إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مجموعة مطويات دعوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [سلسلة] مجموعة مطويات دعوية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ******************
    مجموع مطويات دعوية
    ------------
    الحمد لله و الصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم اما بعد
    فقد اردت جمع ما تناتر من هذه المطويات التي حاولت جعلها نافعة لإخواني في الله
    وذلك لتسهيل الوصول اليها وتحميلها بسهولة أسال الله تعالى أن يكون عملا خالصا لوجهه الكريم
    كما اسأله الهداية والتوفيق والحمد لله رب العالمين.

    -1-


    مطوية- الرد على البردة -لشيخ محمدبن صالح العثيمين والشيخ أبابطين رحمهما الله تعالى..





    -2-



    حكم التبرّع بالدّمّ- للفضيلة المشايخ عبد العزيز بن باز و محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله تعالى





    -3-




    - مخـــالفات في البيــوع -للشيخ صالح ال شيخ حفظه الله تعالى






    -4-

    بدع الجمعة-للمحدث الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى






    -5-


    مطوية / اقوال المالكية في الصوفية





    -6-



    مطوية:الحــوثية -العقيدة.المنشأ.الاهداف -الشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله




    *************
    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: مجموع مطويات دعوية - أسال الله ان ينفع بها الاخواة ...

    -7-


    مطوية / فتاوى الصيام من كتاب العقد المنضد
    - الشيخ زيد بن هادي المدخلي رحمه الله تعالى-




    -8-




    *************

    تعليق


    • #3
      رد: مجموع مطويات دعوية - أسال الله ان ينفع بها الاخوة ...

      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	j.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	274.5 كيلوبايت 
الهوية:	175644
      مطوية /
      الرد العلمي على منكري التصنيف
      فضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى
      ---------------------------
      المطوية عبارة عن مقتطف من محاضرة لشيخ بهذا العنوان.






      *****



      *****

      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        رد: مجموع مطويات دعوية - أسال الله ان ينفع بها الاخوة ...


        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	j..jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	203.8 كيلوبايت 
الهوية:	175645

        *****
        مطوية /
        أقوال أئمة السـلـف فـي الـرافـضــة
        مصدر الموضوع تجده هنا

        ---------------------------


        *****



        *****
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #5
          رد: مجموع مطويات دعوية - أسال الله ان ينفع بها الاخواة ...

          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	j...png 
مشاهدات:	1 
الحجم:	425.8 كيلوبايت 
الهوية:	175690
          *****
          مطوية / الصوفية العصرية ..وعقيدة ابن عربي
          الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله تعالى
          --------------------




          نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
          سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-


          *****


          *****
          موضوع المطوية:
          http://www.albaidha.net/vb/showthrea...8&goto=newpost

          *****


          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #6
            رد: مجموع مطويات دعوية - أسال الله ان ينفع بها الاخواة ...

            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	yjhg14.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	244.6 كيلوبايت 
الهوية:	175937
            *****
            مطوية / بعض القواعد والفوائد السلفية من رسالة لأبي الحسن علي الصُّغَيِّر المكناسي السوسي
            - من علماء القرن التاسع الهجري -
            في ذمّ البدعة وأهلها
            فضيلة الشيخ / خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى
            *****
            تجد موضوع المطوية هنا
            http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=26431
            *****
            تنبيه مهم :
            هذه الرسالة ليست للقاضي أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الحق الزرويلي وإنما هي لأبي الحسن الصغير المكناسي السوسي و في " دليل مخطوطات خزانة الزاوية الناصرية بتمكروت " لمحمد المنون- وهو مشهور عند المغاربة باعتنائه بالخزانات و المخطوطات ، وقد قام على فهرسة العديد من الخزانات بالمغرب – قال: أبو الحسن الصغير هذا ليس هو شارح الرسالة ( يقصد رسالة ابن أبي زيد رحمه الله- يعني الزرويلي -.و ذكر أن رسالة في ذم البدع لأبي الحسن الصغير المكناسي موجودة ضمن مجموع رقمه1712 ;
            و في كتاب : ( علماء المغرب و مقاومتهم للبدع و التصوف و القبورية و المواسم ) لمصطفى باحو قال في الصفحة 89 أن الرسالة لأبي الحسن الصغير المكناسي السوسي ، و قال أنه حققها على أربع نسخ خطية و هي تحت الطبع بتحقيقه .
            و قال باحو أيضا في كتاب : " حكم الغناء في مذهب المالكية " الصفحة 21 : متحدثا عن رسالة أخرى لأبي الحسن الصغير المكناسي و هي في البدع و السماع : ( و هذه الرسالة مخطوطة بالخزانة الحسنية رقم 12226 ، و القرويين رقم 328/1 في 8 أوراق ، ونسب خطأ للزرويلي . وله رسالة أخرى في ذم البدع جيدة ، ما رأيت مثلها للمغاربة ، وقد حققتها على نسخ.
            و أظن أن الخطأ قد جاء على الدكتور عواد لعدم اعتماده على أي نسخة مغربية ، فقد قال في مقدمة تحقيقه للرسالة : لقد قمت بالتحقيق معتمدا بعد الله على أربع نسخ خطية :
            الأولى : رمزت لها- الأصل- مكانها- دار الكتب الوطنية بتونس ضمن مجموع تحت رقم 3046 .
            الثانية : ورمزت لها- ب- ومكانها- دار الكتب الوطنية بتونس برقم 10100
            الثالثة : ورمزت لها- ج- ومكانها- مركز الملك فيصل برقم 10817 .
            الرابعة : ورمزت لها- د- ومكانها- مركز الملك فيصل برقم 12924 ضمن مجموع . .






            نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
            سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-



            *****




            *****


            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              رد: مجموعة مطويات دعوية

              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	125.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	273.3 كيلوبايت 
الهوية:	176053
              *****
              مــطوية / الفـكر الصـوفي
              لفضيلة الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى
              ----------------------------






              نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
              سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-



              *****


              *****
              موضوع المطوية :


              ‏الحمد لله الذي أرسل خاتم النبيين وإمام المرسلين، محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ رحمة للعالمين بشيرًا لمن آمن به، واهتدى بهديه، بالفوز المبين ونذيرًا لمن كفر به وخالف سنته بالعذاب المهين، وصل اللهم على محمد وأزواجه وذرياته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذرياته كما باركت على إبراهيم، صلاة تشمل آله ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين‏.‏
              فيقول أفقر العباد إلى الغني الكبير المتعال، محمد تقي الدين بن عبدالقادر الحسيني الهلالي غفر الله ذنبه وستر عيبه‏:‏
              نشأت في بلاد سجلمانة، وحفظت القرآن وأنا ابن اثنتي عشرة سنة، ورأيت أهل بلادنا مولعين بطرائق المتصوفة لا تكاد تجد واحدًا منهم لا عالمًا ولا جاهلًا إلا وقد انخرط في سلك إحدى الطرق، وتعلق بشيخها تعلق الهائم الوامق، يستغيث به في الشدائد ويستنجد به في المصائب، ويلهج دائمًا بشكره والثناء عليه فإن وجد نعمة شكره عليها، وإن أصابته مصيبة اتهم نفسه بالتقصير في محبة شيخه والتمسك بطريقته، ولا يخطر بباله أن شيخه يعجز عن شيء في السماوات ولا في الأرض فهو على كل شيء قدير، وسمعت الناس يقولون‏:‏ من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه‏.‏ وينشدون قول ابن عاشور في أرجوزته التي نظمها في عقيدة الأشعرية، وفي فروع المالكية، وفي مبادئ التصوف‏:‏
              يصحب شيخًا عارف المسالك ** يقيه في طريقه المهالك
              يذكــــــره الله إذا رآه ** ويوصل العبد إلى مولاه

              ورأيت الطرق المنتشرة في بلادنا قسمين‏:‏
              1- قسم ينتمي إليه العلماء وعلية القوم‏.‏
              2- وقسم ينتمي إليه السوقة وعامة الناس‏.‏

