إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فوائد غض البصر ، دررٌ من كلام ابن القيم - عليه رحمةُ الله -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد غض البصر ، دررٌ من كلام ابن القيم - عليه رحمةُ الله -

    بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
    الحمدُ للهِ ، والصلاةُ والسلامُ عَلى رسولِ اللهِ ، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاهُ ، وبَعدُ :
    فهذا كلامٌ غالٍ عَالٍ ، لِشيخِ الإِسلامِ ابن قيِّمِ الجوزيةِ - رحمه اللهُ - عَن فوائِدِ غضِّ البصرِ ، مِن كتابِه الرائعِ "الجوابُ الكافي" ، أَسألُ اللهَ أن ينفعنِي واخواني بِه ، اللهمَّ آمينُ .
    قَالَ الشَّيخُ الإِمامُ - رَحمَه اللهُ - :
    ( ... وَفِي غَضِّ البَصرَ عِدَّةُ مَنافِعَ :
    أَحَدُها : أنَّه امتثَالٌ لأمرِ اللهِ الذِي هُو غَايَةُ سَعادةِ العبدِ فِي مَعاشِهِ وَمعادِهِ ، وَلَيسَ لِلعبدِ فِي دُنياهُ وَآخرَتِه أَنفعُ مِن امتِثالِ أَوَامِرِ ربِّه - تَبارَك وَتعالَى - ، وَمَا سَعِدَ مَن سَعدَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إلا بِامتِثَالِ أَوامِرِهِ ،وَما شَقِيَ مَن شَقيَ فِي الدُّنيا وَالآخِرةِ إلا بِتَضييعِ أَوامرِهِ .
    الثاني : أَنه يَمنعُ مِن وُصولِ أَثرِ السُّمِّ المَسمومِ الذي لَعل فِيه هَلاكَهُ إلَى قَلبِهِ .
    الثَّالِثُ : أنَّه يُورِثُ القَلبَ أُنسَاً بِاللهِ وَجَمعيَّةً عَلى اللهِ ؛ فإنَّ إِطلاقَ البَصرِ يٌفرَِقُ القلبَ وَيُشتِّتُه وَيُبعدُه مِن اللهِ ، وَليسَ عَلى العبدِ شَيءٌ أَضَرَّ مِن إِطلاقِ البَصرِ ؛ فَإنَّه يُوقِعُ الوَحشَةَ بَين العَبدِ وَبينَ ربِّه .
    الرَّابِعُ : أنَّه يُقَوِّي القَلبَ وَيُفرِحُه ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَ البَصَرِ يُضعِفُه وَيُحزِنُه .الخَامِسُ : أَنَّهُ يُكسِبُ القَلبَ نُورَاً ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَهُ يُكسِبُهُ ظُلمَةً ، وَلِهذَا ؛ ذَكَرَ - سُبحَانَه - آيَةَ النُّورِ عقِيبَ الأَمرِ بِغَضِّ البَصَرِ ؛ فَقَالَ : ( قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم ، وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ) ، ثُمَّ قَالَ إثرَ ذَلِك : ( اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ ) أَيً : مَثَلُ نُورِهِ فِي قَلبِ عَبدِه المُؤمِنِ ، الذِي امتَثَلَ أَوَامِرَهُ ، وَاجتَنَبَ نَواهِيَهُ ، وَإِذَا استَنَارَ القَلبُ أَقبَلَت وُفُودُ الخَيراتِ إلَيهِ مِن كُلِّ جَانِبٍ كَمَا أَنَّه إِذَا أَظلَمَ أَقبَلَت سَحَائِبُ البَلاءِ وَالشَّرِّ عَلَيهِ مِن كُلِّ مَكَانٍ ، فَمَا شِئت مِن بِدعَةٍ وَضَلالَةٍ وَاتِّبَاعِ هَوىً واجتِنَابِ هُدَىً وَإِعرَاضٍ عَن أَسبَابِ السَّعَادةِ واشتِغالٍ بأسبابِ الشَّقَاوةِ : فإنَّ ذلك إنَّما يَكشِفُه له النُّورُ الذِي فِي القَلبِ ؛ فإذَا فُقِدَ ذلك النُّورُ بَقِيَ صَاحِبُه كَالأَعمَى الذي يَجُوسُ فِي حَنادِسِ الظَّلامِ .

    السَّاِدسُ : أَنَّه يُورِثُ الفِراسَةَ الصَّادِقَةَ التِي يُمَيَّزُ بِها بَينَ المُحِقِّ والمُبطِلِ ، والصَّادِقِ والكاذِبِ ، وَكانَ شُجاعٌ الكِرمَانيُّ يَقُولُ : " مَن عَمَّرَ ظَاهِرَه بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَبَاطِنَه بِدَوَامِ المُرَاقَبَةِ ، وَغَضَّ بَصَرَه عَنِ المَحَارِِمِ ، وَكفَّ نَفسَه عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَاعتَادَ أَكلَ الحَلالِ : لَم تُخطئ لَهُ فِرَاسَةٌ " .
