إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الطالب: و لا شريك له

    الشيخ: و لا شريك له في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته،

    لا شريك له في الربوبية: لا أحد شارك الله في خلق السموات و الأرض و خلق الخلق،

    و لا شريك له في الألوهية: هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، لا شريك له يعني حقه، و أما من حيث الوجود فقد وجد ما هو باطل حيث عبد مع الله غيره لكنه من حيث الحق و الألوهية في الحق إنما هي لله عز وجل ،

    و كذلك في أسمائه و صفاته، لا شريك له يعني في أسمائه و صفاته لأن المعاني اللائقة بالله عز و جل لا يشاركه أحد من خلقه فيها، فصفات الله عز وجل تليق بكماله و جلاله و صفات المخلوقين تليق بضعفهم و افتقارهم و على هذا فهذه المنفيات التي جاءت في كلام ابن أبي زيد كلها تدل على إثبات الكمال لله سبحانه و تعالى، تدل على إثبات كمالٍ لله تعالى بخلاف السلوب و النفي الذي عند المتكلمين فإنها تدل على نقص، و يؤول الأمر بهؤلاء النافين للصفات عن الله أن يكون الله عز وجل مشبها بالمعدومات و أنه لا وجود له و سبق أن ذكرت في الدرس الماضي كلاما عن عبد البر حيث قال "إن المعطلة يصفون المثبتة بأنهم مشبّهة و هم ، أي النفاة، عندما لم يقروا بها نافون للمعبود" يعني نافون للمعبود عندهم و هو معنى ما ذكرته عن بعض أهل العلم أنه قال " المعطل يعبد عدماً"، نعم٠

