إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

السيل الجرار على المتشبه بالشيطان في نقل الكلام والإخبار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] السيل الجرار على المتشبه بالشيطان في نقل الكلام والإخبار

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره.
    أما بعدُ:
    فهذا جزء استللته من بحث لي بعنوان ((تحذير المسلمين من التشبه بالشياطين)) وهو سيل حثيث على المشتبه بإبليس وجنده في الحديث، وقد قيل: (وما أفت الأخبار إلا رواتها).
    كما بليت الدعوة السلفية بهؤلاء الكذبة، فأحبت أن أبين لهؤلاء الكذبة أنهم على خطي إبليس وجنده وأن بهم شبه بذلك اللعين، في الزيادة في الكلام والحلف بالله كذبا والغش في النصيحة وغير ذلك من صور الكذب.
    فمن هذه الصور:
    1) الكذب: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة.
    قال: فخليت عنه فأصبحت.
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة)).
    قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
    قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
    فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود.
    فرحمته فخليت سبيله فأصبحت.
    فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك)).
    قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
    قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
    فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود.
    قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها.
    قلت: ما هو؟
    قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح.
    فخليت سبيله فأصبحت.
    فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة)).
    قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله.
    قال: ((ما هي؟)).
    قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير.
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة)).
    قال: لا.
    قال: ذاك شيطان)) أخرجه البخاري.
    2) الحلف بالله كاذبا: قال الله تعالى: {وقاسمهما إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21].
    قالت اللجنة الدائمة: ((ولا تغتروا بحلف الكذابين، فقد حلف إبليس اللعين لأبويكم على: أنه لهما من الناصحين، وهو أعظم الخائنين، وأكذب الكذابين، كما حكى الله عنه ذلك في سورة الأعراف، حيث قال سبحانه: {وقاسمهما إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21])) اهـ.
    3) الزيادة في الكلام: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا فأما الكلمة فتكون حقا وأما ما زادوه فيكون باطلا فلما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال: لهم إبليس ما هذا إلا من أمر قد حدث في الأرض فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما يصلي بين جبلين أراه قال بمكة فلقوه فأخبروه فقال: هذا الذي حدث في الأرض) أخرجه الترمذي.
    قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح؛ وصححه الألباني.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان الجن يسمعون الوحي فيستمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرا فيكون ما سمعوا حقا وما زادوه باطلا وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك فلما بعث النبي صلى الله عليه و سلم كان أحدهم لا يأتي مقعده إلا رمى بشهاب يخرق ما أصاب فشكوا ذلك إلى إبليس فقال ما هذا إلا من أمر قد حدث فبث جنوده فإذا هم بالنبي صلى الله عليه و سلم يصلي بين جبلى نخلة فأتوه فأخبروه فقال هذا الحدث الذي حدث في الأرض) أخرجه أحمد.
    قال محقق المسند : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
    4) الوعد الكاذب: قال الله تعالى: { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا } [النساء: 120].
    قال الإمام الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)): ((بين فيه أن مواعيد الشيطان كلها غرور وباطل. كوعده لهم بأن الأصنام تشفع لهم وتقربهم عند الله زلفى، وأن الله لما جعل لهم المال والولد في الدنيا سيجعل لهم مثل ذلك في الآخرة، إلى غير ذلك من المواعيد الكاذبة.
    وقد بين تعالى هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً} [4/120]، وقوله: {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [57/14]، وقوله: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} [14/22]، إلى غير ذلك من الآيات)) اهـ.
    5) الكلام بالباطل: قال أبو علي الدَّقاق رحمه الله: (الساكتُ عن الحقِّ شيطان أخرس، والُمتكلِّم بالباطل شيطانٌ ناطق).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الداء والدواء)): ((وفي اللسان آفتان عظيمتان إن خلص العبد من أحدهما لم يخلص من الآخرة آفة الكلام وآفة السكوت وقد يكون كل منهما أعظم إثما من الأخرى في وقتها فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاص لله مراء مداهن إذا لم يخف علي نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته فهم بين هذين النوعين وأهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة فلا يرى أحدهم أنه يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة فضلا أن تضره في آخرته)) اهـ.
