إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فتاوى شرعية في بعض الألفاظ الدارجة على الألسنة الجزائرية للشيخ محمد على فركوس حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] فتاوى شرعية في بعض الألفاظ الدارجة على الألسنة الجزائرية للشيخ محمد على فركوس حفظه الله



    فهذا جمع لفتاوى شيخنا الوالد محمد على فركوس في بعض الألفاظ الدارجة على الألسنة الجزائرية


    حكم استعمال لفظ «هَوَّدْ» للنُّـزول


    السؤال: يستعمل سكانُ الغرب الجزائري لفظة: «هَوَّدْ» بمعنى: نَزَل، وقد منع منها البعض زعمًا أنّها بمعنى دخل في اليهودية. فما تعليقكم شيخنا؟
    الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
    فإنَّ التعبيرَ العامِّي الجاري في أهل منطقتكم عند إطلاق لفظ «هوِّد» على النُّزول -ففي نظري- أنَّ معناه ليس مشتقًّا من التهويد، أي: التحوّل إلى دين اليهود، وإنما استعملت فيمن هوى، أي: سقط من العلوِّ إلى الأسفل كمن وقع في هوَّةٍ كالبئر مثلاً، وهي الهوَّاءة ثمّ أبدلت الهمزة دالاً إمَّا لثقلها أو لكثرة الاستعمال، ثمّ أضيفت إلى معنى الهبوط والنُّزول السريع، وبعدها استقرَّ معناها الأخير في النُّزول العادي.
    والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
    الجزائر في: 8 ربيع الثاني 1427ه
    الموافق ل: 5 مـاي 2006م


    في حكم إطلاق لفظ: «النَّاموس» على البعوض

    السؤال: جاء في الحديث الصحيح وصفُ جبريل عليه السلام بالناموس(1)، بينما يُطلق لفظ الناموس في منطقتنا على البعوض، فهل في مثل هذا الإطلاق محذور شرعي؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
    الجواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
    فالمرادُ بالناموس لغةً هو صاحب سِرُّ الإنسان، ويطلق على الجاسوس؛ لأنه صاحب سرِّ الشرِّ، وإنما أراد في الحديث بالناموس الأكبر جبريل عليه السلام؛ لأنه صاحب سرِّ المَلِكِ سبحانه، فخصَّه اللهُ تعالى بالوحي والغيب اللَّذَين لا يطَّلع عليهما غيرُه. قال ابن دريد: «كُلُّ شيء سترتَ به شيئًا فهو ناموس له»(2)، ويُستعمل الناموس أيضًا في المكر والخداع والتلبيس؛ لأنَّه يسترها ويخفيها.
    قلت: ولعلَّ إطلاق تسمية الناموس على مكمن البعوض وأماكن استتاره فيه أوَّلاً، ثمَّ استعيرت فيه.
    والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
    الجزائر في: 8 ربيع الثاني 1427ه
    الموافق ل: 5 مـاي 2006م

    (1) أخرجه البخاري في «بدء الوحي»: (3)، ومسلم في «الإيمان»: (422)، وأحمد: (26616)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
    (2) «مقاييس اللغة» لابن فارس: (5/ 481).


    في صحَّة استعمال عبارة: «جاب لي ربِّي»

    السؤال:
    ما حكم كلمة: «جاب لي ربِّي»؟
    الجواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
    فعبارةُ: «جاب لي ربِّي» -وإن كان مرادُها عند المتكلِّم هو: «ما خطر ببالي»- إلاَّ أنَّ هذه العبارةَ في حدِّ ذاتها خطأٌ، إذ هي مأخوذةٌ من عباراتِ المتصوِّفة الذين يعتقدون أنَّ من مصادر التلقِّي: الإلهامَ من الله مباشرةً، ويجري على لسانهم: «حدَّثني قلبي عن ربِّي»، حيث يأخذون العلمَ من اللهِ مباشرةً -كما يزعمون-، ولذلك يجعلون مقامَ الصوفيِّ فوق مقام النبيِّ، لأنَّ النبيَّ عندهم يأخذ العلمَ من المَلَك الذي يوحي به إليه بخلاف الصوفيِّ فيأخذه من الله مباشرةً بواسطة الإلهام، ومِن مصادر التلقِّي عندهم -أيضًا- سماعُ خطاب الله تعالى أو الملائكة أو الجنِّ الصالح أو أحد الأولياء عن طريق الهواتف في اليقظة أو في المنام أو في حالةٍ بينهما بواسطة الأذن، ولا يخفى أنَّ هذا الانحراف المختلط بالفلسفات الهندية واليونانية والرهبانية شوَّه جمالَ الإسلام وصفاءَ عقيدتِه، وحَالَ دونَ تقدُّم المسلمين، لأجل ذلك ينبغي تجنُّبُ استعمالِ مثل هذه العبارات.
    والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
    الجزائر في: 10 رجب 1426ه
    الموافق ل: 15 أوت 2005م

