إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مفرغ ، تعليقات شيخنا ابن باز رحمه الله على تفسير سورة فصلت من (تفسير ابن كثير)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفرغ ، تعليقات شيخنا ابن باز رحمه الله على تفسير سورة فصلت من (تفسير ابن كثير)

    ( سورة فصلت)
    (يقول تعالى { حم 1تنزيل من الرحمن الرحيم ------فهم لا يفهمون منه شيئا مع بيانه ووضوحه )
    (وهذا من ربنا حث على تدبر القرآن والإقبال عليه لأنه منزل من الرحمن وهو كلامه جل وعلا فالواجب تدبره وتعقله والعمل بما فيه لأنه انزل رحمة للعالمين وتوجيها لهم إلى الخير وإرشادا لهم إلى أسباب النجاة، يبشر من أطاع بالجنة والسعادة وينذر من عصا بالنار وسوء المصير ولهذا قال جل وعلا (حم 1تنزيل من الرحمن الرحيم ) يعني هذا القرآن تنزيل من الرحمن الرحيم ،وصفه الرحمة جل وعلا وهو الرحمن واسع الرحمة كما قال تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء )وهو الرحيم بعباده (إن الله بالناس لرؤوف رحيم)(وكان بالمؤمنين رحيما ) ومن رحمته إنزال هذا القرآن ليتدبره الناس ويتعقلوا به ويعملوا به فيفوزوا بالجنة والسعادة،( كتاب فصلت ءايته قرءانا عربيا لقوم يعلمون 3بشيرا ونذيرا )فهو كتاب مفصل واضح كما قال تعالى (كتاب أحكمت ءايته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)قال تعالى (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين)قال (فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون )أكثر الخلق أعرض فهلك ،فلا ينبغي للعاقل أن يتأسى بالأكثر بل ينبغي له أن يأخذ بالحزم وبالأصلح وبأسباب النجاة وان أباها الأكثرون كما قال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)(وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )
    (وقليل من عبادي الشكور )،فالكيس والحزم والواجب هو الأخذ بالحق والتمسك به والسير عليه والدعوة إليه وان أباه الأكثرون وان اعرض عنه الأكثرون لأن المقصود الأخذ بأسباب النجاة فإذا اعرض عنها الأكثرون فكن أنت مخالفا لهم لتسلم مما وقعوا فيه ومما وعدوا به (كتاب أنزلنه إليك مباركا ليدبروا ءايته وليتذكر أولوا الألبب)(وهذا كتاب أنزلناه مباركا فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون )ويقول سبحانه (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها )ويقول جل وعلا (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله )ويقول جل وعلا (نحن نقص عليك أحسن القصص )قص علينا أخبار الماضين ادم وما جرى عليه ونوحا وما جرى عليه وأمته وهودا وصالحا وشعيبا ولوطا وموسى وهارون وغيرهم لنعتبر ونأخذ بأسباب النجاة ونحذر ما هلك به الأكثرون .

    ({وقالوا قلوبنا في أكنة }--------------ونحن على طريقتنا لا نتابعك)
    (وهذا ابتلاء والعياذ بالله ،{وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي ءاذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون } غاية في الاستكبار والبعد عن الحق ،ما قالوا ربنا وفقنا ربنا أهدنا ربنا بصرنا ربنا افتح قلوبنا بل قابلوا هذا بالإعراض والاستكبار والدعاوى الكاذبة نسأل الله العافية
    (يقول تعالى {قل}يا محمد ---------------{قد أفلح من تزكى 14وذكر اسم ربه فصلى })
    (وما ذاك إلا لان المشرك لا يطالب بالزكاة إلا بعد التوحيد ولا يطالب بالصلاة إلا بعد التوحيد ولهذا قال في قوله {لا يؤتون الزكاة } يعني التوحيد فإن التوحيد يزكي النفوس ويخلصها من ظلمها وشرها وفسادها فهو أعظم زكاة ،التوحيد هو أعظم زكاة واشرف الزكاة ، {قد أفلح من تزكى}أي بالتوحيد والإيمان ،{قد أفلح من زكها } بتوحيد الله والإخلاص له وطاعة أوامره ،الله ينذرهم سبحانه وتعالى ويحذرهم مما هم فيه من الباطل ولهذا قال {قل إنما أنا بشر مثلكم }يعني قل يا محمد لهؤلاء {إنما أنا بشر مثلكم } أدمي لكن الله أمرني بتبليغكم وإرشادكم وتحذيركم مما أنتم فيه من الباطل {يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه }يعني بالعبادة والإخلاص والطاعة والامتثال {واستغفروه} من سالف الذنوب يعني توبوا إليه مما أسلفتم من الشرك والمعاصي ،ثم قال {وويل للمشركين}يعني عذاب لهم وصغار لهم وعاقبة وخيمة لهم وهم الذين{ لا يؤتون الزكوة} يعني لا يخلصون لله العمل لا يوحدونه بل استعملوا غاية النجاسة وغاية القذر غاية النقص وهو الشرك بالله عز وجل ،ولهذا قال {وهم بالآخرة هم كفرون } لا يوحدون الله ولا يؤمنون باليوم الأخر ،والرسل بعثوا لينذروا الناس من شركهم وباطلهم وليدعوهم إلى الإيمان بالآخرة

