إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

محاضرة: وقفات مع قوله تعالى:{توبوا إلى الله توبة نصوحًا} للشيخ مصطفى مبرم حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ] محاضرة: وقفات مع قوله تعالى:{توبوا إلى الله توبة نصوحًا} للشيخ مصطفى مبرم حفظه الله



    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

    السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله منْ شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له؛ وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عبده ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين؛ أمَّـا بعد:
    فإنَّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، وشرّ الأُمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعةٍ ضلالة، وكلّ ضلالة في النَّار؛ أمَّا بعد:
    فكما سمعتم في هذه المقدِّمة عنوان هذه الكلمة ومكان انعقادها وتأريخ انعقادها
    [1]؛ ونسأل الله -جلَّ جلاله- أن يرزقنا التَّوفيق والسَّداد والهدى والرَّشاد. اللَّهم اهدنا وسدِّدنا، وجزى الله خيرًا من كان سببًا في هذا اللِّقاء وفي غيره من اللِّقاءات الَّتي تواصل أهل السُّنَّة بعضهم ببعض.
    وقد سمعتم أيضًا أن عنوان هذه الكلمة: "وقفات مع قوله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}[2]
    والله -جلَّ جلاله- بيَّن في كتابه أنَّ من مقاصد تنزيل القرآن -بل هو من أعظم مقاصد تنزيل القرآن- أن يتدبَّره النَّاس ويقفوا عند آياته وما أراده الله -سبحانه وتعالى- منهم، كما قال -جلَّ وعلا-: {
    كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[3] فالرَّب -جلَّ وعلا- بيَّن أنَّ من مقاصد تنزيل القرآن أن يتدبَّره الخلق: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }[4] { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[5] { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ }[6]
    وهذه الوقفات حقيقتها أنَّها نوعٌ من التَّدبُّر في هذه الآيات، ولسنا نزعم أنَّنا سنأتِي على هذه الوقفات الَّتي مبناها على تدبُّر هذه الآيات، لكنَّما هو تذكير بما أخبر الله -سبحانه وتعالى- به في كتابه أو بما أمر به أو بما نهى عنه.
    وهذه الوقفات -الَّتي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح بها وأن ينفع بها- راجعة إلى هذه الآية الَّتي ذكرها ربُّنا -سبحانه وتعالى- في كتابه.

    وهذا النَّوع من الكلمات أو المحاضرات هو ممَّا يحثُّ النَّاس على تدبُّر الآيات والوقوف عندها.
    افتتح الله -جلَّ جلاله- هذه الآية بما استفتح به كثيرًا من آياته في كتابه بنداء المؤمنين الَّذي يدلُّ على رأفته ولُطفه ورحمته ورفقه بعباده وعلى مدى ما هم عليه من المنزلة عند ربِّهم والتَّكريم والتَّشريف الَّذي شرَّفهم الله -سبحانه وتعالى- يوم أن وصفهم بالإيمان، فلمَّا ناداهم الرَّب -جلَّ وعلا- باسم الإيمان ولقَّبهم بلقب الإيمان دلَّ هذا على أنَّه من أعظم الأسماء ومن أعظم الأوصاف ومن أعظم الألقاب، كما يناديهم بالعبودية وهكذا في نداءاتٍ في القرآن يكرِّم الله بها أهل الإيمان والإسلام ومقامات العبودية والصِّدق وما أشبه ذلك.
    فإذا سمعت نداء الرَّب -جلَّ وعلا- فاعلم أنَّ هذا من رحمته بعباده ومن تشريفه لهم؛ ومن الوقفات عند هذا النِّداء أنَّ المؤمن يتَّجه بقلبه وقالبه وظاهره وباطنه وسرِّه وعلانيته فينطرح بين يدي مناديه ويُصغي سمعه وقلبه وكلَّ جوارحه كما جاء في الزُّهد للإمام أحمد وعند ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه كان يقول: (
    إذا سَمعتَ الله يقُول: {يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فارع لها سَمْعَك وَقْلَبِك، فَإِنْ كَانَ أَمْرًا عَمِلْتَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ نَهْيًا اجْتَنِبْه) أو كما قال رضيَ الله عنه؛ فإذا عرف المؤمن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- إذا قال: {يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا} فإنَّه ينادي أهل الإيمان أينما كانت أماكنهم ومتى كانت أزمنتهم-الَّذين آمنوا ابتداء، والَّذين آمنوا انتهاء، الَّذين بدأ بهم الإيمان من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والَّذين ينتهي بهم أمر الدُّنيا حتَّى لا يبقى عليها نفس منفوسة- كلُّهم داخلون في نداء الرَّب.
    فإذا ما سمعته أنت كائنًا ما كان زمانك، كائنًا ما كان مكانك، كائنًا ما كان لسانك، فإنَّك تُصغي لها بقلبك وقالبك، بكلِّ حواسِّك وجوارحك لأنَّ في ذلك نجاتك وخلاصك من الشُّرور كلِّها.