    6) تحريم الحلال: عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: ((ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل مال نحلته عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)) أخرجه مسلم.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((اقتضاء الصراط)): ((وأيضا فإن الله عاب على المشركين شيئين:
    أحدهما: أنهم أشركوا به ما لم ينزل به سلطانا.
    والثاني: تحريمهم ما لم يحرمه الله عليهم.
    وبين النبي صلى الله عليه و سلم ذلك فيما رواه مسلم عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((قال الله تعالى: إني جعلت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)) قال سبحانه: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء}، فجمعوا بين الشرك والتحريم والشرك يدخل فيه كل عبادة لم يأذن الله بها فإن المشركين يزعمون أن عبادتهم إما واجبة وإما مستحبة وإن فعلها خير من تركها)) اهـ.
    7) التثبيط: عن سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال تهاجر وتدع أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة ومن قتل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة)) أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) و ((الصغرى)) وأحمد في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وابن حبان في ((صحيحه)) وصححه الإمام الألباني.
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه فإن خالفه وسلكه ثبطه فيه وعوقه وشوش عليه بالمعارضات والقواطع فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته)) اهـ.
    التلبيس: قال ابن الجوزي رحمه الله في ((تلبيس إبليس)): ((وينبغي أن تعلم أن إبليس شغله التلبيس أول ما التبس عليه الأمر فأعرض عن النص الصريح على السجود فأخذ يفاضل بين الأصول فقال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} ثم أردف ذلك بالاعتراض على الملك الحكيم فقال: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} والمعنى أخبرني لما كرمته علي غرر ذلك الاعتراض أن الذي فعلته ليس بحكمة ثم أتبع ذلك بالكبر فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} ثم امتنع عن السجود فأهان نفسه التي أراد تعظيمها باللعنة والعقاب)) اهـ.
    9) إرباك المجاهدين: عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله أبي أبي، فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال: حذيفة غفر الله لكم، قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله.
    أخرجه البخاري.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((قوله لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس أي عباد الله أخراكم أي احترزوا من جهة أخراكم وهي كلمة تقال لمن يخشى أن يؤتى عند القتال من ورائه وكان ذلك لما ترك الرماة مكانهم ودخلوا ينتهبون عسكر المشركين كما سبق بيانه قوله فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم أي وهم يظنون أنهم من العدو)) اهـ.
    قال العلامة العيني رحمه الله في ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)): ((قوله: ((أخراكم)) أي: الطائفة المتأخرة أي يا عباد الله احذروا الذين من ورائكم متأخرين عنكم أو اقتلوهم والخطاب للمسلمين أراد إبليس تغليطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا فرجعت الطائفة المتقدمة قاصدين لقتال الأخرى ظانين أنهم من المشركين)) اهـ.
    10) تخبيب المرأة على زوجها: أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت)).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده)) أحرجه أبو داود في ((السنن)) والحاكم في ((المستدرك)) والبيهقي في ((الشعب)) وصححه الألباني.
    وعن أبي وائل قال: جاء رجل من بجيلة إلى عبد الله فقال: إني قد تزوجت جارية بكرا وإني قد خشيت أن تفركني.
    فقال عبد الله: (إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله له فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين).
    قال الأعمش فذكرته لإبراهيم فقال: قال عبد الله: (وقل اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير) أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) وعبد الرزاق في ((المصنف)) ومن طريقه الطبراني في ((الكبير)) وقال الألباني رحمه الله في ((آداب الزفاف)): وسنده صحيح.
    11) المرأة تسألُ زوجَها طلاقَ زوجته الأخرى: أحرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت)).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح فإن لها ما قدر لها)) أخرجه البخاري.
    قال شيخ الإسلام كما في ((مجموع فتاوى)): ((فِي الْمُسْنَدِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى مَوَالِيهِ)) فَسَعْيُ الرَّجُلِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا مِنْ الذُّنُوبِ الشَّدِيدَةِ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ السَّحَرَةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ فِعْلِ الشَّيَاطِينِ.
