إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [متجدد] رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه مواعض وعبر كنت قد مررت بها وقيدتها في مدونتي وفي خلال فترات زمنية مضت وددت أن يستفيد منها غيري .

    *لا تكن متشائما قال : الشيخ ابن عثيمين رحمه الله-:
    فلا ينبغي للمؤمن أن يكون متشائماً، بل عليه أن يكون دائماً متفائلاً حَسَنَ الظن بربه فإذا سمع شيئاً، أو رأى أمراً؛ ترقب منه الخير؛ وإن كان ظاهره على خلاف ذلك، فيكون مؤملاً للخير من ربه في جميع أحواله، وهذه حال المؤمن، فإن أمره كله له خير كما قال صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له ". رواه مسلم (2999) "( فتاوى الشيخ ابن العثيمين رحمه الله 2 / 210)

    *من ترك شيئًا لله عَوَّضه الله خيرًا منه لابن القيم
    «إنَّما يجد المشقَّةَ في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أمَّا من تركها صادقًا مُخلِصًا مِن قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقَّةً إلَّا في أَوَّل وهلة، لِيُمتحَن: أصادقٌ هو في تركها أم هو كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقَّة قليلًا استحالت لذَّةً. قال ابن سيرين: سمعتُ شُرَيْحًا يحلف بالله ما ترك عبدٌ لله شيئًا فوجد فَقْدَه». [«الفوائد» لابن القيِّم

    *
    علاج الهم والغم والحزن للشيخ محمد سعيد رسلان

    1 تحقيق العبودية
    2 الإيمان بأن ماقدره الله كان ومالم يقدره لم يكن
    3 تحقيق الإيمان بالأسماء والصفات والتوسل بها
    4الإعتاء بالقرءان الكريم
    *روى أبو نُعيم في الحلية عن الحسن بن على العابد (1) قال: قال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك ؟
    قال: ستون سنة
    قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ.
    فقال الرجل: يا أبا علي ( إنَّا لله وإنا إليه راجعون )
    فقال له الفضيل: تعلم ما تقول ؟
    فقال الرجل: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون.
    قال الفضيل: تعلم ما تفسيره؟
    قال الرجل: فسره لنا يا أبا على
    قال الفضيل : قولك إنا لله ( تقول ) أنَا لله عبد، وأنَا إلى الله راجع ، فمن علم أنه عبدٌ لله وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جواباً.
    فقال الرجل فما الحيلة ؟
    قال الفضيل يسيرة .
    قال ماهي ؟
    قال: تحسن فيما بقيَ يغفر لك فيما مضى ، إنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي.
    ذكره الشيخ محمد رسلان في محاضرة بعنوان علاج الهم والحزن والغم

    *إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله لابن القيم
    إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!
    المصدر: ابن قيم الجوزية, عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

    *قال الشيخ عثيمين رحمه الله واجب الإنسان أمام سرعة تقضي الزمان .
    ما أسرع الأيام وما أسرع الساعات تمضي سريعاً وتنتهي جميعاً، وهذا يوجب للعبد أن يتذكر أن كل آتٍ قريب، فبينما كنا نقول : ما أبعد انتهاء العام وإذا به ينقضي بسرعة وهكذا العمر أيضاً، الإنسان يترقب الآن الموت ويظن أنه بعيد ولكن لا يدري فلعله يكون قريباً، قال الله تبارك وتعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) . أيها الإخوة : إنه يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه : ماذا أودع في العام الذي لم يبق فيه إلا يومان ؟ وبماذا يستقبل الأعوام التي تأتي بعده حتى يكون على استعدادٍ تامٍ لاستدراك ما فاته في العام الماضي ولطلب المغفرة والعفو عما اجترحه من السيئات ؟ وسيعرض الكتاب يوم القيامة على العبد يلقاه منشوراً، ويقال له ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً )آ حاسب نفسك قبل أن تحاسب، واستعن بالله تبارك وتعالى على القيام بطاعته واجتناب نواهيه.
    ( لقاء الباب المفتوح )

