إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه أرسلها إلى السلفيين ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] رسالة عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه أرسلها إلى السلفيين ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم.
    أما بعد:
    فقد قرأت في سنن الدارمي(1/237) تحقيق الزهراني "باب رِسَالَةِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْخَوَّاصِ الشَّامِيِّ" وهي رسالة كتبها عباد بن عباد الخواص الشامي أحد الفضلاء الثقاة الزهاد إلى بعض أصحابه يعظهم ويذكرهم بالله تعالى ؛ ويحثهم على ترك الرأي والتقليد ، وترك الخوض في الدين بما لا يحسن ، وحثهم على التقوى واتهام آراهم ، والرجوع إلى الاقتداء بالسلف الصالح ، والعمل بالكتاب والسنة على مراد الله ومراد رسوله وغير ذلك .. فألفيتها رسالة سديدة نافعة مفيدة ، وأن كثيرا مما نطق به فيها ينطبق على كثير من إخواننا السلفيين اليوم ، وكثيرا من التوجيهات فيها يحتاجون إليه ؛ فأحببت أن أذكرهم ونفسي بها، وأعلق على مواضع منها في الهامش تحت أرقام متسلسلة بقدر ما يقتضيه المقام ، وأسأله تعالى أن يجعلني وإخواني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه سميع قريب مجيب . وإليكم نص الرسالة: قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْطَاكِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ الْخَوَّاصِ الشَّامِيِّ أَبِي عُتْبَةَ(1)قَالَ:
    أَمَّا بَعْدُ: " اعْقِلُوا، وَالْعَقْلُ نِعْمَةٌ، فَرُبَّ ذِي عَقْلٍ، قَدْ شُغِلَ قَلْبُهُ، بِالتَّعَمُّقِ فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ، عَنِ الِانْتِفَاعِ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ حَتَّى صَارَ عَنْ ذَلِكَ سَاهِيًا.(2).
    وَمِنْ فَضْلِ عَقْلِ الْمَرْءِ، تَرْكُ النَّظَرِ فِيمَا لَا نَظَرَ فِيهِ، حَتَّى لَا يَكُونَ فَضْلُ عَقْلِهِ، وَبَالًا عَلَيْهِ فِي تَرْكِ مُنَافَسَةِ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ (3).أَوْ رَجُلٍ شُغِلَ قَلْبُهُ بِبِدْعَةٍ، قَلَّدَ فِيهَا دِينَهُ، رِجَالًا دُونَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(4). أَوِ اكْتَفَى بِرَأْيِهِ فِيمَا لَا يَرَى الْهُدَى إِلَّا فِيهَا، وَلَا يَرَى الضَّلَالَةَ إِلَّا بِتَرْكِهَا، يَزْعُمُ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنَ الْقُرْآنِ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى فِرَاقِ الْقُرْآنِ..(5).
    أَفَمَا كَانَ لِلْقُرْآنِ حَمَلَةٌ قَبْلَهُ، وَقَبْلَ أَصْحَابِهِ يَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ، وَيُؤْمِنُونَ بِمُتَشَابِهِهِ؟ وَكَانُوا مِنْهُ عَلَى مَنَارٍ لِوَضَحِ الطَّرِيقِ، وَكَانَ الْقُرْآنُ إِمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَامًا لِأَصْحَابِهِ، وكانَ أَصْحَابُهُ أَئِمَّةً، لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، رِجَالٌ مَعْرُوفُونَ مَنْسُوبُونَ فِي الْبُلْدَانِ، مُتَّفِقُونَ فِي الرَّدِّ عَلَى أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ، مَعَ مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الِاخْتِلَافِ.(6). وَتَسَكَّعَ (7)أَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ بِرَأْيِهِمْ فِي سُبُلٍ مُخْتَلِفَةٍ جَائِرَةٍ عَنِ الْقَصْدِ، مُفَارِقَةٍ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، فَتَوَّهَتْ بِهِمْ أَدِلَّاؤُهُمْ فِي مَهَامِهَ(مُضِلَّةٍ، فَأَمْعَنُوا فِيهَا مُتَعَسِّفِينَ فِي تِيهِهِمْ. كُلَّمَا أَحْدَثَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ بِدْعَةً فِي ضَلَالَتِهِمْ، انْتَقَلُوا مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَطْلُبُوا أَثَرَ السَّابقينَ، وَلَمْ يَقْتَدُوا بِالْمُهَاجِرِينَ..(9).(10). وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِزِيَادٍ: هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ زَلَّةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ))... (11).
    ثم يقول : اتَّقُوا اللَّهَ وَمَا حَدَثَ فِي قُرَّائِكُمْ، وَأَهْلِ مَسَاجِدِكُمْ، مِنَ الْغِيبَةِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالْمَشْيِ بَيْنَ النَّاسِ بِوَجْهَيْنِ، وَلِسَانَيْنِ، وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا، كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي النَّارِ.. (12). يَلْقَاكَ صَاحِبُ الْغِيبَةِ، فَيَغْتَابُ عِنْدَكَ مَنْ يَرَى أَنَّكَ تُحِبُّ غِيبَتَهُ، وَيُخَالِفُكَ إِلَى صَاحِبِكَ، فَيَأْتِيهِ عَنْكَ بِمِثْلِهِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا حَاجَتَهُ، وَخَفِيَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا أَتِى بِهِ عِنْدَ صَاحِبِهِ...(13).