    ومن الوقفات عند هذا النِّداء الَّتي وقفها أئمَّة السُّنَّة في الرَّد على طوائف البدع أنَّهم قالوا بأنَّ الله لمَّا ناداهم بالتَّوبة وناداهم باسم الإيمان أنَّ المعاصي لا تُكفِّرهم ولا تُخرجهم عن دائرة الإسلام، وأنَّ المعاصي لا تحكم عليهم بالكفر وإن كانت من كبائر الذُّنوب ما لم يكونوا مستحلِّين لها -على تفاصيل في هذا الأمر-، لأنَّ الله –جلَّ وعلا- قال: {
    يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا} فنسبهم إلى الإيمان، وقال: { عَسَى ربُّكُم أن يُكَفِّرَ عَنْكُم سَيِّئاتِكم} فنسب إليهم السَّيِّئات، فهذا دليل فيه الرَّد على الخوارج والمعتزلة الَّذين يُكفِّرون أهل الإسلام بوقوعهم في المعاصي والآثام.
    كما أنَّه ردٌّ على أهل الإرجاء الَّذين يجعلون الإيمان لا يضرُّ معه ذنب ولا معصيةٌ ولا سيِّئة.

    فهذا النِّداء الَّذي نادى الله -جلَّ وعلا- به عباده: نداءُ رحمة ورأفة ورفقٍ وتلطُّف وليس نداء حاجة؛ لا ينايهم ويقول لهم: {
    يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} لأنَّه محتاج إليهم، ((يَا عِبَادِي إنَّمَا هِيَ أعْمَالُكُمْ)) كما قال الرَّب -جلَّ وعلا- في الحديث القُدسي في صحيح مُسلم من حديث أبي ذرّ عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يرويه عن ربِّه: ((يا عبادي! إنَّما هِيَ أَعْمَالُكُم أُحْصِيهَا لَكْم ثُمَّ أُوفِّيكُم إيَّاهَا، فَمَنْ وَجد خيرًا فَلْيحْمدِ الله، ومَنْ وَجَد غيرَ ذَلِك فَلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفسَه)) فهذا بيان على أنَّ هذا النِّداء محتاج منَّا إلى كثير من التأمُّل والتَّدبر، سل نفسك لماذا ناداك الله -سبحانه وتعالى-؟ وما هي أحبُّ النِّداءات الَّتي نادى الله بها في القرآن عباده وأولياءه وأصفياءه؟ وما الَّذي يُريده منهم إذا ناداهم؟
    فإنَّ هذا القرآن رسالة الله إليك، فتتعرَّف على ما يأمرك به، تتعرَّف على ما ينهاك عنه، تتعرَّف على ما يريد أن يخبرك عنه ممَّا مضى وممَّا هو آتٍ.

    فليس الأمر هيِّنًا أن نقرأ في القرآن: {
    يَا أَيُّهَا} ثمَّ لا ندري ما بعدها.
    ليس الأمر بالهيِّن حتَّى نمرَّ على النِّداءات وكأنَّ الَّذي نودي بها غيرنا ولا تعنينا ولا تتَّصل إلينا بوجه.

