إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مفاسد كرة القدم وما فيها من مخالفات - الشيخ عز الدين رمضاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [خطبة جمعة] مفاسد كرة القدم وما فيها من مخالفات - الشيخ عز الدين رمضاني


    خطبة جمعة بعنوان:

    مفاسد كرة القدم وما فيها من محظورات ومخالفات.


    لفضيلة الشيخ:
    عز الدين رمضاني

    لتحميل الصوتية (المدة: 30 دقيقة) (الحجم: 7 ميجابايت):
    اضغط هنــــــــــــا

    التفريـــــــــــغ:
    ( لأول مرة تُفرغ هذه الخطبة والله أعلم)



    الخطبة الأولى:
    «إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنَا ومن سيئاتِ أعمالنَا، من يهدهِ اللهُ فلا مضلَ لهُ، ومن يُضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدٌ أنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولُه.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

    ألا وإنَّ أصدقَ الكلامِ كلامُ اللهِ عز وجل، وأحسنُ الهدي هديُ نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.أما بعد، فيا أيها المؤمنون، فإن الله جلَّت حكمته، لم يخلق هذا الخلق سُدا وعبثا ومهملا، بل جعلهم موردا للتكليف، وجعل لكل واحد منزلة، وأعطاهم السمع والبصر والفؤاد والجوارح، نعمة منه جل وعلا وتفضلا، فمن استعمل ذلك في طاعته فقد سلك إلى مرضاة الله سبيلا، ومن استعملها في معصيته فقد خسر خسرانا طويلا. يقول الله جل وعلا: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} وحذرهم من أن يتخذوا الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا، وحذرهم أيضا ممن اتخذوا إلههم هواهم فقال الله جل وعلا: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.

    لا يخفى عليكم عباد الله، أن الإنكار على الباطل وأهله من شريعة الإسلام، وطرائقه العظام، وإن من المنكرات التي تفشت في أوساط المسلمين، سوالب لعبة ما كان لها أن تظهر في أمة الإسلام بهذا الشكل الرهيب، فضلا على أن تنتشر بينهم كانتشار النار في الهشيم، وتعلو على مساحة كبيرة من نفقات، وطاقات، وأوقات، أبناء المسلمين، إنها اللعبة المعروفة والمشهورة، لعبة كرة القدم، التي لا تزيد عن بضع سنتيمترات في القطر والمحيط، إلا أنه للأسف الشديد زاد حجمها في أكثر حياة أبناء المسلمين عن حجم الأرض، إنه السفه، والغفلة، والهوس، معًا عباد الله. فحسبكم هذه المهاترات وهذه اللقاءات وهذه المباريات، التي يحصل قبلها، وأثناءها، وبعدها، ضياع للأوقات، وتبديد للأموال، وضياع للجهود والطاقات.

    وهذا كله عباد الله يحصل ونحن في غفلة من هذا، ولكم أن تتصوروا بعد ذلك ما يحدث من جراء تعلق قلوب أكثر الناس بهذه اللعبة، التي هي عبارة عن وسيلة ترويح واستجمام لا أقل ولا أكثر. انظروا ماذا يحدث قبل هذا عباد الله، إنه ولاء وبراء، لا لله عز وجل، وحب وبعض لغير الله سبحانه وتعالى، حب وبغض لغير الله سبحانه وتعالى، وصد عن ذكر الله عز وجل، وإعراض عن سبيل الله عز وجل، فلا ثقافة لهم إلا ما سنته هذه الرياضة، ولا همة لهم إلا ما أملتهم عليهم الصحافة، ولا اجتماع خير لهم يجمعهم، إلإ ما جمعتهم عليهم القنوات والفضاءات، ومع هذا أيضا عباد الله، نعرات جاهيلية، وصيحات صبيانية، وحركات خرقات، وسلوكات عوجاء، وضرر وإضرار، وفساد وإيذاء وافساد، وقبل هذا وبعد، وقبل هذا وبعد، استعداد لمتابعة اللقاء، وتفرغ من الشواغل، وتأجيل للمواعيد، وتخلف عن الجمعات، ومما يؤسف له كثيرًا أننا أحيانا معشر من منَّ الله عز وجل علينا بالاستقامة والالتزام، نكون ضحية هذه الأمور، نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة.

