إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مشروع جديد] الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حيا الله الجميع على البر والتقوى
    وبعد:

    هذا مشروع كنت أنوي القيام به فأحببت من إخوتي الأفاضل أن يتعاونوا معي في إنجازه
    والذي يتمثل في جمع مواد الشيخ العلامة ربيع بن عمير هادي المدخلي - حفظه الله وأطال في عمره على طاعته -
    التي قرر فيها أهمية الدعوة إلى التوحيد ووسائلها وثمارها طوال هذا العمر الحافل
    سواء كانت: كتبًا أو صوتياتٍ(1) أو مقاطعَ أو حتى كُليمات..

    و
    الغرض الرئيسي من هذا الجمع هو إبراز هذا الجانب المهم من دعوة الشيخ ربيع الذي طالم غفل عنه الكثير وتقصد آخرون تغييبه، والله المستعان.

    أول كتاب أحببت أن أضعه في القائمة هو كتاب:

    منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل


    المواد التي تم جمعها -بفضل الله-:

    1- فوالله! لئن يهدي الله بك رجلا واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النّعم
    2- يا شباب الإسلام اعرفوا دعوة الأنبياء
    3- منهج السلف في الدعوة إلى الله ش1 ش2
    4- التوحيد أولًا- صوتي؛ مفرغ
    5- التوحيد أصل الأصول وقاعدة في الأسماء والصفات- صوتي ؛ مفرغ
    6- آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد (مقال)
    7- (مطوية) في تفسير كلمة التوحيد
    8- لماذا التوحيد أولا؟ لأن هذا منهج الله الذي شرعه لجميع الأنبياء ...(صوتي)
    9- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله- إصدار (صوتي)

    10- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله(صوتي)

    11- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل(مفرغ)
    12- أهمية التوحيد ش1 أهمية التوحيد ش2
    13- أَقِيمُوا هذَا التَّوحِيد، إذا أَقَمْتَ التَّوحيدَ ﺍﺳْﺘﻘَﺎﻡَ ﻟَﻚَ ﻛُﻞّ ﺷَﻲْﺀ (صوتي)
    14- دولة التوحيد ما قامت إلا على الأصول الثلاثة وكشف الشبهات وكتاب التوحيد
    (صوتي)

    15- تفسير كلمة التوحيد
    16- كلمة في التوحيد ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً )
    17- بعض الفتاوى العقدية
    18- التوحيد يا عباد الله!(محاضرة مفرغة )

    19- التعليق على مقدمة كتاب التوحيد من صحيح البخاري.mp3‏
    20- التوحيد أصل الاصول.mp3‏

    21- التوحيد دعوة الانبياء - ربيع- النجمي.mp3‏

    22- أهمية التوحيد.mp3‏
    23- غربة التوحيد و السنة - 1.mp3‏
    24- غربة التوحيد و السنة - 2.mp3‏

    25- لمحة عن التوحيد - 1.mp3‏
    26- لمحة عن الوحيد - 2.mp3‏

    27- تفسير كلمة التوحيد..pdf‏

    28- مجالس رمضان في التعليق على تفسير الحافظ ابن كثير لآيات داعية إلى التوحيد
    29- منهج الأنبياء فيه الحكمة و العقل 1 ، منهج الأنبياء فيه الحكمة و العقل 2
    30- وقفات مع آية الكرسي وما تضمنته من أقسام التوحيد الثلاثة 3 رمضان 1431هـ‏
    31- شرح وصايا لقمان الحكيم لإبنه(مفرغ)
    32- عقيدة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام(مقال)
    33- كتاب دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب (نقد لحسن المالكي) PDF

    -------------
    حبذا لو تكون الصوتيات خالصة لهذا الموضوع، وإلا فتوضع المقاطع دون الصوتية الكاملة

    ملاحظة: أي مادة خارج موضوع (التوحيد) سأقوم بحذفها، فآسف مقدمًا.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 23-May-2015, 05:14 PM.

  • #2
    رد: جمع كلمات وصوتيات الشيخ ربيع بن هادي في الدعوة إلى التوحيد



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Untitled-1.png 
مشاهدات:	1 
الحجم:	31.4 كيلوبايت 
الهوية:	174917

    جزى الله خيرا الاخ أبو الحسن على هذه المبادرة الطيبة و أستسمحه في إطلاق هذه التسمية على هذا الجمع المبارك و يسعدنى أن تكون لي فيها اكثر من مشاركة و استهلها بمقطعين للشيخ حفظه الله



    فوالله! لئن يهدي الله بك رجلا واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النّعم




    يا شباب الإسلام اعرفوا دعوة الأنبياء


    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3
      رد: جمع كلمات وصوتيات الشيخ ربيع بن هادي في الدعوة إلى التوحيد

      منهج السلف في الدعوة إلى الله
      الشريط الأول
      الشريط الثاني

      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع بن هادي في الدعوة إلى التوحيد

        جزاكم الله خيرًا
        عنوان موفق أخي الغالي أبا أنس! (قد عدلته)

        محاضرة أخرى لفضيلة الشيخ العالم العامل ربيع بن هادي - حفظه الله وأدامه الله ناصرًا للسنة -
        بعنوان:

        التوحيد أولًا

        للاستماع: ( من المرفقات)
        لمطالعة التفريغ:
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #5
          رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد

          التوحيد أصل الأصول
          وقاعدة في الأسماء والصفات

          لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي

          نسخة مصورة ومفهرسة الشريط الصوتي

          30 صفحة | 1.09 مب

          00:54:32 | 12.06 مب

          تعليق


          • #6
            رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد

            آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد

            قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:
            أريد أن أتكلم بإيجاز عن معاني آية الكرسي؛ فإنَّها أعظم آية في كتاب الله، وورد في فضلها أحاديث كثيرة، وفي بيان عظم شأنها أحاديث.
            ومن ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأحد القرَّاء من كبار الصحابة أبيِّ بن كعب -رضي الله عنه- قال : «يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ.
            قَالَ: يَا أَبَا المُنذِرِ، أَتَدرِي أَيُّ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعظَمُ؟ قَالَ: قُلتُ: ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهنِكَ العِلمُ أَبَا المُنذِرِ»([1]).
            أدرك هذا الصحابي –رضي الله عنه- أن هذه الآية أعظم آية في كتاب الله، وهنأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا الفقه، ما تلقى هذا الأمر من رسول الله، إنَّما تفقه في كتاب الله، فأجابه بهذه الإجابة التي تدل على عمق فهمه وحسن تدبره لكتاب الله، فقال: «لِيَهنِكَ العِلمُ».
            هذه الآية ذكر الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فيها التَّوحيد: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات وعظمته وجلاله -سبحانه وتعالى-،﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ إثبات توحيد الإلوهية الذي خلق الأولين والآخرين من أجله، وخلق من أجله الجنة والنار، وأرسل من أجله الرسل وأنزل من أجله الكتب ﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ لا إله إلا الله معناها؛ لا معبود بحق إلا الله.
            وهذا المعنى على اختصاره ووجازته ووضوحه ضيعه أهل البدع والضلال، وسنَّ لهم هذا الضياعَ أهلُ الباطل الذي حذَّر منه أهل الإسلام وحذَّروا من أهله وحذَّروا من كتبه، ففسَّروا (لا إله إلا الله) بأنه: لا خالق ولا رازق، وتأثَّر بهم أهل الأهواء والضلال، وصاروا يفسِّرون توحيد الألوهية الواضح الذي بعث الله به جميع الأنبياء لمواجهة المشركين والأمم الضَّالة وطمسوا معالمه بهذا التفسير، لا خالق لا رازق.
            نعم ربنا هو الخالق الرازق والآيات في ذلك كثيرة؛ ولكن ليس هذا معنى (لا إله إلا الله)، معنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله، إبطال عبادة الأوثان والأشجار والأحجار والجن والإنس والملائكة، وتخصيص العبادة بالله وحده الواحد القهار.
            فالعبادات من الصلاة والزَّكاة والصوم والحج والدعاء والتوكل والخوف والرغبة والرهبة، كلها وغيرها من العبادات لا يجوز أن يُصرف منها ذرة لغير الله-عز وجل- ، لا لأنبياء ولا لغيرهم من مخلوقات الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا من الأنداد التي اتُّخذت مع الله مع الأسف الشديد، فيجب أن نفقه هذا التَّوحيد الذي بُعث به جميع الأنبياء وأن ننشره في النَّاس؛ فإن أهل البدع ينشرون باطلهم، وهناك جماعات ومدارس تقوم على هذا التَّفسير الباطل، فيضلون في معنى (لا إله إلا الله) هذه الكلمة العظيمة التي ذكرنا من شأنها وأنها بُعث من أجلها جميع الرسل، وأنزل من أجلها الكتب، وخلق من أجلها الجنة والنار، والناس يُسألون عنها في القبور: من ربك ؟ يقول: الله ربي. من نبيك؟ يقول: محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيِّي.
            هذه جملة تدور حولها هذه الرِّسالات كلها، تدور حولها آيات كثيرة وكثيرة في القرآن الكريم، وتتبَّعوا ذلك في القرآن.
            ثم وصف الله نفسه بأنه الحي القيوم، الحي الحياة الدائمة التي لم يسبقها عدم ولا يعقبها شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم -سبحانه وتعالى-، هو الأول قبل كل شيء، والظاهر على كل شيء، والباطن الذي لا يخفى عليه شيء -سبحانه وتعالى-، والحي يتضمَّن جميع الأسماء والصفات؛ لأنه حي حياة كاملة، وتستلزم صفات الكمال كلها صفة السمع والبصر والقدرة والإرادة وسائر صفاته -سبحانه وتعالى-.
            والقيوم القائم بنفسه والقائم على كل شيء، وقيوم السَّموات والأرضين -سبحانه وتعالى- يدبِّر هذا الكون، ويصرِّفه وهو قائم عليه، وهو قائم على كل نفس -سبحانه وتعالى- بعلمه وسمعه وبصره وقدرته وإرادته -سبحانه وتعالى-، فالقيوم يتضمن جميع صفات الأفعال، ويتضمن توحيد الربوبية أيضًا؛ يتضمن الخلق والرزق والإحياء والإماتة وما شاكل ذلك ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ [هود:107].
            ثم ذكر ما يبيِّن كماله -سبحانه وتعالى- في هذه الحياة والقيومية، فقال: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾، وهذا من كمال حياته وقيوميته، هو يدبر هذا الكون، وينظِّمه، ويمسك السَّموات أن تقع على الأرض -سبحانه وتعالى-، فلا تأخذه سنة ولا نوم، وتعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا؛ لأن هذه من صفات الضعفاء، وعباده الفقراء المساكين يجعلها راحة لهم من التعب، ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ [النبإ: ٩]. تعالى الله علوًّا كبيرًا عن ذلك.
            ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ بيَّن ملكه الواسع، وأن هذا الكون كله ملك له -سبحانه وتعالى- خاص به لا يشركه أحد في مثقال ذرة -سبحانه وتعالى-، السَّموات والأرضين والعرش والكرسي والجنة والنار والمخلوقات كلها؛ الله وحده المنفرد بخلقها والمنفرد بملكها -سبحانه وتعالى- ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ملك عظيم، ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران:26].
            هو الملك وهو مالك يوم الدين -سبحانه وتعالى-، ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر:16]، فتذكروا من هذه الآيات عظمة الله -سبحانه وتعالى-، وعظِّموه حق تعظيمه، وهابوه كل الهيبة، وقوموا بالحقوق التي أوجبها عليكم لمصلحتكم أنتم، الله أكبر؛ هذه العبادات فيها مصالح للعباد، المرء يتوضأ؛ يغسل يديه فتسقط كل معصية اكتسبها بيديه، ويغسل وجهه فتسقط كل معصية نظر إليها بعينه، وإذا ختم الوضوء هذا بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة، ألا ترى هذه مصلحة الوضوء، فكيف بالصلاة، وكيف بالزكاة، كيف بسائر العبادات، فما يشرع الله لعباده من أمر إلا لحكمة وإلا لمصالح عباده -سبحانه وتعالى- الرءوف الرحيم.
            ولا يسخط العبادة إلا الكافرون والمنافقون، وأما المؤمن فيتلذذ بهذه العبادة ويطمع في عفو الله وجوده وكرمه -سبحانه وتعالى-، الأنبياء يعبدون الله رغبًا ورهبًا، ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء:90]. يقول ضُلَّال الصُّوفية: لا نعبد الله طمعًا في جنَّته ولا خوفًا من ناره.
            جعلوا أنفسهم فوق الأنبياء، انظروا الضلال كيف يجر إليه الشيطان إلى هذه الدرجة، الأنبياء يعبدون الله خوفًا ورغبًا، لا يكون العبد مؤمنًا إلا إذا خاف الله وراقبه في كل شئونه، خوف العبادة أصل أصيل في العبادات، وإذا فقده المرء خرج من دين الله -عز وجل-، إذا كان لا يخاف الله ولا يرغب فيما عنده يخرج من دينه، رسول الله كان أخشى الناس لله، «وَاللَّهِ إِنِّي لأَخشَاكُم لِلَّهِ وَأَتقَاكُم لَهُ»([2]).
            وكان إذا دخل إلى الصَّلاة يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل خوفًا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ولا يخاف من الله إلا من قَدَّره حق قدره وعظَّمه حق تعظيمه، فنعوذ بالله من إخوان الشياطين.
            ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ﴾ عظيم جليل، ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر:23-24].
            سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، رب السَّموات والأرضين الجبار المتكبر فلا يرضى لأحد أن يتقدم بين يديه، حتى الشفاعة؛ لا يشفع عنده أحد إلا بعد أن يأذن، الأنبياء جميعًا يوم القيامة يعتذرون عن الشفاعة، تنزل الهموم والكروب والأهوال بالناس في عرصات القيامة، يقولون: «علَيكُم بِآدَمَ، فَيَأتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنتَ أَبُو البَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَد بَلَغَنَا؟! فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى نُوحٍ.
            فَيَأتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهلِ الأرضِ، وَقَد سَمَّاكَ اللَّهُ عَبدًا شَكُورًا اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي -عز وجل- قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا عَلَى قَومِي، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى إِبرَاهِيمَ.
            فَيَأتُونَ إِبرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبرَاهِيمُ، أَنتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِن أَهلِ الأرضِ اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَيَقُولُ لَهُم: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ...»([3]).
            ويعتذر آدم، يعتذر ويذكر ذنبه، يذكر معصيته؛ «وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيتُهُ» أكله من الشجرة رغم أنه تاب منها توبة عظيمة، ومع ذلك لا يزال الحياء من الله يلاحقه، تاب إلى الله وأناب وعَبَدَه -الله أعلم- مئات السنين؛ لأن حياته كانت طويلة، ومع ذلك لا يزال خجلًا حيِيًّا من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يستحي أن يشفع لأنه نهاه عن تلك الشجرة فأكل منها، ما نسيها، هكذا المؤمن، نوح دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا إلى التوحيد ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا، وما يزدادون إلا كفرًا وضلالًا وعنادًا، فدعا عليهم فأهلكهم الله، فيقول: «وَإِنَّهُ قَد كَانَت لِي دَعوَةٌ دَعَوتُهَا»، فيعتذر وهي دعوة حق، والله أيَّده في ذلك وانتقم له من أعدائه، ومع ذلك جعلها عذرًا، الحياء من الله أمر عظيم، في النبوات الأولى: «إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَّاسُ مِن كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَم تَستَحِ فَاصنَع مَا شِئتَ»([4]). فالحياء خلق عظيم جدًّا جدًّا، يجب أن يتحلى به المؤمن.
            وإبراهيم -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اعتذر، ((وَإِنِّي قَد كُنتُ كَذَبتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ)). وهي تورية في الله-عز وجل- ليست كذبًا حقيقيًّا: لما عزم على تحطيم الأصنام التي اتخذوها أندادًا مع الله-عز وجل- ، وهذا عمل عظيم لا يلحق أحد فيه إبراهيم إلا محمدًا -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الذي حطَّم الأصنام، قال: إني سقيم، فلما ذهبوا، أخذ معوله وذهب يحطم الأصنام ﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ [الصافات:93]. ذكر الله قصته في عدد من السور، الشاهد أنه اعتبر هذه كذبة يستحي من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يوم القيامة أن يشفع.
            الثانية: أنه لما هاجر في الله -سبحانه وتعالى- من بلاده العراق إلى الأرض المباركة مر على طاغية؛ سلطان جبار قال له زبانيته الأخِساء: إن هنا رجلًا مَرَّ بامرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك، أجمل النساء، عرف إبراهيم ذلك، فقال لها: إذا جئت عنده قولي: إن هذا أخي -لأن إبراهيم اعتقد لو عرف أنه زوجها لقتله- لأنك أنت أختي في الله، ما هنا مسلم إلا أنا وأنت -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-.
            هذه اعتبرها كذبة يخجل منها يوم القيامة، كم يكذب الإنسان في أيام حياته وينسى كل هذا الكذب، ونعوذ بالله من الكذب الذي هو من أخبث الصفات؛ بل هو ركن من أركان الكفر بالله -سبحانه وتعالى-، وإبراهيم لم يكذب، بل هي تورية وكلها في الله -عز وجل- واعتذر عن الشفاعة.
            ((اذهَبُوا إِلَي غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
            فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ، وَإِنِّي قَد قَتَلتُ نَفسًا لَم أُومَر بِقَتلِهَا، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى عِيسَى.
            فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ وَرُوحٌ مِنهُ، وَكَلَّمتَ النَّاسَ فِي المَهدِ صَبِيًّا، اشفَع لَنَا، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟!
            فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليَومَ غَضَبًا لَم يَغضَب قَبلَهُ مِثلَهُ، وَلَن يَغضَبَ بَعدَهُ مِثلَهُ -وَلَم يَذكُر ذَنبًا- نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيرِي، اذهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
            فَيَأتُونَ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الَأنبِيَاءِ، وَقَد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشفَع لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحنُ فِيهِ؟! فَأَنطَلِقُ فَآتِي تَحتَ العَرشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي -عز وجل- ثُمَّ يَفتَحُ اللَّهُ عَلَي مِن مَحَامِدِهِ وَحُسنِ الثَّنَاءِ عَلَيهِ شَيئًا لَم يَفتَحهُ عَلَى أَحَدٍ قَبلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارفَع رَأسَكَ، سَل تُعطَه، وَاشفَع تُشَفَّع، فَأَرفَعُ رَأسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدخِل مِن أُمَّتِكَ مَن لَا حِسَابَ عَلَيهِم مِنَ البَابِ الَأيمَنِ مِن أَبوَابِ الجَنَّةِ، وَهُم شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأبوَابِ)).
            موسى يعتذر؛ لأنه قتل القبطي الكافر المعتدي، قتله بغير إذن من الله فاعتبر هذا ذنبًا خجل منه أن يتقدم إلى الشفاعة، ويحيل إلى عيسى وعيسى يحيل إلى محمد -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فيقول: «أنا لها»([5]). فيذهب فيخرُّ ساجدًا تحت العرش فيدعو ويدعو ويدعو دعاء طويلًا، ثم يستأذن في الشفاعة فيؤذن له، ولهذا قال -سبحانه وتعالى-: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ﴾ من الذي يستطيع أن يشفع عند الله -عز وجل- العظيم الجليل؟ لا يستطيع أحد إلا بإذنه، والشفاعة ملك لله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
            ﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر:44]. ولهذا لا يجوز أن تطلب من الأموات ولا الغائبين، وتطلب من الحي أن يشفع لك، أمَّا الميِّت فإذا طلبت منه الشفاعة فقد طلبت منه حقًّا خالصًا لله، لا يحصل إلَّا لمن أذن الله له -سبحانه وتعالى-.
            ﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ الروافض والقبوريون يطلبون الشفاعة من الأموات؛ بل يذبحون لهم؛ بل يستغيثون بهم، بل يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ما وقفوا عند الشرك في الألوهية؛ تجاوزوا ذلك إلى الشرك في الربوبية، ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ﴾ [النمل:65]. -سبحانه وتعالى-.
            والله يقول لنبيه أفضل البشر وأقربهم إليه: ﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام:50].
            ﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف:188].
            فيعتقدون في الأولياء، وبعضهم في غير الأولياء، وبعضهم معبودات من الحيوانات، من مكائد أهل الضلال والإلحاد قد يقبرون حيوانًا حمارًا أو غيره، ويقولون: هذا ولي، فيُقبل الجهلة والسفهاء وضلال الصوفية على هذا القبر يقدِّسونه ويطوفون به ويطلبون منه ما لا يُطلب إلا من الله -سبحانه وتعالى-، وهذا ينافي توحيد الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
            الشَّاهد: أنَّ الشَّفاعة ملك الله -سبحانه وتعالى- فلا يجوز أن تُطلَب من حي ولا ميت، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، والأنبياء لا يشفعون عند الله إلا بإذنه ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ﴾ [النجم:26]. منهم جبريل, ميكائيل فيهم ملَك الجبال، فيهم ملَك أذن لنبيه أن يتكلم عنه بين شحمة أذنيه وعاتقه كما بين السماء والأرض، وملك يستطيع أن يأخذ الجبال يضرب بعضها ببعض، ورسول الله -عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- جاءه ملك الجبال وقال: ((وَأَنَا مَلَكُ الجِبَال،ِ وَقَد بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيكَ لِتَأمُرَنِي بِأَمرِكَ، فَمَا شِئتَ، إِن شِئتَ أَن أُطبِقَ عَلَيهِمُ الَاخشَبَينِ))([1]) على كفار قريش، هؤلاء الملائكة العظام، وجبريل له ستمائة جناح تغطي بين السَّماء والأرض، ومع ذلك يتضاءلون أمام عظمة الله خوفًا وإجلالًا وتعظيمًا.
            هؤلاء الملائكة لا يشفعون عند الله إلَّا من بعد إذنه.
            صارت الشَّفاعة لعبة عند الجهلة والسُّفهاء والضُّلال، نسأل الله العافية.
            المصدر:
            نفحات الهدى والإيمان من مجالس القرآن ص [26 -37]



            ([1]) أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي (1921) عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-.

