إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أثـــار وفَــوَائِدَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

    قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :

    " كان مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما على جذوع النخل وعلى الجريد، وكان المطر إذا نزل ينزل إلى داخل المسجد، فيسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على الطين، ولم يكن للمسجد أبواب ولا مصابيح،
    وكان مع ذلك كله منارة الدنيا وهو الذي شع منه النور في العالم، وهو الذي خرج منه المجاهدون والأبطال، والعلماء والأحبار،فالعبرة ليست في نوع البنيان وضخامته، وإنما العبرة بما يحصل في هذه المساجد من العبادة والتعليم "اهـ.

    تعليق


    • #92
      رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

      قال ابن الجوزي -رحمه الله - : "

      "أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة , وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة , كالفرح بالمال الحرام , والتمكن من الذنوب .
      ومن هذه حاله , لا يفوز بطاعة .

      وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين , فرأيتهم في عقوبات لا يحسّون بها , ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة .
      فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤه , والواعظ متصنع بوعظه , والمتزهد منافق أو مُراء .
      فأول عقوباتهم : إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق .
      ومن خفيِّ عقوباتهم : سلب حلاوة المناجاة , ولذَّة التعبد.

      إلا رجال مؤمنون , ونساء مؤمنات , يحفظ الله بهم الأرض , بواطنهم كظواهرهم , بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم , بل أحلى , وهممهم عند الثريا , بل أعلى .
      إن عرفوا تنكروا , وإن رئيت لهم كرامة أنكروا .
      فالناس في غفلاتهم , وهم في قطع فلاتهم , تحبهم بقاع الأرض , وتفرح بهم أفلاك السماء.
      نسأل الله عز وجل التوفيق لاتِّباعهم , وأن يجعلنا من أتباعهم ." انتهى

      (صيد الخاطر)
      الفلاة: الأرض الجرداء، والمعنى: أن هؤلاء الرجال في سفر إلى الجنة، ولا يجعلون من الدنيا وزينتها شاغلًا لهم ذلك.


      قال ابن القيم رحمه الله_(ت751هــ):

      "من أخذَ العلمَ من عينِ العلم ثَبَت ومن أخذه من جَريَانه أخذته أمواج الشبهات"!

      [مدارج السالكين [171/2]


      قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-:

      «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر،فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وماخالفها فهو الباطل»

      لجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/79)


      قال الذهبي - رحمه الله - :

      [ فَإن من طلب العلمَ للآخرة :
      كسرَه علمُه ، وخشع قلبُه ، واستكانَت نفسُه ، وكان على نَفسِه بالمرصَاد.


      ( الكبائر (ص: 79 ) )

      قال الحافظ ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله :
      "واعلم أن نفسك بمنزلة دابتك؛ إن عرفَت منكَ الجد جدَّت، وإن عرفَت منك الكسل طمعت فيك وطلبت منك حظوظها وشهوتها ".
      (نور الاقتباس) (ص130).


      قول يا رب يا رب ، في الدعاء ،

      قـال الحـافظ ابن رجب رحمه الله تعالىظ° :

      الإلـحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته ، وهو مِنْ أعظم مـا يُطـلب به إجابةُ الـدعـاء .

      | [] جامع العلوم والحكم [] |

      تعليق


      • #93
        رد: أثـــار وفَــوَائِدَ



        فائدة جليلة في أن لْقَارِئِ القرآن أَنْ يُرَجِّعَ فِي قِرَاءَتِهِ وَيَتَلَاحَنَ، وَأَنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ مَحْبُوبٌ


        عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ - أَوْ مِنْ سُورَةِ الفَتْحِ -» قَالَ: فَرَجَّعَ فِيهَا، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ: يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكُمْ لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ ابْنُ مُغَفَّلٍ، يَحْكِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ كَانَ تَرْجِيعُهُ؟ قَالَ: آآ آثَلاَثَ مَرَّاتٍ (البخاري)

