إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فتاوى الكبار في موقف أهل السنة من معاوية رضي الله عنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جمع] فتاوى الكبار في موقف أهل السنة من معاوية رضي الله عنه

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه




    كما يمكنكم مشاهدة المزيد من فتاوى الكبار على قناتي الجديدة في اليوتوب
    ۩۩۩ المنتقى من فتاوى الكبار ۩۩۩



    فتاوى الكبار في موقف أهل السنة من معاوية رضي الله عنه

    *******************************

    منسقة على صوتي واحد

    للتحميل الأسئلة والأجوبة في مقاطع صوتية على رابط واحد


    كما يمكنكم الاستماع والتحميل المباشر من موقع Archive



    الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

    الجواب على الشبهة أن عليا من المبشرين بالجنة ومعاوية من كبار الصحابة فكيف يتشاهرون بسيوفهم

    تعليق الشيخ على رسالة في فتنة علي ومعاوية رضي الله عنهما



    الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

    ما صحة ما يروى عن معاوية أنه كان أول من ترك حدا في الإسلام.؟

    هل يجوز الخوض فيما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ؟

    يقول بعضهم أن كل حديث في فضائل معاوية إما ضعيف أو موضوع فما حكمهم.؟

    أيهم أقرب إلى الصواب علي أو معاوية فيما وقع بينهما وأيهم أحق بالخلافة ؟

    ما حكم من سب معاوية رضي الله عنه ؟

    ما سبب القتال بين جيش معاوية وجيش علي رضي الله عنهما



    الشيخ صالح الفوزان بن فوزان حفظه الله

    هل صحيح أن معاوية رضي الله عنه خارج عن علي رضي الله عنه ؟

    هل يصح لفظ اطلاق خامس خلفاء الراشدين على عمر بن عبد العزيز وعدم اطلاقه على معاوية ؟



    الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله

    هل يزيد بن معاوية هو الذي أرسل لقتل الحسين ؟

    فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والرد على من يطعن فيه

    كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في معاوية رضي الله عنه

    كيف يكون معاوية خليفة راشد مع أنه غير الخلافة إلى ملك عضوض ؟



    الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

    معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار تقتلك الفئة الباغية




  • #2
    رد: فتاوى الكبار في موقف أهل السنة من معاوية رضي الله عنه




    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء




    س: إن كثيرًا من الأتراك المسلمين يلعنون معاوية وابنه يزيد على الدوام فهل هم محقون في لعنتهم أم لا؟

