إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

اهتمام السلف بتعليم الأطفال التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] اهتمام السلف بتعليم الأطفال التوحيد

    اهتمام السلف بتعليم الأطفال التوحيد


    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يَهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    أما بعد:
    فأشرف ما يتعلمه المرء دينه، وأشرف ما فيه توحيد الله عز وجل، لأنه يتعلق بمعرفة الله عز وجل، وما له من أسماء حسنى وصفات عليا وما يجب من حقه سبحانه وتعالى، فإن شرف العلم بشرف المعلوم، لهذا كانت العقيدة أشرف العلوم وأفضلها.
    قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((إنّ العلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه، وتعالى بأسمائه، وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب)) اهـ.
    فتعلم العقيدة والتوحيد أهم المهمات وأوجب الواجبات، فكان لزاما على المرء أن يتعلم ما يجب عليه من توحيد الله وإفراده عز وجل بما يختص به وما يجب إفراده من عبادة ومعرفته من أسمائه وصفاته.
    كما يجب على كل مسلم أن يسعى في تعلم التوحيد لمن تحت يديه ومن في رعايته، { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا }، ولأنه مسؤول عنهم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته)) والحديث متفق عليه.
    وينشأُ ناشئُ الفتيـانِ منـَّا *** على ما كان عوَّدهُ أبـوه
    لهذ جاء في كتاب الله العزير دعاء نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: 128].
    ومن دعائه: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } [الصافات: 100].
    وكان زكريا يدعو: { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].
    ويدعو أيضًا:{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
    ومدح الله عز وجل عباد الرحمن بقولهم: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((تحفة المودود بأحكام المولود)): ((فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا وكان بنو إسرائيل كثيرا ما يسمون أولادهم بعمانويل ومعنى هذه الكلمة إلهنا معنا)) اهـ.
    وقد ألف الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كتابا موسوما بـ ((تعليم الصبيان التوحيد)) قال فيه: ((فهذه رسالة نافعة. فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن)) اهـ.


    وكذلك على المسلم أن يحرص على تعلم أبنائه ما يضاد التوحيد ويخدشه، والاهتمام بهذا الأمر.
    ولهذا جاء: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35].
    وكذلك: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
    } [إبراهيم: 35].



    وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يعلم النشء التوحيد.
    فعن جندب بن عبد الله قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا).
    أخرجه ابن ماجه في ((السنن)) وغيره وصححه الألباني وفي زيادة عند الطبراني في ((المعجم الكبير)) والبيهقي في ((الكبرى)) في ((شعب الإيمان)) ((وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان)) قال العراقي في تخريج الإحياء: وهو صحيح.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: ((يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك؛ احفظ الله تجده تجاهك؛ إذا سألت فسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)).
    أخرجه الترمذي في ((السنن)) وغيره وصححه الألباني.
    وعن عائشة قالت: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال: ((يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم)).
    أخرجه مسلم.
    وفاطمة رضي الله عنها كانت صغيرة عندما بعث عليه الصلاة والسلام.
    وعلم سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما دعاء القنوت وعلم ربيبه عمرو بن سلمة أن يسم الله عند الأكل، وفي هذا استعانة بالله عز وجل.