    والله معاشر المسلمين ما أردت الخوض في هذا الموضوع، الذي هو بالمعالجة جدير والتنبيه على هذا المنحى الخطير، إلا لما رأينا أن الأمر قد تعاظم وتفاقم، وصار فئام من شباب هذه الأمة بل من نساءها، صغارً وكبارً شيبا وشبانا، قد تعلقوا بهذا النوع من اللهو، حتى وصل بعضهم إلى اتخاذ هذا النوع من اللعب واللهو إلها يعبد من دون الله سبحانه وتعالى، حيث صاروا عليها يوالون، ولأجلها يعادون، وفي سبيلها ينفقون، وعليها يجتمعون ويتحدثون، ويغضبون ويكرهون، ويفرحون ويحزنون! بل أكثر من ذلك قد تعلق حبهم بها إلى حد أنهم أحبوها أكثر من حبهم لله ولرسوله وللمؤمنين، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} لذا فإن السكوت عن مثل هذه المنكرات الظاهرة عباد الله، يعد ارتكاسًا في العلم، وضياعًا لمعالم الإسلام، وإرجافًا في حق نصرة هذا الدين.

    لذا وجب التنبيه، والتحذير، بل التشديد، وفي هذا الصدد يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- منبهًا على بعض العادات التي تبدو في ظاهرها أنها مباحة، ولكنها عند الغفلة، وعدم الوقوف عما فيها، وما فيها من أمور قد تؤدي بعد ذلك إلى سوء العاقبة، يقول رحمه الله: «وإن كثيرًا مما اعتاده الناس من هذه العادات ونحوها، إذا لم ينكر عليه فيه، عاد مستحسنا عندهم، بل ظن بعضهم أنه إجماع لا يجوز تركه، بل بمثابة من إذا قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله وإلى الرسول، قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا».

    أيها المسلمون أيها المؤمنون رواد بيت الله عز وجل، إن كرة القدم التي تمارس اليوم، وبالنظر إلى آثارها السلبية، لعبًا ومشاهدةً وإشرافًا ودعمًا لها بالأموال واستثمارًا فيها، تحوي على محاذير شرعية كثيرة، ومحظورات ومخالفات عقدية، وخلقية، وسلوكية كبيرة، صرفت اهتمامات الأمة الأولية إلى مثل هذه التفاهات، والحماقات، والمتاهات، التي أقل ما يقال عنها أنها تمثل مظهرًا من مظاهر الهوان، والذلة، والصغار، والتقهقر، والتخلف، والتبعية المقيتة للكفار، بل وعدم الشعور بالوجود، كأمة إسلام قال الله عز وجل عنها: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

    فمن هذه المحظورات ومن هذه المخالفات عباد الله، ضياع عقيدة الولاء والبراء، التي هي من أهم موضوعات التوحيد، والتي تعد المحك الأساس في الفصل بين الموحد والمشرك، وبين من صحت عقيدته وضعف إيمانه، والله سبحانه وتعالى يقول: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} فالذي يرتدي قمصان هذه الأندية الكافرة مثلا، بأسماء لاعبيها، وربما علامات الصليب ظاهرة فيها، ثم يتتبع أخبارهم، وتنقلاتهم، وما يملكون من أموال وثروات، وكل ما يتعلق بسيرته الشخصية، يعرف هذا ويتنافس فيه أكثر مما يعرفه عن أهل الجد، والحزم، والعزم، من علماء أمته ودعاتها، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواجه رضي الله تعالى عنهم. ثم يزيد على هذا للأسف الشديد، الثناء عليهم، والاهتمام بهم، وإطراءهم، وتبجيلهم، وربما حمله ذلك على البغض والعدوان على إخوانه المسلمين، أليس في هذا يا عباد الله، نسفا لعقيدة الولاء والبراء، وتضيعًا وهدرًا لميزان التعامل مع الكفار، والحب والبغض في الله سبحانه وتعالى.

