إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أثـــار وفَــوَائِدَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

    نَصِيحَة لِلنَاصِحْ

    مكتوبة بماء الذهب من عالم رباني ناصح أمين / ريحانة الجزائر محمد علي فركوس حفظه الله
    -يقول شيخنا -نفع الله به- :

    إنَّ الناصح ينبغي أن يعملَ على إيصال نصيحته لأخيه المسلمِ بألينِ الطُّرُقِ وأرقِّ الأساليبِ وأرفقِ العباراتِ، بعدَ التأكُّدِ من صحةِ التوجيهِ وصوابِ الإرشادِ، دونَ أيِّ تفريطٍ في مضمونِ النصيحةِ.
    وذلك لأنَّ مرارةَ العلاجِ بالنصيحةِ ينبغي أن يصحبَه شيءٌ من رطبِ الكلامِ وحلوه ليكونَ أدعى لقبولها، والإحساسِ بصدقِ التعاونِ والإخلاصِ؛ ويكونَ المنصوحُ شاكرًا لعلاجِ الناصحِ وحسنِ تعاونه، ويسعف هذا المعنى قولُ يحيى بنِ معاذٍ: «أحسنُ شيءٍ كلامٌ صحيحٌ، من لسانِ رجلٍ فصيحٍ، في وجهِ رجلٍ صبيحٍ، كلامٌ رقيق، يُسْتَخْرَجُ من بحرٍ عميقٍ، على لسانِ رجلٍ رفيقٍ» ، يراعي صاحبُ النصيحةِ وعظَ أخيهِ سرًّا دونَ تشهيرٍ أو توبيخٍ أو استهانةٍ، بل يجسِّد نصيحتَه في سدِّ الخللِ ودفْعِ الضرر وسترِ العورات وتركِ الفحشِ والحسدِ والخداعِ، وتوقيرِ الكبيرِ ورحمةِ الصغيرِ ونحو ذلك.
    المصدر:

    من مقال الدرر الثمينة للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله

    تعليق


    • #77
      رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

      قَــالَ الشَّـيخ العلّامــة صـالحُ بنُ فَـوزان الـفَوزَان -حَـفظهُ الله
      :
      لا أحد يزكي نفسه ،، ولا أحد لا يخاف من الفتنة ،،
      مادام على قيد_الحياة ، االأنسان معرض للفتنة !!
      ضلَّ علماء أحبار ،، وزلّت أقدامهم ، وختم لهم بالسّوء ،،
      وهم علماء ، فالخطر شديد !!
      ولا يأمن الأنسان على نفسه أن تنزلق قدمه في الضلال !!!
      إعانة المستفيد (129/1)

      تعليق


      • #78
        رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

        فائدة في صور خذلان الشيطان لعباد الله يوم القيامة تفسير قوله تعالى :
        وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم (سورة إبراهيم 22)

        قال العلامة السعدي -رحمه الله - في تفسير هذه الآية :
        أي: { وَقَالَ الشَّيْطَانُ } الذي هو سبب لكل شر يقع ووقع في العالم، مخاطبا لأهل النار ومتبرئا منهم
        { لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ } ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
        { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ } على ألسنة رسله فلم تطيعوه، فلو أطعتموه لأدركتم الفوز العظيم،
        { وَوَعَدْتُكُمْ } الخير { فَأَخْلَفْتُكُمْ } أي: لم يحصل ولن يحصل لكم ما منيتكم به من الأماني الباطلة.
        { وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ } أي: من حجة على تأييد قولي،
        { إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } أي: هذا نهاية ما عندي أني دعوتكم إلى مرادي وزينته لكم، فاستجبتم لي اتباعا لأهوائكم وشهواتكم، فإذا كانت الحال بهذه الصورة
        { فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ } فأنتم السبب وعليكم المدار في موجب العقاب،
        { مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ } أي: بمغيثكم من الشدة التي أنتم بها { وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ } كل له قسط من العذاب.
        { إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ } أي: تبرأت من جعلكم لي شريكا مع الله فلست شريكا لله ولا تجب طاعتي،
        { إِنَّ الظَّالِمِينَ } لأنفسهم بطاعة الشيطان { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } خالدين فيه أبدا.
        وهذا من لطف الله بعباده ،أن حذرهم من طاعة الشيطان وأخبر بمداخله التي يدخل منها على الإنسان ومقاصده فيه، وأنه يقصد أن يدخله النيران، وهنا بين لنا أنه إذا دخل النار وحزبه أنه يتبرأ منهم هذه البراءة، ويكفر بشركهم { ولا ينبئك مثل خبير }
        واعلم أن الله ذكر في هذه الآية أنه ليس له سلطان، وقال في آية أخرى { إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } فالسلطان الذي نفاه عنه هو سلطان الحجة والدليل، فليس له حجة أصلا على ما يدعو إليه، وإنما نهاية ذلك أن يقيم لهم من الشبه والتزيينات ما به يتجرؤون على المعاصي.
        وأما السلطان الذي أثبته فهو التسلط بالإغراء على المعاصي لأوليائه يُؤزّهم إلى المعاصي أزّا، وهم الذين سلطوه على أنفسهم بموالاته والالتحاق بحزبه،
        ولهذا ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
        تفسير العلامة السعدي - سورة إبراهيم (الآية 22)]

        تعليق


        • #79
          رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

          قال ابن القيم رحمه الله :
          إذا ثقل الظهر بالأوزار منع القلب من السير إلى الله والجوارح من النهوض في طاعته.
          بدائع التفسير