    الطالب: ليس لأوليته ابتداء و لا لآخريته انقضاء و لا يبلغ كنه صفته الواصفون،

    الشيخ: ► ليس لأوليته ابتداء، هو الأول و هو الآخر، من أسماء الله عز وجل "الأول و الآخر" {هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم} من أسمائه الأول و من أسمائه الآخر، فأوليته ليس لها بداية ، هو الأول فلا ابتداء له، ► و هو الآخر، لا انتهاء له، هو الأول بلا ابتداء و هو الآخر بلا انتهاء، لم يسبقه عدم و لا يلحقه عدم، فهو أول بلا بداية و هو آخر بلا نهاية، و إسم الله "الأول" يعني يشعر أن كل شيء آيل إليه و أنه راجع إليه و هو من أسماء الله الحسنى، يعني يشعر بأن كل شيء آيل إليه و راجع إليه سبحانه و تعالى، فهو أول لا بداية له و آخر لا نهاية له، لم يسبقه عدم و لا يلحقه عدم، لا بداية له و لا نهاية، المخلوقات لها بداية و لها نهاية و إذا شاء الله عز وجل أن يكون شيء من مخلوقاته لا نهاية له، ففرق بين دوام الله عز و جل و دوام غيره و معلوم أن الجنة لا نهاية لها كما قال الله عز وجل {أكلها دائم و ظلها}، و النار كذلك لا نهاية لها، و الجنة و النار دائمتان باقيتان لا تفنيان و لا تبيدان، و هذه عقيدة أهل السنة و الجماعة، لكن فرق بين دوام الخالق و دوام المخلوق، لأن دوام الخالق لازم لذاته و دوام المخلوق مكتسب، الله عز وجل هو الذي أعطاه البقاء يعني شاء أن يبقى ولو لم يشاء الله عز و جل لم يكن له إلا العدم و لكنه شاء أن يدوم نعيم الجنة و عذاب النار، و الكفار باقون في النار إلى غير نهاية و المؤمنون باقون في الجنة إلى غير نهاية، أبدا لا انقضاء للنعيم و لا انقضاء للعذاب، و لكن الفرق بين دوام الخالق و بقاء الخالق و بقاء المخلوق، أن بقاء الخالق لازم لذاته و أما دوام المخلوق فهو مكتسب، الله تعالى هو الذي أعطاه هذا البقاء و هو الذي شاء أن يبقى، فليس بقاؤه لازم لذاته كبقاء الله عز وجل و إنما هو بقاء مكتسب و لهذا كما عرفنا الجنة باقية دائمة و لا انقضاء لها و لا انتهاء لها و أهلها دائمون لا انقضاء و لا انتهاء و إذن فرق بين بقاء لازم للذات و بين بقاء مكتسب الله تعالى هو الذي تفضل به و هو الذي أوجده و هو الذي أبقأه و لو لم يشأ إبقاءه إنتهى و فني، و لكنه شاء أن يبقى أهل النعيم في النعيم و أهل الجحيم في الجحيم، هؤلاء إلى غير نهاية و هؤلاء إلى غير نهاية كما قال ابن القيم رحمه الله في كتاب "الوابل الصيب" قال "الدور ثلاث: دار الطيب المحض و دار الخبث و المحض و دار جمعت بين خَبث و طيب، فالأولان دائمتان لا تفنيان و لا تبيدان، و هي الدار التي فيها المؤمنون و هي الجنة و الدار التي فيها الكفار و هي النار فهما لا تفنيان و لا تبيدان، و الدار التي جمعت بين خٔبث طيب، و هي المكان من النار الذي فيه العصاة الذين يعذبون في وقت حيث شاء الله أن يعذبوا ثم يخرجون منها، يخرجون من النار فلا يبق يعني هذا العذاب لهم و يدوم كما يحصل دوام الكفار، هذه الدور داران لا تفنيان و لا تبيدان يعني باقيتان إلى غير نهاية لكن هذا البقاء كما عرفنا مكتسب، فهو أول بلا ابتداء و كل مخلوق له بداية و هذه العبارة عن إبن أبي زيد تشبهها عبارة عند الطحاوي "قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء" لكن التعبير بـ"القديم" ليس من أسماء الله القديم و لكن من باب الإخبار يخبر لأن باب الأخبار أوسع من باب الأسماء و الصفات و لكن ليس من أسماء الله القديم، من أسماء الله "الأول"، عبارة إبن أبي زيد " ليس لأوليته ابتداء و لا لآخريته انقضاء" و الطحاوي يقول " قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء"، و الحسن البربهاري في "عقيدة أهل السنة" يقول "هو أول بلا متى و دائم بلا انتهاء"٠ "أول بلا متى" يعني لا يقال متى بدأ لأنه لا بداية له لم يسبقه عدم و لا يلحقه عدم بل لا بداية له و لا نهاية له سبحانه و تعالى و هي عبارات متقاربة متشابهة يعني في هذه الرسائل المختصرة في عقيدة أهل السنة و الجماعة، و المخلوقات كانت بعد أن لم تكن و الله تعالى هو الذي أوجدها و الله تعالى الخالق و كل ما سواه مخلوق و الله تعالى هو الذي خلق الخلق و هو الذي يتصرف فيهم كيف يشاء سبحانه و تعالى، نعم.

    يتبع إن شاء الله تعالى

    تعليق


    • #17
      رد: شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني
      الطالب: و لا يبلغ كنه صفته الواصفون