    (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال (خلق الله التربة ----عن أبي هريرة عن كعب الأحبار وهو الأصح )
    (هذا هو الصواب لان الله جل وعلا بين أن خلق السماوات في ستة أيام لا في سبعة، يوم السبت ليس فيه شيء، هذا في غير هذا وهم بعض الرواة وغلط إنما هو من كعب كان من كعب الأحبار وقد غلط

    (يقول تعالى :قل يامحمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم --- يقيهم العذاب ويدرأ عنهم النكال )
    ( والمقصود من هذا كله تحذير هو تحذير أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أن يعصوا نبيهم فيصيبهم ما أصاب أولئك ،مضى القوم فلم يعنى به سوءا ، والمقصود (-)الحذر من تكذيب الرسول والعصيان والمخالفة فان هذه الأمم الطاغية كان لها قوة وكان لها قدرة فما نفعتها قوتها شيئا ،قوم نوح ثم هود ثم قوم صالح ثم قوم شعيب وقوم لوط قوم إبراهيم وهكذا تتابعت عليهم العقوبات بسبب تكذيب الرسل وإنكار الحق والعجب بالنفس والقوة .
    فالواجب على ذوي العقول الانتباه لهذا الأمر والاتعاظ والحذر أن يصيب الأخر ما أصاب الأول، وتنوع العقوبات لتنوع الجرائم ولتحذير الآخر مما فعل الأول

    (وقوله عز وجل ({وأما ثمود فهديناهم }----نجاهم الله مع نبيهم صالح عليه السلام بإيمانهم، بتقواهم لله عز وجل )
    (وهكذا يوم القيامة كما نجاهم في الدنيا (نجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون ) وهكذا في الآخرة ينجيهم من أهوال يوم القيامة (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )،فالعبرة واضحة والعظة واضحة ،فالواجب الاتعاظ والاعتبار والأخذ بالأسباب التي فيها الوقاية والحذر من أسباب الهلاك ولا سبب جعله الله سببا للغاية هو إلا توحيده وطاعته وإتباع شريعته والاستقامة على طاعته ولزوم حدوده هذا هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } ،فالواجب على كل مكلف في هذه الدنيا أن يتقي الله وان يراقب الله وان يأخذ حذره كما قال تعالى {يا أيها الذين ءامنوا خذوا حذركم } ،وأن يعنى بكتاب الله ويتدبر ويتعقل ففي كتاب الله الهدى والنور والقصص الذي فيه العبرة والعظة{نحن نقص عليك أحسن القصص} {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} {فاعتبروا يا أولي الأبصار }،فالغفلة طريق الهلاك واليقظة والاتعاظ طريق النجاة في كل عصر ،ولابد أن يحاسب الإنسان نفسه يتأمل ماذا فعل ؟ماذا صدر منه ؟ ماذا أخل به ؟حتى يسير على بصيرة وحتى يأخذ بأسباب النجاة وهو على ثقة فالأجل محتوم ولا يدرى متى ينزل ومتى يأتي الأجل ،فالحزم هو أن تكون أبدا على أهبة وعلى يقظة وعلى استعداد في ليلك ونهارك وفي بيتك وخارجه لعلك تنجوا

