
-
08-Jun-2015, 09:36 PM #1
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
سلسلة شرح اﻷصول الثلاثة – للعلامة صالح الفوزان
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِــح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَــفظهُ الله-
العــــ01ــــدد
بِــسْمِ اللهِ الرَّحْــمَــ ا ــنِ الرَّحِــيــمِ
مقدمة الشارح :
__________________________
قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
الحمد لله رب العالمين ، والصﻻة والسﻻم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فبين أيدينا هذه الرسالة :
- رسالة ثﻻثة اﻷصول -
وهي رسالة جليلة مختصرة ، مؤيدة باﻷدلة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ .
وهذه الرسالة ، في أصل عظيم من أصول اﻹسﻻم ، وهو : العقيدة .
وكان العلماء يهتمون بهذه المختصرات ، يؤلفونها ويتعبون على اختصارها وتهذيبها ثم يحفظونها لطلبتهم ، لتبقى أصوﻻ عندهم وذخيرة يستفيدون منها ، ويفيدون منها .
والبداءة بهذه المختصرات ، هي اﻷساس لطلبة العلم ، فطالب العلم يبدأ بالتعلم شيئا فشيئا ، يأخذ من مبادئ العلم وأصوله ويتدرج فيه .
فهذه المختصرات طريق المطوﻻت ، فﻻ يمكن أن تفهم المطوﻻت ، إﻻ بعد فهم المختصرات ، والتدرج منها شيئا
فشيئا ،
ولهذا قالوا في معنى قوله تعالى :
﴿ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾
إن الربانيين ، هم الذين يبدؤون بصغار مسائل العلم قبل كباره ، يربون أنفسهم وطﻻبهم ابتداء من المسائل الصغيرة ، إلى المسائل الكبيرة ، وهذا شيء طبيعي ، ﻷن كل اﻷشياء تبدأ من أصولها وأساساتها ، ثم تكبر وتعظم بعد ذلك .
فأما الذي يهجم على العلم هجوما من أعﻻه ، فهذا يتعب وﻻ يحصل على شيء ، بينما الذي يبدأ من اﻷصول ويتدرج ، هذا هو الذي - بإذن الله - يسير مع الطريق الصحيح واﻻتجاه السليم .
قال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾
هؤﻻء سألوا عن اﻷهلّة ، لماذا يبدأ الهﻻل صغيرا ثم يكبر ، ثم يكبر حتى يتكامل ، ثم يصغر حتى يعود هﻻلا ؟
فعتب الله عليهم ، ووجّههم إلى السؤال عما ينفعهم ، وأن يأتوا بيوت العلم من أبوابها .
أما السؤال عن الهﻻل وأحواله وصغره وكبره ، فهذا ﻻ فائدة لهم فيه ، بل الفائدة هي : أن يسألوا عما يحتاجون إليه ،
وهو : معرفة فوائد اﻷهلة ،
ولهذا قال :﴿ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ﴾ بيّــن لهم فوائدها ،
وهي : أن الله جعلها مواقيت للناس ، يعرفون بها العبادات والمعامﻻت واﻵجال وغير ذلك .
فأرشدهم إلى فوائد اﻷهلة ، ولم يجبهم عن سؤالهم عن حقيقة اﻷهلّة ، لأنه ليس لهم في ذلك فائدة ، وليوجههم إلى ما ينبغي أن يسألوا عنه ، وهو أبواب العلم ﻻ ظهور العلم ، والمسائل الفضولية التي ﻻ يحتاجون إليها ، وإن احتاجوا إليها فهي حاجة قليلة.
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
10-Jun-2015, 12:20 AM #2
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة الدكتور صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِــح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَــفظهُ الله-
العــــ02ــــدد
بِــسْمِ اللهِ الرَّحْــمَــ ا ــنِ الرَّحِــيــمِ
{ مقدمة المؤلف }
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
"[ بسم الله الرحمن الرحيم ] ".
