إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حكم الاحتفال بـ ( ليلة النصف من شعبان ) !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم الاحتفال بـ ( ليلة النصف من شعبان ) !

    حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ؟


    الشيخ العلامة : عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة .

    أما بعد :

    فقد قال الله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } المائدة /3 ، وقال تعالى { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } الشورى /21.

    وفي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ..

    وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبة يوم الجمعة (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة )) .

    والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

    وهي تدل دلالة صريحة على أن الله - سبحانه وتعالى - قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته ولم يتوف نبيه - عليه الصلاة والسلام - إلا عندما بلّغ البلاغ المبين، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال ، وأوضح - صلى الله عليه وسلم -: أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه للإسلام من أقوال وأعمال، فكله مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم ، فأنكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة، كابن وضاح والطرطوشي ، وابن شامة وغيرهم.

    ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم - إن شاء الله -.

    وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه " لطائف المعارف " وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بأدلة صحيحة، وأما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.

    - وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.

    وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - على أن الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله - عز وجل -، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الإتباع، وما خالفهما وجب اطّرَاحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها، فضلاً عن الدعوة إليها وتحبيذها ، كما قال الله – سبحانه وتعالى – { يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } النساء/59 ، وقال تعالى { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } الشورى /10 ، وقال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } آل عمران /31 . وقال – عز وجل – { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } النساء /65.

    والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل: { وأحسن تأويلاً } أي: عاقبة.

    - قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتابه : " لطائف المعارف " في هذه المسألة - بعد كلام سبق -: " وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: أنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، .. وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة .. ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان، .. "
    إلى أن قال - رحمه الله -: قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه .. ". انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله -.

    وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - شيء في ليلة النصف من شعبان.

    وكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً؛ لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفرداً أو في جماعة، وسواء أسرّه أو أعلنه لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها.

    - وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي - رحمه الله -، في كتابه " الحوادث والبدع " ما نصه: " وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها، وقيل لابن أبي مليكة: إن زياداً النميري يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته وبيدي عصاً لضربته. وكان زياداً قاصاً " انتهى المقصود.

    - وقال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في " الفوائد المجموعة " ما نصه: " حديث: يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، و" قل هو الله أحد " عشر مرات، إلا قضى الله له كل حاجة … الخ " وهو موضوع [ أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ]، وفي ألفاظه - المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب - ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية كلها موضوعة، ورواتها مجاهيل.

    وقال في " المختصر " : حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " ضعيف.

    وقال في " اللآلئ " : مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات … موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث، مجاهيل وضعفاء، قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة، موضوع وأربع عشرة موضوع.

    وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء، كصاحب " الإحياء " وغيره، وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة - أعني: ليلة النصف من شعبان - على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، .. انتهى المقصود.

    - وقال الحافظ العراقي: " حدي : صلاة ليلة النصف، موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذب عليه ".

    - وقال الإمام النووي في كتاب " المجموع " : " الصلاة المعروفة بـ : صلاة الرغائب ، وهي : اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، وهاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب " قوت القلوب " و " إحياء علوم الدين " ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما ، فإنه غلط في ذلك " .

    - وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما ، فأحسن وأجاد ، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً ، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطّلعنا عليه من كلامهم في هذه المسألة لطال بنا الكلام ، ولعل في ما ذكرنا كفاية ومقنعاً لطالب الحق.

    ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق : أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها ، وتخصيص يومها بالصيام ، بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر ، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله – عز وجل – { اليوم أكملت لكم دينكم } وما جاء في معناها من الآيات .

    وقول النبي - صلى الله عليه وسلم (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) وفي ما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم )) .

    فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً ، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيره ، لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس ، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي ، ذل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى لا يجوز تخصيص شيء منها من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص .

    ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها ، نبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك وحث الأمة على قيامها ، وفعل ذلك بنفسه كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه )) ،(( ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه )) .

    فلو كانت ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة أول جمعة من رجب ، أو ليلة الإسراء والمعراج بشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه أو فعله بنفسه ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة ولم يكتموه عنها ، وهم خير الناس وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم .

    وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء : أنه لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في فضل ليلة النصف من شعبان فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام ، وهكذا تخصيصهما بشيء من العبادة بدعة منكرة ، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج ، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة ، كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة ، هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف ؟! وقول من قال : أنها ليلة سبع وعشرين من رجب ، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة ، ولقد أحسن من قال :

    وخير الأمور السالفات على الهدى **** وشر الأمور المحدثات البدائع

    والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها والحذر مما خالفها إنه جواد كريم .

    وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    انتهى بتصرّف واختصار من
    [ مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 2/88 ]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 16-Jul-2010, 12:27 AM.