  • #2
    رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

    *غربة الرجل مع أهله .التفريغ للمقطع ‏المؤثر الذي بكى فيه العلامة َالمرَبِّي محمد بن هادي - حفظه الله تعالى -
    ((سَمِعَ عمرُ بن عبد العزيز امرأتَهُ مَرَّةً تقول :أراحَنا الله منك. فقال آمين.... (ثم بكي الشيخ و قال)وهذا أشَدُّ ما يكون الغُربة ،هذا أشد ما يكون فيه الغُربة،حينما يُنكر الرَّجُلَ أهلُهُ و وَلَدُهُ يُنكرون حالَه ولا يَجِدُ منهم علي الحق مُعيناً ، بل يجد منهم المُستثقِلَ له. فهذا الرَّجُل الأن سَمِعَ زوجتَه وهو خليفة .. عمر بن عبد العزيز سمعهاوهي تقول : أراحنا اللهُ منك . قال : آمين. فاطمة بنت عبد الملك. وذلك لأنه -رضي الله عنه- كان علي الطريقة الكاملة علي السُّنَّة بمعناها الكامل الذي سَمِعتُمُوه قبل قليل عن فُضَيْل بن عِياض -رضي اللهُ تعالى عنه- حينما كان يُؤاخِذ نَفْسَه ويُحاسِبها -رضي الله عنه- يُحاسبها في الحلال و الحرام ويُجاهدها في السُّنَّة ومُحاربة البدع وأهلها.
    قد كان يُناظِر أهلَ البِدَع كما حصل منه مع الخَوارِج وكما حصل منه مع القدرية ،
    وكتابُه في مُناظرتِه للقدر معروف ،و كتابَتِهِ في رَدِّه علي القدرية معروف في سُنَن أبي داود -رحمه الله تعالي- من رواية أبي بكر بن باسه عن أبي داود -رحمه الله تعالي- في رَدِّه علي المُنكِر للقدر ، فقد كان مُجاهِداً -رحمه الله تعالي- لأهل الأهواء و البِدَع و لأهل الشهوات من أُمَراء بني أُميّة من أهلِهِ من بني عُمُومَتِهِ ،فقد نَزَعَ منهم المظالم و رَدَّها إلي أصحابهاو تَحَرَّي الحلال و كان خليفةً لكنّه كان كأحد الناس لا يأخُذ إلا ما يقُوتُه -رضي الله عنه- فثَقُلَ ذلك علي أولادِه ،يُريدون يعيشوا عِيشـة الملوك عِيشَة البذخ في هذه الحياة الدنيا ، وهو يُريد أن يعيشَ عِيشَة مُلُوك الأخِرة ،
    فلا يأخُذ إلا ما له و ما يَحِلُّ له أخذُه ، فَشَقَّ ذلك عليهم فوَصَل الأمر إلي درَجة أن زوجَتَه سَمِعَها ذات يوم ما كانت ... كأنها تُريد -والله أعلم- ولكنه سَمِعَها و هي تقول : أراحنا الله مِنك. فقال : آمين. يعني كما أنتم تطلبون الراحة مني أنا أري راحتكم مني راحة لِيا منكم. فإذا وصل المرء إلي هذه الدرجة فما بقي له في الحياة؟؟ -نسأل الله العافية و السلامة - وهذا موجود الأن ،بعض النِساء و بعض الأولاد مع أبائِهم ممن قَلَّ تَوْفيق الله لهم : أنت مُتَعَصِّب .. أنت مُتَشَدِّد .. أنت مُتَحَجِّر .. أنت من العصر الحجري .. أنت ضَيَّقت علينا .. أنت ما تفعل للناس .. هذا للمشايخ ، هذا هم يطلعون في التِلفزيون و انظُر إلي أحوالِهِم و انظر إلي بُيُوتِهم .. هؤلاء .. و أنت ما عِندك إلا هذا حرام هذا حرام!! هذا موجود موجود و يَعرِفُهُ كثيرٌ منكم ، (ثم بكي الشيخ مرة أخري و قال) لكن هؤلاء إنما نَظَروا إلي الدنيا و هم أقربُ الناسِ إليك و أعرفُ الناسِ بِك ما يُريدون إلا الدنيا. ما ينظُروا إلي ما تنظُر أنت إليه ولا يخطُرُ بِبَالِهم ما يخطُر بِبَالِك ؛ فلذلك استثقلوك ، فإذا وصل الأمرُ إلي هذه الدرجة فكما قال عمرُ بن عبد العزيز -رضي الله عنه- آمين ، أراحكم الله مني و أستريحُ أيضاً أنا. هذا موجود موجود في كثير من الأُسَر ،و الناس كما قال الله -جلَّ و علا- "و إنْ تُطِع أكثرَ مَن في الأرض يُضِلّوك عن سبيل الله إن يتَّبِعون إلا الظَنَّ و إنْ هُم إلا يَخرُصون" و يقول جَلَّ و علا "إنّما أموالكم و أولادكم فِتنة" و يقول "إنّ من أزواجكم و أولادِكم عَدُوّاً لكم فاحذروهم" و مع ذلك أَمَرَ بالصبر "و إنْ تعفوا و تصفحوا و تغفروا فإنّ الله غفور رحيم" هذه فتنةٌ عظيمة ، غُربَة صاحب السُّنَّة إذا وصلت إلي غُربَتِه في أهل بيته فهي والله المصيبة .. عظيمة ، لا تَجِدُ أنصار لك حتي في أهل بيتِك تَجِد ُ المُحارِب لك من أهلِكَ و زوجِكَ و وَلَدِكَ ،هذه مُصيبةٌ عظيمة ؛ فعليك أنْ تَضَرَّع بالصبر و تَدعُوَ الله -جَلَّ و علا- بالثبات. نسأل الله -جَلَّ و علا- أنْ يُثَبِّتنا و إيّاكُم علي الحق و الهدي و أنْ يُنَوِّر بصائِرَنا إنه جوادٌ كريم.
    وصلي الله و سلم و بارك علي عبده و رسوله و نبينا محمد)) المصدر: https://safeshare.tv/x/ss58b131ee4f257
    *الفرق بين المداهنة والمداراة. للآجري
    قال محمد بن الحسين رحمه الله :الغرباء في وقتنا هذا من أخذ بالسنن وصبر عليها وحذر البدع وصبر عنها واتبع آثار من سلف من آئمة المسلمين وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاستغنى بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه وترك الخوض فيما لايعنيه وعمل في إصلاح كسرته وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته في ترك الفضل الذي يطغيه ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم ويصبر على ذلك فهذا غريب ومن يأنس إليه من العشيرة والإخوان [ قليل ] ولا يضره ذلك .
    *وقال أيضا: الفرق بين المدهانة والمداراة؟المداراة يثاب عليها العاقل ويكون محمودا بها عند الله عز وجل وعند من عقل عن الله عز وجل وهو الذي يداري جميع الناس الذين لابد له منهم بعد أن يسلم دينه فهذا رجل كريم غريب في زمانه .والمداهن : فهو الذي لايبالي ما نقص من دينه إذا سلمت له دنياه قد هان عليه ذهاب دينه وانتهاك عرضه بعد أن سلم له دنياه فهذا فعل مغرور فإذا عارضه العاقل فقال: هذا لا يجوز لك فعله ، قال: نداري فيكسوا المداهنة المحرمة اسم المداراة وهذا غلط كبير من قائله فاعلم ذلك.
    المصدر:كتاب الغرباء للأجري رحمه الله