        بوب أبو عوانة -رحمه الله - باب :
        " ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُبِيحِ لِلْقَارِئِ أَنْ يُرَجِّعَ فِي قِرَاءَتِهِ وَيَتَلَاحَنَ، وَأَنَّ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ مَحْبُوبٌ، وَالْخَبَرِ الْمُوجِبِ فِي تَزْيِينِ الْقُرْآنِ بِالصَّوْتِ".
        (المستخرج)

        وقال ابن بطال -رحمه الله- :
        " ومعنى حديث ابن مغفل في هذا الباب التنبيه على أن القرآن أيضا رواية النبي رواية النبي عن ربه . وفيه من الفقه : إجازة قراءة القرآن بالترجيع والألحان الملذة للقلوب ، بحسن الصوت ... ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبالغ في تزيين قراءته لسورة الفتح التي كان وعده الله فيها بفتح مكة ، فأنجزه له ؛ ليستميل قلوب المشركين العتاة على الله لفهم ما يتلوه من إنجاز وعد الله له فيهم ، بإلذاذ أسماعهم بحسن الصوت المرجَّع فيه بنغم ثلاث ، في المدة الفارغة من التفصيل.وقول معاوية : ( لولا أن يجتمع الناس إلي لرجعت كما رجَّع ابن مغفل ، يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم ) يدل أن القراءة بالترجيع والألحان تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء والتفهم ، ويستميلها ذلك حتى لا تكاد تصبر عن استماع الترجيع المشوب بلذة الحكمة المفهومة منه.
        شرح صحيح البخاري )


        وَلا نَايٍ أَحْسَنَ مِنْ صَوْتِهِ
        وقال أبو عوانة -رحمه الله - :
        "عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ:صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ فَمَا سَمِعْتُ صَوْتَ صَنْجٍ، وَلا بَرْبَطٍ، وَلا نَايٍ أَحْسَنَ مِنْ صَوْتِهِ "
        ( المستخرج)

        تعليق


        • #94
          رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

          فائــــدة :
          من أصح صيغ التكبير

          قال ابن أبي شيبة في مصنفه :
          حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
          عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ، إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ يقول:
          اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
          الله أكبر لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

          قال ابن أبي شيبة في مصنفه :
          حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
          أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
          اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا،
          اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا،
          اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ


          قال ابن المبارك - رحمه الله - في
          الزهد والرقائق : أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يَقُولُ لَنَا:
          " قُولُوا:
          اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ،
          أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ أَنْ تَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا،
          أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ،
          وَلَمْ يَكُنْ لَكَ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا،
          اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا،
          اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا "

          ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: «وَاللَّهِ لَتُكْتَبَنَّ هَؤُلَاءِ، وَاللَّهِ لَا تُتْرَكُ هَاتَانِ، وَاللَّهِ لَيَكُونَنَّ هَؤُلَاءِ شُفَعَاءَ صِدْقٍ لِهَاتَيْنِ»

          وجاء في كتاب معمر بن راشد :
          أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرَ يَقُولُ:
          «
          كَبِّرُوا اللَّهَ:
          اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، مِرَارًا،
          اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ،
          أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ،
          أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا،
          اللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيرًا،
          اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا،

          ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَتَكْتُبُنَّ هَذِهِ، وَلَا تُتْرَكُ هَاتَانِ، وَلَيَكُونَنَّ هَذَا شُفَعَاءَ صِدْقٍ لِهَاتَيْنِ»


          تعليق


          • #95
            رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

            عن أبي هريرة رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيئ فلا يلومنّ إلا نفسه.
            أخرجه أبو داود وصححه الألباني
            [الغمر = الدسومة وريح اللحم]