    ج: أما معاوية رضي الله عنه فهو أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد كتاب الوحي، وأصحابه رضي الله عنهم خير المؤمنين، وقد ورد النهي عن سبهم، ومن باب أولى النهي عن لعنهم، فثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ، وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه .
    (الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 393)
    وقد روي بإسناد جيد في شأن معاوية : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه سوء العذاب ذكر ذلك شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله.
    إذا علم ذلك فمن أصول أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (أ) من لعن أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان معاوية أو غيره رضي الله عنهم جميعا فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل.
    (ب) سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله به في قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .
    (ج) ويقولون: إن الآثار المروية في مساويهم منها ما هو
    (الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 394)
    كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه، والصحيح منها هم فيه معذرون إما مجتهدون مصيبون فلهم أجران وإما مجتهدون مخطئون لهم أجر واحد، والخطأ مغفور لهم وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإِثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من الحسنات والسوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى أنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم ونصيفه إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم كما سبق بيان ذلك، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين؛ إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور لهم، ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل مغمور في جانب فضائل القوم ومحاسنهم من الإِيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح.
    (د) ويقولون: يجب الاقتصاد والاعتدال في أمر الصحابة
    (الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 395)
    والإِمساك عما شجر بينهم فلا يقال بالعصمة لطائفة والتأثيم لأخرى، بخلاف أهل البدع من الشيعة والخوارج الذين غلوا من الجانبين، طائفة عصمت، وطائفة أثمت فتولد بينهم من البدع ما سبوا له السلف، بل فسقوهم وكفروهم إلاَّ قليلاً كما كفرت الخوارج عليًّا وعثمان واستحلوا قتالهم، وهم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق ، فقتلهم علي وهم المارقة الذين خرجوا على علي وكفروا كل من تولاه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن بن علي: إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، فأصلح به بين شيعة علي ومعاوية ، فدل على أنه فعل ما أحبه الله ورسوله، وأن الفئتين ليسوا مثل الخوارج الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتالهم؛ ولهذا فرح علي بقتاله للخوارج وحزن لقتال صفين والجمل وأظهر الكآبة والألم، كما يجب تبرئة الفريقين والترحّم على قتلاهما؛ لأن ذلك من الأمور المتفق عليها، وأن كل واحدة من الطائفتين مؤمنة وقد شهد لها القرآن بأن قتال
    (الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 396)
    المؤمنين لا يخرجهم عن الإِيمان فقال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا الآية، والحديث المروي: " إذا اقتتل خليفتان فأحدهما ملعون " كذب مفترى لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، ومعاوية لم يدّع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليًّا ، ولم يقاتل عليًّا على أنه خليفة ولا أنه يستحق الخلافة ولا كان هو وأصحابه يرون ابتداء علي بالقتال، بل لما رأى علي أنه يجب عليهم مبايعته وطاعته إذ لا يكون للناس خليفتان وأن هؤلاء خارجون عن طاعته رأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا الواجب وتحصل الطاعة والجماعة، وهم قالوا: إن ذلك لا يجب عليهم حتى يؤخذ حق عثمان رضي الله عنه من الذين خرجوا عليه وقتلوه ممن هم في جيش علي رضي الله عنه.
    وأما يزيد بن معاوية فالناس فيه طرفان ووسط، وأعدل الأقوال الثلاثة فيه أنه كان ملكًا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلاَّ في خلافة عثمان رضي الله عنه، ولم يكن كافرًا ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحبًا ولا من أولياء الله الصالحين. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله : وهذا قول عامة أهل العقل
    (الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 397)
    والعلم والسنة والجماعة، وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق: فرقة لعنته، وفرقة أحبته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وهذا هو المنصوص عن الإِمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين، وهذا القول الوسط مبني على أنه لم يثبت فسقه الذي يقتضي لعنه أو بناء على أن الفاسق المعين لا يلعن بخصوصه إما تحريمًا وإما تنزيهًا، فقد ثبت في [ صحيح البخاري ] عن عمر في قصة عبد الله بن حمار الذي تكرر منه شرب الخمر وجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لعنه بعض الصحابة قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله ، وقال صلى الله عليه وسلم: لعن المؤمن كقتله متفق عليه.
    وهذا كما أن نصوص الوعيد عامة في أكل أموال اليتامى والزنا والسرقة فلا يشهد بها على معين بأنه من أصحاب النار لجواز تخلف المقتضى عن المقتضي لمعارض راجح: إما توبته، وإما حسنات، وإما مصائب مكفرة، وإما شفاعة مقبولة، وغير ذلك من المكفرات للذنوب هذا بالنسبة لمنع سبه ولعنه.
    وأما بالنسبة لترك المحبة فلأنه لم يصدر منه من الأعمال الصالحة ما يوجب محبته، فبقي واحدًا من الملوك السلاطين،
    (الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 39
    ومحبة أشخاص هذا النوع ليست مشروعة، ولأنه صدر عنه ما يقتضي فسقه وظلمه في سيرته، وفي أمر الحسين وأمر أهل الحرة.
    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء


    *******************************

    هل يقال لإخوان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أخوال للمؤمنين؟ وهل يقال لبناتهن أخوات للمؤمنين؟