    (يقول الله عز وجل ويوم {يحشر أعداء الله فهم يوزعون} ----ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم ألسنتهم ويدخلهم النار )
    (وهذا يفيد إن للعبد الحذر والبدار بالاستقامة والثبات والاستقامة على الحق فان من شهد عليه سمعه وبصره وجلده ويده ورجله ولسانه ماذا بقي ؟ فهو بكل حال قد كتب عليه عمله والكتبة قد حفظوا عليه وهم صادقون {وإن عليكم لحافظين 10كراما كاتبين 11يعلمون ما تفعلون } والله اعلم واصدق يعلم كل شيء ولا يخفى عليه خافية سبحانه وتعالى ،ثم ما هذا ؟تشهد عليه أركانه زيادة على ذلك {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون }{ويوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }فضائح على رؤوس الإشهاد نعوذ بالله ،مع أن الكتبة حافظون وصادقون والله يعلم كل شيء لكن لإقامة العدل وإظهار ظلم العبد وجحوده وإنكاره ما قد وقع منه ،فجدير بمن تعز عليه نفسه أن يحذر وان يحاسب نفسه اليوم ما دام في دار المهلة دار العمل وان يتقي الله ويراقبه في كل الأمور وان يعد نفسه مع الأموات ويقصر العمل حتى يعد العدة، ليس عنده علم ماذا بقي له في الدنيا؟ ولا يدري ماذا ينزل فيه في مستقبل أمره؟ ،فالواجب أخذ الحيطة والاستعداد وسؤال الله التوفيق والهداية وحسن الختام لعله ينجوا.

    (عن جابر بن عبدا لله قال لما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر -----خسرتم أنفسكم وأهليكم )
    (وهذا هو الظن السوء والظن الباطل فإن الله يعلم السر واخفي ويعلم كل شيء ،فظنهم أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون هو الذي أرداهم وأهلكهم وجرأهم على المعاصي والشرور والله سبحانه يعلم السر واخفي ،قال جل وعلا {وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين }،فالواجب الحذر والاستقامة على الحق وجهاد هذه النفس لا بد من جهاد هذه النفس أمارة بالسوء إلا من رحم الله بل لا بد من الجهاد (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم )
    ويقول سبحانه {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه } ،جهاد الإنسان لهذه الشهوات جهاد لنفسه يجاهد لصلاحها ولنجاتها،فعندما تعرض الشهوة ويعرض الباطل يتذكر موقفه بين يدي الله ،يتذكر أن الله يراه ويعلم حاله يتذكر أنه مجزي بحسناته وسيئاته يتذكر أنه لاق ربه وانه سائله (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ويقول سبحانه
    {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين6 فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين}يتذكر هذه الأمور حتى يقف عند حده ويبتعد عما يغضب ربه

    (يذكر تعالى أنه هو الذي أضل المشركين وأن ذلك -------{وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون})
    ( وهذا بأسباب أعمالهم الخبيثة قيض الله لهم قرناء السوء أصحاب السوء وجلساء السوء حتى زينوا لهم الباطل فيما مضى وفيما يستقبل ،فالماضي لا يتوبون منه والمستقبل لا يرعوون عنه بل يستمرون في الباطل بسبب جلساء السوء وقرناء السوء وهذا قدره الله عليهم بأسباب أعمالهم الخبيثة وإعراضهم عن الله وغفلتهم عن ذكره كما قال تعالى {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } قال تعالى {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} فالواجب على المكلف الإقبال على ما وجه إليه وأمر به وانذر به والحذر من الإعراض والغفلة فالرسل جاؤوا منذرين ومبشرين والكتب كذلك أنزلت تبشر وتنذر ،فالواجب النظر في ذلك والإقبال على ذلك والاستفادة من ذلك وعدم الإعراض قال تعالى {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } يذكر ويعرض ولا يبالي ،الآية تدل على أنه لا أظلم منه ،الاستفهام معناه التقرير يعني لا اظلم من هذا الصنف ،فالواجب على المكلف أن لا يكون مثلهم وان لا يتشبه بهم ،متى ذكر يتذكر ومتى أنذر ينتذر ويأخذ الحذر ومتى زل فيما تقدم بادر بالتوبة وفي المستقبل يقف عند العمل فينظر ما كان طيبا صالحا أقدم عليه وما كان خلاف ذلك أحجم عنه، مع الحذر من قرناء السوء وجلساء السوء كل جليس يثبطك عن الخير أو يدعوك إلى الشر فهو من قرناء السوء ،وكل جليس يحثك على الخير ويرغبك في الخير ويشجعك فهو من جلساء الخير ومن دعاة الإصلاح ،فانظر في جلسائك فمن كان منهم يعينك على الخير فلزم صحبته واشكره على عمله وادعوا له بمزيد من التوفيق وعظيم الأجر ،ومن كان من قرنائك وزملائك يثبطك عن الخير وعن طلب العلم وعن الأعمال الصالحة فاحذره وابتعد عنه ،ولهذا يقول جل وعلا {وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول} نسأل الله العافية