              فمالت نفسي إلى القسم الأول، وسمعت أبي وهو من علماء بلدنا مرارًا يقول‏:‏ لولا أن الطريقة التجانية تمنع صاحبها من زيارة قبور الأولياء والاستمداد منهم وطلب الحاجات إلا قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة، وإلا قبر الشيخ التجاني، وقبور من ينتمي إلى طريقته من الأولياء، قال أبي‏:‏ لولا ذلك لأخذت ورد الطريقة التجانية، لأني لا أستطيع أن أترك زيارة جدنا عبدالقادر بن هلال، وجدنا كان مشهورًا بالصلاح وله قبر يزار وهو معدود من جملة الأولياء في ناحية الغرفة من القسم الشرقي الجنوبي في بلاد المغرب‏.‏
              والطريقة التجانية، والدرقاوية، والكتانية، وإن كان أهلها في بلادنا قليلًا، تؤلف القسم الأول، فاشتاقت نفسي إلى أخذ ورد الطريقة التجانية وأنا قد ناهزت البلوغ فذهبت إلى المقدم وقلت له‏:‏ يا سيدي أريد منك أن تعطيني ورد الطريقة التجانية، ففرح كثيرًا، وقال لي‏:‏ تأخذ الورد على صغر سنك‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، فقال‏:‏ بخ بخ أفلحت ونجحت، فأعطاني الورد وهو‏:‏
              ذكر لا إله إلا الله مائة مرة، والاستغفار مائة مرة، والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأي صيغة مائة مرة، لكن صيغة الفاتح لما أغلق هي أفضل الصيغ، وسيأتي إن شاء الله ذكر فضلها ‏(‏الفضل المزعوم عندهم‏)‏ في هذا الكتاب بعون الله وتوفيقه، وأعطاني كذلك الوظيفة وهي أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاثين مرة، وصلاة الفاتح لما أغلق خمسين مرة، ولا إله إلا الله مائة مرة، وجوهره الكمال وهي‏:‏ اللهم صليوسلم على عين الرحمة الربانية‏.‏‏.‏ الخ، وسيأتي ذكر ألفاظها اثنتي عشر مرة، وهذه الصلاة لا تذكر إلا بطهارة مائية، فمن كان فرضه التيمم فعليه أن يذكر بدلها صلاة الفاتح عشرين مرة، قال‏:‏ وإنما اشترطت الطهارة المائية على ذاكرها لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين يحضرون مجلس كل من يذكرها ولا يزالون معه ما دام يذكرها‏.‏
              ويجب ذكر الورد مرة في الصباح ومرة في المساء بطهارة تامة كما يشترط في الصلاة، ويكون الذاكر جالسًا كجلسة التشهد على الأفضل مغمضًا عينيه مستحضرًا صورة الشيخ أحمد التجاني وهو رجل أبيض مشرب بحمرة ذو لحية بيضاء، ويتصور في قلبه أن عمودًا من النور يخرج من قلب الشيخ ويدخل في قلب المريد‏.‏
              أما الوظيفة فيجب أن تذكر جماعة بصوت واحد، إن كان للمريد إخوان في بلده، فإن لم يكن له إخوان تجانيون في بلاده جاز له أن يذكرها وحده مرة في كل يوم‏.‏
              وأخبرني المقدم الشيخ عبدالكريم المنصوري ببعض فضائل هذا الورد وسأذكرها فيما بعد إن شاء الله واستمررت على ذكر الورد والوظيفة بإخلاص ملتزمًا الشروط مدة تسع سنين، وهناك ذكر آخر يكون يوم الجمعة متصلًا بغروب الشمس وهو‏:‏ لا إله إلا الله ألف مرة، والأفضل أن يكون معه سماع قبله أو بعده، وهو إنشاد شيء من الشعر بالغناء والترنم جماعة ثم يقولون جميعًا‏:‏ الله حي، والمنشد ينشدهم وهم قيام حتى يخلص عند تواجدهم إلى لفظ آه، آه، آه، ويسمون هذه الحالة العمارة، وقد تركوها منذ زمان طويل لأن أبناء الشيخ التجاني لا يستعملون هذه العمارة، وهم يأتون من الجزائر إلى المغرب وقد أشاروا على المغاربة أن يتركوا العمارة لأنهم لا يستحسنونها، ولكن في كتب الطريقة أنها فعلت أمام الشيخ أحمد التجاني وبرضاه وإقراره‏.‏
              وكنت كلما أصابتني مصيبة أستغيث بالشيخ فلا يغيثني، فمن ذلك أني كنت في الجزائر مسافرًا من ناحية ‏(‏بركنت‏)‏ بقرب حدود المغرب إلى ‏(‏المشرية‏)‏، وكان لي رفيق له جمل فعلقه وأوصاني بحراسته وتركني في خيمة وقلنا فيها من خيام أهل البادية، فانحل عقال الجمل وانطلق في البرية فتبعته فأخذ يستهزئ بي، وذلك أنه يبقى وقفًا إلى أن أكاد أضع يدي على عنقه ثم يجفل مرج واحدة ويجري مسافة طويلة ثم يقف ينتظرني إلى أن أكاد أقبضه ثم يهرب مرة أخرى وذلك في نحر الظهيرة وشدة الحر، فقلت في نفسي‏:‏ هذا وقت الاستغاثة بالشيخ فتضرعت إليه وبالغت في الاستغاثة أن يمكنني في قبض الجمل وإناخته فلم يستجب، فعدت على نفسي باللوم واتهمتها بعدم الإخلاص والتقصير في خدمة الطريقة ولم أتهم الشيخ البتة بعجز عن قضاء حاجتي، ومع أن شيوخ الطريقة يوصون المريد أن لا يطالع شيئًا من كتب التصوف إلا كتب الطريقة التجانية وقع في يدي مجلد من كتاب ‏(‏الإحياء‏)‏ للغزالي فطالعته فأثر في نفسي واجتهدت في العبادة والتزمت قيام الليل في شدة البرد، فبينما أن ذات ليلة أصلي قيام الليل أمام خيمتي الصغيرة التي كنت جالسًا فيها يكاد رأسي يمس سقفها إذ رأيت غمامًا أبيض سد الأفق كالجبل المرتفع من الأرض إلى السماء وأخذ ذلك الغمام يدنو مني آتيًا من جهة الشرق ـوهي قبلة المصلي في المغرب والجزائرـ حتى وقف بعيدًا مني وخرج منه شخص وتقدم حتى قرب مني ثم شرع يصلي بصلاتي مؤتمًا بي، وثيابه تشبه ثياب جارية بنت خمس عشرة سنة، ولم أستطع أن أميز وجهه بسبب الظلام‏.‏
              ولما شرع يصلي معي كنت أقرأ في سورة ألم السجدة ففزعت وخفت خوفًا شديدًا، فخرجت منها إلى سورة أخرى أظنها سورة سبأ، ولم أستطع قراءة القرآن مع شدة حفظي له بسبب الرعب الذي أصابني، فتركت السور الطوال وأخذت أقرأ بالسور القصار التي لا تحتاج قراءاتها إلى رباطة جأش واستحضار فكر‏.‏ فصلى معي ست ركعات، ولم أرد أن أكلمه، لأن كتب الطريقة توصي المريد أن لا يشتغل بشيء مما يعرض له في سلوكه حتى يصل إلى الله، وتنكشف له الحجب فيشاهد العرش والفرش، ولا يبقى شيء من المغيبات خافيًا عليه، ولما طال علي زمان الاضطراب دعوت الله في سجود الركعة السادسة فقلت‏:‏ يا رب إن كان في كلام هذا الشخص خير فاجعله هو يكلمني، وإن لم يكن في كلامه خير فاصرفه عني، فلما سلمت من التشهد بعد الركعة السادسة سلم هو أيضًا، ولم أسمع له صوتًا ولكني رأيته التفت عند السلام إلى جهة اليمين كما يفعل المصلي المنفرد على مذهب المالكية، فإنه يسلم مرة واحدة عن يمينه، السلام عليكم دون أن يضيف إليها رحمة الله وبركاته، وإن كان مؤتمًا بإمام يسلم ثلاث تسليمات إن كان بيساره مصل تسليمة عن يمينه وهي تسليمة التحليل وتسليمة أمامه للإمام، وتسليمة ثالثة عن شماله للمصلي الذي يجلس عن شماله وقد ثبت في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الحافظ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذا هو الذي ينبغي لكل مصل أن يعتمد عليه سواء أكان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا‏.‏
              وبعد السلام انصرف ومشى على مهل حتى دخل في الغمام الأبيض الذي كان قائمًا في مكانه الذي كان ينتظره، وبعد دخوله في الغمام فورًا أخذ الغمام يتقهقر إلى جهة الشرق حتى اختفى عن بصري وكان في قبيلة ‏(‏حميان‏)‏ شيخ شنقيطي صالح ما رأيت مثله في الزهد والورع ومكارم الأخلاق وسأذكره فيما بعد، فسافرت إليه وحكيت له تلك الحادثة فقال لي‏:‏ يمكن أن يكون ذلك شيطانًا لو كان ملكًا ما أصابك فزع ولا رعب، فظهر لي أن رأيه صواب‏.‏
              وبعد ذلك بزمن طويل أخذت أدرس علم الحديث، فرأيت كتاب ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ ما وقع للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين جاءه جبريل وهو في غار حراء، فظهر لي أن رأي ذلك الشيخ رحمه الله غير صحيح وبقيت المشكلة بلا حل إلى الآن وكنت حينئذ مشركًا أستغيث بغير الله وأخاف غير الله‏.‏ ومن هذا تعلم أن ظهور الخوارق وما في عالم الغيب ليس دليلًا على صلاح ما ظهرت له تلك الخوارق ولا على ولايته لله البتة فإن كل مرتاض رياضة روحية تظهر له الخوارق على أي دين كان وقد سمعنا وقرأنا أن العباد الوثنيين من أهل الهند تقع لهم خوارق عظام‏.‏
              وبعد ذلك بأيام رأيت في المنام رجلًا نبهني وأشار إلى الأفق فقال لي‏:‏ انظر فرأيت ثلاثة رجال فقال لي إن الأوسط منهم هو النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذهبت إليه فلما وصلت إليه انصرف الرجلان اللذان كانا معه فأخذت يده وقلت يا رسول الله خذ بيدي إلى الله فقال لي اقرأ العلم ففكرت وعلمت أني في بلاد الجزائر وكان الفرنسيون مسؤولين عليها وكان فقهاء بلدنا يكفرون كل من سافر إلى الجزائر وإذا رجع من سفره يأمرونه بالاغتسال والدخول في الإسلام من جديد ويعقدون له عقدًا جديدًا على زوجته فقلت في نفسي هذا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمرني بطلب العلم، وأنا في بلاد يحكمها النصارى، فإما أن أكون عاصيًا أو كافرًا فكيف يجوز لي أن أطلب فيها العلم‏.‏ هذا كله وقع في لحظة وأنا لا أزال واقفًا أمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت في بلاد المسلمين أم في بلاد النصارى، فقال لي البلاد كلها لله، فقلت يا رسول الله ادع الله أن يختم لي بالإيمان فرفع اصبعه السبابة إلى السماء وقال لي عند الله‏.‏
              وبعدما خرجت من الطريقة التجانية على أثر المناظرة التي سأذكرها فيما بعد إن شاء الله بزمان رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرة أخرى في المنام على صورة تخالف الصورة التي رأيته عليها في المرة المذكورة، ففي الأولى كان طويلًا أبيض نحيفًا مشربًا بحمرة، لحيته بيضاء، أما في هذه المرة فكان ربعة من الرجال إلى الطول أقرب ولم يكن نحيفًا، ولحيته سوداء، وبياض وجهه وحمرته أقرب إلى ألوان العرب من المرة الأولى، وكانت رؤيتي له في فلاة من الأرض وكنت بعدما خرجت من الطريقة التجانية توسوس نفسي أحيانًا بما في كتاب جواهر المعاني مما ينسب إلى الشيخ التجاني أنه قال‏:‏ ‏(‏من ترك ورده وأخذ وردنا وتمسك بطريقتنا هذه الأحمدية المحمدية الإبراهيمية الحنفية التجانية فلا خوف عليه من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيًا كان من الأحياء أو من الأموات أما من أخذ وردنا وتركه فإنه يحل به البلاء وأخرى ولا يموت إلا كافرًا قطعًا وبذلك أخبرني سيد الوجود ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقظة ومنامًا‏)‏ وقال لي سيد الوجود ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقراؤك فقرائي وتلاميذك تلاميذي وأنا مربيهم‏.‏ وسيأتي من هذه الأخبار وأمثالها إن شاء الله كثير في ذكر فضائل الأوراد والأصحاب فكنت أدفع هذا الوسواس بأدلة الكتاب والسنة، وأرجم شيطانه بأحجارها فيخنس ثم يخسأ ويدبر فارًا منهزمًا فلما رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه المرة خطر ببالي ذلك فعزمت على أن أبدأ الكلام مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن أسأله أن يدعو الله لي أن يختم لي بالإيمان، وأظن القارئ لم ينس أني سألته في المرة الأولى فلم يدع لي ولكنه رفع إصبعه السبابة إلى السماء وقال عند الله، فقلت يا رسول الله، ادع الله أن يختم لي بالإيمان، فقال لي ادع أنت وأنا أؤمن على دعائك، فرفعت يدي وقلت اللهم اختم لي بالإيمان، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ آمين وكان رافعًا يديه فزال عني ذلك الوسواس ولكني لم آمن مكر الله تعالى فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، والرؤيا تبشر ولا تغر، وبين هذه الرؤيا التي دعا لي فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يختم الله لي بالإيمان بتأمينه على دعائي والرؤيا التي قدمت ذكرها ولم يدع لي فيها، عشرون سنة، وتأولت اختلاف الصورة وعدم الدعاء في الرؤيا الأولى والدعاء في الرؤيا الثانية بما كنت عليه من الشرك في العبادة وبما صرت إليه من توحيد الله تعالى واتباع سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والله أعلم