    في حكم عبارة: «مَاكَتْبَتْشْ» المتداولة

    السـؤال:
    انتشر على ألسنةِ كثيرٍ من الناسِ عبارة «مَاكَتْبَتْشْ»، أي: لم يُكتب هذا الأمرُ عنده سبحانه، فهل هذه العبارة صحيحة؟ أم أنَّها مُناقِضة لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فاعلم أنَّ عِلْمَ اللهِ بكلِّ شيءٍ قبل وجوده أَزَلِيٌّ، ويعلم بأعمال العِباد قبل أن يعملوها، وقدَّرها لكلِّ كائنٍ تقديرًا عامًّا شاملاً، وهو المكتوبُ في اللوح المحفوظ، لذلك يجب الاعتقاد الجازم بأنَّ الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ مقاديرَ كلِّ شيءٍ إلى أن تقوم الساعة، وليس فيه شيء غير مكتوب، قال تعالى: ?أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ? [الحج: 70]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَوَّل مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، قَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»(1).
    وللتقدير العامِّ تقديرٌ مُفصَّلٌ كالتقدير العُمُري أو الكتابة العُمُرية: التي تكون للجنين في بطن أُمِّهِ يُكتب له أجلُه ورزقُه وعملُه وشقاوتُه أو سعادتُه كما ثبت ذلك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، والتقديرُ الحوليُّ: وهو ما يقدَّر في ليلة القدر من حوادث السَّنَة ووقائع العام، قال تعالى: ?فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ? [الدخان: 4-5]، والتقدير اليومي: وهو ما يقدَّر من وقائع اليوم من مرض ومعافاةٍ وموتٍ وحياةٍ، وعزٍّ وذُلٍّ ونحو ذلك، قال تعالى: ?كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ? [الرحمن: 29]، وتفريعًا عليه، فالواجب على المسلم الإيمان الجازم بما قَدَّره اللهُ على جهة العموم وعلى جهة التفصيل، فمن أنكر شيئًا من ذلك لم يكن مؤمنًا لاختلال ركن من الإيمان الخاصِّ، ومَن آمن ولم يجحد وجب عليه تصحيح الخطأ في العبارة بما يتماشى وإيمانه بالقدر جُملة وتفصيلاً، فلا يجوز له أن يتلفَّظ بهذه العبارة «ماكتبتش» لما فيها من مساسٍ بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
    الجزائر في: 30 من ذي القعدة 1428ه
    الموافق ل: 10 ديسمبر 2007م

    (1) أخرجه أبو داود في «السنة»، باب في القدر: (4700)، والترمذي في «القدر»: (2155)، وأحمد في «مسنده»: (22197)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (2018).