    لَا سِيَّمَا إذَا كَانَ يُخَبِّبُهَا عَلَى زَوْجِهَا لِيَتَزَوَّجَهَا هُوَ مَعَ إصْرَارِهِ عَلَى الْخَلْوَةِ بِهَا، وَلَا سِيَّمَا إذَا دَلَّتْ الْقَرَائِنُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ)) اهـ.
    12) نشر الأسرار الزوجية: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا ثم يقضي حاجته ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها)).
    فقالت امرأة سفعاء الخدين: والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون.
    قال: ((فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها)).
    أخرجه البزار في ((المسند)) وقال المنذري: وله شواهد تقويه، وقال الألباني رحمه الله في ((صحيح الترغيب والترهيب)): حسن لغيره.
    13) زرع الفتنة بين الرجل وزوجه: عن أبي أمامة يقول: (إن الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعد ما يفرشه أهله ويهيئونه فيلقي عليه العود والحجر أو الشيء ليغضبه على أهله فإذا وجد ذلك فلا يغضب على أهله قال لأنه من عمل الشيطان) أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) قال الإمام الألباني رحمه الله: حسن.
    14) الغش في النصيحة: قال الله تعالى عن إبليس: { وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } [ الأعراف : 21 ].
    قال ابن القيم رحمه الله في ((النونية)):
    والله لولا هيبة الإسلام *** والقرآن والأمراء والسلطان
    لأتوا بكل مصيبة ولدكدكوا *** الإسلام فوق قواعد الأركان
    فلقد رأيتم ما جرى لأئمة *** الإسلام من محن على الأزمان
    لاسيما لما استمالوا جاهلا *** ذا قدرة في الناس مع سلطان
    وسعوا إليه بكل إفك بين *** بل قاسموه بأغلظ الأيمان
    أن النصيحة قصدهم كنصيحة *** الشيطان حين خلا به الأبوان
    قال العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى رحمه الله في ((شرح القصيدة النونية)): ((قوله: بل قاسموه بأعظم الأيمان أن النصيحة قصدهم الخ، أي: يحلفون له بأعظم الأيمان أن قصدهم النصيحة كما قاسم إبليس الأبوين كما في قوله تعالى وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين الأعراف)) اهـ.
    15) التشويش على المصلي: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة مكتوبة فضم يده في الصلاة فلما صلى قلنا يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة)).
    أخرجه الدارقطني في ((السنن)) واللفظ له من طريقه البيهقي في ((السنن الكبرى)) والطبراني في ((الكبير))، وهو عند أحمد في ((المسند)) وعبد الرزاق في ((المصنف)) والطبراني في ((الكبير)) وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) والبيهقي في ((دلائل النبوة))، وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((صفة الصلاة)): أحمد والدارقطني والطبراني بسند صحيح.
    16) التحريش بين المصليين: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)) أخرجه مسلم.
    17) القياس الفاسد: قال الله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [سورة الأعراف:12] .
    جاء عن الحسن في قوله: { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } قال: قاس إبليس، وهو أول من قاس.
    أخرجه الدارمي في ((المسند)) وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) والهروي في ((ذم الكلام وأهله)) وابن عبد البر في ((الجامع)).
    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): إسناده صحيح.
    قال ابن سيرين رحمه الله: (أول من قاس إبليس، وما عُبِدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس).
    أخرجه الدارمي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) والبيهقي في ((المدخل)) وابن جرير في ((تفسيره)) وأبو إسماعيل الهروي في ((ذم الكلام وأهله)) والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) وابن عبد البر في ((الجامع)) وأبو عروبة الحراني في ((الأوئل)) وابن حزم في ((الإحكام في أصول الأحكام)) وقال الحافظ المفسر ابن كثير في ((تفسيره)): إسناد صحيح.