            ([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح
            (4776)، ومسلم، كتاب: الصيام، باب: صحَّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
            (186 من حديث أنس و عائشة -رضي الله عنها-.


            ([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: التفسير باب: سورة الإسراء (4435)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (501) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

            ([4]) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم
            (3296) عن أبي مسعود -رضي الله عنه-.


            ([5]) هذه اللفظة في حديث أنس -رضي الله عنه- أخرجها البخاري، كتاب: التوحيد، باب: كلام الرب -تبارك وتعالى- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (7072)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (500).


            ([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ((إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)) (3059)، ومسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقي النَّبيُّ - -صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين (4754) عن عائشة -رضي الله عنها-.

            تعليق


            • #7
              رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد


              مطوية في تفسير كلمة التوحيد للشيخ العلامة
              ربيع بن هادي المدخلي
              حفظه الله




              للتحميل
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 19-May-2015, 07:03 PM.

              تعليق


              • #9
                رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد


                أهمية التوحيد1
                أهمية التوحيد2

                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #10
                  رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد

                  أَقِيمُوا هذَا التَّوحِيد، إذا أَقَمْتَ التَّوحيدَ ﺍﺳْﺘﻘَﺎﻡَ ﻟَﻚَ ﻛُﻞّ ﺷَﻲْﺀ

                  دولة التوحيد ما قامت إلا على الأصول الثلاثة وكشف الشبهات وكتاب التوحيد
                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #11
                    رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد

                    الملفات المرفقة

                    تعليق


                    • #12
                      رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد




                      يقول السائل: هل هناك فرق بين نواقض الإسلام ونواقض الإيمان؟


                      الجواب


                      الذي ينقض الإسلام ينقض الإيمان, والذي ينقض الإيمان ينقض الإسلام؛ معناه كفر يخرج من دائرة الإيمان والإسلام, لكن قل : هل هناك فرق بين الشِّرك وبين الكفر؟ يعني ورد في آيات أنّ الكفر يكون بالتكذيب مثلاً, المشرك قد لا يُكَذِّب - بارك الله فيكم - لكن يتّخذ مع الله نِدّاً ,كثير من الناس يؤمن بأنّ الله هو الخالق الرّازق ويُؤمن بالجنّة والنّار وهذه الأشياء كلّها، لكن يتّخذ مع الله أنداداً فهذا مشركٌ وفي نفس الوقت كافر لكن هذا يُطلق عليه شرك ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً.)
                      [فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى]

                      السؤال
                      هل يصح الرد على من ينكرون تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام بالآية: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [مريم :65] التي جمعت بين توحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات؟


                      الجواب


                      القرآن مليء بالأدلة على هذه الأنواع الثلاثة (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ...) هذا دليل على إخلاص العبادة لله عز وجل, ( قل هو الله أحد ,الله الصمد ...) دليل على إثبات الأسماء والصفات, ( الحمد لله رب العالمين ..) ( قل أعوذ بربّ الناس ..) ( قل أعوذ برب الفلق ...) دليل على إثبات توحيد الربوبية, فالقرآن كله أدلة على هذا، بارك الله فيكم .
                      [فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]


                      يقول السائل: ما معنى قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)؟


                      الجواب


                      يعني أن الأبصار لا تحيط به، في هذه الدنيا لا تراه الأبصار، وفي الآخرة يراه المؤمنون يوم القيامة بدون إحاطة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . } {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [يونس :26].
                      وبلغت أحاديث الرؤية لله عز وجل مبلغ التواتر؛ إذ بلغت حوالي ثلاثين حديثا.
                      فهم يرون ربهم لكن لا يحيطون به ( لا تدركه الأبصار ) يعني لا تحيط به سبحانه وتعالى, فهو أجلّ من أن تحيط به الأبصار أو يحيط به العلم, ( وهو يدرك الأبصار ) يعني يحيط بكل شيء، فَعِلْمُ الله تعالى يحيط بكل شيء سبحانه وتعالى.


                      [فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]


                      المجيء من صفات الله عز وجل




                      الجواب


                      مذهب أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وأفعاله الثابتة في كتاب الله وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا المجيء ذكره الله في سورة البقرة وفي سورة النحل وفي سورة الفجر ((وجاء ربك والملك صفا صفا)) وأظن في الأنعام، فأهل السنة آمنوا بأن الله يجيء على الوجه اللائق به كسائر صفاته، ذاته لا تشبه ذوات المخلوقين، استواؤه ليس كاستواء المخلوقين، نزوله ليس كنزول المخلوقين، مجيئه كذلك لا يشبه مجيء المخلوقين، فما المانع من أن يأتي الله -تبارك وتعالى- عباده ليفصل بينهم ويحكم بينهم، ما هو المانع؟، يعني من صفاته الحي، الحي هو الذي يفعل، والله فعال لما يريد، فهل يعجز الله عن المجيء، يعجزه المجيء، يحرمون على الله أن يأتي إلى حيث شاء كما شاء -سبحانه وتعالى- ليفصل بينهم بالعدل سبحانه وتعالى، لا يستبعد المجيء إلا من جماد، كحجر، لا يمكن أن يترك مكانه مثلا، والحيوان والذرة والنملة يمكن أن تتحرك إلى حيث شاءت، هل الله -سبحانه وتعالى- أقل من هذا وأعجز؟ تعالى الله عن ذلك، فهم يريدون أن ينزهوا الله فينسبون إلى الله عز وجل ما لا يليق، فيفرون من الرمضاء إلى النار كما يقال، بارك الله فيكم.


                      [شريط بعنوان: أهل السنة وعلاماتهم]

                      كيف يكون كل معطل مشبها؟


                      الجواب


                      هذا المعطِّل فَهِمَ أن استواءه كاستواء المخلوقين, فَهِمَ النزول أنه كنزول المخلوقين، فقال: أنا أنزه ربي عن هذه الصفات؛ لأني إذا أثبتُّ له هذه الصفات شبَّهتُ!
                      لكن لو اهتدى إلى ما اهتدى إليه الصحابة والسلف وفهم فهمهم، وقال: استواء الله يليق بجلاله لا يشبه استواء المخلوقين, والنزول كذلك, والقدرة, والعلم كذلك, لانزاح عنه الباطل, ولكن حكّم عقله فنفى الصفة زعما منه أنه ينزه الله عن التشبيه! فتبادر إلى ذهنه صفات المخلوقين ومشابهة المخلوقين، ورأى نفسه أنه إذا أثبتها فقد شبه، فعطّلها، والعياذ بالله !!

                      وكذلك المشبه فهم هذا الفهم السيئ وأثبتها لله, فعطّل المعنى الصحيح لله رب العالمين! والمعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى وفهمه من وفقه الله من الصحابة ومن سلك سبيلهم من أهل السنة والجماعة، هو الحق الصحيح والفهم الرجيح.

                      [فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]


                      أنّ الله ليس داخل العالم فكيف يجاب على الذي يقول ويحتج بنزول الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا؟



                      الجواب


                      هذا الذي يقول إنّ الله في كل مكان هو أصله لا يؤمن بعلو الله على عرشه لأنّه من أصله يقول إنّ الله في كل مكان, ولكن لنصرة باطله يتعلق بأحاديث النزول, والنزول فيه خلاف بين السلف, هل الله تبارك وتعالى ينزل عن العرش, والراجح عند أهل السنة أنّه يبقى على عرشه ونزوله يعني على كيفية لا نستطيع أن نتصورها, لأنَّ الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه.
                      وكما نؤمن أنّ الله على عرشه من غير تكييف, نؤمن بنزوله إلى السماء الدنيا من غير تكييف لأنّ الله يفعل ما يشاء فإنّ الله ينزل ويجيء يوم القيامة سبحانه وتعالى, ولأنَّ ذاته ليست كذوات المخلوقين فنزوله ليس كنزول المخلوقين, فلا علمه كعلم المخلوقين ولا قدرته كقدرتهم ولا علوه كعلوهم ولا استواؤه كاستوائهم ولا نزوله كنزولهم ...
                      فأهل السنة قالوا ينزل - مثلاً - و لا يقولون كيف ينزل, لكن هل يلزم من قولنا بأنّ الله ينزل, أنّ الله ينتقل من عرشه إلى السماء الدنيا؟
                      بعضهم قد يرى ذلك وهذا رأي مرجوح, والصواب أنّ الله على عرشه ونزوله كما أراد وكما شاء سبحانه وتعالى فإنّه على كل شيء قدير, والتغلغل في مثل هذه الأشياء من السلامة تركها - بارك الله فيكم - .
                      والقاعدة عندنا أنّنا نؤمن بما ثبت عن الله عزّ وجلّ .
                      وأحاديث النزول متواترة وقد شرحها ابن تيمية -رحمه الله- في أحاديث النزول وردّ على هذه الشبه وحكى فيها مذهب السلف, فشأن النزول كشأن سائر الصفات, نؤمن بالصفة من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل.


                      [لقاء حديثي منهجي مع بعض طلاب العلم بمكّة]



                      تعليق


                      • #13
                        رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد




                        محاضرة بعنوان " حقوق الله عز وجل لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


                        بسم الله الرحمن الرحيم


                        إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

                        ] يَاأَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
                        ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
                        ] يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيما].

                        أما بعد:

                        فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
                        أما بعد فمرحبًا بالإخوة الكرام في هذا اللقاء الذي نرجوا أن يكون نافعاً.

                        والموضوع هو ما سمعتموه حول حقوق الله تبارك وتعالى على عباده وما أعظم حقوق الله على عباده سبحانه وتعالى، فإن نعمة واحدة من أصغر نعمه تتقاصر جهودهم عن أداء شكر هذه النعمة والموضوع شيق وله ارتباط بآيات كثيرة ومواضيع عديدة كلها تصب في مصب واحد أسمائه وصفاته وتوحيد الله في ربوبيته وتوحيده في عبادته سبحانه وتعالى والاستدلال على ذلك بمخلوقاته جميعًا سبحانه وتعالى وآياته الكونية سأعرضها عليكم وهي أدلة على وجوب أداء هذا الحق لله رب العالمين، الآيات الكونية يستدل بها على أحقية توحيد العبادة الذي تعرفونه ومن الآيات هذه قول الله تبارك وتعالى:{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ* اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ*وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ*وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[سورة إبراهيم،31-34]، سخر هذا الكون وسخر السموات والأرض والجبال والبحار والشمس والقمر والليل والنهار ونعماً كثيرة من الله تبارك وتعالى عددها في كثير من آياته كل هذه لأجل هذا الإنسان الضعيف:{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر،67] ثم قال تبارك وتعالى في سورة النمل:{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة النمل،59]، عباده الذين اصطفاهم هم الأنبياء وقيل الصحابة، والآية تحتمل الجميع تتناول الصحابة وتتناول الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من باب أولى، {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} هذا توبيخ لهم لا مقارنة بين الله وبين هذه المعبودات الساقطة من الأصنام والأوثان وغيرها من المعبودات، فهنا الخير ليس للمفاضلة وإنما لتوبيخ هؤلاء الجهلة السفهاء الضالين: { أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [سورة النمل،60].

