-
فتاوى الكبار : في بعض أحكام التعزية والمآثم
التعديل الأخير تم بواسطة ; 20-Feb-2018 الساعة 01:40 PM
-
الشكر / الإعجاب : - 1 شكر
-
رد: فتاوى الكبار : في بعض أحكام التعزية والمآثم

الشيخ عبد العزيز ابن باز حفظه الله
حكم تقبيل ومعانقة المعزى
نلاحظ في وقت العزاء أن أغلب الناس عندما يريدون التعزية يقبلون المعزى أو يعانقونه، والبعض ينكر ذلك ويقول: إن التعزية مصافحة فقط، فما رأي سماحتكم في ذلك؟
الأفضل في التعزية وعند اللقاء المصافحة إلا إذا كان المعزي أو الملاقي قد قدم من سفر فيشرع مع المصافحة المعانقة؛ لقول أنس رضي الله عنه: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا)، والله ولي التوفيق.
المصدر

الكلمات المناسبة للتعزية
الأخ (ع.م.ح) من القاهرة يقول في سؤاله: بعض الناس إذا أراد أن يعزي إنساناً في قريب له متوفى يقول له: البقية في حياتك، وشد حيلك ونحو هذه الكلمات، والسؤال: هل هناك شيء مخصوص يقال في مثل هذه المناسبة، وهل يجب التقيد به؟ أفيدونا مأجورين.
لا أعلم دعاء معيناً في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يشرع للمعزي أن يعزي أخاه في الله في فقيده بالكلمات المناسبة، مثل: أحسن الله عزاءك، وجبر مصيبتك، وأعظم أجرك، وغفر لميتك.. ونحو ذلك.
أما التعزية بقوله البقية في حياتك، أو شد حيلك، فلا أعلم لهما أصلا، وفق الله الجميع.
المصدر
حكم إقامة مراسم العزاء
تقام مراسم العزاء، يتجمع الناس عند بيت المتوفى خارج المنزل، توضع بعض المصابيح الكهربائية (تشبه تلك التي في الأفراح) ويصطف أهل المتوفى ويمر الذين يريدون تعزيتهم يمرون عليهم واحدا بعد الآخر، ويضع كل منها يده على صدر كل فرد من أهل المتوفي ويقول له: (عظم الله أجرك) فهل هذا الإجماع وهذا الفعل مطابق للسنة؟ وإذا لم يوافق السنة فما هي السنة في ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
هذا العمل ليس مطابقا للسنة ولا نعلم له أصلا في الشرع المطهر، وإنما السنة التعزية لأهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين كهذا الاجتماع، وإنما يشرع لكل مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة سواء كانت التعزية قبل الصلاة أو بعدها، وإذا قابله شرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب مثل: (أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وجبر مصيبتك). وإذا كان الميت مسلماً دعا له بالمغفرة والرحمة، وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضاً، ويعزي الرجل المرأة والمرأة الرجل لكن من دون خلوة ولا مصافحة إذا كانت المرأة ليست محرما له.. وفق الله المسلمين جميعا للفقه في دينه والثبات عليه إنه خير مسئول.
