إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني

    أشرع بحمد الله و عونه بتفريغ أشرطة شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني، شرح الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى:

    قال الشيخ ،نفعنا بعلمه، بعد أن أثنى على الله تعالى:


    أما بعد فنبدأ بهذه الدروس بالكلام على مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله في بيان عقيدة السلف، و قبل أن نبدأ بها نتكلم في هذا الدرس بكلام عام في العقيدة و في منهج أهل السنة في العقيدة و كذلك في وسطية أهل السنة و الجماعة بين المشبهة و المعطلةفي أسماء الله عزوجل و صفاته ، و قبل ذلك نقول : أن مؤلف الرسالة الذي هو إبن أبي زيد القيرواني ألف رسالته في فقه الإمام مالك رحمه الله و كانت هذه الرسالة مشتملة على الفروع و الأصول و مشتملة على الفقه الأكبر و الفقه الأصغر ، الفقه الأكبر الذي هو الأصول، أصول الدين، و الفقه الأصغر الذي هو فروع الدين ، فروع الشريعة الذي هو مسائل الفقه المتعلقة بالعبادات و المعاملات و ما إلى ذلك، و كان رحمه الله عز و جل ألف رسالته مشتملة على هذا و هذا، و بدأها بمقدمة ختصرة و لكنها مفيدة و قيمة و عظيمة في بيان مذهب أو منهج سلف هذه الأمة في العقيدة و كان كتابه الذي هو الرسالة مشتمل على الأصول و الفروع .

    و الإمام ابن أبي زيد القيرواني من علماء القرن الرابع الهجري، كانت ولادته سنة عشر و ثلاث مائة ووفاته سنة ست وثمانين و ثلاث مائة و عمره ست وسبعون سنة، وكان رحمه الله الذين ترجموا له يثنون عليه كثيرا، و ما رأيت كلاما فيه أو نيلا منه، يعني فيمن وقفت له ممن ترجم له، و إنما كل ما عندهم إنما هو الثناء عليه و بيان يعني عظيم منزلته و علو قدره و تمكنه يعني في مذهب الإمام مالك و أنه عمدة فيه، و أنه على منهج السلف و على طريقة السلف في العقيدة، و لهذا لما ترجم له الذهبي في "سير أعلام النبلاء" قال: "وكان في الأصول على طريقة السلف، لم يجر الكلام ولم يتأول" يعني ليس له علاقة بعلم الكلام و لم يكن مشتغلا بعلم الكلام و لم يكن من المتأولين ، و إنما هو على طريقة السلف. و كان رحمه الله موضع ثناء العلماء عليه في عبادته و في علمه و في أمره بالمعروفو نهيه عن المنكر و نصحه و دعوته و توجيهه، و كل ما تشتمل عليه ترجمته هو الثناء و لم أر شيئا يتعلق بالنيل منه أو بالكلام فيه بما لا ينبغي بل كل ما ذكر في تر في ترجمته ته إنما هو ثناء و مدح و تعظيم لذلك الرجل رحمه الله.

    و عقيدة السلف كما هو معلوم مبنية على اتباع الكنب و السنة ، مبنية على الدليل، مبنية على لوحي، مبنية على ما نزل من السماء من عند الله عز و جل، من الوحي الذي هو كتاب و سنة، فعقيدتهم جاءت من الله و لم تخرج من الأرض و ذلك بأخذها عن طريق أولئك الذين خرجوا من الأرض و الذين ظهروا من الأرض و الذين هم الناس، و إنما هي جاءت من عند الله عزوجل، فمبنية على اتباع الكتاب و السنة و على اتباع الدليل، و ليست مبنية على الرأي أو على الكلام المذموم ، و من المعلوم أن النبي الكريم عليه الصلاة و السلام بيّن طريق السلامة و النجاة و أن الفرقة الناجية هي التى ظفرت بالنجاة عند الإختلاف، هي فرقة واحدة من فرق ثلاث و سبعين، و هذه الفرق الثلاث و السبعين هم من المسلمين و لكن اثنان و سبعون انحرفوا عن الجادة و حادوا عن طريق الحق و الهدى و منهم من يكون بعيدا جدا و منهم من يكون قريبا و لم يسلم و لم ينج إلا فرقة واحدة من ثلاث وسبعين وصفها رسول الله صلى الله عليه و سلم و بيّن يعنى علامتها في قوله في الحديث " و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل من هم يا رسول الله؟ قال:" الجماعة. " و في لفظ قال: "ما أنا عليه و أصحابي"، فإذاً الذي كان عليه أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام هو الحق و الهدى هو الذي فيه السلامة و النجاة و أهله هم الناجون لأنهم استمدوا عقائدهم من الوحي الذي فيه العصمة و الذي فيه السلامة و الذي الأخذ به فيه سعادة الدارين لأنه جاء من عند الله عزوجل فهو منهج مستقيم و عقيدة سليمة مبنية على اتباع الكتاب و السنة و لهذا النبي صلى الله عليه و سلم كما عرفنا في هذا الحديث بيّن أن الفرقة الناجية هي فرقة واحدة و هي التي تكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابه و من المعلوم أن أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام و أصحابه الكرام إنما كانوا على ما جاءت به النصوص في كتاب الله عزوجل و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام لم يشتغلوا بالتأويل و لا بالتحريف و لا بالتعطيل و لا بالتكييف و لا بالتمثيل و إنما أثبنوا ما أثبته الله لنفسه و أثبته له رسوله عليه الصلاة و السلام من الأسماء و الصفات على الوجه اللائق بكمال الله و جلاله دون أن يكونوا مع إثباتهم مشبهين ممثلين مكيّيفين و دون أن يكونوا غير مثبتين بأن يكونوا معطلين أو يكونوا محرفين أو يكونوا مؤولين و إنما هم مثبتون مع التنزيه كما قال الله عزوجل {ليس كمثله شيء و هو السميع البصير} فأثبت السمع و البصر بقوله {و هو السميع البصير} و نفى المشابهة في قوله {ليس كمثله شيء} و هذه الآية الكريمة أصل في هذا الباب، الذي يعول عليه في هذا الباب و هي أن يثبت لله ما أثبته لنفسه و أثبته له رسوله، فقوله {و هو السميع البصير } هذا إثبات، و قوله {ليس كمثله شيء} هذا تنزيه، فله سمع لا كالأسماع و بصر لا كالأبصار و كذلك ... (كلمة غير مفهومة، أظنه قال: نفي التشبيه في) جميع الصفات، كلها من باب واحد، و لذلك من القواعد التى يعول عليها أهل السنة في باب أسماء الله و صفاته أنهم يقولون أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أنه يثبت لله ذات ليست كالذوات و كذلك صفاته تثبت و ليست كالصفات. و كذلك يقولون: "القول في الصفات كالقول في البعض الآخر" فرق بين صفة و صفة، كلها تثبت على وجه يليق بجلاله و كماله، دون تشبيه و تمثيل و دون تعطيل أو تأويل و تحريف بل على حد قول الله تعالى {ليس كمثله شيء و هو السميع البصير}، و النبي صلى الله عليه و سلم بيّن في حديث العرباض بن سارية أن الإختلاف سيوجد و أنه سيكون كثيرا مع وجوده و أرشد عليه الصلاة و السلام عند كثرة هذا الإختلاف و عند وجود هذا الإختلاف و كثرته، أرشد إلى طريق العصمة و السلامة و النجاة وذلك بالتمسك بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام و سنة الخلفاء الراشدين المهديين حيث قال عليه الصلاة و السلام :"فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " يعنى أنه لابد أن يوجد الإختلاف و مع وجوده أيضا سيكون كثيرا، ما هو اختلاف قليل إذا وجد بل يكون اختلافا كثيرا، ثم إنه عليه الصلاة و السلام أرشد إلى طريق السلامة و النجاة عند هذا الإختلاف فقال : "عليكم بسنتي" عندما يوجد الإختلاف و عتدما يحصل الإختلاف الكثير، طريق النجاة وطريق السلامة هو اتباع الدليل و اتباع السنة "فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي تمسّكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إيّاكم و محدثات الأمور فإنّ كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " فقد بيّن عليه الصلاة و السلام أن الإختلاف سيوجد و أن مع وجوده سيكون كثيرا و أنّ طريق السلامة و النجاة عند هذا الإختلاف إنما هي باتباع الدليل، إنما هي باتباع السنة، إنما هي بالتعويل على ما جاء عن الله و عن رسول الله صلوات الله سلامه عليه و لهذا قال :"فعليكم بسنتي " فكأنه قيل: يا رسول الله، ماذا تأمرنا به عند هذا الإختلاف؟ ما هي طريق السلامة و النجاة عند هذا الإختلاف؟ قال: "عليكم بسنتي و سنة الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور" فرغّب و رهّب، فرغّب في اتباع السنن و رهّب من البدع ...