    حُضُورُهُ عِنْدَ مَنْ حَضَرَهُ حُضُورُ الْإِخْوَانِ، وَغَيْبَتُهُ عَنْ منْ غَابَ عَنْهُ غَيْبَةُ الْأَعْدَاءِ، مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ كَانَتْ لَهُ الْأَثَرَةُ، وَمَنْ غَابَ مِنْهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُرْمَةٌ، يَفْتِنُ مَنْ حَضَرَهُ بِالتَّزْكِيَةِ، وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ بِالْغِيبَةِ، (14). فَيَا لَعِبَادَ اللَّهِ أَمَا فِي الْقَوْمِ مَنْ رَشِيدٍ(15)، وَلَا مُصْلِحٍ بِهِ يَقْمَعُ هَذَا عَنْ مَكِيدَتِهِ، وَيَرُدُّهُ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ؟بَلْ عَرَفَ هَوَاهُمْ فِيمَا مَشَى بِهِ إِلَيْهِمْ، فَاسْتَمْكَنَ مِنْهُمْ وَأَمْكَنُوهُ مِنْ حَاجَتِهِ، فَأَكَلَ بِدِينِهِ مَعَ أَدْيَانِهِمْ، فَاللَّهَ اللَّهَ، ذُبُّوا عَنْ حُرَمِ أعْيانكمْ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْهُمْ، إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَنَاصِحُوا اللَّهَ فِي أُمَّتِكُمْ إِذْ كُنْتُمْ حَمَلَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَإِنَّ الْكِتَابَ لَا يُنْطَقَ حَتَّى يَنْطِقُ بِهِ، وَإِنَّ السُّنَّةَ لَا تَعْمَلُ حَتَّى يُعْمَلَ بِهَا، فَمَتَى يَتَعَلَّمُ الْجَاهِلُ إِذَا سَكَتَ الْعَالِمُ، فَلَمْ يُنْكِرْ مَا ظَهَرَ، وَلَمْ يَأْمُرْ بِمَا تُرِكَ؟ وَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ. (16)..(17).
    اتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ رَقَّ فِيهِ الْوَرَعُ، وَقَلَّ فِيهِ الْخُشُوعُ، وَحَمَلَ الْعِلْمَ مُفْسِدُوهُ، فَأَحَبُّوا أَنْ يُعْرَفُوا بِحَمْلِهِ، وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَتِهِ، فَنَطَقُوا فِيهِ بِالْهَوَى، لَمَّا أَدْخَلُوا فِيهِ مِنَ الْخَطَأ، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَمَّا تَرَكُوا مِنَ الْحَقِّ إِلَى مَا عَمِلُوا بِهِ مِنْ بَاطِلٍ، فَذُنُوبُهُمْ ذُنُوبٌ لَا يُسْتَغْفَرُ مِنْهَا، وَتَقْصِيرُهُمْ تَقْصِيرٌ لَا يُعْتَرَفُ بِهِ، كَيْفَ يَهْتَدِي الْمُسْتَدِلُّ الْمُسْتَرْشِدُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا؟(1..
    أَحَبُّوا الدُّنْيَا، وَكَرِهُوا مَنْزِلَةَ أَهْلِهَا، فَشَارَكُوهُمْ فِي الْعَيْشِ، وَزَايَلُوهُمْ بِالْقَوْلِ، وَدَافَعُوا بِالْقَوْلِ عَنْ أَنْفُسَهُمْ أَنَّ يُنْسَبُوا إِلَى عَمَلِهِمْ، فَلَمْ يَتَبَرَّءُوا مِمَّا انْتَفَوْا مِنْهُ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِيمَا نَسَبُوا إِلَيْهِ أَنْفُسِهِمْ، لِأَنَّ الْعَامِلَ بِالْحَقِّ مُتَكَلِّمٌ وَإِنْ سَكَتَ.وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ كُلَّ كَلَامِ الْحَكِيمِ أَتَقَبَّلُ، وَلَكِنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ لِي، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا وَوَقَارًا، وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ. .(19).
    وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا، كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5] كُتبا)..(20).
    وَقَالَ: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63] قَالَ: الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ، وَلَا تَكْتَفُوا مِنَ السُّنَّةِ، بِانْتِحَالِهَا بِالْقَوْلِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا، فَإِنَّ انْتِحَالَ السُّنَّةِ دُونَ الْعَمَلِ بِهَا، كَذِبٌ بِالْقَوْلِ مَعَ إِضَاعَةِ الْعِلْم، وَلَا تَعِيبُوا بِالْبِدَعِ تَزَيُّنًا بِعَيْبِهَا، فَإِنَّ فَسَادَ أَهْلِ الْبِدَعِ، لَيْسَ بِزَائِدٍ فِي صَلَاحِكُمْ، وَلَا تَعِيبُوهَا بَغْيًا عَلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ الْبَغْيَ مِنْ فَسَادِ أَنْفُسِكُمْ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلطَّبِيبِ أَنْ يُدَاوِيَ الْمَرْضَى بِمَا يُبَرِّئُهُمْ وَيُمْرِضُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا مَرِضَ، اشْتَغَلَ بِمَرَضِهِ عَنْ مُدَاوَاتِهِمْ، وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَمِسَ لِنَفْسِهِ الصِّحَّةَ، لِيَقْوَى بِهِ عَلَى عِلَاجِ الْمَرْضَى.(21).
    فَلْيَكُنْ أَمْرُكُمْ فِيمَا تُنْكِرُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ نَظَرًا مِنْكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَنَصِيحَةً مِنْكُمْ لِرَبِّكُمْ، وَشَفَقَةً مِنْكُمْ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، وَأَنْ تَكُونُوا مَعَ ذَلِكَ بِعُيُوبِ أَنْفُسِكُمْ، أَعْنَى مِنْكُمْ بِعُيُوبِ غَيْرِكُمْ، وَأَنْ يَسْتَفْطِمَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا النَّصِيحَةَ، وَأَنْ يَحْظَى عِنْدَكُمْ مَنْ بَذَلَهَا لَكُمْ وَقَبِلَهَا مِنْكُمْ...(22).
    وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- : رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي.( 23). تُحِبُّونَ أَنْ تَقُولُوا فَيُحْتَمَلَ لَكُمْ، وَإِنْ قِيلَ مِثْلُ الَّذِي قُلْتُمْ، غَضِبْتُمْ. تَجِدُونَ عَلَى النَّاسِ فِيمَا تُنْكِرُونَ مِنْ أُمُورِهِمْ، وَتَأْتُونَ مِثْلَ ذَلِكَ أفَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يؤخذَ عَلَيْكُمْ؟اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ وَرَأْيَ أَهْلِ زَمَانِكُمْ،.(24)
    وَتَثَبَّتُوا قَبْلَ أَنْ تَكَلَّمُوا، وَتَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ تَعْمَلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي زَمَانٌ يَشْتَبِهُ فِيهِ الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ، وَيَكُونُ الْمَعْرُوفُ فِيهِ مُنْكَرًا، وَالْمُنْكَرُ فِيهِ مَعْرُوفًا، فَكَمْ مِنْ مُقترِّبٍ إِلَى اللَّهِ بِمَا يُبَاعِدُهُ، وَمُتَحَبِّبٍ إِلَيْهِ بِمَا يبغْضهُ عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8]، الْآيَةَ..فَعَلَيْكُمْ بِالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ، حَتَّى يَبْرُزَ لَكُمْ وَاضِحُ الْحَقِّ بِالْبَيِّنَةِ فَإِنَّ الدَّاخِلَ فِيما لَا يَعْلَمُ بِغَيْرِ عِلْمٍ آثِمٌ، وَمَنْ نَظَرَ لِلَّهِ، نَظَرَ اللَّهُ لَهُ.
    عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَأْتَمُّوا بِهِ، وَأُمُّوا بِهِ، وَعَلَيْكُمْ بِطَلَبِ أَثَرِ الْمَاضِينَ فِيهِ، وَلَوْ أَنَّ الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ لَمْ يَتَّقُوا زَوَالَ مَرَاتِبِهِمْ، وَفَسَادَ مَنْزِلَتِهِمْ، بِإِقَامَةِ الْكِتَابِ بِأَعْمَالِهِمْ، وَتِبْيَانِهِ مَا حَرَّفُوهُ وَلَا كَتَمُوهُ، وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا خَالَفُوا الْكِتَابَ بِأعْمالهمْ، الْتَمَسُوا أَنْ يَخْدَعُوا قَوْمَهُمْ عَمَّا صَنَعُوا، مَخَافَةَ أَنْ يفْسدواَ مَنَازِلُهُمْ، وَأَنْ يَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ فَسَادُهُمْ، فَحَرَّفُوا الْكِتَابَ بِالتَّفْسِيرِ، وَمَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَحْرِيفَهُ، كَتَمُوهُ، فَسَكَتُوا عنْ صَنِيعِ أَنْفُسِهِمْ إِبْقَاءً عَلَى مَنَازِلِهِمْ، وَسَكَتُوا عَمَّا صَنَعَ قَوْمُهُمْ مُصَانَعَةً لَهُمْ، وَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ، بَلْ مَالَئُوا عَلَيْهِ، وَرَفَّقُوا لَهُمْ فِيهِ " (25)(26).
    ---------------.
    1هو: عباد بن عباد الرملي الأرسوفي ، أَبُو عتبة الخواص، فارسي الأصل. ترجمته في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (14/ 134(( 3085) قال عثمان بْن سَعِيد الدارمي في تاريخه، الترجمة ( 495) عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة. وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي في (ثقاته، الورقة 28) : ثقة، رجل صالح.وَقَال أَبُو حاتم في الجرح والتعديل: الترجمة (424)من الْعِبَاد. وَقَال يعقوب بْن سُفْيَان في المعرفة والتاريخ: (2 /4/ 437) : كَانَ من الزهاد والعباد، ثقة . وَقَال ابن حبان: كان ممن غلب عليه التقشف، والعبادة، حتى غفل عن الحفظ والإتقان فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم حتى كثرت المناكير في روايته على قلتها فاستحق الترك (المجروحين: 2 / 170). ونقله الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (5/97).وَقَال في "التقريب (1/290) (3134)": عباد ابن عباد الرملي الأرسوفي بمهملة وفاء أبو عتبة الخواص ، صدوق يهم ، أفحش ابن حبان فقال يستحق الترك من التاسعة. –2قلت : لا يثبت في فضل العقل حديث ، قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/1510):وَلم يَصح فِي فضل الْعقل شَيء. وقال ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 15): المنقول عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في فضل العقل كثير، إلَّا أنه بعيد الثبوت. وذكره ابن تيمية في بغية المرتاد (1/247). قال الحافظ هنا في المطالب - بعد الحديث القادم برقم (3311) -: هذه الْأَحَادِيثُ مِنْ كِتَابِ "الْعَقْلِ" لِدَاوُدَ بْنِ المُحَبَّر، كلها موضوعة، ذكرها الحارث في مسنده.
    وقال الألباني في الضعيفة (1/53) مما يحسن التنبيه عليه أن كل ما ورد في فضل العقل من الأحاديث لا يصح منها شيء، وهي تدور بين الضعف والوضع، وقد تتبعت ما أورده منها أبو بكر بن أبي الدنيا في كتابه " العقل وفضله " فوجدتها كما ذكرت لا يصح منها شيء، فالعجب من مصححه الشيخ محمد زاهد الكوثري كيف سكت عنها؟ ! بل أشار في ترجمته للمؤلف (ص 4) إلى خلاف ما يقتضيه التحقيق العلمي عفا الله عنا وعنه.
    وقد قال العلامة ابن القيم في " المنار " (ص 25) : أحاديث العقل كلها كذب.
    وانظر الضعيفة (12/112) وفيها رد على الكوثري الذي أنكر على من نفى أن يكون قد صح في العقل شيء
    .وبوب ابن أبي شيبة في الأدب بَابُ فَضْلِ الْعَقْلِ ثم ساق بسنده 286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: «مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ مِنْ عَقْلٍ صَالِحٍ يُرْزَقُهُ » وفي مصنفه (5/266).
    وفي شعب الإيمان للبيهقي (6/34 فصل في فضل العقل الذي هو من النعم العظام التي كرم الله بها عباده وبسنده إلى الحسن ، قال: " لما خلق الله عز وجل العقل، قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، وقال:ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك إني بك أعبد، وبك أعرف، وبك آخذ، وبك أعطي ". " وقال عقبه : هذا من قول الحسن، وغيره مشهور، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد غير قوي ".
    قال أبو عمر بن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/549)وَقَالُوا: فَضْلُ الْعَقْلِ عَلَى الْمَنْطِقِ حِكْمَةٌ. وَفَضْلُ الْمَنْطِقِ عَلَى الْعَقْلِ هُجْنَةٌ.
    قلت :ومع ذلك فقد جاء في كتاب الله تعالى ما يبين فضل العقل فقد كرم الله الإنسان بالعقل وميزه به عن سائر الحيوانات ، وخاطبه عز وجل في كثير من الآيات ، فقال :{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}(44)البقرة .
