إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

قصص الملائكة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    رد: قصص الملائكة

    حال الناس عند النفخ في الصور:

    قال تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} يعنى النفخة الأولى التي يكون بها هلاكهم
    {تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ}
    [يــس:49] أي يختصمون في أسواقهم وحوائجهم.


    وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187]


    وقال تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} أي: أن يوصوا
    {وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ}
    [يــس:50] أي من أسواقهم وحيث كانوا.


    وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ: {لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [سورة الأنعام: 158]
    وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ
    وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلَا يَطْعَمُهُ
    وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ
    وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا"
    .[1]
    _
    _____________________
    [1] صحيح: رواه البخارى (6506، 7121) ومسلم (2954)

    تعليق


    • #92
      رد: قصص الملائكة

      [لطيفة]
      مكان الملَك ساعة النفخ
      يقوم ملَكُ الصور بين السماء والأرض ساعة النفخ.
      قال الحافظ: وأخرج البيهقى بسند قوى عن ابن مسعود موقوفا: "ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه. والصور قَرْنٌ. فلا يبقى لله خلق فى السماء والأرض إلا مات إلا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله..."[1]


      [فائدة] فى معنى الناقور

      قال تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ} [المدثر:8] قال الإمام البخارى: وقال ابن عباس: الناقور الراجفة: النفخة الأولى، والرادفة: النفخة الثانية.[2]
      وقال الإمام القرطبى: وسماه – أى الصورَ – اللهُ تعالى أيضا بالناقور فى قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ} [المدثر: 8] قال المفسرون: الصورُ ينقر فيه مع النفخ الأول لموت الخلق[3] لتكون الصيحة أشد وأعظم.[4]

      ___________________________________
      [1] فتح البارى: ( 11 / 369 / سلفية )
      [2] فتح البارى: ( 11 / 367 / سلفية )
      [3] الصحيح من التذكرة: 120
      [4] السابق: 122

      تعليق


      • #93
        رد: قصص الملائكة

        خاتمة
        في ذكر المستثنى من نفخة الصعق:

        وحاصل ما جاء في ذلك أحد عشر قولا:
        الأول: أنهم الموتى كلهم؛ لكونهم لا إحساس لهم فلا يصعقون.
        وإليه ذهب القرطبي في "المفهم شرح مسلم" ومستنده أنه لم يرد في تعيينهم خبر صحيح، وتعقبه صاحبه القرطبي في "التذكرة"[1] فقال: قد صح فيه حديث أبى هريرة، وفى الزهد لهناد بن السرى عن سعيد بن جبير موقوفا: هم الشهداء. وسنده إلى سعيد صحيح.


        الثاني: أنهم الشهداء كما في أثر سعيد بن جبير السابق.


        الثالث: الأنبياء. وإليه ذهب البيهقي في تأويل الحديث في تجويزه أن موسى ممن استثنى الله. قال: ووجهه عندي أنهم أحياء عند ربهم كالشهداء فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه إلا في ذهاب الاستشعار... ثم ذكر أثر سعيد بن جبير السابق في الشهداء وحديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية: مَنِ الذين لم يشأ الله أن يصعقوا؟ قال: هم شهداء الله عز وجل.[2] ورجحه الطبري.


        الرابع: قال يحيى بن سلام في تفسيره: بلغني أن آخر من يبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم يموت الثلاثة ثم يقول الله لملك الموت: مُتْ. فيموت.


        الخامس: حملة العرش لأنهم فوق السماوات.


        السادس: الأربعة المذكورون وحملة العرش.


        السابع: موسى وحده. أخرجه الطبري بسند ضعيف عن أنس عن قتادة وذكره الثعلبي عن جابر.


        الثامن: الولدان المخلدون الذين في الجنة والحور العين لأن الجنات فوق السماوات ودون العرش.


        التاسع: خزان الجنة والنار وما فيها من حيات وعقارب. حكاهما الثعلبي عن الضحاك ومزاحم.


        العاشر: الملائكة كلهم. جزم به أبو محمد بن حزم في "الملل والنحل".