_________________________
قال شيخنا - غفر الله له وأحسن إليه-:
ابتدأ رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة ، اقتداء بكتاب الله عزوجل ، فإن أول ما يقع عليه بصرك في المصحف وقبل كل سورة منه [ بسم الله الرحمن الرحيم ] .
فالبداءة بها في الرسائل وفي الكتب وفي المؤلفات ، اقتداء بكتاب الله عزوجل ،
وكذلك النبي ﷺ ، كان يكتبها في أول رسائله ، حينما يكتب إلى اﻷمراء والرؤساء ، وإلى من في أقطار اﻷرض يدعوهم إلى اﻹسﻻم ، يبدأ كتابته ببسم الله الرحمن الرحيم .
وكان ﷺ يفتتح أحاديثه وكﻻمه ببسم الله الرحمن الرحيم ، مما يدل على أن البداءة ببسم الله الرحمن الرحيم سنة الرسول ﷺ ، كما أن سليمان عليه السﻻم ، لما كتب إلى بلقيس ملكة سبأ .
بدأ كتابه ببسم الله الرحمن الرحيم :
﴿ قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ○ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ○ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ .
ينبغي البدء ببسم الله الرحمن الرحيم في كل أمر له أهمية ، وكل مؤلف له أهمية وله قيمة ، وكل رسالة .
وعلى هذا فالذين ﻻ يبدؤون مؤلفاتهم ورسائلهم ببسم الله الرحمن الرحيم ، هؤﻻء تركوا السنة النبوية ، واﻻقتداء بكتاب الله عزوجل ،
وربما بسبب ذلك ، أن كتبهم هذه ورسائلهم ليس فيها بركة ، وليس فيها فائدة ، ﻷنها إذا خلت من بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنها منزوعة الفائدة .
لماذا تركوا بسم الله الرحمن الرحيم ؟ .
إنما تركوها ﻷنها سنة ، وهم ينفرون من السنة ، أو يقلدون من ينفر من السنة ،
فينبغي التنبه لمثل هذا .
فمعنى [[ بسم الله الرحمن الرحيم ]] اﻻستعانة باسم الله .
فقوله : بسم الله ، جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره : أستعين بسم الله الرحمن الرحيم ، أو : أبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم ، تبركا بها ، واستعانة بالله عزوجل .
فهي مطلع عظيم ، للكﻻم وللكتب والرسائل ، فاﻹنسان يستعين بالله في بدايتها ، ويتبرك باسمه سبحانه وتعالى .
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
13-Jun-2015, 08:38 PM #3
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة الدكتور صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِــح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَــفظهُ الله-
❉ ✾ العــــ03ــــدد ❉ ✾
بِــسْمِ اللهِ الرَّحْــمَــ ا ــنِ الرَّحِــيــمِ
{ الرسالة اﻷولى }
المسائل اﻷربع التي تضمنتها سورة العصر
( العلم )
❍ قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[" إِعلَمْ رَحِمَكَ الله" ] .
_________________________
❒ قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
« قوله : "اعلم" :
كلمة تشير إلى اﻻهتمام بالموضوع ، فإذا قال : اعلم ، فمعناه : أن اﻷمر الذي سيلقيه عليك ، أمر مهم ،
فهذه الكلمة تدل على أهمية الموضوع التي يبدأ بها فيه .
ومعنى : اعلم ، فعل أمر ، من العلم ، أي : تعلم ،
والعلم هو : إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع ، أو تصور الشيء على طبق الواقع .
وإدراك الشيء على خﻻف ما هو عليه في الواقع ، أو تصور الشيء على خﻻف الواقع هو : الجهل وهو ضد العلم .
قوله : رحمك الله : هذا دعاء لطالب العلم ، فالشيخ يدعو لطلبة العلم بأن يرحمهم الله ، وأن يلقي عليهم رحمته سبحانه وتعالى ، فهذا فيه التلطف من المعلم بالمتعلم ، وأنه يبدأ بالكﻻم الطيب ، والدعاء الصالح ، حتى يؤثر ذلك فيه ، ويقبل على معلمه .