          لكل مؤمن أن يجعل شهر رمضان شهراً للتقوى
          قال الشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي ـ حفظه الله تعالى :
          ينبغي لكل مؤمن أن يجعل شهر رمضان شهراً للتقوى*، كما قال ربُّنا سبحانه وتعالى : " ياأيُّها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصِّيامُ كمَا كُتِب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون ". نعم إنه التقوى والتقوى وصية الله للأولين والآخرين ، كما قال ربُّنا : "وقد وصينا الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " ، إنّ التقوى وصية رسول الله ï·؛ لأتباعه من المؤمنين ، فقد قال النبيُّ ï·؛ (أُوصيكم بتقوى الله).
          فهل عزمنا على أن نجعل شهر رمضان شهر التقوى* ؛
          بأن لا يرانا الله عز وجل حيث نهانا ، وأن لايفقدنا حيث أمرنا*،

          بأن نكون من أهل الطاعات المسارعين إليها،
          بأن نكون من المجتنبين للسيئات ، الحذرين من المعاصي الموبقات ،
          المبتعدين عنها وعن أهلها إلى الممات ؟

          في العام الماضي ودّعنا شهر رمضان ، وها نحن نستقبله
          وقد مرّ عام كاملٌ من أعمارنا ،
          عامٌ وقعت فيه أحداث وأحداث ، وجرت على الخليقة أطوار وأحوال.

          والأيام حبلى فالله أعلم بحالنا ؛ *هل نتمُّ هذا الشهر ، أم يتمُّ الأجل قبل تمام الشهر ؟*
          ولاندري إذا أتممناه عامنا هذا ، هل ندرك شهر رمضان في العام القابل ،*
          أم ياتي شهرُ رمضان من قابل ونحن تحت الثرى محبوسون؟*
          فعلينا أن نتقرّب إلى ربنا ـ سبحانه وتعالى ـ بالإجتهاد في الخيرات في شهر الخيرات ،
          فأيام الشهر معدودة ،
          والآجال محدودة ،
          *والله أعلمُ متى ينتهي العمر..!
          الخير في شهر الخيرات | ص 77 ـ 83 |*

          قال الإمام ابن مفلح رحمه الله :"
          ومما للمسلم على المسلم
          :
          - أن يستر عورته
          - ويغفر زلته
          - ويرحم عبرته
          - ويقيل عثرته
          - ويقبل معذرته
          - ويرد غيبته
          - ويديم نصيحته
          - ويحفظ خلته
          - ويرعى ذمته
          - ويجيب دعوته
          - ويقبل هديته
          - ويكافئ صلته
          - ويشكر نعمته
          - ويحسن نصرته
          - ويقضي حاجته
          - ويشفع مسألته
          - ويشمت عطسته
          - ويرد ضالته
          - ويواليه ولا يعاديه
          - وينصره على ظالمه
          - ويكفه عن ظلمه غيره
          - ولا يسلمه
          - ولا يخذله
          - ويحب له ما يحب لنفسه
          - ويكره له ما يكره لنفسه"
          [الآداب الشرعية (1/290)]



          تعليق


          • #80
            رد: أثـــار وفَــوَائِدَ


            وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا {النساء:86}،


            ســـئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله:
            ما الدليل على أن إلقاء السلام مستحب فقط، خصوصاً وأن ألفة المسلمين وتماسكهم واجب شرعي، وعدم إلقاء السلام يولد العداوة والفرقة، وسوء الظن، وقد ذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية في الاختيارات ذهب إلى وجوب إلقاء السلام؟
            فأجاب بقوله:المشهور أنه مستحب ورده واجب، ويقولون: بأن هذا من قبيل ما كان فيه السنة أفضل من الواجب.
            وفي الأدب المفرد للبخاري ما يدل على الحكم بالاستحباب، يقول: حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال: (التسليم تطوع، والرد فريضة)، قال عنه الشيخ: صحيح الإسناد.
            شرح سنن أبي داود(591/43)