                        فهذا فيه توبيخ لهم وتقريع للمشركين الذين يجعلون مع الله أندادًا وعدلاء ، يجعلونهم عدلاً لله تبارك وتعالى وهي لا تملك لأنفسها نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورا، يجعلون منها آلهة،فالذي خلق هذه السموات وهذه الأرضين وهذه المخلوقات هو الذي يستحق العبادة وأما هذه فلا تستحق شيئًا، بل كثير من هذه المعبودات تعبد الله تباك وتعالى من حيث لا يدري هؤلاء الجهلة كما سيأتي بيان ذلك إن شاء لله: (أَمْ مَنْ جَعَلَ
                        الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل/61] أإله مع الله فعل هذه الأشياء منفردا أو مشاركًا لله تعالى الله عن ذلك إذن فالله الذي أوجد هذه الأشياء هو الذي يستحق أن يعبد ولا يجوز أن يتخذ معه أنداد تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا، قال: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أي لا يعلمون توحيد الله وأنه هو الذي يجب أن يفرد بالعبادة وأن يطاع فلا يعصى، (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)[النمل/62] تفسير الآية: { أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ} يستحق أن يعبد، أو إله مع الله فعل هذه الأشياء؟ الجواب: لاشيء، كل هذه المخلوقات الله خلقها سبحانه وتعالى هو الذي جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهارا وجعل بين البحرين حاجزاً وو إلى آخره هو وحده المنفرد بخلق هذه الأشياء فهو الذي يجب أن يفرد وأن يخص بالعبادة وحده سبحانه وتعالى وأن تعنو له الوجوه وأن تخضع له الجباه سبحانه وتعالى: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)-[النمل/62]،من؟ من الذي يفعل ذلك يجيب دعاء المضطرين ويكشف السوء هو الله فقط سبحانه وتعالى، (أَمْ مَنْ يُجِيبب الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُم خلَفَاءَ الْأَرْضِ) يتابع الأجيال جيلاً بعد جيل يأتي بالأجيال الأولى ويأتي بأجيال جديدة سبحانه وتعالى ، هل هناك من هذه المعبودات من يفعل ذرة من هذه الأشياء؟ تعالى الله عن ذلك، قال: -(قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل/62]، أي تذكرهم لهذه النعم قليل جداً بل هم في غمرة ساهون (أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [النمل/63]، سبحانه وتعالى، تعالى الله عما يشركون، تعالى الله الخالق القادر المدبر لهذه الأشياء كلها؛ تعالى وتنـزه وتقدس أن يجعل له نظراء وأندادا يعبدون معه سبحانه وتعالى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا،(أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) [النمل/64].

                        من يفعل شيئاً من هذا؟ لا أحد، لو اجتمع من في السموات ومن في الأرض على أن
                        يخلقوا ذرة فضلاً أن يخلقوا هذه الأمم وهذه الأجيال وهذه الموجودات العظيمة لعجزوا (أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه) يعني هم يعترفون ببدء الخلق هذا يرونه ويشاهدونه ويعترفون فيه ولكن يكابرون في الإعادة، يكابرون في إحيائهم مرة أخرى يوم القيامة للحساب والجزاء ويكذبون الرسل في ذلك -والعياذ بالله- ويتخذون مع الله أندادا سبحانه
                        وتعالى، قل هاتوا برهانكم على صحة ما تدعونه أن مع الله آلهة أخرى إن كنتم صادقين في هذه الدعوى (أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض أءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) [النمل/64]، لا أحد ومن يدعي شيئاً من هذا فهات البرهان، لا براهين عندهم، ليس عندهم أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من البراهين والعياذ بالله، هذه من الآيات العظيمة التي ينبه الله بها العقول النيرة ذات البصائر وأما من أعمى الله قلبه وأصمه فهو لا يستفيد من هذه الأشياء كلها، يعترف أن الله خالق السموات والأرض وخلق الجن والإنس وخلق وخلق وخلق لكن ما هي النتيجة؟ النتيجة الكفر والعياذ بالله، نسأل الله العافية، والله سبحانه وتعالى يقول: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ*وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِي وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [ق/6-7]، الله أكبر كل زوج بهيج، شاعر يقول:

                        تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ماصنع المليــك

                        عيون مـن لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك

                        على قصب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريـك

                        يعني جاء هذا الإنسان -والله أعلم- إلى حديقة في غاية البهجة والنضرة والجمال من أصناف الورود والنبات والثمار وغيرها فقال هذه الأبيات التي تدل على تعظيم الله وتوحيده سبحانه وتعالى،

                        فياعجباً كيف يعصى الإله وكيف يجحده الجاحد

                        وفي كل شيء له آيــة تدل على أنه واحــد

                        سبحانه وتعالى، هذه أقوال من شعراء ولكن تمكن توحيد الله من قلوبهم فنسأل الله أن يمكن التوحيد بكل أنواعه في قلوبنا وبصائرنا {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ*وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِي وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب).

                        فالعبد المنيب إلى الله المتقي الصالح الذي يقدر الله حق قدره سبحانه وتعالى يتبصر هذه آيات تبصرة وذكرى لكل عبد منيب، تُبصره وتدفعه إلى الإنابة إلى الله وتعظيمه وإجلاله، (وَأنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبّ َالْحَصِيدِ* وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ*رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ([ق/9-11].

                        فهذه الآيات يستدل بها على أن الله هو خالق هذا الكون ومدبره سبحانه وتعالى بالقدرة والعلم والحكمة والعظمة والجلال سبحانه وتعالى والذي يستحق أن يعبد ويستدل بها أيضاً على قدرته سبحانه وتعالى على البعث، فالذي خلق هذه الأكوان وهذه الموجودات العظيمة من السموات والأرضين والجبال والبحار والنباتات والحيوانات إلى آخره قادر على أن يبعث هؤلاء الموتى، بل البعث أهون عليه من البدء، النشأة الأخرى أهون عليه سبحانه وتعالى كما قال في سورة الروم: ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)، أي أن الإعادة أهون عليه من البدء.

                        آيات كثيرة في هذا المجال تحتاج إلى من يتبصر بها ويستشهد بها على توحيد الله تبارك وتعالى،هذا الكون العظيم هذه الموجدات العلوية والسفلية كلها تسبح الله تبارك وتعالى وتمجده وتسجد له سبحانه وتعالى وهي أفعال حقيقة لا ندركها (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء/44]، هذه الموجودات نراها غير عاقلة ولكنها مع ذلك تسبح الله سبحانه وتعالى، كل هذا الكون صغيره وكبيره، جليله وحقيره كلها تسبح الله تبارك وتعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
                        وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج/18]، فهذه الكواكب وهذه النجوم وهذه السموات وهذه الأرضين تسجد لله تبارك وتعالى وجاء بذلك آيات؛ الجبال تسبح والطيور تسبح، قال الله تبارك وتعالى: { (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ
                        أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ*وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ
                        أَوَّابٌ) [ص/17-19].

                        فعبد الله المنيب داود النبي الحكيم عليه الصلاة والسلام كان من أعبد الناس{ واذكر عبدنا داود ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي في القوة في العبادة،{ إِنَّهُ أَوَّابٌ} رجّاع إلى الله تبارك وتعالى، إنا سخرنا الجبال إكراماً له، هذه معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن أعظم البراهين على صدق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما من نبي إلا آتاه الله من الآيات ما آمن عليه البشر، وإنما الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ " عليه الصلاة والسلام، فالطير يسبح مع نبي الله داود، والجبال تسبح معه بالعشي والإشراق، تسبح معه فعلاً وتأوب معه، هذه من الأدلة على أن هذه الموجودات كلها تسبح الله وتخضع لله وتقدس الله وتنـزه الله عز وجل.

                        وهذا الإنسان المسكين يتخذ مع الله أنداداً وشركاء ويرتكب المعاصي والجرائم والفواحش مع الآسف، مع أن هذه الأجرام العظيمة كالسموات والأرض والنجوم والجبال والشجر وكل المخلوقات هذه كلها تسبح الله وتقدسه وتنـزهه سبحانه وتعالى، هذه الآيات يذكرها الله في كتابه الله تبارك وتعالى يعني يحفز بها الضمائر البشرية لتسلك على الأقل مسلك هذه الجمادات؛ فتسبح الله وتخضع له وتوحده وتعبده وتنـزهه عن الشركاء والأنداد والأمثال والنظراء سبحانه وتعالى، والله بعض هذه الآيات يكفي العاقل لأن يخلص دينه لله تبارك وتعالى ولا يصرف ذرة من حق الله لغيره.