    أما ما جاء عن سلفنا الصالح.
    ابن عمر يقول: (لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدثنا يؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن).
    أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة و لم يخرجاه.
    وقال الذهبي: على شرطهما ولا علة له.
    وقال العلامة مقبل الوادعي في ((تعليقه على مستدرك الحاكم)): كلا ، هلال بن العلاء وأبوه ليسا من رجال الشيخين، كما في ((تهذيب التهذيب))، ((ثم أن هلال بن العلاء ضعيف، ففي ((تهذيب التهذيب)) قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة وقال النسائي هلال بن العلاء روى عن أبيه غير حديث منكر فلا أدري منه أتى أو من أبيه، والقاسم بن عوف الشيباني من رجال مسلم وهو مختلف فيه)) اهـ.
    وطريق هلال بن العلاء عن أبيه لها متابع علي بن معبد عند الطحاوي في ((بيان مشكل الآثار)) وله متابعة أيضا عند ابن منده في ((الإيمان)) والبيهقي في ((الكبرى)) ومن طريق ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)).
    قال محقق في ((المشكل)): ((فيه علي بن معبد ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير القاسم بن عوف فقد روى له مسلم حديثا واحدا، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ومحله عندي الصدق، وذكره ابن حبان في الثقات)) اهـ.
    وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
    وعن إسحاق بن عبد الله عن جدته أم سليم أنها آمنت برسول الله قالت فجاء أبو أنس وكان غائبا فقال أصبوت قالت ما صبوت ولكني آمنت بهذا الرجل قالت فجعلت تلقن أنسا وتشير إليه قل لا إله إلا الله قل أشهد أن محمدا رسول الله قال ففعل قال فيقول لها أبوه لا تفسدي علي ابني فتقول إني لا أفسده
    أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)).
    وكان علي بن الحسين، يعلم ولده، يقول: (قل آمنت بالله وكفرت بالطاغوت).
    أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)).
    وعن إبراهيم التيمي قال: (كانوا يستحبون أن يلقنوا الصلاة، ويعرب أول ما يتكلم يقول: لا إله إلا الله سبع مرات، فيكون ذلك أول شيء يتكلم به).
    أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)).
    وعن حماد بن زيد قال: كنت في الكتاب، وأنا صغير، علي ذؤابة فجاء عمرو بن عبيد حتى وقف على رأسي فقال: يا غليم ما تقول في الدعوة فقلت: أما الدعوة فعامة، وأما المنة فخاصة، فجر بذؤابتي، فقال: علموك الكفر صغيرا.
    أخرجه ابن الأعرابي في ((المعجم)).
    والمقصد بقوله: (الدعوة عامة) أي: الدعوة للإسلام لكل أحد، وقوله: (المنة فخاصة) أي: الهداية عطية وتوفيق من الله.


    كما حذر السلف الصالح الصبيان مما يدنس توحيدهم وصحيح أعتقادهم.
    عن معمر، قال: كنت عند ابن طاوس في غدير له، إذ أتاه رجل يقال له صالح، يتكلم في القدر، فتكلم بشيء منه، فأدخل ابن طاوس أصبعيه في أذنيه وقال لابنه: (أدخل أصبعيك في أذنيك واشدد, حتى لا تسمع من قوله شيئا، فإن القلب ضعيف).
    أخرجه ابن بطة في ((الإبانة الكبرى)).
    وعن أم بكر بنت المسور ، أن المسور سمع ابنا له وهو يقول: أشركت بالله ، أو كفرت بالله فضربه ، ثم قال : قل : استغفر الله آمنت بالله ، ثلاثا.
    أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)).
    وعن قتادة قال: ثنا مطرف [بن عبد الله الشخير]، قال: كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول: يا عباد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع.
    فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو: إن الله ربنا ومحمدا نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا له ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا.
    قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا.
    فيقولون: أقررت يا فلان؟
    حتى انتهوا إلي فقالوا: أقررت يا غلام؟
    قلت: لا.
    قال: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟
    قال: قلت: إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله عز وجل علي.
    قال: فرجع القوم عند آخرهم ما أقر به أحد منهم.
    قال: قلت لمطرف: كم كنتم؟
    قال: زهاء ثلاثين رجلا.
    أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) ومن طريق ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) وأبو نعيم في ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) من طريق ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) والذهبي في ((سير أعلام النبلاء)).
    وأختم بكلام قيم للإمام ابن القيم رحمه الله في ((تحفة المودود بأحكام المولود)) يحذر من إهمال تعليم الصبيان، قال: ((فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا)) اهـ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    ✍️ كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 1 جمادى الآخرة سنة 1440 هـ
    الموافق لـ: 6 فبراير سنة 2019 ف




يعمل...
X