        الحادي عشر: روى الطبري بسند صحيح عن قتادة قال: قال الحسن: يستثنى الله وما يدع أحدا إلا أذاقه الموت.[3]


        قلت: وذهب ابن تيمية إلى أن الاستثناء متناول لمن في الجنة من الحور العين، قال: فإن الجنة ليس فيها موت، ومتناول لغيرهم ولا يمكن الجزم بكل من استثناه الله فإن الله أطلق في كتابه.[4]

        ____________________________
        [1] القرطبى صاحب "التذكرة" تلميذ القرطبى صاحب "المفهم شرح مسلم".
        [2] قال الحافظ: ( 11 / 454 / ط. مكتبة الإيمان ) صححه الحاكم ورواته ثقات.
        [3] انظر فتح البارى ( 11 / 370-371 / سلفية ) والصحيح من التذكرة: 112- 113 والروح لابن القيم: 44 والفتن والملاحم لابن كثير: 1/126
        [4] دقائق التفسير لابن تيمية: 4 / 281

        تعليق


        • #94
          رد: قصص الملائكة

          ذكر المدة بين النفختين:

          عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ
          قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟
          قَالَ: أَبَيْتُ.
          قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟
          قَالَ: أَبَيْتُ.
          قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟
          قَالَ: أَبَيْتُ.
          «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ


          قَالَ: «وَلَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلاَّ يَبْلَى إِلاَّ عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.»[1]


          وقول أبى هريرة: «أبيت» معناه: أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوما أو سنةً أو شهرا بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة.
          وقد جاءت مفسَّرة من رواية غير مسلم: أربعون سنة.[2]


          وقال القرطبي: وقول أبى هريرة: «أبيت» فيه تأويلان:


          الأول: امتنعت من بيان ذلك وتفسيره. وعلى هذا كان عنده علم من ذلك أي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.


          الثاني: أبيت أن أسأل عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا لم يكن عنده علم من ذلك.


          والأول أظهر، وإنما لم يبينه لأنه لم ترهق لذلك حاجة لأنه ليس من البينات والهدى الذي أمر بتبليغه،
          وفى البخاري عنه أنه قال: حفظت وعاءين من علم فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع منى هذا البلعوم.
          قال أبو عبد الله: البلعوم: مجرى الطعام،
          وقد جاء أن بين النفختين أربعين عاما. والله أعلم.[3]


          قلت: الذي استظهره الإمام القرطبي ليس بظاهر بل التأويل الثاني هو الأظهر فليتأمل والله أعلم.


          وقال الحافظ: قوله: «أبيت» بموحدة أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنه ليس عندي في ذلك توقيف،
          ولابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش في هذا الحديث فقال: أَعْيَيْتُ. من الإعياء وهو التعب، كأنه أشار إلى كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه.


          وزعم بعض الشراح أنه وقع عند مسلم أربعين سنة، ولا وجود لذلك.
          نعم أخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن الصلت عن الأعمش في هذا الإسناد: «أربعون سنة» وهو شاذ.
          ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة. ذكره في آخر سورة "ص".


          وكأن أبا هريرة لم يسمعها إلا مجملة فلهذا قال لمن عينها له: «أبيت».


          وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبى هريرة قال: بين النفختين أربعون.
          قالوا: أربعون ماذا؟
          قال: هكذا سمعت.
          وقال ابن التين: ويحتمل أيضا أن يكون علم ذلك لكن سكت ليخبرهم في وقت أو اشتغل عن الإعلام حينئذ.
          ووقع في جامع ابن وهب: أربعين جمعة. وسنده منقطع.[4]


          _
          _________________________
          [1] صحيح: رواه البخارى (4814، 4935) ومسلم (2955)
          [2] مسلم بشرح النووى: ( 9 / 18 / 73 / نووى)
          [3] الصحيح من التذكرة: 111
          [4] فتح البارى: 8 / 690

          تعليق


          • #95
            رد: قصص الملائكة

            ذكر نفخة البعث

            قال تعالى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} [النبأ: 18]
            وقال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يــس: 51 - 53]


            وعن عبد الله بن مسعود قال: ترسل ريح فيها صِرٌّ باردة زمهرير فلا يبقى على الأرض مؤمن إلا لفته تلك الريح
            ثم تقوم الساعة على الناس
            ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه فلا يبقى خلق فى السماء والأرض إلا مات
            ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون
            ثم يرسل الله ماء من تحت العرش فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى
            ثم قرأ ابن مسعود: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9]
            ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه ويقومون قياما لرب العالمين.[1]

            _____________________________
            [1] الفتن والملاحم لابن كثير: 1 / 131 رواه سفيان الثورى بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود موقوفا.