            في كيفية رد السلام على الكـــتـــابي و الكافر
            قال الشــيخ العلامة نــاصر دين الألــباني - رحـــــمه الله -
            (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) ، وهذا نص قرآني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو نص عام شامل يشمل المسلم والكافر ، فإذا سلم علينا فعلينا على الأقل أن نرد السلام بمثله إلا في حالة واحدة بينها الرسول عليه السلام لنا في الحديث إذا كان يلوي لسانه بالسلام فنحن نقول له : نحن منتبهون لك لسنا غافلين عن ردك الملغوم فنقول : وعليك ، فإن كان يعني السلام الشرعي فقد رددنا عليه وإن كان يعني الموت كما يقول الحديث نفسه فقد رددنا عليه دعاءه علينا بالموت عليه بالموت ، ولذلك جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنه دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليكم فقال صلى الله عليه وسلم : ( وعليكم ) أما السيدة عائشة من وراء الحجاب فقد طارت شقتين غضبًا وقالت : وعليكم السلام واللعنة والغضب أخوة القردة والخنازير ، لما خرج اليهودي قال عليه السلام لها : (يا عائشة ما هذا ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه) قالت : يا رسول الله ألم تسمع ما قال ؟ قال : ( أو لم تسمعي ما قلت ) يعني أنا كنت متنبهًا وما اعتديت عليه لقول الله هيك معنى كلام الرسول يعني شرح كلامه (( فمنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )) وأنا قلت : وعليكم ، أما عليكم السام واللعنة ، هو ما قال السلام صراحة ، لوى لسانه بذلك فأنا قلت : وعليكم ، إن كان يعني هذا المعنى السيئ فقد رددت عليه وإن كان يعني المعنى الإسلامي فإذًا أجبته وما أثمت بعدم رد السلام ، باختصار الآية عامة فهي من كمال الشريعة الإسلامية ومن الإقساط الذي أمرنا به في الآية الكريمة ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )) وهذا من القسط وهو العدل أن الكتابي إذا قال بلسان عربي مبين : السلام عليكم أن نقول : وعليكم السلام ، أما إذا قال : السام عليكم نقول : وعليكم ، وهذا هو جواب السؤال السابق .
            السائل : لو سمحت يا شيخ سؤال ، مر بنا أثر لا ندري مدى صحته اللي هو أن ابن عمر مر بكتابي فسلم على ابن عمر فقال : و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقيل له : إن هذا كتابي فقال له : رد علي سلامي ، فما أدري ما تعليق فضيلتكم عليه .
            الشيخ : أعد رواية الأثر حتى أذكر .
            السائل : الرواية تقول : إن ابن عمر سلم عليه كتابي ، الكتابي سلم على ابن عمر .
            الشيخ : لا ، هذا الذي أردت أن أتثبت منك ، لا هي رواية ثانية ، أن ابن عمر سلم ، لذلك قال له : رد علي سلامي مش العكس .
            السائل : لا نبدؤهم بالسلام .
            الشيخ : آه ، لأن هذا صريح قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيق الطرق ) ، فهذا حكم آخر البحث كان آنفًا في الجواب ، أما ابتداء غير المسلمين بالسلام هذا لا يجوز ، وقصة ابن عمر هو أنه ألقى السلام على رجل ظنه أنه من المسلمين ومن الآداب الإسلامية أن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف ، وسرعان ما تبين له أنه ليس بمسلم فقال : رجل علي سلامي ، كان ابن عمر هو المبتدئ وليس المجيب .
            المصدر
            http://www.alalbany.me/play.php?catsmktba=11149

            تعليق


            • #81
              رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

              فوائد جمة في عظم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

              كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].

              قال السفاريني: " ؟كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قيل: اتفق المفسرون أن ذلك في الصحابة، لكن الخلاف في التفاسير مشهور ورجح كثير عمومها في أمة محمد صلى الله عليه وسلم"
              لوامع الأنوار البهية للسفاريني (2/377)


              قال أبو هريرة رضي الله عنه في قوله: ´؟كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال: (خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام)
              أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن باب كنتم خير أمة أخرجت للناس (4557



              قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [آل عمران: 104].


              قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (( والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة، كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } أي: خياراً، { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } .

              وقد لُعن من لعن من بني إسرائيل على ألسنة أنبيائهم لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال عزَّ وجلَّ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون} [المائدة: 78 ـ 79].

              أمر الله عزَّ وجلَّ في هذه الآية بأن يكون في بلاد المسلمين طوائف منهم يدعون إلى الخير ويبصرون بطريق الحق والهدى، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهذا التصدي من هذه الطوائف للقيام بالدعوة إلى الخير هو من فروض الكفايات، وعلى كل مسلم القيام بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب قدرته وطاقته، كما جاء ذلك مبيناً في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يقول: (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان )) رواه مسلم (177)

              المصدر سحاب

              قال القرطبي في تفسيره :
              " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانا واجبين في الأمم المتقدمة وهما فائدة الرسالة وخلافة النبوة ".
              ـ فهما ـ أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ من أجل العبادات ، فلم يهتم بهما العوام لعدم معرفتهم بهما ، بل ضعف الاهتمام بهما من قبل طلبة العلم ، ولو علم العوام بحكمهما وأنهما من العبادات لحصل خير كثير ، حيث تجد بعضهم التمسك الشديد ببعض السنن ودعوتهم للعمل بها واعتزازهم بالقيام بها مع ترك الناس لها ، وذلك بسبب قناعتهم ومعرفتهم بحكمها الشرعي وأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ـ وذلك كعبادة صيام النفل كل اثنين وخميس ـ
              فما بالك لو علموا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بفروض الكفاية وأنها واجبة بدلالة الكتاب والسنة ، وأن المسلمين إذا تركوا القيام بها أثموا ؟!
              ـ إنكار المنكر بالقلب واجب عيني لا عذر لمن تركه:
              فيجب الانكار بالقلب ، فلا يتصور عجزه ، والحديث يدل على وجوبه بالقلب مطلقا .. ويجب الانكار باللسان بالنصح والبيان والتعليم وسائر ما يتعلق به ..
              ـ قيل لابن مسعود : من ميت الأحياء؟ قال: الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.


