إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

هدي الصحابة على التفريق بين المواظبة على المصافحة وفعلهم للمعانقة في مواضع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [فوائد مستخلصة] هدي الصحابة على التفريق بين المواظبة على المصافحة وفعلهم للمعانقة في مواضع

    هدي الصحابة على التفريق بين المواظبة على المصافحة وفعلهم للمعانقة في مواضع

    في صحيح مسلم وغيره واللفظ لمسلم في كتاب الطهارة » باب الاستطابة
    262 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال قيل له قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة قال فقال أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو بعظم

    قال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري في تحفة الأحوذي:

    قوله : ( قيل لسلمان ) الفارسي ، ويقال له سلمان الخير ، وسئل عن نسبه فقال أنا سلمان ابن الإسلام ، أصله من فارس ، أسلم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم ، والقائلون هم المشركون كما في رواية ابن ماجه قال له بعض المشركين وهم يستهزئون به ، وفي رواية مسلم قال لنا المشركون . ا.ه رحمه الله


    فلنتأمل هذا, حتى المشركون كانوا يعرفون أن الصحابة لا يعملون إلا بأثر، قال إبن مسعود رضي الله عنه:-
    قد أصبحتم على الفطرة، وإنكم سَتُحْدِثُون ويُحْدَث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدى الأوَّل .

    وتلقى عنهم أهل الحديث والأثر ذلك قال سفيان الثوري رحمه الله: (إنْ استطعتَ ألا تَحُكَّ جِلدكَ بِظُفْرِكَ إلا بأثرٍ وسنّةٍ فافعلْ)

    وعن الأوزاعي رحمه الله تعالى قال : ( فأصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل فيما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنه يسعك ما وسعهم ) .

    وقال ابن الجوزي في (مناقب أحمد): قال عبد الرحمن الطيب -رحمه الله-: اعتلّ أحمد بن حنبل وبِشر بن الحارث فكنتُ أدخل على بِشر فأقول: كيف تجدُك؟ فيحمد الله ثم يخبرني؛ فيقول: أحمدُ اللهَ إليكَ، أجد كذا وكذا. وأدخل على أبي عبد الله أحمد بن حنبل؛ فأقول: كيف تجدُكَ يا أبا عبد الله؟ فيقول: بخير.
    فقلتُ له يومًا: إن أخاك بِشرًا عليلٌ وأسأله عن حاله فيبدأ بحمد الله ثم يخبرني، فقال لي أحمد: سله عمن أخذ هذا؟ فقلتُ له: إني أهاب أن أسأله، فقال: قل له: قال لك أخوك أبو عبد الله عمن أخذتَ هذا؟
    قال: فدخلتُ إلى بِشرٍ فعرَّفته ما قال أبو عبد الله، فقال لي بِشرٌ: أبو عبد الله لا يريد الشيء إلا بالإسناد: عن ابن عَون، عن ابن سيرين: (إذا حَمِدَ اللهَ العبدُ قبل الشكوى لم تكن شكوى).
    وإنما أقول لكَ: أجدُ كذا وكذا أعرف قدرة الله فيّ. قال: فخرجتُ من عنده فمضيتُ إلى أبي عبد الله فعرَّفته ما قال بِشرٌ، فكنتُ بعد ذلك إذا دخلتُ إلى أحمد يقول: أحمدُ اللهَ إليكَ، ثم يذكر ما يجده.