            تعليق


            • #96
              رد: قصص الملائكة

              [فصل]
              [ذكر فضائل إسرافيل عليه السلام]

              1- أنه أحد رؤساء الملائكة الكبار: جبريل وميكائيل وإسرافيل؛
              ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "... اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ."[1]


              2- أنه أول من سجد من الملائكة لآدم عندما أمروا بالسجود فجوزي بولاية اللوح المحفوظ كما تقدم.


              3- أنه ممن استثناهم الله عند النفخ في الصور كما تقدم.


              4- أنه يبعث هو وجبريل وميكائيل قبل جميع الخلائق، كما روى ذلك.


              5- أنه أحد حملة العرش كما تقدم بيان ذلك والكلام عليه.


              6- أن أفضل الملائكة من شهد بدرا وقد شهدها إسرافيل - عليه السلام -
              وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ملك عظيم.


              فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:
              قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلأَبِي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ: "مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ، أَوْ يَكُونُ فِي الصَّفِّ."[2]

              ______________________________
              [1] صحيح: رواه مسلم (770)
              [2] صحيح: رواه أحمد (1256) والحاكم (4430) وصححه ووافقه الذهبى. وابن أبى شيبة (32490، 37656) والبزار (729) والضياء فى المختارة (633، 634، 635، 636).

              تعليق


              • #97
                [باب]
                [ذكر قصة ملك الموت]


                اسمه:
                اشتهر على ألسنة الناس أن اسمه عزرائيل
                ثم قالوا: إن معنى عزرائيل: عبد الجبار
                لكن لم يرد تسميته فى حديث مرفوع ثابت بهذا الاسم.
                قال الإمام السيوطى: لم يرد تسميته فى حديث مرفوع وورد عن وهب بن منبه أن اسمه عزرائيل.[1]
                وقال الشيخ الألبانى: قلت: هذا هو اسمه فى الكتاب والسنة: "ملك الموت"
                وأما تسميته بـ"عزرائيل" فمما لا أصل له خلافا لما هو مشهور عند الناس ولعله من الإسرائيليات.[2]
                وقال الحافظ ابن كثير: وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه فى القرآن ولا فى الأحاديث الصحاح وقد جاء تسميته فى بعض الآثار بعزرائيل والله أعلم.[3]
                _________________________ _______
                [1] زهر الربى على المجتبى: 2 / 573
                [2] أحكام الجنائز للشيخ الألبانى: 156 حاشية رقم (2)
                [3] البداية والنهاية: 1 / 48

                تعليق


                • #98
                  [فصل]
                  [ذكر عمله عليه السلام]


                  هو الملك الموكل بقبض أرواح جميع الخلائق من الإنس والجن والطير والبهائم وغير ذلك من أصناف الحيوان وقبض أرواح الملائكة وروح نفسه على أحد القولين.
                  _________________________ _____
                  [فصل]
                  [ذكر هيئة ملك الموت عليه السلام عند قبض الأرواح]
                  تختلف هيئته – عليه السلام – باختلاف حال العبد المقبوض:
                  فأما العبد المؤمن فإنه يأتيه فى صورة حسنة، وهيئة غير منكرة،
                  ومعه من أعوانه ملائكة الرحمة
                  فيجلس عند رأسه ويسلم عليه ويقول: اخرجى أيتها النفس الطيبة كانت فى الجسد الطيب اخرجى حميدة وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان .

                  وأما العبد الكافر فإنه يأتيه فى صورة مَهُولة مخُوفة وهيئة مستنكرة
                  ومعه من أعوانه ملائكة العذاب
                  فيجلس عند رأسه ويقول: اخرجى أيتها النفس الخبيثة كانت فى الجسد الخبيث اخرجى ذميمة وأبشرى بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج. فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج.
                  وقد وردت الآثار بهذا كله؛ فمن ذلك:
                  عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: « الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ
                  فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا قَالُوا: اخْرُجِى أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِى الْجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِى حَمِيدَةً وَأَبْشِرِى بِرَوْحٍ[1] وَرَيْحَانٍ[2] وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ
                  فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ
                  ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُفْتَحُ لَهَا
                  فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟
                  فَيَقُولُونَ: فُلاَنٌ.
                  فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِى الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ادْخُلِى حَمِيدَةً وَأَبْشِرِى بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ.
                  فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِى فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.