    يتبع إن شاء الله تعالى
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 19-Sep-2014, 05:22 PM.

  • #2
    و للشيخ حفظه الله تعالى :
    ( قطف الجنى الداني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني )
    مطبوع ضمن مجموع رسائله البالغ 8 مجلدات ..

    غير هذا ..

    تعليق


    • #3
      قال: "عليكم بسنتي و سنة الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور" فرغّب و رهّب، فرغّب في اتباع السنن و رهّب من البدع، فرغب في اتباع السنن و رهب من البدع، فرغب في اتباع السنن و حذر من البدع، رغب في اتباع السنن بقوله "فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ" و حذر من البدع بقوله "و إياكم و محدثات الأمور" ، الأمور المحدثة التي لم تكن على طريقة السلف، و السلف هم أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام و من سار على منوالهم و من سار على منهاجهم، هذه طريقتهم و هذا منهجهم أنهم يثبتون لله عزوجل ما أثبته لنفسه و ما أثبته له رسوله عليه الصلاة و السلام على و جه يليق كمال الله و جلاله، و إذا فعمدتهم الوحي، و عمدتهم الكتاب و السنة، الوحي الذي جاء من عند الله عزوجل، بخلاف المتكلمين، فإنهم عقائدهم مبنية على العقل، و مبنية على علم الكلام، و لم تكن مبنية على النصوص، و من المعلوم أنّ العقيدة السليمة هي التي كان عليها الصحابة، رضي الله تعالى عنهم و أرضاهم، و لا يمكن بحال من الأحوال أن يقال إن العقيدة الصحيحة حجبت عن الصحابة و حيل بين الصحابة و بينها، و ادخرت لأناس يجيئون بعدهم، هذا لا يقال و لا يعقل، و الحق و الهدى هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ما جاء بعد ذلك، و ما جاء مخالفا لما كانوا عليه، فهو من محدثات الأمور التى حذر منها الصادق المصدوق صلوات الله و سلامه عليه، و لهذا فإنّ أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام لمّا تُليت عليهم آيات الصفات و أحاديث الصفات، علموا المراد من ذلك، و فهموا المراد من ذلك، لأنهم عرب و قد خُطبوا بلسانهم (بلسان عربي مبين)، ففهموا ذلك على حسب ما تقتضيه اللّغة و على حسب ما تقتضيه لغتهم، لأنّ القرآن نزل بلغتهم، فهم فهموا ذلك و لم يسألوا عن معاني الصفات و لا عن الكيفيات لأنّهم يفهمون المعاني وفقاً لما تقتضيه النصوص و لما تدل عليه، و أما الكيفيات لتلك الصفات فهم لا يشتغلون بها، لأن هذا من الغيب الذي اختص الله عزوجل به، فهم لا يكيفون و لكنهم يفهمون المعاني على وفق ما خطبوا به، ولهذا لمّا سُئل الإمام مالك رحمة الله عليه عن قول الله عزوجل (الرحمن على العرش استوى)، قال كيف استوى؟ قال:" الإستواء معلوم، و الكيف مجهول، و الإيمان به واجب، و السؤال عنه بدعة "، الإستواء معلوم، لأنهم خُطبوا بلسان عربي مبين، و هم يفهمون معاني ما خُطبوا به، و لكن الكيفية التي يكون بها الإستواء، و التي هي حقيقتها و كيفيتها، هذه لا يعلمها إلا الله عزوجل، فهم يفهمون المعاني و لكن يفوضون في الكيفيات، لا يفوضون في المعاني و يقولون الله أعلم بمراده في قوله ( الرحمن على العرش استوى) لأنّ المنحرفين عن الجادة و عن منهج السلف طريقتهم إما يؤولون و إما يفوّضون ، إمّا يقولون المراد ب"استوى" بمعنى "استولى" أو يقولون الله أعلم بمراده بقوله (الرحمن على العرش استوى)، المعنى غير معلوم، و يكون قوله (الرحمن على العرش استوى) عندهم مثل ألم و حم و طس و كفهيعنص، حروف مقطعة في أول السور، يعني لا يفهم معناها من تلك الحروف، لأنّ المعاني تُفهم من الكلام .... يتبع إن شاء الله تعالى
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 19-Sep-2014, 05:22 PM.

      تعليق


      • #4
        لأنّ المنحرفين عن الجادة و عن منهج السلف طريقتهم إما يؤولون و إما يفوّضون ، إمّا يقولون المراد ب"استوى" بمعنى "استولى" أو يقولون الله أعلم بمراده بقوله (الرحمن على العرش استوى)، المعنى غير معلوم، و يكون قوله (الرحمن على العرش استوى) عندهم مثل ألم و حم و طس و كفهيعنص، حروف مقطعة في أول السور، يعني لا يفهم معناها من تلك الحروف، لأنّ المعاني تُفهم من الكلام و أما الحروف فإنّها لا تُفهم و لهذا أحسن ما قيل في الحروف المقطّعة في أول السور أن يقال الله أعلم بمراده بها، لكن العلماء استنبطوا من كون هذه الحروف تأتي في أوائل السور و يأتي بعدها ذكر القرآن، يقال هذا فيه إشارة إلى إعجاز القرآن، هذا لعل فيه إشارة إلى إعجاز القرآن و أنّ القرآن مُعجز لأنه مؤلف من الحروف التى يؤلف الناس منها كلامهم و مع ذلك فهم لا يستطيعون أن يؤلفوا من هذه الحروف كلاما مثل هذا الكلام، قالوا أنّ هذا فيه إشارة إلى أنّ هذا القرآن معجز و أنّه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، و أنّ هذا فيه إشارة إلى عجز العرب أهل الفصاحة و البلاغة لأنّه مؤلف من الحروف التى يؤلف العرب منها كلامهم و مع ذلك فهم لا يستطيعون أن يؤلفوا كلاما مثله، و على هذا الأمر يعني القاعدة عند السلف كما جاء عن الإمام مالك :"الإستواء معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة" يعني عن الكيف و أمّا المعنى فإنه معروف و معلوم ، لأنّ "استوى " بمعنى ارتفع و علا و ليس معناها "استولى" ، هذا هو منهج السلف و هذه طريقة السلف، و معلوم أنّ أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام لمّا خوطبوا بالآيات و الأحاديث ما سألوا عن هذه المعاني و لا سألوا عن الكيفيات، ما سألوا عن المعاني لأنهم يعرفونها، و ما سألوا عن الكيفيات لأنّ علم ذلك عند الله عزوجل، و لم يدخلوا في هذا المجال و لم يسألوا مثل هذه الأسئلة أو مثل هذا السؤال الذي أنكره مالك و غضب على من سأل حيث قال له كيف استوى أي سأل عن الكيفية، و على هذا فأهل السنة و الجماعة يثبتون ما أثبته الله لنفسه و ما أثبته له رسوله عليه الصلاة و السلام من الأسماء و الصفات على وجه الذي يليق بجلاله و كماله دون تشبيه و تمثيل و دون تعطيل أو تحريف أو تأويل بل على حد قول الله عزوجل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) أمّا غيرهم من أهل البدع فإنهم إن تمكنوا من رد النص ردوه و إن لم يتمكنوا من رده تأولوه كما يقول صاحب الجوهرة "و كل لفظ أوهم التشبيه أوله أو فوّض و رم تنزيها"

        تعليق


        • #5
          و عندهم أنّ طريقة السلف هي التفويض و طريق الخلف هي التأويل، و من المعلوم أنّ الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم الذين هم سلف هذه الأمة لا يفوّضون في المعاني و إنّما يفوضون في الكيفيات فقط، أمّا المعاني فأنهم يفهمونها، و لهذا فإنّ المفوّضة الذين هم سلف الخلف يجعلون (الرحمن على العرش استوى) مثل (ألمر) و (ألمص) كل ذلك يقول الله أعلم بمراده بها، و قد قال بعض أهل العلم أنّ طريقة الصحابة و طريقة السلف هي التفويض يشتمل على ثلاثة محاذير، يعني من قال ذلك ارتكب ثلاثة محاذير:


          أنّه جهل مذهب السلف *


          و جهّل السلف *


          و كذب على السلف *


          فهو جاهل بمذهب السلف لأنّه لا يعرفه، و مجهّل للسلف، نسبهم إلى الجهل و أنّهم خُطبوا بكلام لا يفهمون معناه، و كذبٌ على السلف لأنه زعم و ادعى أنّ مذهبهم هو هذا و ليس هذا مذهبهم، و إنما مذهبهم هو أنهم يفهمون المعاني، الله عزّ وجل عندما يقول (و هو السميع البصير)، الناس ما يعرفون ما هو (السميع البصير)، السمع يتعلق بالمسموعات، و البصر يتعلق بالمرئيات، و الله تعالى لا يحجب عن بصره شيء و سمعه محيط بكل شيء و إن دقّ من أصوات و من الحركات، فكل شيء لا يخرج عن سمع الله و كل شيء لا يخرج عن بصر الله سبحانه و تعالى، فهم يفرّقون بين "السميع البصير" و لا يقولون الله أعلم بمراده "بالسميع" و الله أعلم بمراده "بالبصير" ، الله أعلم بمراده بالسمع و الله أعلم بمراده بالبصر، و إنّما يقولون بإثبات المعنى على الوجه اللائق بكمال الله و جلاله و ينفون عنه المشابهة في خلقه، ثمّ إنّ من العلماء من ذكر هذا المنهج و هذه الطريقة عن السلف، و هي أن الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم خُطبوا بالكتاب و السنة و ما سألوا عن شيء من معاني أسماء الله و صفاته و لا سألوا عن الكيفيات، و ممن تكلم في ذلك بكلام جميل المقريزي صاحب "الخطط و الآثار في تاريخ مصر" فإنّه عقد فصلاً قال فيه: "عقائد أهل الإسلام منذ نزول الوحي إلى أن انتشر مذهب ... (كلمة غير واضحة)" إلى أن ذكر الذي كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم يسلّمون النصوص و أنهم يفهمون معانيها و أنهم يعني لا يؤوّلون و أنهم ما اشتغلوا بالطرق الكلامية و لا المناهج الفلسفية و لا يعرفون شيئاً من ذلك و إنما يعرفون الوحي، و من المعلوم أنه لا يمكن كما أسلفت بحال من الأحوال أن يقال أنّ العقيدة السليمة لا يمكن أن تحجب عن الصحابة و تدّخر إلى أناس بعدهم و إلى أنس يأتون بعدهم، فلو كانت العقيدة التي عليها الأشاعرة أو غيرهم من أهل البدع حقا لكان الحق لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكنه كانت باطلا حفظ عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و ابتلي به من جاء بعد الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم، و قد نقلت يعني كلام المقريزي هذا و أر يد أن يُقرأ حتى يعرف يعني وضوحه يعني قوة بيانه في هذا الأمر :

          يتبع إن شاء الله تعالى

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            قال تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة ثمان مائة و خمس و أربعين في كتابه "المواعظ و الإعتبار بذكر الخطط و الآثار" الجزء الثاني ثلاث مائة و ستة و خمسين :

            "ذكر الحال في عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعرية "

            إعلم أنّ الله تعالى لمّا بعث النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم إنّما رسولا إلى الناس جميعا، وصف لهم ربهم سبحانه و تعالى بما وصف به نفسه كما في كتابه العزيز الذي نزل به على قلبه صلى الله عليه و آله و سلم الروح الأمين و بما أوحى إليه ربه تعالى فلم يسأله صلى الله عليه و آله و سلم أحد من العرب بأسرهم قرويهم و بدويهم عن معنى شيء من ذلك كما كانوا يسألونه صلى الله عليه و سلم عن أمر الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و غير ذلك مما لله فيه سبحانه أمر و نهي و كما سألوه صلى الله عليه و سلم عن أحوال القيامة و الجنة و النار إذ لو سأله إنسان عن شيء من الصفات الإلهية لنقل كما نقلت الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه و آله و سلم في أحكام الحلال و الحرام و الترغيب و الترهيب و أحوال القيامة و الملاحم و الفتن و نحو ذلك مما تضمنته كتب الحديث معاجمها و مسانيدها و جوامعها و من أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية علم أنّه لم يرد قط من طريق صحيح و لا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم على اختلاف طبقاتهم و كثرة عددهم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم و على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بل كلهم فهموا معنى ذلك و سكتوا عن الكلام في الصفات، نعم ولا أحد فرق بين كونها صفة ذات أو صفة فعل".

            قال : كلهم فهموا ذلك، يعني فهموا معاني ما خطبوا به لأنهم خطبوا بكلام بلسانهم و قد فهموا المراد و فهموا المعاني و ما اشتغلوا بشيء وراء ذلك.

            أعد كلام يعني كلام قريب ... (الطالب يعيد قراءة النص) : " و من أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية علم أنّه لم يرد قط من طريق صحيح و لا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم على اختلاف طبقاتهم و كثرة عددهم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم و على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بل كلهم فهموا معنى ذلك".

            (الشيخ يشرح): ما سألوا بل كلهم فهموا معنى ذلك، ما أحد قال إيش معنى السميع إيش معنى البصير، إيش معنى استوى؟ إيش معنى كذا إيش معنى كذا؟ ما أحد سأل عن هذا على اختلاف طبقاتهم يعني قرويهم و حضريهم ما أحد سأل لا عن معنى آية و لا عن معنى حديث لأنهم فهموا هذا، لأن هذه طريقتهم و هذا منهجهم ،

            (ثمّ أكمل الطالب القراءة) " بل كلهم فهموا معنى ذلك و سكتوا عن الكلام في الصفات ".

            يعني عن الكلام في الصفات يعني عن التكييف و عن الشيء الذي هو خارج عما تقتضيه اللّغة، يعني اللفيف على طريقة المتكلمين و على طريقة المتأولين سكتوا عن ذلك و إنّما أثبتوا المعاني على الوجه الذي يليق بجلاله و كماله و لم يفعلوا كما فعل غيرهم ..

            (الطالب يستمر في القراءة من جديد): " (نعم) ولا أحد فرق بين كونها صفة ذات أو صفة فعل و إنما أثبتوا له تعالى صفات أزلية من العلم و القدرة و الحياة و الإرادة و السمع و البصر و الكلام و الجلال و الإكرام و الجود و الإنعام و العز و العظمة و ساقوا الكلام سوقا واحدا ".

            يعني " ساقوا الكلام سوقا واحدا" معناه أن الصفات مساقها واحد و طريقتها واحدة و لهذا أشرت أنا إلى أن من القواعد التى يعني يعول عليها أهل السنة في باب أسماء الله و صفاته قاعدتان :

            إحداهما: أنهم يقولون الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أن له ذات لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات، فالكلام في الذات فرع عن الكلام في الصفات، يقال في الصفات ما قيل في الذات، و الذات تثبت على وجه يليق بكمال الله و بجلاله دون أن يكون مشابها له فيها أحد و كذلك الصفات تثبت على وجه يليق بكماله و جلاله دون أن يكون غيره مشابها له فيها أو هو مشابها لغيره، لا الخالق يشبه المخلوق ولا المخلوق يشبه الخالق بل كما قال الله عز وجل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)

            .... يتبع إن شاء الله تعالى
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 19-Sep-2014, 05:23 PM.