    *أين يجد المرء راحة قلبه؟ و أين يجد المرء صلاح باله و انشراح صدره و راحة بدنه؟ للشيخ رسلان
    كلُّ ذلك في طاعة الله وَتَحْت هَذَا سر عَظِيم من أسرار التَّوْحِيد وَهُوَ أَن الْقلب لَا يسْتَقرّ وَلَا يطمئن و لا يسكن إِلَّا بالوصول إِلَيْهِ وكل مَا سواهُ مِمَّا يحبُّ وَيُرَاد فمراد لغيره وَلَيْسَ المُرَاد المحبوب لذاته إِلَّا وَاحِدًا إِلَيْهِ الْمُنْتَهى ويستحيل أَن يكون الْمُنْتَهى إِلَى اثْنَيْنِ كَمَا يَسْتَحِيل أَن يكون ابْتِدَاء الْمَخْلُوقَات من اثْنَيْنِ فَمن كَانَ انْتِهَاء محبته ورغبته وإرادته وطاعته إِلَى غَيره بَطل عَلَيْهِ ذَلِك وَزَالَ عَنهُ وفارقه أحْوجَ مَا كَانَ إِلَيْهِ وَمن كَانَ انْتِهَاء محبته ورغبته ورهبته وَطَلَبه هُوَ سُبْحَانَهُ ظفر بنعيمه ولذته وبهجته وسعادته أَبَد الآباد.
    *فَائِدَة قَول الله تَعَالَى {وَإِنْ من شَيْء إِلَّا عندنَا خزائنه}
    مُتَضَمّن لكنز من الْكُنُوز وَهُوَ أَن يطْلب كل شَيْء لَا يطْلب إِلَّا مِمَّن عِنْده خزائنه ومفاتيح تِلْكَ الخزائن بيدَيْهِ وَأَن طلبه من غَيره طلب مِمَّن لَيْسَ عِنْده وَلَا يقدر عَلَيْهِ وَقَوله {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} مُتَضَمّن لكنز عَظِيم وَهُوَ أَن كل مُرَاد إِن لم يرد لأَجله ويتصل بِهِ وَإِلَّا فَهُوَ مضمحل مُنْقَطع فَإِنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى وَلَيْسَ الْمُنْتَهى إِلَّا إِلَى الَّذِي انْتَهَت إِلَيْهِ الْأُمُور كلهَا فانتهت إِلَى خلقه ومشيئته وحكمته وَعلمه فَهُوَ غَايَة كل مَطْلُوب وكل مَحْبُوب لَا يحب لأَجله فمحبته عناء وَعَذَاب وكل عمل لَا يُرَاد لأَجله فَهُوَ ضائع وباطل وكل قلب لَا يصل إِلَيْهِ فَهُوَ شقي مَحْجُوب عَن سعادته وفلاحه فَاجْتمع مَا يُرَاد مِنْهُ كُله فِي قَوْله {وَإِن من شَيْء إِلَّا عندنَا خزائنه} وَاجْتمعَ مَا يُرَاد لَهُ كُله فِي قَوْله {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} فَلَيْسَ وَرَاءه سُبْحَانَهُ غَايَة تطلب وَلَيْسَ دونه غَايَة إِلَيْهَا الْمُنْتَهى.
    مقتطف من خطبة ( لا تحزن للشيخ رسلان حفظه الله )

    *أساس كل خير أَن تعلم أَن مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن/ للشيخ رسلان
    ...و أساس كل خير أَن تعلم أَن مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن فتيقن حِينَئِذٍ أَن الْحَسَنَات من نعمه فتشكره عَلَيْهَا وتتضرّع إِلَيْهِ أَن لَا يقطعهَا عَنْك وَأَن السَّيِّئَات من خذلانه وعقوبته فتبتهل إِلَيْهِ أَن يحول بَيْنك وَبَينهَا وَلَا يكلك فِي فعل الْحَسَنَات وَترك السَّيِّئَات إِلَى نَفسك فإنّه لا حول و لا قوة إلّا به. وَقد أجمع العارفون على أَن كلَّ خيرٍ فأصله بِتَوْفِيق الله للْعَبد وكل شَرّ فأصله خذلانه لعَبْدِهِ، وَأَجْمعُوا أَن التَّوْفِيق أَن لَا يكلك الله إلى نفسك وأن الخذلان أَن يُخلي بَيْنك وَبَين نَفسك فَإِذا كَانَ كل خير فأصله التَّوْفِيق وَهُوَ بيد الله لَا بيد العَبْد فمفتاحه الدُّعَاء والافتقار وَصدق اللَّجأ وَالرَّغْبَة والرهبة إِلَيْهِ فَمَتَى أعْطى العَبْد هَذَا الْمِفْتَاح فقد أَرَادَ أَن يفتح لَهُ وَمَتى أضلّه عَن الْمِفْتَاح بَقِي بَاب الْخَيْر مغلقًا دونه. قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رضي الله عنه: "إِنِّي لَا أحمل هم الْإِجَابَة وَلَكِن همَّ الدُّعَاء فَإِذا ألهمت الدُّعَاء فَإِنَّ الْإِجَابَة مَعَه" مقتطف من خطبة ( لاتحزن ) للشيخ محمد رسلان

    تعليق


    • #3
      رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

      *البعد عن الحزن وما يجلب الحزن للعثيمين/
      قال الشيخ العلامة ابن عثيمين : [ كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، ولهذا أيضا أصول منها: أن الله سبحانه وتعالى قال : (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله ) ، والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء ، ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا ، لا ؛ المراد أن نبتعد عن كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتناجى اثنان دون الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه ) ؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه
      ثانيا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان , وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا ، ويتوضأ ويصلي كل هذا من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض , ولهذا قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ، فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛ يعني: استراحوا ، ولم يبق لهم هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه , ولهذا قال الله تعالى : ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ، سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة . المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
      حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة ؛
      الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل : ((اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها)) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة ، لماذا ؟ لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها. المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا جاءتك الأمور فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له. والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية, فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع، فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير] المصدر : "شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع)