    وفي مسألت المصافحة والمعانقة يحدث خلط بين الناس نتيجة البعد عن الأثر، وهذا كلام بعض أهل العلم في المسألة:

    في حاشية السندي على ابن ماجه:

    بَاب الْمُصَافَحَةِ
    هِيَ مُفَاعَلَة مِنْ الصَّفْحَة وَالْمُرَاد بِهَا الْإِفْضَاء بِصَفْحَةِ الْيَد إِلَى صَفْحَة الْيَد .
    ---
    3692 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّدُوسِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
    قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَنْحَنِي بَعْضُنَا لِبَعْضٍ قَالَ لَا قُلْنَا أَيُعَانِقُ بَعْضُنَا بَعْضًا قَالَ لَا وَلَكِنْ تَصَافَحُوا
    3692 - قَوْله ( أَيُعَانِقُ بَعْضنَا بَعْضًا )
    أَيْ عَلَى الدَّوَام فَلِذَا قَالَ لَا وَإِلَّا فَالْمُعَانَقَة أَحْيَانًا إِظْهَارًا لِشِدَّةِ الْمَحَبَّة الْمُعَانَقَة قَدْ جَاءَ وَاللَّهُ أَعْلَم .
    ---



    قال الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم::
    160 - " لا، ولكن تصافحوا. يعني لا ينحني لصديقه ولا يلتزمه، ولا يقبله حين
    يلقاه ".