              -من مقدمة كتاب الهدية الهادية إلى الطريقة التيجانية -
              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #8
                رد: مجموعة مطويات دعوية


                اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	655244755.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	238.1 كيلوبايت 
الهوية:	176389
                *****
                مطوية / أحوال محمد رشيد رضا غفر الله له وهل تاب؟
                من كلام العلامة ربيع المدخلي حفظه الله
                جمع عز الدين بن سالم بن الصادق أبوزخار وفقه الله
                ----------------------------





                نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
                سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-



                *****



                *****

                أحوال محمد رشيد رضا غفر الله له وهل تاب؟
                من كلام العلامة ربيع المدخلي حفظه الله


                قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: ((ومحمد عبده له تأويلات ذهب يفسر القرآن من مكره ويدس فكره في تفسير القرآن، ومع الأسف كان يدوِّن فكره محمد رشيد رضا في كتابه ((تفسير المنار)).

                ومحمد رشيد رضا أمره عجيب..!! يعني يحب ابن تيمية ويحب السلف ويحب الدعوة السلفية ويحب أهل الحديث، ومن جهة أخرى يحب محمد عبده وفكرَه، فجمع بين المتناقضات الغريبة، ومن الأفكار التي انحرف فيها محمد رشيد رضا – مع الأسف الشديد – أخبار الآحاد التي تؤدي إلى تأويل وتحريف العقائد، ومنها خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وطلوع الشمس من مغربها، وإلى عقائد أخرى؛ مثل الميزان وما شاكل ذلك، كل هذه تُذكرَ في عقائد العقلانيين، ونشأ في مدرسة محمد عبده كتَّاب مجرمون ينكرون السنَّة، ومنهم أبو رية وأحمد أمين ومحمد صدقي وهو أسوأهم إذ نادى في أول أمره بفكرة القرآنيين، وقال: ((ما عندنا دين إلا القرآن))! والقرآن في نفس الوقت يحرفونه ويتلاعبون بنصوصه)) ([1]).

                وقال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: ((وأنا قلت إن محمد رشيد رضا على انحرافه وتأثره بمحمد عبده كان له مجلة تخدم السنة، وقام عليها جماعات في الشرق والغرب، يعني فكر محمد عبده الذي كان قد ينشره في مجلته كان لا يتأثر به الناس، وكانوا يثأثرون بكتاباته في توضيح السنة والعقيدة السلفية ومحاربته الخرافات والتقليد الباطل التقليد الأعمى يحاربه حربًا لا هوادة فيها؛ ولهذا نشأ جماعات في مصر وفي السودان وفي شرق آسيا في الهند على كتاباته)) ([2]).

                وقال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: ((نجد أناسًا يدورون في قاعدة ((نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)) ويحطمون كل الأساسيات والقواعد التي تحافظ على الإسلام، وتحول بين الإسلام وبين الأيدي المفسدة المخربة المنجرفة، يهدمون كل هذه القواعد ويأتون بقواعد جديدة كلها تدور حول هذه القاعدة التي وضعها الماسون ليميعوا ويحطموا الحواجز بين المسلمين وبين اليهود والنصارى، وقال محمد رشيد رضا: أخناها عن الماسون، ثم تاب الله عليه.
                بنى محمد رشيد رضا على هذه القاعدة علاقة قوية مع الروافض، ثم بدأ ينشر مذهب أهل السنة الذي يعرفه هو في أوساط الشيعة، فإذا بأناس من الروافض يتحولون إلى السنة، فهب الشيعة على محمد رشيد رضا يطعنون فيه ويشوهونه، فألف كتاب يبين مفاسدهم وفضحهم فضحًا ([3]) فما استمرت هذه القاعدة عنده)) ([4]).

                وقال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: ((محمد عبده نعوذ بالله من فتنته وهي كبيرة جدًّا، وفُتن به محمد رشيد رضا في كثير من القضايا، ومنها قضية أخبار الآحاد مع الأسف الشديد، حتى كانت مجلة المنار تُشجِّع بعض القرآنيين الذين لا يعتمدون على القرآن ولا يعتمدون من السنة شيئًا، فتجدها تجاملهم وتراوغ لهم وتميل معهم على يد محمد رشيد رضا غفر الله له، ويقال أنه تاب من هذا الشيء، نسأل الله أن يكون كذلك، نسأل الله أن يكون قد مات تائبًا، ولكن ليس لدينا شيء من كتاباته تبين أنه قد تاب فالله أعلم، مثل توبة الغزالي والرازي لكن هذا شر خطير وداء وبيل يجب أن يتنبه له طلاب العلم)) ([5]).