                        ونأتي للحديث وهذا تمهيد الحديث كان معاذ الفقيه الذي شهد له رسول الله بالفقه وأنه أعلم الصحابة بالحلال والحرام رضي الله عنه، كان الرسول يحبه: (يا معاذ أني لأحب لك ما أحب لنفسي،فوالله أني لأحبك فلا تدعن أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك
                        وحسن عبادتك) فهو كان ممن يحبه رسول الله عليه الصلاة والسلام ويكرمه وأردفه خلفه ذات يوم ثم ألقى عليه هذا الدرس العظيم: ((يا معاذ أتدري ماحق الله على عباده) قال: الله ورسوله أعلم،وهذا الأدب ولاشك أن الله ورسوله أعلم- قال: (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) هذه جملة عظيمة تضمنت حق الله وهو التوحيد سبحانه وتعالى وتضمنت نفي الشرك والشركاء عن الله تبارك وتعالى: أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، شيئًا من الأشياء فلا يعبدوا معه أي شيء أو لا يقدموا لغير الله شيئًا ولا مثقال ذرة من العبادة وكلمة شيء هذه تحتمل أن يراد بها المعبودات فلا يعبدوا معه شيئاً منها، وتحتمل العبادة وهو ألا يصرفن العبد منها شيئًا لغير الله ولا مثقال ذرة، فهذا من أدلة توحيد الألوهية وفي الباب آيات وأحاديث كثيرة جدًا (وَاعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشركوا به شيئاً )[النساء/36]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم والَّذِينَ مِنْ قَبْلكم لعلكم تتقون*الَّذِي جَعَل لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِن السَّمَاءِ مَاءَ فأَخْرَجَ به من الثمرات رزقاً لكم فلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة/21-22]، أنتم تعلمون أن الله هو الخالق الرازق وهو الذي ينـزل المطر ويخرج النبات وأنتم تعرفون كل هذا فكيف تتخذون معه أنداداً؟ فلا تتخذوا معه أندادًا وأنتم تعلمون، فهذه من أدلة وجوب إفراد الله بالعبادة، هذا الرب العظيم الذي خلقنا وخلق من قبلنا وخلق السموات والأرض وأنزل المطر وأنبت النبات و إلى آخره، هذا الذي يستحق العبادة وحده سبحانه وتعالى، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولا ولا، فلا يدعى إلا هو ولا يستغاث إلا به ولا يرجع في الشدائد إلا إليه سبحانه وتعالى، ولا يصلى ولا يسجد إلا له سبحانه وتعالى ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه؛ لأن هذه من العبادات، يا أيها الناس اعبدوا ربكم بعبادات كثيرة جدًا والعبادة أمر جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فالعبادة تجمع كل الأوامر التي كلف الله بها عباده سبحانه وتعالى عليهم أن ينفذوها، وتتناول المنهيات التي نهى الله عنها، فيجب عليهم أن يبتعدوا عنها وأن يحرموها كما حرمها الله عليهم تعبدًا له وخضوعًا له وانقياداً له سبحانه وتعالى، والعبادات كثيرة والآيات في ذلك كثيرة و قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء/23]، وقال يوسف عليه الصلاة والسلام وهو يدعو من كان يرافقه في السجن إلى ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى توحيد الله تبارك وتعالى، قال في نصيحته لهم وتمهيد دعوتهم ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف/40]،قال في خلال دعوته لهم: ( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِد الْقَهَّارُ)[يوسف/39]، -(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) [يوسف/40]، الحكم لله وحده سبحانه وتعالى وهذه الآية من أعظم الأدلة على أن حاكمية الله تبارك وتعالى تبدأ بالعقيدة، يعني هناك دعوات تبدأ بالسياسة، ودعوات تبدأ بالخرافة والتصوف والضلال، دعوات يعني اتجاهات كثيرة أخطأت طريق الأنبياء عليهم الصلوات والسلام، فالأنبياء كلهم جاؤا يدعون الأمم إلى إفراد الله وحده بالعبادة سبحانه وتعالى إفراد الله بالعبادة، فالعبادات التي شرعها الله تبارك وتعالى داخلة في حكمه وهي أول الأحكام التي يجب أن يقوم بها البشر، فأناس يأتون إلى الجانب السياسي لا حكم إلا لله لاحاكم إلا الله في الجانب السياسي من الإسلام، والعقيدة لا يلتفتون إليها ولا يفهمون ولا يدركون أن العقيدة هي في الدرجة الأولى في الدخول في حاكمية الله تبارك وتعالى، افهموا هذا يا إخوة؛ لاحاكم إلا الله؛ لاحاكم إلا الله؛ لاحكم إلا لله، نعم والله نقول هذا ونؤكده لكن من أين تبدأ هذه الحاكمية تبدأ والله من العقيدة وهذا هو منهج الأنبياء وهذا هو فقه الأنبياء وهذه هي دعوة الأنبياء، وهذه هي دعوة القرآن من أوله إلى آخره، إذ القرآن كما يقول ابن القيم كله في التوحيد، كله في التوحيد، فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته فذلكم التوحيد العلمي الخبري يعني توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وإما دعوة إلى عبادته سبحانه وتعالى وحده ونهي عن الشرك به وذلك هو التوحيد الإرادي؛ توحيد الإرادة والقصد يعني الله يأمرنا أن نفرده بالعبادة فلا نريد بالعبادة سواه سبحانه وتعالى، توحيد الطلب والقصد استغاثة؛نستغيث بالله وندعوا الله وحده ونسأله قضاء حوائجنا وكشف كربنا وإلى آخره، توحيد العبادة من الصلاة والصوم والزكاة، الذي يصلي يطلب ويسأل من الله الجزاء هذا توحيد العبادة، وتوحيد المسألة أن تسأل الله عز وجل ما تريده تسأله أن يغفر لك، أن يتجاوز عنك، أن يكشف ضرك إلى آخره هذا توحيد الطلب والقصد، وإما خبر عن أهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة وذلك من حقوق التوحيد أو جزاء التوحيد، توحيد الطلب وإما توحيد بالأمر والنهي، بالأمر والنهي وهذا من مكملات التوحيد وإما خبر عن ما أعطاه الله لعباده المؤمنين من الكرامة في الدنيا هذه وما يكرمهم بهم في العقبى وذلك جزاء من قام بالتوحيد، أنا أحكي لكم كلام ابن القيم [..] يعني بالمعنى وإما خبر عما يلقاه أعداء الله في الدنيا من النكال وما ينـزله بهم في العقبى من العذاب وذلك حكم من ترك التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وأحكامه وجزاءه، هذا القرآن كله إلى التوحيد، أين تجد هذا عند الطوائف المنحرفة من السياسية ومن الصوفية ومن الروافض ومن غيرهم، لا تجد هذا العلم عندهم، لا تجد ولهذا يتعلقون بالقبور، يتعلقون بالخرافات أو لا يبالون بعبادة القبور وغيرها، لا فرق بين عبادة الوثن وعبادة القبر، الذي يدعو اللات والعزى لا فرق بينه وبين من يدعو ميتًا أو غائبًا، كلهم غير الله، هذا غير الله وهذا غير الله، ( فَلَا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)[الجن/18]، (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)[الأحقاف/5]، (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) [الأحقاف/6] ، لا أحد أضل ممن يدعون غير الله، الأنبياء غير الله؛ الملائكة غير الله؛ الأشجار غير الله؛ الأموات والأولياء غير الله، الغائبون غير الله، فلا أحد أضل ممن يدعو غير الله، لأن غير الله لا يملك الإجابة بل لا يسمع الدعاء (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُم وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)[فاطر/14]، فيا شباب؛ يجب أن نفهم دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام التي قررها الله في كتابه في آيات منها:(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [النحل/36]، كل رسول يأتي إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى وينهاهم عن اتخاذ الشركاء والأنداد مع الله،أول ما يطرق مسامع الأمم من أنبيائهم هو هذا دعوة إلى عبادة الله وحده سبحانه وتعالى لأن الناس يعترفون في الجملة بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت (مَا نعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر/3]، هم يعترفون أن هذه لا تخلق ولا تحي ولا تميت ولا ولا إلى آخره، إنما يتخذونها وسطاء وشفعاء إلى الله، وهذه الوساطة وهذه الشفاعة ينكرها الله ويعتبرها كفرًا به، و شركًا به: ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَه إلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة/255]، (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ *قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْك السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الزمر43-44]،فتوحيد العبادة توحيد الربوبية يجب أن نعرفه من هذه الآيات التي يزخر بها القرآن، توحيد العبادة كذلك نعرفه من الآيات التي تبين أن الله هو المعبود وحده وتبين أنها دعوة الأنبياء وأنها كانت إلى هذا التوحيد، يجب أن ننصت للقرآن وأن نتدبره وأن نتأمله هذا التوحيد هو رسالة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وملتقى دعواتهم جميعًا، والأنبياء لهم أمور أخرى أصول يدعون إليها لكن هذا المحور أساسي قبل الجميع وإلا هم يدعون إلى الإيمان بالنبوة، والإيمان باليوم الآخر الإيمان بالأنبياء، يجب على كل مخلوق أن يؤمن بأن الله أرسل رسلاً مبشرين ومنذرين فالأنبياء جاؤا بهذا جميعًا يبشر سابقهم بلاحقهم ويدعو لاحقهم إلى الإيمان بأولهم، وملتهم واحدة جميعًا، قال تعالى: (وإِنَّ هَذِه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء/92]،هذه قالها بعد أن ذكر عدداً من قصص الأنبياء، قال بعدها (وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُم فاعْبُدُونِ)[الأنبياء/92] فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام جاؤا لهداية الخلق قبل كل شيء وإنقاذهم من الشرك والضلال، وكانت السياسات موجودة، السياسات الضالة المنحرفة كانت موجودة في كل الأمم لكن طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعًا،أن يبدؤا بالدعوة إلى لا إله إلا الله، لا إله إلا الله معناها إيش؟ لا معبود بحق إلا الله، أهل الكلام والمنطق والفلسفة يقولون لا خالق لا رازق إلا الله، نعم والله لا خالق لا رازق إلا الله، لكن ليس هذا معنى لا إله إلا الله، لا خالق لا رازق آيات كثيرة ومنها الآيات التي تلوناها عليكم، التي تدل على أن الله هو الخالق الرازق المدبر أمر هذا الكون ومنظمه سبحانه وتعالى لكن هذا توحيد الربوبية وهو يستدل بآياته على توحيد الألوهية، إذا كنتم تؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق فيلزمكم أن تعبدوا هذا الخالق الرازق، تفسير أهل الكلام أوقع كثيرًا من الفرق في الضلال؛ لأنه يفهم من لا إله إلا الله لا خالق لا رازق؛ فيقول أنا آمنت أن الله هو الخالق الرازق، ما اعتقدت في فلان الذي أدعوه وأسجد له وأركع له وأطوف به، ما اعتقدت فيه أنه الخالق الرازق، طيب ما فهم معنى لا إله إلا الله؛ لا معبود بحق إلا الله، معنى لا إله إلا الله، له وحده السجود والطواف والركوع والدعاء لا شريك له في هذه وفي سائر العبادات هذا معنى لا إله إلا الله، فأنت صرفتها لغير الله، اتخذت معه نداً وشريكاً، جاء ناس آخرون سياسيون فقالوا لاحاكم إلا الله، فزادوا الأمة بلاء وجهلا بمعنى لا إله إلا الله كأن مؤدى تفسيرهم هذا لا عابد إلا الله -تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا- تفسير أضل من تفسير المتكلمين، وهذا ضلال ما أدركه كثيرٌ من المخدوعين بهذا التفسير الضال للا إله إلا الله، نحن نقول لا إله لا معبود حق إلا الله، هناك عابد وهناك معبود، المخلوقات عابدة ومنهم البشر يعبدون الله، المؤمنون يصلون له ويسجدون له ويركعون له،ويصومون له ويزكون له، ويتوكلون عليه ويخافونه ويرجونه ويصرفون هذه العبادات كلها لهذا المعبود بحق الله رب العالمين،فلما نقول لاحاكم إلا الله يعني لا عابد هذا تفسير ضلال، يعني إذن يجب على من يدعو إلى هذا التفسير ويؤمن بالحاكمية على هذا الوجه أن يتقي الله وأن يرجع إلى الله وأن يسلك طريق الأنبياء في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وأن يفهم المعنى الحق للا إله إلا الله، الشرك منتشر في هذه الأمة انتشارا فضيعًا، تروح في البلدان ترى كيف يطوفون بالقبور، كيف يستغيثون بها، كيف يذبحون لها، كيف يشيدون عليها المساجد والقباب والمشاهد، مدن في بعض البلدان ترى أمامك مدينة كلها مبنية على القبور، خالفوا أحاديث كثيرة تدمغ من يبني على القبور مساجد،بأنهم شر خلق الله وتصب عليهم اللعائن: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) حديث عائشة، حديث أبي هريرة، حديث ابن عباس، حديث لعلي رضي الله عنه، وأحاديث آخر كلها تصب اللعنات على من يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، على قبور الأنبياء والصالحين مساجد: (إن من كانوا قبلكم كانوا يتخذون قبور الأنبياء والصالحين مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) في حديث ابن مسعود : ( إن من شرار الخلق من تدركهم الساعة ومن يتخذون القبور مساجد) حوالي أربعة عشر حديث ثابتة لا يرفع الصوفية والروافض بها رأسًا، وكثير من علماء السوء في العالم يقودون الأمة إلى هاوية الشرك والضلال ويدافعون عن القبور ويحاربون التوحيد وإلى آخره، وقد يخلط هذا بين السياسة المنحرفة وبين العقائد الضالة من تعطيل صفات الله تبارك وتعالى ومن اتخاذ الأنداد مع الله تبارك وتعالى، والله في بعض البلدان يوجد مفتون كبار يدعون إلى بناء المساجد على القبور، ولا يحرمون الاستغاثة بل يحاربون من يحرم الاستغاثة والاستنجاد بالأولياء، فالأمة في غاية الذل والهوان، ولا ينقذها من الضلال والذل والهوان الذي نزل بها إلا أن تعود إلى ما كان عليه رسول الله وأصحابه، وتسير في العقيدة على منهج الأنبياء جميعًا عليهم الصلاة والسلام فإن دين الأنبياء واحد، دين الأنبياء واحد كلهم في التوحيد شيء واحد لا يختلفون، تختلف بعض التشريعات في الحلال والحرام وما شاكل ذلك، فالقرآن مليء بالتوحيد، والسنة مليئة بالتوحيد، القرآن مليء بالتوحيد ومحاربة الشرك في كل مظاهره والسنة مليئة بالتوحيد ومحاربة الشرك بكل مظاهره وأشكاله: ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج/46]، نحن لا نكفر هؤلاء الضالين لكنهم ضالون وأهلكوا الأمة لا نكفرهم إلا بعد أن تقام الحجة ما هم عليه من دعاء غير الله من أقبح أنواع الشرك والذبح لغير الله والاستغاثة بغير الله من أقبح أنواع الشرك، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك أنهم يعتقدون في الأولياء، أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، اذهب إلى الدعوات الأخرى غير السلفية كلها، خاصة الدعوات القائمة الآن وتنتشر في العالم الإسلامي مثل دعوة الإخوان المسلمين ودعوة جماعة التبليغ، هل تراهم يحاربون هذه الشركيات؟ لا والله بل يدافعون عن الشركيات هذه، ويتولون أهل هذه الشركيات ويدافعون عنها، كيف؟ لأنهم أهل دعوات سياسية قصدهم أن يجمعوا الناس ليصلوا بهذا التجميع إلى الكراسي، الإسلام الإسلام ماهو الإسلام عندهم، لا محاربة قبور ولا دعوة إلى إتباع الأنبياء ولا ولا ولا ؛ دعوة إلى الكراسي تحت شعار لا حاكم إلا الله وما شاكل ذلك وإلا أذكار وهمهمة فيها شركيات وخرافات وبدع، فيها حلول ، فيها وحدة الوجود، فيها فيها فيها، هذه ليست منكرات عند هؤلاء ولا تستحق الحرب، بل
                        يرون الدعوة السلفية أنها تفرق المسلمين؛ تفرق المسلمين يعني هم جماعة قائمة على الخرافات والضلال تدعو مجموعة منهم فتستجيب وتأخذ بالتوحيد ومجموعة تبقى على شركها،فيقال أنت فرقت بينهم، ما شاء الله هذا تفريق الأنبياء ( فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ )[النمل/45]، جاء صالح يدعو قومه إلى التوحيد؛ فريق آمنوا به وفريق كفروا به، قال الله حكاية عن هذا الواقع (فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ )، ومحمد فرّق بين الناس كما في الحديث الصحيح بين أهل التوحيد وأهل الشرك، فهذه سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهؤلاء المعاندون من جهلهم وضلالهم يشوهون الدعوة السلفية، ويعتبرونها تفرق المسلمين، يعني نجمعهم على الشرك والضلال، ماذا استفادوا ؟ اليهود تطأ بأقدامها على رؤوسهم، أذل الأمم الهنادك المجوس مختلف أنواع المشركين يذلون المسلمين في كل مكان، ما السبب في هذا؟ السبب أنهم تركوا منهج الأنبياء، تركوا دعوة الأنبياء، لم يستفيدوا من القرآن، من الآيات الصادعة بالتوحيد، والصادعة بالتحذير عن الشرك، والوعيد الشديد لأهله(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)[النساء/116]، (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)[الحج/31]،(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ ) [الأحقاف/5]، كيف تسمع هذه الآيات العظيمة الصادعة بحرب الشرك، ومآل من يشركون، ثم تقع في الشرك، وتقول إني مسلم وتنتظر العزة والنصر من الله، والله ما يزيدك الله إلا ذلاً وهواناً: (إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) هذه الأمور تؤدي إلى هذه الحال، الوقوع في الربا، وإتباع الزرع، وأذناب البقر وما شاكل ذلك، هذه الأمور –هي معاصي- لكن الشرك أكبر منها، الشرك أكبر منها، فإذا كانت هذه الأمور لابد أن نرجع فيها إلى الله، فالتوحيد من باب أولى وترك الشرك من باب أولى، فالأمر والله خطير وكم يصيح دعاة السنة والتوحيد في بلدان الدنيا كلها بهذا البيان الواضح الجلي، هتاف بالأمة أن ترجع إلى ما كان عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إلى ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، أن تتمسك بكتاب ربها وسنة نبيها.