            تعليق


            • #7
              (الطالب يقرأ) "و هكذا أثبتوا رضي الله عنهم ما أطلقه على نفسه الكريمة من الوجه و اليد و نحو ذلك مع نفي مماثلة المخلوقين"
              الشيخ: فهي صفات ذاتية، نعم أثبتوها كما أثبتوا السمع و البصر و غير ذلك مع اعتقاد عدم المشابهة بينها و بين الخلوقين، نعم مع اعتقاد؟
              الطالب: "مع نفي مماثلة المخلوقين"
              الشيخ: نعم، يعني على حد قول الله عز و جل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) يعني أثبت السمع و البصر و نفى المشابهة، أي له سمع لا كالأسماع و له بصر لا كالأبصار.
              الطالب: "مع نفي مماثلة المخلوقين فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه و نزهوه من غير تعطيل"
              الشيخ: فأثبتوا بلا تعطيل هذه طريقة السلف، أثبتوا و مع إثباتهم لم يشبهوا و نزّهوا و مع تنزيههم لم يعطّلوا، فهم مثبتة منزّهة، ليسوا معطّلة و لا مشبّهة لأنّ المعطلة نفوا الصفات، و المشبّهة أثبتوا الصفات لكن جعلوها مثل صفات المخلوقين، فالممثلة أثبتوا و شبّهوا و المعطّلة أرادوا التنزيه فعطّلوا و جعلوا صفات الله عزّ و جل منفية و أنّ الله ليس متصف بالصّفات، و من المعلوم أنّ أهل السنة و الجماعة وسط بين المشبّهة و المعطّلة، فالمشبّهة أثبتوا و شبّهوا، لم يثبتوا بل عطّلوا، فهم مثبتة ليسوا معطّلة لأنّ المثبتة ليسوا معطّلة، لأنّ المثبت غير معطّل، و مع كونهم مثبتة فهم غير مشبّهة بل هم منزّهة، مثبتة منزهة على حدّ قوله عزّ وجل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)، (ليس كمثله شيء) إثبات (و هو السميع البصير) تنزيه.أثبتوا مع التنزيه و لم يثبنوا مع التشبيه و لم يعطّلوا بحجة أنهم يريدون تنزيه الله عزّ و جل عن مشابهة المخلوقين لأنّه لا تلازم بين الإثبات و التشبيه لأن هناك إثبات مع تشبيه و هناك إثبات مع تنزيه و الحق في الإثبات مع التنزيه و الباطل في الإثبات مع التشبيه و الباطل في الجانب الآخر التعطيل بزعم التنزيه و ذلك أنّ الذين عطّلوا تصوّروا أنه لا تثبت الصفات إلاّ على وجه يشابه المخلوقات لأنّهم ما تصوّرا الإثبات إلا مع التشبيه ففروا من التشبيه فصاروا إلى التعطيل و التأويل و التحريف و لكن النتيجة ما هي؟ أنهم فرّوا من تشبيه سيّء إلى تشبيه أسوأ، فرّوا من تشبيه في الموجودات الذي تصوّروه و صاروا إلى أن شبّهوه بالمعدومات، صاروا إلى أن شبّهوه بالمعدومات، لأنه إذا كانت الذات نفي عنها الصفات فإنه لا يعقل وجود ذات مجرّدة من جميع الصفات، لا يعقل وجود ذات مجرّدة من جميع الصفات، ذات مجردة من جميع الصفات لا وجود لها، و لهذا يقول بعض أهل العلم : "إنّ المعطل يعبد عدما"، لا وجود لمعبوده، المعطل يعبد عدماً لأنه ما دام أنه ينفي الصفات عن الله عزّ و جل، إذا نُفيت الصفات لا يبق وجود للذات لأنّ الذات إنّما تكون بصفاتها متصفة الصفات و لا يوجد ذات مجردة من جميع الصفات و لهذا ذكر ابن عبد البر في كتابه "التمهيد" أنّ المعطلة يصفون المثبتة بأنّهم مشبهة لأنّهم ما تصوّروا الإثبات إلاّ مع التشبيه ثمّ قال رحمة الله عليه "و هم عندما ما أقرّوا بالصفات نافون للمعبود" الذين يثبتون الصفات يعتبرون المعطلة نافين للمعبود، ثمّ إنّ الذهبي رحمه الله تقل هذا الكلام من "التمهيد" في كتابه "العلو" و علّق عليه بقوله "قلت صدق و الله ابن عبد البر" "صدق و الله" يعني لكونهم نافون للمعبود صدق و الله، ثمّ قال، ثمّ أتى بمثال يوضّح ذلك فقال : "فإنّ الجهمية مثلهم كما قال حماد بن زيد" حماد بن زيد من علماء القرن الثاني هجري من طبقات شيوخ شيوخ البخاري ما أدركه البخاري، مرتبة شيوخ شيوخه بينه وبينه واسطة و كذلك أصحاب الكتب لم يدركوه و البخاري هو أولهم، أول أصحاب الكتب الستة لم يدركوا حماد بن زيد، ماذا قال حمّاد بن زيد في وصف الجهمية؟ قال : "مثلهم كجماعة قالوا في دارنا نخلة، قالوا: إنّ في دارنا نخلة" فقيل: ألها خوص؟ قال: لا، ألها عسب؟ قال: لا، ألها ساق؟ قالوا: لا. و كل صفة من صفات النخل يسألون عنها يقولون لا هذه ما توجد في نخلتنا. قيل لهم إذا ما في داركم نخلة، إذاً ما في داركم نخلة ما دام ليس لها ساق، ليس لها خوص، و ليس لها عسب، و ليس لها ليف، و ليس لها كذا و ليس لها كذا و كل صفات النخل معدوم فيها إذأ لا وجود لهذه النخلة، و كذلك الذين ينفون عن الله الصفات النتيجة أنهم ينفون المعبود، و لهذا قال بعض أهل العلم "المعطلة يعبدون عدماً" يعني لا وجود لمعبودهم، لا وجود لمعبودهم، هذا مثال من أوضح الواضحات في بيان فساد هذا المعتقد و كما ذكرت، المعطلة تصوّروا أنه لا إثبات إلاّ مع التشبيه، لا إثبات إلاّ مع التشبيه، ففروا من تشبيه الله بالموجودات الذي تصوّروه و صاروا إلى تشبيه أسوأ و هو التشبيه بالمعدومات، فرّوا من التشبيه بالموجودات إلى التشبيه بالمعدومات، و أهل السنة و الجماعة عندهم إثبات) من دون تشبيه، إثبات مع تنزيه، و لا تلازم بين الإثبات و التشبيه، فهناك إثبات مع تشبيه و هو باطل من أبطل الباطل، و هناك إثبات مع تنزيه و هو الحق لا ريب فيه الذي اشتمل عليه قول الله عزّ وجل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت السمع و البصر و نفى المشابهة فهذه الآية أصل في بيان عقيدة أهل السنة و الجماعة و هو أنهم يثبتون و لا يشبّهون بل هم مثبتون منزّهون، ليسوا مثبتون مشبّهون و إنّما هم مثبتون منزّهون و ليسوا معطلين غير مثبتين للصفات و مع إثباتهم ليسوا مشبّهين و هم وسط بين المعطلة و المشبّهة و هم مثبتة ليسوا معطّلة و مع إثباتهم ليسوا مشبّهة بل هم منزّهة و لهذا يقول المقريزي رحمه الله في هذا الكلام، إيش قال؟
              الطالب: "فأثبتوا رضي الله عنهم من غير تشبيه و نزّهوا من غير تعطيل" .............يتبع إن شاء الله
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو ندى فريد العاصمي; الساعة 15-Sep-2008, 10:22 AM.

              تعليق


              • #8
                الطالب: "فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه و نزّهوا من غير تعطيل"

                الشيخ: أثبتوا بلا تشبيه و نزّهوا من غير تعطيل، فأثبتوا و مع إثباتهم لم يبتلوا بما ابتلي به ا لمشبّهة، الذين شبّهوا مع الإثبات، و مع تنزيههم لم يعطّلوا بل أثبتوا الصفات و لم يعطّلوها، بل نزّهوا الله عن المخلوقات و أثبتوا له الصفات على حدّ قول الله عزّ و جل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)، نعم.
                الطالب: "و لم يتعرّض مع ذلك أحد منهم إلى تأويل شيء من هذا"
                الشيخ: نعم، يعني ما تعرضوا للتأويل، ما قالوا كما قال يعني من يحكي مذهب الأشاعرة "و كلّ لفظ أوهم التشبيه أولّه و فوّض و رم تنزيها"، نعم.
                الطالب: "و رأى أجمعهم إجراء الصّفات كما وردت"
                الشيخ: "و رأى أجمعهم" كلّ الصحابة، يعني كلامه يعني يتكلّم عن الصّحابة، أي إجراءها كما وردت يعني على حسب ما فهموها و على حسب ما تقتضيه اللّغة، و هو نفس الكلام الذي قاله مالك رحمة الله عليه "الإستواء معلوم و الكيف مجهول"، و هم مفوّضة بالكيف و ليسوا مفوّضة بالمعنى، نعم.
                الطالب: "و لم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى و على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه و آله و سلم سوى كتاب الله و لا عرف أحد منهم شيئا من الطرق الكلامية و لا مسائل الفلسفة"
                الشيخ: يعني هذه طريقة السلف يعني الصّحابة يعوّلون على الكتاب و السنة و لا يعرفون الطرق الكلامية و لا الفلسفة و إنّما هذه أمور جاءت من بعد، هذه من محدثات الأمور، هذه من الأمور التي قال الرسول صلى الله عليه و سلم : "فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين" ، هذا كلام المقريزي المتوفى سنة ثمان مائة و خمس و أربعين في كتابه " الخطط و الآثار في تاريخ مصر" و هو كلام جميل كلام واضح يبيّن الطريقة التي كان عليها أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلّم و لا شكّ أنّ الخير كلّ الخير ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلّم لأنّ الرسول قال : "من كان على ما أنا عليه و أصحابي" و هذا هو الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه و أمّا الأمور المحدثة فهذه من الأشياء التي قال فيها "و إياكم و محدثات الأمور" و هي من الأشياء الداخلة في قوله "فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا" و أرشد عليه الصلاة و السلام عند هذا الإختلاف إلى اتباع الكتاب و السنة فقال "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" ثمّ ذكر بعد ذلك حدوث الفرق المختلفة، حدوث القدرية ثمّ الخوارج ثمّ المرجئة و الجهمية و المعتزلة و ذكرهم ثمّ ذكر إنتشار مذهب الأشاعرة و كونه مخالف لما كان عليه سلف الأمّة الذين هم أصحاب رسول الله صلوات الله و سلامه و رضي الله تعالى عليهم و أرضاهم، نعم.