أما إذا بدأ المعلم بالكﻻم القاسي ، والكﻻم غير المناسب ، فإن هذا ينفره ،
فالواجب على المعلم وعلى من يدعو إلى الله وعلى من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : التلطف مع من يخاطبه بالدعاء له والثناء عليه والكﻻم اللين ، فإن هذا أدعى للقبول .
أما المعاند والمكابر ، فإن هذا له خطاب آخر ، قال الله سبحانه :
﴿۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ .
فالذين ظلموا من أهل الكتاب وعاندوا وكابروا ، هؤﻻء ﻻ يخاطبون بالتي هي أحسن ، بل يخاطبون بما يردعهم ، قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِير ﴾ .
المنافقون ﻻ يجاهدون بالسﻻح ، وإنما يجاهدون بالحجة والكﻻم ، والرد عليهم بالغلظة ردعا لهم وتنفيرا للناس عنهم ، وقال تعالى فيهم :﴿ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ .
هؤﻻء لهم خطاب خاص ، ﻷنهم أهل عناد ومكابرة ، وﻻ يريدون الحق ، بل يريدون تضليل الناس ،
فهؤﻻء يخاطبون بما يليق بهم .
أما الطالب المسترشد ، فهذا يخاطب بالرفق والرحمة واللطف ، ﻷنه يريد الحق ويريد العلم والفائدة .
قوله : اعلم رحمك الله : دعاء لك بالرحمة ، فإذا رحمك الله ، فإنك تكون سعيدا بها في الدنيا واﻵخرة ، إذا دخلت في رحمة الله .
وهذا دعاء من عالم جليل ، ورجل صالح ، يرجى له القبول إن شاء الله .
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
01-Aug-2015, 01:51 PM #4
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِــح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَــفظهُ الله-
العــــ04ــــدد
قَــالَ اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ] .
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
قال الشّــيخ الشّــارحُ:
« قوله : يجب :
← الواجب : هو : ما يثاب فاعله ، ويعاقب تاركه ،
← والمستحب : هو : ما يثاب فاعله ، وﻻ يعاقب تاركه ،
← والمباح : ﻻ ثواب في فعله ، وﻻ عقاب في تركه .
فقوله : يجب : يعني أن هذا اﻷمر ليس هو من المستحب ، وﻻ من المباح ، بل هو من الواجب العيني .
فإذا تركنا تعلم هذه المسائل ، فإننا نأثم ، ﻷن هذا شأن الواجب ،
لم يقل : يستحب لنا ، أو يستحسن لنا ، بل قال : يجب علينا وجوبا ،
والوجوب معناه : الحتم ، من تركه يأثم ، وﻷن العلم ﻻ يحصل عليه إلا بالتعلم ،
والتعلم يحتاج إلى عناية وجهد ووقت ، ويحتاج إلى فهم ، وإلى حضور قلب ، هذا هو التعلم .
قوله : أربع مسائل : يعني مباحث ، سميت مسائل ، ﻷنها يجب أن يسأل عنها ويعنى بها
-
01-Aug-2015, 01:52 PM #5
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة الدكتور صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
العَــــ05ـــدَدُ
قَـالَ اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
【 اعلم رحمك الله ، أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ، اﻷولى : العلم 】.
_________________
قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
قوله : " العلم ": المراد بالعلم هنا ، هو العلم الشرعي ، لأنه هو الذي يجب تعلمه ،
وهذه المسائل يجب تعلمها على كل مسلم ، ذكر أو أنثى ، حر أو عبد ، غني أو فقير ، ملك أو صعلوك ،
كل مسلم يجب عليه أن يتعلم هذه المسائل الأربع .