              قال ابن تيمية رحمه الله :
              وولي الأمر إنما نُصِّبَ ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهذا هو مقصود الولاية.
              ـ والمحتسب المتطوع هو الذي يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لله بلا أجر ( أي وظيفة).
              ـ وعلى منكر المنكر أن يضبط نفسه ويتحكم في هواه :
              فقد يبدأ المحتسب مخلصا لله ، ثم يرد صاحب المنكر بما يثير ويحرك شيطان المحتسب ، فيتشدد بالانكار انتصارا لنفسه ...
              وكذلك أن يقدّر أن المنكِر عليه استهزأ به وسبّه وشتمه ، فجاء إنسان فقام مقامه في ذلك وزال ذلك المنكر ... هل كان ذلك يسرّه أم لا بد أنه هو الذي يزيله ؟

              ـ قال ابن تيمية- رحمه الله -:
              وهذه حال كثير من المتدينين ; يتركون ما يجب عليهم من أمر ونهي وجهاد يكون به الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا ; وإنما الواجب عليهم القيام بالواجب من الأمر والنهي وترك المحظور ، والاستعانة بالله على الأمرين ..ا. هـ .
              ـ وكل من ارتكب منكرا فهو في حكم المتعدي على أمن المجتمع بأسره لأنه خارق للسفينة ، ولهم الحق في منعه ..
              ـ والناهي عن المنكر يقوم بفعله تعبدا لله رب العالمين ويطلب الثواب من الله سبحانه وتعالى .


              ـ قال النووي رحمه الله :
              فإن كان من الواجبات الظاهرة ، والمحرمات المشهورة كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها ، فكل المسلمين علماء بها ،
              وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه ، ولا لهم إنكاره ، بل ذلك للعلماء . ا . هـ .
              ـ والعلماء لم يخطر ببالهم أنه سيأتي زمان ترتكب فيه المنكرات والموبقات ، ويترك المعلوم من الدين بالضرورة ... فتكلموا على زمانهم حيث كانت المنكرات يسيرة ... وماذا سيقولون لو رأوا ما عليه أهل زماننا ؟
              ـ قال الشوكاني رحمه الله :
              " لا إنكار في مسائل الخلاف - قد صارت أعظم ذريعة إلى سدّ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد وجب بإيجاب الله عز وجل، وبإيجاب رسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، الأمر بما هو معروف من معروفات الشرع، والنهي عما هو منكر من منكراته:
              ومعيار ذلك الكتاب والسنة، فعلى كل مسلم أن يأمر بما وجده فيهما أو في أحدهما معروفاً، وينهى عما هو فيهما أو في أحدهما منكراً.
              وإن قال قائل من أهل العلم بما يخالف ذلك، فقوله منكر يجب إنكاره عليه أولاً، ثم على العامل به ثانياً.
              وهذه الشريعة الشريفة التي أُمِرْنا بالأمر بمعروفها، والنهي عن منكرها، هي هذه الموجودة في الكتاب والسنة"

              تعليق


              • #82
                رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                قـالَ الإمـام ابنُ القَـيّم -رَحِمَهُ الله-
                إِيثَـارُ رِضَـا اللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ عَـلَى غَـيْرِهِ: هُـوَ أَنْ يُـرِيدَ وَيَفْـعَلَ مَـا فِـيهِ مَـرْضَاتُهُ، وَلَـوْ أَغْـضَبَ الْخَلْـقَ. وَهِـيَ دَرَجَـةُ الْأَنْبِـيَاءِ. وَأَعْـلَاهَا لِلـرُّسُلِ عَلَـيْهِمْ صَـلَوَاتُ اللَّهِ وَسَـلَامُهُ.وَأَعْـلَاهَا لِأُولِـي الْعَـزْمِ مِنْـهُمْ. وَأَعْـلَاهَا لِنَبِيِّنَـا صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْـهِ وَسَلَّـمَ عَلَـيْهِ وَعَـلَيْهِمْ.
                فَـإِنَّهُ قَـاوَمَ الْعَـالَمَ كُـلَّهُ. وَتَجَـرَّدَ لِلـدَّعْوَةِ إِلَـى اللَّهِ. وَاحْـتَمَلَ عَـدَاوَةَ الْبَعِيـدِ وَالْقَـرِيبِ فِـي اللَّهِ تَـعَالَى.
                وَآثَـرَ رِضَـا اللَّهِ عَـلَى رِضَـا الْخَـلْقِ مِـنْ كُـلِّ وَجْـهٍ. وَلَـمْ يَأْخُـذْهُ فِـي إِيثَـارِ رِضَـاهُ لَوْمَـةُ لَائِـمٍ.
                بَـلْ كَـانَ هَمُّـهُ وَعَـزْمُهُ وَسَـعْيُهُ كُـلُّهُ مَـقْصُورًا عَـلَى إِيثَـارِ مَـرْضَاةِ اللَّهِ، وَتَبْـلِيغِ رِسَـالَاتِهِ،
                وَإِعْـلَاءِ كَلِمَـاتِهِ، وَجِـهَادِ أَعْـدَائِهِ. حَتَّـى ظَـهَرَ دِينُ اللَّهِ عَـلَى كُـلِّ دِينٍ.
                وَقَـامَتْ حُـجَّتُهُ عَـلَى الْعَـالَمِينَ. وَتَـمَّتْ نِعْمَـتُهُ عَلَـى الْمُـؤْمِنِينَ.

                فَـبَلَّغَ الرِّسَـالَةَ. وَأَدَّى الْأَمَـانَةَ. وَنَصَـحَ الْأُمَّـةَ. وَجَـاهَدَ فِـي اللَّهِ حَـقَّ جِـهَادِهِ.
                وَعَـبَدَ اللَّهَ حَـتَّى أَتَـاهُ الْيَقِـينُ مِـنْ رَبِّـهِ. فَلَـمْ يَنَـلْ أَحَـدٌ مِـنْ دَرَجَـةِ هَـذَا الْإِيثَـارِ مَـا نَـالَ. صَـلَوَاتُ اللَّهِ وَسَـلَامُهُ عَلَـيْهِ.