    وَكَانَ شُجَاعٌ هذا لا تُخطِئُ لَه فِرَاسَةٌ ، وَاللهُ - سُبحانَه - يَجزِي العَبدَ عَلى عَمَلِه بِمَا هُو مِن جِنسِ عَمَلِه ، وَ (مَن تَرَكَ شَيئاً للهِ عَوَّضَه اللهُ خَيرَاً مِنهُ .
    فَإذَا غَضَّ بَصَرَه عَن مَحارِمِ اللهِ عَوَّضَه اللهُ بأن يُطلِقَ نُورَ بَصيرَتِه عوضَاً عَن حبسِهِ بَصَرَه للهِ ، وَيفتَحُ له بَابَ العِلمِ وَالإيمانِ وَالمَعرِفَةِ وَالفِرَاسَةِ الصَّادِقَةِ المُصِيبَةِ ، التي إنَّمَا تُنالُ بِبَصِيرةِ القَلبِ ، وَضِدُّ هذَا مَا وَصَفَ اللهُ بِه اللُّوطِيَّةَ مِنَ العَمَهِ الذِي هُوَ ضِدُّ البَصِيرَةِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (لَعَمرُكَ إِنَّهم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُون ) .
    فَوَصَفَهم بِالسَّكرَةِ ، التِي هِيَ فَسَادُ العَقلِ ، وَالعَمَهِ الذِي هُوَ فَسَادُ البَصَرِ ، فَالتَّعَلُّقُ بِالصُّوَرِ يُوجِبُ فَسَادَ العَقلِ ، وَعَمَهُ البَصِيرةِ يُسكِرُ القَلبَ ، كَمَا قَالَ القَائلُ :
    سَكران سُكرَ هَوىً وَسُكرَ مَدامَةٍ * وَمَتَى إِفَاقَةُ مَن بِه سُكران
    وَقَالَ الآخَرُ :
    قَالُوا جُنِنتَ بِمَن تَهوَى فَقُلتُ لَهم : العِشقُ أَعظَمُ مِما بِالمَجَانِين * العِشقُ لا يَستَفِيقُ الدَّهرَ صَاحِبُه * وَإِنََّما يُصرَعُ المَجنونُ فِي الحِينِ .
    السَّابِعُ : أَنَّه يُورِثُ القَلبَ ثَباتَاً وَشَجاعَةً وَقُوَّةً وَيجمَعُ اللهُ لَهُ بَينَ سُلطانِ البَصِيرَةِ وَالحُجَّةِ وَسُلطَانِ القُدرَةِ وَالقُوَّةِ ، كَمَا فِي الأَثَرِ : (الذِي يُخالِفُ هَوَاه يَفِرُّ الشَّيطانُ مِن ظِلِّهِ) ، وَمِثلُ هذَا تَجِدُه فِي المُتَّبِعِ هَواهُ مِن ذُلِّ النَّفسِ وَوَضَاعَتِهَا وََمَهَانَتِهَا وَخِسَّتِهَا وَحَقَارَتَِهَا وَمَا جَعَلَ اللهُ - سُبحانَه - فِيمَن عَصَاه ، كَمَا قَالَ الحَسَنُ : "إِنَّهُم - وَإن طَقطَقَت بِهِمُ البِغَالُ وَهَملَجَت بِهِمُ البَراذِينُ - : فَإنَّ ذُلَّ المَعصِيَةِ لا يُفَارِقُ رِقَابَهُم ، أَبَى اللهُ إِلا أَن يُذِلَّ مَن عَصَاهُ " .
    وَقَد جَعَلَ اللهُ - سُبحانَه - العِزَّ قَرينَ طَاعَتِه ، وَالذُّلَّ قَرِينَ مَعصِيَتِه ،فَقَالَ تَعالى : (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَللمُؤمِنين ) ، وَقَال - تَعَالَى - : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأنتُمُ الأعلَونَ إن كُنتُم مؤمنين ) ، وَالإِيمانُ قَولٌ وَعَمَلٌ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ .
    وَقَال - تَعَالى - : ( مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلهِ العِزَّةُ جَمِيعاً ، إليهِ َيصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُه ، أَي : مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَليَطلُبها بِطاعِةِ اللهِ وَذِكْرِهِ مِن الكَلِمِ الطِّيِّبِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَفي دُعاءِ القُنوتِ :"إنه لا يَذِلُّ مَن وَالَيتَ ، وَلا يَعِزُّ مَن عَاديتَ " وَمَن أَطَاعَ اللهَ فَقَد وَالاه فِيما أَطَاعَه فِيه ، وَلَه مِن العِزِّ بِحَسَبِ طَاعَتِه ، وَمَن عَصَاه فَقَد عَادَاه فِيمَا عَصَاه فِيه ، وَلَه مِن الذُّلِّ بِحَسَبِ مَعصِيَتِه .