  • #2
    زيادة للفائدة :
    الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:

    فقد سألني سائل عن حكم صيام يوم الخامس عشر من شعبان، وهو الموافق يوم غدٍ الأربعاء وهذا هو الجواب باختصار :

    لا يجوز تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام، ولا ليلته بقيام له هيئة مخصوصة محدثة، بل من كان عادته صيام الأيام البيض أو الإثنين والخميس ووافق يوم النصف أحدهما، أو يصوم يوماً ويفطر يوماً فوافق يوم صومه يوم النصف، أو من صام شهر شعبان من أوائله فلا بأس بصيام يوم النصف من شعبان حينئذٍ.



    أما التخصيص فلا يجوز لأنه من البدع والمحدثات.



    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم(ص/202-203) : "ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان. فقد روي في فضلها من الأحاديثِ المرفوعةِ والآثارِ ما يقتضي أنها ليلة مفضلةٌ، وأنَّ منَ السلفِ من كان يخصها بالصلاة فيها.

    وصومُ شهر شعبانَ قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلَفِ من أنكر فضلها، وطعنَ في الأحاديث الواردة فيها، كحديث: ((إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب))، وقال: لا فرق بينها وبين غيرها.

    لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية، وقد روي بعضُ فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر.

    فأمَّا صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له، بل إفراده مكروه. وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها.

    وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة، ومساجد الأحياء والدور والأسواق.

    فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع، فإنَّ الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه، وإذا لم يستحب فالعمل المقتضي لاستحبابها مكروه، ولو سُوِّغَ أنَّ كلَّ ليلة لها نوعُ فضلٍ تُخَصُّ بصلاةٍ مبتدعةٍ يجتمع لها لكان يفعل مثل هذه الصلاة، أو أزيد، أو أنقص: ليلتي العيدين، وليلة عرفة، كما أن بعض أهل البلاد يقيمون مثلها أول ليلة من رجب، وكما بلغني أنه كان بعض أهل القرى يصلون بعد المغرب صلاة مثل المغرب في جماعة يسمونها صلاة بِرِّ الوالدين".

    ونقله ملخصاً المناوي في فيض القدير(2/317) وأقره.


    وفي مجموع الفتاوى(23/131) : سئل شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- عن صلاة نصف شعبان؟

    فأجاب -رحمهُ اللهُ- : "إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو فى جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن.

    وأما الاجتماع فى المساجد على صلاة مقدَّرة، كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف: "قل هو الله أحد" دائماً. فهذا بدعةٌ لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم".

    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهُ اللهُ- في رسالة "التحذير من البدع"(ص/19) : "أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها أو تخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم".

    وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في الفتاوى له(ص/116) : "الاجتماع في ليلةٍ من غير ليالي رمضان كليلة النصف من شعبان ، وليلة السابع والعشرين من رجب، وكذلك ليلة العيد ، كل ذلك من البدع التي ينهى عنها".
    وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- في حاشيته على إصلاح المساجد من البدع والعوائد للقاسمي(ص/99) : "لا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسماً يجتمع الناس فيها، ويفعلون فيها من البدع ما ذكره المؤلف رحمه الله".

    وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين : "الصحيح أن صيام النصف من شعبان أو تخصيصه بقراءة أو بذكر لا أصل له".

    وقال -رحمهُ اللهُ- في مجموع فتاوى ورسائل في العقيدة(2/296-297س349) : "أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من رجب ، أو ليلة النصف من شعبان أو في يوم عاشوراء، فإنه لا أصل له وينهى عنه ولا يحضر الإنسان إذا دعي إليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- ، : "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".

    وقال الشيخ صالح الفوزان -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- في فتاوى نور على الدرب(1/87) : "لم يثبت عن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ولا بصيام يوم الخامس عشر من شعبان".

    ومن البدع اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان تساوي ليلة القدر في الفضل ..

    روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه(4/317رقم792 أخبرنا معمر عن أيوب قال: قيل لابن أبي مليكة إن زياداً المنقري -وكان قاصاً- يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان مثل أجر ليلة القدر. فقال ابن أبي مليكة: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصا لضربته بها.

    وسنده صحيح.


    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي

    تعليق


    • #3
      لا ينبغي الاهتمام بليلة النصف من شعبان إطلاقًا ؛ لأنه لم يصح في فضلها شيء مطلقًا للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-

      لا ينبغي الاهتمام بليلة النصف من شعبان إطلاقًا ؛ لأنه لم يصح في فضلها شيء مطلقًا

      المحرر : عبد الله بن زيد الخالدي - التاريخ : 2010-07-24 18:00:55 - مشاهدة ( 912 )
      http://sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=976


      فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني
      السائل : في عندي سؤال بالنسبة لـ " الصوفية " : دعائهم في ليلة النصف من شعبان وقيامهم في هذه الليلة ، وصيامهم لصبيحة ليلة النصف من شعبان ؛ ما بعرف شو رأي فضيلتكم بالنسبة لهذه الجماعة !؟

      الشيخ : معروف عند أهل السنة حقًا : أن قيام ليلة النصف من شعبان ، وصيام نهار نصف شعبان ؛ هما أمران مبتدعان غير مشروعين ، وذلك لسببين اثنين :

      - السبب الأول : أنه لم يُنقل عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعن أصحابه وبقية السلف الصالح : أنهم كانوا يهتمون بإحياء هذه الليلة وبصيام نهارها الذي يليها ؛ هذا هو السبب الأول .