    ومن هذه المحظورات والمخالفات، الوقوع في التشبه المقيت بالكفار، وقد نهينا عنه كما تعلمون شرعًا، كالتشبه بهم في هذه الأزياء التي يرتدونها، وعاداتهم، وحركاتهم، وبعض القوانين التي تحكم هذه اللعبة، في ممارسة هذا النوع من الرياضة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تشبه بقوم فهو منه» ولا يخفى عليكم ما صار إليه شباب المسلمين اليوم، من التقليد والتبعية لهولاء الكفار، والتشبه به في كل أحوالهم، حتى في تسريحات الشعر، يجعلون هذا تقدمًا وحضارةً واطلاعًا على المكشوف للأسف الشديد.

    ومن هذه المحظورات والمخالفات عباد الله، إحياء النعرات الجاهلية، والعصبيات القومية، فقد غدت كرة القدم منبع الضلال، ومرتع الجهال، ومسرح البغي، وساحة الغي، لإذكاء هذا النوع من النعرات الجهلية، من قبلية، وقومية، وعرقية، وانقسام الناس إلى فرق، وأنصار، ومشجعين، تحدث بينهم في غالب الأحيان اصطدامات، واحتدامات، وتحريشات، ينجم عنها كما لا يخفى عليكم فساد عريض وشر مستطير.

    ومن هذه المحظورات والمخالفات، القتال، والسباب، والرقص، والتصفيق، والتصفير، والهتافات المليئة بالفحش والبذاء، والتي للأسف الشديد تسمع في المدرجات، وتنقل عبر الشاشات، فتتجرعها أسماع البراءات، من أطفالنا وأبناءنا، فتصير بعد ذلك نشيدًا، بل قل ذكرًا يتناقله الناس في كل مكان.


    ومن هذه المحظورات والمخالفات، وهو من أخطر ما يقع في مثل هذه اللقاءات، وخاصة عند نهايتها، الشغب، والعنف، والفوضى، والصراخ، والعويل، والخروج في جماعات، وفي سيارات، كما هو مشاهد اليوم، والحدث ليس ببعيد، إيذاءً للأفراد والجماعات، وحرق وتكسير، وتدمير للممتلكات، مما يستدعي الاستنجاد بجيش من عناصر التدخل، أقول لأجل التقليل من الفساد والضرر والإضرار، لا من منعه.


    ومن هذه المحظورات والمخالفات عباد الله، تحكيم القوانين الوضعية المخالفة لشرع الله عز وجل، في هذا النوع من الرياضة، ولا يخفى عليكم خطر من حكَّم غير شرع الله سبحانه وتعالى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، وإن كان هذا الكفر كفر عملي، وليس عقدي، كما هو معروف عن السلف، ولست أعني بالقوانين التي تحكم هذه اللعبة، من مثل عدد اللاعبين، وحجم الملعب، وطريقة اللعب، فهذه أشياء لا حرج فيها ولا شيء فيها، ولكن أعني تلك القوانين والإلزامات، التي يُلزم بها أصحاب هذه اللعبة، ككشف عورات اللاعبين، والسفر إلى بلاد الكفار من غير ضرورة، وحب اللاعب الكافر الذي يلعب في فريقه، والاستمرار في اللعب على حساب الأشغال والمهمات، ولو أذن المؤذن للصلاة، وقال حي على الصلاة حي على الفلاح.

    ومن هذه المحظورات والمخالفات عباد الله، ضياع الأوقات، وهدرُها، وتبذير الأموال، وضياعُها، وهذا لا يحتاج لذكر ووصف وتمثيل، فحسبنا أنه ضياع للعمر، حسبنا أنه ضياع للعمر الذي سنسأل عنه يوم القيامة.

    ومن هذه المحظورات والمخالفات عباد الله، أن هذا النوع من اللعبة قد فتح للمسلمين من (أنصار) بين قوسين و(مشجعين) أبوابا من الشرور، وجرهم إلى الوقوع في كثير من كبائر الذنوب، كالغيبة، والسخرية، والاستهزاء، وظن السوء، والغمز، والهمز، واللمز، والعجب، والخيلاء، والتبختر، والثناء والتعاون على الإثم والعدوان، والمدح والإطراء الباطل، وما إلى ذلك من المعاصي والذنوب، التي يتولد بعضها عن بعض ويكون بعضها وسيلة للآخر.