    لما كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين في حكم التحريم دون المحرمية . تنازع العلماء في إخوانهن هل يقال لأحدهم خال المؤمنين ، وكذلك في بناتهن هل يقال لهن أخوات المؤمنين؟
    ( الجزء رقم : 53، الصفحة رقم: 28
    ولهم في هذه المسألة قولان
    الأول : المنع من الإطلاق:
    قال شيخ الإسلام: " ومن علماء السنة من قال: لا يطلق على إخوة الأزواج أنهم أخوال المؤمنين ، فإنه لو أطلق ذلك لأطلق على أخواتهن أنهن خالات المؤمنين ، ولو كانوا أخوالا وخالات لحرم على المؤمنين أن يتزوج أحدهم خالته وحرم على المرأة أن تتزوج خالها .
    وقد ثبت بالنص والإجماع أنه يجوز للمؤمنين والمؤمنات أن يتزوجوا أخواتهن وإخوتهن ، كما تزوج العباس أم الفضل أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين ، وولد له منها عبد الله والفضل وغيرهما ، وكما تزوج عبد الله بن عمر وعبيد الله ومعاوية وعبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن أبي بكر من تزوجوهن من المؤمنات ، ولو كانوا أخوالا لهن لما جاز للمرأة أن تتزوج خالها .
    قالوا: وكذلك لا يطلق على أمهاتهن أنهن جدات المؤمنين ، ولا على آبائهن أنهم أجداد المؤمنين؛ لأنه لم يثبت في حق الأمهات جميع أحكام النسب ، وإنما ثبت الحرمة والتحريم ، وأحكام النسب تتبعض ، كما يثبت بالرضاع التحريم والمحرمية ولا يثبت سائر أحكام النسب ، وهذا كله متفق عليه " .
    ( الجزء رقم : 53، الصفحة رقم: 289)
    وقال القرطبي : " قال قوم: لا يقال بناته أخوات المؤمنين ولا إخوانهن أخوال المؤمنين وخالاتهم ، قال الشافعي رضي الله عنه: تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي أخت عائشة ولم يقل: هي خالة المؤمنين . . . " .
    الثاني : جواز إطلاق ذلك:
    وهو كما يقول ابن كثير : " من باب إطلاق العبارة ، لا إثبات الحكم " .
    قال شيخ الإسلام عقب كلامه السابق: " والذين أطلقوا على الواحد من أولئك أنه خال المؤمنين لم ينازعوا في هذه الأحكام ، ولكن قصدوا بذلك الإطلاق أن لأحدهم مصاهرة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، واشتهر ذكرهم لذلك عن معاوية رضي الله عنه كما اشتهر أنه كاتب الوحي ، وقد كتب الوحي غيره ، وأنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أردف غيره . . . " .
    وقد أفرد القاضي أبو يعلى رحمه الله مصنفا في الدفاع عن معاوية وتبرئته من الظلم والفسق أسماه (تنزيه خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان من الظلم والفسق في مطالبته بدم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنهما) عقد فيه فصلا نافعا بين فيه صحة هذا الإطلاق ، وذكر ما يشهد له ويدل عليه .
    ( الجزء رقم : 53، الصفحة رقم: 290)
    قال رحمه الله: " ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة كأخوال الأمهات من النسب ، وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام ، وهو التعظيم لهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخال والد تعظيما له .
    وقد نص أحمد على إطلاق "هذه التسمية في رواية أبي طالب فقال: " معاوية خال المؤمنين وابن عمر خال المؤمنين " .
    وقال أبو بكر المروذي : سمعت هارون بن عبد الله يقول لأبي عبد الله: جاءني كتاب من الرقة أن قوما قالوا: لا نقول:
    معاوية خال المؤمنين . فغضب وقال: " ما اعتراضهم في هذا الموضع؟ يجفون حتى يتوبوا " .
    إلى أن قال: والدليل على أن هذه التسمية ليس طريقها اللغة والقياس وإنما طريقها التوقيف والشرع ، وقد ورد الشرع بتسمية الإخوة أخوالا .
    ثم ساق بسنده إلى ابن عباس في هذه الآية عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً .
    ( الجزء رقم : 53، الصفحة رقم: 291)
    قال: " فكانت المودة التي جعلها الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فصارت أم المؤمنين ، ومعاوية خال المؤمنين " .
    ثم نقل عن ابن بطة ما رواه بإسناده . في جزء له فيه فوائد من تخريجاته عن محمد بن قحطبة الدمشقي قال: " جئت إلى معاوية بن أبي سفيان فقلت: يا أبا عبد الرحمن ، قد جاء الحسن بن علي بن أبي طالب زائرا فدعه يصعد المنبر . فقال: دعني أفتخر على أهل الشام . فقلت: شأنك وإياه . فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال له معاوية : سألتك بالله يا أبا محمد ، ألست من بطحاء مكة ؟ فقال: أي والله الذي لا إله إلا هو . قال: اللهم اشهد . ثم قال: سألتك بالله يا أبا محمد ، ألست خال المؤمنين؟ قال: أي والذي لا إله إلا هو . قال: اللهم اشهد . . . " وذكر الخبر بتمامه .
    ثم قال: ولأنه إذا جاز إطلاق تسمية الأمهات على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكونوا أمهات في الحقيقة؛ لأنه يجوز التزويج بأخواتهن وبناتهن ، وإنما جاز لأنهن في حكم الأمهات في تحريم العقد عليهن ، كذلك جاز إطلاق تسمية الأخوال على إخوانهن في
    بعض الأحكام وهو التعظيم لهن ، ولا معنى لقولهم: إن هذه التسمية طريقها التوقيف والشرع ، لم يرد بذلك توقيف؛ لأنا قد بينا وروده عن جماعة من الصحابة منهم ابن عباس ومنهم قول معاوية على المنبر ومنهم تصديق الحسن له على ذلك ، ولا معنى لقولهم: إنهم لو كن أخوالا لما جاز التزويج بهم " لأنا قد بينا أنا لا نطلق هذه التسمية حقيقة ، وإنما نطلقها على وجه التعظيم للحرمة .
    فإن قيل: فهل تطلقون تسمية الخالات على أخواتهن؟
    قيل: لا نطلق ذلك؛ لأنه لم يرد بذلك توقيف ، وقد ورد التوقيف في الأخوال . هذه التسمية طريقها التوقيف ، وعلى أنه لا يمتنع أن نطلق عليهم اسم الخالات ، وإن لم ينص على هذه التسمية؛ لأن الله تعالى نص على الأمهات والأخوات من الرضاعة ، ثم قد أطلق الفقهاء تسمية الخالات من الرضاعة " . ا هـ .
    وعلى كل فالإطلاق صحيح على وجه الاحترام والتوقير ، لا على وجه إثبات الحكم ، والله أعلم .