                فَـلَيْتَكَ تَحْـلُو، وَالْحَـيَاةُ مَـرِيرَةٌ ...
                وَلَيْـتَكَ تَرْضَـى وَالْأَنَـامُ غِـضَابُ
                وَلَـيْتَ الَّـذِي بَيْنِـي وَبَيْنَـكَ عَـامِرٌ .
                وَبَيْـنِي وَبَيْنَ الْعَـالَمِينَ خَـرَابُ

                إِذَا صَـحَّ مِـنْكَ الْـوُدُّ فَـالْكُلُّ هَـيِّنٌ ...
                وَكُـلُّ الَّـذِي فَـوْقَ الـتُّرَابِ تُـرَابُ

                مـدارج السالكين جـ2صـ 285م ‘

                شرح أسباب انشراح الصدر من زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله
                قال الإمام محمد أمان الجامي - رحمه الله -
                يقول العلامة ابن القيم ( ومنها ) من أسباب انشراح الصدر (النورُ الذي يقذِفُه اللَّه -سبحانه وتعالى- في قلب العبد) هذا النور نور الإيمان، هذا النور إنما يحصل إذا قوي الإيمان،
                الإيمان له نور وله طعم وله لذة، يتذوق الإنسان طعم الإيمان، ويجد في نفسه لذة الإيمان، وينوَّر قلبه بنور الإيمان، كل ذلك إذا صحّ إيمانه، لا الإيمان المدعى؛ بل الإيمان الحقيقي الذي علم الله منه إيمانه.

                وهذه الأمور بالنسبة لنا نحن نحكي؛ ولكن ابن القيم يتحدث حديث إنسان مجرِّب حاسّ يحس هذا المعنى في نفسه رحمه الله، (فإنه يشرَحُ الصدر) هذا النور (ويُوسِّعه)، ويرى أن ما عنده ليس بشيء لا يرى زخارف الدنيا ونعيمها وعذابها ومشاكلها كل ذلك لا يراه شيئا؛ لأنه صبر بنور الإيمان.
                ( شرح أسباب انشراح الصدر من زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله )]

                حق الصاحب على صاحبه
                قال العلامة زيد بن محمد المدخلي -رحمه الله-:
                وليس من مقتضى الصحبة السكوت عن الخطأ الذي يقع من الصاحب والأخ بل عليه أن ينبه فورا وهذا هو الأخ الحقيقي والصاحب الصادق في صحبته
                أما الذي يسكت فإنه ما عرف ما عليه من الحق والواجب لإخوانه المسلمين والمسلمات .
                [عون الأحد الصمد (271/1)]



                قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله -
                كان صلى الله عليه وسلم سهلا لينا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم .
                (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

                قال أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى -:
                " الناس يحتاجون إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة، إلا رجلا مباينا معلنا بالفسق، فيجب عليه نهيه وإعلانه؛ لأنه يقال: ليس لفاسق حرمة، فهذا لا حرمة له "
                مجموع رسائل ابن رجب

                كان الحسن البصري رحمه الله يقول :
                « القبر يأكل الشحم واللحم ...
                ولا يأكل الإيمان »
                [العزلة لابن أبي الدنيا ]

                قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
                "العبد متى علم أن الرب ناظر إليه ؛
                أورثه هذا العلم حياءً منه يجذبه إلى احتمال أعباء الطاعة ".

                [ مدارج السالكين ]


                قال الله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)
                قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
                يحذر تعالى عباده المؤمنين (فتنة) أي: اختبارا ومحنة، يعُم بها المسيء وغيره، لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب، بل يعمهما، لم تدفع وترفع.
                عمدة التفسير



                وصيَّة ونصيحة رجل عامِّي للعلاَّمة ابن عثيمين - رحمه الله
                قال العلاَّمة محمد بن صالح العثيمين : "ولقد أوصاني رجل من عامة الناس
                ف قال لي : يابني احرص على نشر العلم حتى في المجالس كمجالس القهوة، أوالغداء، أوما أشبه ذلك
                ولاتترك مجلسا واحدا إلا وأهديت إلى الجالسين ولومسألة واحدة، أوصاني بذلك وأنا أوصيكم بذلك؛ لأنها وصية نافعة” اهـ

                { التعليق على صحيح مسلم/حديث152،1147،1154}

                قال ابن القيم -رحمه الله -:
                الشكر شكران : شكر على المطعم والمشرب والملبس وقوت الأبدان
                وشكر على التوحيد والإيمان وقوت القلوب .
                مدارج السالكين

                ‏قال العلّامة الإمام الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى :
                « *وما يحـيى قلبـي و ينشـرح صدري ، إلاّ إذا كنت بين أهـلِ السـنّـة* ».
                [إجابة السائل ]


                تعليق


                • #83
                  رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                  قال الشوكاني رحمه الله:

                  " وقيل: إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب
                  أي: يحرقها بالأعمال الصالحة".