    في حكم التسميات التالية:
    «دحمان» «عبد قا» «حمُّ» «يسُّو» وغيرها


    السـؤال:
    هل يُشْرَعُ تسميةُ المولود باسم «دحمان» أو «دحمون» أو «رحمو» أو «حمو» أو «يسُّو»؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فاسمُ «دَحْمَان» و«دَحْمُون» من الدَّحْم وهو: الدفع الشديد، ومنه سمي الرجل دحمان ودُحَيْمًا(1)، ودحم المرأة يدحمها دحمًا أي هو «النكاح والوطء بدفع وإزعاج»(2)، قال ابن حبان في دحيم القاضي: «دُحَيم تصغير دَحْمَان، ودحمان بلغتهم: خبيث»(3)، قال بكر أبو زيد: «وهذا اللقب منتشر عندنا في اليمامة بلقب به من اسمه: عبد الرحمن على وجه الغضب»(4)، أمّا «رحمو» فهو تحريفٌ فظيعٌ وتبديلٌ شَنِيعٌ لاسمِ «عبد الرحمن»، وكذلك اسم «عَبْدَ قَّا» اختصرتْهُ بعضُ المناطقِ الغَرْبِيَّةِ من الجزائر اختصارًا مُنكرًا عن اسم «عبد القادر» بما يُبدِّلُ لفظ الجلالة «القادر» ويحرّف معناها، فهذا وغيرُه من قبيل اشتقاق أهلِ الجاهليةِ الأسماء الباطلة من اسمِ الإلهِ الحقّ، على ما جاء في قوله تعالى: ?أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى? [النجم: 19-20]، فإنّ «اللاّت» مشتقّةٌ من الله، أو مِنَ الإلهِ، فاشتقَّ أهلُ الجاهلية من أسماء الله اسمًا للصَّنَم، وهي لأهل الطَّائف ومَنْ حولَهُمْ من العرب، و«العُزَّى» وهو مشتقٌّ من اسم اللهِ «العزيز»، وهو صَنَمٌ يعبُدُه قريشٌ وبنو كنانة، كان بنخلة بين مكة والطائف، و«مناة» مشتقّة على أحد الأقوال من «المنّان»، وهو صنم بين مكة والمدينة لِخُزَاعَةَ وهُذَيلٍ.
    وأمّا «حَمُّو» و«يسّو» فما هي إلاّ ألقاب أو أسماء مختصرةٌ من اسم «محمّد» و«يوسف» يُؤتَى بها للتحبُّب ما أنزل اللهُ بها مِنْ سلطانٍ، وتكثر في المناطق الجنوبية وعند الإباضية خاصّةً، فَقَلْبُ الأسماءِ المشروعةِ إلى أسماءٍ باطلةٍ من تلاعُبِ الشيطانِ وإزالته لخَيْرِيَّةِ الأسماءِ الأصيلةِ إلى ضِدِّها، وقد أفصحَ عن ذلك ابنُ الحاجّ المالكيُّ في «المدخل» بقوله: «فلمّا رأى الشيطانُ هذه البركةَ وعمومَها أراد أن يُزيلَهَا عنهم لعبادته الذميمة وشيطنَتِهِ الكمينةِ فلم يُمْكِنْهُ أن يزيلَهَا إلاّ بِضدِّها، وهو أن يكون الاسمُ يعودُ عليهم بالضُّرِّ، ثمّ إنه لا يأتي لأحدٍ إلاّ بالوجه الذي يَعرفُ أنه يَقْبَلُ منه. فلمَّا كان أهلُ المشرق الغالبَ على بعضهم حبُّ الفخر والرئاسة، أبدلَ لهم تلك الأسماءَ المباركةَ بما فيه ذلك نحو «عزّ الدِّين»، و«شمس الدِّين»، إلى غير ذلك ممَّا قد عُلِم، فنَـزَّلَ التزكيةَ موضعَ تلك الأسماءِ المباركةِ، ولَمَّا أن كان أهلُ المغربِ الغالبَ عليهم التواضعُ وتركُ الفخر والخُيَلاَءِ، أتى لبعضهم من الوجه الذي يَعْلَمُ أنهم يَقْبَلُونَهُ منه فأوقَعَهُم في الألقاب المَنْهِي عنها بنصِّ كتاب الله تعالى، فقالوا ل «محمّد»: حمّو، ول «أحمد»: حمدوس(5)، ول «يوسف»: يَسُّو، ول «عبد الرحمن»: رحمو، إلى غير ذلك مما هو معلومٌ معروفٌ عندهم متعارفٌ بينهم، فأعطى لكلِّ إقليمٍ الشيءَ الذي يعلم أنهم يقبلونه منه، نعوذُ بالله من ذلك»(6).
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
    الجزائر في: 25 ربيع الأول 1428ه
    الموافق ل: 13 أبريل 2007م