      الشيخ: لا يبلغ كنه صفته الواصفون، يعني لا يستطيع أحد أن يصف الله عز وجل على ما هو عليه، يعني يعرف كيفية اتصافه الصفات لأن الكيف مجهول كما جاء عن الإمام مالك رحمة الله عليه لما سأله سائل كيف استوى؟ قال :"الإستواء معلوم و الكيف مجهول" فالكيفية التي عليها الصفة في نفس الأمر الواقع الله تعالى هو الذي يعلمها و الناس لا يعلمون كيفية اتصاف الله بالصفات و لا يبلغون كنه الصفة بل هم يفوضون بالكيفية، هم لا يفوضون المعنى بل يفوضون الكيف، المعنى معلوم عندهم و الكيف مجهول و هذا معنى قول الإمام مالك "الإستواء معلوم و الكيف مجهول"، الإستواء معلوم من حيث المعنى، يعني الناس خُطبوا بكلام يفهمون معناه و لكن الكيف، كيف استوى؟ الكيفية التي عليها الإستواء و الحقيقة التي يكون عليها في نفس الأمر الواقع الله تعالى هو الذي يعلمها، و هم مفوضة بالكيف يعني مثبتة للمعنى عارفة بالمعنى فاهمون للمعنى على وفق ما خُطبوا به حيث خُطبوا بكلام يفهمون معناه و أما الكيف فإنه مجهول، و هذا هو معنى هذه العبارة العظيمة المأثورة عن الإمام مالك "الإستواء معلوم و الكيف مجهول" المعنى معلوم و لكن الكيف مجهول، فهنا لا يبلغ كنه صفته الواصفون، لا يبلغ الواصفون يعني أن يقفوا على الحقيقة التي هو عليه بل يفوض الكيفية، علم الكيفية عن الله عز وجل و أما المعنى فإنه معلوم لأن الناس خُطبوا بكلام يفهمون معناه و الله تعالى أمر بتدبر القرآن، بتأمل القرآن و الصحابة رضي الله عنهم فهموا المعاني التي خُطبوا بها، قد عرفنا كلام المقريزي في الدرس الماضي و أنهم على اختلاف طبقاتهم ما أحد سألهم عن المعاني لأنهم فهموا المعنى و لا يجهلون المعنى و أما الكيفية فإنهم يفوضونها و علمها إلى الله عز وجل، ثم أيضا لا يعلمون من صفات الله عز وجل إلا ما علمهم إياها كما أنهم لا يعلمون من أسماء الله عز وجل إلا ما علمهم إياها، فلا يحطون به وصفا بمعنى أنهم يعرفون كل أوصافه و كل أسمائه، لا يعلمون ذلك، الله أطلع خلقه على ما شاء و علمهم ما شاء.

      لا يبلغ كنه صفته الواصفون يعني لا يبلغون إلى معرفة حقيقة الصفة و كيفيتها و هذا مما هو يخفى عليهم و مما هو غير معلوم لهم بل هو مجهول و كما عرفنا هذا هو قول الإمام مالك "الإستواء معلوم و الكيف مجهول" و أيضا يعني لا يحيطون به علما سبحانه و تعالى يعني فصفاته و أسمائه لا يقال الناس يعلمون كل ما لله من أسماء و صفات، فالله تعالى أطلع خلقه على ما شاء من أسمائه و صفاته و قد جاء في الحديث أن من أسماء الله عز وجل يعني ما اختص به و لم يبلغه لأحد، ما استأثر الله تعالى بعلمه، فمن أسماء الله تعالى ما بينه و أطلع عليه من شاء من خلقه و منه ما استأثر بعلمه كما جاء في الحديث الذي فيه الدعاء "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته على أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، و معلوم أن أسماء الله عز وجل تشتمل على صفات لأن كل اسم من أسماء الله يشتمل على صفة و أسماء الله عز وجل كلها مشتقة تدل على معان و تلك المعان صفات ، فكل اسم يشتق منه صفة و ليس كل صفة يشتق منها إسم فالعليم يدل على العلم و الحكيم يدل الحكمة و الخبير يدل على الخبرة و السميع يدل على السمع و البصير يدل على البصر و هكذا كل اسم من أسماء الله يدل على صفة من صفات الله لكن الصفات لا يؤخذ منها أسماء يعني جاء من صفات الله الإستهزاء و الكيد و لكن لا يقال من أسماء الله الكائد و من أسماء الله المستهزئ و كذلك جاء اليد و الوجه و لا يؤخذ منها صفات و لا يؤخذ منها أسماء، فأسماء الله عز وجل كلها مشتقة و تدل على معان و أما الصفات فلا يؤخذ منها أسماء و على هذا فإن أسماء الله و صفاته الناس يعلمون منها ما عُلّموا إياها و ما أُطلعوا عليه و أُخبروا به و علِموه في تعليم الله عز وجل إياهم في كتابه و سنة رسوله صلوات الله و سلامه و بركاته عليه و هم لا يُحيطون علما بأسماء الله و صفاته و إنما يعلمون ما عُلّموا إياه من أسماء و صفات و يثبتون ذلك على الوجه اللائق بكماله و جلاله و الصفات لا يدركون كنهها و لا يبحثون عن كيفيتها و لا يسألون عن كيفيتها، السؤال عن الكيفية من البدع كما قال الإمام مالك "الإستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة" أي السؤال عن الكيفية، و الله تعالى أعلم و صل الله و سلم و بارك على عبده و رسوله محمد و على آله و أصحابه أجمعين.