                  فتح القدير:185/1

                  تعليق


                  • #84
                    رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                    {
                    وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا
                    }
                    45 الكهف

                    قال السعدي رحمه الله

                    يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أصلا ولمن قام بوراثته بعده تبعا: اضرب للناس مثل الحياة الدنيا ليتصوروها حق التصور، ويعرفوا ظاهرها وباطنها، فيقيسوا بينها وبين الدار الباقية، ويؤثروا أيهما أولى بالإيثار. وأن مثل هذه الحياة الدنيا، كمثل المطر، ينزل على الأرض، فيختلط نباتها، تنبت من كل زوج بهيج، فبينا زهرتها وزخرفها تسر الناظرين، وتفرح المتفرجين، وتأخذ بعيون الغافلين، إذ أصبحت هشيما تذروه الرياح، فذهب ذلك النبات الناضر، والزهر الزاهر، والمنظر البهي، فأصبحت الأرض غبراء ترابا، قد انحرف عنها النظر، وصدف عنها البصر، وأوحشت القلب، كذلك هذه الدنيا، بينما صاحبها قد أعجب بشبابه، وفاق فيها على أقرانه وأترابه، وحصل درهمها ودينارها، واقتطف من لذته أزهارها، وخاض في الشهوات في جميع أوقاته، وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه، إذ أصابه الموت أو التلف لماله، فذهب عنه سروره، وزالت لذته وحبوره، واستوحش قلبه من الآلام وفارق شبابه وقوته وماله، وانفرد بصالح، أو سيئ أعماله، هنالك يعض الظالم على يديه، حين يعلم حقيقة ما هو عليه، ويتمنى العود إلى الدنيا، لا ليستكمل الشهوات، بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات، بالتوبة والأعمال الصالحات، فالعاقل الجازم الموفق، يعرض على نفسه هذه الحالة، ويقول لنفسه: قدري أنك قد مت، ولا بد أن تموتي، فأي: الحالتين تختارين؟ الاغترار بزخرف هذه الدار، والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحة، أم العمل، لدار أكلها دائم وظلها، وفيها ما
                    تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين؟ فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه، وربحه من خسرانه.

                    تعليق


                    • #85
                      رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                      فضل قراءة القرآن في رمضان قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
                      هذه نعمة من الله عز وجل في هذا الشهر المبارك،
                      تقرأ القرآن كل حرف من حروف القرآن فيه عشر حسنات .

                      قال ابن عصفور ويروى مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم:
                      (لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) يعني: ثلاثة حروف تعتبر ثلاثين حسنة، وهذا أمر لا يدرك عدده إلا الله عز وجل، كل هذا لأنك تقرأ كلام رب العالمين عز وجل، خالق السماوات والأرض الذي هو أحب حبيب إليك، ما ظنك لو جاءتك رسالة من صديق لك، كل ساعة تطلعها من جيبك وتقرأها، كأنما تواجه صديقك أو حبيبك، أليس كذلك؟

                      أنت إذا قرأت كلام الله لا شك أن المؤمن أحب شيء عنده هو الله عز وجل، يقرأ كلام الله عز وجل، من جهة التعظيم ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قراءة القرآن في رمضان.

                      وكان جبريل يدارسه القرآن وكان يقرأ في كل سنة مرة، إلا السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه قرأه عليه مرتين، لماذا؟

                      من أجل الاستثبات، وأن القرآن ولله الحمد محفوظ إلى آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يتغير، لا بنقص، ولا بزيادة،
                      ولهذا قال العلماء: من أنكر حرفاً منه وهو عالمٌ به فهو كافر، حرف واحد تنكره وأنت تعلم تكون كافراً، لأنك مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين، أما الله فيقول: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [الجاثية:29] ويقول عز وجل: {
                      وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة:6] هذا كلام الله! أخبر به عن نفسه، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد بلَّغ أمته، وقال هذا كلام ربي، بلغهم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:67]
                      أما المسلمون فأجمعوا كلهم على أن هذا القرآن الذي بين أيدينا، من فاتحته إلى خاتمته كلام الله، وأنه محفوظ، وأنه ليس فيه زيادة، وليس فيه نقص، بل هو محفوظ بحفظ الله:
                      {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] فالحمد لله.
                      فأنا أوصيكم ونفسي في هذا الشهر بتقوى الله عز وجل واستغلال الفرصة بقدر المستطاع، مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، ولهذا ينبغي لنا بل يجب علينا أن نقرن أفعالنا بالاستعانة بالله عز وجل، نقرنها بالاستعانة، الاستعانة عبادة أم غير عبادة؟ الاستعانة عبادة، إذاً أنت إذا فعلت شيئاً من العبادات مستعيناً بالله، أعانك الله ومع ذلك قربك إليه لأن الاستعانة عبادة.
                      ( من كتاب جلسات رمضانية ج1 ص9)

                      تعليق


                      • #86
                        رد: أثـــار وفَــوَائِدَ


                        قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
                        وَأَحَقُّ النَّاسِ بِرَحْمَتِهِ هُمْ أَهْلُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ
                        فَكُلُّ مَنْ كَانَ أَكْمَلَ فِي تَحْقِيقِ إخْلَاصِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
                        عِلْمًا وَعَقِيدَةً وَعَمَلًا وَبَرَاءَةً وَمُوَالَاةً وَمُعَادَاةً
                        كَانَ أَحَقَّ بِالرَّحْمَةِ .
                        الفتاوى 414/14

                        قال ابن القيم رحمه الله
                        وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم .
                        الفوائد ص181


                        قال الفضيل ابن عياض:
                        الزموا في آخر الزمان الصوامع يعني البيوت.
                        فإنه ليس ينجوا من شر ذالك الزمان إلاصفوته
                        من خلقه.
                        الإبانة لابن بطة 2/595

                        تعليق


                        • #87
                          رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                          قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
                          {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [الأنفال:64] .{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 3] .
                          حسبك الله ومن اتبعك: أي: كافيك الله وحده وكافي أتباعك.
                          فهو حسبه: أي: كافيه.المعنى الإجمالي للآيتين:
                          يخبر الله سبحانه نبيه وأمته بأنه هو وحده كافيهم، فلا يحتاجون معه إلى أحد، فليكن توكلهم ورغبتهم عليه وحده، كما جعل سبحانه لكل عمل جزاء، فجعل جزاء التوكل عليه كفايته للمتوكل، فإذا كان الله سبحانه كافيا المتوكل عليه وحسبه وواقيه فلا مطمع فيه لعدو.