    (وقوله تعالى {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} -----قال قتادة أجحدوا به وأنكروه وعادوه)
    (وهذا غاية في الإعراض وغاية في التكبر وغاية في الصد عن الحق ،يتواصون لا يسمعون ويلغون فيه { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}يشمل الحديث في غيره التحدث والصياح والتشاغل بشيء أخر حتى لا يسمع وحتى لا يفهم ، إذا تلي القرآن لم يستمعوا له واشتغلوا بغيره من اللغو والباطل والقيل والقال حتى لا يسمعوا ولا يستفيدوا وأي شيء أعظم من هذا الإعراض ؟وأي شيء اعظم من هذا الصد؟ ،{لعلكم تغلبون } يعني لازم تغلبوا محمدا وأصحابه تغلبونهم في عدم استجابة الناس لهم ،يعني حتى تصدوا الناس عنهم وحتى لا يستجيب الناس لهم ،يعني يعرضون ويصدون الناس عن الحق وهذه غاية في الكفر والضلال والقسوة والكراهة للحق ،ومن رحمة الله جل وعلا أن أمهل وأنظر حتى هدى الله من هدى منهم ،ثم أصابهم من العقوبة العظيمة يوم بدر ثم أمتحن المسلمين يوم احد ثم أصابت المشركين المصيبة العظيمة يوم الأحزاب وفيها عظة وذكرى لهم لو كانوا يعقلون وما حصل من النصر والتأييد للنبي صلى الله عليه وسلم من الريح الشديدة التي كشفتهم وطرحت خيامهم وقدورهم وصدتهم عن الحق .
    فالمقصود أن أعداء الله يبذلون جهودهم في الصد عن الحق والترغيب في الباطل والإعراض عن دعاة الهدى فلهذا أصابهم الله بالقوارع والعقوبات الكثيرة وقسوة القلوب حتى هلكوا على باطلهم إلا من رحم الله

    عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى {الذين أضلانا}---كما ثبت في الحديث (ما قتلت نفس ظلما----الحديث)
    (لأنه قتل أخاه بغير حق وما جرى لقابيل مع هابيل ابني أدم حيث قتله بغير حق ،قتل قابيل هابيل بغير حق فما قتلت نفس ظلما إلا كان على ابن أدم الأول قسط منها لأنه أول من بدأ الشر فهذا سن في الإسلام سنة سيئة فكان عليه وزرها ووزر من عملها من بعده لأنه دعا إلى هذا الباطل بفعله ،لا حول ولا قوة إلا بالله.

    (يقول تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا }--------------فلم يلتفتوا إلى إله غيره )
    (والآية واضحة أنهم { قالوا ربنا الله}يعني قالوا إلهنا ومعبودنا الله {ثم استقاموا } على العمل قالوا وحققوا القول بالعمل ،بعض الناس يقول ولكن لا يعمل كالمنافقين ولكن هؤلاء المؤمنون{ قالوا ربنا الله ثم استقاموا } يعني ثم ثبتوا على الحق واستقاموا عليه قولا وعملا وسيرة وظاهرا وباطنا فلم ينحرفوا يمينا ولا شمالا ولم يفعلوا فعل المنافقين ولكنهم قالوا وعملوا وصدقوا ولهذا صارت لهم الجنة والكرامة
    (وقوله تعالى {تتنزل عليهم الملائكة }------وهذا القول يجمع الأقوال كلها وهو حسن جدا وهو الواقع)
    (يعني تبشرهم الملائكة عند وفاتهم وفي قبورهم وعند بعثهم ونشورهم يكون أجمع أجمع الأقوال {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا } عند الموت وفي القبور وفي البعث والنشور يبشرون بالخير ،والآية عامة فإن المؤمن المستقيم له البشرى في الدنيا والآخرة وله السعادة في الدنيا والآخرة عند الموت وفي قبره وعند قيامه من قبره وبعثه ونشوره هو في سعادة وفي أمن (-)ونعمة