      يتبع إن شاء الله تعالى

      تعليق


      • #18
        الطالب: جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم و نفعنا الله بما قلتم، هنا جمعه في التبويب لما قال "ما تنطق به الألسنة و تعتقد الأفئدة من واجب أمور الديانات"
        الشيخ: يعني كان المقصود بهذا الجزئيات، يعني كان المقصود بالديانات هنا يعني الجزئيات، يعني جزئيات ما يعتقد، ثم أيضا أو يمكن أن يكون المقصود أن الأصول أنها واحدة، يعني في جميع الديانات، لأن الديانات متفقة في الأصول و إنما الإختلاف إنما في الفروع،
        الطالب: ثم "من" هذه بيانية أم تبعيضية؟ "من ذلك الإيمان بالقلب"،
        الشيخ: الذي يظهر أنها تبعيضية، لأنه كما هو معلوم، هذه مختصرة و لا يقال أنه كل ما يعتقد إشتملت عليه هذه المقدمة،
        الطالب: لو شرحتم الإيمان بالقلب الإيمان،
        الشيخ: سنأتي إلى مباحث الإيمان،
        الطالب: طيب، يقول "قوله لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له و لا ولد ولا والدة و لا صاحبة"، هل هذا من النفي المجمل أم المفصل؟
        الشيخ: لا، هذا نفي مجمل، نفي مجمل، يعني لأنه يعني هو فيه تفصيل طبعا مثل " لا صاحبة ، لا ولد" يعني محدد و لكن يدل على إثبات كمال، ليس نفيا محضا لا كمال فيه و لا فائدة منه بل فيه مضرة و فيه نقص و إنما هو يدل على كمال الله عز وجل،
        الطالب: من اول من قسم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة؟
        الشيخ: ما نعلم بالتحديد، و لكنها موجودة في كلام المتقدمين، موجودة في كلام المتقدمين، عني هو في كلام المتأخرين لكن تعيين من حصل منه ذلك، أقول انه هو أول من عُرف عنه ذلك.
        ...............يتبع إن شاء

        تعليق


        • #19
          رد: شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني
          الطالب: من أول من قسم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة؟

          الشيخ: ما نعلم بالتحديد، و لكنها موجودة في كلام المتقدمين، موجودة في كلام المتقدمين، عني و في كلام المتأخرين لكن تعيين من حصل منه ذلك، بأن يقال هو أول من تكلم لا أحد يستطيع أن يقول هو أول من عُرف عنه ذلك.

          الطالب: كلم الله تعالى موسى عليه الصلاة و السلام في جبل طور سيناء، إذن هل نزل الله تعالى من العرش إلى جبل طور سيناء؟

          الشيخ
          : سيأتي ما يتعلق بتكليم الله عز وجل لموسى، و معلوم أن الله عز وجل مستوي على عرشه و انه لا يحُل في المخلوق و لا تحويه المخلوقات و هو بائن من خلقه و يعني النزول إنما يعني جاء في كون أنه ينزل إلى السماء الدنيا هذا هو الذي ورد و ما ورد أنه نزل و كلم موسى و إنما الكلام سمعه، سمع كلام الله عز وجل يعني من جهة الشجرة التي جاء ذكرها في القرآن، ليس من الشجرة و إنما من جهتها فسمع كلام الله عز و جل فاشتاق إلى أن يرى الله عز و جل فسأل الرؤية لكن لا يقال أن الله نزل لأنه ما جاء ما يدل على هذا.