وهذا ما يسميه العلماء بالواجب العيني ، وهو الذي يجب على كل أحد من المسلمين ، فالصلوات الخمس على الرجال والنساء ، وصلاة الجماعة في المساجد على الرجال ، هذا واجب على كل فرد من المسلمين أن يتعلمها .
ولذلك قال : يجب علينا ، ولم يقل : يجب على بعضنا ، وإنما قال : يجب علينا ،
← يعني : معشر المسلمين ، فهذا من العلم الذي يجب تعلمه على الأعيان ،
لأن العلم على قسمين :
• الأول : ما يجب تعلمه على الأعيان ، فلا يعذر أحد بجهله ، وهو ما لا يستقيم الدين إلا به ، مثل أركان الإسلام الخمسة التي هي :
❒ الشهادتان
❒ وإقام الصلاة
❒ وإيتاء الزكاة
❒ وصوم رمضان
❒ وحج بيت الله الحرام
لا يجوز لمسلم أن يجهلها بل لا بد له أن يتعلمها .
لأن تعلم معنى الشهادتين إنما هو تعلم العقيدة ، يتعلم المسلم العقيدة من أجل العمل بها ، ويتعلم ما يضادها من أجل أن يتجنبه ، هذا مضمون الشهادتين ، كذلك يتعلم أركان الصلاة وشروط الصلاة ، وواجبات الصلاة ، وسنن الصلاة ،
لا بد أن يتعلم بالتفصيل هذه الأمور ، ليس مجرد أنه يصلي وهو لا يعرف أحكام الصلاة .
❍ كيف يعمل الإنسان عملا وهو لا يعلم هذا العمل الذي يؤديه ؟
❍ كيف يؤدي الصلاة وهو جاهل بأحكامها ؟
↢ فلا بد أن يتعلم أحكام الصلاة ، ومبطلات الصلاة ، لا بد من تعلم هذا .
← كذلك يتعلم أحكام الزكاة ، ويتعلم أحكام الصيام ، ويتعلم أحكام الحج ،
فإذا أراد أن يحج وجب عليه تعلم أحكام الحج وأحكام العمرة ، من أجل أن يؤدي هذه العبادات على الوجه المشروع .
← وهذا القسم لا يعذر أحد بجهله ، وهو ما يسمى بالواجب العيني على كل مسلم .
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
04-Aug-2015, 09:55 PM #6
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
العَـــ 06 ــــدَد
وصلنا إلى قول الشارح حفظه الله :
القسم الثاني من أقسام العلم :
« هو ما زاد عن ذلك من الأحكام الشرعية ، التي تحتاجها الأمة بمجموعها ، وقد لا يحتاجه كل أحد بعينه ، مثل أحكام البيع ، وأحكام المعاملات ، وأحكام الأوقاف والمواريث والوصايا ، وأحكام الأنكحة ، وأحكام الجنايات ، هذه لا بد منها للأمة ،
لكن لا يجب على كل فرد من الأمة أن يتعلمها ، بل إذا تعلمها من يحصل به المقصود من العلماء كفى هذا ، ليقوموا بحاجة المسلمين من قضاء وإفتاء وتعليم وغير ذلك ،
هذا يسمى واجب الكفاية الذي إذا قام به من يكفي سقط به الإثم عن الباقين ، وإذا تركه الجميع أثموا جميعا .
فلا بد للأمة من أناس يتعلمون هذا القسم لأنهم بحاجة إليه ،
لكن ما يقال لكل واحد : يجب عليك أن تتفقه في هذه الأبواب ، لأنه قد لا يتأتى هذا لكل أحد ، وإنما يختص هذا بأهل القدرة وأهل الاستطاعة من الأمة ، ولأنه إذا تعلم هذا بعض الأمة قام بالواجب ، بخلاف القسم الأول فكل واحد مسؤول عنه بنفسه ، لأنه لا يمكن أن يعمل هذه الأعمال إلا عن علم ،
ولهذا قال الشيخ : " يجب علينا" ، ولم يقل : يجب على المسلمين ؟ أو يجب على بعضهم ، بل قال : يجب علينا ، أي على كل واحد منا وجوبا عينيا .