                        ودعاة السوء من السياسين ومن القبوريين والخرافيين ومن الروافض كلهم يتكتلون ضد الدعوة السلفية ويضعون السدود والحواجز بينها وبين الناس بالتشويهات والتنفيرات تشويه لهذا المنهج وتشويه لأهله، والأمة منكوبة والناس كإبل لا تجد فيها راحلة، مائة من الناس لا تجد فيها من يعقل مع الأسف، والآن أنا أقول الناس كإبل المليون لا تجد فيها راحلة مع الأسف، الآن المسلمون كما يقال يبلغون مليار ومائتي مليون، ما أدري كم في الأرض لكنهم كما قال رسول الله:(غثاء كغثاء السيل ) هذه نتائج مرة للانحراف في العقيدة، في عقيدة الأنبياء، الأنبياء جاؤا بتوحيد الله بأصنافه الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد العبودية وتوحيد الأسماء والصفات، وكثير من المسلمين منحرفون حتى في توحيد الربوبية، يعتقدون أن الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وما كانت هذه العقيدة عند أبي جهل وإخوانه من المشركين الكبار وصناديد الكفر، ما كانت عندهم، كيف تكون عند المسلمين؟ من كيد الملاحدة الذين اندسوا في صفوف أهل البدع جاؤا بهذه الضلالة، جاءا بالحلول، جاؤا بوحدة الوجود، جاؤا بتحريف كتاب الله وسنة رسوله وتعطيل أسماء الله وصفاته وإلى آخره، فأطبقت هذه الظلمات على كثير من المنتسبين إلى الإسلام فأنزل الله بهم من الذل والهوان، الأمر الذي لا يرفعه الله عنهم إلا أن يتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْن قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران/103]. فعلينا أيها الشباب أن نتعلم دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأن نخلص الدين لله وأن نسعى جاهدين في إنقاذ هذه الأمة من الهوة التي رماها فيها أهل الكيد والمكر؛ الكيد السياسي والكيد الإلحادي والكيد العلماني والمكايد كلها.

                        أسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ لهذه الأمة دعاة صالحين مخلصين يجدون في العودة بالأمة إلى ما كان عليه رسول الله وأصحابه، أسأل الله أن يحقق ذلك إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


                        تحميل المقال pdf

                        تعليق


                        • #14
                          رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد




                          التوحيد يا عباد الله!


                          (محاضرة مفرغة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي)