                وقال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: ((وبلغني أن الشيخ عبد الرزاق حمزة السلفي الثقة وكان ينتقد محمد عبده وينتقد محمد رشيد رضا، لكن شهد له أن تاب، فنسأل الله أن يكون قد تاب، فنسأل الله أن يكون قد تاب الله عليه، لكن لا تبرأ ذمته من هذا التراث الخبيث الذي خلفه في مجلته المنار وفي تفسيره المنار، نسأل الله العافية)) ([6]).
                حفظ الله والدنا العلامة ربيع وجزاه الله عنا خيرًا، فقد بدل وسعة في بيان أحوال الرجال.

                وكلام هذا الإمام في الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله وغفر الله لنا وله يبين لك على إنصاف والدنا العلامة ربيع وعدله في أحكامه على الرجال، بل ويسأل الله عز وجل أن يكون محمد رشيد رضا قد تاب.
                والذي لا يعرف الشيخ ربيع حق المعرفة يحكم عليه بالتشدد وأنه شديد هكذا على الإطلاق.
                والصحيح نعم الشيخ ربيع حفظه الله شديد ولكن على أهل البدع والأهواء وعلى المخالفين لمنهج السلف، وهذه محمدة وليست منقصة.
                وحال هؤلاء في عائدهم للشيخ ربيع ومنازعته ومخاصمته يصدق عليهم قول القائل:
                حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم
                كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغياً إنه لدميم
                أما أهل السنة فهو رفيق بهم حليم عليهم، كما أن من يتظاهر بالسلفية ويظهر الولاء والبراء عليها، تجده ينصحه ويرشده، فالشيخ ربيع حفظه الله قد أشتهر عنه أنه لسنوات طوال لا يكل ولا يمل عن المناصحة، مع علمه بانحراف وزيغ من ينصحه، فهو يصبر ويصابر، فإذا لم يجد بدًا وكان هناك خطر على الدعوة السلفية، بين عوار هؤلاء المخالفين وشدد عليهم، وهذا هو منهج سلفنا الصالح.
                وفي الختام أقول لهم كما قال الأول:
                أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
                هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

                ------------------
                ([1]) الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة (3/390).
                ([2]) الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة (3/391-392).
                ([3]) اسم كتابه ((السنة والشيعة)).
                ([4]) الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة (1/563-564).
                ([5]) الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة (3/375-376).
                ([6]) الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة (3/392).



                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #9
                  رد: مجموعة مطويات دعوية


                  اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	سلفيةj.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	293.3 كيلوبايت 
الهوية:	176467
                  *****
                  مطوية
                  / السلفــية حقــيقـتها وسماتها
                  لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى
                  ------------------------
                  تجد موضوع المطوية هنا







                  نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
                  سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-



                  *****



                  *****


                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مجموعة مطويات دعوية

                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ع.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	300.9 كيلوبايت 
الهوية:	177581
                    *****
                    مطـويـة / القضـيـة الفلسطـينية
                    معالي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
                    ---------------------





                    نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
                    سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-

                    http://www.ajurry.com/vb/attachment....8&d=1512818583

                    *****



                    *****
                    نص المطوية:

                    كيف السبيل وما هو المصير في القضية الفلسطينية التي تزداد مع الأيام تعقيداً وضراوة؟

                    الجواب :
                    إن المسلم ليألم كثيراً، ويأسف جداً من تدهور القضية الفلسطينية من وضع سيئ إلى وضع أسوأ منه، وتزداد تعقيداً مع الأيام، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الآونة الأخيرة، بسبب اختلاف الدول المجاورة، وعدم صمودها صفاً واحداً ضد عدوها، وعدم التزامها بحكم الإسلام الذي علق الله عليه النصر، ووعد أهله بالاستخلاف والتمكين في الأرض، وذلك ينذر بالخطر العظيم، والعاقبة الوخيمة، إذا لم تسارع الدول المجاورة إلى توحيد صفوفها من جديد، والتزام حكم الإسلام تجاه هذه القضية، التي تهمهم وتهم العالم الإسلامي كله.ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية أولاً وأخيراً، ولكن أعداء الإسلام بذلوا جهوداً جبارة لإبعادها عن الخط الإسلامي، وإفهام المسلمين من غير العرب، أنها قضية عربية، لا شأن لغير العرب بها، ويبدوا أنهم نجحوا إلى حد ما في ذلك، ولذا فإنني أرى أنه لا يمكن الوصول إلى حل لتلك القضية، إلا باعتبار القضية إسلامية، وبالتكاتف بين المسلمين لإنقاذها، وجهاد اليهود جهاداً إسلامياً، حتى تعود الأرض إلى أهلها، وحتى يعود شذاذ اليهود إلى بلادهم التي جاءوا منها، ويبقى اليهود الأصليون في بلادهم، تحت حكم الإسلام لا حكم الشيوعية ولا العلمانية، وبذلك ينتصر الحق ويخذل الباطل، ويعود أهل الأرض إلى أرضهم على حكم الإسلام، لا على حكم غيره، والله الموفق.

                    ج: إن المسلم ليألم كثيرًا، ويأسف جدًا من تدهور القضية الفلسطينية من وضع سيئ إلى وضع أسوأ



                    وقال ايضا رحمه الله :

                    وقد أوجب الله على المسلمين : أن يتكاتفوا ويتكتلوا تحت راية الإسلام، وأن يكونوا جسداً واحداً، وبناءً متماسكاً ضد عدوهم، ووعدهم على ذلك النصر والعز والعاقبة الحميدة، كما تقدم ذلك في كثير من الآيات، وكما في قوله تعالي: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا.الآية وقال تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ. فوعد الله سبحانه عباده المرسلين، وجنده المؤمنين بالنصر والغلبة، واستخلافهم في الأرض والتمكين لدينهم، وهو الصادق في وعده، وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ. وإنما يتخلف هذا الوعد في بعض الأحيان بسبب تقصير المسلمين، وعدم قيامهم بما أوجب الله عليهم من الإيمان بالله، والنصر لدينه، كما هو الواقع، فالذنب ذنبنا لا ذنب الإسلام، والمصيبة حصلت بما كسبت أيدينا من الخطايا، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ.
                    فالواجب على العرب وغيره: التوبة إلى الله سبحانه، والتمسك بدينه، والتواصي بحقه، وتحكيم شريعته، والجهاد في سبيله، والاستقامة على ذلك من الرؤساء وغيرهم، فبذلك يحصل لهم النصر ويهزم العدو، ويحصل التمكين في الأرض، وإن قل عددنا وعدتنا، ولا ريب أن من أهم الواجبات الإيمانية: أخذ الحذر من عدونا، وأن نعد له ما نستطيع من القوة، وذلك من تمام الإيمان، ومن الأخذ بالأسباب التي يتعين الأخذ بها، ولا يجوز إهمالها، كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ. وقوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ.

                    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فلا يشك مسلم له أدنى بصيرة بالتاريخ الإسلامي

                    *****
                    الملفات المرفقة

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مجموعة مطويات دعوية


                      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	عنوان.البدع.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	362.7 كيلوبايت 
الهوية:	177680
                      *****
                      مطوية / مرجع البدع واسبابها
                      من كتاب: مناسك الحج والعمرة
                      لمحدث العصر محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله
                      *****





                      نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
                      سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-



                      *****



                      نص المطوية :

                      مرجع البدع واسبابها
                      من كتاب /مناسك الحج والعمرة (ص43-44-45)
                      أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله (المتوفى: 1420هـ)
                      الناشر: مكتبة المعارف/الطبعة: الأولى

                      ..واعلم أن مرجع البدع المشار إليها إلى أمور:

                      الأول:أحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها ولا نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومثل هذا لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن تيمية وغيره.

                      الثاني: أحاديث موضوعة أو لا أصل لها خفي أمرها على بعض الفقهاء فبنوا عليها أحكاما هي من صميم البدع ومحدثات الأمور!

                      الثالث: اجتهادات واستحسانات صدرت من بعض الفقهاء خاصة المتأخرين منهم لم يدعموها بأي دليل شرعي بل ساقوها مساق المسلمات من الأمور حتى صارت سننا تتبع ولا يخفى على المتبصر في دينه أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه إذ لا شرع إلا ما شرعه الله تعالى وحسب المستحسن إن كان مجتهدا أن يجوز له هو العمل بما استحسنه وأن لا يؤاخذه الله به أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا ثم لا. فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية كما سيأتي التنبيه عليه إن شاء الله تعالى؟.