    (1) «لسان العرب» لابن منظور: (4/ 302).
    (2) «النهاية» لابن الأثير: (2/ 106).
    (3) «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (6/ 132).
    (4) «معجم المناهي اللفظية» لبكر أبو زيد: (257).
    (5) هذا، والعرب سمّت حامدًا وحُمَيدًا وحَميدًا ومحمودًا وحمّادًا وحَمْدًا وأحمد وحمدون وحَمْدين وحَمْدان وحَمْدى وحَمُّودًا ويَحْمد ويُحْمدُ، كما سمّت رجال من العرب أبناءهم من الجاهلية بمحمّد لإخبار الرهبان أنه سيكون نبي يسمّى محمّدًا. [«القاموس المحيط» للفيروزآبادي: (1/ 355)، «لسان العرب» لابن منظور: (3/ 316)، «تاج العروس» للزبيدي: (1/ 1962)].
    (6) «المدخل» لابن الحاج: (1/ 129).


    في حكم لفظة «الزّهَر» وعلاقتها بالنَّرد

    السـؤال:
    ما حكم لفظ «الزّهَرْ» في الشريعة؟
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فالمراد بلفظ «الزَّهَر» بالعامية الجزائرية هو الحظ، مأخوذ من زهر النَّرْد، وهو أحد مكونات النردشير المتمثل في لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين، تعتمد على الحظ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفص «وهو الزهر»، وتعرف عند العامة بالطاولة(1).
    وزهر النَّرد قطعتان من العظم: صغيرتان مكعبتان، حفر على الأوجه الستة لكل منها نقط سود من واحد إلى ست(2).
    فإذا قال للمتسابق: «ارم زهرك» أي: زهر النرد لينظر حظه على حَسَب رقم الزهر، فاستعير بعده في الحظ على عموم الأشياء والأحوال.
    وعند جمهور أهل العلم أنَّ اللعب بالنَّرد حرام، لحديث بريدة رضي الله عنه: أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ(3) فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ الخِنْزِيرِ وَدَمِهِ»(4)، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يقول: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ»(5)، وقال مالك رحمه الله: «من لعب بالنرد فلا أرى شهادته إلا باطلة؛ لأنّ الله تعالى قال: ?فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ? [يونس: 32]، وهذا ليس من الحق فهو من الضلال»(6).
    أمَّا بذل العِوض بالنرد فهو حرام اتفاقًا(7)، وهو من المَيْسر في قوله تعالى: ?إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? [المائدة: 90]، وقوله تعالى: ?وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ? [المائدة: 3].
    وإذا كانت هذه اللفظة تحمل معنى سوء محرم فينبغي -والحال هذه- اجتناب استعمالها عند التخاطب، لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السُّوءِ»(8).
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
    الجزائر في: 15 شعبان 1429ه
    الموافق ل: 16 أوت 2008م


    في حكم عبارة: «يجيب ربِّي»

    السـؤال:
    يستعمل بعضنا جملة: «يجيب ربي» عندما يخبر أحدهم بأنّ التجارة راكدة، فيجيبه بها، أو عندما يسأل متسول مالاً فيرد المسؤول بها تعبيرا عن عدم الإعطاء، فما حكم استعمالها؟ وجزاكم الله خيرا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
    فعبارة «يجيب ربي» غير عبارة «يجيب لي ربي» التي ذكرت في فتوى سابقة(1)، فالعبارة الأولى تماثلها بالعامِّية الجزائرية أيضًا: «يحَلْها ربِّي» كلاهما بمعنى الفتح بعد الإغلاق والإمساك، أي: «يفتح الله»، والمراد بالفتح في اللغة: حَلُّ ما استغلق من المحسوسات والمعقولات، والفتَّاح: اسم مبالغةٍ من الفاتح وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، ومعناه: أنَّ الله تعالى هو الحكم المحسن الجواد الذي يفتح على عباده ما انغلق من أسبابهم فيغني الفقير، ويُفرِّج على المكروب، ويقضي حاجات الناس والمخلوقات، وييسِّر المطالب ويسهِّل الصعاب، كلُّ ذلك يسمَّى فتحًا، ويأتي به لعباده من خزائن جوده وكرمه سبحانه وتعالى، قال تعالى: ?مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِه? [فاطر:2]. لذلك فلا بأس باستعمالها بهذا المعنى.
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

