إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

معرفة الموتى لمن يزورهم في قبورهم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] معرفة الموتى لمن يزورهم في قبورهم

    معرفة الموتى لمن يزورهم في قبورهم

    السؤال ٢٣٥ :
    هل الميت يعلم عن الأحياء أخبارهم ، فقد سمعت من بعض أهل العلم من يقول ذلك ، وآخر ينفيه ، وآخر من يقول : هذه المسألة لا أحد يسأل عنها ، لأنها من علم الغيب ؟

    الجواب :
    هذه المسألة من المسائل المهمة جدا ، وكما ذكر السائل تنوعت أقوال أهل العلم فيها : ما بين نافٍ مطلقا ، وما بين مثبت مطلقا ، وما بين مفصل في المسألة بحسب ما ورد في الدليل .
    والصواب في ذلك التفصيل : فمن نفى مطلقا بأن الأموات لا يسمعون ، ولا يعلمون ، بل انقطع سبيلهم ، استدلوا بقوله جل وعز { وما أنت بمسمع من في القبور ) 《 فاطر : ٢٢》 ، واستدلوا بأن الميت انقطع من هذه الدنيا ، وارتحل إلى الآخرة ، فهو مشغول عن هذه الدنيا بالآخرة ، وهو في حياة البرزخ . وحياة البرزخ مختلفة عن هذه الحياة ، فصلته بهذه الحياة الدنيا تحتاج إلى دليل ، ولا دليل يدل على سماعه مطلقا ، فلذلك وجب نفيه ، لدلالة قوله تعالى { وما أنت بمسمع من في القبور } ، ولم يدل أيضا الدليل على أن الملائكة تبلغ الأموات الأخبار والأحوال ، فبنوا على هذا النفي العام في أن الميت لا يسمع شيئا .

    والقول الثاني : أن الأموات يسمعون مطلقا ، ويبلّغون ؛ يعني : يسمعون ما يحدث عندهم ، ويبلّغون ما يحصل من أهليهم وأقاربهم من خير أو شر ، فيأنسون للخير ويستاءون للشر . وهؤلاء بنوا كلامهم على أن في الأدلة ما يدل على جنس سماع الميت لكلام الحي ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم { حتى إنه ليسمع قرع نعالهم } (١) ؛ واستدلوا بهذا على أنه يسمع ، ويستدلون أيضا ببعض الأحاديث الضعيفة ، كحديث التلقين _ حديث أبي أمامة الضعيف في التلقين _(٢) ، ونحوه بأنه يسمع بعض السماع ، ويستدلون أيضا بما ورد من الأحاديث بأن الملائكة تبلّغ الميت بأخبار أهله من بعده ، ويعرضون عليه ما فعلوا ، فإن وجد خيرا ، فرح واستبشر ، وإن وجد وبُلّغ غير ذلك استاء من أهله ، ويستدلون أيضا بما يحصل للأحياء من رؤية للأموات في المنام لأرواح الأموات في المنام ، و أنهم ربما قالوا لهم : فعلت كذا ، وقلت كذا ، وأتانا خبرك بكذا ، ونحو ذلك .
    وهؤلاء في مسألة خاصة استدلوا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صناديد قريش لما دفنهم في القليب ، ورماهم ، فأطل عليهم صلى الله عليه وسلم ، وقال لهم { يا أبا جهل بن هشام يا أميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا } ، فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جَيَّفوا قال { والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا } (٣) ، واستدلوا بهذا اللفظ { ما أنتم بأسمع لما أقول منهم } على أنهم يسمعون ، وإذا كانوا يسمعون ، فإنهم لهم نوع تعلق بالدنيا ، فلا يمنع أن يبلغوا ، ويقوي ما جاء في هذا الباب من أحاديث .

    والثالث : _وهو الصواب_ : التفصيل ، وهو أن الميت يسمع بعض الأشياء التي ورد الدليل بأن يسمعها ، والأصل أن الميت لا يُسَمَّع ، لقوله تعالى : { وما أنت بمسمع من في القبور } وأنه أيضا لا يسمع ، فما خرج عن الأصل احتاج إلى دليل ، وكذلك التبليغ - تبليغ الأخبار - أيضا خلاف الأصل ، ولهذا كان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن الله جعل له ملائكة سيّاحين في الأرض يبلغون أمته السلام ، وهذا هو الأقرب للدليل ، وهو الأظهر من حيث أصول الشريعة . وهو أن الميت لا يسمع كل شيء : لا يسمع من ناداه ، لا يسمع من أتاه يخبره بأشياء ، وأنه لا دليل على أنه يُبَلَّغ ما يحصل ، لأن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الأحاديث الواردة في ذلك أنه يبلّغ ونحو ذلك ، أنها أحاديث ضعيفة لا تقوم الحجة بها ، فينحصر إذًا سماعه فيما دل الدليل عليه ، وهو أنه يسمع قرع النّعال ، وأن أهل بدر سمعوا ، يعني : المشركين من صناديد قريش سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم ، لهذا في الرواية الثانية الصحيحة أيضا أنه قال لما قالوا له : أتكلم أمواتا ؟ قال : { إنهم ليسمعون الآن ما أقول لهم } (٤)، وهذه الرواية ظاهرة الدلالة في أن سماعهم وتكليمهم هو نوع تبكيم وتعذيب لهم ، وزيادة (الان) زيادة صحيحة ظاهرة ، وبها يجتمع قول من نفى وقول من أثبت ، فيكون الإثبات بالسماع فيه تخصيص لهم بتلك الحالة ، لازدياد تبكيتهم وتعذيبهم أحياء وميتين .