    {
    يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا} صدَّقوا جازمين مُقرِّين بكلِّ ما يتضمَّنه الإيمان، {تُوبُوا إلَى الله} هذا واحد من النِّداءات الَّتي نادى الله -جلَّ جلاله- بها المؤمنين، أن يتوبوا إلى الله، وليست أيّ توبة، وليست توبة مُطْلقة، وليست أيضًا توبة مُقيَّدة؛ فليس توبة مطلقة لا حقيقة لها ولا معنى لها ولكنَّها موصوفة بوصف دقيق؛ وليست توبة مُقيَّدة بذنبٍ أو معصية أو جرم أو كبيرة بعينها، بل توبة موصوفة بالنّصح، وتوبة تشمل كلّ ذنب ومعصية؛ التَّوبة الَّتي أرادها الله -جلَّ جلاله- ووصفها في كتابه وفي سنَّة رسوله عليه الصَّلاة والسَّلام والَّتي لها حقيقة عظيمة مُستفاد بيانها عند أهل العلم وأئمَّة الإسلام كما يقول الحافظ ابن القيم -رحمه الله-: (فالتَّوبة في كلام الله ورسول تتضمَّن العزم على فعل المأمور والتزامه، فلا يكون بمجرَّد الاقلاع والعزم والنَّدب تائبًا حتَّى يوجد منه العزم الجازم على فعل المأمور والاتيان به؛ هذه حقيقة التَّوبة، وهي اسمٌ لمجموع الأمرين وهي كلفظة التَّقوى) إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-.
    ولهذا وصف الله -سبحانه وتعالى- هذه التَّوبة بأنَّها نصوح، فإنَّ الصَّحيح من أقوال المعربين أنَّ قوله {نَ
    صُوحًا} منصوب على النعت على أنَّ الله أراد وصف التَّوبة بأنَّها توبة نصوح، قد نصح فيها التَّائب نفسه فخلَّصها من كلِّ شائبة، فيتوب إلى الله -جلَّ جلاله- لا يريد بذلك إلَّا وجه الله -جلَّ وعلا-؛ يتوب بهذه التَّوبة الَّتي وُصفت بأنَّها نصوح يريد أن يرضى الله -جلَّ وعلا- عنه، يُقلع عن المعاصي وعن السَّيئات.

    ومن عجائب الجاهلين المتكلِّمين في كتاب ربِّ العالمين بما لا يفقهون ولا يعقلون أنَّ بعضهم ظنَّ أن قوله تعالى: {
    تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحًا} أنَّ هذا اسم إمَّا لرجل أو امرأة أخبر الله -سبحانه وتعالى- عنه في كتابه ثمَّ أراد أن تكون توبة النَّاس كتوبة هذا النَّصوح! حتَّى سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن ذلك فأجاب بما يُثلح الصَّدر ثم قال: (ومن قال من الجهَّال إنَّ "نصوح" اسم رجل كان على عهد النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أمر النَّاس أن يتوبوا كتوبته: فهذا رجلٌ مُفترٍ، كذَّاب، جاهل بالحديث والتَّفسير، جاهلٌ باللُّغة ومعاني القرآن، فإن هذا امرؤ لم يخلقه الله تعالى ولا كان في المتقدِّمين أحدٌ اسمه "نصوح" ولا ذَكر هذه القصَّة أَحد من أهل العلم، ولو كان كما زعم الجاهل لقال: "تُوبُوا إلى الله تَوبةَ نَصُوح").