    هذه عباد الله بعض المحظورات، ولم أستجمعها ولم أذكرها جميعا، ويكفي أن كل واحد منها يمثل باب من أبواب الشرور، لو أن المسلم أغفله لأتى على إيمانه، وما بقي من عقيدته ولاءً وبراءً، وحبًا وبغضًا، وقد عد بعض الباحثين في هذا الموضوع، أكثر من أربع وثلاثين محظوراً ومخالفة، في ممارسة هذا النوع من الرياضية وغيرها من الأنواع، هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح، والله سبحانه وتعالى المستعان وعليه التكلان وهو العاصم من كل سوء وخذلان، نسأل الله سبحانه حسن العاقبة والختام والمآل، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب، يغفر لكم وهو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية:

    الحمد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الأولى والآخرة، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أنَّ محمد عبده ورسوله البشير النذير، صلى الله عليه وعلى أصحابه، أسود الحروب، وشموس البذور، وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم البعث والنشور.

    أما بعد عباد الله، إن الذي سبق بيانه، والتحذير منه، لا يُفهم منه أنه تهجم في حق الرياضة، أو استخفاف بها، فالرياضة بجميع أنواعها، مباحة، كوسيلة للترويح، والتهذيب، وتقوية البدن لعبًا أو مشاهدةً، إذا روعي في ممارستها الضوابط الشرعية، البعيدة عن المحظورات والمخالفات، التي آتينا على ذكر بعضها. لكن أن تُتخذ وسيلةً لإلهاء المسلمين، وتعطيلهم عن أشغالهم، وتبديد أوقاتهم، وثرواتهم، وصرفهم عن واجبهم المقدس، الذي هو عمارة الأرض بالعبادة، والخير، ونشر الفضائل، وتعلم العلم، ونفع الخلق، وجهاد العدو المتربص بالمسلمين الدوائر، فهذا الذي يجب عباد الله أن نشد انتباه الناس إليه، وأن نحذر منه أشد الحذر.

    ومن ثم فإن الألعاب الرياضية، كما في شريعة الإسلام لا تخرج في جملتها على ثلاثة أقسام، قال العلماء الألعاب الرياضية، منها ألعاب مشروعة، ومنها ألعاب ممنوعة، ومنها ألعاب مسكوت عنها.

    أما الألعاب المشروعة، فهي على نوعين:

    النوع الأول: ألعاب نصت عليها الشرعية، كالسباق، والرماية، والمصارعة، وغير ذلك من الأمور المشروعة التي تتعلق بالرياضة، علمًا أن بعضها قد يكون على سبيل الوجوب، لاسيما إذا كانت متوقفة على أمر عظيم، كأمر الجهاد في سبيل الله، إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد جاء في الحديث الصحيح، الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود، من طريق أبي هريرة رضي الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر».

    أما النوع الثاني من الألعاب المشروعة: فألعاب لم تأتِ الشريعة بتحريمها، ولكنها مما يستعان به على أمور جادة وشرعية، من مثل الإعداد للجهاد، أو تقوية البدن، أو دفع الضرر، فهذا النوع يدخل تحت حكم النوع الأول من باب القياس.

    وأما القسم الثاني فهي الألعاب الممنوعة، وهي على ثلاثة أنواع:

    قسم نصت الشريعة على تحريمه، كاللعب بالميسر، والنرد، والشطرنج في قول جماهير أهل العلم من الفقهاء، والتحريش بين الحيوانات.

    وأما النوع الثاني: فألعاب لم تنص الشريعة على تحريمها، بل حرمتها لإقترانها بمحظور شرعي خارج عن أصلها، كاقترانها بما يقع من سب، وعدوان، وإيذاء، وصد عن سبيل الله، وإعراض عن ذكر الله سبحانه وتعالى، فهذه حينئذ تكون ممارسة هذا النوع من الرياضة محرمة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -واسمعوا إلى هذا الكلام الجميل العظيم- : "إن العلوم ..." - الكلام عن العلوم - "إن العلوم المفضولة، إذا زاحمت العلوم الفاضلة وأضعفتها، فإنها تحرم" فإذا كان الأمر كذلك عباد الله، في العلوم المفضولة بالنسبة إلى العلوم الفاضلة، فكيف والحالة هذه، بكرة القدم اليوم، التي استولت، وطغت على جميع العلوم المفضولة، بل قل العلوم الشرعية، مع العلم أن كرة القدم ليست علم من العلوم، وإنما هي لعب، ونوع من أنواع اللهو والترويح على النفس، فهذا كلام عباد الله لابد أن يُفهم.