ولنعلم أيضا قبل الدخول في المسائل ، أن المراد بالعلم الذي يجب على الأمة إما وجوبا عينيا أو كفائيا أنه :
العلم الشرعي الذي جاء به الرسول ﷺ . أما العلم الدنيوي كعلم الصناعات والحِرَف والحساب والرياضيات والهندسة ، فهذا العلم مباح ، يباح تعلمه ،
وقد يجب إذا احتاجت الأمة إليه ، يجب على من يستطيع ،
لكن ليس هو العلم المقصود في القرآن والسنة ، والذي أثنى الله تعالى على أهله ومدحهم ، والذي قال فيه النبي ﷺ :
« العلماء ورثة الأنبياء » المراد العلم الشرعي .
وأما العلم الدنيوي فمن جهله فلا إثم عليه ، ومن تعلمه فهو مباح له ، وإذا نفع به الأمة فهو مأجور عليه ومثاب عليه ، ولو مات الإنسان وهو يجهل هذا العلم لم يؤاخذ عليه يوم القيامة ، لكن من مات وهو يجهل العلم الشرعي خصوصا العلم الضروري ، فإنه يسأل عنه يوم القيامة ،
لِمَ لَمْ تتعلم ؟
لماذا لَمْ تسأل ؟ الذي يقول إذا وضع في قبره : ربي الله والإسلام ديني ونبيي محمد ﷺ ، هذا ينجو ،
يقال له : من أين حصَّلت هذا ؟
يقول : قرأت كتاب الله وتعلمته .
أما الذي أعرض عن ذلك ، فإنه إذا سئل في قبره فإنه يقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فهذا يؤجج عليه قبره نارا - والعياذ بالله - ويضيق عليه فيه حتى تختلف أضلاعه ، ويصبح في حفرة من حفر النار ، لأنه ما درى وما تلا ، فيقال له :« لا دريت ولا تليت : أو لا تلوت » .
فهو لم يتعلم ولم يَقْتَدِ بأهل العلم ، وإنما هو ضائع في حياته ، فهذا الذي يؤول إلى الشقاء والعياذ بالله .
فقوله : العلم : هذا هو العلم الشرعي المطلوب منا جماعة وأفرادا ، وهو معرفة الله بأسمائه وصفاته ، ومعرفة حقه علينا وهو عبادته وحده لا شريك له ،
فأولُ ما يجب على العبد هو : معرفةُ ربه عز وجل ، وكيف يعبده .»
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
10-Aug-2015, 01:19 AM #7
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ*****
**** لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
******
* العَـــ7ــــدَد
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ اﻷولى : العلم وهو : معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين اﻹسﻻم باﻷدلة ] .
***************** _________________
قال الشّــيخ الشارح :
قوله : وهو معرفة الله : كيف يعرف العبد ربه ؟
← يعرفه بآياته ومخلوقاته ، فمن آياته الليل والنهار، ومن مخلوقاته الشمس والقمر ،
كما يأتي بيان هذا إن شاء الله .
يعرف الله بآياته الكونية وآياته القرآنية . إذا قرأ القرآن ، عرف الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي خلق السماوات والأرض ، وأنه هو الذي سخر ما في السماوات والأرض ، وأنه هو الذي يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، وأنه الرحمن الرحيم .
فالقرآن يعَرِّف بالله عز وجل ، وأنه هو الذي أنعم علينا بجميع النعم ، وأنه هو الذي خلقنا ورزقنا ،
فإذا قرأت القرآن ، عرفت ربك سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله .
وإذا نظرت في الكون عرفت ربك سبحانه وتعالى ، أنه هو الذي خلق هذا الخلق ، وسخر هذا الكون وأجراه بحكمته وعلمه سبحانه وتعالى ،
هذا هو العلم بالله عز وجل .