    في أربع وعشرين آية بين قوله : أفلا تعقلون ، وقوله تعالى : ولعلكم تعقلون ، وقوله سبحانه : أن كنتم تعقلون ، و{ أفلم تكونوا تعقلون }
    وقال سبحانه وتعالى
    : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}(164) البقرة .
    في اثنين وعشرين آية بين قوله تعالى : لقوم يعقلون ، وقوله : أفلا يعقلون ، وقوله : لا يعقلون ، وقوله : أو يعقلون ..
    وقال تعالى :{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46)الحج.
    كل ذلك من الآيات الكثيرة التي تبين فضل العقل ومنزلته ومزيته ، وأنه نعمة عظيمة منّ الله بها على الإنسان ؛ فإذا سخرها فيما خلقت له أي في العقل عن الله ورسله ، فقد عرف قدرها وشكرها ، وكان من ذوي العقول الراجحة ، والألباب السليمة الصحيحة التي تدفعه للحرص على التأمل فيما ينفع ، وترك ما يضر ، والتدبر فيما ينجي من الهلاك في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة ، وإدراك الوظيفة التي من أجلها أوجده الله الكريم في هذه الدنيا وخلقه من أجلها فقام بها أحسن قيام على الوجه الذي يرضي مولاه ومعبوده
    .
    وهذه المنزلة ليست لكل النّاس فالكثير منهم لا يعقلون ، ولا يشكرون ، ولكنها منقبة عظيمة لطائفة من عباده اصطفاهم واجتباهم على غيرهم أولئك هم أولوا الألباب الذين قال الله فيهم : {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (7)البقرة .
    وقال تعالى فيهم :{ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}(19)الرعد .
    وقال جل وعز فيهم :{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }(190)آل عمران .
    وقال عز وجل :{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}(269) البقرة .
    في ستة عشر آية بين قوله : أولو الألباب ، وقوله : وأولي الألباب ..
    فهم الذين عقلوا عن الله خطابه ؛ فامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه معظمين للوحي ، خائفين من العواقب ، قد استجابوا إذ دعاهم لما يحييهم ، فاشتغلوا بما يعنيهم ويعينهم وتركوا ما لا يعنيهم ويضيعهم
    ..
    وهم الذين عقلوا عن الله خطابه في كتابه المفتوح فتدبروه ، وتأملوه فزادهم قربا وحبا منه ، وتواضعا وخشوعا ، وطمأنينة وسكينة فكانوا مفاتيح خير مغاليق شر ، وكانوا هداة مهديين ، وعلماء صادقين ربانيين .
    3 -هذا الذي ترك منافسة من هو دونه في الأعمال الصالحة والإقبال على ما ينجي في الآخرة إنّما ترك أعظم سبب للازدياد من الحسنات والمنجيات والمكفرات ، فالمفروض أن ينافس من هم فوقه في الطاعات ، وهو ترك منافسة من دونه ؛ فلا شك أن هذه خسارة كبيرة ، وأي خسارة أن يكون في آخر ركب الصالحين ، وربما لم يلحق بهم ، ومازال العبد يتأخر حتى يؤخره الله تعالى
    .
    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَقَالَ لَهُمْ: «تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ» رواه مسلم(430)وأحمد (11142)وأبو داود (680)والنسائي في الصغرى (795(
    4 -من شغل قلبه ببدعة أي كانت فقد كساه زيغا وضلالا ، فأولئك الذين سمى الله تعالى في كتابه فليحذرهم العاقل ،
    قال تعالى
    :{ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}(7) آل عمران .
    فلا تجد مبتدعا إلا وقد اشتبه عليه الحق ، وزين له الشيطان عمله فرآه حسنا وهو في حقيقة الأمر على زيغ وضلال ، قد اشرأب قلبه حب الشبه والبدع التي توافق هواه حتى على عليه الرّان فأصبح كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
    ..
    وبهذا جاء الوحي :ففي صحيح مسلم (231) قال صلى الله عليه وسلم (( ...وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)).وأحمد (23280)).
    وإذا وصل لهذه المرتبة أصبح لا يعقل عن الله ، ولا عن رسوله ، ولا عن الراسخين في العلم ، فقد أصبح كالبهائم الضالة التائهة
    ..نسأل الله السلام .
    5 -هذا حال كثير من متعصبة هذا الزمان ، لا يرى الهُدى إلا في رأيه واجتهاده ، وفي حزبه وطائفته ، ولا يرى الضلالة إلا في مجانبة ما هو عليه من غلو ، وتعصب ، وتأويل فاسد ، وفهم كاسد ، وتحريف للحقائق ، والمصيبة أن الكثير منهم يدعي المشيخة والانتساب إلى طلاب العلم ، حتى أصبح حال بعضهم يعتبر رأي شيخه ، واجتهاداته وحي معلوم ، وهو عن الخطأ معصوم ، وبعضهم يجعله خط أحمر من انتقده أو خالفه كفر ، وبعضهم حاله كحال فرعون حيث أخبرنا الله عنه أنه قال : {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}(29)غافر
    .
    والبعض الآخر يقول عن خصمه ما قاله فرعون عن رسول الله وكليمه موسى عليه السلام :{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (26).وسيأتي الكلام على ذم الرأي والاعتداد به والوقوف عنده لا يقبل غيره ..
    6 -الشيخ يقصد إمّا اختلاف بلدان العلماء ، أو اختلاف التنوع الذي كان بينهم ، أما اختلاف التضاد فلم يكن بين علماء النقد المتفقين فيما بينهم على إنكار الأهواء والبدع والضلالات؛ لأنه من اختلاف التضاد الذي نهاهم الله عنه ، وكذلك الصحابة لم يكونوا مختلفين في التوحيد والإيمان ، والعقيدة وإنما كان الخلاف بينهم في بعض الأحكام الفرعية - على قلته - وكلّما ابتعدنا من عصرهم زاد ذلك الخلاف حتى وصل ببعض المتعصبة من أصحاب المذاهب والحزبيات والطائفيات والجماعات إلى اختلاف تضاد.
    7 -التسكع: التحير، وهل يستوي ضلال قوم تسكعوا، وهو أيضا التمادي في الباطل. (النهاية 2/ 384).