                  وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ قَالَ: اخْرُجِى أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِى الْجَسَدِ الْخَبِيثِ اخْرُجِى ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِى بِحَمِيمٍ[3] وَغَسَّاقٍ[4] وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ[5]
                  فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ
                  ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَلاَ يُفْتَحُ لَهَا
                  فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟
                  فَيُقَالُ: فُلاَنٌ.
                  فَيُقَالُ: لاَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِى الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ارْجِعِى ذَمِيمَةً فَإِنَّهَا لاَ تُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
                  فَيُرْسَلُ بِهَا مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ.»
                  [6]



                  [1] رَوْح: أى رحمة
                  [2] رَيْحان: أى طِيب
                  [3] الحميم: الماء الحار
                  [4] غساق: البارد المنتن
                  [5] وآخر من شكله أزواج: أى وبأصناف كائنة من جنس المذكور من الحميم والغساق.
                  [6] صحيح: رواه ابن ماجه (4262) وأحمد (8754) والنسائى فى الكبرى (11925) والبيهقى فى إثبات عذاب القبر: ( 35)

                  تعليق


                  • #99
                    [فصل]

                    إن قيل: كيف يقبض ملك الموت أرواح من يموت بالمشرق والمغرب فى وقت واحد؟
                    فالجواب:
                    اعلم – رحمنى الله وإياك – أن هذا أمر عجيب لا ينقضى منه العجب إذا تركنا للعقل تفسير كيفيته.
                    أمَّا إذا نسبنا القدرة لله - عز وجل - فى هذا وفى غيره مما لاتدركه عقولنا زال كل عجب وانتهى كل دهش.
                    فاعلم أن الله – عز وجل – قد يسر كل شئ لما خلق له وجعل ملَكَ الموت هو الرسول الملائكى المسئول عن قبض الأرواح وجعل له القدرة أن لو يشاء لقبض أرواح الإنس والجن والطير والبهائم حتى البعوض والبراغيث وغيرها، وأيضا، أرواح الملائكة فى السماوات العُلَىا مع عظم الفرق بين السماء والأرض وبين كل سماء والتى تليها.
                    جعل الله له القدرة أن لو يشاء لقبض جميع هذه الأواح فى آن واحد وفى طرفة عين ولمحة طرف
                    وذلك على الله يسير {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر:44]

                    ثم اعلم – علمك الله الخير ودلك عليه وجعلك من أهله – أن هذا هو الذى سوف يحدث عند نفخة الصعق
                    فكل ذى روحٍ موجود وقتها سوف يَصْعَقُ فيموت من الإنس والجن وإبليس اللعين والطير والحيوان والملائكة وكل ذى روح كلهم يموتون فى آن واحد عند سماع النفخة والذى يقبض أرواحهم جميعا فى وقت واحد هو ملك الموت عليه السلام.
                    فافهم ذلك وانسب القدرة لله – عز وجل – يَزُل عنك وجه العجب والله أعلم.

                    ولا زال الناس يعجبون من هذا، وقد عجب منه بعض السلف كما عجبنا وقد روى فى ذلك بعض الآثار منها:
                    عن زميل بن سماك الحنفى أنه سمع أباه يحدث ولقى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فى المدينة بعدما كُفَّ بصرُه قال: قلت: هِى[1] يابن عباس ما تقول فى أمر غمنى واهتممت به؟
                    قال: قلت: نفسان اتفق موتُهما فى طرفةٍ، واحدٌ فى المشرق وواحد فى المغرب كيف قدر عليهما ملك الموت؟
                    قال: والذى نفسى بيده ما قدرةُ ملكِ الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والنور والبحور إلا كقدرة الرجل على مائدته يتناول من أيها شاء.[2]

                    وعن مجاهد قال: جُعِلَتِ الأرضُ لملك الموت – عليه السلام – برُّها وبحرها وجبلها وسهلها كالطست يأخذ منها حيث شاء.[3]