          الطالب: هل من أسماء الله واحد و أحد؟

          الشيخ
          : نعم، من أسماء الله الواحد و الأحد (قل هو الله أحد) (و إلهكم إله واحد)

          الطالب: ورد في الحديث أن الله خلق آدم على صورته ، ما المراد بالصورة؟ هل صورة الله أم صورة آدم؟

          الشيخ: القول المشهور عند أهل السنة و الجماعة أن الضمير يرجع إلى الله عز وجل و أنه خلق آدم على صورته و المقصود بذلك يعني كونه متكلما سميعا بصيرا و إن كان ما يضاف إلى الله عز وجل غير ما يضاف إلى غير الله عز وجل من السمع و البصر لأن الإشتراك في الأسماء لا يدل على الإشتراك في المسميات بل صفات الله عز وجل تليق بكماله وجلاله و صفات المخلوقين تليق بضعفهم و افتقارهم، فيعني خلقه الله تعالى على صورته يعني على صفته متصف بالسمع و البصر و إن كان ما يضاف إلى الله عز وجل من الصفات يختلف عما يضاف إلى المخلوقين، هذا هو المشهور عن السلف أن الضمير يرجع إلى الله عز و جل و لكن هو (كلمة غير مفهومة) عنه.

          الطالب: السؤال الأخير، هل يسوغ إضافة قسم رابع إلى أقسام التوحيد و هو توحيد الحاكمية ؟

          الشيخ: لا، لأن هذا داخل في الأقسام الثلاثة ليس خارجا عنها، يعني لا يقال أنه مباين لها بل الحاكمية إن كان يعني التصرف في الكون داخل في الربوبية و إن كان في الأمر و النهي فهو داخل في الألوهية .

          الطالب: جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم و نفعنا الله بما قلتم