            تعليق


            • #96
              رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

              معنى لا إله الا الله
              قال تعالى: {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ}
              وقال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا ِلأَبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
              والمراد تطهيره عن الشرك في العبادة ولهذا قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} وقد بين الله تعالى في مواضع من القرآن معنى كلمة الإخلاص "لا إله إلا الله" ولم يكل عباده في بيان معناها إلى أحد سواه وهو صراطه المستقيم
              كما قال "وأن اعبدوني هذا صراط المستقيم"
              وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ِلأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ*وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
              فعبر عن لا إله بقوله: "إنني براء مما تعبدون" وعبر عن معنى إلا الله بقوله: إلا الذي فطرني فتبين أن معني لا إله إلا الله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله وإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله تعالى كما تقدم وهذا واضح بين لمن جعل الله له بصيرة ولم تتغير فطرته فلا يخفى إلا على من عميت بصيرته بالعوائد الشركية وتقليد من خرج عن الصراط المستقيم من أهل الأهواء والبدع والضلال ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
              كتاب:المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

              تعليق


              • #97
                رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                ‏كان ابن عمر يقول للحاجِّ إذا قَدِمَ :

                " تَقَبَّلَ اللَّهُ نُسُكَكَ، وَأَعْظَمَ أَجْرَكَ، وَأَخْلَفَ نَفَقَتَكَ ".

                [ المصنف 15814 ]

                تعليق


                • #98
                  رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                  أصل شرك العالَم كان في جميع الفئات والطوائف كان على أحد جهتين:
                  - أما الجهة الأولى، الشرك بالاعتقاد بروحانيات الكواكب، كما كان شرك قوم إبراهيم عليه السلام؛ فإن إبراهيم أتى إلى قومه يعبدون الأصنام التي هي مصوّرة على صور روحانية الكواكب؛ الكواكب الخاصة التي يعتقدون أن لها تأثيرا في الملكوت، عبدوا الأصنام أو الأوثان؛ لأن أرواح تلك الكواكب تحِلّ فيها؛ الشياطين تحل في تلك الأصنام والأوثان وتخاطبهم، وربما حصلت لهم بعض ما يريدون، فوقع الأمر بأن أشركوا، وزادوا في الشرك على اعتقاد أن الكواكب هي التي تفعل، وروحانية الكوكب هي التي تخاطب؛ قال جل وعلا ï´؟وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ(75)فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّيï´¾[الأنعام:75-76], والعلماء اختلفوا هل كان ناظرا أو مناظرا؟ والصحيح الذي يضعف غيرُه؛ أن إبراهيم عليه السلام كان في قوله (هَذَا رَبِّي) كان مناظرا لا ناظرا.
                  - والنوع الثاني من أنواع الشرك؛ شرك قوم نوح عليه السلام، وهو الشرك من جهة الاعتقاد بروحانية وأرواح الصالحين؛ قال تعالى ï´؟وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًاï´¾[نوح:23] فثبت في صحيح البخاري؛ في حديث عطاء عن ابن عباس أنَّه قال هذه أسماء رجال صالحين كانت في قوم نوح، ووقع الشرك بهؤلاء الرِّجال لأنهم صالحون، العرب ورثوا الشرك بالصالحين؛ فعبدوا أصناما متعددة، وأوثانا؛ عبدوا اللاّت؛ واللاّت كان مكان, كان قبرا تحل فيه روحانية ذاك كما يعتقدون، ومثّلوا عليه صنما فصاروا يعبدونه، وهي شياطين تتلاعب بهم، وكذلك العُزّى؛ والعزّى شجرة، ومَناة صخرة، وكان عند الشجرة رجل صالح يتعبد، وكان عند مَناة صالح يتعبد، وجعلوا الصالحين وأرواح الصالحين، والاعتقاد فيهم، وجَعل أولئك أولياء، جعلوا ذلك سببا لكي يرفع أولئك الحوائج لهم إلى الله جل وعلا.
                  إذا تأملت حال العرب، وجدت أن الشرك حصل من العرب، كما أراد الشيخ رحمه تقريره في هذه القاعدة الثانية؛ أن الشرك حصل من العرب في أناس -كما سيأتي- صالحين، أو أن الشرك وقع من آلهة لأجل طلب القربة والشفاعة، لا لأجل أن هذه مستقلة لها شيء من الربوبية، أو لها شيء من الألوهية الاستقلالية، لا، ولكن لها ألوهية على جهة السبب، تُعبد لكن على أنها واسطة وليست آلهة مستقلة، ولهذا قال جل وعلا ï´؟أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا [ص:5], فإنهم يعتقدون وسائل على جهة القربة والشفاعة.
                  الشيخ: صالح آل الشيخ.
                  شرح القواعد الأربع.