    فعلى كلِّ حال هذه التَّوبة الَّتي أمر الله -جلَّ وعلا- بها ونادى إليها أهل الإيمان بقوله: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحًا} موصوفة بأن تكون هذه التَّوبة نصوح.
    ولمَّا كان هذا اللَّفظ في القرآن عُني به أئمَّة السَّلف من الصَّحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من أئمَّة العلم والتَّفسير فبيَّنوا ما المراد بالتَّوبة النَّصوح حتَّى جاء عن عمر رضي الله عنه فيما يرويه عنه النُّعمان بن بشير أنَّه سُئل الفاروق عن التَّوبة النَّصوح فقال: (
    أن يَتُوب الرَّجلُ مِن العمل السَّيِّءِ ثُمَّ لا يعُود إليه أبدًا) هذا نوع من حقيقة التَّوبة (يتُوبَ الرَّجل من العمل السَّيِّء ثمَّ لا يعود إليه) وتتابع على هذا التَّفسير أئمَّة كُثر من أئمَّة السَّلف في بيان حقيقة التَّوبة النَّصوح كما جاء هذا عن ابن عباس وعن مجاهد وعن عكرمة وعن طوائف من: الضَّحاك بن مزاح -كلُّهم-، قتاة بن دعامة السَّدوسي، الحسن البصري، كلّ هؤلاء يُبيِّنون أنَّ التَّوبة النَّصوح بأن يكون العبد نادمًا على ما مضى مُجمعًا على أن لا يعود فيه، وفيها قرَّره ابن القيِّم أيضًا أنَّه مع ندمه وتوبه وعزمه على أن لا يعود فإنَّه يلتزم العمل الصَّالح، يقوم بالعمل الصَّالح، وقد قال ربُّنا -جلَّ وعلا- في كتابه الكريم: {إلَّا مَنْ تَابَ} لمَّا ذكر جملة من كبائر الذُّنوب، بدأها بالشِّرك وختمها بالزِّنا في قوله -جلَّ جلاله-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى الله مَتَابًا }[7] تأمَّل في هذا، وتأمَّل أيضًا في قول ربِّنا -جلَّ جلاله-: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}[8] حتَّى قال سعيد بن جبير: ({وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}: لزم السُّنَّة)
    فالتَّوبة النَّصوح ليس من حقيقتها أن يترك العبد الذَّنب ثمَّ لا يُقبل على ما يُكفِّر الله به سيِّئاته من الأعمال من الصَّالحة: من الاستغفار، والذِّكر، والصَّلاة، والصَّيام، والنَّفقة، وبرّ الوالدين، والإحسان إلى الجوار، وأن يسدّ الثَّغرة الَّتي كانت في ماضيه السَّيء أو في تقصيره؛ جاء عن سعيد بن المسيّب -رحمه الله- أنَّه قال: (
    التَّوبة النَّصوح ما تنصحون بها أنفسكم) فإذا لم ينفعك نصحك لنفسك فكيف سينفع النَّاس نصحك؟!
    فهذه التَّوبة النَّصوح الَّتي أرادها ربُّنا -جلَّ وعلا- الاقلاع عن الذَّنب بتركه مباشرة وأن لا يبق في القلب ولا في الذِّهن ولا في البدن أي شيء من مُتعلَّق ذلك الذَّنب وتلك المعصية، يترك كلَّ شيء عند أوَّل عتبة من عتبات التَّوبة، ويخطو في طريقه وقد ترك كلَّ شيء امتثالًا لأمر الله -جلَّ جلاله-، طاعة لله -سبحانه وتعالى-، يتوب إلى الله -جلَّ جلاله- فيندم على تلك السَّاعات السَّالفة، على تلك اللَّحظات، على تلك النَّزغات الَّتي قال الله -جلَّ وعلا- عنها {
    وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[9] {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[10] أنت واحد من بني آدم وكلُّنا لسنا معصومين، نخطئ، ونُسيء، ونُذنب، ولهذا قرَّر أئمَّة الإسلام أنَّه ليس من شرط الولاية أن يكون الوليّ معصومًا كما ذكر ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في "الفرقان"، ليس من شرط الولي أن يكون معصومًا لا يُذنب، لا يعصي، وإنَّما يكون عاكفًا على الطَّاعات.
    هذا لا يكون ولا يمكن أن يكون بل العبد عُرضه لأن يُخطئ، وقد حسَّن طوائف من أهل العلم قول النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم عند أحمد في حديث أنس بن مالك: ((
    كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابُونَ)) لأنَّ العبد لابدَّ وأن يقع في الذَّنب كما قال النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام: ((ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ))[11]، وكما قال أيضًا عليه الصَّلاة والسَّلام عند أحمد من حديث أنس: ((والَّذي نفسي بيدِه أو والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه لو أخطَأْتُم حتَّى تبلُغَ خطاياكم ما بينَ السَّماءِ والأرضِ ثُمَّ استغفَرْتُمُ اللهَ لغفَر لكم والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه أو والَّذي نفسي بيدِه لو لم تُخطِئوا لجاء اللهُ عزَّ وجلَّ بقومٍ يُخطِئونَ ثُمَّ يستَغفِرونَ فيغفِرُ لهم))[12] فتأمَّل أنت يا عبد الله أنَّ تلك النَّزغات وتلك السَّيِّئات وتلك المعاصي فتح الله لها باب التَّوبة وأغلق على العبد باب القنوط واليأس كما قال ربُّنا -جلَّ وعلا-: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }[13] فإذا تركت الذَّنب وراءك ظلَّ يلاحقك لكنَّه لا يُلاحقك ملاحقة اليائس القانط، فقد أفاد ابن القيِّم أنَّ من منازل التَّوبة أن يتذكَّر ذلك الذَّنب حتَّى يقع في قلبه نوعٌ من الحُرقة على ما فعله في جنب الله سبحانه وتعالى -أو بنحو قوله عليه رحمة الله ومغفره-، بمعنى أنَّه يستحضر كيف فعل هذا الذَّنب ويُجدِّد التَّوبة مع الله -جلَّ جلاله- لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- يُحبُّ التَّائبين ويفرح بتوبة العبد إذا تاب عليه كما قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كما في الصَّحيحين: ((للهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه، حين يتوبُ إليه، من أحدِكم كان على راحلتِه بأرضِ فلاةٍ، فانفلتت منه، وعليها طعامُه وشرابُه، فأيس منها ، فَأَتَى شَجَرَةً . فاضطَجَع فِي ظلِّها، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِه، فَبَيْنَما هُوَ كَذَلِك إِذَا هُو بِهَا ، قَائِمَةٌ عِنْدَه، فَأَخَذ بِخِطَامِها ثُمَّ قال مِنْ شِدَّةِ الفَرحِ: "اللَّهم أَنْتَ عَبْدِي وَأَنا ربُّك" أَخْطَأَ منْ شِدَّةِ الفَرَحِ))[14] انظر إلى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كيف يُصوِّر لأصحابة فضل التَّوبة، أوليس من فضلها أنَّ الله -جلَّ وعلا- رتَّب عليها الفلاح: { وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[15] والفلاح أجمع كلمة -كما قال الخطَّابي وغيره- أجمع كلمة قالتها العرب في الخير { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فالتَّائب موعود بالفلاح، فإذا تاب توبةً نصوحًا فإنَّ "لعلَّ" و "عسى" كما يقول العلماء الَّتي عُبِّر عنها هنا بقوله: {نَصُوحًا عَسَى} وعُبِّر هُناك: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أنَّها واقعة من الرَّب -جلَّ جلاله- وأنَّ الله -سبحانه وتعالى- يُوقعها على ما يقوم في حقيقة العبد.
    نبيُّنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم جاء عنه أحاديث كثيرة في بيان التَّوبة، في بيان فضلها، في بيان حقيقتها، في التَّطبيق منه عليه الصَّلاة والسَّلام، في تربية أصحابه على ذلك، في ربطهم بالله -جلَّ وعلا- كما جاء في صحيح الإمام مسلم في حديث أبي موسى الأشعري أنَّ النَّبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم قال: ((
    إن اللهَ عز وجل يبسطُ يدَه بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهارِ، ويبسطُ يدَه بالنهارِ ليتوبَ مسيءُ الليلِ، حتى تطلعَ الشمسُ مِنْ مغربِها)) تأمَّل في هذا، تأمَّل إلى فضل الرَّب -جلَّ وعلا- ليلًا ونهارًا، يقبل توبة التَّائبين كما قال ربُّنا -سبحانه وتعالى-:{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}[16] مازال عندك من رحمة الله -جلَّ وعلا-، ولكن لا تغتر حتَّى أنَّ نبيك محمَّدًا عليه الصَّلاة والسَّلام أخبر بأنَّ الله يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر، ما لم يخرج من الدُّنيا، ما لم يُسفر الموت عنه كما قال عليه الصَّلاة والسَّلام في حديث ابن عمر: ((إنَّ الله يَقْبَلُ تَوْبَة الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِر)) كما هو عند التّرمذي.
    فالنَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام ندب أصحابه، ندب أُمَّته، ندب المسلمين جميعًا إلى التَّوبة إلى الله -جلَّ وعلا- ورغَّبهم فيها وذكر لهم عليه الصَّلاة والسَّلام فضائلها، فيا من تريد الفلاح عليك بالتَّوبة {
    لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} يا من تريد أن تُكفَّر عنك سيِّئاتك عليك بالتَّوبة { عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}[17] أوليس يُهمُّك ويُقلقك تربية أبنائك وصلاح أبنائك واستقامتهم؟! قال الله -جلَّ وعلا- في كتابه الكريم مُخبرًا عن العبد الصَّالح في سورة الأحقاف أنَّه قال:{ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ }[18] فالتَّوبة آخذة بزمام الخير كلِّه.

