إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مطوية / محبة النبي صلى الله عليه وسلم - الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مطوية] مطوية / محبة النبي صلى الله عليه وسلم - الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	محبة النبي.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	414.6 كيلوبايت 
الهوية:	208407
    *****
    مطوية / محبة النبي صلى الله عليه وسلم
    فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
    ----------------------





    نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
    سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-



    *****


    *****
    نص المطوية:
    مَحَبَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
    محاضرة للشيخ عبد الرزاق البدر

    الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهد أنْ لا إله إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله؛ صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزدنا علمًا، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
    أمَّا بعدُ معاشر الكرام: إن من القُرب العظيمة والطاعات الجليلة محبة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام؛ فإنها قربةٌ من أجل القرب وطاعةٌ من عظيم الطاعات، محبةً مقدمةً على محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين. ولهذه المحبة شأنها وأثرها العميق على المحب؛ وكلما عظمت هذه المحبة عظم الأثر وتحققت الثمرة والفائدة. ولهذا ينبغي على كل مسلم أن يعنى بهذه المحبة محبة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأن يجاهد نفسه على تحقيقها بأن تكون محبة صادقة لهذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
    جاء في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي»، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام: ((لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ))، قَالَ عُمَرُ: «فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي»، قَالَ: «((الآنَ يَا عُمَرُ)). وجاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)). وجاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ -أي طعمه ولذَّته - أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)).
    والأحاديث في شأن هذه المحبة وتعلية قدرها وبيان رفيع مكانتها كثيرة، بل إن الله جل في علاه قال في القرآن الكريم: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا} [التوبة:24]؛ وهذه الثمان المذكورات في هذه الآية أمور جُبل الإنسان على محبتها، كل إنسان محبته لوالده وولده وتجارته وعشيرته وغير ذلك من هذه المذكورات في الآية الكريمة النفوس جُبلت على هذه المحبة، ولا حرج في ذلك ولا إشكال فيه، وإنما الإشكال فيما إذا قُدِّمت محبة هذه الأشياء أو شيء منها على محبة الله أو محبة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ومن الدعوات العظيمة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ»؛ وهذا فيه أن الأصل عمارةُ القلب بمحبة الله، ثم بمحبة ما يحبه الله من الأشخاص، ومحبة ما يحبه الله من الأقوال والأعمال. والدين يقوم على هذه المحبة، هذه المحبة هي روح الدين، وهي المحرك للأعمال وحسن الإقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى.
    ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام تبعٌ لمحبة الله؛ فإن محبته من محبة الله، كما أن طاعته من طاعة الله، وكما أن معصيته من معصية الله، {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80]، وهو عليه الصلاة والسلام مبلِّغ عن الله شرعه ودينه {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} [النور:54]، {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3 - 4].
    والله جل وعلا ذكر في القرآن علامة لصدق هذه المحبة من عدمها وذلك في قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31]؛ فجعل سبحانه وتعالى علامة صدق المحبة حُسن الاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه القويم، وأن المحبة الصادقة تقتضي طاعة من يحَب لا معصيته وركوب الرأس في مخالفة أمره