                  تعليق


                  • #99
                    رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                    وروى الطبرانيُّ من حديث ابنِ أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجةَ بن زيدٍ، عن أبيه، قال: ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقول الناس، إنّما كان يومًا تُسترُ فيه الكعبة وتَقلِسُ(1) فيه الحبشةُ عند النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يدور في السنة، فكان النّاس يأتون فلانًا اليهوديَّ يسألونه، فلمّا مات اليهوديُّ أتوا زيدَ بن ثابتٍ فسألوه.
                    وهذا فيه إشارة إلى أن عاشوراء ليس هو في المحرّم، بل يُخسب بحساب السنّة الشمسية، كحساب أهل الكتاب. وهذا خلاف ما عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا.
                    أنظر لطائف المعارف لابن رجب 109
                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    قال الحافظ في [الفتح 247،248/4]: سنده حسن، قال شيخنا الهيتمي في "زوائد المسانيد": لا أدري ما معنى هذا. قلت: ظفرت بمعناه فيكتاب "الآثار القديمة لأبي الريحان البيروني" فذكر ما حاصله: أن جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية. قلت: فمن ثم احتاجوا إلى من يعرف الحساب ليعتمدوا عليه في ذلك.
                    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
                    (1): التقليس: الضرب بالدف، والغناء.والمقلّسون: هم الذين يلعبون بين يدي الأمير إذا وصل البلد. الواحد: مقلّس.(النهاية)

                    نقله شيخنا حسن بن داود بوقليل.حفظه الله تعالى

                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة محمد عواد; الساعة 02-Oct-2017, 01:14 PM.

                    تعليق


                    • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                      قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
                      الحق لا يُعرف بالعقول أو يُعرف بالعادات
                      أو التقاليد أو الأفكار وإنما يعرف بالوحي
                      شرح حديث إنا كنا في جاهلية وشر صـ15

                      الفرق بين الحِلْم و الأَنَاة و الرِّفق:
                      قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
                      الحِلْم: أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، فإذا حصل غضبٌ وهو قادر على العقاب، فإنَّه يَحْلم ولا يعاقب.
                      وأمَّا الأَنَاة: فهي التَّأنِّي في الأمور وعدم العجلة، وألَّا يأخذ الإنسان الأمور بظاهرها فيتعجَّل ويحْكُم على الشَّيء قبل أن يتأنَّى فيه وينظر.
                      وأمَّا الرِّفق: فهو معاملة النَّاس بالرِّفق والهون حتى وإن استحقُّوا ما يستحقُّون مِن العقوبة والنَّكال، فإنَّه يرفُق بهم.
                      شرح رياض الصالحين(573/ 3)

                      ٹنشَاطُ أهلُ الحقّ عِنْدَ غُربَةِ الإسْـلَام
                      قـَـال الشيخ الإمام
                      عبد العزيز بن عبد الله بن بـاز
                      رحمـه الله وغفـر له :
                      *يَنبغي لأهـلِ الحقِّ عنـدَ غُربَـة الإسـلَام أن يَزدادوا نشَـاطًا في بَيَـان أحكام الإسلام، والدَّعوة إليه، ونَشرِ الفضَائـل ومُحارَبة الرَذائـل، وأن يَستقيموا في أنفسهم على ذلك حتَّى يَكونوا من الصَّـالحين عندَ فسَاد النَّـاس، ومِنَ المُصلِحين لِـمَا أفسدَ النّاس واللهُ المُـوّفق سُبحانَه* â‌‌
                      مَجمُوع فَتاوى ابن باز (3 / 15