    رواه الترمذي (2 / 121) وابن ماجه (3702) والبيهقي (7 / 100) وأحمد
    (3 / 19 من طرق عن حنظلة بن عبد الله السدوسي قال: حدثنا أنس بن مالك
    قال: " قال رجل: يا رسول الله أحدنا يلقى صديقه أينحني له؟ قال: فقال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، قال: فيلتزمه ويقبله؟ قال: لا،
    قال: فيصافحه؟ قال: نعم إن شاء ".
    والسياق لأحمد وكذا الترمذي، لكن ليس عنده: " إن شاء " ولفظ ابن ماجه
    نحوه وفيه: " لا، ولكن تصافحوا ".
    والحديث رواه أيضا محمد بن يوسف الفريابي في " ما أسند الثوري "
    (1 / 46 / 2) وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " (97 / 1) وفي
    " الرباعيات " (1 / 93 / 2) والباغندي في " حديث شيبان وغيره "
    (191 / 1) وأبو محمد المخلدي في " الفوائد " (236 / 2) والضياء
    المقدسي في " المصافحة " (32 / 2) وفي " المنتقى من مسموعاته بمرو "
    (28 / 2) كلهم عن حنظلة به.
    وقال الترمذي: " حديث حسن ".
    قلت: وهو كما قال أو أعلا، فإن رجاله كلهم ثقات غير حنظلة هذا فإنهم ضعفوه،
    ولكنهم لم يتهموه، بل ذكر يحيى القطان وغيره أنه اختلط، فمثله يستشهد به،
    ويقوى حديثه عند المتابعة، وقد وجدت له متابعين ثلاثة:
    الأول: شعيب بن الحبحاب.
    أخرجه الضياء في " المنتقى " (87 / 2) من طريق أبي بلال الأشعري حدثنا قيس
    وهذا إسناد حسن في المتابعات فإن قيس بن الربيع صدوق، ولكنه كان تغير لما
    كبر، وأبو بلال الأشعري اسمه مرداس ضعفه الدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات
    ومن فوقهما ثقتان من رجال الشيخين.
    وهذه المتابعة أخرجها أيضا أبو الحسن المزكي كما أفاده ابن المحب في تعليقه
    على " كتاب المصافحة " ومن خطه نقلت.
    الثاني: كثير بن عبد الله قال: سمعت أنس بن مالك به دون ذكر الانحناء
    والالتزام.
    أخرجه ابن شاهين في " رباعياته " (172 / 2) : حدثنا محمد بن زهير قال: حدثنا
    مخلد بن محمد قال: حدثنا كثير بن عبد الله.
    وكثير هذا ضعيف كما قال الدارقطني، وقال الذهبي: " وما أرى رواياته
    بالمنكرة جدا، وقد روى له ابن عدي عشرة أحاديث ثم قال:
    " وفي بعض روايته ما ليس بمحفوظ ".
    قلت: فمثله يستشهد به أيضا إن شاء الله تعالى، لكن من دونه لم أجد من ترجمهما
    الثالث: المهلب بن أبي صفرة عن أنس مرفوعا بلفظ:
    (لا ينحني الرجل للرجل، ولا يقبل الرجل الرجل، قالوا: يصافح الرجل الرجل؟
    قال: نعم) .
    رواه الضياء في " المنتقى " (23 / 1) من طريق عبد العزيز بن أبان حدثنا
    إبراهيم بن طهمان عن المهلب به.
    قلت: المهلب من ثقات الأمراء كما في " التقريب "، لكن السند إليه واه، فإن
    عبد العزيز بن أبان هذا متروك وكذبه ابن معين وغيره كما قال الحافظ، فلا
    يستشهد
    بهذه المتابعة. ولكن ما قبلها من المتابعات يكفي في تقوية الحديث،
    وكأنه لذلك أقر الحافظ في " التلخيص " (367) تحسين الترمذي إياه.
    ومنه تعلم أن قول البيهقي:
    " تفرد به حنظلة " فليس بصواب والله أعلم.
    إذا عرفت ذلك ففيه رد على بعض المعاصرين من المشتغلين بالحديث، فقد ألف جزءا
    صغيرا أسماه " إعلام النبيل بجواز التقبيل " حشد فيه كل ما وقف عليه من أحاديث
    التقبيل ما صح منها وما لم يصح، ثم أورد هذا الحديث وضعفه بحنظلة ولعله لم
    يقف على هذه المتابعات التي تشهد له، ثم تأوله بحمله على ما إذا كان الباعث
    على التقبيل مصلحة دنيوية كغنى أو جاه أو رياسة مثلا! وهذا تأويل باطل، لأن
    الصحابة الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن التقبيل، لا يعنون به قطعا
    التقبيل المزعوم، بل تقبيل تحية كما سألوه عن الانحناء والالتزام والمصافحة
    فكل ذلك إنما عنوا به التحية فلم يسمح لهم من ذلك بشيء إلا المصافحة، فهل هي
    المصافحة لمصلحة دنيوية؟ ! اللهم لا.
    فالحق أن الحديث نص صريح في عدم مشروعية التقبيل عند اللقاء، ولا يدخل في ذلك
    تقبيل الأولاد والزوجات، كما هو ظاهر، وأما الأحاديث التي فيها أن النبي
    صلى الله عليه وسلم قبل بعض الصحابة في وقائع مختلفة، مثل تقبيله واعتناقه
    لزيد بن حارثة عند قدومه المدينة، وتقبيله واعتناقه لأبي الهيثم ابن التيهان
    وغيرهما، فالجواب عنها من وجوه:
    الأول: أنها أحاديث معلولة لا تقوم بها حجة. ولعلنا نتفرغ للكلام عليها،
    وبيان عللها إن شاء الله تعالى.
    الثاني: أنه لو صح شيء منها، لم يجز أن يعارض بها هذا الحديث الصحيح، لأنها
    فعل من النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل الخصوصية، أو غيرها من الاحتمالات التي
    توهن الاحتجاج بها على خلاف هذا الحديث، لأنه حديث قولي وخطاب عام موجه إلى
    الأمة فهو حجة عليها، لما تقرر في علم الأصول أن القول مقدم على الفعل عند
    التعارض، والحاظر مقدم على المبيح، وهذا الحديث قول وحاظر، فهو المقدم
    على الأحاديث المذكورة لو صحت.
    وكذلك نقول بالنسبة للالتزام والمعانقة، أنها لا تشرع لنهي الحديث عنها،
    لكن قال أنس رضي الله عنه:
    " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر
    تعانقوا ".
    رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح كما قال المنذري (3 / 270)
    والهيثمي (8 / 36) وروى البيهقي (7 / 100) بسند صحيح عن الشعبي قال:
    " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا التقوا صافحوا، فإذا قدموا من سفر
    عانق بعضهم بعضا ".
    وروى البخاري في " الأدب المفرد " (970) وأحمد (3 / 495) عن جابر بن
    عبد الله قال:
    " بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا، ثم
    شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس،
    فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم،
    فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته " الحديث،
    وإسناده حسن كما قال الحافظ
    (1 / 195) وعلقه البخاري.
    فيمكن أن يقال: إن المعانقة في السفر مستثنى من النهي لفعل الصحابة ذلك،
    وعليه يحمل بعض الأحاديث المتقدمة إن صحت. والله أعلم.
    وأما تقبيل اليد، ففي الباب أحاديث وآثار كثيرة، يدل مجموعها على ثبوت ذلك
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا توفرت الشروط
    الآتية:

    1 - أن لا يتخذ عادة بحيث يتطبع العالم على مد يده إلى تلامذته، ويتطبع هؤلاء
    على التبرك بذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وإن قبلت يده فإنما كان ذلك
    على الندرة، وما كان كذلك فلا يجوز أن يجعل سنة مستمرة، كما هو معلوم من
    القواعد الفقهية.
    2 - أن لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره، ورؤيته لنفسه، كما هو الواقع
    مع بعض المشايخ اليوم.
    3 - أن لا يؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة، كسنة المصافحة، فإنها مشروعة بفعله
    صلى الله عليه وسلم وقوله، وهي سبب تساقط ذنوب المتصافحين كما روي في غير ما
    حديث واحد، فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمر، أحسن أحواله أنه جائز.

    وقال تحت حديث:
    2647 - " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر
    تعانقوا ".

    رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1 / 8 / 1 / 99 - بترقيمي) قال: حدثنا
    أحمد ابن يحيى بن خالد بن حيان الرقي حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا عبد
    السلام بن حرب عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: ... فذكره. ثم قال: " لم
    يروه عن شعبة إلا عبد السلام. تفرد به الجعفي ". قلت: وهو صدوق يخطىء كما
    في " التقريب "، وهو من شيوخ البخاري في " الصحيح "، ومن فوقه من رجال
    الشيخين، ولذلك قال المنذري (3 / 270) وتبعه الهيثمي (8 / 36) : " رواه
    الطبراني، ورواته محتج بهم في (الصحيح) ". قلت: فالإسناد جيد، وإن كنت
    لم أجد من ترجم أحمد بن يحيى الرقي فإن الظاهر من كلام الطبراني أنه لم
    يتفرد به. ثم هو من مشايخه المكثيرين، فقد روى له نحو ثمانين حديثا (78 -
    160) . ويشهد له حديث جابر بن عبد الله أنه بلغه حديث عن رجل من أصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم في الشام فسافر إليه فإذا عبد الله بن أنيس قال: فخرج
    فاعتنقني،..... الحديث. أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (969) وغيره
    بسند حسن وعلقه البخاري في " كتاب العلم " من صحيحه "، وترجم له في " الأدب
    المفرد " بـ " باب المعانقة ". ثم وجدت للحديث طريقا آخر، يرويه غالب التمار
    قال:كان محمد بن سيرين يكره المصافحة، فذكرت ذلك للشعبي، فقال: " كان
    أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا تصافحوا، فإذا قدموا من سفر عانق
    بعضهم بعضا ". أخرجه البيهقي في " سننه " (7 / 100) بإسناد جيد كما قال
    الحافظ ابن مفلح الحنبلي في " الآداب الشرعية " (2 / 272) . ويشهد له ما
    أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (4 / 28 - تحقيق صاحبنا محمد زهري
    النجار) من طريق أبي غالب عن أم الدرداء قالت: " قدم علينا سلمان فقال: أين
    أخي؟ قلت: في المسجد، فأتاه، فلما رآه اعتنقه ". قلت: وإسناده حسن.
    فقه الحديث: يؤخذ من هذا الحديث فائدتان: الأولى: المصافحة عند التلاقي.
    والأخرى: المعانقة بعد العودة من السفر. ولكل منهما شواهد عن النبي صلى الله
    عليه وسلم. أما الأولى، ففيها أحاديث كثيرة معروفة من فعله صلى الله عليه
    وسلم وقوله، وقد مضى بعضها في هذه " السلسلة " برقم (160 و 529 و 530
    و2004 و 2485) . وانظر " الترغيب " (3 / 270 - 271) و " الآداب الشرعية "
    لابن مفلح (2 / 277) . وأما الأخرى، ففيه حديث جابر رضي الله عنه قال: "
    لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم ".