    المصدر

    تعليق


    • #3
      رد: فتاوى الكبار في موقف أهل السنة من معاوية رضي الله عنه

      الملف الصوتي مرفق
      لاحرمنا الله منك اخي رشيد
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        رد: فتاوى الكبار في موقف أهل السنة من معاوية رضي الله عنه

        أحسن الله لك أخي الحبيب
        فالفضل كل الفضل لله جل وعلا
        والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا

        تعليق


        • #5
          تنزيه خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان من الظلم والفسق في مطالبته بدم أمير المؤمنين عثمان

          كتاب "تنزيه خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الظلم والفسق في مطالبته بدم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه"

          تأليف القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن خلف الفراء
          رواية ولده الشيخ السيد أبي الحسين محمد عنه، ومعه مقدمة علمية هامة حول الموضوع
          تحقيق أبي عبد الله الأثري، دار النبلاء، عمّان، مكتبة الرشد، السعودية، ط 1 ، 1422 هـ / 2001 م ، 128 صفحة
          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #6

            اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	فضائل امير المؤمنين معاوية.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	163.5 كيلوبايت  الهوية:	249192
            *****
            مطوية / فضائل امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه
            - خطبة جمـعة -
            فضيلة الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله

            *****


            فضائل امير المؤمنين معاوية.pdf




            فضائل امير المؤمنين معاوية.م.pdf

            *****
            نص المطوية :
            فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
            ألقاها : الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله تعالى.
            المكان: خطبة جمعة في مسجد السعيدي بالجهراء - 15 جمادى الاولى 1433.

            الخطبة الأولى

            إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:- فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةً بدعة، وكل بدعةً ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد:- عباد الله، إن من الأمور العقدية المسلمة عند أهل السنة والجماعة، هو حفظ مكانة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، واعتقاد عدالتهم جميعًا، وأنهم خير هذه الأمة بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم-؛ لذلك أُمرنا بالثناء عليهم، وذكرهم بالجميل ومن ذكرهم بغير ذلك فهو على غير السبيل، يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر: 10]

            ، وروى الشيخان عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد من ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»

            وفي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- ، قال: قيل لعائشة: "إننا سمعنا يتناولون أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أبا بكر وعمر قالت -رضي الله عنها -: وما تعجبون من هذا، انقطع عنهم العمل، فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر".
            ويقول الإمام أحمد -رحمه الله-: "إذا رأيت الرجل يذكر أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام"، ويقول أبو زرعة: "فاعلم أنه زنديق".
            ويقول الطحاوي -رحمه الله-: "ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا نفرق في حب أحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحدهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان، وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق، وطغيان
            ".