                      الرابع: عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع ولا يشهد لها عقل وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم ولم يعدموا من يؤيدهم ولو في بعض ذلك ممن يدعي أنه من أهل العلم ويتزيا بزيهم.

                      ثم ليعلم أن هذه البدع ليست خطوتها في نسبة واحدة بل هي على درجات فبعضها شرك وكفر صريح كما سترى وبعضها دون ذلك ولكن يجب أن يعلم أن أصغر بدعة يأتي الرجل بها في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة فليس في البدع كما يتوهم بعضهم ما هو في رتبة المكروه فقط كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
                      "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" أي صاحبها.

                      وقد حقق هذا أتم تحقيق الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم "الاعتصام" ولذلك فأمر البدعة خطير جدا لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه ولا يعرف ذلك إلا طائفة من أهل العلم وحسبك دليلا على خطورة البدعة قوله صلى الله عليه وسلم:
                      "إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته".
                      رواه الطبراني والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" وغيرهما بسند صحيح وحسنه المنذري1.

                      وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين الأولين وهو الشيخ حسن بن علي البربهاري من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله المتوفى سنة "329" قال رحمه الله تعالى:
                      "واحذر من صغار المحدثات فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطيع المخرج منها فعظمت وصارت دينا يدان به فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخل في شيء منه حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء؟ فإن أصبت أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيء فتسقط في النار.
                      واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا ومصدقامسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس فيه".

                      قلت: ورحم الله الإمام مالك حيث قال:
                      "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا".

                      وصلى الله على نبينا القائل:
                      "ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه".

                      والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
                      __________
                      1 - وهو مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "1620".


                      الملفات المرفقة

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مجموعة مطويات دعوية

                        نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
                        سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-

                        http://www.ajurry.com/vb/attachment....7&d=1523363447

                        *****
                        الملفات المرفقة

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مجموعة مطويات دعوية


                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	بعض ضلالات سيد قطب.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	415.6 كيلوبايت 
الهوية:	179412
                          ****
                          مطـوية
                          / بعـض ضـلالات سيـد قطـب
                          لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
                          --------------------------
                          الجزء الاول :
                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تحميل المطوية-الاجري.png 
مشاهدات:	29 
الحجم:	64.4 كيلوبايت 
الهوية:	179417



                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	للطبعة المنزلية.png 
مشاهدات:	29 
الحجم:	15.4 كيلوبايت 
الهوية:	179416

                          https://www.ajurry.com/vb/attachment...7&d=1567078421



                          الجزء الثاني :
                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تحميل المطوية-الاجري.png 
مشاهدات:	29 
الحجم:	64.4 كيلوبايت 
الهوية:	179417

                          https://www.ajurry.com/vb/attachment...8&d=1567078608

                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	للطبعة المنزلية.png 
مشاهدات:	29 
الحجم:	15.4 كيلوبايت 
الهوية:	179416



                          *****
                          نص المطوية :


                          بعض ضلالات سيد قطب
                          ومنها سخريته بنبي الله موسى
                          – عليه الصلاة والسلام –
                          أعيدها مرة أخرى مع بعض الإضافات



                          كتبه
                          الشيخ ربيع بن هادي عمير


                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
                          أما بعد :
                          فنعوذ بالله من الهوى والتعصب الأعمى لأهل الضلالات الكبرى والمخالفين لكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ولعقائد ومنهج السلف الصالح , وخاصة لسيد قطب الذي سخر مرات من رسول الله وكليمه موسى – صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وسائر الأنبياء - .
                          وطعن في الخليفة الراشد عثمان بن عفان ومن عاش في عصره من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وقطع دابر مبغضيهم والطاعنين فيهم .
                          ولسيد قطب ضلالات كبرى كثيرة وخطيرة .
                          ناقشته في كثير منها في عدد من الكتيبات مثل " مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
                          ومثل " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره " .
                          ومثل " العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم " .
                          و " نظرات في " كتاب التصوير الفني في القرآن " لسيد قطب " .
                          وله بدع كثيرة وكبيرة : مثل القول بالحلول , و القول بوحدة الوجود , والقول بوحدة الأديان ومساواة الأديان , وتعطيل صفات الله , وانكار رؤية المؤمنين لله في الدار الآخرة .
                          وقد عرضت بعضاً من هذه الطوام على بعض العلماء المعاصرين فكفروا من يقول بها .
                          ومع كل هذه الطوام الكبرى يتعصب لسيد قطب بعض من أعمى الله بصائرهم , فيغارون لشخصه , ولا يغارون لكتاب الله ولا لسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا لكليم الله ورسوله موسى - عليه الصلاة والسلام – ولا لأصحاب محمد , ولا للعلماء الذين طعن فيهم سيد قطب أشد الطعن .
                          ويطعنون أشد الطعن فيمن ينتقد هذه الضلالات الكبرى , ويرمونهم ظلماً وزوراً بالفواقر التي هم برءاء منها براءة الذئب من دم يوسف – عليه الصلاة والسلام - .
                          وفي هذا المقال بيان لبعض ضلالات سيد قطب , فلعله يدفع هؤلاء المتعصبين لصاحب هذه الأباطيل إلى التوبة النصوح و إعلان هذه التوبة , و إلا فلنا الحق في إلحاقهم بسيدهم سيد قطب.

                          كتبه :
                          ربيع بن هادي عمير
                          9/2/1437هـ





                          أدب سيد مع رسول الله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام




                          قال في كتابه " التصوير الفني في القرآن " : (ص 200-204 )
                          لقد عرضنا من قبل قصة صاحب الجنتين وصاحبه، وقصة موسى وأستاذه، وفي كل منهما نموذجان بارزان، والأمثلة على هذا اللون من التصوير هي القصص القرآني كله؛ فتلك سمة بارزة في هذا القصص، وهي سمة فنية محضة، وهي بذاتها غرض للقصص الفني الطليق، وهاهو ذا القصص القرآن، ووجهته الأولى هي الدعوة الدينية، يلم في الطريق بهذه السمة أيضاً، فتبرز في قصصه جميعاً، ويرسم بضع نماذج إنسانية من هذه الشخصيات، تتجاوز حدود الشخصية المعنية إلى الشخصية النموذجية؛ فلنستعرض بعض القصص على وجه الإجمال، ولنعرض بعضها على وجه التفصيل.
                          1 – لنأخذ موسى؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج.
                          فها هو ذا قد رُبي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتىً قوياً.
                          ]وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ[([1]).
                          2 - وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي.
                          3 - وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية، فيثوب إلى نفسه؛ شأن العصبيين:
                          ]قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ[([2]).
                          ]فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ[([3]).
                          4 - وهو تعبير مصور لهيئة معروفة: هيئة المتفزغ المتلفت المتوقع للشر في كل حركة، وتلك سمة العصبيين أيضاً.
                          ومع هذا، ومع أنه قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين؛ فلننظر ما يصنع... إنه ينظر:
                          ]فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ[([4]) مرة أخرى على رجل آخر! ]قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ[([5]).
                          5 - ولكنه يهم بالرجل الآخر كما هم بالأمس، وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقُّبه، لولا أن يذكره من يهم به بفعلته، فيتذكر ويخشى:
                          ]فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ[([6]).
                          وحينئذ ينصح له بالرحيل رجل جاء من أقصى المدينة يسعى، فيرحل عنها كما علمنا.
                          6 - فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات؛ فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس.
                          7 - كلا! فها هو ذا يُنادي من جانب الطور الأيمن: أن ألق عصاك. فألقاها؛ فإذا هي حيةٌ تسعى، وما يكاد يراها حتى يثب جرياً لا يعقبُ ولا يلوى... إنه الفتى العصبي نفسه، ولو أنه قد صار رجلاً؛ فغيره كان يخاف نعم، ولكن لعله كان يبتعد منها، ويقف ليتأمل هذه العجيبة الكبرى.
                          8- ثم لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه.
                          لقد انتصر على السحرة، وقد استخلص بني إسرائيل، وعَبَرَ بهم البحر، ثم ذهب إلى ميعاد ربه على الطور، وإنه لنبي، ولكن ها هو ذا يسأل ربه سؤالاً عجيباً: ]قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي[([7]).
                          9 - ثم حدث مالا تحتمله أية أعصاب إنسانية، بله أعصاب موسى: ]فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ[([8]).
                          10 - عودة العصبي في سرعة واندفاع!
                          11 - ثم ها هو ذا يعود، فيجد قومه قد اتخذوا لهم عجلاً إلهاً، وفي يديه الألواح التي أوحاها الله إليه، فما يتريَّث وما يني، ]وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ[([9]).
                          وإنه ليمضي منفعلاً يشدُّ رأس أخيه ولحيته ولا يسمع له قولاً: ]قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي[([10]).
                          12 - وحين يعلم أن السامري هو الذي فعل الفعلة؛ يلتفت إليه مغضباً، ويسأله مستنكراً، حتى إذا علم سر العجل:
                          ]قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا[([11]).
                          13 - هكذا في حنق ظاهر وحركة متوترة.الخ
                          14 - فلندعه سنوات أخرى.
                          لقد ذهب قومه في التيه، ونحسبه قد صار كهلاً حينما افترق عنهم، ولقي الرجل الذي طلب إليه أن يصحبه ليعلمه مما آتاه الله علماً، ونحن نعلم أنه لم يستطع أن يصبر حتى ينبئه بسرِّ ما يصنع مرة ومرة ومرة، فافترقا...
                          15 - تلك شخصية موحدة بارزة، ونموذج إنساني واضح في كل مرحلة من مراحل القصة جميعاً.