                تعليق


                • #9
                  الطالب: فمضى عصر الصحابة رضي الله عنهم على هذا إلى أن حدث في زمنهم القول بالقدر و أنّ الأمر (الطالب يتوقف و يقاطعه الشيخ و يقول: أنفة) أنفة

                  الشيخ: نعم يعني الأمر مستأنف، كل يخلق فعله و يوجد فعله، يعني ذكر بعد ذلك نشأة الفرق يعني حصل القدرية ثمّ حصل الخوارج ثمّ حصل كذا ثمّ حصل كذا و ذكر مذهب الأشاعرة و ذكر انتشار، معلوم أنه خارج عن هذا المنهج الذي حكاه عن ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد قال الإمام مالك رحمة الله عليه "لن يصلح آخر هذه الأمة إلّا بما صلُح به أولها" و قال "ما لم يكن دينا في زمن محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه فإنه لا يكون دينا إلى قيام الساعة"، لا يمكن أن يكن هناك حق أو هدى حُجب عن الصحابة و ادُّخر لمن كان بعدهم، أبدًا، و على هذا فإنّ المذاهب المحدثة التي هي مخالفة لمنهج الصحابة و طريق الصحابة هذه هي من محدثات الأمور و هي باطل و هي من البدع و ليست من الحق و ليست من الهدى الذي بعث الله به رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم، هذا كلام المقريزي رحمه الله و هو كلام جميل في غاية الوضوح و في غاية الجمال و الحسن في بيان ما كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و أنهم فهموا معاني الصفات و أنهم أثبتوا و لم يشبّهوا و نزّهوا و لم يعطّلوا و أنه مضى عصر الصحابة على هذا ثمّ جاءت الفرق تترى و تتحقق ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم بقوله "فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، و على هذا و كما ذكرت أنّ المعطلة لمّا صاروا إلى التعطيل لمّا تصوّروا التشبيه صاروا معطّلة و مشبّهة، مع تعطيلهم هم مشبّهة لأنّهم شبّهوا أوّلا لأنّهم تصوّروا التشبيه و فروا منه ووقعوا في تشبيه أسوأ منه و هو التشبيه بالمعدومات، التشبيه بالمعدومات هو أسوأ من التشبيه بالموجودات كل منهما سيّء و أهل السنّة و الجماعة يعني مبرّأ ون، منزّهون من هذا و هذا، و إنّما هم مثبتة منزّهة على حد قول الله تعالى (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) و على هذا فالمشبّهة معطّلة جمعوا بين التعطيل و التشبيه، و المشبّهة أيضا معطّلة مع كونهم مشبّهة و تعطيلهم و تشبيههم واضح، و تعطيلهم فواضح من أنّهم لم يثبتوا لله عزّ و جل ما أثبنه لنفسه على الوجه الذي يليق بكماله، و إذا هم عطّلوا ما يليق بالله فصاروا مع كونهم مشبّهة معطّلة لأنّ الشيء الذي أثبته لنفسه ما أثبتوه، أثبتوه على وجه مشابه للمخلوقات و الله منزّه عن ذلك و هو له الصفات مع تنزيهه عن مشابهة (إنقطاع في الشريط، و أظنه قال: المخلوقات)، و هم مع هذا عطّلوا الله عزّ و جل عن ما يليق بكماله و جلاله و هو كونه متصف بالصفات من غير مشابهة للمخلوقات فإذن هم معطّلة و مشبّهة و مع كونهم معطّلة هم مشبّهة و معطّلة، فتعطيلهم بكونهم لم يثبتوا لله عزّ و جل ما يلقوا بكماله و جلاله من الإثبات مع التنزيه لأنهم أثبتوا مع التشبيه و لم يثبتوا مع التنزيه و الحق هو الإثبات مع التنزيه و هم عطّلوه من هذا فصاروا مع كونهم مشبهة معطّلة، ثمّ إنّ الذين ابتلوا بعلم الكلام منهم الحيرة و الندم و حصل منهم بيان سوء ما هم عليه و من الذين توغّلوا في علم الكلام (أظنه قال: تنصّلوا) من علم الكلام الغزالي وهم متمكنون في علم الكلام و مع ذلك ذمّ علم الكلام لأنّه عرف نهايته و أنّ الحق لا يؤخذ من علم الكلام و له في كتابه الإحياء كلام جميل في ذمّ علم الكلام و نقله شيخ الطحاوية و نقرأ يعني كلامه و هو موجود في صفحة 236 ، فالذين اشتغلوا بعلم الكلام هم أنفسهم صاروا في حيرة و ندم و هذا كلام الغزالي و هو من المتمكنين في علم الكلام .

                  الطالب: و من كلام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه الذي سماه "إحياء علوم الدين" و هو من أجلّ كتبه أو أجلّها.

                  الشيخ: و هذا الكلام موجود في كتاب "الإحياء" و في الحاشية الإحالة إلى الصفحة من كتاب الإحياء، الجزء و الصفحة من كتاب الإحياء.