      *وقال الشيخ العلاّمة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
      " والإنسان ما دامت روحه في جسده فهو معرض للفتنة ، ولهذا أوصي نفسي وإياكم أن نسأل الله دائماً الثبات على الإيمان ، وأن تخافوا ؛ لأن تحت أرجلكم مزالق ، فإذا لم يثبتكم الله - عز وجل - وقعتم في الهلاك ، واسمعوا قول الله سبحانه وتعالى لرسوله وهو أثبت الخلق ، وأقواهم إيماناً ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )، فإذا كان هذا للرسول صلى الله عليه وسلم: فما بالنا نحن ؛ ضعفاء الإيمان واليقين ، وتعترينا الشبهات ، والشهوات ،فنحن على خطر عظيم ، فعلينا أن نسأل الله تعالى الثبات على الحق ، وألا يزيغ قلوبنا ، وهذا هو دعاء أولي الألباب :( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)¾ اهـ . (الشرح الممتع) ج 5 ص 388

      *وقال أيضا - رحمه الله -
      " لا يجوز لنا أن نيأس بل علينا أن نطيل النفس وأن ننتظر وستكون العاقبة للمتقين ،فالأمل دافع قوي للمضي في الدعوة والسعي في إنجاحها ، كما أن اليأس سبب للفشل والتأخر للدعوة " اهـ . شرحه لكشف الشبهات (ص- 65)

      *وقال رحمه الله : لا تحزن وعود نفسك على انشراح الصدر
      قال تعالى :((ْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))من فوائد الآية:الله عزوجل يحب من عباده ألا يحزنوا، لأنه قدر الغم بالغم من أجل ألا يحزنوا ، وذلك لأن الحزن يحدث للإنسان انقباضا" ربما يمنعه عن كثير من المصالح، و ربما يحدث له عقدا" نفسية والإنسان ينبغي أن يعود نفسه على انشراح الصدر وانبساط النفس بقدر ما يستطيع ، ، لأنه لا شك أن الإنسان إذا كان صدره منشرحا"ونفسه منبسطة أن يكون مستريحا " قابلاً للتفهم والتفهيمالتربية العظيمة للعباد وهي : ألا يحزنوا على ما فاتهم إذا فاتك خير تظنه خيراً لنفسك فقل:قدر الله وما شاء فعل وكذلك إذا أصابك ما تكره قل:قدر الله وما شاء فعل واعلم أن الحزن لا يرد الغائب أبداً، وإنما يزيد الإنسان بلاء" تفسير سورة آل عمران

      *تسلية لكل مصاب بمصيبة / لابن القيم
      قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "من خلقه الله للجنة لم تزل تأتيه المكاره والمؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء وما هلك الهالكون إلا من نفاذ الجلد فخفف المصاب عن نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر لتذهب المحن بلا شكوى وتذكر دوما: أنك ما منعت إلا لتعطى ولا ابتلاك إلا لتعافى ولا امتحنك إلا لتصفى. الفوائد ص 36

      *بشرى لأهل السنة حين يخالفهم البعيد ويخذلهم القريب لابن تيمية رحمه الله
      قال شيخ الإسلام رحمه الله : (ولو انفرد الرجل في بعض الأمصار والأعصار بحقٍ جاء به الرسول ولم تنصره الناس عليه، فإن الله معه، وله نصيب من قوله: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}، فإن نصْرَ الرسول هو نصْرُ دينه الذي جاء به حيث كان، ومتى كان، ومن وافقه فهو صاحبه عليه في المعنى، فإذا قام به ذلك الصاحب كما أمر الله، فإن الله مع ما جاء به الرسول، ومع ذلك القائم به.وهذا المتبِعُ له حسْبُه الله، والله حسْبُ الرسول كما قال تعالى: {حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين}) . منهاج السنة


      تعليق


      • #4
        رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

        * إياك أن تستوحش من الاغتراب والتفرد
        قال ابن القيم رحمه الله
        ....إياك أن تستوحش من الاغتراب والتفرد، فإنه والله عين العزة والصحبة مع الله ورسوله، وروح الأنس به، والرضى به ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا.بل الصادق كلما وجد مس الاغتراب، وذاق حلاوته، وتنَسَّم روحه قال: اللهم زدني اغتراباً ووحشةً من العالم، وأنسا بك. وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب، وهذا التفرد: رأى الوحشة عين الأنس بالناس، والذل عين العز بهم، والجهل عين الوقوف مع آرائهم وزبالة أذهانهم، والانقطاع: عين التقيد برسومهم وأوضاعهم. فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلق، ولم يَبِع حظه من الله بموافقتهم فيما لا يُجدي عليه إلا الحرمان. وغايته: مودةَ بينهم في الحياة الدنيا. فإذا انقطعت الأسباب، وحَقَّت الحقائق، وبُعثِرَ ما في القبور، وحُصِّل ما في الصدور، وبُليت السرائر، ولم يجد من دون مولاه الحق من قوة ولا ناصر: تبين له حينئذ مواقع الربح والخسران، وما الذي يَخِفُّ أو يرجح به الميزان، والله المستعان، وعليه التكلان . المصدر : مدارج السالكين

        *الفرق بين الأصدقاء والمعارف قال ابن الجوزي :
        "رأيت نفسي تأنس بخلطاء تسميهم أصدقاء ، فبحثْتُ التجارب ، فإذا أكثرهم :
        1)
        حُسّاد على النعم .
        2
        لا يستـرون زلّة .
        3)
        ولا يعرفون لجليس حقا .
        4)
        ولا يواسون من مالهم صديقا .
        فتأمّلتُ الأمر ؛ فإذا أكثرهم حسّاد على النعم ، فإذا الحق سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل به شيئاً يأنس به ؛ فهو يكدر الدنيا وأهلها ليكون أنسه به .
        فينبغي أنْ تَعُدَّ الخلقَ كلُهم :
        1-
        معارف .
        2-
        ولا تظهر سرك لمخلوق منهم .
        3-
        ولا تعدّن فيهم من لا يصلح لشدة .
        4-
        بل عاملهم بالظاهر .
        5-
        ولا تخالطهم إلا حالة الضرورة .
        6-
        وبالتَّوَقِّي لحظة .ثم انفر عنهم ، وأَقبِل على شأنك ، متوكلا على خالقك ، فإنه لا يجلب الخير سواه ، ولا يصرف السوء إلا إيّاه" "صيد الخاطر" ص 44 لابن الجوزي ونقله ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3 / 582)