    (وقوله تبارك وتعالى {نحن أو لياؤكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة----غفر وستر ورحم ولطف )
    (وهذا من فضله جل وعلا ،هذه النعم العظيمة لأهل الأيمان فهم على سعادة وامن وخير في جميع أحوالهم ولا سيما إن كان في هذه الأحوال الشديدة الخطيرة عند الموت وفي القبر وعن البعث والنشور ،فبسبب ماقدموا من أعمال صالحة وتقوى واستقامة حفظهم الله وجعل الملائكة تحفظهم وتخدمهم وتؤنسهم حتى يصلوا إلى منازلهم في دار الكرامة والنعيم {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة ولكم فيها }في الأخرة {ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون }ما تطلبون {نزلا من غفور رحيم } فضلا منه جل وعلا وضيافة ونعيما مقيما دائما أبد الآباد،لما صبروا في هذه الدار لما صبروا على طاعته واستقاموا على أمره وحافظوا على طاعته ووقفوا عند حدوده جازاهم سبحانه بالنعيم المقيم والفضل العظيم والسعاة الأبدية ،اللهم اجعلنا منهم نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم يالها من نعمة نعم الله أكبر

    (وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديث سوق الجنة -----فكره لقاء الله فكره الله لقاءه }
    (هذا الخبر الأخير على شرط الشيخين ،هذا ثابت في الصحيحين (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) سئل النبي صلى الله علي وسلم من عائشة وغيرها كلنا يكره الموت ،ليس الأمر كذلك ولكن المؤمن إذا حضره الأجل وبشر بما له عند الله من الرحمة والخير والفضل أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ،والكافر إذا حضره الأجل وبشر بغضب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه نسأل الله العافية ،حديث خبر السوق هذا لا باس بإسناده وفي سيرة رؤية العباد ربهم جل وعلا قد ثبت في الصحيحين من وجوه كثيرة أن المؤمنين يرون ربهم جل وعلا عيانا مباشرة يرونه كما يرون القمر ليلة البدر وكما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب فيكلمهم جل وعلا ويقول لهم ما جاءت به النصوص فيقول لهم (أسألوني،فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة ألم تنجنا من النار وأي شيء أكبرمن ذلك ؟قال :أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا )والمقصود أن الله جل وعلا يري عباده المؤمنين وجهه الكريم ويكشف لهم الحجاب عن وجهه يوم القيامة وفي الجنة و هذا من فضله جل وعلا ،قال تعالى في الكفرة {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } فإذا حجب الكفار فالمؤمنون لا يحجبون بل يرونه في الموقف ويرونه في الجنة كما يشاء سبحانه وتعالى

    (وقوله تعالى {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة }----كما قال عمر رضي الله عنه(ماعاقبت من عصى الله ---) )
    (المقصود أنه يدفع السيئة بالحسنة فما عاقب من عصى الله فيه بمثل أن يطيع الله فيه هذا كرم الأخلاق وعلو الأخلاق ونبل الأخلاق ،سبك ودعا عليك قلت هداك أصلحك الله أعاذك الله من الشيطان وما أشبه ذلك (فمن عفى وأصلح فأجره على الله} {وأن تعفوا أقرب للتقوى } ،فهذا من نعم الله على من شاء من عباده، والقصاص لا باس به ولكن العفو والإحسان والجود والكرم من صفات خواص عباد الله الأخيار {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله }{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين

    {وقوله تعالى {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ----{وأعوذ بك ربي أن يحضرون }
    {هذا هو الواجب وهذا هو الذي ينبغي للمؤمن أن يكون حذرا من عدو الله فان عدو الإنس قد يدفع شره بالعفو والسماح والهدية والإحسان ونحو ذلك أما عدو الشياطين من الجن فهذا لا حيلة فيه ولا يقبل المصالحة وليس هناك ما يدفع به إلا التعوذ بالله من الشيطان والاستقامة على الحق والصبر على الحق هذا هو جهاده ،جهاده بالاستقامة على دين الله والثبات على الحق والتعوذ بالله من الشيطان من شره {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } شرع الله لعباده عند قراءة القران أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإذا أحس الإنسان بشيء مما يضره فليستعذ بالله فان الشيطان يدعو إلى كل باطل والنفس أمارة بالسوء ،فالعلاج اللجأ إلى الله والاستعاذة به والصبر على الحق والثبات عليه وكف النفس عن هواها