    الثَّامِنُ : أَنَّه يَسُدُّ عَلى الشَّيطانِ مَدخَلَه مِن القَلبِ ، فإنَّه يَدخُلُ مَعَ النَّظرَةِ ، وَينفُذُ مَعَهَا إلَى القَلبِ أَسرَعَ مِن نُفُوذِ الهَوى فِي المَكَانِ الخَالِي ، فَيُمَثِّلُ له صُورَةَ المَنظُورِ إلَيه وَيُزَيِّنُها وَيَجعَلُها صَنَمَاً يَعكُفُ عَلَيهِ القَلبُ ، ثُمَّ يَعِدُه وَيُمَنِّيهِ وَيُوقِدُ عَلى القلبِ نَارَ الشَّهوةِ وَيُلقِى عَلَيه حَطَبَ المَعَاصِي التِي لَم يَكُن يَتَوَصَّلُ إلَيها بِدُون تِلكَ الصُّورَةِ ، فَيَصِيرُ القَلبُ فِي اللهَبَ ، فَمِن ذلِك اللهَبِ تِلكَ الأنفَاسُ التِي يَجِدُ فِيهَا وَهَجَ النَّارِ وَتِلكَ الزَّفَرَاتُ وَالحَرَقَاتُ ، فَإنَّ القَلبَ قَد أَحاطَت بِهِ النِّيرانُ بِكُلِّ جَانِبٍ ، فَهُو فِي وَسطِهَا كَالشَّاةِ فِي وَسطِ التَّنُّورِ .
    لِهذا ؛ كَانَت عُقُوبَةُ أَصحَابِ الشَّهَوَاتِ بِالصُّوَرِ المُحَرَّمَةِ أَن جَعَلَ لَهم فِي البرزَخِ تَنَّورَاً مِن نَارٍ ، وَأُودِعَت أَروَاحُهم فِيه إلَى حَشرِ أَجسَادِهِم ، كَمَا أَرَاهَا اللهُ لِنَبِيِّه - صَلى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ - فِي المَنَامِ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِه .
    التَّاسِعُ : أَنَّه يُفَرِّغُ القَلبَ لِلفِكرَةِ فِي مَصَالِحِه وَالاشتِغَالِ بِهَا ، وَإِطلاقُ البَصَرِ يُشَتِّتُ عَلَيهِ ذلِكَ ، وَيَحولُ بينه وبينها ، فَتنفَرِطُ عَليهِ أُمُورُهُ ، وَيَقَعُ فِي اتِّبَاعِ هَواهُ ، وَفِي الغَفلَةِ عَن ذِكرِ رَبِّه ، قَالَ تَعَالَى : (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنَا قَلبَه عَن ذِكرِنَا ، وَاتَّبَعَ هَواهُ ، وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطَاً )
    وَإطلاقُ النَّظَرِ يُوجِبُ هذه الأُمُورَ الثَّلاثَةَ بِحَسَبِهِ .
    العَاشِرُ : أَنَّ بَينَ العينِ والقَلبِ مَنفَذَاً - أَو طَرِيقَاً - يُوجِبُ اشتِغَالَ أَحَدِهِمَا عَنِ الآخَرِ ، وأََن يَصلُحَ بِصَلاحِه ، وَيفسُدَ بِفَسَادِه ، فإذَا فَسَدَ القَلبُ فَسَدَ النَّظَرُ ، وَإذَا فَسَدَ النَّظَرُ فَسَدَ القَلبُ ، وَكذلِكِ فِي جَانِبِ الصَّلاحِ ، فإذَا خَرِبَتِ العَينُ وَفَسَدَت خَرِبَ القَلبُ وَفَسَدَ ، وَصَارَ كَالمَزبَلَةِ التِي هِي مَحَلُّ النَّجَاساتِ والقَاذُورَاتِ والأَوسَاخِ ، فَلا يَصلُحُ لِسُكنَى مَعرِفَةِ اللهِ وَمَحبَّتِه وِالإِنَابَةِ إِليهِ ، وَالأُنسِ بِه وَالسُّرُورِِ بِقُربِهِ فيه ؛ وَإِنَّمَا يَسكُنُ فِيه أَضدَادُ ذلِك ، فَهذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى بَعضِ فَوائدِ غَضِّ البَصَرِ ، تُطلِعُك عَلى مَا وَراءَهَا ...)
يعمل...
X