    ثم إنَّك عبد، نعم عفدٌ فطرك الله على التَّقصير، على الغلط، على الخطأ، على اتِّباع شهوة الفرج، اتِّباع شهوة العين، اتباع شهوة العين، اتباع شهوة البطش إلى غير ذلك، لكنَّه أمرك بالتَّوبة، فتح لك باب التَّوبة على مصراعيه تتوب إلى الله -جلَّ وعلا-.
    وهذه النُّصوص وهذه الأحاديث غيرها كثير، إنَّما المراد الوقفة العظيمة الَّتي نادى الله -جلَّ وعلا- بها -أو لها- عباده المؤمنين أن يتوبوا، أن يُلزموا التَّوبة إلى الله -جلَّ وعلا-، حتَّى ضرب الله لنا أمثلة بتوبة التَّائبين في القرآن من الأنبياء، من المرسلين، من الصَّحابة، من الصَّالحين كتوبة الرَّجل الَّذي قتل تسعة وتسعين نفسًا وكمَّل المائة -هذا في الحديث-، وكتوبة الثَّلاثة الَّذين خُلِّفوا حَتَّى ضاقتْ عليهم الأرْض بمَا رحُبت -من المؤمنين رضي الله عنهم وأرضاهم- فتاب الله عليهم ليتوبوا.
    كلُّ هذا يا أخي الكريم يدعوك الله -سبحانه وتعالى- إليه، يندبك إليه، يحثُّك عليه لأنَّ الله -جلَّ وعلا- يُريد بهذا العبد خيرًا كما قال ربُّنا -سبحان وتعالى- {
    وَالله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}[19] انظر إلى أيّ الإرادتين ستجنح أيُّها العبد المُقصِّر؛ والله يريد أن يتوب عليكم فيفتح لكم باب التَّوبة وأسبابها وما يُعينكم عليها وما يُذكِّركم بها { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} فكلَّما أردت أن تتوب جاءك جليس السُّوء:"العمر فيه بقية"، "أنتَ شبابك في مُقتبل العمر"، "لازلت في ريعان شباب"، "ستتوب إذا حصل كذا" وكأنَّه لا ينظر إلى مصارع عُشَّاق الدُّنيا المستميتين عند أعتابها وعند أقدامها، الَّذين بطشت بهم ومَكرت بهم حتَّى خرجوا من الدُّنيا ولم يتوبوا إلى الله -جلَّ وعلا- نسأل الله العافية والسَّلامة.