                    وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -: ملك الموت أعطاه الله قدرة على قبض الأرواح في مشارق الأرض ومغاربها يقبضها ولو ماتوا في لحظة واحدة
                    ولا تستغرب لأن الملائكة لا يقاسون بالبشر لأن الله أعطاهم قدرة عظيمة أشد من الجن.
                    الجن أقوى من البشر،
                    والملائكة أقوى من الجن
                    انظر قصة سليمان حيث قال: {يَآ أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ} عفريت قوي شديد {أَنَآ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} [النمل:40]
                    أين مكان العرش؟
                    جـ: في اليمن
                    وسليمان في الشام
                    مسيرة شهر بينهما وكان سليمان عادة يقوم من مقامه في ساعة معينة فـ {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}
                    الثاني أسرع من الأول أي مدة بصرك ما ترده إلا وقد جاءك
                    {فَلَمَّا رَآهُ} حالًّا رآه {مُسْتَقِرًّا عِندَهُ}
                    قال العلماء: إن هذا الذي عنده من الكتاب دعا الله باسمه الأعظم فحملت الملائكة العرش من اليمن إلى الشام في هذه اللحظة.
                    إذا فالملائكة أقوى من الجن
                    فلا تستغرب أن يموت الناس في مشارق الأرض ومغاربها وأن يقبض أرواحهم ملك واحد كما قال الله {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11]
                    إذا قال الله لهذا الملك: اقبض روح كل من مات. هل يمكن أن يقول لا؟
                    لا يمكن؛ لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم.
                    ولهذا لما قال الله للقلم: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
                    القلم جماد، فهل كتب، أم لا؟
                    جـ: كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
                    فالله - عز وجل - إذا أمر لا يمكن أن يعصى، إلا المردة من الجن، أو من بني آدم،
                    أما الملائكة فلا يعصون الله.[4]


                    _______________________________
                    [1] قوله: "هِى": بكسر الهاء وربما زادوا هاء السكت فقالوا هيه، وهو اسم فعل أمر بمعنى زدنى من الحديث.
                    [2] رواه أبو الشيخ فى العظمة (434) وزميل بن سماك هذا لم يذكر فيه جرح ولا تعديل.
                    [3] حسن لغيره: رواه أبو الشيخ فى العظمة (436) عن سفيان عن رجل عن مجاهد، وابن جرير فى التفسير (18 / 604 / تركى) عن عيسى وورقاء جميعا عن ابن أبى نجيح عن مجاهد، وابن أبى زمنين فى رياض الجنة (77) عن عاصم عن الحكم أن مجاهدا
                    [4] شرح رياض الصالحين لابن عثيمين: 1 / 442 - 443

                    تعليق


                    • ​لطيفة:

                      روى سليمان بن معمر الكلابى قال: حضرتُ مالك بن أنس وأتاه رجل فسأله: يا أبا عبد الله! البراغيثُ أَمَلَكُ الموتِ يقبض أرواحها؟
                      فأطرق مالك طويلا
                      ثم قال: أَلَهَا نَفْسٌ؟
                      قال: نعم.
                      قال: ملكُ الموت يقبض أرواحَها {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42]
                      ذكره الخطيب أبو بكر .[1]

                      ___________________________________

                      [1] التذكرة: 60، 64


                      تعليق


                      • ​[فصل]
                        [بيان أن الله تعالى هو المتوفى على الحقيقة]

                        قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42]
                        وقال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11]
                        وقال تعالى: {حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]

                        فقد نسب التوفى تارة إلى الله - عز وجل –
                        وتارة إلى ملك الموت
                        وتارة إلى أعوانه من الملائكة.
                        _______________________________
                        أما نسبة التوفى إلى الله تعالى؛ فلأنه الفاعل الحقيقى لذلك؛ ولأنه هو الذي قضى بالموت وقدره، فهو بقضائه وقدره وأمره، فأضيف إليه التوفي لأجل ذلك.
                        قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ} [الحـج: 66]
                        وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2] وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 104]
                        _______________________________
                        وأما نسبة التوفى إلى ملك الموت فلمباشرته نزع الروح وقبضها[1]
                        ______________________________
                        وأما نسبة التوفى إلى الملائكة الذين هم أعوان ملك الموت: ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب؛ فلأنهم يأخذونها من ملك الموت ويتولونها بعده؛
                        فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه.

