إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حقوق المصطفى و حقيقة نصرته صلى الله عليه و سلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] حقوق المصطفى و حقيقة نصرته صلى الله عليه و سلم

    حقوق المصطفى و حقيقة نصرته صلى الله عليه و سلم
    الحمد للهأرسل رسوله محمدا {كَافَّةً لِّلنَّاس} [سبأ 28]، و {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة 33]، و جعله { شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح 8] {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} [الأحزاب 46]، {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} [النحل 36]، فمن ضل أضله الله بعدله {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام 115]، و الذي أضله الله {فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء 143] و أولئك {هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف 178].
    و هدى الله عباده المؤمنين بفضله و كرمه {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [الأعراف 178]، و هو سبحانه {يهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة 142]، هداهم ربهم و زادهم من فضله فكان {بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب 43]، وامتن عليهم قائلا {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة 151]، و جعل له عليهم حقوقا {لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح 9]، و من أعظم حقوقه صلى الله عليه و سلم نصرته قال تعالى {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة 40].
    و بعد، فإنه قد مر على المؤمنين في هذه الفترة موقف عظيم، و فعل شنيع اتجاه نبيهم صلى الله عليه و سلم، من طرف "أشقى القوم"، حيث قاموا بسبه و شتمه و الاستهزاء به عن طريق رسومات للسخرية، فتزعزع المسلمون، و هالهم الأمر، فقاموا لنصرة نبيهم صلى الله عليه و سلم.
    و لكن العجيب أنهم لا يعلمون و لا يعرفون كيف ينصروا نبيهم، خرجوا إلى الطرقات يصيحون و يصرخون : إلا محمد، أنا محمد، كلنا محمد، و رفعوا لا فتات ينددون، و آخرون حملوا السلاح يقتلون، و لكن {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس 26] أن هذا الفعل ليس من النصرة في شيء، بل ما زادوا به أهلَ السنة إلا حزنا و الله المستعان.
    نصرة النبي صلى الله عليه و سلم تكون بأداء حقوقه علينا، و لا يقتصر أداؤها على فترة زمنية معينة فقط، ثم تنطفئ الشعلة العاطفية، حتى يرجع كل إلى ما كان عليه من الفسق و المعاصي أعاذني الله و إياكم منها، بل حقوقه قائمة على العبد مدى حياته، كيف لا و هي التي أمرنا الشرع بها و كلفنا بها.
    لذلك ينبغي تعلم هذه الحقوق، و الحرص على العمل بها في كل زمن و حين، سائلين الله التوفيق و السداد.
    فمن حقوقه صلى الله عليه و سلم الإيمان به، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء 136]، و قال {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [62]، و قال {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} [الفتح 13]، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم عن أبي هريرة.
    و من حقوقه صلى الله عليه و سلم الشهادة له بالرسالة، فإن العبد سيسأل عن الشهادة في قبره روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "العبد إذا وضع في قبره، وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان، فأقعداه، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله".
    و بالشهادة تعصم الدماء روى البخاري و مسلم عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله".
    و لا يؤمن العبد إلا بالشهادة روى الحاكم في المستدرك عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (7584).
    و من حقوقه محبته صلى الله عليه و سلم، روى البخاري في الصحيح عبد الله بن هشام، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر : يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال له عمر : فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الآن يا عمر".
    و من حقوقه صلى الله عليه و سلم طاعته فيما أمر، قال الله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} [النساء 13]، و قال { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأنفال 46]، و ذكر الله من خصال المؤمنين { وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة 71]، روى البخاري و مسلم عن جرير قال : "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم".
    و من حقوقه اجتناب نهيه صلى الله عليه و سلم، قال تعالى {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء 14]، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"، و روى ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما أمرتكم به فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا" صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه.
    و من حقوقه توليه صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة 56]، و قال {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة 55].
    و من حقوقه اتباع سنته صلى الله عليه و سلم و التمسك بها، قال الله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر 7]، روى الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (3232).
    و من حقوقه التأسي به صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب 21]، روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن دينار، قال : سألنا ابن عمر رضي الله عنهما، عن رجل طاف بالبيت في عمرة، ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته؟ فقال : "قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة سبعا وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".
    و روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة في حديث طويل قال : "ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبنا معه، قال : فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟ ثم قال : "أما لكم فيَّ أسوة" الحديث.