                  يتبع إن شاء المولى تبارك و تعالى
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 19-Sep-2014, 05:23 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    الطالب: قال: فإن قلت فعلم الجدل و الكلام مذموم كعلم النجوم أو هو مباح أو مندوب إليه؟ فاعلم أنّ للناس في هذا غلوا و إسرافا في أطراف، فمن قائل إنه بدعة و حرام و إنّ العبد أن يلقى الله بكل ذنب سوى الشرك خير له من أن يلقاه بالكلام، و من قائل إنه فرض، إمّا على الكفاية و إمّا على الأعيان، و إما أنّه أفضل الأعمال و أفضل القربات و إنّه تخطيط للتوحيد و نضال عن دين الله، قال: و إلى التحريم ذهب الشافعي و مالك و أحمد بن حنبل وسفيان و جميع أئمة الحديث من السلف ألفاظا عن هؤلاء، قال: و قد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا و لا ينحصر ما نُقل عنهم من التشديدات فيه، قالوا: ما سكت عنه الصحابة مع أنّهم أعرف بالحقائق و أفصح بترتيب الألفاظ من غيرهم إلّا لما يترتب منه من الشّر، و لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم "هلك التنطّعون" أي المتعمّقون في البحث و الإستقصاء، و احتجّوا أيضا بأنّ ذلك لو كان من الدين لكان أهمّ ما يأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم و يعلّم طريقه و يثني على أربابه، ثمّ ذكر بقية استدلالهم، ثمّ ذكر استدلال الفريق الآخر إلى أن قال: فإن قلت فما المختار عندك؟ فأجاب بالتفصيل ... (الشيخ يقاطعه).
                    الشيخ: بعدما ذكر كلام هؤلاء و هؤلاء، الذين قالوا إنّه حرام والذين قالوا إنّه فرض، يعني قال: فما المختار عندك؟ يعني اللي هو نفس الغزالي، إيش المختار عندك؟ نعم.
                    الطالب: فأجاب بالتفصيل فقال: فيه منفعة و فيه مضرة، فهو باعتبار منفعته في وقت الإنتفاع حلال أو مندوب أو واجب كما يقتضيه الحال، و هو باعتبار مضرته في وقت الإستضرار و محله حرام، قال: فأمّا مضرّته فإثارة الشبهات و تحريك العقائد و إزالتها عن الجزم و التصنيف و ذلك مما يحصل بالإبتداء و رجوعها الدليل مشكوك فيه و يختلف فيه الأشخاص، فهذا ضرره في اعتقاد الحق، و له ضرر في تأكيد اعتقاد المبتدعة و تثبيتها في صدورهم بحيث ينبعث دواعيهم و يشتدّ حرصهم على الإصرار عليه و لكن هذا الضرر بواسطة التعصب الذي يثور من الجدل، قال: و أمّا منفعته، قد يُظنّ أنّ فائدته كشف الحقائق و معرفتها على ما هي عليه، و هيهات، فليس في الكلام وفاء لهذا المطلب الشريف و لعل التخبيط و التضليل فيه أكثر من الكشف و التعريف، قال: و هذا إن سمعته من محدّث أو حشوي ربما خطر ببالك أنّ النّاس أعداء ما جهلوا.
                    الشيخ: (أظنه قال: فمن ضمن هذا) الكلام، يعني فيه التخبيط و التحريف و يعني أنه ليس فيه وفاء بهذه الأمور لو سمعته من محدّث أو حشوي، و "الحشوي" قيل أنّ هذا من الأشياء يعني التي كان بعض المبتدعة يصفون بها أهل الحديث، يصفون بها أهل السنّة، و يعني لو سمعت هذا الكلام من محدث ربما خطر ببالك أن النّاس أعداء ما جهلوا، ثمّ قال هو نفسه يعني ليس هو من هؤلاء و إنّما هو ممن تمكّن من علن الكلام و حكم على علم الكلام بعد تمكنه فيه بهذا الحكم، نعم.
                    الطالب: فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثمّ قلاه بعد حقيقة الخُبرة و بعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين،
                    الشيخ: يعني معناه أنه متمكن في علم الكلام، تغلغل فيه حيث نال درجة المتكلمين، ثمّ "قلاه" يعني أبغضه و تركه، وهذا يدل على يعني رجوعه، و هذا يعني يدل على ما جاء يعني ما نُقل عنه أنه مات و البخاري على صدره، أنه رجع في آخر أمره إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم و اشتغل بصحيح البخاري، و قيل أنه مات و صحيح البخاري على صدره، يعني من كثرة قراءته و اشتغاله به، توقفت هنا: فاسمع هذا الكلام،
                    الطالب: فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثمّ قلاه بعد أن ...(الشيخ يقاطعه):
                    الشيخ: يعني ليس هذا كلام محدّث حتى لو قال الناس أعداء ما جهلوا، بل أنا متمكّن في علم الكلام و متوغل فيه غلى نهاية درجة المتكلمين و مع ذلك أقول فيه هذا الكلام، شهد شاهد من أهلها، نعم.
                    الطالب: ثمّ قلاه بعد حقيقة الخبرة و بعد التغلغل فيه إلى ..(الشيخ يقاطعه)
                    الشيخ: "قلاه" يعني تركه و أبغضه (ما ودّعك ربك و ما قلا)، نعم
                    الطالب: و بعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلّمين و جاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخرى تناسب علم الكلام،
                    الشيخ: نعم
                    الطالب: و تحقق أنّ الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود،
                    الشيخ: و تحقّق أنّ ...
                    الطالب: و تحقق أنّ الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود،
                    الشيخ: لأنه أخذ الحق من علم الكلام، نعم.
                    الطالب: و لعمري لا ينفكّ الكلام عن كشف و تعريف وإيضاح لبعض الأمور و لكن على الندور، إنتهى ما نقلته عن الغزالي رحمه الله،
                    الشيخ: نعم، كمّل ما ذكر بعده من كلام، يعني...
                    الطالب: و كلام مثله في ذلك حجة بالغة و السلف لم يكرهوه لمجرد كونه (الشيخ يقاطعه)،
                    الشيخ: و الكلام يعني ما هو كلام، لأنّه يتكلم عن علم المعرفة و لهذا يقول شارح الطحاوية : و كلام مثله في ذلك حجة بالغة، لأنه كلام من هو متمكن في هذا العلم و مع ذلك حكم عليه بهذا الحكم، و كلام مثله ..
                    الطالب: و كلام مثله في ذلك حجة بالغة و السلف لم يكرهوه لمجرد كونه اصطلاحا جديدا على معان صحيحة كالإصطلاح على ألفاظ لعلوم صحيحة و لا كرهوا أيضا الدلالة على الحق و المحاجّة لأهل الباطل بل كرهوه لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق و من ذلك مخالفتها للكتاب و السنّة و ما فيه من علوم صحيحة فقد وعّروا الطريق إلى تحصيلها و أطالوا الكلام في إثباتها مع قلّة نفعها فهي لحم جمل غثّ على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقل،
                    الشيخ: يعني ما فيه من فائدة، في الكتاب و السنة غنى عنه و مع ذلك فقد وعّروا الطريق في الوصول إليه فصارت كلحم جمل غث فوق رأس جبل وعر، ليس الجمل سهل فيرتقى ولا اللحم سمين فينتقل، إذا تعب الإنسان فيصل إليه يعني إذا تزوّد به و نقله معه و إنما هو لحم جمل غث، يعني مع التعب و مع النصب النهاية أنه يحصّل لحم جمل غث، هذه الفائدة التي هذه هي تقوم على هذا الوجه و على هذه الطريقة، نعم ... يتبع إن شاء الله

                    تعليق


                    • #11
                      الطالب: و أحسن ما عندهم فهو في القرآن اصح تقريراً و أحسن تفسيراً فليس عندهم إلا التكلّف و التطويل و التعقيد كما قيل:


                      لولا التنافس في الدنيا لما وُضعت كتب التناظر لا المغني و لا العمد


                      يحلّلون بزعمهم عقداً و بالذي وضعوه زادت العقد


                      فهم يزعمون أنّهم يدفعون بالذي وضعوه الشبه و الشكوك، و الفاضل الذكي يعلم أن الشُبه و الشكوك زادت بذلك


                      الشيخ: مثل ما قال بعض، الحافظ بن حجر في ترجمة الفخر الرازي في كتابه "لسان الميزان" يعني كان الفخر الرازي من المتمكّنين في علم الكلام، و قد نقل في ترجمته قال عنه أنه قال "كان مع تبحره في علم الكلام كن يقول : الفائز من كان على عقيدة العجائز" هو مع الفطرة، الفائز هو مع الفطرة، ما (...كلمة غير مفهومة) في علم الكلام و هو الذي ابتلي بعلم الكلام، الفائز من على عقيدة العجائز ذكر ذلك الحافظ في ترجمته في "لسان الميزان" و كان مع تبحره في علم الكلام يقول "الفائز من كان على عقيدة العجائز" على عقيدة الجارية التي قال لها الرسول "أين الله؟" قالت: في السماء، و على عقيدة العوام الذين ما ابتلوا بعلم الكلام، الذين لم يبتلوا بعلم الكلام، يقول " الفائز من كان على عقيدة العجائز"، نعم.


                      الطالب: و من المحال ألا يحصل الشفاء... (الشيخ يقاطعه)


                      الشيخ: أعد الكلام


                      الطالب: و أحسن ما عندهم فهو في القرآن اصح تقريراً و أحسن تفسيراً فليس عندهم إلا التكلّف و التطويل و التعقيد كما قيل:


                      لولا التنافس في الدنيا لما وُضعت ... (الشيخ يقاطعه مرّة أخرى)


                      الشيخ: الشبه يعني هم يريدون أن يعني يجيبوا عن الشبه يعني هم يلزمونه، و لهذا ذكر أيضا الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" في ترجمة الفخر الرازي يعني اشتغل في تقرير الشبه و ردّها فصار يأتي، يذكر الشبه نقدا و يجعل حلّها نسيئة، يعني الجواب يعني الجواب آخر و الحل آخر و إنما الشبهة جاءت نقدا و قررت الشبهة و لكن الجواب ما حصل فصار نسيئة مؤجل، يأتي بالشبه نقدا و يجعل حلها نسيئة، نعم.


                      الطالب: كما قيل:


                      لولا التنافس في الدنيا لما وُضعت ... (الشيخ يقاطعه)


                      الشيخ: بعد، بعد، بعد هذه الأبيات


                      الطالب: فهم يزعمون أنّهم يدفعون بالذي وضعوه الشبه و الشكوك، و الفاضل الذكي يعلم (المؤذن يؤذن)


                      الشيخ: انتهى، باقي الكلام واصل (كلام بين الشيخ و بعضهم)


                      الطالب: فهم يزعمون أنّهم يدفعون بالذي وضعوه الشبه و الشكوك، و الفاضل الذكي يعلم أنّ الشبه و الشكوك زادت


                      الشيخ: نعم


                      الطالب: و من المحال أن لا يحصل الشفاء و الهدى و العلم و اليقين من كتاب الله كلام رسوله، و يحصل من كلام هؤلاء المتحيِّلين، بل الواجب أن يَجعل ما قاله الله و رسوله هو الأصل و يتدبر معناه و يعقله و يعرف برهانه و دليله،


                      الشيخ: نعم


                      الطالب: و...


                      الشيخ: نعم،


                      الطالب: كلام، و الآن ما قاله في هذه المسألة، تأصيل أن الكتاب و السنة


                      الشيخ: (...أظنه قال: شوف) اثنين و اربعين


                      الطالب: و سبب الضلال الإعراض عن تدبر كلام الله و كلام رسوله و الإشتغال بكلام اليونان و الآراء الأخرى، و إنما سُمّي هؤلاء أهل الكلام، لأنهم لم يَفِيدوا علماً (الشيخ يصوبه)


                      الشيخ: يُفيدوا


                      الطالب: لم يفيدوا علما لم يكن معروفا و إنما أتوا بزيادة كلام قد لا يفيد و هو ما يضربونه من القياس لإيضاح ما عُلم بالحس و إن كان هذا القياس و أمثاله ينتفع به في موضع آخر و مع من ينكر الحس، و كل من قال برأيه أو ذوقه أو سياسته مع وجود النص أو عارض النص بالمعقول فقد ضاهى إبليس حيث لم يسلِّم لأمر ربّه بل قال: {أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين} و قال تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله و من تول فما أرسلناك عليهم حفيظا} و قال سبحانه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم} و قال {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلّموا تسليماً} أقسم سبحانه بنفسه (الشيخ يقاطعه)


                      الشيخ: لمن هذا الكلام؟ هذا كلام المتحيّرين؟ كلام المتحيّرين مش موجود؟


                      الطالب: كلا، قوله قول ابن (غير واضح)، فيتذبذب بين الكفر و الإيمان و التصديق و التكذيب و الإقرار و الإنكار موسوساً تائهاً شاكّاً زائغاً لا مؤمناً مصدّقاً و لا جاحداً مكذباً.