                          مناسبة الآيتين للباب:
                          أنهما يدلان على وجوب التوكل على الله؛ لأنه هو الكافي لمن توكل عليه.

                          ما يستفاد من الآيتين:
                          1- وجوب التوكل على الله؛ لأنه من أعظم أنواع العبادة.
                          2- بيان فضل التوكل على الله وفائدته، وأنه أعظم الأسباب لجلب النفع ودفع الضر.
                          3- أن الجزاء من جنس العمل.

                          الملخص في شرح كتاب التوحيد (130)

                          قال الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- :
                          وكان بعض أهل العلم في رمضان وهو في وقت تلاوة القرآن يجعل معه دفترًا خاصًا ، كلما قرأ شيئًا واستوقفته آية من كتاب الله فيها معانٍ كثيرة أو ما أشبه ذلك قيَّدها بالدفتر ، فلا يخرج رمضان إلا وقد حصل خيرًا كثيرًا من معاني القرآن الكريم .
                          ولقد رأيتُ كُتيبًا صغيرًا للشيخ عبدالرحمن السعدي -
                          رحمه الله -
                          يقول : إنه كتبه في رمضان وهو يقرأ القرآن ، تمر به آية فيقف عندها، ويتدبرها ، ويكتب عليها فوائد لا تجدها في أي تفسير .
                          فلهذا ابن القيم رحمه الله - حَثَّ على تدبر القرآن لمن أراد الهدى .
                          وشيخه ابن تيمية رحمه الله قال :(( من تدبر القرآن طالبًا للهُدى منه تبين له طريق الحق)).
                          فاشترط شيخ الإسلام يرحمه الله شرطين :
                          1_التدبر ،
                          2_وطلب الهدى ،
                          لأنه ربما تدبر ، ولم يقصد طلب الهدى ،
                          ولكن يريد معرفة معاني القرآن فقط ،
                          ماتريد أن تَهْدِي به وتجعله نبراسًا لك تسير عليه ، فإذا تدبرته، وأنت تريد الهدى منه ، وتريد أن تجعل القرآن نبراسًا لك تسير عليه ، تبين لك طريق الحق.
                          الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
                          للإمام ابن القيم بشرح العلامة محمد بن صالح العثيمين ( 1/ 503_504)


                          ‏قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:
                          "و مِن أسبَابِ صَلاَح القَـلب أن لا تشغُلَ قَلبَــك بالدّنيَـــا".
                          [القول المفيد ].


                          قال ابن القيم - رحمه الله -:
                          " وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السماوات و الأرض إلى آخر الزمان ، إن ربنا لغفور شكور " .
                          عدة الصابرين ،

                          قال الحسن البصري -رحمه الله - :
                          إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه ، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا .. وتخلف آخرون فخابوا .
                          لطائف المعارف

                          قال ابن الجوزي رحمه الله :
                          اِحذر مُجالسة الناس ، فإنك لا تكاد ترى منهم إلا ما يزيدُ في حرصك على الدنيا ، و في غفلتك عن الآخرة ، و تهون عليكَ المعصية ، و تضعف رغبتك في الطاعات ، فإن وجدت مجلسا يُذكر الله فيه ، فلا تُفارقه فإنه غنيمة المُؤمن .

                          [ مختصر منهاج القاصدين 113 ]


                          قال بشر الحافي رحمه الله تعالى :
                          " يقولُ أحدُهم : توكلتُ على الله , يكذِبُ على الله . لو توكّــلَ على اللهِ لرضِيَ بما يفعلُهُ اللهُ به "
                          [ مدارج السالكين ]

                          قال ابن القيم - رحمه الله -:
                          ولا يَستَقِيمُ لأحَدٍ قَطُّ الأدَبُ مَعَ اللَّهِ إلا بِثَلاثَةِ أشيَاءَ
                          مَعرِفَتُهُ بِأسمَائِهِ وصِفَاتِهِ ،
                          ومَعرِفَتُهُ بِدِينِهِ وشَرعِهِ ، ومَا يُحِبُّ ومَا يَكرَهُ ،
                          ونَفسٌ ...مُستَعِدَّةٌ قَابِلَةٌ لَيِّنَةٌ ، مُتَهَيِّئَةٌ لِقَبُولِ الحَقِّ عِلمًا وعَمَلًا وحَالًا ،
                          وَاللَّهُ المُستَعَانُ ».
                          مدارج السالكين

                          تعليق


                          • #88
                            رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                            ‏قال سليمان التيمي:

                            ‏إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
                            ‏قال أبو عمر:«هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا والحمد لله»

                            ‏جامع بيان العلم - 1767


                            ‏قال مالك - رحمه الله - :

                            ‏«ليس الفقه بكثرة المسائل ولكن الفقه يؤتيه الله من يشاء من خلقه»

                            ‏جامع بيان العلم وفضله - 1396


                            ‏رُوي عن أبي عثمان الحداد رحمه الله أنه قال:

                            ‏"ومن تأنى وتثبت تهيأ له من الصواب مالا يتهيأ لصاحب البديهة".

