد خالف بعضُهم ولم يُنقل إليك، لم تقف عليه، فهذا معنى قول الإمام أحمد - رحمه الله تعالى-.

    ولعلَّنا نقف عند هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبدهِ ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم محمد الفاضل الجزائري; الساعة 01-Nov-2014, 07:19 PM.
يعمل...
X