                      الشرح:


                      يتذبذب: يضطرب و يتردد


                      وهذه الحالة التي وصفها الشيخ رحمه الله تعالى حال كل من عدل عن الكتاب و السنة إلى علم الكلام المذموم أو أراد أن يجمع بينه و بين الكتاب و السنة و عند التعارض يتأول النص و يرده إلى الرأي و الآراء المختلفة، فيؤول أمره إلى الحيرة و الضلال و الشك كما قال ابن رشد الحفيد و هو أعلم بمذهب الفلاسفة و مقالاتهم في كتابه "تهافت التهافت": "و من الذي قال في الإلهيات شيئا يُعتدّ به" و كذلك الآمدي أفضل أهل زمانه واقفا في المسائل الكبار حائراً و كذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخر أمر إلى الوقف و الحيرة في المسائل الكلامية ثم أعرض عن تلك الطرق و أقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه على آله و سلم فمات و البخاري على صدره و كذلك أبو عبد الله محمد الرازي قال في كتابه الذي صنّفه في أقسام اللذات:


                      نهاية إقدام العقول عقال و غاية سعي العالمين ضلال


                      و أرواحنا في وحشة من جسومنا و حاصل دنيانا (... كلمة غير واضحة) ووبال


                      و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا سواء جمعنا فيه قيل و قالوا


                      فكم ندّ رأيا من رجال و دولة فبادوا جميعا مسرعين و بادوا


                      و كم من جبال قد علت شرفاتها رجال فزالوا و الجبال جبال


                      لقد تأملت طرق الكلامية و المناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا و لا تروي غليلا و رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن إقرأ في الإثبات {الرحمن على العرش استوى}، (الطالب يستفسر) أو أقرأُُ؟


                      الشيخ: يمكن ...


                      الطالب: أقرأُ في الإثبات {إليه يصعد الكلم الطيب} و أقرأ في النفي {ليس كمثله} {ولا يحيطون به علما} ثمّ قال : "ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".


                      الشيخ: هذا كلام الرازي، و هو من المتمكنّة في علم الكلام، و هو الذي قلت عنه في ترجمته في "لسان الميزان" قال: "الفائز من كان على عقيدة العجائز"، و كان مع تبحّره في علم الكلام يقول : " الفائز من كان على عقيدة العجائز"، يعني الفطرة التي فطر الله الناس عليها، نعم.


                      الطالب: و كذلك قال أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني "إنّه لم يجد عند الفلاسفة و المتكلمين إلاّ الحيرة و الندم"، حيث قال:


                      لعمري لقد طفت المدائن كلها و سيّرت طرفي بين تلك العالم


                      فلم أر إلا واضعاً كفّ حائرٍ على ذقن أو قارعا سن نادم


                      و كذلك قال أبو المعالي الجويني رحمه الله: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به"، و قال عند موته "لقد طفت البحر الخضم و خلّيت أهل الإسلام و علومهم و دخلت في الذي نهوني عنه، و الآن فإن لم يتداركَن ربي برحمته، (الشيخ يصوّبه)


                      الشيخ: يتداركْن


                      الطالب: فإن لم يتداركن ربي برحته، فالويل لابن الجويني، و ها أنا ذا أموت على عقيدة أمي، أو قال: على عقيدة عجائز نيسبور،


                      الشيخ: يعني على الفطرة، نعم، يعني الكلام و العلوم و هذي كلها راحت ما بقي منها، بقي رجع للأصل و الفطرة التي عليها العجائز اللي ما تعلموا و لا عرفوا شيئ، نعم
                      يتبع بإدن الله

                      تعليق


                      • #12

                        الطالب: و كذلك قال شمس الدين الخشرساهي و كان من أجل تلامذة فخر الدين الرازي لبعض الفضلاء و قد دخل عليه يوماً فقال : ما تعتقد؟ قال : ما يعتقده المسلمون. قال: و أنت منشرح الصدر بذلك مستيقن به؟ أو كما قال. فقال : نعم. فقال: اشكر الله على هذه النعمة لكني و الله لا أدري ما أعتقد، و الله ما أدري ما أعتقد، و الله ما أدري ما أعتقد، و بكى حتى أخذل لحيته.


                        و لابن أبي الحديد الفاضل المشهور بالعراق:



                        فيك يا أغلوطة الفكر حار أمري و انقضى عمري سافرت فيك العقول فما ربحت إلا أب السفر


                        فلحي (الشيخ يصوبه: فلح)


                        فلح الله الأولى زعموا أنك المعروف بالنظر كذبوا إن الذين ذكروا خارج عن قوة البشر


                        و قال الخونجي عند موته: ما عرفت مما حصّلته شيئا سوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح، ثم قال: الإفتقار وصف سلبي أموت و ما عرفت شيئا. و قال آخر: أضطجع على فراشي و أضع الملحفة على وجهي و أقابل بين حجج هؤلاء و هؤلاء حتى يطلع الفجر و لم يترجح عندي منها شيء، و من يصل إلى مثل هذه الحال أن لم يتداركه الله برحمته و إلا تزندق، كما قال أبو يوسف رحمه الله : من طلب الدين بالكلام تزندق، و من طلب المال بالكمياء أفلس، و من طلب غريب الحديث كذب. و قال الشافعي رحمه الله تعالى : حكمهم في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد و النعال و يُطاف بهم في القبائل و العشائر و يقال هذا جزاء من طلب الكتاب و السنة و أقبل على الكلام. و قال : لقد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننت أن مسلما يقوله و لإن يٌُبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما خلى الشرك (الشيخ يصوبه: و لأن) و لأن يُبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما خلى الشرك بالله خير له من أن يُبتلى بالكلام. انتهى



                        و تجد أحد هؤلاء عند الموت يرجع إلى مذهب العجائز فيقر بما أقروا به و يعرض عن تلك الدقائق المخالفة لذلك التي كان يقطع بها ثم تبين له فسادها أو لم يتبين له صحتها فيكونون في نهايتهم إذا سلموا من العذاب بمنزلة أتباع أهل العلم من الصبيان و النساء و الأعراب، و الدواء النافع لمثل هذا المرض ما كان طبيب القلوب صلوات آله و سلم بربوبيته جبريل و ميكائيل و إسرافيل أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إذ حيات القلب بالهداية و قد وكل الله سبحانه هؤلاء الثلاثة بالحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي سبب حياة القلوب، و ميكائيل بالقطر الذي سبب حياة الأبدان و سائر الحيوان، و إسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب عود العالم و الأرواح إلى أجسادها، فالتوسل إلى الله تعالى بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة له تأثير عظيم في حصول المطلوب و الله المستعان.


                        الشيخ: هذا الكلام من أحسن الكلام و أجمل الكلام و به يتضح ما كان عليه سلف هذه الأمة الذين هم الصحابة و من سار على منوالهم من الحق و الهدى، و أن الذين اشتغلوا بالكلام إنما صار أمرهم إلى الحيرة و الندم و أنّ الموفق منهم من رجع عن ما كان عليه و صار على عقيدة العجائز كما هو واضح مبين و الله تعالى أعلم و صلى الله و سلم على رسوله محمد و على آله و أصحابه أجمعين.

