إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

معالم وبراهين الإيمان والتوحيد في النوم وآدابه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] معالم وبراهين الإيمان والتوحيد في النوم وآدابه


    بسم الله الرحمن الرحيم



    معالم وبراهين الإيمان والتوحيد في النوم وآدابه


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    أما بعد:
    فحياة المؤمن من قيامه من نوم إلى أن يرجع إليه لله رب العالمين.
    قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
    وفي النوم وآدابه معالم لتقرير التوحيد ودلائله واشاراته، وهو من آيات الله تعالى الدالة على وحدانية الله، وربط للمؤمن بتوحيد الله عز وجل.
    وسأعرض ما وقفت عليه من معالم التوحيد في هذا الباب.


    أولا: من آيات الله.
    قال الله تعالى: { ومن آياته منامكم بالليل والنَّهار وابتغاؤكم من فضله إنَّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يسمعون} [الروم: 23].
    قال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((شرح شمائل النبي)) : ((النوم آية من آيات الله العظيمة الدالة على وحدانية الله، وكمال قدرته سبحانه وتعالى، وتدبيره لهذا الكون)) اهـ.


    ثانيا: إن الله لا تأخذ سنة ولا نوم لكمال حياته وقيوميته.
    عن أبي موسى رضي الله عنه، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال : ((إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور - وفي رواية أبي بكر : النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)).
    أخرجه مسلم.
    وسيأتي من أذكار النوم قراءة آية الكرسي وفيها قوله الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255].


    ثالثا: البعث والنشور.
    قال الله سبحانه: { وهو الذي يتوفاكم بالليل } [الأنعام: 60].
    وقال الله تعالى: { ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين} [النمل: 86-87].
    وقال تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} [الزمر: 42].
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)) : ((فهذا النوم من آيات الله عز وجل تأتي القوم مثلا في حجرة أو في سطح أو في بر وهم نيام كأنهم جثث موتى لا يشعرون بشيء ثم هؤلاء القوم يبعثهم الله عز وجل قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} ثم إن الإنسان يعتبر بالنوم اعتبارا آخر وهو إحياء الأموات بعد الموت فإن القادر على رد الروح حتى يصحو الإنسان ويستيقظ ويعمل عمله في الدنيا قادر على أن يبعث الأموات من قبورهم وهو على كل شيء قدير)) اهـ.
    وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: ((باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)).
    أخرجه البخاري كتاب في التوحيد، باب السؤال بأسماء اللَّه تعالى والاستعاذة بها.
    قال العلامة النووي رحمه الله في ((الشرح على مسلم)) : ((المراد بأماتنا النوم وأما النشور الإحياء للبعث يوم القيامة فنبه صلى الله عليه وسلم بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات البعث بعد الموت.
    قال العلماء وحكمة الدعاء عند إرادة النوم أن تكون خاتمة أعماله كما سبق وحكمته إذا أصبح أن يكون أول عمله بذكر التوحيد والكلم الطيب)) اهـ.
    وقال العلامة المناوي رحمه الله في ((فيض القدير)) : ((في الرواية قبلها (ثم يقول باسمك اللهم) أي بذكر اسمك (أحيا) ما حييت (وباسمك أموت) أي وعليه أموت وباسمك المميت أموت وباسمك المحيي أحيا لأن معاني الأسماء الحسنى ثابتة له سبحانه وكل ما ظهر في الوجود فصادر عن تلك المقتضيات أو لا أنفك عن اسمك في حياتي ومماتي وهو إشارة إلى مقام التوحيد وقيل الاسم مفخم من قبيل سبح اسم ربك يعني أنت تحييني وتميتني أراد به النوم واليقظة فنبه على إثبات البعث بعد الموت (وإذا استيقظ) أي انتبه من نومه (قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) أي أيقظنا بعد ما أنامنا أطلق الموت على النوم لأنه يزول معه العقل والحركة ومن ثم قالوا: النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل وقالوا: النوم أخو الموت كذا قرره بعض المتأخرين وهو استمداد من بعض قول المتقدمين (قوله أحيانا بعدما أماتنا) أي رد أنفسنا بعد قبضها عن التصرف بالنوم يعني الحمد لله شكرا لنيل نعمة التصرف في الطاعات بالانتباه من النوم الذي هو أخو الموت وزوال المانع عن التقرب بالعبادات (وإليه النشور) الإحياء للبعث أو المرجع في نيل الثواب مما نكسب في حياتنا هذه وفيه إشارة بإعادة اليقظة بعد النوم إلى البعث بعد الموت وحكمة الدعاء عند النوم أن يكون خاتمة عمله العبادة فالدعاء هو العبادة {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وحكمة الدعاء عند الانتباه أن يكون أول ما يستيقظ يعبد الله بدعائه وذكره وتوحيده)) اهـ.
    وقال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) : ((ومن فوائد النوم العظيمة أنه يذكر الإنسان بالموت الذي هو نهاية كل إنسان ومآل كل حي إلا الحي الذي لا يموت، وفي الاستيقاظ منه دلالة على قدرة الله سبحانه على بعث الأجساد بعد موتها وإحيائها بعد وفاتها ولهذا قال عند الاستيقاظ: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) والنشور هو البعث يوم القيامة والإحياء بعد الإماتة، فنبه بإعادة اليقظة بعد النوم ـ الذي هو موت كما تقدم ـ على إثبات البعث بعد الموت يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين. ولهذا ثبت في الأدب المفرد من حديث البراء ابن عازب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وضع يده تحت خده الأيمن ويقول: ((اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)) اهـ.
    وعن حفصة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: ((اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)). ثلاث مرار.
    أخرجه أبو داود في ((السنن)).
    قال الإمام الألباني: صحيح، دون قوله: ثلاث مرار.
    قال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((شرح شمائل النبي)) : ((فهذا الدعاء مناسب لهذا الموضع غاية المناسبة، لأن النوم يذكر بالموت، بل إن النوم وفاة.
    ثم قال:
    والوفاة بعدها بعث وحشر، وحساب، وجزاء، فالنوم يذكر بذلك كله، فناسب أن تقول هذا الدعاء)).