    8- المَهْمَه: الْمَفَازَةُ والبريةُ الْقَفْرُ، وَجَمْعُهَا: مَهَامِه.النهاية في غريب الحديث والأثر(4/376) ولسان العرب (13/542).قَالَ اللَّيْث: المَهْمَهُ: الخَرْقُ الأملس الْوَاسِع. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَهْمَهُ: الفلاة بِعَينهَا، لَا ماءَ بهَا وَلَا أَنِيس. وَأَرْض مَهَامِهُ: بعيدَة. وَقيل: المَهْمَهُ: الْبَلَد المُقْفِرُ، وَيُقَال: مَهْمَهَةٌ تهذيب اللغة (5/250).
    9 - الله أكبر ؛ وكأنه شاهد عيان على عصرنا وما يجري فيه مما وصف به أهل الأهواء ممن تتجارى بهم كما يتجارى داء الكلب بصاحبه ، وهذا ليس بضائرٍ أهل الحق - إن شاء الله – فهم على بينة من ربهم فيه ، وإنّما المحزن والمضر هو أن يتصف أهل السلفية المحضة بشيء من هذه الأوصاف التي وصف بها أهل الأهواء أو يتصفوا بمن ذمهم الله تعالى ذما شديدا في كتابه من اليهود والنصارى .وإلى الله المشتكى .
    ..يتبع - إن شاء الله

  • #2
    رد: رسالة عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه أرسلها إلى السلفيين ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ))

    تتمة الموضوع:

    10- ومعنى:"الاقتداء" في كلام العرب، بالرجل: اتباع أثره، والأخذ بهديه. يقال:"فلان يقدو فلانًا"، إذا نحا نحوه، واتبع أثره،"قِدَة، وقُدوة وقِدوة وقِدْيَة"وبوب الدارمي في سننه (1/297)بَابُ الِاقْتِدَاءِ بِالْعُلَمَاءِ:224 - أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ لَمْ يُجَاوِزْ أَحَدُهُمْ ظُفْرًا، لَمَا جَاوَزْتُهُ، كَفَى إِزْرَاءً عَلَى قَوْمٍ أَنْ تُخَالَفَ أَفْعَالُهُمْ» قال محققه : إسناده ضعيف لضعف أبي حمزة وهو: ميمون القصاب.
    وفيه 225 - أَخْبَرَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قَالَ: " أُولُو الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، وَطَاعَةُ الرَّسُولِ: اتِّبَاعُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ " قال محققه :إسناده صحيح.
    11 –يشير إلى ما أخرجه الدارمي ( 220 )أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَنبَأَنَا عَلِيٌّ هُوَ ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ» .
    قال محققه :إسناده صحيح . قلت : وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/196) والبغوي في شرح السنة (1/317) وصححه الألباني في المشكاة : (269).
    قلت
    :وهذا ما خافه نبينا على هذه الأمة ، عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إنأخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون)) مسند الطيالسي (106 وأحمد في المسند (27485) وقال محققه :صحيح لغيره.وفي سنن الدارمي (215) عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)) وقال محققه :إسناده صحيح.
    قال محمد فؤاد عبد الباقي : ومعناه أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن تخاف الأئمة المضلون .
    وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ
    أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ " مسند أحمد (1/289) وقال محققه إسناده قوي .
    فليحذر السلفيون أئمة الضلالة ؛ الذين وقفوا على حافة الصراط المستقيم يدعون لما أصلوه من ضلالات ، وكل عليم اللسان منافق نفاق الثعلب المراوغ الماكر الذي يزين الباطل ويلبس الشبه لباس الحق ليضل من استجاب له ، نعوذ بالله منهم.
    12-يشير إلى ما رواه مالك في الموطأ (826) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ. الَّذِي يَأْتِي هؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهؤُلاَءِ ))البخاري (3494- 6058- 7179)ومسلم (2526.(
    13 -وهذا هو النمام الذي لم يجد الشيطان رسولا إلا هو ، والمعلوم أن الغيبة والنميمة هما من كبائر الذنوب التي لا يدخل صاحبها الجنة وقد جاء الوعيد الشديد فيهما ، وإنك تعجب العجب من قوم عرفوا ما جاء في ذلك من الحق وأعرضوا عنه وأصبحت مجالسهم لا تخلوا من الغيبة ، يتقصدون ذلك ، ثم يقوم المفلس منهم عدو نفسه الذي تغلب عليه شيطانه فينقل تلك الغيبة على وجه الإفساد ، ويسجل خلسة ؛ بل لم يأت ليستفيد ويتعلم ؛ وإنّما جلس ليتصيد العثرات ، ويتبع الزلات لينقلها على سبيل الطعن والتنقيص والإسقاط ، يفسد في الأرض ، ويقطع روابط الأخوة ، وكم بلغ ضرر هؤلاء وفتّو في عضد الأمة ولكن الحمد لله أن حمى وحفظ الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة المرضية ، من ضرر ذلك ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بشرنا أنهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة فلك الحمد والشكر يا رب.
    14 -إنها فتنة العياب ، وقد كتب مقالا قديما بهذا العنوان وحذرت من فتنته ، وها هو اليوم يظهر ، ويشعل فتنته في السلفيين ، وقد عرف السلفيون من هو ؟؟ فنسأل الله سبحان السلام والثبات حتى الممات على ما عرفنا من الحق.
    15- إشارة على قوله تعالى : {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} أَيْ : يعقل عن الله فيعظم الأمر والنهي ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويصلح من نفسه وما أفسده أتباعه ، ويتواضع للحق ويعترف بالخطأ ، ويفتح صدره لإخوانه ، ويمد يده لمن مدوا أيديهم إليه ، ويصفح ويعفو ويتجاوز عمن أخطئوا في حق أنفسهم ، وفي حق نفسه ، وفي حق إخوانهم ..
    يا قوم {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}يعقل عن الله ؛ فيقدم مصلحة الدعوة السلفية على حظوظ نفسه ، ولو كان يرى أن الحق معه ، كما كان بعض الصحابة في صلح الحديبية يرون أن الحق معهم في عدم رد من جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فارا بدينه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلم بالله منهم وكان ينظر إلى مصلحة الإسلام ، ومصلحة الجماعة ولو كان ذلك بالتضحية ببعض الحق ، وقد كانت ثمرة ذلك العمل منه صلى الله عليه وسلم فتحا عظيما
    .