    تأمَّل في هذه {
    وَالله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } فأنت بين هاتين الإرادتين، فأين إرادتك؟ أن تُرضي ربَّك وأن تكون حيث أراد الله -جلَّ وعلا- منك.
    نداءٌ إليك يا من تسمع، يا من تركت الصَّلاة وضيَّعتها أو لا تُصلِّ إلى على حسب المواسم في رمضان أو الجمعة أو لا تصلِّ إلَّا إذا كنت متفرِّغًا للصَّلاة ولا يشغلك عنها ولا يشغلك عنها شاغل؛ تُب إلى الله –جلَّ وعلا-.
    تُب إلى الله يا من تُصلِّ ولا تُبال هل تُصلِّي في جماعة أو تُصلِّي وحدك.
    تُب إلى الله يا من تُصلِّ ولكنَّك تُصلِّ ولا تدر ما صلَّيت. كلُّنا نحتاج إلى التَّوبة.
    تُب إلى الله أيُّها الولد العاق، يا من عققت والدك أو عققت والدتك.
    تُب يا قاطع الأرحام، تُب يا مُؤذي الجوار، تُب يا من وقعت في خيانة لأمانة.
    تُب يا من كذبت، تُب يا من سرقت، تُب يا من زَنيت، قال الله –جلَّ جلاله- في كتابه الكريم: {
    إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[20] لا استثناء ((التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ)) ألا إنَّ الله -جلَّ وعلا- ناداكم إلى ما تستطيعون وتُطيقون، فليست التَّوبة آصارًا ولا أغلالًا، ليست التَّوبة يا عبد الله أثقالًا من حديد تُثقلك، إنَّها والله روح الحياة وانشراح الصَّدر وأمنة النَّفس وطمأنينة القلب.
    أيًّا ما كانت معصيتك تُب إلى الله، أيًّا ما كان ذنبك تُب إلى الله؛ وإذا كان الذَّنب له تعلُّق بحقوق العباد فردَّها وتحلَّل منها وتخلَّص منها فإنَّها حقّ يلزمك في الآخرة، وإذا لزمك في الآخرة فلا عوض إلَّا في الحسنات والسَّيِّئات.
    فلتتب إلى الله -جلَّ جلاله- فإنَّ الله يقبل التَّوبة عن عباده ويعفو عن السَّيِّئات.
    ولتستحضر في قلب حرقة النَّدم فإنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابن مسعود عند أحمد: ((
    النَّدَمُ تَوْبَة))[21] فالتَّوبة حقيقتها أن يندم الإنسان على فعل المعاصي أو الإغراق فيها وعلى التَّقصير في طاعة الله سبحانه قبل أن يقول في ذلك اليوم: { يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}[22] أو أن يقول: { يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }[23].
    ثمَّ تأمَّل إلى ما جعله الله من الأثر في هذه التَّوبة {
    عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ }[24] فمن تاب توبة نصوحًا كفَّر الله عنه سيِّئاته، لأنَّ "عسى" من الله واجبة -كما يقول العلماء- أوجبها الله -سبحانه وتعالى-.