    رابعا: عذاب القبر ونعيمه.
    قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((الحياة البرزخية هي الحياة التي تكون بين موت الإنسان وقيام الساعة، والإنسان قد يقبر فيدفن في الأرض، وقد يلقى في البحر فتأكله الحيتان، وقد يلقى في البر فتأكله الطيور والوحوش، ومع ذلك فإن كل واحد من هؤلاء يناله من الحياة البرزخية ما يناله. وهي- أعني: الحياة البرزخية - من عالم الغيب، فلولا أن الله ورسوله أخبرانا بما يكون فيها ما علمنا عنها، ولكن الله تعالى أخبرنا في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم أخبرنا في سنته بما لا نعلمه عن هذا الأمر، فالحياة البرزخية يكون فيها العذاب ويكون فيها النعيم، إما على الروح وحدها أو تتصل بالبدن أحياناً، لكن هذا العذاب ليس من عالم الشهادة، ولهذا يعذب الإنسان في قبره، ويضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه، أو يفسح له في القبر وينعم فيه، ويفتح له باب من الجنة يأتيه من روحها ونعيمها، ولو أننا كشفنا القبر لوجدنا الميت كما دفناه بالأمس لم تختلف أضلاعه، ولم نجد رائحة من روائح الجنة ولا شيئاً من هذا؛ لأن هذه الحياة حياة برزخية غير معلومة لنا وليست من عالم الشهادة. وأضرب مثلاً يقرب ذلك بأن الإنسان النائم نائم عندك، وهو يرى في منامه أنه يذهب ويجيء، ويبيع ويشتري، ويصلى، ويزور قريباً له ويعود مريضاً، وهو في منامه مضطجع عندك ما كأنه رأى شيئاً من ذلك، ومع ذلك هو يرى، هكذا أيضاً الحياة البرزخية: الميت يرى فيها ما يرى، وينعم فيها ويعذب، لكن في جانب الحس لا يشاهد شيئاً من هذا، وذلك أن النوم أخو الموت في الواقع، لكن الموت أشد وأعظم عمقاً في مثل هذه الأمور)) اهـ.
    وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد)) : ((فلو كان الميت بين الناس موضوعا؛ لم يمتنع أن يأتيه الملكان ويسألاه من غير أن يشعر الحاضرون بذلك، ويجيبهما من غير أن يسمعوا كلامه، ويضربانه من غير أن يشاهد الحاضرون ضربه، وهذا الواحد منا ينام إلى جنب صاحبه المستيقظ، فيعذب في النوم ويضرب ويألم، وليس عند المستيقظ خبر من ذلك ألبتة)) اهـ.