        *وإياك والتحسر قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله :وإياك والتحسر على الأمور الماضية التي لم تقدر لك من فقد صحة أو مال أو عمل دنيوي ونحوها،وليكن همك في إصلاح عمل يومك؛ فإن الإنسان ابن يومه لا يحزن لما مضى، ولا يتطلع للمستقبل حيث لا ينفعه التطلع وعليك بالصدق والوفاء بالعهد والوعد والإنصاف في المعاملات كلها وأداء الحقوق كاملة موفرة بنفس مطمئنة وإيمان صادق خالص واشتغل بعيوبك وشئونك عن عيوب الناس وشئونهم وعامل كل أحد بحسب ما يليق بحاله من كبير وصغير وذكر وأنث ورئيس ومرءوس وكن رقيقًا رحيمًا لكل أحد حتى للحيوان البهيم؛ فإنما يرحم الله من عباده الرحماءوكن مقتصدًا في أمورك كلها وافتح ذهنك لكل فائدة دينية أو دنيوية .
        المصدر :مجموع مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي،المجلد[() الصفحة

        *هل يُفرح بالدنيا ويُحزن لأجلها !للشيخ: محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
        الدُّنيا لا يُفرح بها، ولا يُتعلَّق بها، الفرح الزَّائد والتَّعلق الزَّائد الَّذي يُخرج صاحبه إلى حدِّ الرُّكون إليها والرِّضا بها، والغفلة عن الآخرة، وإنَّما يُستعان بها للبلوغ إلى الآخرة، لأنها ليست دارَ مقرٍّ، إذا أضحكت أبكت، وإذا وصلت قطعت، وإذا تيسّرت اليوم تعسّرت غدًا، وهكذا، فهي دار عبورٍ إلى الآخرة، وليست دار مقرٍّ، وإنما الفرح يكون برحمة الله تبارك وتعالى وهدايته للخير، والحقِّ والهدى، قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ يونس:58. وقال جلَّ وعلا عن عتاب جماعة قارون: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ القصص:76، يعني: لا تفرح بالمال، وبالدنيا هذه، إنَّ الله لا يحب الفرحين، ولا تحزن على ذهابها؛ فإنَّ الله جلَّ وعلا يعطي الدُّنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدِّين إلاَّ من يحب.

        مالي وللدُّنيا وليست ببغيتي °°° ولا منتهى قصدي ولست أنا لها
        ولســت بميالٍ إليها ولا إلى °°° رئاساتها فتنًا وقُبحًا لحالهـا
        هـي الدَّار دار الهم والغم والعنا °°° سريعٌ تقضّيها قريبٌ زوالها
        مياسرها عسرٌ وحزنٌ سرورها °°° وأرباحها خُسرٌ ونقصٌ كمالها
        إذا أضحكت أبكت وإنْ رام وصلها °°° غبيٌّ فيا سرع انقطاع وصالها
        إلى آخر ما قال فيها أهل الزُّهد، والعبادة، والطَّاعة، والورع، رحمهم الله تعالى. نسأل الله جلَّ وعلا أنْ يجعلها لنا ولكم جميعًا عونًا على طاعته جلَّ وعزَّ.
        مستفاد من: شرح الإبانة الصغرى - الدرس 9 للشيخ: محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
        المصدر: الفوائد المنتقاة من دروس موقع ميراث الأنبياء

        *
        التوبة النصوح
        ."
        ...
        فليس للعبد إذا بُغي عليه وأُوذي وتسلَّط عليه خصومُهُ شيءٌ أنفع له مِن التوبة النصوح ، وعلامةُ سعادته : أن يعكس فِكْرَه ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه ، فيشتغل بها وبإصلاحها والتوبة منها ، فلا يبقى فيه فراغٌ لتدبُّر ما نزل به ، بل يتولَّى هو التوبةَ وإصلاحَ عيوبه ، واللهُ يتولَّى نُصرتَه وحِفْظه والدفعَ عنه ولا بُدَّ ، فما أسعدَه مِن عبد ٍ ! وما أبركَها مِن نازلةٍ نزلت به ! وما أحسنَ أثَرَها عليه ! ؛ ولكنَّ التوفيق والرشد بيدِ الله ، لا مانعَ لِما أعطى ولا مُعطيَ لِما منع ، فما كلُّ أحدٍ يُوفَّقُ لهذا ، لا معرفةً به ، ولا إرادةً له ، ولا قُدرةً عليه ، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله " (بدائع الفوائد) (/ ) الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى

        *متى يعرف العبد أن هذا الابتلاء امتحان أو عذاب لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله
        السؤال : إذا ابتلي أحد بمرض أو بلاء سيئ في النفس أو المال، فكيف يعرف أن ذلك الابتلاء امتحان أو غضب من عند الله؟

        جواب :الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء وبالشدة والرخاء ، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وتارة يفعل ذلك سبحانه بسبب المعاصي والذنوب ، فتكون العقوبة معجلة كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[1]، فالغالب على الإنسان التقصير وعدم القيام بالواجب، فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره بأمر الله، فإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعا في الدرجات وتعظيما للأجور وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب، فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار، وقد يكون لتكفير السيئات كما في قوله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ[2]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيرا يصب منه))، وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي وعدم المبادرة للتوبة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة)) خرجه الترمذي وحسنه.المصدر:مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع

        * ثمانية مسائل مهمة
        روي عن شقيق البلخي -رحمه الله- أنه قال لحاتم : قد صحبتني مدة، فماذا تعلمت ؟ قال *ثمانية مسائل* :
        الأولى * : فإني نظرت إلى الخلق، فإذا كل شخص له محبوب، فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبُه، فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي .
        الثانية : فإني نظرت إلى قول الله تعالى : { وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى }[النازعات:] فأجهدتُها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى .
        الثالثة : فإني رأيت كل من معه شيءٌ له قيمة عنده يحفظه، ثم نظرت في قوله -سبحانه وتعالى- : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ }[النحل:] فكلما وقع معي شيء له قيمة، وجهته إليه ليبقى لي عنده .
        الرابعة : فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف، وليست بشيء، فنظرت في قول الله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات:] فعملت في التقوى لأكون عنده كريمًا .
        الخامسة : فإني رأيت الناس يتحاسدون، فنظرت في قوله تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ }[الزخرف:] فتركت الحسد .
        السادسة: رأيتهم يتعادَوْن، فنظرت في قوله تعالى : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }[فاطر:] فتركتُ عداوتَهم واتخذتُ الشيطان وحدَه عدوًا .
        السابعة : رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق، فنظرت في قوله تعالى : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا }[هود:] فاشتغلت بما له علي وتركت ما لي عنده
        والثامنة : رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم، فتوكلت على الله تعالى .
        المصدر:مختصر منهاج القاصدين(ص)، للإمام أحمد بن قدامة المقدسي -رحمه الله-

        * (( سبقَ المُفرِّدونَ ))
        كان رسولُ اللهِ يسيرُ في طريقِ مكةَ . فمرَّ على جبلٍ يُقالُ له جُمْدانُ . فقال سِيروا . هذا جُمْدانُ . سبقَ المُفرِّدونَ قالوا : وما المُفَرِّدونَ ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال (( الذَّاكرون اللهَ كثيرًا ، والذَّاكراتُ )) صحيح مسلم - رقم: (2676)
        *قَـالَ ابـنُ عَبـَّاسٍ -رضي الله عنه : « فِـي مَعْنَى قوْلِ الله تَعالَى: وَالذَّاكِـرِينَ اللَّهَ كَثـِيرًا وَالذَّاكِـرَاتِ المُـراد: يذكـرون الله في أدبار الصلوات، وغدواً وعشيـاً، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله ذَكر الله تعالى» [ الأذكار، للنووي: صـ () ].

        تعليق


        • #5
          رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

          فوائد مستفادة من درس بعنوان : ( تذكر الموت والاستعداد للآخرة) للشيخ: محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى -


          *" لتكن الدنيا في يدك لا في قلبك "
          أهل الدين والعلم والإيمان ، هم أعرف الناس بقيمة الحياة الدنيا ، فهي لا تسوى عند الله جناح البعوضة ، أحقر عند الله من ذلك فإذا نظر العبد إليها هذه النظرة الصحيحة ، كانت بيده ليست في قلبه ، ليست لها في قلبه مكان ، فتجد كثيرها في عينه قليل ، والقليل كثير ، وهذا ما دعانا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تذكيره إيانا ، وحثنا على التذكر للموت فإنه - عليه الصلاة والسلام - قد قال : " أكثروا من ذكر هادم اللذات " يعني الموت ، فإنه ما ذكر في قليل إلا كثره ، ولا كثير إلا قلله فيورث العبد القناعة ، وعدم الاغترار بهذه الدار ، والتشمير عن ساعد الجد للعمل ، والاستعداد لدار القرار .


          *"الدنيا دار ممر لا دار مقر"
          إن مما لا شك فيه ، استيقنته القلوب وآمنت به النفوس ، قضية المفارقة لهذه الدار ، هذه الدار دار ممر ، ليست بدار مقر قد كتب علينا فيها ما كتب ، والموفق من وفقه الله للصالح فيها ، والموفق أيضا بعد ذلك ، من وفقه الله للتوبة قبل الموت قبل فوات الفوت ، فإن العبد لا يدري متى ينزل به الأجل .فالواجب علينا جميعا أن نتوب إلى الله من الذنوب والمعاصي والآثام والتقصير ، وأن نتهيأ بصالح العمل واليوم قد تخطانا الموت إلى غيرنا ، وغدا سيتخطى غيرنا إلينا كما قال الشاعر :
          وكم من مريض عاش في الدهر مدة * * * وكم من صحيح مات من غير علة
          وصحيح أضحى يعود مريضا * * * هو أدنى للموت ممن يعود


          * "الدنيا ظل زائل "
          هذه الدار ليست بدار قرار ، فيا معشر الأحبة الله الله في الاستعداد للرحيل عنها ، فإنها والله من عرفها حق المعرفة لا تكبر في عينه ، ومن عرفها حق المعرفة ، لا تعظم في عينه ، ومن عرفها حق المعرفة ، لا يغتر بها ؛ لأنها ظل زائل لذلك شبهها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالشجرة تفيء ظلالها يمنة ويسرة ، من استظل بها صباحا
          انكفأت عنه مساء ، ومن استظل بها مساء ، انكفأت عنه صباحا .