                          إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُُه.
                          ﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ` يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].
                          أمّا بعد: فإنّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ r، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلّ ضلالةٍ في النار.
                          قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ` الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ `﴾ [البقرة:20-22]؛ فالله I ينادي النَّاس على مُختَلَف أجناسهم من أسود وأبيض وأحمر، وعلى اختلاف مِلَلِهِم ونِحَلِهم من مسلمين ومشركين ووثنيِّين وأهل كتاب ومنافقين وغيرهم ممن تشملهم كلمة النَّاس؛ لأنَّ رسول الله محمداً r خَاتَمَ النَّبيين أرسله الله إلى العالمين إلى النَّاس أجمعين؛ قال الله I: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾[سبأ : 28] وقالI: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107]، فالله I ينادي النَّاس جميعًا ليقوموا بالواجب العظيم الذي خَلَقَهم من أجله، وهو عبادته وإخلاص الدِّين له I، وإنَّ هذه العبادة غايةٌ عظيمة من أجلها خَلَقَ الله الجِنَّ والإنس والملائكة وسائر خلقه، وَسَخَّرَ ما في السَّموات وما في الأرض لهؤلاء المخلوقين العُقَلاَء المُكَلَّفِين؛ ليقوموا بهذه الغاية العظيمة والواجب الأصيل الكبير الذي ما خَلَقَ الله هذا الكون إلا من أجله.
                          وقوله I ﴿...رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾ أي: سَيِّدُكم وخالقكم ومُرَبِّيكم، والمنفرد بإسداء النِّعم إليكم، وإسباغِها عليكم I، فهو المُتفرِّد بكلِّ ذلك، وساق الأدلة التي تَفرِضُ عليهم وتوجب عليهم أن يعرفوا الله ويعترفوا بحقِّه فيعبدوه فقالI: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً﴾ أي: مَهَّدَها ووَطَّأَها وذلَّلها، وأرساها بالجبال، ومهَّد لهم الطرق، وجعل خلال الجبال فجاجا؛ ليعيشوا عليها ويبتغوا الرِّزق في مناكبها، وأسبغ عليهم كلَّ النعم؛ ليعبدوه على هذه الأرض .
                          وقوله I: ﴿وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ﴾ المراد بالسَّماء هنا السَّحاب؛ لأنَّ السَّماء كلُّ ما سما وعلا؛ فكلمة سماء تتناول كلَّ ماعلا هذه الأرض ومن فيها؛ فالسَّحاب فوقنا فهو سماء، والسَّموات السبع نسمّيها سموات؛ لأنَّها فوقنا من السُمو وهو العلو، ونقول : الله في السَّماء أي فوق السَّموات كلِّها؛ لأنَّه فوق كلِّ شيء I.
                          وقولهI: ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ﴾: من كُلّ أنواع الثِّمار المعروفة عند البشر، فالله أنزل المطر وصَبَّه على الأرض صبَّا كما قالI : ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ` أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً ` ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً `فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً ` وَعِنَباً وَقَضْباً `وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً ` وَحَدَائِقَ غُلْباً ` وَفَاكِهَةً وَأَبّاً `مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ `﴾ [عبس:25-32] هذه الأنواع المذكورة في سورة عبس وفي غيرها من السُّوَر هي هذه الأرزاق التي أجمل ذكرها في قوله I ﴿... فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ﴾؛ فالشاهد من الآيات أنَّ الله هو ربكم وسيِّدُكم ومالككم، وخالق السَّماء وخالق الأرض...؛ فهو الذي يستحق العبادة وحده؛ فاعرفوا هذه العبادة التي كُلِّفتم بها من كتاب الله ومن سنة رسول الله r ؛ لأنَّك إذا لم تعرف حقَّه الذي هو العبادة كيف تعبده؟! لابدَّ أن نتعلَّم العبادات التي شرعها الله U من الواجبات والمستحبات وسائر التطوعات، التي من أعظمها بعد الشهادتين الصَّلاة؛ المكتوبات الخمس وسائر التطوعات من الرواتب كالوتر، وسُنَّة الفجر التي قال فيها رسول اللهr : «رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهاَ»[1] والنوافل كصلاة الضُّحى، وقيام الليل... هذه أمور كلُّها عبادات وجنسها الصَّلاة؛ لأنها ترجع إلى الصَّلاة، وسائر الذِّكر الأذكار المقيَّدة، والمطلقة كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير؛ فإنَّ هذا من أعظم العبادات، قال رسول الله r: « لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لله وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَاللهُ أَكْبَر أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس»[2] فاعرفوا هذه الصَّلاة، واعرفوا فضلها، وتقرَّبوا بها إلى الله خاشعين صادقين مخلصين كما قال I:﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ `الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ `وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ `وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ` وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ `إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ `فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ `وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ` وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ` أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ` الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ` ﴾ [المؤمنون:1-11]هذه الآيات أثنى فيها الله على هؤلاء المؤمنين المتصفين بتلك الصفات ووعدهم بالفلاح كما أنَّ الصَّلاة إذا نودي إليها يقال: <حَيَّ عَلَى الصَّلاة، حَيَّ عَلَى الفَلاَح> أي على النَّجاح والفوز العظيم؛ لأنَّ هذه الصَّلاة إذا أخلصنا فيها لله U ووحَّدنا الله فيها محسنين أداءها كانت من أعظم أسباب الفلاح بعد توحيد الله U.
                          كذلك الدُّعاء هو العبادة؛ كما جاء في الحديث[3] والقرآن؛ كما في قوله U : ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر:14] وفي قولهU : ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف:55] فتدعو الله تبارك وتعالى بصدق وجِدٍّ وإخلاص وثقة في الله U أنه يستجيب لك كما قال U: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]؛ فالدُّعاء هو العبادة، وإذا استعرضتَ الأعمال من الذِّكر والصَّلاة .. تجد أكثرها يقوم على الدُّعاء، وورد في بعض الأحاديث: « الدُّعَاءُ مُخُّ العَبَادَة»[4] واخْتَلَف العلماء في تصحيحه وتضعيفه؛ لكن الواقع كذلك؛ فالصَّلاة كم تجد فيها من الدُّعاء والذِّكر لله U، التشهد دعاء، الفاتحة فيها دعاء، في الرُّكوع دعاء، في السُّجود دعاء، بين السجدتين دعاء وهكذا...، فنتعلَّم الأدعية الشَّرعية الواردة في الكتاب والسُنَّة وندعو الله U بها في الصَّلاة وخارجها، ونخلص له الدُّعاء، ونخلص له سائر العبادات، وإخلاصها لله بألاَّ نجعل له فيها شريكًا لا الشِّرك الأكبر ولا الشِّرك الأصغر بما فيه الرياء وما شاكل ذلك، بل نيَّةٌ خالصة كما قال I: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ` وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ` ﴾ [االزمر:11-12] وقال I :﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ` أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [االزمر:2-3] وقال I: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾[البينة : 5].
                          ومن أعظم ما وقع فيه كثيرٌ من المسلمين شرك الدُّعاء والذَّبح والنَّذر وهذه من صميم العبادات؛ فالتقرُّب إلى الله بها تقرب بأعظم العبادات، والتقرُّب إلى غيره بها من أعظم وأكبر أنواع الشِّرك بالله U؛ ولهذا يُكَفِّر الله ويُضَلِّل من يدعو غيره، هذه الحقيقة ما عرفها كثيرٌ من ضُلاَّل المسلمين من الرَّوافض وأصحاب الطُّرق الصوفية الذين يستغيثون بغير الله في الشَّدائد، ويعتقدون في الأموات الذين لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، يعتقدون فيهم أنهم يستجيبون الدَّعوات، ويكشفون الكُرُبات، ويعلمون الغيوب ويتصرَّفون في هذا الكون؛ فيقعون في أعظم أنواع الشِّرك في الألوهية والرُّبوبية ـ والعياذ بالله ـ ويزعم لهم الشيطان أنَّ هذا هو الدِّين! وهذا هو الإسلام! وأنَّ ما خالفه ولو كان في القرآن فهو الضَّلال! تُقرَأ عليهم آيات التوحيد وآيات الإخلاص والآيات التي فيها أنَّه لا يعلم الغيب إلاَّ الله، وأنَّه لايدبِّر ولا يصرِّف أمر هذا الكون إلا الله، تلك الحقائق التي كان يعترف بها مشركو العرب كما أخبر الله I ـ عنهم ـ: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [لقمان : 25] وقالI: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ [يونس : 31]؛فهم يعترفون بأنَّ الله هو خالق هذا الكون وسيِّده ومدبِّره ومنظمه، وأنَّ هذه الآلهة لا تملك شيئًا ولا تعلم الغيب، ولا تتصرَّف في الكون، ولا في شيء منه، وإنما يعبدونها لأنها تقرِّبهم إلى الله زلفى!! فهم يعترفون بأنَّ دعوتهم عبادة، وأنَّ الذَّبح لهم عبادة، وأنَّ الاستغاثة بهم عبادة... ولكن هؤلاء الضُّلاَل من المنتسبين للإسلام لا يعترفون بأنَّ هذه الأمور من العبادات؛ فهم أكثر مغالطةً من المشركين، وأكثر تلبيسًا على عوام المسلمين من المشركين الأولين؛ لأنَّ المشركين إذا وَاجَهْتَهُم بهذه العقائد يعترفون، أمَّا هؤلاء فيجعلون مع الله شركاء في تدبير الكون من الأقطاب! والأوتاد! والغوث!...، يعقدون مؤتمرات شهرية أو سنوية ينظرون في أمر هذا الكون ويتصرَّفون فيه! وهم يسقطون الدُّول! ويولُّون الملوك! فهؤلاء إذاً خونة، يولُّون اليهود والنَّصارى ويسلطونهم على المسلمين!!، هذا من الكذب على كلِّ حال.
                          ومن الكفر الأكبرأن تعتقد في مخلوق أنه يعلم الغيب ويدبِّر أمر هذا الكون، واللهِ إنَّ الملائكة والرُّسل وعلى رأسهم محمَّد عَلَيْهِم الصَّلاَة وَالسَّلاَم لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، بل حارَبت الرُّسل من يعتقد هذه العقائد الخبيثة وكفَّرُوهم، وجاهدوهم أشدَّ الجهاد، والصِّراع بينهم وبين أعدائهم في هذه الأمور، بل في أقلِّ من هذه الأمور التي يفتعلها الرَّوافض وغلاة الصوفية على مختلف طرقهم .
                          إنَّ أولئك المشركين إذا سُئلوا من خلق السَّموات والأرض فإنهم يقولون: الله؛ ولهذا تجد رسالات الرُّسل كلَّها إنما تناقش قضية العبادة لا تناقش قضايا الرُّبوبية؛ لأنهم مُسَلِّمُون بأنَّ الله هو ربُّ هذا الكون وسيِّده وخالقه ومدبِّره ومُنظِّم شؤونه I؛ فكان الخلاف بينهم وبين أممهم في قضيِّة التوحيد توحيد العبادة كما أخبر الله I عنهم: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل : 36] ما قالت الرُّسل لأقوامهم: لا تقولوا لا خالق إلا الله لا رازق إلا الله لا مدبر إلا الله إذ هم مقرُّون به ولم يخطر ببالهم غيره، وإنما دسَّ الزنادقة الملاحدة في صفوف الرَّوافض والصوفية هذه العقائد الخبيثة التي ما كان يعتقدها الوثنيون على امتداد التأريخ الإنساني ـ والعياذ بالله ـ ، زنادقة اليهود والباطنية هم الذين شحنوا أذهان الصوفية وأغبياء الرَّوافض، شحنوهم بهذه العقائد الخبيثة، وقالوا: إنها هي أفضل ما جاء به الإسلام !ـ قاتلهم الله أنى يؤفكون ـ.
                          الشاهد أنَّ قضايا الدَّعاء والذبح والنذر والاستغاثة من أعظم ما نُكِبَ به المسلمون، وكاد لهم أعداء الله هذه المكائد، وزيَّنُوا لهم هذا الكفر وجعلوه من أعظم القُرُبات، ومن أعظم أسباب كشف الكروب والنَّجاة في الدنيا والآخرة ، يقول قائلهم :
                          يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به
                          سواك عند حلول الحادث العمم
                          معناه أنه نسي الله I!
                          فإنَّ من جودك الدنيا وضرتها
                          ومن علومك علم اللوح والقلم ع
                          إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
                          وإلا فقـل: يا زلَّـة القــدم
                          نسي الله ـ تبارك وتعالى ـ وأَسند إلى رسول الله r خصائص ربِّ العالمين.
                          فلا يُنجي من الكروب في الدُّنيا والآخرة إلاَّ الله، ولا يعلم الغيب إلاَّ الله، والرَّسول r لا يعلم الغيب ولا يدَّعي ذلك؛ فإذا شاء الله أن يعلِّمه شيئًا من الغيب علَّمه إياه، وبلَّغه هذا الرَّسولr لأمته ؛ فالجنَّة والنار والصِّراط والبعث غيوب؛ فإذا علمها المسلم هل يجوز له أن يدَّعي أنَّه يعلم الغيب؟! حاشا وكلاَّ؛ ولهذا يقول الله U لرسوله r :﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف : 188] وقال I:﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً ﴾[الجن : 21]