    ثمَّ إذا وقع العفو عن السَّيِّئات والتَّجاوز عن السَّيِّئات رتَّب الله الجزاء العظيم في الآخرة {
    وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[25] ثمَّ يجعلك في الَّذين نجَّاهم وجعلهم في صُحبة النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال{ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ}[26] ثمَّ جعل الله لك نورًا يوم أن سلكت نُور التَّوبة، جعل الله لك نورًا في الآخرة يوم أن سلكت نور التَّوبة في الدَّنيا، فأضاء الله قلبك بالتَّوبة في الدُّنيا فسرت وراء ذلك النُّور ثمَّ يكون معك يوم القيامة { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فنورك يسعى معك.
    فمن لم يجعل الله له نورًا في الدُّنيا بالإيمان والتَّوبة والصِّدق والإخلاص والإحسان والعمل الصَّالح فأنَّا له أن يجد نورًا في القيامة وبين يدي الربِّ –جلَّ جلاله-؟!


    تفريغ إدارة الحساب الرسمي: فوائد ش / مصطفى مبرم
    http://www.telegram.me/fawaidmbrm

    ________
    [1] إشارة إلى قولهم -في بداية اللِّقاء-: (يسرُّنا في هذه اللَّيلة المباركة إن شاء الله ليلة الإثنين 9 جمادى الآخرة 1438 هـ، أن نستضيف عبر الهاتف فضيلة الشَّيخ مصطفى مبرم –سلَّمه الله- ليُلقي كلمة على إخوانه بمدينة "سطيف" بعنوان: "وقفات مع قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنُوا تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَصُوحًا} وذلك ضمن اللِّقاءات السَّلفية الجزائرية) اهـ. (باختصار)


    [2] سورة التحريم: 8

    [3] سورة ص: 29

    [4] سورة النساء: 82

    [5] سورة محمد: 24

    [6] سورة المؤمنون: 68

    [7] سورة الفرقان: 68-71

    [8] سورة طه 82

    [9] سورة آل عمران: 135

    [10] سورة الأعراف: 201

    [11] الالباني صحيح الجامع

    [12] الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات

    [13] سورة الزمر: 53

    [14] رواه مسلم عن أنس بن مالك

    [15] سورة النور: 31

    [16] سورة الشورى: 25

    [17] سورة التحريم: 8

    [18] سورة الأحقاف: 15

    [19] سورة النساء: 27

    [20] سوة الزمر: 53

    [21] صححه الألباني "صحيح ابن ماجه"

    [22] سورة الأنعام: 31

    [23] سورة الزمر: 56

    [24] التحريم: 8

    [25] سورة الصف: 12

    [26] سورة التحريم: 8
يعمل...
X