▪قوله : ومعرفة نبيه : هو محمد ﷺ لأنه هو المبلغ عن الله عز وجل ، وهو الواسطة بيننا وبين الله عز وجل في تبليغ الرسالة ،
← لا بد أن تعرفه ،
تعرف من هو ؟
وتعرف نسبه ،
وتعرف بلده ،
وتعرف ما جاء به ﷺ
تعرف كيف بدأه الوحي ؟
وكيف قام بالدعوة إلى الله عز وجل في مكة والمدينة ،
تعرف سيرة الرسول ﷺ ولو باختصار .
الرسول ﷺ هو : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى آخر النسب النبوي الشريف الذي ينتهي إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،
وتعرف كيف عاش قبل البعثة ،
وكيف جاءه الوحي من الله عز وجل ، وماذا عمل عليه الصلاة والسلام بعد بعثته ،
تعرف ذلك بدراسة سيرته ﷺ .
ولا يليق بالمسلم أن يجهل الرسول ﷺ كيف تتبع شخصا وأنت لا تعرفه ؟ !
هذا غير معقول .
** ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
30-Sep-2015, 06:31 PM #8
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ*****
**** لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
******* العَـــ8ــــدَد
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ ومعرفة دين اﻹسﻻم باﻷدلة ] .
ــــــــــــــــــــــ
قال الشّــيخ الشّــارح :
قوله :[ ومعرفة دين الإسلام ] الذي هو دين هذا الرسول ﷺ ، بل هو دين الله -عز وجل- الذي أمر به عباده ، والذي أمرك باتباعه وأنت مطالب به ،
لا بد أن تعرف هذا الدين ،
والإسلام هو دين جميع الرسل ، كل الرسل دينهم الإسلام بالمعنى العام ،
فكل من اتبع رسولا من الرسل فهو مسلم لله عز وجل ، منقاد له ، موحد له ،
هذا الإسلام بمعناه العام ، إنه دين الرسل جميعا ،
⇦ فالإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ،
والخلوص من الشرك وأهله .
أما الإسلام بمعناه الخاص ، فهو الذي بعث الله به نبيه محمدا ﷺ ،
لأنه بعد بعثة الرسول ﷺ لا دين إلا دينه عليه الصلاة والسلام ، والإسلام انحصر في اتباعه ﷺ ،
فلا يمكن لليهودي أن يقول : أنا مسلم ،
أو النصراني يقول : أنا مسلم ، بعد بعثة النبي ﷺ وهو لا يتبعه ،
فالإسلام بعد بعثة النبي هو :
اتباعه ﷺ ، قال تعالى :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ هذا هو الإسلام بمعناه العام وبمعناه الخاص .
قوله :[ بالأدلة ] لا بالتقليد ، وإنما بالأدلة من القرآن ومن السنة ، هذا هو العلم .
▪قال ابن القيم في الكافية الشافية :
العلم قال الله قال رسولـــــــه ،،،
**** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ،،،
*** بين الرسول وبين رأي فــلان
هذا هو العلم .
العلم هو علم الكتاب والسنة ،
أما أقوال العلماء فهي تشرح وتوضح فقط كلام الله وكلام رسوله ﷺ ، وقد يكون فيها أو في بعضها خطأ ، واﻷدلة ليست كﻻم العلماء ، إنما اﻷدلة هي اﻵيات القرآنية ، واﻷحاديث النبوية ، وأما كﻻم العلماء فهو شارح وموضح ومبين لذلك ، ﻻ أنه دليل في نفسه .
هذه هي المسألة اﻷولى وهي اﻷساس ، بدأ بها الشيخ رحمه الله ،
ﻷنها هي اﻷساس ، وإنما يبدأ بالعقيدة وباﻷساس ، بالتعلم والتعليم ، والدعوة إلى الله عزوجل ، يبدأ بالعقيدة ،
لأنها هي اﻷصل وهي اﻷساس .