          تعليق


          • #20
            الطالب: قال الإمام إبن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى "و لا يحيط بأمره المتفكرون، يعتبر المتفكرون بآياته و لا يتفكرون في ماهية ذاته"
            الشيخ: باسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله وأصحابه أجمعين، يقول الإمام إبن أبي زيد القيرواني رحمه الله في مقدمة رسالته في عقيدة أهل السنة و الجماعة "و لا يحيط الـ ٠٠٠ و لا يحيط؟"
            الطالب: "و لا يحيط بأمره المتفكرون"
            الشيخ: "و لا يحيط بأمره المتفكرون"، ذكر "الأمر" هنا إما أن يراد به الأمر الكوني أو الأمر الشرعي و كل منهما يعني يتعلق بالحكمة و التعليل و معلوم أنه يمكن أن يُعرف شيء من الحكم للأوامر الكونية و للأوامر الشرعية و لكنه لا يحصل الإحاطة بكل حكمة في كل أمر قضاه الله و قدره و لا في كل أمر شرعه الله عز وجل و يعني أمر به شرعا، و معلوم أن معرفة الحكم في شرع الله عز وجل و قدره إذا كانت واضحة و من غير تكلف فإن ذلك أمر مطلوب و مرغوب و لكنه إذا كان يعني فيه شيء من التكلف أو كان الأمر ما يحصل الإستسلام و الإنقياد إلا إذا عُرفت الحكمة و إذا لم تعرف الحكمة يكون هناك شيء من عدم الإستسلام و الإنقياد فإن ذلك لا يصح و لا يسوغ٠ بالنسبة للأوامر الشرعية يمكن أن يبحث الإنسان عن حكمة و أن يتعرف عن الحكمة من تشريع الله عز وجل فإن عرف الحكمة فيكون في ذلك زيادة ثبات و يقين و إن لم يصل إلى الحكمة فإن ذلك لا يثنيه عن أن يلتزم و أن يقوم بالشيء الذي أمره الله تعالى به و إن لم يعرف حكمته و لهذا جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه و أرضاه لما جاء إلى الحجر الأسود و قبله "قال إني أعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع يه و لو لا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك" فالإنسان يستسلم و ينقاد لما جاء عن الله و رسوله صلى الله عليه و سلم سواء عرف الحكمة أو لم يعرفها، و لكنه إن عرف الحكمة و اتضحت له فإن ذلك يكون يعني خير على خير، و كذلك في قضاء الله أو أمره القدري أو أمره الكوني لا شك أن كل شيء يقدره الله عز وجل فهو لحكمة، و لحكمة هو يعلمها سبحانه و تعالى، و ما عُرفت حكمته يكون في ذلك زيادة بصيرة و يقين و لكن التعمق في القدر و البحث أو محاولة الوصول إلى معرفة الأسرار في كل أمر مقدر فإن ذلك محذور و غير سائغ و لهذا قال بعض أهل العلم "إن التعمق في ذلك (أي في القدر) هو طريقة الخذلان" و ذلك يفيد أن ذلك غير سائغ، لأن الّإنسان إذا استرسل يعني في باب القضاء و القدر و في معرفة الحكمة و أنه يعني لا يقر بشيء و لا تطمئن نفسه لشيء إلا إذا عرف سره و حكمته فإن ذلك يؤدي بالإنسان إلى أن يقع في متاهات ة إلى أن يقع في أمر لا يسوغ و لهذا قيل " القدر سر الله تعالى في خلقه" فالمحاولة لمعرفة الوقوف على كل حكمة في كل أمر مقدر و التعمق في ذلك لا شك أن هذا قد يؤدئ بالإنسان إلى أمور لا تحمد عقباه، و إذن فقوله "و لا يحيط بأمره المتفكرون" يحتمل أن يكون المراد به الكوني و أن يكون المراد به الشرعي، و الحكمة إذا ظهرت من غير تكلف و من غير تعمق و من غير أن تكون الوصول إليها أو عدم الوصول إليها يعني سببا في الإستسلام و الإنقياد إلا إذا عُرفت الحكمة فإن ذلك لا يصح و لا يسوغ و إذا حصلت معرفة الحكم من غير تعمق و من غير تكلف و الإنسان يرضى بقضاء الله و قدره و يستسلم لقضاء الله و قدره عرف الحكمة أو ما عرفها و كذلك يستسلم و ينقاد لأمر الله عز وجل الشرعي سواء عرف الحكمة أو لم يعرفها هذا هو الذي على الإنسان أن يكون عليه، ثم إنه ليس المقصود الإحاطة بالأمر يعني معرفة الأحكام الشرعية لأنه قال " المتفكرون" لأن الذي نفي يعني في الإحاطة به هو ما يتعلق ما يحصل بالتفكر و ما يحصل بمعرفة الحكم و الأسرار و العلل و ليس المقصود ما ذلك يعني الإحاطة بالأحكام الشرعية و معرفة الأحكام الشرعية و إنما المقصود يعني التعليل و معرفة الحكم و ليس المقصود من ذلك معرفة الأحكام، و كذلك أيضا يعني يمكن أن يقال لا أحد يعني يحيط أمر الله يعني في الله عز و جل سواء في ذاته أو يعني في علمه لا يحيط أحد به علما و لا يحيط أحد به رؤية بل الله عز وجل هو المحيط بكل شيء و هو المطلع على كل شيء و هو الذي لا يخفي عليه شيء أي غيره لا يعلم إلا ما علمه الله عز وجل إياه و لا يطيع إلا ما أطلعه الله عليه ، نعم.