    يا قوم {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} يعقل عن الله ، ويخاف المثول بين يديه فيأتمر بالمعروف ، وينتهي عن المنكر ، ويسعى للصلح بين السلفيين ، فيزجر أتباعه الذين يزيدون في الطين بلة ، ويرمون بالزيت على النّار ، فيكفوا أيديهم وألسنتهم عن أذية إخوانهم ولو كانوا يرون أن الحق معهم ..
    إن مسؤولية هذه النازلة بين السلفيين مسؤولية عظيمة ، وجسيمة ولن يلفت من عظم عقابها ، وعاقبتها متولي كبرها في الدنيا والآخرة ، وتيقنوا إخواني وعيده سبحانه الشديد فيه {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } (132)الأنعام .
    واحسبوا ليوم الوعيد حسابه { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }(42) إبراهيم .
    –16اقتباس من قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} سورة آل عمران الآية (178).
    17-لله درك من ناصح فقد نصحت وأدبت ووفيت وكفيت فرحمك الله وغفر لك ، وأني مكرر هذه الجملة من هذا التوجيه بشيء من التصرف ، وهذه النصيحة لأخواني السلفيين لعلها تجد قلوبا صادقة ، ونفوسا متألمة قلقة على ما آلت إليه الدعوة السلفية
    ..
    فَيَا لَعِبَادَ اللَّهِ أَمَا فِي الْقَوْمِ مَنْ رَشِيدٍ، وَلَا مُصْلِحٍ بِهِ يَقْمَعُ هَذَا الفتان العياب عن عيبه وشينه وفتنته للسلفيين ، ويرد ذاك الكائد عَنْ مَكِيدَتِهِ، وَيَرُدُّهُ عَنْ عِرْضِ أشياخه ، وأعراض أَخوانه ؟
    فليحذر السلفيون ؛ أنه المندس العياب ، أو المدفوع المستأجر الفتان عَرَفَ مقاصد القوم وهَوَاهُمْ فِيمَا مَشَى بِهِ إِلَيْهِمْ، فَاسْتَمْكَنَ مِنْهُمْ ، وَأَمْكَنُوهُ مِنْ حَاجَتِهِ، بما أظهر لهم ، فَأَكَلَ بِدِينِهِ مَعَ أَدْيَانِهِمْ جالسا بين أيديهم ،ثم قلب لهم ظهر المجن ، فَاللَّهَ اللَّهَ، ذُبُّوا عَنْ حُرَمِ أعْيانكمْ، من الأكابر العلماء الربانيين الصادقين ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْهُمْ، إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَنَاصِحُوا اللَّهَ فِي أُمَّتِكُمْ ؛ في أتباعكم ، إِذْ كُنْتُمْ حَمَلَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَإِنَّ الْكِتَابَ لَا يُنْطَقَ حَتَّى يَنْطِقُ بِهِ، وَإِنَّ السُّنَّةَ لَا تَعْمَلُ حَتَّى يُعْمَلَ بِهَا، فَمَتَى يَتَعَلَّمُ الْجَاهِلُ إِذَا سَكَتَ الْعَالِمُ، فَلَمْ يُنْكِرْ مَا ظَهَرَ من زيغ وضلال ، وَلَمْ يَأْمُرْ بِمَا تُرِكَ من الحق والعدل؟ وَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ
    .
    -18 حمله أئمة الضلالة الذين تخوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته منهم كما في الحديث الذي مر معنا آنفا ؛ وقال فداه أبي وأمي - صلى الله عليه وسلم - ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) رواه الشيخان.
    وكان المفروض أن يحمله من وصفهم نبي الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ((يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ،وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ»قال الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح(1/82) (248(صَحِيح)
    . قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (10/17):قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالْأَخْلَافُ: هُمُ الَّذِينَ ذَكَرْنَا مِمَّنْ يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْهُمْ، وَيُرْجَعُ فِيهِ إِلَى أَقْوَالِهِمْ، لَا مَنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْهُ، وَلَا يُرْجَعُ إِلَى قَوْلِهِ فِيهِ لِشُذُوذِهِ الَّذِي قَدْ شَذَّهُ، وَلِانْفِرَادِهِ الَّذِي قَدِ انْفَرَدَ بِهِ، وَاللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. – 19 قال محققه :فيه صدقة بن عبد الله بن المهاجر: ضعيف.قال الألباني في المشكاة (533 (ضَعِيف).وقال في الضعيفة (2050) ضعيف جدا.
    -20هذا فيه ذم شديد لمن يعلم ولا يعمل بما تعلم فهو يحمل العلم ولكن لا يدري ولا يفهم ولا يتفهم فيترك العمل فمثله كما قال سبحانه تعالى :{ كالحمار يحمل أسفار ..}.
    -21ذلك أن العالم يتعين عليه أن يقصد بتعلمه العمل به وإلا كان حجة عليه فقد قال علي رضي الله عنه : هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. ذكره الخطيب في شرف أصحاب الحديث ، وليعلم أن العالم إذا لم يعمل بعلمه كان مثله مثل الشمعة تضيء بنورها للمستضيء ، وتحرق نفسها. –22 أي لا تأمرون النّاس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم متمسكون بالكتاب والسنة ؛ فهذا فعل شنيع عابه الله على من غضب عليهم ولعنهم ، وهو فعل تستقبحه الفطر السليمة فكيف بمن تزي بالعلم ، والمشيخة وتصدر المجالس ؟؟ لا تنهى عن خلق وتأتي مثله - - عار عليك إن فعلت عظيم .
    –23أخرجه أبو موسى المديني في كتاب اللطائف من علوم المعارف (1/323)(193) قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ الأَخْشِيذِ أنا أَبُو طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ، بِمِصْرَ، ثنا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا دَفَافَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، قال : قال عمر ... فذكره ، وذكره أبو بكر الطرطوشي المالكي في سراج الملوك (1/78).وذكره ابن عبد البر في كتابه بهجة المجالس(1/47): عن مسعر بن كدام قال : (رحم الله من أهدى إلي عيوبي في ستر بيني وبينه فإن النصيحة في الملأ تقريع). 24 - قال ابن القيم – رحمه الله - في إغاثة اللهفان (1/124)واتهام الصحابة لآرائهم كثير مشهور، وهم أبر الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأبعدها من الشيطان، فكانوا أتبع الأمة للسنة، وأشدهم اتهاما لآرائهم، وهؤلاء ضد ذلك.