                          انظر كم سخرية سخر بها سيد قطب من هذا النبي الرسول الكريم الكليم الوجيه عند الله
                          وأقول: إن موسى رسول كريم من رسل الله الكرام أولي العزم عليهم الصلاة والسلام، وإن له عند الله وعند المؤمنين لمنزلة عظيمة ومكانة رفيعة توجب على الناس حبه واحترامه وتوقيره كسائر أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.
                          قال الله في شأنه: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا[([12]).
                          وقال تعالى: ]وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى[([13]).
                          وقوله تعالى : ]واصطنعتك لنفسي [([14]).
                          وقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىظ° فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا[([15])
                          وهذا الأذى الذي أوذي به رسول الله موسى دون ما آذاه به سيد قطب بمراحل، فالله يبرؤه ويبرؤه مما افتراه عليه سيد قطب أعظم البراءات، ويغضب له أشد الغضب، وكذا يبرؤه كل مؤمن يبرؤه من هذه الافتراءات، ويغضب له، فهل نرى شيئاً من هذا من المتعصبين لسيد قطب؟، نسأل الله لنا ولهم التوفيق والسداد وحب الحق.
                          و لقد كان يكفي سيداً أن يقرأ (كتاب أحاديث الأنبياء) من "صحيح البخاري" ليرى أنه قد أسرف واشتطَّ وحلق بعيداً في خياله المجنح وأسلوبه القصصي في التهويل والتمثيل بما ألصقه من صفات الاندفاع والعصبية والحدة والفزع والتوتر ...الخ بكليم الله ورسوله موسى عليه الصلاة والسلام؛ فلقد أخرج البخاري ومسلم في "صحيحهما"([16]) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قسم النبيُّ e قسماً، فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فأتيت النبي e فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه ثم قال: "يرحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".
                          إن ما نسبه سيد إلى نبي الله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام ينافي ما يستحقه من التبجيل والتوقير والاحترام، وذلك مما تقشعر له الجلود، وإن حكم هذا العمل الخطير عند العلماء غليظ جداً وكبير. راجع: كتاب "الشفاء"([17]) للقاضي عياض، وكتاب "الصارم المسلول على شاتم الرسول e"([18]) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
                          انظر كتاب " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره " ص (19-26)







                          الإسلام - عند سيد - يصوغ مزيجا من النصرانية والشيوعية

                          يقول سيد قطب - مع الأسف -:
                          ( ولا بد للإسلام أن يحكم ، لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجا كاملا يتضمن أهدافهما جميعا ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال)([19])
                          أولا : أقول هذا هو الإسلام في نظر سيد قطب مع الأسف الشديد و إن في هذا الكلام تصريحاً بوحدة الأديان , فإن تنـزلنا جدلا فإنه يسلك في أقوال من يقول بجواز تعدد مصادر التشريع من العلمانيين الذين يعارضهم من يعارضهم من المسلمين بحق بأن المصدر الوحيد للتشريع هو الإسلام فقط ، ولا يسلمون للعلمانيين حتى بالقول بأن المصدر الرئيسي للتشريع هو الإسلام .
                          ثانيا: ماهي أهداف الديانة المسيحية المحرفة أليست اهدافاً كفرية شركية , ومنها حرب أهل الاسلام ومن جاء به .
                          وماهي أهداف الشيوعية أليس من أعظم أهدافها الكفر بالله وانكار وجوده عز وجل والكفر برسالاته واليوم الآخر وبالجنة و النار وسلب أموال الناس ونهب ثرواتهم وتحويل اهلها إلى عبيد .
                          اعترفوا أيها الغلاة في هذا الرجل على الأقل أن كلامه هنا يفيد أن المسيحية والشيوعية مصدران رئيسان من مصادر التشريع الإسلامي ، فإن أصروا وعاندوا فنقول لهم : تأولوا كلام كل أهل الضلال جميعا من الروافض ودعاة وحدة الأديان وغيرهم ، فإنهم كلهم يدعون الإسلام ، ولا يقبل منكم تأويل أباطيل سيد قطب وحده إلا بوحي من الله تعالى يخصصه ويميزه على كل من يقول الباطل ويتكلم بالهوى، ولا وحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأخبروني بعد ذلك أي فرق بين من يتأول كلام وأباطيل سيد قطب وبين من يتأول لغلاة الروافض و الصوفية، وطه حسين ، وغيرهم من أهل الضلالات الكبرى .
                          ثالثا : في أي واد طوحت بك السياسة يا سيد قطب عن احترام الإسلام وتنزيهه عن مثل هذا القول الباطل الغارق صاحبه في الضلال .
                          أين أنت من قول الله تعالى : ]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسْلامَ دِينًا[.
                          أين أنت من قول الله تعالى : ] ألا لله الدين الخالص[ .
                          أين أنت من قول الله تعالى : ]أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[.
                          أين أنت من قول الله تعالى: ]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ[
                          أين أنت من كمال الإسلام وشموليته التي يدركها ويؤمن بها كل فقيه مسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
                          أهذه هي الحاكمية التي تدعو إليها : وتكفر من لم يحكم بها تحولت عندك إلى مزيج كامل إلى المزج الكامل بين الشيوعية والنصرانية ذلك المزج الذي يتضمن اهدافهما جميعاً .
                          رابعا : إن المصلحين من علماء الإسلام ليدعون جاهدين إلى تخليص الإسلام مما شابه من أخطاء المسلمين بل من أخطاء علماء المسلمين ، فكيف يأتي سيد قطب بمثل هذه الدعاوى الخطيرة التي بلغت النهاية في خطورتها ومن أشدها هذه الدعوى بأن الإسلام يصوغ من الشيوعية والنصرانية . . . إلخ .
                          خامسا : وسئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -حفظه الله ومتع بحياته -:
                          ما رأيكم فيمن يقول :
                          لا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجاً كاملا يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال والتوازن )؟ !
                          فقال - حفظه الله - مجيبا :
                          نقول له : إن المسيحية دين مبدل مغير من جهة أحبارهم ورهبانهم ، والشيوعية دين باطل لا أصل له في الأديان السماوية، والدين الإسلامي دين من الله عز وجل منزل من عنده لم يبدل ولله الحمد، قال الله تعالى :
                          ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ ([20])
                          ومن قال : إن الإسلام مزيج من هذا وهذا فهو إما جاهل بالإسلام ، وإما مغرور بما عليه الأمم الكافرة من النصارى والشيوعيين ) .
                          سادسا : وكذلك سئل العلامة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري عن هذه المقالة فاعتبرها دعوة إلى وحدة الأديان ، وهذا نص السؤال والجواب :
                          بسم الله الرحمن الرحيم .
                          فضيلة الشيخ المحدث إسماعيل بن محمد الأنصاري حفظكم الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
                          ما رأيكم في رجل يدعي العلم ودرس في الغرب يقول :
                          "إن الإسلام هو العقيدة التي تصوغ من الشيوعية والمسيحية مزيجا كاملا يحقق أهدافهما ويزيد عليهما بالتوازن والاعتدال "؟
                          ما حكم هذا القول ؟
                          "بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
                          فإن كلمة ذلك المدعي المذكور كلمة تدعو إلى وحدة الأديان وإلى التقريب بينها، وقد رد أئمة العلماء على القائل بها في كتبهم المعتبرة ومن ضمن تلك الكتب ما يلي :
                          (1) كتاب "الرد على المنطقيين " لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص 282 ).
                          (2) الجزء الأول من "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية(ص4،5) في الرد على من قال : (كل يعمل في دينه الذي يشتهي ).
                          (3) الاقتضاء" في ([21]) الرد على البكري (ص215 ) من قال:( المعبود واحد وإن اختلفت الطرق )
                          (4) مدارج السالكين " لابن القيم (ج 3 ص 48 4 ).
                          (5) منهاج السنة" لابن تيمية .
                          (6) رسالة الحميدية في زمن السلطان عبد الحميد"
                          (7) رد العراقي على الدعوة إلى وحدة الأديان " (ص 111 ) من مصرع التصوف .