                          فقوله I :﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً﴾: هذا صدق أو ليس بصدق؟ نعم هو صدق و الشك في صدقه كفر، فالله U لقَّنَه هذا، وهو في القرآن يقرؤه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، لماذا يقرؤونه؟ ليعملوا ويعتقدوا بما تضمنه، أو أنَّ كلَّّ واحد يتلاعب بدين الله ويتديَّن كما يريد؟! هذه حقيقة لا بدَّ من الإيمان بها، ولو كانت في شخص الرَّسول الكريم عليه الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم أكرمِ الخلق وأفضلِهم لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا؛ كما أخبر الله U، ومن يقول غير هذا فقد عاند القرآن وكذَّب الله ورسوله r ولو ادَّعى لنفسه ما ادَّعى فإنه مُكَذِّب معاند ـ نعوذ بالله من ذلك ـ
                          وقوله I : ﴿وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ أي: لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير، ولدفع عن نفسه الشر، لكنَّه لا يعلم من الغيب عليه الصَّلاة والسَّلام إلاَّ ما علَّمه الله U كما قال Y: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ` إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ` لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً `﴾ [الجن : 26-28]؛ فهو I عالم الغيب، ويوحي إلى أنبيائه بهذه الرِّسالات، ويحفظها لهم، ويحميها من دسِّ الشياطين حتى يبلِّغوها، وهو وحده عالم الغيب، وهو الذي أحصى كلَّ شيءٍ عدداً، وليس للرُّسل ولا لغيرهم من ذلك شيئٌ؛ لأنَّ هذا من خصائص الرُّبوبية والألوهية ولا تتعدَّى إلى الرّسل ولا إلى الملائكة ولا إلى الصالحين ولا إلى أحد من الخلق، فخصائصه I هي التي استحق بها أن يكون سيِّد هذا الكون؛ فلزم أن يُخصَّ بالعبادة وحده ولا يُشرك به أحد في ذَرَّة من هذه العبادة؛ فلنخلص لله العبادة ولنخلص لله الدُّعاء، ولنخلص لله النُّذور وسائر التقربات كما قال Y : ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي﴾ يعني ذبحي ﴿وَمَحْيَايَ﴾ حياتي كلّها ﴿وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ` لاَ شَرِيكَ لَهُ﴾ في شيء من ذلك من هذه المذكورات، كلّها لله وحده لا شريك له، لا من الملائكة ولا من الأنبياء عليهم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم .
                          هذا الذي جاء به الأنبياء عليهم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم، وجاء أعداءُ الله من اليهود والنَّصارى والزنادقة والوثنيون بخلاف هذا، جاؤوا بما يناقض ويصادم هذه الإخبارات الصَّادقة من ربِّ العالمين وهذه الحقائق العظيمة التي تتفطر السَّموات والأرض وتخر الجبال هدًا من مناقضتها، فيدَّعون لله الولد ويدَّعون لله البنات؛ فيقول الله U: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً `تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً `أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً ` وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً` إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً `لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً `وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً `﴾ [مريم: 89-94]، فالنصارى يعبدون عيسى u ويقولون هو ابن الله، لماذا؟ ليبرِّروا عبادتهم لغير الله Y والذين يعبدون الملائكة يقولون: هم بنات الله ليبرِّروا عبادتهم لغير الله كذلك.
                          ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً `تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ` أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً `﴾ والله يهتز الكون ويضطرب من شدَّة وطء هذا الكفر وهذا الضَّلال وكل أنواع الشرك، لا يحتمله هذا الكون على عظمته من سموات وأراضين وجبال وبحار .. وكلِّ من يعبد الله بحق لا يحتمل هذا والملائكة وغيرها من مخلوقات لله U من المؤمنين، واللهِ لا يحتملون هذا ولا يطيقونه أبدًا قال الله I ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ﴾ [الحج : 18]، هؤلاء أي المشركون أهانهم الله وأذلهم الله وأخزاهم ـ والعياذ بالله ـ؛ ولهذا يقول الله U ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ [الأحقاف : 5]، فلو وقف النَّاس جميعًا أو واحد يدعوا الأنبياء والملائكة ليل نهار والله لا يسمعون نداءَه، ولا يملكون إجابته ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر : 13]، الخبير الله هو U وهو الذي أعلمنا أنَّ غيره لا يملك قطميرًا من هذا الكون، الكون هذا كلُّه ملك الله؛ السَّموات والأرضين والجبال والبحار والملائكة والجن والإنس والحشرات والدواب كلُّها مملوكةٌ لله وحده لاشريك له، هو الذي انفرد بإيجادها، وانفرد برزقها، وهو الذي أمدَّها بالحياة، وهو الذي يحيي ويميت I، ولا يشركه أحد في ذَرَّة من كل هذه الأشياء، ولو كان من أفضل الخلق ما شركه في أتفه الأشياء، هذا الكون العريض الواسع الذي لا يعلم مداه إلا الله I واللهِ لا يشركه أحد في مثقال ذَرَّة ولا في فتيل ولا في قطمير...، هذه الحقائق جاء بها القرآن الذي أوحاه الله إلى محمد r؛ ليدين بها المؤمنون، وتستقرَّ هذه الحقائق في نفوسهم، لا يشكُّون في شيء من ذلك، بل يوقنون غاية اليقين بها، فاعرفوا هذا من القرآن وخذوه منه وبلِّغوه للنَّاس فقد قال رسول الله:r « لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم»[5].
                          واللهِ لقد جَنَت الفِرَق الضَّالة على الإسلام جنايةً لا نظير لها؛ ولهذا قال العلماء الفحول: <إنَّ أهل البدع أضر على الإسلام من اليهود والنَّصارى> [6]؛لأنَّ اليهود والنصارى مكشوفون، لو جاء اليهودي ببعض الكلام الذي فيه الصِّدق أمكن ألا يُقبل منه؛ لكن هذا الدَّجال يأتيك بالطوام يأتيك بالكفر والشِّرك والضَّلال تصدِّقه؛ لأنَّه يأتيك بجبة وهيئة وعمامة، ويهلِّل ويسبِّح، ويعطيك السُّموم فتقبل منه السُّموم والبلايا والضَّلال! ولهذا ترى هذه القبور منتشرةً في العالَم الإسلامي، فتُشَاد في بعض البلدان مدنٌ من القبور، فتُشَدُّ إليها الرِّحال وتُسَاق إليها الذبائح والنُّذور، وتَرى الأبقار والأغنام يسوقونها هناك، فهذا البدوي بمصر يجتمع إليه ملايين من النّاس، ففي سنة من السَّنوات اجتمع عليه ثلاث ملايين! أكثر من اجتماع المسلمين في عرفات! هذا البدوي الذي يقولون عنه أنه كان من جواسيس الباطنية! جعلوه معبودًا يعبده كثير من أهل مصر وغيرهم، ـ أهل مصر فيهم موحودُّون والحمد لله ـ ، يعبدونه، ويشدُّون إليه الرِّحال، ويقرِّبون له القرابين، وقل مثل ذلك في العرَّاق، وقل مثل ذلك في إيران، وقل مثل ذلك في باكستان، وقل مثل ذلك في السُّودان، والمغرب العربي والجزائر، وغيرها من البلدان، جاء بهذا أهل الضَّلال ولا سيما الصوفية الذين خدعوا المسلمين، وأوقعوا كثيرًا منهم في حبائل الشِّرك بالله ـ تبارك وتعالى ـ، فإن قام أحدٌ يدعو إلى توحيد الله الخالص حاربوه، ووصفوه بأنَّه عدوٌ لرسول الله عليه الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم! إذا قيل لهم: لا تَدْعُوا الأنبياء ولا الأولياء، يقولون: هذا عَدو الأنبياء والأولياء! ـ قاتلهم الله أنى يؤفكون ـ ؛ فاعرفوا مكائِدَهم وحاولوا إنقاذ النَّاس من براثنهم كما قال رسول الله r: « لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم»[7]، والذين يشغلون النَّاس بادىء ذي بدءٍ بالسِّياسة فقط هؤلاء ضُلاَّل، وكثيرٌ منهم قبوريون، وكثيرٌ منهم روافض، وكثير منهم علمانيون لا يسلكون مسالك الأنبياء في إصلاح الناس، فإنَّ الأنبياء عَلَيهِم الصَّلاَة وَالسَّلاَم بدؤوا بإصلاح العقائد أولا، التوحيدُ أولاً قبل كلِّ شيء، وهذا القرآن أكبر شاهد على ذلك .
                          وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
                          --------------------------------------------------------------------------------
                          [1]- أخرجه مسلم في الصحيح (6/7رقم725-نووي) من حديث عائشة رضي الله عنها .
                          [2]- أخرجه مسلم في الصحيح (17/31رقم2695-نووي) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
                          [3] - صحيح لغيره : ولفظه: < الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة >
                          أخرجه عبد الرزاق في التفسير (3/182) وابن أبي شيبة في المصنف (6/21رقم29167) وأحمد في المسند (4/267،271، 276) والبخاري في الأدب المفرد (249رقم714) وأبو داود في السنن (2/161رقم1479) والترمذي في السنن (5/349، 426رقم3247، 3372) وابن ماجه في السنن (4/262رقم382 والبزار في المسند (8/205رقم3243) والنسائي في السنن الكبرى (6/450رقم11464) وابن جرير الطبري في التفسير (11/73رقم30382-30384،30387) وابن أبي حاتم في التفسير (5/1499رقم8590) و(10/3269رقم18444) وابن حبان في الصحيح (3/172رقم890) والحاكم في المستدرك (1/490، 491) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .
                          قال الترمذي :"حديث حسن صحيح".
                          وقال الحاكم :"هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي ، ووافقهما الألباني في أحكام الجنائز (246) .
                          وقال الحافظ في فتح الباري (1/49) :"إسناده حسن".
                          [4] - ضعيف :
                          أخرجه الترمذي في السنن (5/456رقم3371) والطبراني في المعجم الأوسط (3/293رقم3196) وفي الدعاء (2/789رقم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
                          قال الترمذي :"هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة".
                          وقال الطبراني :"لم يرو هذا الحديث عن أبان إلا عبيد الله تفرد به ابن لهيعة".
                          وقال ناصر الدين الألباني في أحكام الجنائز (247) في ابن لهيعة :"هو ضعيفٌ ؛ لسوء حفظه ، فيستشهد به إلا ما كان من رواية أحد العبادلة عنه ، فيحتج به حينئذٍ ، وليس هذا منها ، لكن معناه صحيح بدليل حديث النعمان".
                          والحديث ضعفه المنذري في الترغيب بتصديره بـ"روي" .
                          قال ابن عبد البر في الاستذكار (3/84) :"الدعاء مخ العبادة لما فيه من الإخلاص والخضوع والضراعة والرجاء وذلك صريح الإيمان واليقين".
                          وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر (4/305) :"الدعاء مخ العبادة : مخ الشيء خالصه ، وإنما كان مخها لأمرين :
                          أحدهما : أنه امتثال أمر الله تعالى حيث قال )ادعوني أستجب لكم( ؛ فهو محض العبادة وخالصها.
                          والثاني : أنه إذا رأى نجاح الأمور من الله قطع أمله عما سواه ودعاه لحاجته وحده وهذا هو أصل العبادة ، ولأن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاء".
                          - [5] أخرجه البخاري في الصحيح (6/144رقم3009-فتح) ومسلم في الصحيح (15/253رقم2406-نووي) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه .
                          [6] - قال ابن الجوزي في( الموضوعات- 1/51): قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه: قال شيخنا أبو الفضل الهمداني: < مبتدعة الإسلام، والوضَّاعون للأحاديث أشدُّ من الملحدين؛ لأنَّ الملحدين قصدوا إفساد الدين من الخارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من الداخل؛ فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من الخارج، فالدخلاء يفتحون الحصن؛ فهم شرٌّ على الإسلام من غير الملابسين له>.
                          وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى ( 28 / 231 - 232 ) <إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء - أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبارات المخالفة للكتاب والسنة- وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسـدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً>
                          [7] - سبق تخريجه (ص25)


                          تحميل المقال pdf

                          تعليق


                          • #15
                            رد: الجمع السديد لكلمات وصوتيات الشيخ ربيع في الدعوة إلى التوحيد

                            جزاكم الله خيرا

                            المرفوعات على المرفقات
                            المرفقات لا تخدم سوى 3 ملفات صوتية
                            الصوتيات المرفقة من الموجود عندي جودة عالية تقريبا اعلى من الموجود على النت و قد اكتفيت برفع الموجود عندي
                            الملفات المرفقة

                            تعليق

                            يعمل...
                            X