    وهو حديث صحيح كماسيأتي بيانه إن شاء الله في هذا المجلد برقم (2657) . قلت: وفي ذلك من
    الفقه تفريق الصحابة بين الحضر والسفر في أدب التلاقي، ففي الحالة الأولى:
    المصافحة، وفي الحالة الأخرى: المعانقة. ولهذا كنت أتحرج من المعانقة في
    الحضر، وبخاصة أنني كنت خرجت في المجلد الأول من هذه " السلسلة " (رقم 160)حديث نهيه صلى الله عليه وسلم عن الانحناء والالتزام والتقبيل. ثم لما جهزت
    المجلد لإعادة طبعه، وأعدت النظر في الحديث، تبين لي أن جملة " الالتزام "
    ليس لها ذكر في المتابعات أو الشواهد التي بها كنت قويت الحديث، فحذفتها منه
    كما سيرى في الطبعة الجديدة من المجلد إن شاء الله، وقد صدر حديثا والحمد
    لله. فلما تبين لي ضعفها زال الحرج والحمد لله، وبخاصة حين رأيت التزام ابن
    التيهان الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث خروجه صلى الله عليه وسلم
    إلى منزله رضي الله عنه الثابت في " الشمائل المحمدية " (رقم 113 ص 79 - مختصر
    الشمائل) ولكن هذا إنما يدل على الجواز أحيانا، وليس على الالتزام
    والمداومة كما لو كان سنة، كما هو الحال في المصافحة فتنبه. وقد رأيت للإمام
    البغوي رحمه الله كلاما جيدا في التفريق المذكور وغيره، فرأيت من تمام
    الفائدة أن أذكره هنا، قال رحمه الله في " شرح السنة " (12 / 293) بعد أن
    ذكر حديث جعفر وغيره مما ظاهره الاختلاف: " فأما المكروه من المعانقة
    والتقبيل، فما كان على وجه الملق والتعظيم، وفي الحضر، فأما المأذون فيه
    فعند التوديع وعند القدوم من السفر، وطول العهد بالصاحب وشدة الحب في الله.
    ومن قبل فلا يقبل الفم، ولكن اليد والرأس والجبهة.وإنما كره ذلك في
    الحضر فيما يرى لأنه يكثر ولا يستوجبه كل أحد، فإن فعله الرجل ببعض الناس دون
    بعض وجد عليه الذين تركهم، وظنوا أنه قصر بحقوقهم، وآثر عليهم، وتمام
    التحية المصافحة ".
    واعلم أنه قد ذهب بعض الأئمة كأبي حنيفة وصاحبه محمد إلى
    كراهة المعانقة، حكاه عنهما الطحاوي خلافا لأبي يوسف. ومنهم الإمام مالك،
    ففي " الآداب الشرعية " (2 / 27 : " وكره مالك معانقة القادم من سفر،وقال: " بدعة "، واعتذر عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بجعفر حين قدم،
    بأنه خاص له، فقال له سفيان: ما تخصه بغير دليل، فسكت مالك. قال القاضي:
    وسكوته دليل لتسليم قول سفيان وموافقته، وهو الصواب حتى يقوم دليل التخصيص ".
    هذا وقد تقدم في كلام الإمام البغوي قوله بأنه لا يقبل الفم، وبين وجه ذلك
    الشيخ ابن مفلح في " الآداب الشرعية "، فقال (2 / 275) : " ويكره تقبيل
    الفم، لأنه قل أن يقع كرامة ". ويبدو لي من وجه آخر، وهو أنه لم يرو عن
    السلف، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وما أحسن ما قيل: وكل خير في اتباع من
    سلف وكل شر في ابتداع من خلف. فالعجب من ذاك الدكتور الحلبي القصاص الواعظ
    الذي نصب نفسه للرد على علماء السلفيين وأتباعهم، وتتبع عثراتهم، وأقوالهم
    المخالفة لأقوال العلماء بزعمه، وينسى نفسه، فقد سمعت له شريطا ينكر فيه على
    أحدهم عدم شرعية تقبيل الفم، ويصرح بأنه كتقبيل الجبهة واليد وأنه لا فرق!
    فوقع في المخالفة التي ينكرها على السلفيين، ولو أن أحدا منهم قاس هذا القياس
    (البديع!) لأبرق وأرعد وصاح وتباكى، وحشد كل ما يستطيع حشده من أقوال
    العلماء! وأما هو فلا بأس
    عليه من مخالفتهم! * (يا أيها الذين آمنوا لم
    تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) *. أصلحه
    الله وهداه. ا.ه رحمه الله

