إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

سبيل الرشاد في هدي خير العباد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [كتاب] سبيل الرشاد في هدي خير العباد





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كتاب سبيل الرشاد في هدي خير العباد

    لمحمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي -رحمه الله-

    حالة الفهرسة: مفهرس بالكامل
    سنة النشر: 1427 - 2006
    عدد المجلدات: 4
    رقم الطبعة: 1
    الحجم (بالميجا): 65

    نبذة عن الكتاب: - يحتوي المجلد الأول على مقدمات المصنف والجزء الأول، ويحتوي المجلد الثاني على الجزئين الثالث والرابع، ويحتوي المجلد الثالث على الجزئين الخامس والسادس، ويحتوي المجلد الرابع على الجزء السادس والفهارس
    للتحميل





  • #2
    رد: سبيل الرشاد في هدي خير العباد

    فهذه فوائد منتقاه من كتاب ( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى –، طبعة الدار الأثرية.
    وقد وضعت فقط عنوان للفائدة ، وللأمانة العلمية - في النقل - نقلت هذه الفوائد من الفهارس التي قام بها المغتني بالكتاب سوى عنوان الفائدة الخامسة فهمي مني ،،،،،
    وأنصح اخواني بالاعتناء بهذا السفر الكثير الروعة والفائدة ،،،،،،،

    الفائدة الأولى
    اتباع القرآن مع بيان الرسول – صلى الله عليه وأله وسلم –
    شرط في سعادة الدنيا والأخرة (3/326)،،،،،

    قال الشيخ " محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى " بعد نقله لكلام الامام الحافظ " ابن كثير – رحمه الله في قوله تعالى (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) العنكبوت (45)
    قال " أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد – صلى الله عليه وأله وسلم – بتلاوة القرآن وبيانه للناس كما تقدم في قوله تعالى ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) النحل: (44)
    وأمره باتباعه في قوله سبحانه ((اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)) الأنعام: (106)
    وأمره بالتمسك به في قوله : ((فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) )) الزخرف : ( 43 – 44 )
    وأمره بالحكم في قوله : ((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ )) المائدة :(49)
    وأمر الناس كلهم باتباع القرآن فقال:((اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ))الأعراف :(3)
    واتباع القرآن مع بيان الرسول – صلى الله عليه وأله وسلم – ( وهو السنة ) شرط في سعادة الدنيا والأخرة ، ومن لم يتبعه كان شقياً في الدنيا والأخرة إذا بلغه وقامت عليه الحجة ، وهناك أمور كثيرة تحول دون اتباعه منها :

    الجهل ،،،،،،،
    والغفلة ،،،،،،
    وعدم الإيمان أو ضعفه ،،،،،
    ومنها اتباع الرؤساء المضلين ،،،،،،
    ومنها التقليد والمذهب واتخاذ الطرائق المضلة ورفقاء السوء والأحزاب الناكبة عن الصراط المستقيم ،،،،،

    فالسعيد الموفق هو الذي يرضى بالغربة ويتمسك بالقرآن والسنة ويأمر أهله بذلك كما قال تعالى : ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )) طه: (132) ولا يبالي بضلال الناس ولو بقي وحده ، والهدى بيد الله.