                      قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي- رحمه الله-
                      " الجنة فيها ما لأعينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، الجنة من دخلها يحيا فلا يموت ، يَصِحُّ فلا يسقم ، يشبُّ فلا يهرم ، يَنْعَمُ فلا يبأس ، الجنة ما هي إلاَّ ريحانةٌ تهتز ، ونهرٌ مطْردٌ ، وثمرةٌ نضيجةٌ ، وقصرٌ مشيدٌ ، وامرأةٌ حسناء ، وحبورٌ لا يشبهه حبورٌ ...
                      ما هو ثمن الجنة ؟ ثمنها طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح ... أمَّا من أطاع فلاناً وفلاناً ، وتابع فلاناً وعِلَّاناً في معصية الله عز وجل ؛ فإنَّه سيندم يوم القيامة ... فاتق الله في نفسك يا عبد الله ، وتابع الحقَّ تنج وترشد ، وتنل في الجنة أحسن مقعد "
                      (فتح الرب الغني بتوضيح شرح السنة للمزني / ص 46-45)


                      الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل :
                      قال العلامة صالح الفوزان :
                      فلا تجوز العصبية للمذاهب .
                      ولا تجوز العصبية لï»·شخاص .
                      ولا يجوز العصبية للقبائل .
                      وإنما المسلم يتبع الحق مع من كان ، ولا يتعصب ولا يترك الحق الذي مع خصمه .
                      فالمسلم يدور مع الحق أينما كان :
                      سواء كان في مذهبه .
                      أو مع إمامه .
                      أو مع قبيلته .
                      أو حتى مع عدوه .
                      والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .
                      [إعانة المستفيد 2/115]

                      تعليق


                      • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                        قال الإمام ابن بطة العكبري - رحمه الله - :

                        اعلموا أن طريق الحق أقصد الطرق ومناهجه أوضح المناهج وهي ما أنزله الله في كتابه وجاءت به رسله ولم يكن رأيا متبعا ولا هوى مبتدعا ولا إفكا مخترعا وهو الإقرار لله بالملك والقدرة والسلطان وأنه هو المستولي على الأمور، سابق العلم بكل كائن ونافذ المشيئة فيما يريد، كان الخلق كله وكل ما هو فيه بقضاء وتدبير، ليس معه شريك ولا دونه مدبر ولا له مضاد، بيده تصاريف الأمور وهو الآخذ بعقد النواصي والعالم بخفيات القلوب ومستورات الغيوب، فمن هداه بطول منه اهتدى، ومن خذله ضل بلا حجة له ولا عذر،

                        خلق الجنة والنار وخلق لكل واحدة منهما أهلا هم ساكنوها، أحصاهم عددا وعلم أعمالهم وأفعالهم وجعلهم شقيا وسعيدا وغويا ورشيدا، وخلق آدم عليه السلام، وأخذ من ظهره كل ذرية هو خالقها إلى يوم القيامة،
                        وقدر أعمالهم، وقسم أرزاقهم، وأحصى آجالهم، وعلم أعمالهم، فكل أحد يسعى في رزق مقسوم، وعمل محتوم إلى أجل معلوم، قد علم ما تكسب كل نفس قبل أن يخلقها،

                        فلا محيص لها عما علمه منها، وقدر حركات العباد وهممهم وهواجس قلوبهم وخطرات نفوسهم، فليس أحد يتحرك حركة ولا يهم همة إلا بإذنه، وخلق الخير والشر، وخلق لكل واحد منهما عملا يعمل به، فلا يقدر أحد أن يعمل إلا لما خلق له، وأراد قوما للهدى فشرح صدورهم للإيمان وحببه إليهم وزينه في قلوبهم، وأراد آخرين للضلال فجعل صدورهم ضيقة حرجة وجعل الرجاسة عليهم، وأمر عباده بأوامر وفرض عليهم فرائض فلن يؤدوها إليه إلا بتوفيقه ومعونته، وحرم محارم وحد حدودا، فلن يكفوا عنها إلا بعصمته، فالحول والقوة له، وواقعة عليهم حجته، غير معذورين فيما بينهم وبينه، يضل من يشاء ويهدي من يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

                        كتاب الأبانة

                        تعليق


                        • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                          قال الإمام الثبت أبو بكر الحميدي -رحمه الله- في كتابه أصول السنة:

                          السُنَّة: أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله فضل من الله عز وجل.
                          وأن الإيمان قول وعمل, يزيد وينقص, ولا ينفع قول إلا بعمل, ولا عمل و قول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة.
                          والترحم على أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كلهم، فإن الله -عز وجل- قال: ï´؟ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ï´¾ (سورة الحشر آية 10).
                          فلم يؤمر إلا بالاستغفار لهم، فمن يسبهم أو ينقصهم أو أحدا منهم, فليس على السُنَّة، وليس له في الفيء حق، أخبرنا بذلك غير واحد عن مالك بن أنس أنه قال: "قسم الله - تعالى - الفيء فقال: ï´؟ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ï´¾ (سورة الحشر آية قال: ï´؟ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ï´¾ (سورة الحشر آية 10) الآية, فمن لم يقل هذا لهم, فليس ممن له الفيء.
                          والقرآن: كلام الله.
                          سمعت سفيان يقول لي: القرآن كلام الله، ومن قال: "مخلوق" فهو مبتدع، لم نسمع أحدا يقول هذا.
                          وسمعت سفيان يقول: الإيمان قول وعمل, ويزيد وينقص. فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمد لا تقل: ينقص. فغضب, وقال: "اسكت يا صبي، بل حتى لا يبقى منه شيء".

                          تعليق


                          • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                            قال الإمام ابن خزيمة -رحمه الله- في كتابه التوحيد:
                            أول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا -جل وعلا- في كتابنا هذا ذكر نفسه - جل ربنا - عن أن تكون نفسه كنفس خلقه، وعز أن يكون عدما لا نفس له، قال الله - جل ذكره - لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } (سورة الأنعام آية: 54) فأعلمنا ربنا أن له نفسًا كتب عليها الرحمة، أي: ليرحم بها من عمل سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده على ما دل سياق هذه الآية وهو قوله: {أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(سورة الأنعام آية: 54).
                            والله - جل ذكره - لكليمه موسى: { ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ï ´} (سورة طه آية: 40 – 41). فبين الله أن له نفسًا اصطنع لها كليمه موسى، وقال -جل وعلا-:{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } (سورة آل عمران آية: 30) فثبت الله أيضًا في هذه الآية أن له نفسًا وقال روح الله عيسى ابن مريم مخاطبًا ربه:{ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَ لَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} (سورة المائدة آية: 116)، فروح الله عيسى ابن مريم يعلم أن لمعبوده نفسًا.

                            تعليق


                            • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ

                              قال الإمام ابن بطة العكبري - رحمه الله - :

                              أما بعد، يا إخواني وفقنا الله وإياكم لأقصد الطريق وأهداها وأرشد السبل وأسواها، فهي طريق الحق التي اختارها وارتضاها، واعلموا أن طريق الحق أقصد الطرق، ومناهجه أوضح المناهج، وهي ما أنزله الله في كتابه، وجاءت به رسله، ولم يكن رأيا متبعا، ولا هوى مبتدعا، ولا إفكا مخترعا؛ وهو الإقرار لله بالملك والقدرة والسلطان، وأنه هو المستولي على الأمور، سابق العلم بكل كائن، ونافذ المشيئة فيما يريد، كان الخلق كله وكل ما هو فيه بقضاء وتدبير، ليس معه شريك، ولا دونه مدبر، ولا له مضاد، بيده تصاريف الأمور، وهو الآخذ بعقد النواصي، والعالم بخفيات القلوب، ومستورات الغيوب، فمن هداه بطول منه اهتدى، ومن خذله ضل بلا حجة له ولا عذر، خلق الجنة والنار، وخلق لكل واحدة منهما أهلا هم ساكنوها، أحصاهم عددا، وعلم أعمالهم وأفعالهم وجعلهم شقيا وسعيدا، وغويا ورشيدا، وخلق آدم عليه السلام، وأخذ من ظهره كل ذرية هو خالقها إلى يوم القيامة، وقدر أعمالهم، وقسم أرزاقهم، وأحصى آجالهم، وعلم أعمالهم، فكل أحد يسعى في رزق مقسوم، وعمل محتوم، إلى أجل معلوم، قد علم ما تكسب كل نفس قبل أن يخلقها، فلا محيص لها عما علمه منها، وقدر حركات العباد وهممهم، وهواجس قلوبهم، وخطرات نفوسهم، فليس أحد يتحرك حركة ولا يهم همة إلا بإذنه، وخلق الخير والشر، وخلق لكل واحد منهما عاملا يعمل به، فلا يقدر أحد أن يعمل إلا لما خلق له، وأراد قوما للهدى فشرح صدورهم للإيمان، وحببه إليهم وزينه في قلوبهم، وأراد آخرين للضلال فجعل صدورهم ضيقة حرجة، وجعل الرجاسة عليهم، وأمر عباده بأوامر، وفرض عليهم فرائض، فلن يؤدوها إليه إلا بتوفيقه ومعونته، وحرم محارم وحد حدودا، فلن يكفوا عنها إلا بعصمته، فالحول والقوة له، وواقعة عليهم حجته، غير معذورين فيما بينهم وبينه، يضل من يشاء ويهدي من يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