          *" مفارقة الدار "
          هذه الدار سننتقل عنها ، كما انتقل عنها الأخيار الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - والأولياء والصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل فارقوها ، وتركوها ، والدور جاء علينا ، سنتركها شئنا أم أبينا ، فالله الله معشر الأحبة والأبناء وتذكر الآخرة والتجافي عن هذه الدار ، فإنها تنتقل عنك رغما عنك ، ويكفيك أن اسمها دنيا دنية .
          فيا طالب الدنيا الدنية جاهدا * * * ألا اطلب سواها إنها لا وفا لها
          فكم قد رأينا من حريص ومشفق * * * عليها ، فلم يظفر بها ؛ أي ينالها
          ليلهوا ويغتروا بها ما بدا لهم * * * متى تبلغ الحلقوم تصرم حبالها
          لقد نظروا قوم بعين بصيرة * * * إليها فلم تغررهم باختيالها
          ومال إليها آخرون لجهلهم * * * فلما اطمأنوا أرشقتهم نبالها


          *" ذكر الموت يورث القناعة "
          طلبة العلم ، وأهل العلم ، وأهل الدين والصلاح والعبادة ، هم الذين لا يتشاءمون من ذكر الموت ، وإنما يحبون ذلك لأنه يورثهم القناعة ، ويصرم حبال الدنيا في قلوبهم ؛ لأنهم يعلمون أنه مهما طالت الحياة فإنهم سيغادرونها ولذلك يعمرونها بالصالح ، والاستعداد للقدوم على الله - جل وعلا - فينبغي لنا جميعا ، أن نحرص على هذا ، لأنا إن فعلناه أورثنا الحزم بالعمل للنقلى إلى الله - جل وعلا - وإن نحن تركنا ذلك ، أورثنا التكاسل والتهاون ، والتسويف ، وترك العمل - عياذا بالله من ذلك - اتكالا على طول الأمل . نؤمل آمالا ونرجو بلوغها * * * وفي كل يوم واعظ الموت يندب


          *" العلم النافع يورث العمل الصالح "
          إن العلم الذي نتعلمه معشر الأحبة نتعلمه لماذا ؟ للعمل الصالح ؛ لتعمر به دار القرار عند الله ، لا للمفاخرة ، ولا للمباهاة ، ولا للمجاراة ، ولا للمناظرة ، والمجادلة والملاحاة إنما للعمل ، فالعلم الذي يورث العمل الصالح ؛ هو العلم النافع ، والذي لا يورث عملا صالحا ، هذا حجة من الله على ابن آدم فما التعلم هذا الذي ننصب فيه ، ونتعب فيه ، إلا لأجل أن نعمل لدار الآخرة ، ونعبد الله على بصيرة { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [ الكهف : ]

          تعليق


          • #6
            رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

            *موعظة بليغة للعلامة الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -
            " فيا معشر المسلمين ، تداركوا أنفسكم وتوبوا إلى ربكم ، وتفقهوا في دينكم . وإياكم والانكباب على الدنيا وإيثارها على الآخرة قال تعالى في صفة أعداءه : { إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا } وأنتم لم تخلقوا للدنيا ، وإنما خلقتم للآخرة ، وأمرتم بالتزود لها ، وخلقت الدنيا لكم ، لتستعينوا بها على عبادة الله وليحذر كل مسلم أن يغتر بالأكثرين فإن هذه مصيبة عظمى قد هلك بها أكثر الماضين، أيهــا العاقــل!؟ عليك النظر لنفسك والتمسك بالحق وإن تركه الناس والحذر مما نهى الله عنه وإن فعله الناس .. قال تعالى: { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ..قال بعض السلف : " لاتزهد في الحق لقلة السالكين ولاتغتر بالباطل لكثرة الهالكين " [ فتاوى ابن باز 147/2 ]

            تعليق


            • #7
              رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

              *مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ

              أخرج ابن أبي شيبة (ت: هـ) في مُصنفه () بسند صحيح من طريق:عُرْوَة عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَى مُعَاوِيَةَ:

              ( أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَفَاكَ النَّاسَ فَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَمْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) .وهو عند أبي داود في الزهد () والبيهقي في الزهد الكبير () وغيرهم.

              وجاء عند عبد بن حُميد (ت: هـ) في مُسنده () بسند صحيح من طريق :الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ قَالَ: " مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَى النَّاسِ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ "

              تعليق


              • #8
                رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                *لا وحشة مع العلم
                قيل لرجل: من يؤنسك؟ فضرب بيده إلى كتبه وقال: هذه، فقيل: من الناس؟ قال: الذين فيها. (تقييد العلم ص 125)


                *وقال نعيم بن حماد:
                " كان عبد الله بن المبارك يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم:


                *وعن شقيق بن إبراهيم
                قال: " قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم تجلس معنا؟، قال: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين، قلنا له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم ما أصنع معكم أنتم تغتابون الناس، فالبعد عن كثير من الناس أقرب إلى الله، وفرّ من الناس كفرارك من أسد، وتمسّك بدِينك يسلم لك.

                (سير أعلام النبلاء8/39

                تعليق


                • #9
                  رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                  *اصبروا على قرع الباب.

                  قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: تعلمت الصبر من صبي صغير:

                  ذهبت مرة إلى المسجد فوجدت امرأة داخل دارها تضرب ابنها وهو يصرخ ففتح الباب وهرب فأغلقت عليه الباب قال: فلما رجعتُ نظرتُ، فلقيت الولد بعدما بكى قليلا نام على عتبة الباب يستعطف أمه فرق قلب الأم ففتحت له الباب فبكى الفضيل حتى ابتلت لحيته بالدموع وقال: سبحان الله! لو صبر العبد على باب الله -عز وجل- لفتح الله له!.

                  * قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-:

                  جدوا بالدعاء فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له. [مصنف ابن أبي شيبة (/)].