    قلت
    : عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ عَلَى الدِّينِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْيِي اجْتِهَادًا إِلَيْهِ مَا آلُو عَنِ الْحَقِّ، وَالْكِتَابُ يُكْتَبُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اكْتُبُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: إِذَنْ قَدْ صَدَّقْنَاكَ بِمَا تَقُولُ، وَلَكِنَّا نَكْتُبُ كَمَا نَكْتُبُ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، فَرَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَيْتُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: «تَرَى أَنِّي قَدْ رَضِيتُ وَتَأْبَى؟» قَالَ: فَرَضِيتُ. فضائل الصحابة للإمام أحمد (558).وفي المسند (15975)عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي مَسْجِدِ أَهْلِهِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ، فِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ، وَفِيمَا فَارَقُوهُ، وَفِيمَا اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ، قَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ اعْتَصَمُوا بِتَلٍّ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِمُصْحَفٍ، وَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يَأْبَى عَلَيْكَ، فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ، لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ، وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [آل عمران: 23] ،
    فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ، قَالَ
    : فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ، وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ أَلَا نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيُوفِنَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَتَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا، وَبَيْنَهُمْ؟ فَقَالَ: " يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا " قَالَ: فَرَجَعَ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ، فَلَمْ يَصْبِرْ، حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ، وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ أَبَدًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ قَالَ: فَأَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ، فَأَقْرَأَهَا إِيَّاهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَفَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " أخرجه البخاري (4844- 3182) ، ومسلم (1785) (94).
    وفي المسند (15974 )عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: " اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرُدَّ أَمْرَهُ لَرَدَدْنَاهُ، وَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَنْ عَوَاتِقِنَا مُنْذُ أَسْلَمْنَا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، إِلَّا هَذَا الْأَمْرَ مَا سَدَدْنَا خَصْمًا، إِلَّا انْفَتَحَ لَنَا خَصْمٌ آخَرُ "قال محققه : إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه البخاري (3181) و (730 ، ومسلم (1785) (95)قال ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين (1/43):
    فَصْلٌ. فِيمَا رُوِيَ عَنْ صِدِّيقِ الْأُمَّةِ وَأَعْلَمِهَا مِنْ إنْكَارِ الرَّأْيِ . ذَمُّ أَبِي بَكْرٍ الْقَوْلَ بِالرَّأْيِ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إنْ قُلْت فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِرَأْيِي، أَوْ بِمَا وَلَا أَعْلَمُ.فَصْلٌ.
    فِي الْمَنْقُولِ مِنْ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.[ذَمُّ عُمَرَ الْقَوْلَ بِالرَّأْيِ
    ]عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ الرَّأْيَ إنَّمَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُصِيبًا، إنَّ اللَّهَ كَانَ يُرِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَّا الظَّنُّ وَالتَّكَلُّفُ. قُلْت: مُرَادُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُقَوْله تَعَالَى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: 105] فَلَمْ يَكُنْ لَهُ رَأْيٌ غَيْرَ مَا أَرَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ، وَأَمَّا مَا رَأَى غَيْرُهُ فَظَنٌّ وَتَكَلُّفٌ.وقد نقل عن عمر - رضي الله عنه - أنه كان شديد الذمه للرأي ، وَذَكَرَ ابْنُ عَجْلَانَ عَنْ صَدَقَةِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: أَصْحَابُ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ، أَعْيَتْهُمْ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَعُوهَا، وَاسْتَحْيَوْا حِينَ سُئِلُوا أَنْ يَقُولُوا لَا نَعْلَمُ، فَعَارَضُوا السُّنَنَ بِرَأْيِهِمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ.عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يُفْتِي النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ بِرَأْيِهِ فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: عَلَيَّ بِهِ، فَجَاءَ زَيْدٌ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ فَقَالَ عُمَرُ: أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ قَدْ بَلَغْتَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيِك؟فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاَللَّهِ مَا فَعَلْت، وَلَكِنْ سَمِعْت مِنْ أَعْمَامِي حَدِيثًا فَحَدَّثْت بِهِ مِنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمِنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، فَقَالَ عُمَرُ: عَلَيَّ بِرِفَاعَةِ بْنِ رَافِعٍ، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ إذَا أَصَابَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَأَكْسَلَ أَنْ يَغْتَسِلَ، قَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَأْتِنَا فِيهِ عَنْ اللَّهِ تَحْرِيمٌ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْءٌ، فَقَالَ عُمَرُ: وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي، فَأَمَرَ عُمَرُ بِجَمْعِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَجُمِعُوا، فَشَاوَرَهُمْ فَشَارَ النَّاسَ أَنْ لَا غُسْلَ، إلَّا مَا كَانَ مِنْ مُعَاذٍ وَعَلِيٍّ فَإِنَّهُمَا قَالَا: إذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ وَجَبَ الْغُسْلُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ بَدْرٍ قَدْ اخْتَلَفْتُمْ، فَمَنْ بَعْدَكُمْ أَشَدُّ اخْتِلَافًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْ شَأْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَأَرْسَلَ إلَى حَفْصَةَ فَقَالَتْ: لَا عِلْمَ لِي، فَأَرْسَلَ إلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، فَقَالَ: لَا أَسْمَعُ بِرَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ إلَّا أَوْجَعْتُهُ ضَرْبًا.[ذَمُّ ابْنِ مَسْعُودٍ الْقَوْلَ بِالرَّأْيِ] قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا جُنَيْدٌ ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ إلَّا وَهُوَ شَرٌّ مِنْ الَّذِي قَبْلَهُ، أَمَا إنِّي لَا أَقُولُ أَمِيرٌ خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ، وَلَا عَامٌ أَخْصَبُ مِنْ عَامٍ. وَلَكِنْ فُقَهَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ ثُمَّ لَا تَجِدُونَ مِنْهُمْ خَلَفًا، وَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ.وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا شَقِيقٌ عَنْ مُجَالِدٍ بِهِ، قَالَ: وَلَكِنْ ذَهَابُ خِيَارِكُمْ وَعُلَمَائِكُمْ، ثُمَّ يَحْدُثُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيَنْهَدِمُ الْإِسْلَامُ، وَيَثْلَمُ.وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: عُلَمَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ، وَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ.وهكذا نقل ابن القيم -رحمه الله- (1/44- 49 عن كثير من الصحابة في ذم الرأي منهم عثمان ، وعلي ، وابن عباس ، وابن عمر ، وسهل بن حنيف ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل وغيرهم -رضي الله عنهم - جميعا ..