    والعلماء ألفوا في هذا أيضا تآليف في ثلاثة اتجاهات : يعني : في القول الأول ، والثاني ، والثالث .
    وابن القيم في كتاب الروح توسع فيها هذا على القول الثاني ، لكن هذا القول أو غيره ليس موافقا لقول المشركين الذين يجيزون مناداة الميت ، وسؤال الميت الحاجات ، وطلب تفريج الكربات ، وإغاثة اللهفات ، ونذر النذور ليخاطبوه ، وليستغيثوا به ، أو يستشفعوا به ، هذا غير داخل في المسألة ، لكن هذه المسألة أساس يروّج به من دعا إلى الشرك ، لأنهم يعتمدون على مثل هذه الأقوال.

    صنف إبن القيم كتاب الروح ، وبحث فيه هذه المسألة ، وتوسع فيها جدا ، حتى إنه رحمه الله نقل منامات وحكايات في هذا المقام من قبيل الشواهد على طريقته ، لمن ااعبرة بما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة . ولا مُتَمَسِّك في كلام إبن القيم لمن زعم أن الموتى يغيثون ، وأنهم يسمعون ، ويجيبون من سألهم ، ...... إلى آخره ، بل إبن القيم رحمه الله ، مع ما أورد رد على المشركين والخرافيين وأهل البدع والضلال الذين يصفون الأموات بأوصاف الإله -جل الله عما ادعى المدعون- ، وهناك من ذهب إلى المنع مطلقا ، وهم عدد من أهل العلم ، ومذهب الحنفية بالخصوص ، وتأليف طائفة من الحنفية في هذا الباب على هذا الأساس ، من أن الأموات لا يسمعون أصلا ، فكيف يبلّغون ؟! وكيف يجيبون ؟! والصواب الذي عليه الدليل هو التفصيل الذي مرّ ذكره.

    أما السلام - سلام النبي صلى الله عليه وسلم - ذكر شيخ الإسلام في رده على البكري قاعدة مهمة في فحوى كلامه ، وهي أن الميت - على القول بسماعه وسماع النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص - لا يسمع بقوة هي أكبر من قوته في الدنيا ، لا يسمع البعيد ، لأن إعطاءه قوة أكبر من قوته في الدنيا على السماع هذا باطل ، ولم يدل عليه أصل ، ولم يقل به أحد ، ولهذا جاء في بعض الآثار ، جاء في بعض الأحاديث - وإن كان فيها مقال طبعا ، وفيها تعليل وبحث معروف - : { من سلم علي عند قبري أجبته أو رددت عليه ، ومن سلم علي بعيدا بلّغته } ، وهذا الصواب فيه أنه من قول بعض السلف ، يعني : استظهارا بأن من سلم قريبا أجيب ، ومن سلم بعيدا بلّغ ، ولا يصح الحديث في ذلك.

    والمقصود من هذا أن تبليغ سلام من سلم للنبي صلى الله عليه وسلم يدل على أنه ليس عنده قوة تحضر في كل مكان ، من سلم عليه صلى الله عليه وسلم عند قبره ، فله حكم من سلم عليه عند قبره ، يرد عليه السلام ، والآن القبر بعيد ، قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعيد ، ليس قريبا ، وبينك وبينه أربعة جدران - جدران كبيرة - فإذا تكلم المرء خافتا بأدب وسلم ( السلام عليك يا رسول الله ) بهدوء ، فإنه لو كان صلى الله عليه وسلم حيا في مكانه - يعني : في غرفته ، في حجرته التي دفن فيها - لما سمع ، ولهذا ليس ثم فيه إلا التبليغ الآن ، أنه يبلَّغ ، الملائكة تبلغه من سلم عليه ، لأن الذي يسلم بعيد ، ولا يسمع ، فذكر إبن تيمية أنه لم يدل دليل على أنه يعطى قوة غير القوة التي كانت معه في الدنيا ، فلو قيل : إن الميت يسمع ، الميت عامة يسمع ، فإنه لا يسمع من يكلمه من خلف المقبرة ، أو بينه وبينه عشرون مترا ، ويتكلم بهدوء ، أو نحو ذلك ، فإن هذا من وسائل الاعتقادات الباطلة ، أو من وسائل الشرك والخرافة ، أما النبي صلى الله عليه وسلم ، فحياته حياة كاملة برزخية ، ولا شك أكمل من حياة الشهداء على كل حال . [ شرح الطحاوية ]

    الأجوبة والبحوث والمدارسات المشتملة عليها الدروس العلمية للعلامة صالح آل الشيخ حفظه الله(٢ /٢٩٨-٣٠٢)
    ________________________________________

    (١) أخرجه الطبراني في الأوسط(٤٤/٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    (٢)أخرجه الطبراني(٢٤٩/٨).
    (٣)أخرجه مسلم ( ٢٨٧٤) من حديث أنس رضي الله عنه.
    (٤)أخرجه النسائي( ٢٠٧٦ ) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
يعمل...
X