    ومن الأسباب المانعة من قبول الحق في " هداية الحيارى صـ18ـ لابن قيم الجوزية قال "
    ((والأسباب المانعة من قبول الحق كثيرة جداً: فمنها: الجهل به، وهذا السبب هو الغالب على أكثر النفوس، فإن من جهل شيئاً عاداه وعادى أهله. فإن انضاف إلى هذا السبب بُغض من أمره بالحق، ومعاداته له، وحسده؛ كان المانع من القبول أقوى. فإن انضاف إلى ذلك أِلْفه وعادته ومرباه على ما كان عليه آباؤه، ومن يحبه ويعظمه قويَ المانع. فإن انضاف إلى ذلك توهمه أن الحق الذي دعي إليه يحول بينه وبين جاهه وعزه وشهواته وأغراضه قوى المانع من القبول جداً. فإن انضاف إلى ذلك خوفه من أصحابه وعشيرته وقومه على نفسه وماله وجاهه، كما وقع لهرقل ملك النصارى بالشام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ازداد المانع من قبول الحق قوة، فإن هرقل عرف الحق وهَمَّ بالدخول في الإسلام، فلم يطاوعه قومه وخافهم على نفسه فاختار الفرى على الإسلام بعد ما تبين له الهدى، كما سيأتي ذكر قصته إن شاء الله تعالى.
    ومن أعظم هذه الأسباب: الحسد
    . فإنه داء كامن في النفس، ويرى الحاسد المحسود قد فضل عليه وأوتي مالم يؤت نظيره، فلا يدعه الحسد إن ينقاد له ويكون من أتباعه، وهل منع إبليس من السجود لآدم إلا الحسد؟!، فإنه لما رآه قد فضل عليه ورفع فوقه؛ غص بريقه، واختار الكفر على الإيمان بعد أن كان بين الملائكة.
    وهذا الداء هو الذي منع اليهود من الإيمان بعيسى ابن مريم، وقد علموا علماً
    لا شك فيه أنه رسول الله، جاء بالبينات والهدى، فحملهم الحسد على أن اختاروا الكفر على الإيمان، وأطبقوا عليه، وهم أمة فيهم الأحبار والعلماء والزهّاد والقضاة والملوك والأمراء. هذا وقد جاء المسيح بحكم التوراة، ولم يأت بشريعة يخالفها، ولم يقاتلهم، وإنما أتي بتحليل بعض ما حرم عليهم تخفيفاً ورحمة وإحساناً، وجاء مكملاً لشريعة التوراة، ومع هذا فاختاروا كلهم الكفر على الإيمان. فكيف يكون حالهم مع نبي جاء بشريعة مستقلة ناسخة لجميع الشرائع، مبكتاً لهم بقبائحهم، ومنادياً على فضائحهم، ومخرجاً لهم من ديارهم، وقد قاتلوه وحاربوه، وهو في ذلك كله يُنصر عليهم، ويظفر بهم، ويعلو هو وأصحابه، وهم معه دائماً في سفال، فكيف لا يملك الحسد والبغي قلوبهم؟!، وأين يقع حالهم معه من حالهم مع المسيح، وقد أطبقوا على الكفر به من بعدما تبين لهم الهدى.
    وهذا السبب وحده كاف في رَدَّ الحق، فكيف إذا انضاف إليه زوال الرياسات والمآكل كما تقدم........الخ )) ولمن أراد المزيد فليراجع الأصل .)) والله اعلم ،،،،

    الفائدة الثانية
    إعراض المسلمين عن القرآن والسنة أوقعهم في شقاء (4/76)،،،،،


    قال الشيخ " محمد تقي الدين – رحمه الله – بعد ذكر تفسير القاسمي قوله تعالى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ( )) الشورى : ( 7 – 8 )
    قال (( هذا القرآن العربي الذي أنزله الله تعالى على عبده ورسوله خاتم النبيين محمد – صلى الله عليه وأله وسلم - ؛ حجة على جميع أهل الأرض على كل من بلغه على وجه صحيح ، ومن أعرض عنه بعد بلوغه خسر الدنيا والأخرة ، وكان الشقاء حليفه ، والبرهان على ذلك أوضح من الشمس ، فهذه سبعمائة مليون [ هذا في زمن الشيخ – رحمه الله – اما في زمننا هذا زاد العدد الى اكثر من مليار ! نسال الله الحفظ والستر ] يتخبطون في ظلمات الشقاء بسبب الإعراض عنه ، ولم يجدوا ولياً ولا نصيراَ وعلى قدر تحقق البلوغ يكون العقاب....)) اهـ



    الفائدة الثالثة
    الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان أصناف(4/7 ، 2/331)،،،،،