    تعصبي الإله وأنت تزعم حبَّه!! هذا لعمري في القياسِ شنيعُ
    لو كان حبك صادقًا لأطعتَه ... إنَّ المحبَّ لمن أحبَّ مطيعُ
    فالمحبة تقتضي الاتباع والائتساء والاقتداء بهذا الرسول الكريم؛ عملًا بقول الله جل في علاه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].
    سألني مرة سائل سؤالًا قد يبدو غريبًا عجيبا من الزائرين للمدينة ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت زيارته للمدينة في مثل هذه الأيام، وهذه الأيام ولاسيما بعد يومين أو ثلاثة في كثير من الأمكنة يقيمون احتفالًا يسمى الاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، ويعتبر كثير ممن يقيم هذا المولد أن إقامتهم لهذا المولد إظهارًا لمحبة النبي عليه الصلاة والسلام وأنه من العلامات والبراهين والدلائل على المحبة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
    فقال لي ذاك السائل -هداني الله وإياه وجميع المسلمين إليه صراطًا مستقيما-: أنا متعجب وأنا في بلد الرسول عليه الصلاة والسلام ما أرى شيئا من علامات البهجة والفرحة والاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام!! هناك مظاهر تقام في أمكنة كثيرة من احتفالات وأمور ما أرى شيئا منها في هذا البلد!! يقول ذلك متعجبًا ومبديًا تعجبه غاية التعجب، قلت له: ما عرفت السبب؟ قال لا، قلت: لو عرفت السبب لزال منك العجب، قال لي: ما السبب؟ قلت: السبب واحد؛ هم لا يفعلون ذلك لأنهم يحبون الرسول عليه الصلاة والسلام، فنظر نظرة استغراب لأن من يعمل معهم تلك الأعمال هم أيضا يفعلونها زعمًا منهم بإظهار محبة الرسول عليه الصلاة والسلام.
    وهنا يتولد سؤال غاية في الأهمية، ولابد من التأمل فيه وفي جوابه ومضمونه حتى يكون المرء في مسلكه على جادَّة صحيحة وعلى سبيل سوية؛ ألا وهو: كيف نُظهر محبتنا للرسول عليه الصلاة والسلام؟ وهل الحبل مطلق يفعل الإنسان ما شاء وما أراد ليُظهر هذه المحبة؟ أم أن إظهار هذه المحبة أمر لابد أن يكون مقيدًا بالشرع مزمومًا بزمام الشرع؟ وهنا يتبين الأمر ويتبين أيضًا صحة المسلك من عدمه وليقرُب الأمر أكثر وليتضح بشكل أكبر لنفتش في الأمة؛ من أصدق هذه الأمة محبة للرسول عليه الصلاة والسلام؟ ومن أعلاهم شأنا في تحقيق هذه المحبة؟ وقد مر معنا في قصة عمر أنه في لحظة واحدة تحولت المحبة من قلبه تحولًا سريعًا عندما قال له النبي ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ)) قَالَ: «فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي»؛ محبة صادقة لا مثيل لها قامت في نفوس هؤلاء الصحب الأخيار والرعيل الأول الذين شهد الله لهم وشهد لهم رسوله عليه الصلاة والسلام بالخيرية، فالله جل وعلا قال {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] والصحابة يدخلون في الآية دخولًا أوليا، ونبينا عليه الصلاة والسلام قال: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)). فهؤلاء الصحابة أجمعين رضي الله عنهم لم يُعرف عن أيٍّ منهم أنه أقام شيئا من هذه الموالد أو هذه الاحتفالات مع عظم المحبة، وإذا نظرت في الجيل الذي يليهم جيل التابعين أيضًا لا يوجد إطلاقًا من أقام هذه الموالد، وكذلك الجيل الذي بعدهم تابع التابعين لا يوجد إطلاقا، وإنما حدثت هذه الموالد في القرن الثالث وما بعده، والقرون الأولى لم يكن فيها شيء من هذه الاحتفالات أبدا إطلاقا.
    فإذا كان الأمر إظهارًا للمحبة فلا أظهر ولا أصدق ولا أصرح ولا أوضح من محبة الصحابة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ولم يُعرف عن أي منهم أنه أقام هذه الموالد، ومن لم يسعه ما وسع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فأي شيء يسعه؟! وهم السبَّاقون إلى كل خير وفضيلة رضي الله عنهم وأرضاهم.
    ولهذا يقال في هذا المولد: أهو خيرٌ حُرم منه الصحابة وادُّخر لمن بعدهم؟ أيقال ذلك؟ أيقال إن هذا خير عظيم من الخيرات التي حظيت بها هذه الأمة أمة محمد حُرم منها الصحابة وادُّخر لمن بعدهم؟ أو أنه من البدع التي حمى الله الصحابة منها وابتلي بها من بعدهم؟ واحدة من اثنتين: إما أن يكون خير حُرم منه الصحابة، أو أمر ليس من الخير وإنما من محدثات الأمور وقى الله سبحانه وتعالى الصحابة وسلَّمهم من ذلك.