                  تعليق


                  • #10
                    رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                    *بادروا بالأعمال الصالحة

                    عن أبي هريرة : أن رسول الله قال: « بادروا بالأعمال ، فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينَه بعرض من الدنيا »
                    [ رواه مسلم ]

                    شرح الحديث : معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر.
                    [شرح النووي على مسلم]

                    تعليق


                    • #11
                      رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                      *الصّبر سر الظفر ومفتاح الفرَج


                      ذكر ابن القيِّم أنّ من أسباب اندفاع شر الحاسد:
                      «الصّبر على عدوِّه، وأن لا يقابله ولا يشكوه، ولا يحدِّث نفسَه بأذاه أصلاً، فما نُصِرَ على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتَّوكُّل على الله، ولا يستطِلْ تأخيرهُ وبغيَه، فإنّه كلما بغى عليه كان جندا وقوَّةً للمبغي عليه المحسود، يقاتل به الباغي نفسَه وهو لا يشعرُ، فبغيه سهامٌ يرميها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغيُّ عليه ذلك لسَرَّه بغيُهُ عليه، ولكن لضعفِ بصيرته لا يرى إلاّ صورة البغي دون آخره ومآله، وقد قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ عَاَقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ الله [الحج: 60] فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنّه قد استوفى حقَّهُ أولاً، فكيف بمن لم يستوفِ شيئا من حقِّه؟ بل بُغِي عليه وهو صابر!؟ وما من الذُّنوب ذنبٌ أسرع عقوبةً من البغي وقطيعة الرّحم، وقد سبقت سُنَّة الله: أنّه لو بغى جبلٌ على جبل جعل الباغِيَ منهما دَكَّا»




                      [«بدائع الفوائد» لابن القيِّم: (2/766)].

                      تعليق


                      • #12
                        رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                        *تضييع ساعت العمر ..
                        قال الإمام الأوزاعي رحمه الله : « ليس ساعةٌ مِن ساعاتِ الدنيا إلا وهي مَعروضةٌ على العبد يوم القيامة ، يومًا فيَوم ، وساعةً فساعة.. ولا تمر ساعةٌ لم يَذكَرِ اللهَ تعالى فِيها إلا تقطّعَتْ نفسُهُ عليها حسرات! فكيف بمن مَرَّتْ به ساعةٌ مع ساعة ، ويومٌ مع يوم ، وليلةٌ مع ليلة ؛ وهو لم يَذكُر ربَّه؟! ».[ حِلية الأولياء (/) ]

                        *حفظ الوقت
                        يُروى عن عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- أنهُ قال : هذه الليالي والأيامُ خزائنُ تمتلئُ بما يُودعهُ فيها أصحابُها وفي يوم القيامةِ تُفتحُ هذه الخزائنُ فالـمُحسنونَ يجدونَ في خزائِنهم العزةَ والكرامة، والمفرطون يجدونَ في خزائنهم الحسرةَ والندامة .
                        الخطب المنبرية في المناسبات العصرية، للشيخ العلامة صالح الفوزان، ج () ص ()

                        * حياةالقلب في ذكر الله
                        قال أبو الحسين الوراق: "حياة القلب فى ذكر الحى الذى لا يموت، والعيش الهنى الحياة مع الله تعالى لا غير " ولهذا كان الفوت عند العارفين بالله أشد عليهم من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، فكم بين الانقطاعين؟،.
                        وقال آخر: "من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات".
                        وقال يحيى بن معاذ: "من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل واحد بالنظر إليه".

                        اغاثة اللهفان لابن القيم الباب العاشر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                          *تفسير ماتع للشيخ العثيمين في قوله تعالى : {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }

                          ،...{فملاقيه} الفاء يقول النحويون: إنها تدل على الترتيب والتعقيب، يعني، فأنت ملاقيه عن قرب فالبرزخ الذي بين الحياة الدنيا والاخرة قريب قريب كاللحظة، والإنسان إذا نام نوماً هادئاً ولنقل نام أربعاً وعشرين ساعة، وقام فإنه يقدر النوم بدقيقة واحدة مع أنه نام أربعاً وعشرين ساعة، فإذا كان هذا في مفارقة الروح في الحياة يمضي الوقت بهذه السرعة، فما بالك إذا كانت الروح بعد خروجها من البدن مشغولة إما بنعيم أو جحيم، ستمر السنوات على الإنسان كأنها لا شيء، لأن امتداد الزمن في حال يقظتنا ليس كامتداد الزمن في حال نومنا، فالإنسان المستيقظ من طلوع الشمس إلى زوال الشمس مسافة يحس بأن الوقت طويل، لكن لو كان نائماً ما كأنها شيء، والذي أماته الله مئة عام ثم بعثه {قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم}. وأصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وتسع سنين، فلما بُعثوا قال بعضهم لبعض: كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، وهذا يدل على أن الإنسان يتعجب كيف تذهب السنوات على هؤلاء الأموات؟ نقول نعم، السنوات ما كأنها إلا دقيقة واحدة، لأن حال الإنسان بعد أن تفارق الروح بدنه سواء كانت مفارقة كلية أو جزئية غير حاله إذا كانت الروح في البدن، فإذا كانت الروح في البدن يعاني من المشقة والمشاكل والهواجيس والوساوس
                          أشياء تطيل عليه الزمن، لكن في النوم يتقلص الزمن كثيراً، في الموت يتقلص أكثر وأكثر، فهؤلاء الذين ماتوا منذ سنين طويلة كأنهم لم يموتوا إلا اليوم لو بعثوا لقيل لهم كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، وهذه مسألة قد يرد على الإنسان فيها إشكال، ولكن لا إشكال في الموضوع مهما طالت المدة بأهل القبور فإنها قصيرة، ولهذا قال: {فملاقيه} أي (بالفاء) الدالة على الترتيب والتعقيب، وما أسرع أن تلاقي الله عز وجل. اهـ

                          من تفسير سورة الإنشقاق

                          تعليق


                          • #14
                            رد: رقائق وعبر عن الغربة وسرعة انقضاء العمر ..نقولات عن أئمة السلف ..متجدد

                            * قال الإمام أحمد - رحمه الله -
                            يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع. / الأمر بالمعروف للخلال - ص 65 -

                            *وقال أويس القرني - رحمه الله -
                            إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقاً ، والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداءاً. ويجدون على ذلك من الفساق أعواناً، حتى والله لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق . / الطبقات الكبرى - 6/146 -

                            تعليق

                            يعمل...
                            X