                            ‏جامع بيان العلم (279/2)


                            قال ابن تيمية رحمه الله
                            ‏النية الخالصة والهمة الصادقة ينصر الله بها وإن لم يقع الفعل وإن تباعدت الديار ..! .

                            ‏[ مجموع فتاوى ابن تيمية ]

                            أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟
                            " سئل – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية - عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فقال: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة" وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة".
                            (بدائع الفوائد )


                            تعليق


                            • #89
                              رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                              قال إبن عباس رضى الله عنهما :
                              تكفل الله لمن قرأ القرآن ، و عمل بما فيه
                              ألا يضل في الدنيا ؛ و لا يشقى في الآخرة .
                              {مفتاح دار السعادة 58/1}


                              قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -
                              تعليقاً على قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه
                              وهما في الغار ( لا تحزن إن الله معنا فما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
                              -
                              والله ظننا أن لا يغلبهما أحد و لايقدر عليهما أحد .وفعلاً هذا الذي حصل ما رأوهما مع عدم المانع ، فلم يكن هناك عش كما يقولون ولا حمامة وقعت على الغار و لاشجرة نبتت على فم الغار ما كان إلا عناية الله عزوجل لأن الله معهما . ص330 .
                              ما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار وأنه نبت فيه شجرة وأنه كان على غصنها حمامة وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا هذا ليس فيه أحد ، فهذه الحمامة على غصن شجرة على بابه ، وهذه العنكبوت قد عششت على بابه ، كل هذا لاصحة له .
                              لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي وصاحبة أبي بكر ليست أموراً حسية تكون لهما ولغيرهما بل هي أمور معنوية وآية من آيات الله عزوجل حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول وصاحبه أبي بكر ، أما لوكان أموراً حسية مثل العنكبوت التي نسجت والحمامة والشجرة فكلها أمور حسية كل يختفي بها عن غيره ، لكن الأمر آية من آيات الله عزوجل ، فالحاصل أن ما يذكر في كتب التاريخ في هذا لا صحة له بل الحق الذي لا شك فيه أن الله تعالى أعمى أعين المشركين عن رؤية النبي وصاحبه في الغار والله الموفق . ص 564
                              رياض الصالحين ط دار الوطن 1426هـ


                              قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -
                              مهما عملت من المعاصي إذا رجعت إلى الله وتبت تاب الله عليك ، ولكن إن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلا بد من الاستبراء من حقه إما بوفائه أو باستحلاله منه لأنه حق آدمي لا يغفر ، فحق الله يغفر مهما عظم وحق الآدمي لابد أن تستبرأ منه إما بإبراء أو أداء بخلاف حق الله .ومع هذا لو فرض أنك لم تدرك صاحبك ولم تعرفه أو لم تتمكن من وفائها لأنها دارهم كثيرة وليس عندك وفاء وعلم الله من نيتك أنك صادق في توبتك فإن الله يتحمل عنك يوم القيامة ويرضي صاحبك . ص585
                              رياض الصالحين ط دار الوطن 1426هـ

                              قال الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله
                              "والإنسان إذا تبين له الحق، لم يستوحش من قلة الموافقين، وكثرة المخالفين، لا سيما في آخر هذا الزمان".

                              الدرر السنية في الأجوبة النجدية (10/ 400).


                              تعليق


                              • #90
                                رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                                قال الخطيب البغدادي رحمه الله :

                                وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد ، والعمل الصالح ، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا ، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي ، والرضى الميسور ، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل ، والمحروم ، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب ؟!
                                وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما ؟!
                                وهل المغرم بحبها إلا ككانزها

                                وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقهاكذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها ، وراعى واجباتها ، فلينظر امرؤ لنفسه ، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مخوف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والناقد بصير ، والله تعالى بالمرصاد ، وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
                                ص15-16. كتاب اقتضاء العلم العمل


                                قال سهل بن عبد الله : العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به .

                                وقال : الدنيا جهل وموات إلا العلم ، والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل كله هباء إلا الإخلاص ، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به.
                                (الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل)


                                قال يحيى بن معاذ الرازي:
                                "
                                اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية"
                                (الاعتصام للشاطبي 1/91)


                                قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:


                                «إِنَّ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، فَلاَ يُدْعَى إلاَّ هُوَ، وَلاَ يُخْشَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَّقَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَوَكَّلَ إِلاَّ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكُونَ الدِّينُ إِلاَّ لَهُ لاَ لأَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، وَأَلاَّ نَتَّخِذَ المَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا، فَكَيْفَ بِالأَئِمَّةِ وَالشُّيُوخِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُلُوكِ وَغَيْرِهِم»
                                [«منهاج السّنّة النّبويّة» لابن تيميّة: (3/ 490)].

                                ‏قال ابن رجب رحمه الله:
                                "الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبةٍ يُخشى منها أن يُعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكليّة"

                                الفتح181/1

                                تعليق

                                يعمل...
                                X