    الجزائر في: 11 المحرم 1431ه
    الموافق ل: 28 ديسمبر 2009م

    (1) عنوان الفتوى: «في صحة استعمال عبارة: "جاب لي ربي"»، برقم: (277).


    في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: «بصحتك» و«ربي يَتْقَبَّلْ»

    السـؤال:
    ما قولكم في بعض الألفاظ المستعملة من بعض الناس بعد الانتهاء من الأكل بقولهم: «بصحتك»، وكذلك بعد الصلاة مثل قولهم: «اللهمَّ تقبَّل»، أو «تقبَّل الله صلاتك»، أو «ربِّي يقبل». وجزاكم الله خيرًا.
    الجـواب:
    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
    فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند فراغه منه: «بالصحَّة والعافية» وغيرها من العبارات الدالَّة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء؛ فلا أرى مانعًا مِن ذكرها إذا لم يقصد بها التعبُّدَ بذات العبارة ولا الالتزامَ بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف الوارد في مثل قوله تعالى: ?إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا? [البقرة: 235]، وقولِه تعالى: ?وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا? [النساء: 5-8]، والكلمةِ الطيِّبة الواردة في مثل قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ: كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»(1)، فتكون الكلمة الطيِّبة مطلقًا وبين الناس صدقةً فهي شاملةٌ لكلمة التوحيد، والذكر، والبدء بالسلام وردِّه، وتشميت العاطس، والكلامِ الطيِّب في ردِّ السائل، قال تعالى: ?قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى? [البقرة: 263]، كما يدخل -في ذلك- كلُّ كلامٍ حسنٍ يُثْلِجُ صدْرَ المؤمن، ويُفْرِح قلبَه، ويُدخل فيه السرورَ، قال تعالى: ?وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا? [البقرة: 83]، وفي الحديث: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»(2).
    غير أنَّ الذي اعتاده بعض الناس مِن قولهم عقب الصلاة الجماعية مباشرةً: «تقبَّل الله» ونحوها من الكلمات والآخر يجيبه: «منَّا ومنكم» فإنَّ مثل هذا لَصِيقٌ بالعبادة، ولا أصل له في الشرع، وهو مخالفٌ للسنَّة التَّركية، لأنَّ هديه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الصلاة عقب السلام البدءُ بالاستغفار، ثمَّ الأذكار الواردة، ثمَّ التسبيح والتحميد والتكبير، وغيرها ممَّا هو معلومٌ في السنَّة.
    والفرق بين الحكمين السابقين: أنَّ الأوَّل يتعلَّق بالعادات والأصل فيها الجواز ما لم يَرِدْ دليلٌ مانعٌ أو يحملْ في ذاته عباراتٍ لا يرضاها الشرع، بينما الأمر الثاني فمتعلِّقٌ بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، وكلُّ ما أضيف إلى حكمٍ شرعيٍّ فإنَّه يحتاج إلى دليلٍ من الشرع يسنده ويؤيِّده.
    والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
    الجزائر في: 13 صفر 1427ه
    الموافقل: 13 مارس 2006م

    (1) أخرجه البخاري في «الجهاد» باب من أخذ بالركاب ونحوه (2989)، ومسلم في «الزكاة» (1009)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    (2) أخرجه البخاري في «الأدب» باب طيب الكلام (6023)، ومسلم في «الزكاة» (1016)، من حديث عديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه.

    هذا ما تيسر جمعه
    وفق الله الجميع لما يحب و يرضى



  • #2
    رد: فتاوى شرعية في بعض الألفاظ الدارجة على الألسنة الجزائرية للشيخ محمد على فركوس حفظه الله

    بارك الله فيكم

    تعليق

    يعمل...
    X