                          إسماعيل بن محمد الأنصاري
                          الأحد 12/11/ 1414 أهـ


                          سابعا : ومما تجدر الإشارة إليه أن سيد قطب - وإن كان قد يطعن في النصارى واليهود وغيرهما ، فغالبا ما يكون هذا الطعن من الناحية السياسية، ولكنه في نفس الوقت إذا أغرق في السياسة يظهر منه أمور قد تكون مترسبة في نفسه لم يستطع الخلاص منها مثل قوله في مدح الإسلام في زعمه : (فكرة الإسلام عن وحدة البشرية، ونفيه لعصبية الجنس واللون والوطن ، واعتقاده في وحدة الدين في الرسالات كافة، واستعداده للتعاون مع شتى الملل والنحل في غير عزلة ولا بغضاء، وحصره لأسباب الخصومة والحرب في الدفاع عن حرية الدعوة، وحرية العقيدة والعبادة)([22])
                          فما المراد بوحدة البشرية هنا؟
                          والجواب: أنه لا يتحدث عن وحدة البشرية القائمة على دين الإسلام.
                          وما المقصود من وحدة الدين في الرسالات كافة؟ هل هو يتحدث عن أخوة الأنبياء في عقيدة التوحيد أو يريد استمالة اليهود والنصارى في هذا العصر، كما يتحدث ساسة اليهود والنصارى إلى المسلمين بمثل هذا الأسلوب؟ يؤكد ما أقول قول سيد: (واستعداده- أي الإسلام- للتعاون مع شتى الملل والنحل في غير عزلة ولا بغضاء) أي في تلاحم ومحبة وود. بل لا يبعد أنه يدندن حول وحدة الأديان و أخوة الأديان وحرية الاعتقاد .([23])
                          وهذا مما يصادم النصوص القرآنية ومنها
                          قوله تعالى :] ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين[([24])
                          وقال تعالى :
                          قال تعالى : ]لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[([25])
                          اللهم اجعلنا ممن يوالي فيك ويعادي فيك واكتب في قلوبنا الإيمان واجعلنا من حزبك المؤهلين لدخول جناتك جنات النعيم
                          إنك سميع الدعاء





                          فكرة العالمية أو الأخوة الإنسانية


                          ويتحدث عن الهندوكية فلا يقدح فيها من جهة شركها ووثنيتها ، وإن كان في بعض الأحيان قد يطعن في هذه الوثنية لكن حديثه هنا عجيب إنه يدعو إلى فكرة الماسونية فكرة الأخوة الإنسانية .
                          فيقول: (والمجتمع الهندوكي بدوره يكاد يكون مجتمعا مقفلا كالمجتمع اليهودي ، لأن تقسيم البرهمية للطبقات في هذا المجتمع وعزلها كل طبقة عن الأخرى عزلا كاملا، بحيث لا يمكن اجتياز الفواصل الحديدية بين هذه الطبقات . . . لا يسمح لغير الهنود أن يعتنقوا الديانة الهندوكية ولا يسمح بفكرة الأخوة العالمية، التي تهيئ لقيام مجتمع عالمي مفتوح للجميع).([26])
                          وهكذا يرى سيد قطب أن أكبر نقص في المجتمع الهندوكي أنه مجتمع مقفل وكذلك المجتمع اليهودي ، وكأنه يشجعهما على الانفتاح ونشر ديانتهما في العالم انطلاقا من حرية الأديان .
                          وكذلك يأخذ على الهندوكية أنها لا تسمح بفكرة الأخوة العالمية التي يدعو إليها سيد قطب .
                          ويقول سيد قطب عن المسيحية :
                          (أما المجتمع المسيحي -إذا صح هذا التعبير - فالمسيحية لا تحكمه ، والنظم فيه لا تعتمد على العقيدة، إنما تعتمد أساسا على القوانين الوضعية، حيث تقف العقيدة في عزلة عن المجتمع ، تحاول أن تعمل في ضمير الفرد وحده ، وبدهي أن قوة النظام الاجتماعي لا تمهل الفرد يستمع إلى صوت الضمير ما لم يكن هذا النظام ذاته قائما على العقيدة التي تعمر الضمير. . .
                          وهذا الانعزال بين العقيدة والنظام في العالم الذي يسمى العالم المسيحي ، يحرم الفرد ذلك التناسق الذاتي بين ضميره والنظام الذي يعيش في ظله ، كما يحرم المجتمع تلك الإيحاءات السامية المنبعثة من روح الدين . . . وعلى أي حال فهذا موقف اضطراري في العالم المسيحي ، لأن المسيحية لم تتضمن شريعة تنظم المجتمع عن طريق القانون ، ومن هنا ذهبت كل دعوات المسيحية إلى السماحة الإنسانية هباء، وغلبتها روح الاستعمار الخبيثة، المنبعثة من النعرة القومية المنعزلة داخل الحدود الجغرافية )([27]) .
                          أقول : لو حكمت العقيدة الإسلامية سيد قطب لما تحدث بهذا الأسلوب عن الهندوكية المغرقة في عبادة كل شيء من الأوثان والقردة والفروج والأشجار والأحجار والحيات والديدان .
                          فأي دمار سيحيق بالبشرية لو انفتحت على العالم تنشر عقيدتها وتدعو إلى الأخوة العالمية تخلصا مما يأخذه سيد قطب وأمثاله من دعاة الإنسانية، وخروجا من معرة هذا العار؟ !
                          ولو حكمت العقيدة الإسلامية سيد قطب لما تحدث عن النصرانية الكافرة بهذا الأسلوب السمج المتملق - إن أحسنا به الظن -.
                          إنه لا يتحدث عن الدين الذي جاء به رسول الله عيسى صلى الله عليه وسلم المتضمن للتوحيد والمؤيد للتوراة المنزلة على موسى صلى الله عليه وسلم وفيهما جميعا الهدى والنور والتشريع المنظم للحياة .
                          قال تعالى : ]وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ[ ([28]) بعد أن قال عن التوراة : ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ[ ([29])
                          وإنما يتحدث سيد قطب عن الديانة النصرانية المحرفة عن التوحيد إلى الوثنية وعن الحكم بما أنزل الله إلى الحكم بالطاغوت .
                          فماذا يريد سيد قطب بقوله في حديثه عن المجتمع المسيحي : (فالمسيحية لا تحكمه والنظم فيه لا تعتمد على العقيدة إنما تعتمد أساسا على النظم الوضعية) ؟!
                          فلو اعتمدت نظمها على عقيدتها الوثنية التي قال الله في شأنها ]لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ[ ([30])
                          وقال : ]لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ[ ([31]) ، وقال : ]لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا[ ([32]) ، ولو اعتمدت نظمها على عقيدتها الوثنية بنص القرآن أتكون على حق وسداد وهدى ؟
                          إن عدم التزامهم بهذه العقيدة قد يكون أخف خبثا وشرا .
                          وماذا استفاد العالم الإسلامي وغيره من التعصب الوثني الصليبي ؟ وماذا لقيت أسبانيا من هذا التعصب الخبيث المتوحش ؟!
                          سيد قطب يعرف هذا تماما.
                          ماذا يريد سيد قطب بقوله : (وبدهي أن قوة النظام الاجتماعي لا تمهل الفرد ليستمع إلى صوت الضمير ما لم يكن هذا النظام ذاته قائما على العقيدة التي تعمر الضمير)؟!
                          فهل العقيدة النصرانية الكفرية المحرفة تعمر الضمير أو تفسده وتخربه وتملؤه حقدا وتعصبا ضد الحق والهدى والنور الذي أُرْسِل به محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين ، فأبته هذه العقيدة وحاربته أشد من اليهود والفرس والهندوك وغزت المسلمين في عقر دارهم وتعاونت مع كل الأديان ضدهم وضد إسلامهم .
                          ماذا يريد سيد بقوله : (وهذا الانعزال بين العقيدة والنظام في العالم الذي يسمى العالم المسيحي يحرم الفرد ذلك التناسق الذاتي بين ضميره والنظام الذي يعيش في ظله ، كما يحرم المجتمع تلك الإيحاءات السامية المنبعثة من روح الدين ) ؟!
                          فهل يحصل للفرد النصراني عابد الصليب تناسق بين ضميره والنظام الناشىء عن تلك العقيدة الوثنية أو أنهما جميعا تورثانه التمزق والضياع والقلق([33]) ؟ !
                          وما هي الإيحاءات السامية المنبعثة من روح الدين الوثني الصليبي ؟! أليست الفجور والبغضاء والحقد على محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته وأمته ؟ !
                          ثم بعد هذا الكلام التائه يخبط في تيه التناقض فيقول : وعلى أي حال فهذا موقف اضطراري في العالم المسيحي، لأن المسيحية لم تتضمن تنظيم المجتمع عن طريق القوانين ).
                          فهل هذا إعذار للمسيحيين عن تشريعهم لقوانين لا ترتبط بعقيدتهم فهم بذلك معذورون أمام الله ؟ وهل المسيحية التي لم تتضمن قوانين هي المنزلة أو المبدلة؟
                          إن كان يقصد المنزلة وهو المتبادر، فهذا أمر خطير يصادم قول الله : ]وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ[ ([34]) ، ثم هم ملزمون بالأحكام المنزلة في التوراة قبل بعثه محمد صلى الله عليه وسلم .
                          وإن كان يقصد المسيحية الوثنية المبدلة فما فائدة هذا الكلام الباطل الذي يغضب الله عز وجل والذي يدل على الفساد العقائدي والهوى السياسي وهما أمران خطيران كثيرا ما يجران من أصيب بهما إلى المهالك .
                          بل يذهب سيد قطب إلى أبعد من هذا فيصف النصرانية المبدلة بالسماحة والطهر فيقول :
                          وكثيرا ما ذهبت إلى هذه الكنائس واستمعت إلى الوعاظ في الكنيسة وإلى الموسيقى والتراتيل والأدعية ، وكثيرا ما استمعت إلى إذاعة الآباء في محطات الإذاعة في الأعياد المسيحية . . . .
                          دائما يحاول الآباء أن يعقدوا الصلة بين قلب الفرد وبين الله ، ولكن واحدا منهم لم أسمعه يقول كيف يمكن أن يكون مسيحيا في واقع الحياة اليومية، ذلك أن المسيحية إنما هي مجرد دعوة للتطهير الروحي ، ولم تتضمن تشريعا للحياة الواقعة بل تركت ذلك لقيصر.
                          وكان من أثر هذا في العالم المسيحي أن أصبحت المسيحية في جانب والحياة الواقعة في جانب ، وعلى توالي الأزمان أصبحت المسيحية محصورة داخل الكنيسة والحياة من حولها أبعد ما تكون عن روحها السمحة المتطهرة، فلما نشطت الكنيسة في السنوات الأخيرة للاتصال بالمجتمع من جديد لم يكن همها أن ترفع الناس إليها، بل كانت طريقها أن تهبط هي إلى الناس . )([35])
                          هكذا يصور سيد قطب النصرانية المحرفة الوثنية النجسة عقائدها المؤلهة للبشر والصلبان و الصور بأنها دعوة إلى التطهر الروحي ، وأن روحها سمحة متطهرة، ولا مؤاخذة على الكنيسة إلا أنها أهملت السياسة ووضع القوانين التي تحكم الحياة .
                          وهذا يذكر القارئ بمدح سيد للصوفية أهل وحدة الوجود من حيث عقيدتهم الوحدوية، ومؤاخذته لهم من جهة تقصيرهم في الجانب السياسي في الإسلام فقط .
                          وكل هذه الضلالات يجب على الأمة أن تحني رؤوسها أمام عظمة سيد وأن تتلمس له التأويلات والمعاذير، أما السلفي فيا ويله إن أخطأ، بل يا ويله إن قال الحق وبرهن عليه بالأدلة والبراهين الواضحة .