    خامسا: رحمة الله.
    قال الله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}.
    قال الإمام الطبري رحمه الله في ((جامع البيان)) : ((اختلاف الليل والنهار عليكم؛ رحمة من الله لكم، وحجة منه عليكم، فتعلموا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره، ولمن له القدرة التي خالف بها بين ذلك)) اهـ.
    وقال العلامة السعدي رحمه الله في ((تيسير الكريم الرحمن)) : ((إن ذلك دليل على رحمة الله تعالى كما قال: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} وعلى تمام حكمته إذ حكمته اقتضت سكون الخلق في وقت ليستريحوا به ويستجموا وانتشارهم في وقت، لمصالحهم الدينية والدنيوية ولا يتم ذلك إلا بتعاقب الليل والنهار عليهم، والمنفرد بذلك هو المستحق للعبادة)) اهـ.




    سادسا: أذكار النوم وما اشتملت عليه من توحيد الله تبارك وتعالى.
    قد سبق ذكر شيء منها.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة.
    قال: فخليت عنه فأصبحت.
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة)).
    قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
    قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
    فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود.
    فرحمته فخليت سبيله فأصبحت.
    فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك)).
    قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
    قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
    فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود.
    قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها.
    قلت: ما هو؟
    قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح.
    فخليت سبيله فأصبحت.
    فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة)).
    قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله.
    قال: ((ما هي؟)).
    قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير.
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة)).
    قال: لا.
    قال: ذاك شيطان)).
    أخرجه البخاري.
    قال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه)): ((وهي أعظم آية في القرآن، وأفضل آية في كتاب الله عز وجل، لما اشتملت عليه من التوحيد والإخلاص لله سبحانه وتعالى، وبيان عظمته جل وعلا، وأنه الحي القيوم المالك لكل شيء ولا يعجزه شيء جل وعلا.
    فإذا قرأ المرء هذه الآية خلف كل صلاة كانت له حرزا من كل شر، وهكذا قراءتها عند النوم، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، فليقرأها عند النوم وليطمئن قلبه، وسوف لا يرى ما يسوؤه إن شاء الله)) اهـ.
    وقال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) : ((فهذا الحديثُ فيه فضلُ هذه الآية الكريمة، وعظمُ نفعها، وشدَّةُ تأثيرها في التحرُّز من الشيطان والوقاية من شَرِّه، وأنَّ مَن قرأها عند نومه حُفظ وكُفِيَ ولَم يَقْرَبه شيطان حتى يصبح؛ ذلك أنَّ هذه الآية الكريمة فيها من توحيد الله وتمجيده وتعظيمه وبيان تفرده بالكمال والجلال ما يحقق لِمَن قرأها الحفظَ والكفايةَ، ففيها من أسماء الله الحسنى خمسة أسماء، وفيها من صفات الله ما يزيد على العشرين صفة، وقد بُدئت بذكر تفرد الله بالألوهية وبطلان ألوهية كلِّ من سواه، ثم ذِكْرِ حياة الله الكاملة التي لا يلحقها فناء، وذِكْرِ قيوميَّته سبحانه أي: قيامه بنفسه وقيامه بتدبير أمور خلقه، وذكر تَنَزُّهَه سبحانه عن صفات النقص كالسِّنَة والنوم، وبيان سعة ملكه سبحانه وأنَّ جميع من في السماوات والأرض عبيدٌ له داخلون تحت قهره وسلطانه، وذَكَرَ من أدلَّة عظمته أنَّه لا يمكن لأحد من الخلق أن يشفع عنده سبحانه إلاَّ من بعد إذنه، وفيها إثباتُ صفة العلم لله سبحانه، وأنَّ علمَه سبحانه محيطٌ بكلِّ معلوم، فهو يعلم ما كان وما سيكون وما لَم يكن لو كان كيف يكون، وفيها بيانُ عظمة الله سبحانه بذكر عظمة مخلوقاته، فإذا كان الكرسي وهو مخلوقٌ من مخلوقاته وسع السماوات والأرض فكيف بالخالق الجليل والرب العظيم، وفيها بيانُ عظمة اقتداره سبحانه، وأنَّه سبحانه من كمال قدرته لا يؤوده أي: لا يثقله حفظ السماوات والأرض، ثم ختمت الآية بذكر اسمين عظيمين لله وهما (العلي العظيم)، وفيهما إثباتُ علوِّ الله سبحانه ذاتاً وقدراً وقهراً، وإثباتُ عظمته سبحانه بالإيمان بأنَّ له جميع معاني العظمة والجلال، وأنَّه لا يستحق أحدٌ التعظيمَ والتكبير والإجلال سواه.
    فهي آيةٌ عظيمةٌ فيها من المعاني الجليلة والدلالات العميقة والمعارف الإيمانية ما يدلُّ على عظمها وجلالة شأنها، وقد ثبت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّها أعظمُ آية في القرآن الكريم كما في الصحيح ((أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لأُبَيِّ بن كعب: يا أبا المنذر أَتَدْرِي أيَّ آية في كتاب الله أعظم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فردَّدَها مراراً ثم قال أُبَيٌّ: هي آية الكرسي {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فقال: لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر))، أي: ليكن العلم هنيئاً لك)) اهـ.


    وعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات).
    أخرجه البخاري.
    قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله كما في ((مجموع فتاواه)): ((أما سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فهي سورة عظيمة، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة أنها تعدل ثلث القرآن، وذلك لما تتضمنه من أوصاف الله سبحانه وتعالى ونعوت جلاله، فهي سورة خالصة في التوحيد، ولهذا سميت سورة الإخلاص، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها مع المعوذتين عند النوم، وكان يحث على قراءتها، لما فيها من الفضل العظيم، وأنها تعدل ثلث القرآن)) اهـ.


    وعن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال: دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة، وقال: ((إنما أنت ظئري)).
    قال: فمكثت ما شاء الله ثم أتيته.
    فقال: ((ما فعلت الجارية أو الجويرية)).
    قال: قلت: عند أمها.
    قال: ((فمجيء ما جئت)).
    قال: قلت: تعلمني ما أقول عند منامي.
    فقال: ((اقرأ عند منامك {قل يا أيها الكافرون} ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك)).
    أخرجه أحمد في ((المسند)) وأبو داود في ((السنن)) والترمذي في ((جامعه)) والنسائي في ((السنن)) وابن حبان في ((صحيحه)) والحاكم في ((المستدرك)) وصححه الألباني.
    قال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) : ((ليكون آخر ما نام عليه هو إعلان التوحيد والبراءة من الشرك، ولا ريب أن من قرأها وفهم ما دلت عليه وعمل بما تقتضيه، فقد برئ من الشرك ظاهرا وباطنا، وقد كان بعض السلف يسميها: المقشقشة، يقال: قشقش فلان، إذا برئ من مرضه، فهي تبرئ صاحبها من الشرك.
    وتسمى هي وسورة {قل هو الله أحد} بسورتي الإخلاص؛ لأن فيهما إخلاص التوحيد بنوعيه العلمي والعملي لله تبارك وتعالى)) اهـ.


    عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة، واجعلهن من آخر كلامك)).
    قال: فرددتهن لأستذكرهن فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت.
    قال: ((لا، وبنبيك الذي أرسلت)).
    متفق عليه.
    قال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) : ((فهذا الحديث العظيم يشتمل على بعض الآداب التي يحسن بالمسلم أن يحافظ عليها عند نومه، وقد أرشد صلى الله عليه وسلم أول ما أرشد في هذا الحديث من أوى إلى فراشه أن يتوضأ وضوءه للصلاة، وذلك ليكون عند النوم على أكمل أحواله، وهي الطهارة، وليكون ذكره لله عز وجل عند نومه على حال الطهارة، وهي الحال الأكمل للمسلم في ذكره لله عز وجل، ثم وجه صلى الله عليه وسلم إلى أن ينام المسلم على شقه الأيمن، وهي أكمل أحوال المسلم في نومه، ثم أرشده صلى الله عليه وسلم وهو على هذه الحال الكاملة أن يبدأ في مناجاة ربه عز وجل بذلك الدعاء العظيم الذي أرشد إليه صلوات الله وسلامه عليه.
    وإن مما ينبغي أن يعتني به المسلم في مثل هذا المقام أن يتأمل معاني الأدعية والأذكار المأثورة؛ ليكون ذلك أكمل له في مناجاته لربه عز وجل ودعائه إياه.
    وعندما نتأمل هذا الدعاء العظيم الوارد في هذا الحديث نجد أنه اشتمل من المعاني الجليلة والمقاصد العظيمة على جانب عظيم، يحسن بالمسلم أن يكون مستحضرا لها عند نومه.
    وقوله: (اللهم إني أسلمت نفسي إليك) أي: إنني - يا الله - قد رضيت تمام الرضا أن تكون نفسي تحت مشيئتك، تتصرف فيها بما شئت وتقضي فيها بما أردت من إمساكها أو إرسالها، فأنت الذي بيده مقاليد السموات والأرض، ونواصي العباد جميعهم معقودة بقضائك وقدرك تقضي فيهم بما أردت، وتحكم فيهم بما تشاء، لا راد لقضائك ولا معقب لحكمك.
    وقوله: (وفوضت أمري إليك) أي: جعلت شأني كله إليك، وفي هذا الاعتماد على الله عز وجل والتوكل التام عليه، إذ لا حول للعبد ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.
    وقوله: (وألجأت ظهري إليك) أي: أسندته إلى حفظك ورعايتك لما علمت أنه لا سند يتقوى به سواك، ولا ينفع أحدا إلا حماك، وفي هذا إشارة إلى افتقار العبد إلى الله جل وعلا في شأنه كله في نومه ويقظته وحركته وسكونه وسائر أحواله.
    وقوله: (رغبة ورهبة إليك) أي: إنني أقول ما سبق كله وأنا راغب راهب، أي: راغب تمام الرغبة في فضلك الواسع وإنعامك العظيم، وراهب منك ومن كل أمر يوقع في سخطك، وهذا هو شأن الأنبياء والصالحين من عباد الله يجمعون في دعائهم بين الرغب والرهب، كما قال الله تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} 1.
    ثم قال صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك) أي: لا ملاذ ولا مهرب ولا مخلص من عقوبتك إلا بالفزع إليك والاعتماد عليك، كما قال تعالى: {ففروا إلى الله} 2، وكما قال تعالى: {كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر} 3.
    ثم قال: (آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) أي: آمنت بكتابك العظيم القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، آمنت وأقررت أنه وحيك وتنزيلك على عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه مشتمل على الحق والهدى والنور، وآمنت كذلك بنبيك الذي أرسلت وهو محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه، المبعوث رحمة للعالمين، آمنت به وبكل ما جاء به، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فكل ما جاء به فهو صدق وحق)) اهـ.