                        وقيل: إن نسبة التوفى إلى أعوانه من الملائكة؛ لأنهم يعالجون نزع الروح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الروح الحلقوم أخذها منهم ملك الموت فأكمل قبضها. وهذا لا دليل عليه.
                        وقيل: إن الأعوان هم الذين يتولون قبض الروح، ثم يأخذها منهم ملك الموت بعد القبض. وهذا عكس ما ثبت فى السنة. والله أعلم.


                        __________________________________
                        [1] وانظر ما سيأتى عند ذكر ملك الأرحام

                        تعليق


                        • [فصل]
                          بيان معنى تردد الله فى قبض روح عبده المؤمن

                          عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ."[1]
                          قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
                          هذا حديث شريف رواه البخارى من حديث أبى هريرة رضي الله عنه وهو أشرف حديث روى فى صفة الأولياء.
                          وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور، والله عالم بالعواقب. وربما قال بعضهم: إن الله يعامله معاملة المتردد.
                          والتحقيق: أن كلام رسول الله حق وليس أحد أعلم بالله من رسوله ولا أنصح لأمته منه ولا أفصح ولا أحسن بيانا منه فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوأهم أدبا بل يجب تأديبه وتعزيره ويجب أن يصان كلام رسول الله ﷺ عن الظنون الباطلة والاعتقادات الفاسدة.
                          والمتردد منا وإن كان تردده فى الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا؛ فإن الواحد منا قد يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب وتارة لما فى الفعلين من المصالح والمفاسد فيريد الفعل لما فيه من المصلحة ويكرهه لما فيه من المفسدة لا لجهله به كالشئ الواحد الذى يُحَبُّ من وجه ويكره من وجه كما قيل:
                          الشيب كره وأكره أن أفارقه *** فاعجب لشئ على البغضاء محبوب

                          وهذا مثل إرادة المريض للدواء الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التى تكرهها النفس هو من هذا الباب. وفى الصحيح: "حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ"[2] وقال: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ﴾ [البقرة: 216]
                          ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور فى الحديث فإنه قال: "وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ" فإن العبد الذى هذا حاله صار محبوبا للحق محبا له يتقرب إليه أولا بالفرائض وهو يحبها ثم اجتهد فى النوافل التى يحبها ويحب فاعلها فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد بقصد اتفاق الإرادة وبحيث يحب ما يحبه محبوبه ويكره ما يكره محبوبه
                          والرب يكره أن يسئ عبدَه ومحبوبَه فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه.
                          والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت فكل ما قضى به فهو يريده ولابد منه فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده وهى المساءة التى تحصل له بالموت، فصار الموت مرادا للحق من وجه مكروها له من وجه
                          وهذا حقيقة التردد وهو أن يكون الشئ الواحد مرادا من وجه وإن كان لابد من ترجيح أحد الجانبين كما ترجح إرادة الموت لكن مع وجود كراهة الرب لمساءة عبده وليس بإرادته لموت المؤمن الذى يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذى يبغضه ويريده.[3]


                          [1] صحيح: رواه البخارى (6502)
                          [2] صحيح: رواه البخارى (6487) ومسلم (2823)
                          [3] رسالة فى معنى تردد الله فى قبض روح عبده المؤمن. مطبوعة مع الفتوى الحموية الكبرى. مطبعة المدنى.

                          تعليق


                          • [فصل]
                            [ذكر أعوان ملك الموت]

                            أعوان ملك الموت صنفان: ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. وكل صنف منهما قد وكل بنوع من الأرواح:
                            فأما ملائكة الرحمة فموكلون بقبض روح العبد المؤمن
                            وأما ملائكة العذاب فموكلون بقبض روح العبد الكافر أو الفاجر،
                            وكلا الصنفين قد ذكر فى الكتاب والسنة:
                            فعن ملائكة الرحمة: قال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32]
                            وعن ملائكة العذاب قال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[النحل: 28] وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال:50] وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93]