    وأما النوع الثالث من الألعاب الممنوعة: فهي الألعاب التي لا حظ فيها للعقل، والتفكير، والحساب، وإنما هي قائمة على التخمين، والحظ -يعني كالمصادفة-، فهذه قال أهل العلم أنها محرمة.

    وأما القسم الثالث من الألعاب: فهي الألعاب الرياضية التي سكت عنها الشرع منعًا وإثباتًا، وهي الألعاب المباحة في شرع الله عز وجل، هذه وإن اختلف العلماء في حكمها بين قولين، إلا أن الراجح فيها الحل والجواز، ما لم تقترن بمحظور شرعي، شريطة ألا يكون فيها هذا المحرم، لا في أصل، ولا في وصف، ولا في شرط، وشريطة ألا يكثر منها المسلم، حتى تصل به إلى الانشغال بها، وتعلق قلبه بها، فهذه الأمور لابد أن تعرف، ولابد أن تضبط، ولابد أن تكون في فهم الإنسان المسلم، حتى يستطيع أن يحفظ إيمانه ويحفظ أخلاقه.

    والخلاصة عباد الله التي أقول، في نهاية الموضوع وفي نهاية الخطبة، أن كرة القدم اليوم، وما يقال عنها، وما يروج لها، وما يسخر لها من طاقات وإمكانات، وما تحتله من صدارة في الحديث والأحداث، صارت من المعاول الهدامة، التي يستخدمها أعداءنا في ضرب المسلمين وإضعافهم، ولذلك شجعوا عليها بجميع الوسائل، ويؤكد هذا ما جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون" لما قالوا في بعض بنودهم الشهيرة، والتي ركزوا عليها، ركزوا عليها حربهم على المسلمين، قالوا: «ولكي تبقى الجماهير في ضلال، لا تدري ما وراءها، وما أمامها، وما يراد بها، فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها، بإنشاء وسائل المباهج، والألعاب الفكهة، والمسليات، وأشكال وضروب اللهو والرياضة، ثم نجعل الصحافة بعد ذلك تدعو إلى مباريات فنية ورياضية».

    فهذا عباد الله قليل من كثير، وغيض من فيض، كان من اللازم، والواجب، والأمانة، أن يقال لكم، حتى من كان متصفا بمثل هذا الذي ذكرت لعله أن يتحرر من هذه الأشياء التي قد تذهب بإيمانه وبأخلاقه، والذي عافاه الله عز وجل من كل ذلك نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبته على الحق المبين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد شبانا إلى حظيرة الإسلام، وأن يجعل همهم ونشاطهم في ابتغاء المعالي، وفي ابتناء المناقب، التي يصيرون من خلالها رجال المستقبل، ورجال الأمة يدافعون عن حياضها، كما قال الله سبحانه وتعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.

    فهذه عباد الله هي الأمور التي ينبغي أن نتهم بها، لأن من أعظم مخاطر الرياضة ترك ذكر الله سبحانه وتعالى، و ترك الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتخلف عن الجمعة والجماعات، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله عز وجل فيها إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة» رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح، فهل من يكون في صخب وضجيج هذه اللعبة، وفي المدرجات، هل ينتظر منه ان يذكر الله عز وجل، أو أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوق الشيطان وداعيه قائم وحاكم، والله عز وجل قال عن الشيطان: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} والله تعالى نسأل أن يوفقنا لما فيه الخير، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. والحمد الله رب العالمين.


    انتهـــــــــــــى بحمــــــــــــــــــــد الله

    عرض قائمة جميع مواضيع الأخ أبو هريرة محمد نجم


يعمل...
X