المصدر
تقديم النقود لأهل الميت عند التعزية
من العادات السائدة لدينا: أنه إذا توفي عندنا إنسان يجتمع الناس للتعزية في بيت أهل المتوفى، وحاملين معهم بما يسمى بالتعازي، كالنقود والذبائح وما أشبه ذلك، وعلى إثر ذلك يقوم أهل الميت بالذبح من هذه التعازي، ويشترون ببعض النقود من الشاي والقهوة، علماً أن الذين يقومون بالذبح هم أقارب وجيران الميت بقصد المساعدة، كون أهل الميت مشغولين، ولا يخفى أيضاً مساعدة أهل الميت، نرجو منكم التوضيح إذا كان ذلك جائزاً أم لا؟
السنة للمسلمين أن يساعدوا أهل الميت ببعث العشاء لهم، يعزون في ميتهم ويبعث لهم أقاربهم وجيرانهم أيام العزاء العشاء، طعام العشاء، لأنهم مشغولون عن صنع العشاء بسبب المصيبة، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -أنه قال لأهله لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة، قال: (ابعثوا لأهل جعفرٍ طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم)، هذا من السنة، أما كون أهل الميت يقومون ويصنعون الطعام للناس هذا لا ينبغي، هذا منكر وهو من جملة النياحة، قال جرير بن عبد الله البجلي: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام لهم من النياحة، فلا ينبغي هذا، ولا يجوز لهم أن يصنعوا الطعام للناس، ويجمعوا الناس للأكل عندهم لأنهم مشغولون بالمصيبة، لكن زوارهم ينبغي أن يخففوا، يزورونهم للتعزية، ثم ينصرفون ولا يثقلون عليهم، ولا يحرجونهم إلى صنع الطعام، بل ينبغي للمعزين أن يعزوا ثم ينصرفوا من دون إبطاء وتأخر عندهم حتى لا يشقوا عليهم، وإذا كانوا المعزون جاؤوا من بلادٍ بعيدة ضيوفاً على المعزين فلا بأس حينئذٍ من أجل الضيافة، أن يصنع لهم أهل الميت طعاماً أو يصنعه الجيران ويقدمونه لهم، لا بأس بهذا، أما يتخذ عادة، أن أهل الميت يصنعون الطعام للمعزين، هذا لا ينبغي، بل هذا من المنكر، ومن أعمال الجاهلية، ومن النياحة لكن إذا اضطروا إلى هذا بسبب الضيوف الذين جاءوا من بعيد ويستحون من تركهم فلا بأس أن يصنعوا لهم طعاماً من باب الضيافة، لا من باب المأتم، ولا من باب صنع الطعام لأجل الميت، لا، بل هذه حاجة عارضة، وأما جيرانهم وأقاربهم فالأفضل أن يصنعوا لهم طعاماً يهدونه إليهم من أجل لأنهم مشغولون فيكفيهم المؤونة جيرانهم وأقاربهم ويهدونه إليهم، وإذا أكل معهم بعض المعزين أو بعض الجيران فلا بأس لأنه طعام حاصل إن لم يأكلوه طرح في العراء فلا بأس حينئذٍ أن يأكل معهم جيرانهم وضيوفهم، كل هذا لا بأس به.
المصدر
إعطاء أهل الميت طعاماً عند التعزية
أفتونا فيما هو واقع عندنا في التعزية، والطريقة التي عندنا هي: أن أهل الميت يتوافد عليهم الناس في الحال، فمن هؤلاء الناس من يأتي معه بالذبائح الجاهزة للأكل، ويقوم أهل الميت بدورهم لتقديمها للمعزين الذين جاءوا لتقديم العزاء، كغداء أو عشاء، والبعض الآخر من الناس يأتي معه بالغنم حية، ويقوم أهل الميت بعمل اللازم لتقديمها أيضاً كغداء أو عشاء، والبعض -وهم القلة- يجعلون ما أتوا به من أموال غنم أو نقود لأهل الميت، ولا يأكلون ولا يجلسون إلا الوقت القليل ومن ثم يذهبون، هل هذا العمل صحيح، أم من الواجب أن يجلسوا في البيت ليتلقوا التعازي أهل الميت؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.