                            وأما فى السنة:
                            فعن البراء بن عازب قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم (مستقبل القبلة)، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الارض، (فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الارض، وجعل يرفع بصره ويخفضه، ثلاثا)،
                            فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين، أو ثلاثا،
                            (ثم قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ") (ثلاثا)،
                            ثم قال: "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْه مَلَآئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ[1] مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُواْ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ،
                            ثُمَّ يَجِيئُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام[2] حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ (وفي رواية: الْمُطْمَئِنَّةِ)، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ.
                            "قال: "فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، (وفي رواية: حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللهَ أَنَّ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ مِنْ قِبَلِهِمْ)
                            فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الْحَنُوطِ، (فذلك قوله تعالى: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]
                            ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض،
                            قال: فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها - على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ماهذا الرُّوحُ الطيِّبُ؟
                            فيقولون: فلان ابن فلان - بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فَيُشَيِّعُهُ من كل سماء مقربوها، إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة،
                            فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}[المطففين: 19 – 20] فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال): أعيدوه إلى الارض، فإني (وعدتهم أني) منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى،
                            قال: فـ (يرد إلى الارض، و) تعاد روحه في جسده،
                            (قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه) (مدبرين).
                            فيأتيه ملكان (شديدا الانتهار) فـ (ينتهرانه، و) يجلسانه فيقولان له: من ربك؟
                            فيقول: ربي الله
                            فيقولان له: ما دينك؟
                            فيقول: ديني الاسلام
                            فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
                            فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
                            فيقولان له: وما عملك؟
                            فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت، (فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عزوجل: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم: 37]
                            فيقول: ربي الله، وديني الاسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم
                            فينادي مناد في السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة،
                            قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره،
                            قال: ويأتيه (وفي رواية: يمثل له) رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، (أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعد،
                            فيقول له: (وأنت فبشرك الله بخير) من أنت؟ فوجهك الوجه يجيئ بالخير،
                            فيقول: أنا عملك الصالح (فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا في إطاعة الله، بطيئا في معصية الله، فجزاك الله خيرا)،
                            ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت، الله، أبدلك الله به هذا فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلى ومالى، (فيقال له: اسكن).
                            "قال: " وإن العبد الكافر (وفي رواية: الفاجر) إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة (غلاظ شداد)، سود الوجوه، معهم المسوح[3] (من النار)، فيجلسون منه مَدَّ البصر،
                            ثم يجيئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب،
                            قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود (الكثير الشعب) من الصوف المبلول، (فتقطع معها العروق والعصب)، (فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم)،
                            فيأخذها،
                            فإذا أخذها، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟
                            فيقولون: فلان ابن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا
                            فيستفتح له،
                            فلا يفتح له،
                            ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ[4]} [الأعراف: 40]
                            فيقول الله عزوجل: اكتبوا كتابه في سِجِّينٍ، في الأرض السفلى،
                            (ثم يقال: أعيدوا عبدي إلى الارض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى)،
                            فتطرح روحه (من السماء) طرحا (حتى تقع في جسده)
                            ثم قرأ: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31] فتعاد روحه في جسده،
                            (قال: فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه).
                            ويأتيه ملكان (شديدا الانتهار، فينتهرانه، و) يجلسانه، فيقولان له: من ربك؟
                            (فيقول: هاه هاه[5] لا أدري،
                            فيقولان له: ما دينك؟
                            فيقول: هاه هاه لا أدري)
                            فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟) فلا يهتدي لاسمه،
                            فيقال: محمد! فيقول) هاه هاه لا أدري (سمعت الناس يقولون ذاك!
                            قال: فيقال: لا دريت)، (ولا تلوت)،
                            فينادي مناد من السماء أن كذب، فافرشوا له من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه،
                            ويأتيه (وفي رواية: ويمثل له) رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد،
                            فيقول (وأنت فبشرك الله بالشر) من أنت؟ فوجهك الوجه يجيئ بالشر؟
                            فيقول: أنا عملك الخبيث؟ (فو الله ما علمت إلا كنت بطيئا عن طاعة الله، سريعا إلى معصية الله)، (فجزاك الله شرا،
                            ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة! لو ضرب بها جبل كان ترابا، فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شئ إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار، يمهد من فرش النار). فيقول: رب لا تقم الساعة".[6]


                            ____________________________
                            [1] بفتح المهملة: ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة.