            عباد الله، ومن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، المشهود لهم بالعدالة والخيرية، ومن أصحاب المناقب والفضائل الصحابي الجليل، أبو عبد الرحمن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، هذا الصحابي الجليل لم يسلم من طعن أهل الأهواء، والبدع الذين لم يحترموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا صحابته الكرام رضوان الله عليهم، ومن افترى على معاوية فقد افترى على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعًا، فلا شك ولا ريب أن معاوية من أكابر الصحابة نسبًا، وقربًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلمًا وحلمًا فاجتمع لمعاوية شرف الصُحبة، وشرف النسب، وشرف مصاهرته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو خال المؤمنين، وكاتب وحي رسول رب العالمين، وشرف العلم والحلم، والإمارة، والخلافة، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها، فكيف إذا اجتمعت وهذا كاف لمن في قلبه أدنى إصغاء للحق، وإذعان للصدق.

            ومعاوية -رضي الله عنه- داخل في جملة الأدلة الدالة على فضل الصحابة وعدالتهم، كقوله عز وجل: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ -رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].

            أسلم معاوية عام الفتح، يقول ابن كثير -رحمه الله-: "كان أبوه من سادات قريش، وتفرد بالسؤدد بعد يوم بدر، ثم لما أسلم بعد ذلك حسُن إسلامه، وكان له مواقف شريفة، وأثار محمودة في يوم اليرموك وما قبله، وما بعده، وصحِب معاوية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكتب الوحي بين يديه مع الكُتاب، وروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة في الصحيحين، وغيرها من السنن، والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين" انتهى كلامه -رحمه الله-

            ومن فضائله: دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالهداية، فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به» يعني بذلك معاوية -رضي الله عنه-، وكان أحد من كتبوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي، فقال أبو سفيان للنبي -صلى الله عليه وسلم-: « يا نبي الله، ثلاث أعطينهن، قال: نعم، قال: عندي أحسن العرب وأجملهم أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها، قال: نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتبًا بين يديك، قال: نعم، قال: وتأمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال: نعم» رواه مسلم.

            وفي عهده -رضي الله عنه- فتحت قبرص، وقاتل المسلمون أهل القسطنطينية، أخرج البخاري في صحيحه، عن أم حرام أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر فقد أوجبوا» أي الجنة «قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم، قال: انت فيهم»، ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله، قال: لا» .

            يقول سعيد بن عبد العزيز -رحمه الله-: "لما قُتل عثمان ووقع الاختلاف لم يكن للمسلمين في غزو حتى اجتمعوا على معاوية فأغزاهم مرات، ثم أغزى ابنه في جماعة من الصحابة برا وبحرا، حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل"

            وقد شهد له ابن عباس -رضي الله عنهما- بالفقه والعلم، ففي صحيح البخاري قيل لابن عباس: "هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة، فقال ابن عباس: إنه فقيه" وكان ابن عباس -رضي الله عنه- من فضلاء الصحابة، ومن آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا شهد مثله لمعاوية بأنه مجتهد فقيه، فلا ريب أن شهادته لا تضاهيها شهادة، يقول ابن حجر: (هذه شهادة من حبر الأمة بفضله -رضي الله عنه-). وكذلك أثنى عليه ابن عمر -رضي الله عنهما، حيث يقول: "ما رأيت بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسود من معاوية، قيل ولا عمر، قال: كان عمر خيرا منه، وكان هو أسود من عمر" ومعنى أسود أي أسخى وأعطى للمال، وقيل أحكم منه

            . وكان حريصًا على اتباع السنة، وكان يأمر الناس بالحديث وينهاهم عن مخالفته، وكان إذا أتى المدنية وأُسمع من فقهائها شيئًا يخالف السنة، قال لأهل المدنية: أين علماؤكم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: كذا، ورأيته يفعل كذا، وأخرج البخاري عنه أنه قال: « إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما رأيناه يصليها، ولقد نهى عن ركعتين بعد العصر » ،
            وأخرج مسلم عن عمرو بن عطاء قال: "أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب يسأله عن شيء رآه من معاوية في الصلاة، فقال: نعم صليت معه الجمعة في المقصورة فلما سلم قمت في مقامي فصليت، فلما دخل أرسل إلي فقال : لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج" وهذا من فقهه رضي الله تعالى عنه ومن أحكام الجمعة.