لا حرج في هذا إذا تصدقوا عليهم وجاءوا لهم بشيء من الغنم أو شيء من اللحم لا حرج في ذلك، إذا صنعوا أهل الميت لهم؛ لأنهم ضيوف وأكرموهم بما جاءوا به من اللحم أو من الذبائح لا حرج عليهم في ذلك، وإن أعطوهم مالاً أو غنماً أو غير ذلك وذهبوا ولم يجلسوا مساعدةً لأهل الميت فلا بأس بذلك، وقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو ابن عمه لما قتل في مؤتة في الشام قال النبي لأهله: (ابعثوا لأهل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم)، فأمر أهله أن يبعثوا إليهم طعاماً مصنوعاً، لأنه أتاهم ما يشغلهم، فالأفضل لهؤلاء أن يبعثوا طعاما مصنوعا، دون ذبائح يكلفون بها أهل الميت، لكن ما داموا جاءوا بها وأعطوها لأهل الميت فأهل الميت عليهم أن يضيفوا ضيوفهم، ويحسنوا إليهم ويكونوا كرماء لا لؤماء، فإذا صنعوا منها طعاماً لهم وأطعموهم غداءً أو عشاءً فلا حرج في ذلك، إنما المكروه الذي لا ينبغي والمنكر الذي من عمل الجاهلية كون أهل الميت يصنعون الطعام من مالهم للناس، ويجعلون هذا مأتماً للميت، يصنعون الطعام للناس، فهذا هو الذي لا ينبغي، وهو من عمل الجاهلية، قال جرير -رضي الله عنه-: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الموت من النياحة) يعني إذا فعلوه أهل الميت من مالهم، أما إذا فعلوه للضيوف الذي نزلوا بهم، أو فعلوه من الذبائح التي جاء بها الضيوف فهذا ليس فيه بأس، لأنهم ملزمون بهذا، إكرام الضيف أمر لازم ولا حرج في إكرام الضيف، بل واجب، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)، فإذا جاءهم الضيوف سواءٌ معهم طعام أو ما معهم طعام، جاءهم الضيوف ونزلوا عندهم وجلسوا إلى وقت الغداء أو وقت العشاء وضيوفهم فلا بأس، وإذا كانوا معهم غنم أو لحوم كان الأمر أشد وآكد، لكن لا يبدءون هم، لا يصنعون أهل الميت الطعام، أهل الميت لا يصنعون الطعام، ويجعلون مأتماً للناس وعادة، هذا هو الذي ينكر عليهم وينهون عنه، والأفضل للذين يزورونهم أن يصنعوا الطعام في بيوتهم، ويبعثوا إليهم مصنوعاً كاملاً حتى لا يكلفوهم صنعة الطعام؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، فالذي فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسنه للأمة أن جيرانهم أو أقاربهم يبعثون بالطعام مصنوعاً إليهم، حتى يكفوهم المئونة، هذا هو الأفضل، وإذا جاءهم الطعام وقدموه للضيوف ليأكلوا منه أو دعوا إليه الجيران أو أقاربهم ليأكلوا فلا حرج في ذلك، لأن الطعام لو ترك ضاع بغير فائدة. جزاكم الله خيراً.
المصدر

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
طرق التعزية
س: سؤالنا هو عن ما يجري في عزاء الميت اليوم، وذلك أنه في الآونة الأخيرة أخذت كل قرية من قرى الجنوب تجمع نقودًا وتأخذ بها صيوان خيام، وينصب إذا مات منهم واحد لمدة ثلاثة أيام، ثم يأخذ وفود المعزين يأتون إليهم جماعة بعد جماعة في ذلك الصيوان، ويجلسون مدة من الوقت، ثم يذهبون ويأتي آخرون، وهكذا حتى تنتهي هذه الثلاثة الأيام، وهؤلاء الوفود لا يأكلون عند أهل المصاب، لكن عند الجماعة وخاصة الذي يأتي من بلد بعيد، فالذي أشكل علينا هو نصب هذه الخيام والتجمع الذي بصفة دائمة في هذه الثلاثة الأيام، وإقراء جماعة أهل المصاب للذين يأتون من بعيد هل فيه شيء أم لا؟ نرجو توضيح الجائز من غيره في كل ما ذكر.
ج: أولاً: من هديه صلى الله عليه وسلم تعزية أهل الميت. بهذا جاءت السنة من فعله صلى الله عليه وسلم وقوله.
ثانيًا: من السنة صنع الطعام لأهل الميت، فعن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر رضي الله عنه حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم رواه الخمسة إلا النسائي .
ثالثًا: الاجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام منهم بعد
دفنه لا يجوز، والأصل في ذلك ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة .
رابعًا: يحرم ما يفعله أهل القرية من جمع نقود يأخذون بها صيوانًا ينصب إذا مات منهم واحد لمدة ثلاثة أيام، يأتي إليهم جماعة بعد جماعة في ذلك الصيوان، ويجلسون مدة من الوقت، ثم يذهبون ويأتي آخرون، وهكذا حتى تنتهي هذه الثلاثة الأيام؛ لأن ذلك بدعة لا أساس لها في الشرع المطهر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

-
الشكر / الإعجاب : - 1 شكر
-
رد: فتاوى الكبار : في بعض أحكام التعزية والمآثم