            الطالب: يعبر المتفكرون بآياته ... (الشيخ يقاطعه)
            الشيخ: ثم إن الأمر كما أسلفت يكون كونيا و يكون شرعيا ، الأمر يأتي لمعنى كوني و يأتي لمعنى شرعي ديني، فالكوني مثل {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} و الشرعي {إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينه عن الفحشاء و المنكر } فالأمر يكون شرعيا و يكون كونيا و يكون شرعيا و الإرادة تكون شرعية و تكون كونية و الكلمات تكون شرعية و كونية و الإذن يكون شرعيا و كونيا و التحريم يكون شرعيا و كونيا و الكتابة، و قد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه "شفاء العليل" بابا أورد فيه كلمات كثيرة تأتي لمعنى كوني و لمعنى شرعي و ذكر أمثلة لمجيئها لمعنى كوني و لمعنى شرعي و هو الباب التاسع و العشرون من أبواب شفاء العليل لأن كتاب شفاء العليل يشتمل على ثلاثين بابا، ثلاثين بابا كلها في القضاء و القدر و الباب التاسع و العشرون هو في هذه الأمور التي أشرت إليها و هي الكلمات التي تأتي لمعنى كوني و لمعنى شرعي و ذكر الأمثلة في هذا و لهذا أي المعنى الكوني و المعنى الشرعي، نعم.
            الطالب: يعتبر المتفكرون في آياته.
            الشيخ: يعتبر المتفكرون في آياته و لا ..؟
            الطالب: و لا يتفكرون في ماهيته ... (الشيخ يقاطعه)
            الشيخ: و لا يتفكرون في ماهيته، لا يتفكرون في ماهية ذاته، يتفكرون في آيات الله عز وجل الآيات الكونية و الآيات الشرعية، يتفكرون فيها يتأملون و يستنبطون يعني فيما يتعلق في الآيات الشرعية يعني يتأملون فيها و يتدبرون و يتأملون و يتفكرون فيما اشتملت عليه من فوائد و ما تشتمل عليه من حكم و ما تشتمل عله من أمور يعني كثيرة عظيمة و كذلك آياته الكونية آياته في الكون مثل الليل و النهار و الشمس و القمر و يعني السموات و الأرض يعني يتفكر الناس فيها و يتأملون فيها فيما فيها من حكم و فيما فيها من أسرار فالتفكر يكون في آيات الله و لكنه لا يكون في ذات الله، يتفكرون في ذات الله يعني في كيفيتها ما هي كيفيتها، ليس لهم ذلك لأن كما عرفنا في الدرس الماضي أن أهل السنة و الجماعة يثبتون المعاني على ما تقتضيه اللغة و لكنهم لا يبحثون في الكيفيات و لا يشتغلون بالكيفيات لأن هذا من أمور الغيب و لا شك أن صفات الله عز وجل لها كيفية كيف هي في أمر الواقع الله يعلمها و لكن الخلق لا يعلمونها و هم مفوضة في الكيف غير مفوضة في المعنى، هم مثبتون للمعنى على حسب ما تقتضيه المعنى و الكيف لا يشتغلون فيه و لا يبحثون عنه ، و هم يعني أهل السنة و الجماعة يتفكرون في آيات الله و يتأملون في آيات الله و لا يتفكرون في ذات الله عز وجل و في صفات الله أي في كيفيتها و إنما يتفكرون في آيات الله الكونية و الشرعية ، الآيات الكونية يعني ليعرفون الحكم و الأسرار و ليعتبروا و يتعظوا و الآيات الشرعية ليعرفوا ما اشتملت عليه من فوائد و ما اشتملت عليه يعني من علم و من خير و الله عز وجل أمر بهذا و بهذا {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} فالتدبر في القرآن و التأمل فيه و استخراج ما فيه من أحكام و عبر و حكم هذا أمر مطلوب و كذلك الآيات الكونية التفكر فيها للإعتبار و الإتعاظ أيضا مطلوب كما قال الله عز وجل {إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جتوبهم و يتفكرون في خلق السموات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا } فيتفكرون في آيات الله و لا يتفكرون في ذات الله و قد جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم "تفكروا في آلاء الله و لا تفكروا في ذات الله"، نعم.
            الطالب: و لا يتفكرون في ماهية ذاته و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ... (الشيخ يقاطعه)
            الشيخ: .......................... يتبع إن شاء الله تعالى

            تعليق

            يعمل...
            X