    وهذا حديث التزام ابن التيهان كما أورده الشيخ الألباني في مختصر الشمائل للترمذي صاحب السنن وفيه شدة الحب في الله:

    113 - ( صحيح )
    عن أبي هريرة قال :
    خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر فقال : ( ما جاء بك يا أبا بكر ؟ ) قال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه . فلم يلبث أن جاء عمر فقال : ( ما جاء بك يا عمر ؟ ) قال : الجوع يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم :
    ( وأنا قد وجدت بعض ذلك ) . فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وكان رجلا كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء . فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    ( أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟ )
    فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا أو تخيروا من رطبه وبسره
    فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال صلى الله عليه وسلم :
    ( هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد )
    فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    ( لا تذبحن لنا ذات در ) . فذبح لهم عناقا أو جديا فأتاهم بها فأكلوا فقال صلى الله عليه وسلم :
    ( هل لك خادم ؟ ) قال : لا . قال : ( فإذا أتانا سبي فأتنا ) . فأتي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث . فأتاه أبو الهيثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اختر منهما ) . فقال : يا رسول الله اختر لي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن المستشار مؤتمن خذ هذا فإني رأيته يصلي واستوص به معروفا )
    فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت امرأته : ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بأن تعتقه قال : فهو عتيق فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا ومن يوق بطانة السوء فقد وقي )


    هذا إسناد الشمائل المحمدية للترمذي, 373 حدثنا محمد بن اسماعيل ثنا آدم بن ابي اياس ثنا شيبان ابو معاوية ثنا عبد الملك بن عمير عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن ابي هريرة قال
    ____________________



    وموضع الشاهد من الحديث: " ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه"


    وذكر ابن كثير في تفسير سورة لتكاثر طرقا للحديث فقال:

    وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقري، حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خالد الخزاز، حدثنا يونس بن عبيد، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول:خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة، فوجد أبا بكر في المسجد فقال: « ما أخرجك هذه الساعة؟ » قال:أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله. قال:وجاء عمر بن الخطاب فقال: « ما أخرجك يا ابن الخطاب؟ » قال أخرجني الذي أخرجكما. قال:فقعد عمر، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما، ثم قال: « هل بكما من قوة، تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعامًا وشرابًا وظلا؟ » قلنا:نعم. قال: « مُروا بنا إلى منـزل ابن التَّيهان أبي الهيثم الأنصاري» . قال:فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، فسلم واستأذن - ثلاث مرات- وأم الهيثم من وراء الباب تسمع الكلام، تريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام، فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم، فقالت:يا رسول الله، قد - والله- سمعت تسليمك، ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: « خيرًا» . ثم قال: « أين أبو الهيثم؟ لا أراه » . قالت:يا رسول الله، هو قريب ذهب يَستعذبُ الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله، فبسطت - بساطا تحت شجرة، فجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم، فصعد على نخلة فصرم لهم أعذاقًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « حَسْبُكَ يا أبا الهيثم » . قال:يا رسول الله، تأكلون من بُسره، ومن رطبه، ومن تَذْنُوبه، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « هذا من النعيم الذي تسألون عنه » هذا غريب من هذا الوجه.
    وقال ابن جرير:حدثني الحُسَين بن علي الصدائي، حدثنا الوليد بن القاسم، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:بينما أبو بكر وعمر جالسان، إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « ما أجلسكما هاهنا؟ » قالا والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع. قال: « والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره » . فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: « أين فلان؟ » فقالت:ذهب يستعذب لنا ماء. فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال:مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم. فعلق قربته بكرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « ألا كنت اجتنيت » ؟ فقال:أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم. ثم أخذ الشفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إياك والحلوب؟ » فذبح لهم يومئذ، فأكلوا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لتسألن عن هذا يوم القيامة. أخرجكم من بيوتكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم » .
    ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان، به ورواه أبو يعلى وابن ماجه، من حديث المحاربي، عن يحيى بن عُبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بكر الصديق، به وقد رواه أهل السنن الأربعة، من حديث عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بنحو من هذا السياق وهذه القصة .
    وقال الإمام أحمد:حدثنا سُرَيج، حدثنا حشرج، عن أبي نُصرة، عن أبي عسيب - يعني مولى رسول الله - قال:خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي، فدعاني فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى أتى حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: « أطعمنا » . فجاء بِعذْق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، وقال: « لتسألن عن هذا يوم القيامة » . قال:فأخذ عُمَرُ العذْقَ فضرب به الأرض، حتى تناثر البُسرُ قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:يا رسول الله، إنا لمسئول عن هذا يوم القيامة؟ قال: « نعم، إلا من ثلاثة:خرقة لف بها الرجل عورته، أو كسرة سَدَّ بها جوعته، أو جحر تَدخَّل فيه من الحر والقر » تفرد به أحمد. ا.ه رحمه الله

    وروى أبو داود 5128 - حدثنا ابن المثنى ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " المستشار مؤتمن "

    فرواية الحديث هنا مختصرة.

    وعند الترمذي في سننه تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
    2369 - حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا آدم بن إبي إياس حدثنا شيبان أبو معاوية حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه و سلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر فقال ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه فلم يلبث أن جاء عمر فقال ما جاء بك يا عمر ؟ قال الجوع يا رسول الله ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا قد وجدت بعض ذلك فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم ابن التيهان الأنصاري وكان رجلا كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته أين صاحبك فقالت انطلق يستعذب لنا الماء فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه و سلم ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه فقال النبي صلى الله عليه و سلم أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟ فقال يا رسول الله إني أردت أن تختاروا أو قال تخيروا من رطبه وبسره فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسئلون عنه يوم القيام ظل بارد ورطب طيب وماء بارد فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تذبحن ذات در قال فذبح لهم عناقا أو جديا فأتاهم بها فأكلوا فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل لك خادم ؟ قال لا قال فإذا أتانا سبي فائتنا فأتي النبي صلى الله عليه و سلم برأسين ليس معهما ثالث فأتاه أبو الهيثم فقال النبي صلى الله عليه و سلم اختر منهما فقال يا نبي الله اختر لي فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن المستشار مؤتمن خذ هذا فإني رأيته يصلي واستوص به معروفا فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت امرأته ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم إلا أن تعتقه قال فهو عتيق ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا ومن يوق بطانة السوء فقد وقى
    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

    2370 - حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوما و ابو بكر و عمر فذكر نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن أبي هريرة وحديث شيبان أتم من حديث أبي عوانة وأطول و شيبان ثقة عندهم صاحب كتاب وقد روي عن أبي هريرة هذا الحديث من غير هذا الوجه وروي عن ابن عباس أيضا

    ولم يذكر الشيخ كون الرواية أيضا في سنن الترمذي.