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: ((اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر)).
    أخرجه مسلم.
    قال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) : ((وهو دعاء عظيم، يحسن بالمسلم أن يحافظ عليه كل ليلة عندما يأوي إلى فراشه، وهو مشتمل على توسلات عظيمة إلى الله تبارك وتعالى بربوبيته لكل شيء، للسموات السبع والأرضين السبع والعرش العظيم، وبإنزاله لكلامه العظيم ووحيه المبين بأن يحيط الإنسان برعايته ويكلأه بعنايته، ويحفظه من جميع الشرور، ومشتمل على توسل إلى الله جل وعلا ببعض أسمائه العظيمة الدالة على كماله وجلاله وعظمته وإحاطته بكل شيء، بأن يقضي عن الإنسان دينه ويغنيه من فقره.
    وقوله: ((اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم)) أي: يا خالق هذه الكائنات العظيمة ومبدعها وموجدها من العدم، وقد خص هذه المخلوقات بالذكر لعظمها وكبرها ولكثرة ما فيها من الآيات البينات والدلالات الباهرات على كمال خالقها وعظمة مبدعها، وإلا فإن جميع المخلوقات صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها فيها آية بينة على كمال الخالق سبحانه.
    وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد
    ولهذا عقب هذا الدعاء بقوله: ((ربنا ورب كل شيء)) وهذا تعميم بعد تخصيص؛ لئلا يظن أن الأمر مختص بما ذكر)) اهـ.
    عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب، فإن توضأ قبلت صلاته)).
    أخرجه البخاري.
    قال العلامة ابن بطال رحمه الله كما في ((فتح الباري)) لابن حجر : ((وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمه يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه وإذا صلى قبلت صلاته، ينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ويخلص نيته لربه سبحانه)) اهـ.
    وقال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في ((شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة)) : ((ليكون مستفتح أول نهاره بالذكر، (وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ليكون أول ما ينطق به التوحيد، كأن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا آخره)) اهـ.
    وقال الشيخ العالم عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) : ((وقد بدأ صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) مؤكدا معناها وما دلت عليه بقوله: (وحده لا شريك له)؛ لأن لا إله إلا الله فيها ركنان عظيمان هما النفي والإثبات، النفي في قوله: (لا إله) وهو نفي للعبودية عن كل من سوى الله، والإثبات في قوله: (إلا الله)، وهو إثبات للعبودية بكل معانيها لله عز وجل.
    وقد أكد هذين الأمرين بقوله: (وحده لا شريك له)، فقوله (وحده) فيه تأكيد للإثبات، وقوله: (لا شريك له) فيه تأكيد للنفي.
    وفي هذا دلالة على أهمية التوحيد والبدء به وتقديمه على ما سواه، والتأكيد على العناية بفهم معناه والقيام بمدلوله وتطبيق مقتضاه.
    ثم قال: (له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)، وهذه براهين التوحيد ودلائله، فالذي له التوحيد الخالص هو المالك للملك، المستحق للحمد، القدير على كل شيء، ومن سواه لا يستحق من العبادة شيئا)) اهـ.


    عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : بت في بيت ميمونة ليلة، والنبي صلى الله عليه وسلم عندها، لأنظر كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر، أو بعضه، قعد فنظر إلى السماء فقرأ: {إن في خلق السموات والأرض} إلى قوله {لأولي الألباب}، ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى للناس الصبح.
    أخرجه الشيخان.
    قال العلامة ابن رسلان رحمه الله في ((شرح سنن أبي داود)) : ((وفيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم ({إن في خلق السماوات والأرض}) في هذه الآية دلالة على التوحيد، فإن خلق هذا العالم العظيم والبناء العجيب لابد له من بان وصانع؛ لأن السموات أجناس مختلفة، كل سماء من جنس غير جنس الأخرى، وأما الأرض فتراب واحد، فلهذا أفردت بالذكر)) اهـ.
    وقال العلامة محمود محمد خطاب السبكي رحمه الله في ((المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود)) : ((قوله: (إن في خلق السموات والأرض الخ) أي: في إيجاد السموات والأرض وما فيهما دلائل لأولي العقول السليمة على وحدانية الله عَزَّ وَجَلَّ. وقرأ هذه الآيات لما فيها من دلائل التوحيد والثناء على قوّام الليل والتنفير من المعاصي والترغيب في الطاعات التي يترتب عليها الإكرام في دار النعيم وغير ذلك)) اهـ.
    هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 30 رجب سنة 1441 هـ
    الموافق لـ: 25 مارس سنة 2020 ف
يعمل...
X