                              فلم يزل الصدر الأول على هذا جميعا على ألفة القلوب، واتفاق المذاهب، كتاب الله عصمتهم، وسنة المصطفى إمامهم، لا يستعملون الآراء، ولا يفزعون إلى الأهواء، فلم يزل الناس على ذلك، والقلوب بعصمة مولاها محروسة، والنفوس عن أهوائها بعنايته محبوسة، حتى حان حين من سبقت له الشقوة، وحلت عليه السخطة، وظهر الذين كانوا في علمه مخذولين، وفي كتابه السابق أنهم إلى أعدائهم من الشياطين مسلمون، ومن الشياطين عليهم مسلطون، فحينئذ دب الشيطان بوسوسته، فوجد مساغا لبغيته، ومركبا وطيا إلى ظفره بحاجته، فسكن إليه المنقاد إلى الشبهات، والسالك في بليات الطرقات، فاتخذها دليلا وقائدا، وعن الواضحة حائدا، طالب رياسة، وباغي فتنة، معجب برأيه، وعابد لهواه، عليه يرد وعنه يصدر، قد نبذ الكتاب وراء ظهره، فلم يستشهده، ولم يستشره، ففي آذانهم وقر وهو عليهم عمى، كأنهم إلى كتاب الله لم يُندبوا، وعن طاعة الشيطان لم يُزجروا، فهم عن سبيل من أرشده الله متباعدون، ولأهوائهم في كل ما يأتون ويذرون متبعون. كتاب الإبانة

                              تعليق


                              • رد: أثـــار وفَــوَائِدَ


                                قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله ـ
                                : الاتكال على رحمة الله يسبب مفسدة عظيمة هي الأمن من مكر الله، وكذلك القنوط من رحمة الله يبعد الإنسان من التوبة، ويسبب اليأس من رحمة الله، ولهذا قال الإمام أحمد: ينبغي أن يكون سائرا إلى الله بين الخوف والرجاء، فأيهما غلب هلك صاحبه، فإذا غلب الرجاء أدى ذلك إلى الأمن من مكر الله، وإذا غلب الخوف أدى ذلك إلى القنوط من رحمة الله. وقال بعض العلماء: إن كان مريضا غلَّب جانب الرجاء، وإن كان صحيحا غلب جانب الخوف. وقال بعض العلماء: إذا نظر إلى رحمة الله وفضله، غلَّب جانب الرجاء، وإذا نظر إلى فعله وعمله، غلَّب جانب الخوف لتحصل التوبة، ويستدلون بقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ. أي: خائفة أن لا يكون تقبل منهم لتقصيرأوقصور، وهذا القول جيد.
                                وقيل: يغلب الرجاء عند فعل الطاعة، ليحسن الظن بالله،
                                ويغلِّب جانب الخوف إذا هم بالمعصية،
                                لئلا ينتهك حرمات الله.
                                القول المفيد على كتاب التوحيد

                                تعليق

                                يعمل...
                                X