    فالقصة مشهورة وهي في صحيح مسلم وفي الروايات اللمذكورة بيان سبب االتزام ابن التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم وهو شدة حب ابن التيهان رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم وفرحه به وبأبي بكر وعمر رضي اللهعن الصحابة أجمعين.


    وزيادة الاتزام في رواية حديث أبي الهيثم ابن التيهان التي في مختصر الشمائل هي التي جعلت الشيخ الألباني يضعف زيادة المعانقة التي في الحديث 160 من السلسلة الصحيحة بأنه لم يجد لها متابعا،



    قال في سلسلة الهدى والنور » الشريط رقم : 420لأنه ر:

    السائل : حديث ( أيقبل بعضنا بعضاً قال لا أيعانق بعضنا بعضاً قال لا أيصافح بعضنا بعضاً قال نعم ) هل هو صحيح أم ضعيف تعليق على المعانقة
    الشيخ : حسن
    السائل : موضوع المعانقة
    الشيخ : أما المعانقة المذكورة في الحديث تبين أنها ليس لها شاهد نحن كنا حسنا الحديث في الصحيحة مذكورٌ فيها المعانقة ثم تبين أن المعانقة في الشواهد لم تذكر فأخرجناها من الحديث
    يعني زيادة المعانقة ضعيفة كونها شاذة بارك الله فيك
    الشيخ : لكن المعانقة بعد أن تبين ضعف الزيادة وجدنا في بعض الأحاديث أن الرسول عليه السلام عانقه أحد أصحابه وأقره فقلنا بأنه يجوز لكن كما نقول في تقبيل اليد أي لا نجعل ذلك ديدننا وعادتنا وإنما أحياناً أما في السفر فقد صح عن الصحابة أنهم كانوا إذا تلاقوا بعد سفرٍ تعانقوا .
    وسواء أصحت زيادة النهي عن المعانقة التي لم يجد لها الشيخ متابعا في حديث النهي عن الانحناء والتقبيل، أو صحت زيادة التزام ابن التيهان التي وجدها الشيخ في مختصر الشمائل أو صحت الزيادتان معا فإن عمل الصحابة على التفريق بين المصافحة التي كانوا يداومون عليها وبين المعانقة التي كانوا يفعلونها أحيانا في مواضعها المذكورة سلفا، وإنما يغيب النهي الذي هو لكراهة التنزيه بضعف زيادة المعانقة في حديث النهي عن التقبيل والانحناء، وألأثري يقف حيث وقف القوم،
    هذا ما استحسنه الشيخ الألباني فيما نقله البغوي للخروج من الخلاف بين مجيز للمعانقة ومانع، وذلك في شرح السنة، ( باب المصافحة وفضلها وما قيل في المعانقة والقبلة،حيث نقل كلام حميد بن زنجوية الذي نصه:
    (قد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه
    نهى عن المعانقة والتقبيل ، وجاء أنه عانق جعفر بن أبي طالب ، وقبله
    عند قدومه من أرض الحبشة ، وأمكن من يده حتى قبلت ، وفعل
    ذلك أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ،

    قال بعد ذلك البغوي رحمه الله:
    وليس ذلك بمختلف ، ولكل وجه عندنا ، فأما المكروه من المعانقة والتقبيل ، فما كان على وجه الملق والتعظيم ، وفي
    الحضر ، فأما المأذون فيه ، فعند التوديع ، وعند القدوم من السفر ،
    وطول العهد بالصاحب ، وشدة الحب في الله. ومن قبل ، فلا يقبل
    الفم ، ولكن اليد والرأس والجبهة ، وإنما كره ذلك في الحضر فيما
    يرى ، لأنه يكثر ، ولا يستوجبه كل أحد ، فإن فعله الرجل ببعض
    الناس دون بعض ، وجد عليه الذين تركهم ، وظنوا أنه قد قصر بحقوقهم
    وآثر عليهم ، وتمام التحية المصافحة.

    وهو ما ذهب إليه السندي في حاشيته على سنن النسائي كما تقدم،
يعمل...
X