    {يقول تعالى منبها خلقه على قدرته ------كقوله عز وجل {فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}
    {والمقصود من هذا كله الرد على عباد غير الله عباد الشمس والقمر والنجوم والأصنام وغيرها فان هذه الشمس وهذا القمر الآيتان العظيمتان إذا حرم السجود لهما والعبادة لهما فغيرهما من باب أولى ولهذا قال {ومنءاياته}يعني ومن الدلائل على أنه رب العالمين وأنه المستحق لأن يعبدن فهذه الشمس وهذا القمر وهذا الليل والنهار كون الله نظمهما لمصالح العباد كلها جارية حسب التنظيم الذي كتبه الله عليها وخلقها عليه لمصلحة العباد {يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره } كلها لمصالح العباد ومآكلهم ومشاربهم ونومهم وأسفارهم وإقامتهم وغير ذلك ،فالواجب أن يعبد سبحانه وأن يخص بالعبادة لكونه الخلاق العليم المحسن المتفضل على عباده بهذه النعم ولهذا قال {لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون } وفي الآية الأخرى {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس }يعني هو خلق الشمس {والقمر والنجوم مسخرات بأمره} مذللات بأمره {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} ثم قال بعدها {ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين 55 ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين } ،ولكن أهل الباطل والشرك والجهل في غفلة وفي إعراض كما قال تعالى { والذين كفروا عما انذروا معرضون } قال تعالى {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالإنعام بل هم أضل سبيلا } قال تعالى {ولقد ذرأنا لجنهم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون } يعني هم أضل من البقر والغنم والإبل وهم أصحاب الغفلة فالآيات العظيمة وقد أعطوا عقولا ثم ذهبت عليهم هذه العقول وأعرضوا عن استعمالها فيما ينفعهم وصاروا أسوا من الأنعام السارحة لإعراضهم وغفلتهم عن هذه الآيات العظيمات وعن ما خلقوا له من عبادة الله وطاعته وعن استعمالهم ما أعطاهم الله من العقول فيما ينفعهم نسال الله العافية

    (وقوله تعالى{ إن الذين يلحدون في ءاياتنا}------وسيجزيه على ذلك بالعقوبة والنكال})
    (والإلحاد هو الميل عن الحق {يلحدون في ءاياتنا} يعني يميلون ويعدلون عن الحق والصواب إلى ضده ,ومنه اللحد المائل عن جهة القبر إلى جهة القبلية, وألحد في الكلام صرفه عن ظاهره وحمله على غير محمله ,فهؤلاء الملحدون الضالون الله جل وعلا يعلم أحوالهم ولا تخفى عليه أحوالهم ولا كفرهم وظلمهم ولكنه يملي ولا يغفل سبحانه وتعالى كما قال تعالى {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}والآيات الكثيرات {وما ربك بغافل عما تعملون}وفي الآية الأخرى {عما يعملون } {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء }
    ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (ثم قال تعالى {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}----ولم يحك هو ولا ابن أبي حاتم غيره)
    (كما قال تعالى {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل }, {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم } ذو مغفرة لمن أجاب واستقام وذو عقاب اليم لمن أصر على الباطل وعاند ,ولكن واجب الرسل وهكذا أتباعهم من الدعاة إلى الله والمرشدين إليه والمعلمين واجبهم الصبر مع بذل الجهد مع بذل الواجب في الدعوة والتوجيه والإرشاد ثم الصبر على ما يقع من العناد والمكابرة ،فلا يمنع الداعي إلى الله أن يستمر في دعوته وان عاند من عاند كما أن الرسل كذلك لا يمنعهم عناد من عاند ومكابرة من كابر أن يستمروا في دعوتهم ولا ييأسوا فكم من رسول صبر وصابر ولم يتبعه إلا الأفراد وبعضهم لم يتبعه احد بل كذبه قومه بل قتله قومه فلا بد من الصبر ،كما في حديث ابن عباس قال (يأتي النبي ومعه الرهط –وفي اللفظ الآخر الرهيط- والنبي معه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد) قد كذبه قومه كلهم ,فهكذا أنت لك أسوة بالرسل آنت أيها الداعي إلى الله أيها المعلم أيها المرشد أيها الناصح لا تيأس ،إذا كنت في قبيلة أو قرية أو مدينة ولم يستجب لك ألا القليل لا تيأس أو لم يستجب احد استمر في الدعوة والإرشاد والتوجيه حتى يفتح الله أو تموت فلك في الرسل الأسوة الحسنة
    ----------------------------------------------------------