            ومن فضائله كذلك: استخلاف عمر -رضي الله عنه- معاوية على الشام، ولا شك أنها منقبة لمعاوية؛ لأن عمر كان شديد التحري في اختيار، واصطفاء الأمراء الصالحين، وأقره على استخلافه عثمان بن عفان -رضي الله عنهم، فلم ينزله ولم يعزله ، يقول الذهبي -رحمه الله-: "قال خليفة: ثم جمع عمر الشام كلها لمعاوية، وأقره عثمان ، قلت: أي يقول الذهبي حسبُك بمن يؤمره عمر، ثم عثمان على أقليم، وهو ثغر فيهبطه، ويقوم به أتم قيام، ويرضي الناس بسخائه وحلمه، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله، وفرط حلمه وسعة نفسه، وقوة دهائه ورأيه، وكان محببا إلى رعيته عمل نيابة الشام عشرين سنة ، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجوه أحد في دولته بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم.

            ومن حلمه رضي الله تعالى عنه وسؤدده أنه عندما ولي معاوية الشام كانت سياسته على رعيته من أفضل السياسات، وكانت رعيته تحبه، ويحبهم، يقول قبيصة بن جابر -رحمه الله-: "ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا ولا أكثر سؤددًا، ولا أبعد أناةً، ولا ألين مخرجًا، ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية" قال بعضهم: اسمع رجل معاوية كلامًا شديدًا، فقيل له لو سطوت عليه –أي لو عاديته وحكمت عليه- فقال: "أني لأستحي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي" هذه بعض فضائله، ومناقب هذا الصحابي الجليل، فمن رأينه يطعن فيه بعد ذلك فاعلم أنه مبتدع صاحب هوى. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

            الخطبة الثانية

            الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وأما بعد:- عباد الله، كان السلف الصالح لا يفضلون أحدًا على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يرضون بالطعن على أحد منهم، ومما يدل على ذلك أن بعض الناس فضل عمر بن عبد العزيز، وهو من التابعين ومن المشاهير بالعدل، فضله على معاوية، فماذا قال السلف في ذلك؟ قال رجل للمعافى بن عمران: "عمر بن عبد العزيز أفضل من معاوية، فغضب المعافى، وقال: لا يقاس أحد بأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه، وأمينه على وحي الله عز وجل. وسئل ابن المبارك عن معاوية، فقال: "ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه : «سمع الله لمن حمده، فقال معاوية خلفه: ربنا ولك الحمد»، وقيل له أي ابن المبارك: "أيهما أفضل هو أم عمر بن عبد العزيز، فقال رضي الله تعالى عنه: لترابُ في منخري معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد في سبيل الله، خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز"، وهذا يدل على مكانة الصحبة وأن فضلها لا يعدلها فضل ولا عمل. وقال الفضل بن زياد: "سمعت أبا عبد الله وقد سئل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص، أيقال له رافضي؟ فقال -رحمه الله- الإمام أحمد: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد من الصحابة إلا وله داخله سوء. وقال إبراهيم بن ميسرة: "ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانًا قط إلا إنسانًا شتم معاوية فإنه ضربه أسواطًا" ويقول أبو توبة الربيع بن نافع -رحمه الله- تعالى: كلمة عظيمة مشهورة: "معاوية ستر لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كشف الرجل الستر" أي طعن فيه اجترأ على ما ورائه". هكذا كان موقف السلف ممن يطعن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو واحدا منهم، يقول الإمام أحمد -رحمه الله- تعالى في السنة، قال: "من السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلهم أجمعين، والكف عن الذي جرى بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو احدًا منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بأثارهم فضيلة، وقال: لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفوا عنه، بل يعاقبه ثم يستتِبُه فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت ويراجع". اللهم أرض عن صحابة نبيك الكرام، اللهم أرض عن الصحابة الكرام، اللهم أرض عن الصحابة الكرام، اللهم عليك بمن طعن بهم، اللهم عليك بمن طعن بهم. ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين أمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا أتنا في الدنيا حسنة، وفي الأخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
            ****
            المصدر :

            لتحميل الخطبة الصوتية :

            15_3_1433فضائل معاويةالظفيري.mp3

            *****
            الملفات المرفقة

            تعليق

            يعمل...
            X