    قال الحافظ أبو محمد علي بن حزم – رحمه الله – في " المحلى 1/66 – 67 " ما نصه : (( مَسْأَلَةٌ : وَلاَ يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يُقَلِّدَ أَحَدًا , لاَ حَيًّا ، وَلاَ مَيِّتًا , وَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ الاِجْتِهَادِ حَسَبَ طَاقَتِهِ , فَمَنْ سَأَلَ ، عَنْ دِينِهِ فَإِنَّمَا يُرِيدُ مَعْرِفَةَ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الدِّينِ , فَفُرِضَ عَلَيْهِ إنْ كَانَ أَجْهَلَ الْبَرِيَّةِ أَنْ يَسْأَلَ ، عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ مَوْضِعِهِ بِالدِّينِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ r , فَإِذَا دُلَّ عَلَيْهِ سَأَلَهُ , فَإِذَا أَفْتَاهُ قَالَ لَهُ هَكَذَا
    قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ فَإِنْ قَالَ لَهُ نَعَمْ أَخَذَ بِذَلِكَ وَعَمِلَ بِهِ أَبَدًا , وَإِنْ قَالَ لَهُ هَذَا رَأْيِي , أَوْ هَذَا قِيَاسٌ , أَوْ هَذَا قَوْلُ فُلاَنٍ , وَذَكَرَ لَهُ صَاحِبًا أَوْ تَابِعًا أَوْ فَقِيهًا قَدِيمًا أَوْ حَدِيثًا , أَوْ سَكَتَ أَوْ انْتَهَرَهُ أَوْ قَالَ لَهُ لاَ أَدْرِي , فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَوْلِهِ , وَلَكِنَّهُ يَسْأَلُ غَيْرَهُ.
    بُرْهَانُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَلَمْ يَأْمُرْنَا عَزَّ وَجَلَّ قَطُّ بِطَاعَةِ بَعْضِ أُولِي الأَمْرِ , فَمَنْ قَلَّدَ عَالِمًا أَوْ جَمَاعَةَ عُلَمَاءَ فَلَمْ يُطِعْ اللَّهَ تَعَالَى ، وَلاَ رَسُولَهُ r ، وَلاَ أُولِي الأَمْرِ , وَإِذَا لَمْ يَرُدَّ إلَى مَنْ ذَكَرْنَا فَقَدْ خَالَفَ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَطُّ بِطَاعَةِ بَعْضِ أُولِي الأَمْرِ دُونَ بَعْضٍ.
    فإن قيل : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
    وَقَالَ تَعَالَى ï´؟ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ
    قلنا : نَعَمْ , وَلَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُقْبَلَ مِنْ النَّافِرِ لِلتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ رَأْيُهُ , وَلاَ أَنْ يُطَاعَ أَهْلُ الذِّكْرِ فِي رَأْيِهِمْ ، وَلاَ فِي دِينٍ يَشْرَعُونَهُ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَإِنَّمَا أَمَرَ تَعَالَى بِأَنْ يَسْأَلَ أَهْلَ الذِّكْرِ عَمَّا يَعْلَمُونَهُ فِي الذِّكْرِ الْوَارِدِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَطْ , لاَ عَمَّنْ قَالَهُ مَنْ لاَ سَمْعَ لَهُ ، وَلاَ طَاعَةَ , وَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِقَبُولِ نِذَارَةِ النَّافِرِ لِلتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ فِيمَا تَفَقَّهَ فِيهِ مِنْ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي أَتَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ r لاَ فِي دِينٍ لَمْ يَشْرَعْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
    وَمَنْ ادَّعَى وُجُوبَ تَقْلِيدِ الْعَامِّيِّ لِلْمُفْتِي فَقَدْ ادَّعَى الْبَاطِلَ وَقَالَ قَوْلاً لَمْ يَأْتِ بِهِ قَطُّ نَصُّ قُرْآنٍ ، وَلاَ سُنَّةٍ ، وَلاَ إجْمَاعٌ ، وَلاَ قِيَاسٌ , وَمَا كَانَ هَكَذَا فَهُوَ بَاطِلٌ لاَِنَّهُ قَوْلٌ بِلاَ دَلِيلٍ , بَلْ الْبُرْهَانُ قَدْ جَاءَ بِإِبْطَالِهِ , قَالَ تَعَالَى ذَامًّا لِقَوْمٍ قَالُوا : إنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ وَالاِجْتِهَادُ إنَّمَا مَعْنَاهُ بُلُوغُ الْجَهْدِ فِي طَلَبِ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أَوْجَبَهُ عَلَى عِبَادِهِ , وَبِالضَّرُورَةِ يَدْرِي كُلُّ ذِي حِسٍّ سَلِيمٍ أَنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَكُونُ مُسْلِمًا إلاَّ حَتَّى يُقِرَّ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إلَهُهُ لاَ إلَهَ غَيْرُهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ r بِهَذَا الدِّينِ إلَيْهِ وَإِلَى غَيْرِهِ , فَإِذْ لاَ شَكَّ فِي هَذَا فَكُلُّ سَائِلٍ فِي الأَرْضِ ، عَنْ نَازِلَةٍ فِي دِينِهِ , فَإِنَّمَا يَسْأَلُ عَمَّا حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي هَذِهِ النَّازِلَةِ , فَإِذًا لاَ شَكَّ فِي هَذَا فَفُرِضَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ إذَا سَمِعَ فُتْيَا : أَهَذَا حُكْمُ اللَّهِ وَحُكْمُ رَسُولِهِ r وَهَذَا لاَ يَعْجِزُ عَنْهُ مَنْ يَدْرِي مَا الإِسْلاَمُ , وَلَوْ أَنَّهُ كَمَا جُلِبَ مِنْ كوكوا [ هي بلد في السودان ، كان يجلب منه الناس ويباعون في الأسواق ظلماً وعدواناً . وفي المطبوع " قوقوا" . الاستفادة من الشيخ – مشهور- حفظه الله - ] وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ. )) اهـ
    وقال الشيخ – محمد تقي الدين الهلالي – بعد ذكر كلام ابن كثير في قوله تعالى ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) )) الصف ( 7 – 9 )
    قال " الشيخ تقي الدين " – رحمه الله – (( فائدة : الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان أصناف :
    أولهم : المرتدون الذين كفروا بالله تقليداً لدعاية كاذبة خاطئة ، وهذ الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في الأزمنة الغابرة في آسية وإفريقية ، وحاصلها : إن الإسلام إن كان صالحاً في الزمن الماضي لترقية الشعوب ، وأخذ نصيبها من القوة المادية ، وتحصيل المعيشة السعيدة والسيادة الكاملة ، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بأسباب الحضارة والرُّقيّ ،فكل أمة تمسكت به تبقى متأخرة تسير الى الوراء ولا تكاد تدرك شيئاً من الحضارة العصرية ، فإذا قيل لهم / وما دليلكم على هذا ؟ يزعمون ان الأوروبيين تركوا دينهم وتقدموا ، فلا يمكن أن نتقدم إلا إذا سلكنا سبيلهم.
    فنقول لهم : أولاً لا نسلّم أبداً أن الأوروبيين تركوا دينهم ، فإنهم لا يزالون متمسكين به ، ولا نكلفكم أن تذهبوا الى بلادهم لتعلموا أنكم كاذبون ، بل نرشدكم إلى أدلة في بلادكم فعدوا الإرساليات والكنائس التي في بلادكم للطوائف المختلفة من النصارى تجدوها كثيرة ، فيها رجال ونساء قد تغربوا عن أوطانهم وتحمَّلوا الشدائد والأخطار في سبيل نشر دينهم ، وقد سمعتم عدد من قتل منهم في كونكو ، ولا حاجة بكم إلى أن تبحثوا عن جهودهم في البلاد الأخرى ، فحسبكم ما يصنعون في بلادكم ، وما أسَّسوه من الوسائل الطبية والتعليمية ، ولكنكم تكذبون وتغالطون وتقلدون ، ثم انظروا إلى الحرب القائمة في ايرلندا بين الكاثوليكيين والبروتستانتيين منذ سنتين ولا سبب لها إلا الاختلاف في الدين .
    على أن دينهم وإن كان لا يصلح للحضارة ، فإن ديننا ليس كدينهم ، والعالم كله يشهد بعظمة الحضارة التي أسسها المسلمون في العصور التي كان الإسلام فيها قوياً عزيزاً ، وحسبكم أن الإسلام في أواخر زمانه تصارع مع الصليب في الحروب الصليبية مدة مائة وتسعين سنة ، فانهزم الصلييبيون أمامه مع كثرة عَدَدهم وعُدَدهم .
    وسيقول المقلّدون لأعداء الإسلام : هذا بكاء على الأطلال ، أرونا ما صنع الإسلام في هذا الزمان ، أقول لهم كما قلت من قبل : أوجدوا لي إسلاماً ، أعطكم كل ما تريدون من قوة وعظمة وتقدم في جميع الميادين ، فهل تريدون من المسلمين أن يقوموا من قبورهم ليدافعوا عنكم ويبنوا لكم حضارة جديدة؟ وقد جربتم الكفر التقليدي مئات السنيين ، فجربوا الإسلام سنة واحدة إن كنتم صادقين.
    وثانيهم : المدَّعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة ولا عبادة ولا حكماً ، فهؤلاء يدعون الإسلام بأقوال مجردة.