    (لما ذكر تعالى القرآن وفصاحته وبلاغته وإحكامه في لفظه ومعناه -----{أولئك ينادون من مكان بعيد} )
    (وهذا فيه الحث على العناية بالقرآن والاهتداء بالقران وان الله جعله هدى وشفاء ولكن أعداء الله اعرضوا عنه {والذين كفروا عما أنذروا معرضون }فالمعرض لا يستفيد ولو كان أوضح شيء لأنه لا يريد الهداية و لا يريد الفائدة لأنه معرض ولهذا يقول جل وعلا {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه }ولهذا يقول جل وعلا {قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء } هدى لقلوبهم وشفاء لأمراضها أمراض الشرك وأمراض الشك وأمراض المعاصي وأمراض القسوة كما أنه شفاء أيضا لكثير من الأمراض البدنية فضلا من الله جل وعلا {والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر} كأنهم لا يسمعون لإعراضهم وغفلتهم{وهو عليهم عمى}بسبب الإعراض والغفلة وعدم الرغبة في الاهتداء فهم بمنزلة الصم البكم ألعمي ولهذا قال في المنافقين {صم بكم عمى فهم لا يرجعون } قال سبحانه {ولقد ذرأنا لجنهم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون } وقال في الآية الأخرى {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالإنعام بل هم أضل سبيلا }, فلا يليق بذي الحجا وبذي الإيمان أن يكون شيبها بالإنعام بل الواجب أن يقبل على كتاب الله ويتدبر ويتعقل ويطلب الفائدة ويسأل ربه العون ويسأل ربه التوفيق حتى يوفق حتى يهدى {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } لمن اهتدى به واقبل عليه ورغب في الهداية
    ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (قال مجاهد يعني بعيد من قلوبهم------ -------------فقال عمر أولئك ينادون من مكان بعيد)
    (وهذا غريب وليس بشيء, والسدي بينه وبين عمر مسافة ,منقطع بل معضل ،المقصود أن الآية الكريمة أنهم لإعراضهم وغفلتهم وعدم (-----)كالذي ينادى من مكان بعيد ما يدري ويش يقول المنادي؟يسمع الصوت ولا يفهم فهم هكذا يسمعون القاري يسمعون المنادي يسمعون المذكر والواعظ ولكن كأنهم ينادون من مكان بعيد في إعراض وغفلة وبعد عن قبول الحق وعن الإصغاء له وتدبر ما يقال ولهذا يقول سبحانه { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } {صم بكم عمى فهم لا يرجعون } {{أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالإنعام بل هم أضل سبيلا } نسال الله العافية ,هذه الحقيقة بسبب إعراضهم هم عندهم سمع وعندهم بصر وعندهم قلوب لكن ما اقبلوا ما أرادوا ما اقبلوا على القرآن ولا استمعوا له ولا أنصتوا له ولا رغبوا فيه والإنسان الذي يسمع كلاما ولا يرغب بسماعه ولا يرغب بفهمه ما يدري ماذا يقال نسال الله العافية
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (وقوله تبارك وتعالى{ولقد ءاتينا موسى الكتاب فاختلف فيه }-----هكذا وجهه ابن جرير وهو محتمل والله اعلم )
    (فالمقصود تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وان الله جل وعلا أعطاك القرآن وأعطاك الكتاب فلا يضرنك ماوقع من قريش وغيرهم من الإعراض ,قد حصل لموسى قبل ذلك وللأنبياء قد حصل له ماحصل لك من إعراض أقوامهم وعداءهم وتكذيبهم وخصومتهم لهم {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل } فاصبر كما صبروا ولولا أن الله جل وعلا سبق في علمه وقضائه الإمهال والأنظار لقضي بينهم ولعجلت العقوبة لكل من كذب ولكنه سبحانه يملي ولا يأخذ لإقامة الحجة وقطع المعذرة قال تعالى {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} قال سبحانه {وأملي لهم إن كيدي متين }
    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (يقول تعالى {من عمل صالحا فلنفسه}-----بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه )
    ( في الآية الأخرى يقول جل وعلا {إن الله لا يظلم مثقال ذرة }هنا بعض اللام ليس لها مفهوم وانه هناك ظلم قليل فهو ليس بظلام وليس بظالم ولهذا يقول جل وعلا { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها}ويقول {فلا يخاف ظلما ولا هضما } فهو سبحانه لا يظلم لا قليلا ولا كثيرا سبحانه وتعالى ،وإنما يجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وان شرا فشر ولهذا يقول جل وعلا {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 7ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وهذا يوجب من المؤمن الحذر من سيئات أعماله وان لا يزهد في القليل من العمل الصالح بل يجتهد بالخير وان قل ويحذر الشر وان قل فهو مجزي بهذا وهذا ومضاعف له العمل الصالح فهو يضاعف لمن يشاء سبحانه وتعالى
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (يقول تعالى لا يمل الإنسان من دعاء ربه بالخير --------واستكبر عن الانقياد لأوامر الله عز وجل )
    (هذه طبيعة الإنسان، والغالب على الإنسان هو هذا الطغيان والبغي وعدم شكر النعم والغرور بإمهال الله وإنظاره فالواجب الحذر وان لا (---)الله بالنعم فإسداءه النعم من إقامة الحجة ومن أسباب شدة العذاب يوم القيامة في حق من اعرض ولم يستقم ولم ينتفع بالآيات والنعم ، ولهذا يقول {فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ } فالإنسان كل مازادت النعم عليه فالواجب عليه الشكر لله والاستقامة على طاعته والحذر من معصيته والحذر من الاغترار بالنعم والإمهال {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} {وأملي لهم إن كيدي متين } فالله جل وعلا يملي ولا يغفل وله الحكمة البالغة في انظار من أساء وتعدى فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بأولئك الضالين المغرورين بل يجب أن يأخذ حذره
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (ثم قال جل جلاله {سنريهم ءاياتنا في الأفاق وفي أنفسهم }-----الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى )
    (والآية واضحة في هذا {سنريهم ءاياتنا في الأفاق وفي أنفسهم } الآفاق تشمل ما يقع من النصر والفتوحات العظيمة وما يجريه الله من النعم والإمطار والخسوفات وغير ذلك لأنه يصرف الخلق سبحانه كيف يشاء ،فالفتح والنصر ءاية وما يقع من السيول والخسوفات وغير ذلك وتسبق البلاد وضده كل ذلك من آياته في الآفاق وما يجري من السحب والرياح وغير هذا كله من آيات الأفاق ،{وفي أنفسهم } ما يقع في أنفسهم من صحة ومرض وعلم وجهل وغير ذلك مما يكون في أنفس الناس فان الإنسان تمر عليه ادوار كثيرة وأنواع كثيرة من النعم وضدها كلها تدل على حكمة الخالق وأنه يتصرف بعباده كيف يشاء ،فهو اليوم صحيح وغدا مريض وبعد غدا صحيح ويبتلى بمرض كذا وبمرض كذا وبنعمة كذا ونعمة كذا أنواع من الابتلاءات ولهذا يقول جل وعلا {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }ويقول {ونبلوكم بالشر والخير فتنة } {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }إلى غير ذلك
    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    (آن عمر بن عبد العزيز صعد المنبر------------والأحمق في اللغة ضعيف العقل )
    (هذا الأثر لا يليق أن يصح عن عمر بن عبد العزيز ولا يثبت فانه لا يصح أن يقال للمصدق انه أحمق، نعم بعض المصدقين بعض المصدقين ليس كل المصدقين أحمق ،الرسل مصدقون والصديقون مصدقون وليسوا بأحمق بل هم خير الناس وأعقل الناس وأفضل الناس ولكن الهالك من كذب به ،لكن بعض المصدقين عنده حماقة ضعف عقل ،يصدق ولا يعمل يصدق ولكن عنده تماد في الشهوات والمعاصي فلو كانت الرواية بعض من يصدق به أحمق لكان أسهل أما من صدق به فهو أحمق فهذا لا يستقيم ولا يليق ولا يمكن أن يقع من عمر بن عبد العزيز ولا ممن دونه من أهل العلم والبصيرة
    تمت التعليقات بفضل الله تعالى

    فرغه:فيصل العنزي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 08-Oct-2008, 03:23 PM. سبب آخر: موضوع واحد متتابع .

  • #2
    هل يمكنك توفير الرابط الصوتي ؟

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا اخواني ،وبالنسبة للرابط الصوتي فليس عندي خبرة في انزاله فلعل احد الاخوة من الكويت يراسلني واعطيه الاشرطة لكي ينزلها ،وان شاء الله تعالى التعليقات ستنزل تباعا لان تعليقات الشيخ من سورة فصلت الى الحجرات

      تعليق

      يعمل...
      X