    قال أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي رحمه الله في ((التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع)): ((لما قص الله عز وجل شأن آدم وأمره للملائكة بالسجود لآدم ونبهنا على جملة الخبر وقصة إبليس وكيف استكبر لما سبق فيه من الشقاء وكيف قاس فقال: {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ})) اهـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في ((مجموع الفتاوى)): ((وإبليس هو أول من عادى الله وطغى في خلقه وأمره وعارض النص بالقياس . ولهذا يقول بعض السلف: أول من قاس إبليس . فإن الله أمره بالسجود لآدم فاعترض على هذا الأمر بأني خير منه وامتنع من السجود)) اهـ.
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((الصواعق المنزلة)): ((إن معارضة الوحي بالعقل ميراث عن الشيخ أبي مرة، فهو أول من عارض السمع بالعقل وقدّمه عليه، فإن الله لما أمره بالسجود لآدم عارض أمره بقياس عقلي.
    ثم قال:
    والقياس إذا صادم النص وقابله كان قياساً باطلاً، ويسمى قياساً إبليسياً)) اهـ.
    وأما ما أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس. قال الله له : اسجد لآدم . فقال { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين })).
    وعزه السيوطي في ((الدر المنثور)) للديلمي.
    وقال الشوكاني رحمه الله في ((فتح القدير)): ((وينبغي أن ينظر في إسناد هذا الحديث فما أظنه يصح رفعه وهو لا يشبه كلام النبوة)) اهـ.
    هذا الحديث فيه عمرو بن جميع قال ابن حجر في ((اللسان)): ((وكان على قضاء حلوان كذبه ابن معين وقال الدارقطني وجماعة متروك وقال ابن عدي كان يتهم بالوضع وقال البخاري منكر الحديث)) اهـ.
    وفيه أيضا سعيد بن عنبسة قال ابن حجر في ((اللسان)): ((قال ابن أبي حاتم سمع منه أبي ولم يحدث عنه وقال فيه نظر وقال ابن معين لا أعرفه فقيل له إنه حدث عن أبي عبيدة الحداد بحديث دالان فقال هذا كذاب وقال ابن الجنيد كذاب وقال أبو حاتم أيضا كان لا يصدق)) اهـ.
    وأخرجه موقوفا عن جعفر أبو إسماعيل الهروي في ((ذم الكلام وأهله)) والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)).
    1 تزين أعمال أهل الباطل: قال الله تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].
    وقال الله تعالى: { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ الله وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ } [ النمل : 24 ].
    وقال الله تعالى: { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } [ العنكبوت : 38 ].
    قال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاوى)): ((ثم بين سبحانه أن قسوة قلوبهم وتزيين الشيطان لهم أعمالهم السيئة كل ذلك صدهم عن التوبة والضراعة والاستغفار فقال عز وجل : { وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ })) اهـ.
    19) التخذيل: قال الله تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 29].
    وقال الله تعالى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [ آل عمران : 175 ].
    وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله أبي أبي، فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال: حذيفة غفر الله لكم، قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله.
    أخرجه البخاري.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((قوله لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس أي عباد الله أخراكم أي احترزوا من جهة أخراكم وهي كلمة تقال لمن يخشى أن يؤتى عند القتال من ورائه وكان ذلك لما ترك الرماة مكانهم ودخلوا ينتهبون عسكر المشركين كما سبق بيانه قوله فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم أي وهم يظنون أنهم من العدو)) اهـ.
    وفي هذا تخذيل للصحابة رضوان الله عليهم في غزوة أحد.
    قال العلامة الفوزان حفظه الله كما في ((المنتقى من فتاواه)): ((قال الله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ . . . } الآية [ آل عمران : 144] ؛ متى نزلت هذه الآية ؟ ولماذا ذكر لفظ { قُتِلَ } ؛ رغم علمِ الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يقتل ؟
    نزلت هذه الآية عندما أصيب المسلمون في وقعة أحد، وأشاع الشَّيطان في الناس أن محمدًا قتل، يريد تخذيل المسلمين)) اهـ.
    هذا ما تم جمعه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الاثنين 20 جمادى الآخرة سنة 1438 هـ
    الموافق لـ: 21 مارس سنة 2017 ف
يعمل...
X