    والدعاوى مالم يقيموا عليه بينات أبناؤها أدعياء
    وثالثهم : الأعداء الخارجيون ، وهم المتعصبون من النصارى في أوربة وأمريكة ، والمتعصبون من الوثنيين في الهند وغيرها من الأمم الوثنية ، ونحن نسمع المذابح التي تجري على المسلمين في أنحاء الهند وفي فليبين وفي أريتريا.
    رابعهم : علماء السوء ، الذين باعوا دينهم بدين غيرهم ، وكتموا الحقَّ وغشوا شعوبهم جرياً وراء الحطام ، فضيَّعوا الدين ولم يدركوا الدنيا ، وهذه الأصناف تبذل جهدها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام ، وليس الإسلام بملموم ، لأنه قد أسعد من تمسك به وخلّف كنوزاً عظيمة من الآثار والعلم والمعرفة التي لا يجحدها إلا من يجحد الشمس المشرقة في يوم الصحو ومضى حميداً.

    تلك آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار


    الفائدة الرابعة
    الله تعالى يكرم الأبرار ويهين الفجار في الدنيا والأخرة(4/183)،،،،،،


    قال الامام ابن كثير – رحمه الله تعالى – مختصرا كما في " تيسير العلى القدير ( 4 / 339 – 340 ) في تفسير قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (1 وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) )) الحشر : ( 18 – 21 )
    قال (( قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ " أمر بتقواه وهو يشمل ما به أمر وترك ما عنه زجر ، وقوله تعالى " وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ " أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ، " و اتَّقُوا اللَّهَ " تاكيد ثانٍ " إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " أي : اعلموا أنه سبحانه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم ، لا تخفى عليه منكم خافية ، ولا تغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير .
    وقوله تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ " أي : لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم ، فإن الجزاء من نوع العمل ، ولهذا قال تعالى : " أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " أي : الخارجون عن طاعة الله الهالكون يوم القيامة الخاسرون يوم معادهم كما قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " المنافقون :(9)
    وقوله تعالى : " لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ " أي : لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله تعالى يوم القيامة كما قال تعالى :" أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " الجاثية :(21) وقوله تعالى : " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ " غافر :(5
    وكثيرة الأيات الدالة على أن الله تعالى يكرم الأبرار ويهين الفجار ، ولهذا قال تعالى ههنا : " أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ " أي : الناجون المسلَّمون من عذاب الله – عز وجل - )) اهـ


    الفائدة الخامسة
    العلماء ليسوا معصومين إنما العصمة في التمسك بكتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وأله وسلم بفهم السلف الصالح الأخيار(4/176)،


    قال الإمام – شمس الدين ابن قيم الجوزية – في الأعلام ما نصه (( في السنة جمعوا بين فساد التقليد وإبطاله وبيان زلة العالم ليبينوا بذلك فساد التقليد وأن العالم قد يزل ولا بد إذ ليس بمعصوم فلا يجوز قبول كل ما يقوله وينزل قوله منزلة قول المعصوم فهذا الذي ذمه كل عالم على وجه الأرض وحرموه وذموا أهله وهو أصل بلاء المقلدين وفتنتهم فإنهم يقلدون العالم فيما زل فيه وفيما لم يزل فيه وليس لهم تمييز بين ذلك فيأخذون الدين بالخطأ ولا بد فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله ويشرعون ما لم يشرع ولا بد لهم من ذلك إذ كانت العصمة منتفية عمن قلدوه فالخطأ واقع منه ولا بد وقد ذكر البيهقي وغيره من حديث كثير هذا عن أبيه عن جده مرفوعا: "اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته".
    وذكر من حديث مسعود بن سعد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد ما أتخوف على أمتي ثلاث زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم".
    ومن المعلوم أن المخوف في زلة العالم تقليده فيها إذ لولا التقليد لم يخف من زلة العالم على غيره.
    فإذا عرف أنها زلة لم يجز له أن يتبعه فيها باتفاق المسلمين فإنه اتباع للخطأ على عمد ومن لم يعرف أنها زلة فهو أعذر منه وكلاهما مفرط فيما أمر به وقال الشعبي: قال عمر: "يفسد الزمان ثلاثة: أئمة مضلون وجدال المنافق بالقرآن والقرآن حق وزلة العالم" وقد تقدم أن معاذا كان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال حين يجلس: "الله حكم قسط هلك المرتابون" الحديث وفيه "وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق" قلت لمعاذ: ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال لي: اجتنب من كلام الحكيم المشبهات التي يقال ما هذه ولا يثنيك ذلك عنه فإنه لعله يراجع وتلق الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا.)) اهـ

    قال صاحب كتاب – الصوارم والأسنة –
    (( ولأجل الحذر من هذا المعنى وقع التصريح من كل إمام كما تقدم بأن اتباعه إنما يجوز على شرط أنه حاكم بالسنة ، فإذا ظهر أنه حاكم بغيرها فقد خرج أتباعه بالتصميم على تقليده عن شرطه )) اهـ
    وقال على بن أبي طالب – رضي الله عنه –
    إذا المشكلات تصدين لي كشفت حقائقها بالنظــر

    ولست بإمعة في الرجــال يسأل هذا وذا : مال الخبر " )) اهـ

    والحمد لله رب العالمين

    المصدر

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم محمد الفاضل الجزائري; الساعة 13-Mar-2017, 09:48 PM.

    تعليق

    يعمل...
    X