                        يتبع إن شاء الله تعالى

                        تعليق


                        • #13
                          الشيخ: كون الله خالق و رازق و محي و مميت فهم يعترفون به و لهذا يأتي كثير في القرآن تقرير توحيد الربوبية من أجل الإنتقال منه إلى الإلزام بتوحيد الألوهية يقول الله عز و جل {أم من خلق السموات و الأرض و أنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها} إيش المقصود من هذا التقرير، هذه الجملة التي بعدها {أإله مع الله} الذي انفرد بهذا و لم يشركه أحد فيه كيف يكون معه آله، الذي انفرد بالخلق و الإيجاد هو الذي يجب أن يفرد بالعبادة {أم من خلق السموات و الأرض و أنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون} يعني يسوون غير الله بالله و يعدلون غير الله بالله و يجعلونه نظيرا لله حيث يعبدونه مع الله، {أإله مع الله} إنكار، إستثناء إنكار كيف يد بالخلق و الإيجاد ثم يشرك معه أحد من خلقه، أحد من خلقه يشرك معه في العبادة و هو مخلوق كان عدما و الله تعالى هو الذي أوجده، فكيف مخلوق من جنسك تعبده و تجعله إله مع الله مع أنه مخلوق مربوب كان بعد أن لم يكن، كيف، أين العقول؟ كيف تذهب العقول بأن يكون المخلوق سبقه عدم ثم يكون له بعد ذلك نصيب في العبادة، العبادة يجب أن تكون للخالق المتفرد بالخلق و الإيجاد و هو الذي يجب أن يفرد بالعبادة {أم من جعل الأرض قرارا و جعل خلالها أنهارا و جعل لها رواسي و جعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون} {أم يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله} و هكذا يأتي تقرير توحيد الربوبية من أجل الإنتقال إلى الإلزام بتوحيد الألوهية، و لهذا يقولون إن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الربوبية ، مستلزم، إيش معنى مستلزم؟ من أقر بتوحيد الربوبية لزمه أنه يقر الألوهية، يلزمه و لابد، ما دام أن الله متفرد الخلق و الإيجاد يلزم من أقر بهذا أن يجعل الله عز و جل هو المعبود وحده و لهذا يأتي في القرآن قرير توحيد الربوبية للإلزام بتوحيد الألوهية، أما من وجد عنده توحيد الربوبية فتوحيد الألوهية موجود عنده و لهذا يقولون توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، من وجد عنده توحيد الألوهية موجود عنده توحيد الربوبية، لأنه لا يمكن أن يعبد الله وحده و يقول أنه غير خالق و ينفي أن يكون خالقا و أن يكون رازقا و أن يكون محيا، بل من عنده توحيد الألوهية عنده توحيد الربوبية لكن يمكن يكون عنده توحيد الربوبية و لا يكون عنده توحيد الألوهية كشأن الكفار الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنه عندهم توحيد الربوبية و يقرون الله خالق رازق محي مميت و لكن يجعلون مع الله آله أخرى، لكن من يعترف بأن الله هو معبود و يعبد الله وحده لا ينكر أن يكون خالقا رازقا محيا مميتا فهو متضمن، من وجد عنده توحيد الألوهية فتوحيد الربوبية موجود ضمنا، و من وجد عنده توحيد الربوبية يلزمه أن يقر بتوحيد الألوهية، يلزمه أن يقر بتوحيد الألوهية، إن الله تعالى واحد لا إله غيره، يعني لا إله غيره حقا، و إلا فالألوهية و الآلهة موجودة و كثيرة و ما أكثر الآلهة في كل زمان و مكان، ما أكثر الآلهة في كل زمان و مكان، يعني في الأزمنة و في الأرض لا تخلوا، يعني مليئة بالذين تصرف لهم العبادة و يعبدون مع الله و يعبدون من دون الله، ولا إله غيره؟

                          الطالب: و لا إله غيره و لا شبيه له٠

                          يتبع إن شاء الله تعالى
                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 07-Feb-2009, 08:28 PM. سبب آخر: خطأ طباعي فظيع : ( كون الله خالقا ... ) سبق القلم بـ ( كون الشيخ خالقا .. ) !

                          تعليق


                          • #14
                            بارك الله في الإخوة المشرفين على يقظتهم، فقد تفطنوا لخطأ فاحش وقع مني سهوا عن غير قصد و قد عدلوه جزاهم كل خي، و قد كنت وضعته في مواقع أخر لم يتفطن للخطأ القائمون عليها ربما لحسن ظنهم بي، فليت أصحابنا و حتى الأعضاء أن ينتبهوا عند اطلاعهم على موضوع ما بارك الله في الجميع

                            تعليق


                            • #15
                              الشيخ: و لا شبيه له، ليس هناك أحد يشبهه، لأنه متفرد في أسمائه و صفاته لا شبيه له في أسمائه و صفاته، لا شبيه له في أسمائه و صفاته، لا يشبهه أحد من خلقه، فالخالق متميز بذاته و صفاته و المخلوق متميز بذاته و صفاته، و الخالق لا يشبه المخلوق و المخلوق لا يشبه الخالق، و الله تعالى يقول {ليس كمثله شيء، و هو السميع البصير} فأثبت السمع و البصر و نفى المشابهة، أثبت السمع و البصر و نفى المشابهة، فله سمع لا كالأسماع و بصر لا كالأبصار، إذن لا شبيه له سبحانه و تعالى، لا في ذاته و لا في صفاته، لي هناك من يشبه الله عز و جل من خلقه و ليس الخالق مشبها للمخلوقين، بل هو في كماله و جلاله و عظمته، و المخلوقين بضعفهم و افتقارهم لله سبحانه و تعالى، فصفات الخالق لا تشبه صفات المخلوق و صفات المخلوق لا تشبه صفات الخالق، بل صفات الله تعالى تليق جلاله و كماله و صفات المخلوقين تليق بضعفهم و افتقارهم إلى رهم سبحانه و تعالى، و لا شبيه له؟ ﴿كأن الشيخ يطلب من الطالب أن يستمر في القراءة﴾

                              الطالب: و لا نظير له

                              الشيخ: و لا نظير له، يعني ليس هناك من يكون عدلا له مساويا له بأن يكون ندا له و أن يكون خالقا معه و أن يكون إله معه و أن يكون خالقا معه، الله تعالى هو المتفرد بالخلق و الجلال {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله، أروني ماذا خلقوا من الأرض، أم لهم شرك في السموات} ما فيه، ما أحد شارك الله في خلق السموات و الأرض و إنما هو المتفرد في خلقهما سبحانه و تعالى، نعم

                              الطالب: و لا ولد له

                              الشيخ: و لا ولد له، يعني لكمال غناه، الوالد يحتاج إلى الولد، و الله تعالى غني عن الولد و عن الوالد، فهو لا ولد له و قد جاء كثيرا في القرآن نفي الولد عن الله عز وجل لأنه وجد من زعم أن له ولد، فالنصارى يزعمون أن عيسى ابن الله و اليهود يقولون عزير ابن الله و كفار قريش الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يضيفون إليه الملائكة و أنهم بنات الله و لهذا جاء في القرآن كثيرا نفي الولد عن الله عز و جل، نفي الولد عن الله عز و جل، و أما نفي الوالد فإنه جاء في سورة الإخلاص {لم يلد و لم يولد} {لم يلد} الذي هو الفروع، {لم يولد} الذي هو الأصول، يعني ما جاء من أصول و ما تفرع عنه من فروع، و لهذا فهذه السورة فيها نفي الأصول و الفروع النظراء، نفي الأصول في قوله {لم يولد} و نفي الفروع في قوله {لم يلد} و نفي النظراء في قوله {و لم يكن له كفؤا أحد}، نعم ٠

                              الطالب: و لا ولد له و لا والد له

                              الشيخ: و لا والد له و لا صاحبة له، و لا صاحبة له يعني زوجة، لا يحتاج إلى زوجة لأنه تعالى هو الغني عن كل ما سواه و كل ما سواه مفتقر إليه، و قد جاء في القرآن نفي الصاحبة عن الله عز و جل كما ذكر الله عن الجن في قوله تعالى {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا و أنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة و لا ولدا} { و أنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة و لا ولدا } الصاحبة هي الزوجة فليس له زوجة و ليس له ولد، "الجد" هنا بمعنى العظمة و الجلال { و أنه تعالى جد ربنا} يعني تعالت عظمته و جلاله {ما اتخذ صاحبة و لا ولدا} مثل قول الرسول صلى الله عليه و سلم في دعاء الإستفتاح "سبحانك اللهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك" أي تعالت عظمتك و جلالك لأن "الجد" هنا بمعنى العظمة لأن الجد يأتي هنا بهذا المعنى و يأتي بمعنى أب الأب و أب الأم و يأتي بمعنى الحظ و النصيب و منه قول الرسول صلى الله عليه و سلم : "و لا ينفع ذا الجد منك الجد" يعني لا ينفع صاحب الحظ حظه عندك و إنما ينفعه العمل الصالح، فالجد يعني هنا الحظ و النصيب، و الجد الذي هو أب الأب و أب الأم، و الجد بمعنى العظمة و الجلال و هذا هو الذي ﴿٠٠٠كلمة غير واضحة أظنه قال : يوافي﴾ الله تعالى "سبحانك اللهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك" يعني تعالت عظمته و جلاله سبحانه و تعالى، نعم.

                              يتبع إن شاء الله تعالى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X