    و له أيضا عن سعيد بن يسار، أنه قال : كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكة، قال سعيد : فلما خشيت الصبح نزلت، فأوترت، ثم أدركته، فقال لي ابن عمر : أين كنت؟ فقلت له : خشيت الفجر، فنزلت فأوترت، فقال عبد الله : أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، فقلت : بلى والله، قال : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير".
    و من حقوقه صلى الله عليه و سلم تبليغ دعوته، روى البخاري و غيره عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار"، و روى البزار في مسنده عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه".
    و من حقوقه النصح له صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة 91]، روى البخاري و مسلم -و اللفظ له- عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "الدين النصيحة" قلنا : لمن؟ قال : "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
    و من حقوقه الصلاة عليه و سؤال الوسيلة له صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب 56]، روى مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة".
    و من حقوقه صلى الله عليه و سلم محبة أهله و قرابته و الدفاع عنهم و عدم أذيتهم و الاهتمام بهم، قال الله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب 6]، روى مسلم عن زيد بن أرقم قال، قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال : "أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال : "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
    وروى ابن حبان في صحيحه عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "إن أمركنّ لمما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن بعدي إلا الصابر"، قال : ثم تقول : فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة، تريد عبد الرحمن بن عوف، وكان قد وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال بيع بأربعين ألفا. حسنه الألباني رحمه الله (المشكاة 6121 – 6122).
    و قال صلى الله عليه و سلم كما في حديث الإفك و هو على المنبر : "يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا" رواه الشيخان.
    و قال أبو بكر رضي الله عنه : "والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي" رواه الشيخان.
    و من حقوقه صلى الله عليه و سلم حفظه في أصحابه و الاقتداء بهم و عدم الطعن فيهم، روى البخاري و مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد، ذهبا ما بلغ مد أحدهم ، ولا نصيفه".
    و روى ابن ماجه في السنن عن جابر بن سمرة، قال : خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا مثل مقامي فيكم، فقال : "احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (2392).
    روى ابن حبان و الحاكم و غيرهما عن العرباض بن سارية قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (37).
    و روى الترمذي عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر" قال الألباني في صحيح سنن الترمذي : إسناده حسن.
    و من حقوقه نصرته صلى الله عليه و سلم، قال الله تعالى {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة 40]، و جعل الله من نصره من أهل الفلاح فقال {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [157]، و قال في حق الأنصار رضي الله عنهم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال 72]، و قال تعالى في حق المهاجرين {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر 8].
    كيف لا ننصره و قد قال ورقة : "فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا، ذكر حرفا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أومخرجي هم" قال ورقة : نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا" رواه الشيخان.
    كيف لا ننصره و قد نصره من مات مشركا و هو عنه أبو طالب، روى مسلم عن عبد الله بن الحارث، قال :سمعت العباس، يقول : قلت : يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك؟ قال : "نعم، وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح".
    فهذه بعض حقوق النبي صلى الله عليه و سلم، التي في العمل بها الفلاح و النجاح، و بهذا ينصر النبي صلى الله عليه و سلم، لا المعاصي و المفسقات، و لا بالبدع و المحدثات.
    أسأل الله العظيم أن يوفقنا للاقتداء بالنبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم، و أن يعيننا على العمل بستنه و الاتهداء بهديه.
    و صلى الله و سلم على نبينا محمد الأمين، و على آله و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    كتبه : يوسف صفصاف.
    01 ربيع الثاني 1436
    21 يناير 2015

  • #2
    رد: حقوق المصطفى و حقيقة نصرته صلى الله عليه و سلم

    و من حقوقه عدم رفع الصوت فوق صوته صلى الله عليه و سلم، فال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات 2]، روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي مليكة، قال : "كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر -قال نافع لا أحفظ اسمه- فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي، قال : ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآية قال ابن الزبير : "فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر".
    و روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، أنه قال لما نزلت هذه الآية : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته، وقال : أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ، فقال : "يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ اشتكى؟" قال سعد : إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال : فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت : أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بل هو من أهل الجنة".

    تعليق

    يعمل...
    X