                            [2] قلت: هذا هو اسمه فى الكتاب والسنة ( ملك الموت )، وأما تسميته ( بعزرائيل ) فمما لا أصل له خلافا لما هو المشهور عند الناس، ولعله من الإسرائيليات !

                            [3] جمع المسح، بكسر الميم، وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للبدن.

                            [4] أى ثقب الإبرة، والجمل: هو الحيوان المعروف، وهو ما أتى عليه تسع سنوات.

                            [5] هاه هاه: كلمة تقال فى الضحك وفى الإيعاد وقد تقال للتوجع وهو أليق بمعنى الحديث.

                            [6] صحيح: أخرجه أبو داود (2 / 281) والحاكم (1 / 37 – 40) والطيالسى رقم (753) وأحمد (4 / 287، 288، 295، 296) والسياق له، والآجرى فى الشريعة (367 – 370).
                            وروى النسائى (1 /282) وابن ماجه (1 /469 – 470) القسم الأول منه إلى قوله: "كأن على رؤوسنا الطير"وهو رواية لأبى داود (2 / 70) بأخصر منه وكذا أحمد (4 / 297).
                            وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبى وهو كما قالا. وصححه ابن القيم فى"إعلام الموقعين"(1 / 214) وتهذيب السنن (4 / 337) ونقل فيه تصحيحه عن أبى نعيم وغيره. ا.هـ
                            هكذا ذكر الشيخ الألبانى - تعالى - هذا الحديث برواياته المختلفة وخرجه كما سبق فى كتاب"أحكام الجنائز"(156 – 159) ط. المكتب الإسلامى.


                            تعليق


                            • لطيفة:
                              اختلاف ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فى الرجل الذى قتل مائة:
                              قد علمت مما سبق أن ملائكة الرحمة تنزل عند قبض روح العبد المؤمن
                              وأن ملائكة العذاب تنزل عند قبض روح العبد الكافر أو الفاجر.
                              وفى الحديث الآتى حالة نادرة اختلف فيها ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولم يتبين لهم وجه الصواب حتى جاءهم ملك فى صورة آدمى جعلوه حكما بينهم،
                              وهذا يدل على جواز أن يكون الآدمى حكما بين الملائكة.
                              فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
                              "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ
                              فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟
                              قَالَ: لَا
                              فَقَتَلَهُ
                              فَجَعَلَ يَسْأَلُ
                              فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا
                              فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ
                              فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا
                              فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ
                              فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي
                              وَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا
                              فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ
                              ."[1]

                              __________________________

                              [1] صحيح: رواه البخارى (3470) ومسلم ( 2766)

                              تعليق


                              • ملائكة الرحمة تُذَكِّر العبد بأعماله:

                                عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
                                فَقَالُوا أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا؟
                                قَالَ: لَا
                                قَالُوا: تَذَكَّرْ.
                                قَالَ كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا عَنْ الْمُوسِرِ.
                                قَالَ: قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَجَوَّزُوا عَنْهُ.
                                "[1]

                                الملائكة تعذب الميت ببكاء أهله عليه:

                                عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهـمَا قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ؛ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي: وَا جَبَلَاهْ، وَا كَذَا، وَا كَذَا. تُعَدِّدُ عَلَيْهِ،
                                فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي: آنْتَ كَذَلِكَ.[2]

                                وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: « الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَىِّ عَلَيْهِ إِذَا قَالَتِ النَّائِحَةُ وَاعَضُدَاهُ وَانَاصِرَاهُ وَاكَاسِبَاهُ جُبِذَ[3] الْمَيِّتُ وَقِيلَ لَهُ أَنْتَ عَضُدُهَا؟ أَنْتَ نَاصِرُهَا؟ أَنْتَ كَاسِبُهَا؟"
                                فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ! يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
                                فَقَالَ وَيْحَكَ أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ هَذَا فَأَيُّنَا كَذَبَ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى أَبِى مُوسَى وَلاَ كَذَبَ أَبُو مُوسَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [4]

                                _____________________________
                                [1] صحيح: رواه البخارى (2077، 2391، 3451) ومسلم وهو لفظه (1560)

                                [2] صحيح: رواه البخارى ( 4267، 426

                                [3] جبذ: أى جذب

                                [4] حسن: رواه ابن ماجه (1594) وأحمد (19737)

                                تعليق

                                يعمل...
                                X