      ونحن نعتقد جازمين غير مرتابين ولا مترددين : أن كل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في إبتداع من خلف ، ويترتب من وراء ذلك : أن كل عبادة حدثت بعد هؤلاء السلف الصالح فهي بدعة ، وقد أطلق النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الضلالة على كل بدعة مهما كان شأنها ، ومهما زخرفها وزينها أصحابها ؛ فالأمر كما قال رجل من أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - ومن أتقاهم ومن علمائهم ، ألا وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم - الذي قال : ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) .

      هذا الأثر الصحيح الثابت عن ابن عمر هو تفسير واضح جدًا مؤكد لعموم قوله - عليه السلام - : ( كل بدعة ضلالة ) ؛ فهو يقول بلسان عربي مبين : ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فصيام نصف شعبان ، وقيام ليلة النصف أمران محدثان لم يكونا في عهد السلف الصالح ؛ هذا أولاً .


      - ثانيًا : إن الذين يستحسنون الاعتناء بصيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلة النصف يعتمدون على حديث إسناده ضعيف جدًا ؛ وهو مما رواه ابن ماجه في " سننه " : أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال - وهذا مما لا يصح نسبته إلى النبي - صلى الله علي وسلم - : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان ؛ فقوموا ليلها وصوموا نهارها ).

      ثم ذكر فضيلة بالغ فيها الراوي ، الذي زُيَّن له سوء عمله أن ينسب هذا الحديث إلي نبيه - صلى الله عليه وسلم - ؛ ومن ذلك أنه غُفِر له - أي : في ذلك اليوم - كذا وكذا من الذنوب والمعاصي ؛ فهذا الحديث شديد الضعف لا يجوز العمل به حتى عند الذين يظنون أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ؛ لأنهم يشترطون شروطًا منها : ألا يشتد ضعفه .

      وهذا الحديث ضعفه شديدًا ؛ يضاف إلى ذلك بالنسبة لصيام يوم النصف قوله - عليه السلام - الثابت عندنا نسبته إليه : ( إذا كان النصف من شعبان ؛ فلا صوم حتى رمضان ).


      ولاشك : أن يوم الخامس عشر هو من النصف من شعبان وبخاصة حينما يكون شعبان ناقصًا ؛ حينما يكون تسعة وعشرون يومًا ؛ فيكون في هذه الحالة هو النصف بالتأكيد ؛ فلا يجوز صيامه .


      إذن الذين يهتمون بصيام يوم النصف من شعبان أخطأوا مرتين ؛ بل نستطيع أن نقول ثلاث مرات ؛ لكن إحدى الثلاث نقول بتحفظ ؛ أخطأوا مرتين ؛ لأنهم عملوا بالحديث الضعيف جدًا ؛ وإذا قالوا نحن لسنا بحاجة إلى هذا الحديث ؛ جاءت المرة الثالثة التي أشرنا إليها وهي أنهم ابتدعوا في دين الله ما لا أصل له ، والمرة الثالثة وهي واضحة جدًا أنهم خالفوا الحديث الصحيح الذي قاله - عليه السلام - وذكرته لكم آنفًا : ( إذا كان النصف من شعبان ؛ فلا صوم حتى رمضان ) .


      فلا ينبغي الاهتمام بليلة النصف إطلاقًا ؛ لأنه لم يصح في فضلها شيء مطلقًا ، ولأن السلف الصالح لم يُنقل عنهم هذا الاهتمام الذي نسمعه - الآن - من هؤلاء الخلف .


      أما النصف من شعبان ؛ فبالإضافه إلى أن الحديث المذكور - آنفًا - لم يصح ؛ فقد صح عكسه وخلافه وهو : ( إذا كان النصف من شعبان ؛ فلا صوم حتى رمضان ) .


      ومن العبرة في هٰذه المناسبة : أن نجد عامة الناس - مع الأسف الشديد - يهتمون ببعض العبادات التي لم تصح لا رواية ولا دراية ما لا يهتمون بالعبادات التي صحت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا خلاف بين علماء المسلمين في شرعيتها ؛ فيهتمون بما لا يجوز الاهتمام به ، ويعرضون عن ما ينبغي الاهتمام به ؛ وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله .


      سلسلة : [ الهدى والنور : شريط رقم : 186 ]

      تعليق

      يعمل...
      X