                          كتبه:
                          ربيع بن هادي عمير
                          9/2/1437هـ



                          ([1]) القصص: 15.

                          ([2]) القصص: 15 – 17.

                          ([3]) القصص: 18.

                          ([4]) القصص: 18.

                          ([5]) القصص: 18.

                          ([6]) القصص: 19.

                          ([7]) الأعراف: 143.

                          ([8]) الأعراف: 143.

                          ([9]) الأعراف: 150.

                          ([10]) طه: 94.

                          ([11]) طه: 97.

                          ([12]) الأحزاب: 69.

                          ([13]) طه: 13.

                          (14) طه : 41 .

                          (15) الأحزاب : 69

                          ([16]) أخرجه البخاري (60 – أحاديث الأنبياء، رقم 3405) ومسلم ( 1062).

                          ([17]) (2/214 – 219)

                          ([18]) (ص 512) فما بعدها.

                          ([19]) معركة الإسلام والرأسمالية" (ص 61) .

                          (20) الحجر 9

                          ([21]) كذا.

                          ([22]) "نحو مجتمع إسلامي (ص 132)

                          ([23]) كتاب العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم (20-25)

                          ([24]) سورة المائدة : 51

                          [25])) المجادلة : 22

                          [26]) )نحو مجتمع إسلامي (ص 132) .

                          ([27]) نحو مجتمع إسلامي (ص 132 - 133 ) .

                          ([28]) المائدة 47.

                          ([29]) المائدة 44.

                          ([30]) المائدة 72.

                          ([31]) المائدة 73.

                          ([32]) مريم : 89 - 93

                          ([33]) لقد كانت القوانين في الديانة النصرانية المحرفة مرتبطة بعقيدتها وكان النصارى واليهود يستمدون عقيدتهم وقوانينهم في ان واحد من أحبارهم ورهبانهم كما قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، ومع هذا الارتباط بين العقيدة والقانون فقد كفرهم الله واعتبرهم مشركين ، فأين التوحيد والطهر ؟ وأين التناسق الذاتي بين ضمير الفرد والنظام الذي يعيش في ظله ؟ أليس تناسقا بين كفر وكفر؟

                          ([34]) المائدة 47.

                          ([35])معركة الإسلام والرأسمالية" (ص 56 - 57 ) .



                          مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)

                          - الطعن في عثمان بن عفان رضي الله عنه

                          ..ويقول: « ولقد كان من جرّاء مباكرة الدين الناشيء بالتمكين منه للعصبة الأموية على يدي الخليفة الثالث ...» إلخ. [كتاب : العدالة الإجتماعية (ص: 161) ط: ثانية عشرة، و (ص: 187) ط خامسة]

                          ويقول : « مضى عثمان إلى رحمة ربِّه وقد خلّف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض وبخاصة في الشام، وبفضل ما مكّن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال » [كتاب : العدالة الإجتماعية (ص: 161) ] .

                          أقول : لو جهد الخميني وغلاة الروافض في الطعن على عثمان لَمَا استطاعوا أن يقولوا أشدَّ من هذه المطاعن في الخليفة الراشد المظلوم.

                          وما أظنُّ سيدًا يقلُّ حقدًا وبغضًا لبني أمية عن أشدّ الغلاة؛ فترى عبارته تنضح بذلك، ونعوذ بالله من هذا الداء، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم : « لا يزال الإسلام عزيزًا ما ولي أمرُ هذه الأمة اثنا عشر خليفة »؟.

                          غلوه في علي وإسقاطه لخلافة عثمان وأنها كانت فجوة بين الخليفتين قبله وعلي بعده ، قال سيد في (العدالة الإجتماعية / ص 172 ـ 173) :

                          « ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان الذي تحكم فيه مروان كان فجوة بينهما..»

                          - طعونه في معاوية وعمرو ومن في عهدهما وغلوه في علي رضي الله عنه:

                          قال سيد قطب في كتابه : [كتب وشخصيات] ص/ [242 - 243]:
                          « .. إن معاوية وزميله عمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح .. ».

                          .. يريد الرجل بعد هذه الطعون التي يخجل منها بل ويحرمها كثير من الشيعة أن يتخلص من تهمة التشيع ولكن من يحترم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يحكم بالرفض الخبيث على من انتقص واحداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكيف وهو يحكم على الكثير من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعين بأنهم قد ارتدوا إلى المنحدر الذي انتشلهم منه الإسلام.اه

                          __________
                          (1) - من كتاب ( مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) و( نظرة سيد قطب إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.

                          حكم سيد قطب على المجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات مرتدة، وأنها أشد عذاباً عند الله من الكفار الأصليين:

                          قال سيد:
                          لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ (لا إله إلا الله)؛ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله؛ دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم، وهي مرادف الألوهية، سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة، فليس لها إذن حق الحاكمية ... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء ...

                          البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله؛ بلا مدلول ولا واقع ... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعد ما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله!

                          فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلاً أمام هذه الآيات البينات.["في ظلال القرآن" (2/ 1057)].
                          في هذا الكلام تكفير واضح للأمة الإسلامية كلها ، وحكم عليها بالردة ، وأنهم أشد الكفار عذاباً ؛ لأنهم ارتدوا بعدما تبين لهم الهدى.

                          [أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره /تأليف: الشيخ ربيع بن هادي المدخلي]

                          ****
                          الملفات المرفقة

                          تعليق

                          يعمل...
                          X