    25 - سنن الدارمي(1/506) (675). قال محققه :إسناده ضعيف عبد الملك بن سليمان الأنطاكي مجهول.
    - 26تأملوا هذه الفقرة الأخيرة أيها العقلاء ، يا أولي الألباب ، يرحمني الله وإياكم ، أليس هذا صنيع الكثير منّا اليوم ؟؟ فسروا القرآن برأيهم وأولوه على غيروجهه حفاظا على منازلهم ومكانتهم بين أتباعهم ، والذي لم يستطيعوا تأويله كتموه ، وكم من حقيقة كتموها ، وكم من ظلم وتعد على أعراض إخوانهم سمعوه وعلموه فكتموه وكم .. وكم..
    وما أحسن ما أختم به هذه الرسالة لأخواني بأثر ذكره الدارمي 656 -عن بعض الفقهاء ينصح قيه صاحب العلم فقال : " يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ اعْمَلْ بِعِلْمِكَ، وَأَعْطِ فَضْلَ مَالِكَ، وَاحْبِسِ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ يَنْفَعُكَ عِنْدَ رَبِّكَ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الَّذِي عَلِمْتَ ثُمَّ لَمْ تَعْمَلْ بِهِ قَاطِعٌ حُجَّتَكَ وَمَعْذِرَتَكَ عِنْدَ رَبِّكَ إِذَا لَقِيتَهُ ، يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الَّذِي أُمِرْتَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ سَيَشْغَلُكَ عَمَّا نُهِيتَ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لاَ تَكُونَنَّ قَوِيًّا فِي عَمَلِ غَيْرِكَ ضَعِيفاً فِي عَمَلِ نَفْسِكَ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لاَ يَشْغَلَنَّكَ الَّذِي لِغَيْرِكَ عَنِ الَّذِي لَكَ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ جَالِسِ الْعُلَمَاءَ، وَزَاحِمْهُمْ وَاسْتَمِعْ مِنْهُمْ، وَدَعْ مُنَازَعَتَهُمْ، يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ عَظِّمِ الْعُلَمَاءَ لِعِلْمِهِمْ، وَصَغِّرِ الْجُهَّالَ لِجَهْلِهِمْ، وَلاَ تُبَاعِدْهُمْ وَقَرِّبْهُمْ وَعَلِّمْهُمْ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لاَ تُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ فِي مَجْلِسٍ حَتَّى تَفْهَمَهُ، وَلاَ تُجِبِ امْرَأً فِي قَوْلِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مَا قَالَ لَكَ، يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ لاَ تَغْتَرَّ بِاللَّهِ، وَلاَ تَغْتَرَّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّ الْغِرَّةَ بِاللَّهِ تَرْكُ أَمْرِهِ وَالْغِرَّةَ بِالنَّاسِ اتِّبَاعُ أَهْوَائِهِمْ، وَاحْذَرْ مِنَ اللَّهِ مَا حَذَّرَكَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَاحْذَرْ مِنَ النَّاسِ فِتْنَتَهُمْ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّهُ لاَ يَكْمُلُ ضَوْءُ النَّهَارِ إِلاَّ بِالشَّمْسِ كَذَلِكَ لاَ تَكْمُلُ الْحِكْمَةُ إِلاَّ بِطَاعَةِ اللَّهِ، يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ الزَّرْعُ إِلاَّ بِالْمَاءِ وَالتُّرَابِ، كَذَلِكَ لاَ يَصْلُحُ الإِيمَانُ إِلاَّ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ،

    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ كُلُّ مُسَافِرٍ مُتَزَوِّدٌ، وَسَيَجِدُ إِذَا احْتَاجَ إِلَى زَادِهِ مَا تَزَوَّدَ، وَكَذَلِكَ سَيَجِدُ كُلُّ عَامِلٍ إِذَا احْتَاجَ إِلَى عَمَلِهِ فِي الآخِرَةِ مَا عَمِلَ فِي الدُّنْيَا، يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَحُضَّكَ عَلَى عِبَادَتِهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ لَكَ كَرَامَتَكَ عَلَيْهِ، فَلاَ تَحَوَّلَنَّ إِلَى غَيْرِهِ، فَتَرْجِعَ مِنْ كَرَامَتِهِ إِلَى هَوَانِهِ،
    يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِنْ تَنْقُلِ الْحِجَارَةَ وَالْحَدِيدَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ أَنْ تُحَدِّثَ مَنْ لاَ يَعْقِلُ حَدِيثَكَ، وَمَثَلُ الَّذِي يُحَدِّثُ مَنْ لاَ يُعْقَلُ حَدِيثَهُ، كَمَثَلِ الَّذِي يُنَادِي الْمَيِّتَ وَيَضَعُ الْمَائِدَةَ لأَهْلِ الْقُبُورِ ". قال الزهراني في تحقيقه (1/237
    ) فيه زيد العمي، ضعيف يحتمل في مثل هذا، لكنه لم يصرح بشيخه الفقيه، ولم أقف على كشف عنه. قال الأستاذ الداراني في تحقيقه 1/ 56: إسناده مظلم. قلت: وفي هذا مبالغة، فأبو عثمان البصري عمرو بن عاصم الكلابي، صدوق في حفظه شيء، روى له الجماعة، وشيخه القسملي من رجال الصحيحين.

    تعليق


    • #3
      رد: رسالة عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه أرسلها إلى السلفيين ( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ))

      وهذا رابط الموضوع :https://top4top.io/downloadf-151653d3v1-docx.html

      تعليق

      يعمل...
      X