    ولهذا ينبغي على المسلم أن يعتني بأمر هذه المحبة -محبة الرسول عليه الصلاة والسلام - وأن لا يُخدع بالمسالك المنحرفة التي يلبس أصحابها لباس إظهار المحبة للرسول عليه الصلاة والسلام، حتى إنه من غرائب الأمور وعجائب الأعمال أن بعض المحتفلين في تلك الموالد يسهر ليلة الاحتفال على رقص ونشيد وطبل وأشياء من هذا القبيل ثم ينام عن صلاة الفجر في تلك الليلة!! فيشتغل ليلة المولد بالبدعة وينام عن فريضة الصلاة التي هي فرض افترضها الله سبحانه وتعالى عليه. فالحاصل أن هذا المقام مقام عظيم ومهم جدًا؛ أعني مقام محبة النبي عليه الصلاة والسلام والطريقة الصحيحة للإظهار المحبة للنبي عليه الصلاة والسلام.
    قد يسأل سائل في هذا المقام ويقول: ألا يشفع لهؤلاء حسن مقصدهم -المقصد هو إظهار المحبة- في خطأهم في المقصد والعمل؟ الجواب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بيِّنٌ صريح؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)) أي مردود على صاحبه غير مقبولٍ منه حتى وإن كانت نيته مثلا طيبة، مثل أن يقال إنما نوى هؤلاء وأرادوا بهذه الموالد إظهار المحبة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
    وقد جاء في الصحيح حديث نستفيد منه في هذا الباب فائدة عظيمة؛ أن أحد الصحابة رضي الله عنه وأرضاه جاء في يوم عيد الأضحى وذبح أضحيته قبل الصلاة وكانت نيته طيبة؛ أن تكون ذبيحته أول ما يؤكل، بحيث أن الناس لا ينصرفون من الصلاة إلا وهي مطبوخة جاهزة، أما الذين بعده يذبحون بعد الصلاة تحتاج إلى وقت حتى تهيء، أما ذبيحته هو أول الذبائح تؤكل بحيث ما ينفض الناس من الصلاة إلا وهي مهيئأة وجاهزة، فكانت نيته طيبة لكنها لم تشفع له في قبول العمل، فلما بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال له: ((شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ)) ما ضحيت؛ مع أن النية طيبة ما كانت كافيةً في أن تشفع له في قبول عمله، قال له النبي عليه الصلاة والسلام ((شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ)) يعني ليست أضحية، فاستأذن النبي عليه الصلاة والسلام قال ما عندي إلا عناق لم تتم سن الإجزاء في الأضحية أتجزئ عني؟ قال: ((نَعَمْ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ))، لكن أضحيته أو شاته التي ذبحها قبل الصلاة قال له عليه الصلاة والسلام: ((شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ))؛ فمع الإحسان في النية لابد من الإحسان في العمل.
    وانظر في هذا الباب إلى الموقف العظيم للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود والخبر موجود في السنن للدارمي حيث دخل رضي الله عنه على جماعة في المسجد وعليهم رجل قائم يقول: سبِّحوا مئة؛ فيسبحون، هللوا مئة؛ فيهلِّلون، كبِّروا مئة فيكبِّرون، فقال لهم رضي الله عنه: «أما إنكم جئتم ببدعة ظلما، أو فقتم أصحاب محمد علما»؛ واحدة من ثنتين: إما أنكم جئتم ببدعة ظلما، أو أنكم فقتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما، قالوا: "والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، ما كان لنا قصد إلا الخير" قال: «ما كل من أراد الخير أدركه»؛ إي والله صدق رضي الله عنه ما كل من أراد الخير أدركه، وإنما يدرك الخير من وافق إمام الخير واقتدى به وائتسى بهديه وترسَّم خطاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
    وثمة مطوية وزعت على الجميع في حكم الاحتفال بالمولد لأئمةٍ ثلاثة من أكابر علمائنا الشيخ محمد إبراهيم والشيخ ابن بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين؛ فجدير بنا أن نقرأ هذه المطوية بتمعُّن وأن نتحِف بها الآخرين لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا التعاون والتكاتف في توعية الناس وتبيين الحق لهم وإرشادهم إلى الحق القويم والصراط المستقيم.
    وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبأنه الله الذي لا إله إلا هو أن يوفقنا أجمعين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يعمر قلوبنا بصدق المحبة لله جل في علاه والمحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم والمحبة لشرعه ودينه القويم، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا إلى حبك.
    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
    اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه.

    الملفات المرفقة
يعمل...
X