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
✍ يتــبع إن شــاء الله تعالــى
*
-
30-Sep-2015, 06:32 PM #9
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ*****
**** لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
******* ▫العَــــ9ـــدَدُ▫
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ الثانية : العمل به ] .
ــــــــــــــــــــــ
قال الشّــيخ الشّــارحُ -حَـفظُهُ الله- :
قوله :[ العمل به ] أي : بالعلم ،
لأنه لا يكفي أن الإنسان يعلم ويتعلم ،
بل لا بد أن يعمل بعلمه ، فالعلم بدون عمل إنما هو حجة على الإنسان ،
فلا يكون العلم نافعا إلا بالعمل ،
أما من عَلِمَ ولم يعمل فهذا مغضوب عليه ، لأنه عرف الحق وتركه على بصيرة .
والناظم يقول :
وَعَالِمٍ بِعِلْمِهِ لَمْ يَعْمََلَنْ
************ مُعَذَّبٌ مِنْ قَبْلِ عُبَّادِ الوَثَنْ
وهذا مذكور في الحديث الشريف :
« إن من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ، عالم لم يعمل بعلمه »
العلم مقرون بالعمل ، والعمل هو ثمرة العلم ، فعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر ،
لا فائدة فيها ،
❍ والعلم إنما أنزل من أجل العمل .
كما أن العمل بدون علم يكون وبالا وضلالا على صاحبه .
← إذا كان الإنسان يعمل بدون علم فإن عمله وبال وتعب على صاحبه ،
قال ﷺ :« من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » .
ولهذا نقرأ في الفاتحة في كل ركعة :
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ○ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
❍ فسمى الله الذين يعملون بدون علم : الضالين ، والذين يعلمون ولا يعملون : بالمغضوب عليهم ،
فلنتنبه لذلك فإنه مهم جدا .
** ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .
-
30-Sep-2015, 06:33 PM #10
عضو
- تاريخ التسجيل
- Apr 2014
- المشاركات
- 132
رد: سِلسِلةُ شـَرحِ اﻷُصُولِ الثلاثة لمعالي شيخنا العلامة صالح الفوزان -حَـفظُهُ الله-
سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ*****
**** لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
******* العَـــ10ـــدَد
****** [** الدعوة إلى العلم** ]
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ الثالثة : الدعوة إليه ] .
ــــــــــــــــــــــ
قَـالَ الشّــيخ الــشّارح -حَـفظُهُ الله-:
« قوله : الدعوة إليه ، أي : لا يكفي أن يتعلم الإنسان ويعمل في نفسه ، ولا يدعو إلى الله عز وجل ،
بل لا بد أن يدعو غيره فيكون نافعا لنفسه ونافعا لغيره ، ولأن هذا العلم أمانة ، ليس بملك لك تختزنه وتحرم الناس منه ، والناس بحاجة إليه .
فالواجب عليك التبليغ والبيان ودعوة الناس إلى الخير ، هذا العلم الذي حملك الله إياه ليس وقفا عليك ، وإنما هو لك ولغيرك ، فلا تحتكره على نفسك وتمنع الناس من الانتفاع به ، بل لا بد من تبليغه ولا بد من بيانه للناس .
▪قال تعالى :
﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾
هذا ميثاق أخذه الله على العلماء أن يبينوا للناس ما علمهم الله من أجل أن ينشروا الخير ، ويخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ، وهذا عمل الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن اتبعهم .
▪قال تعالى :﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾
هذه طريقة الرسول-ﷺ- وطريقة أتباعه ، العلم والعمل والدعوة إلى الله عز وجل .
فمن لم يدع وهو قادر على الدعوة ، وعنده علم* وكتمه ، فإنه يلجم بلجام من نار يوم القيامة ، كما في الحديث .»
** ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
✍ يُتــبع إن شــاء الله تعالــى .