إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تفريغُ شرح لاميَّـةِ الأفعال للشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    واصل أخي الكريم وصلك الله بلطفه

    تعليق


    • #17
      أبا سُلَيْمان ! استَعْملْ زرَّ الشُّكرِ إن كانَ ولا بُدَّ ، باركَ الله فيك ، تعرِفُ شَرْطَ المنتدَى .. وجزاك اللهُ خيرًا علَى حفْزِ الهمَّـةِ .

      [ ما قِياسُ مُضَارِعِه فَـتْحُ العَـيْنِ مِنْ ( فَـعَلَ ) ]
      ثُمَّ بعدَ ذلِكَ يُرِيدُ أَنْ يُبَـيِّنَ لنا حُكمَ حَرفِ الحلْقِ الَّذي في غيرِ الأَوَّلِ ، وهُو : اللَّامُ أَوِ العَيْنُ ، وقدْ بيَّنَ لَنا ذلِكَ في ( البِناءِ ) وكذلِكَ في ( التَّصريفِ العِزِّيِّ ) ، قالَ :


      (24) فِي غَيْرِ هذَا لَـدَى الـحَلْقِـيِّ فَـتْحًا اشِعْ............بِـالاتِّـفَاقِ كَـآتٍ صِـيـغَ مِنْ ( سَـألَا ) (1)

      ( فِي غَيْرِ هذَا ) أَيْ : في غَيرِ ما يَدُلُّ علَى غلبَـةِ مُفاخرةٍ ( لَدَى الـحَلْقِيِّ ) المذْكُورِ وهُو : ما كانَ في غيرِ الفاءِ : في اللَّامِ أَوْ في العَيْنِ ، إِذَا وَجدْتَ حرْفَ حلْقٍ في عَيْـنِه أَوْ في لَامِه ( فَـتْحًا أَشِعْ ) أكثرِ الفَتْحةَ ؛ اجعلْهُ مِنْ بابِ ( فَعَلَ يَفْعَلُ ) ، ( بِالاتِّـفَاقِ ) بَيْنَ الكسائيِّ وبيْنَ الجمهُورِ .
      مِثالُهُ : ( كَآتٍ ) أَيْ كمُضَارِعٍ ( صِيغَ مِنْ : سَـألَ ) ( سَألَ ) فيه حرْفُ حَلْقٍ وهُو : الهمزةُ ، في مُقَابلةِ العَيْنِ ؛ إِذَنْ تَـقُولُ : ( يَسْأَلُ ) .
      ( قَـرَأَ ) : ( يَقْـرَأُ ) ، لماذَا ؟ : لأَنَّ حَرفَ الحَلْقِ في لَامِه ؛ فيُفْـتَحُ (2) .
      إِذَنْ : فالكسائيُّ والجمهُورُ اتَّفقُوا علَى أنَّـهُ إِذَا لَـمْ يدُلَّ علَى غلبَـةِ المفاخرةِ فكُـلُّ ما كانَ في عَيْـنِه أَوْ لَامِه حرْفُ حَلْقٍ يُفْـتَحُ ، لكِنْ بِالشَّرْطِ الآتِي ـ زَادَ شَرْطًا لَـمْ يُذْكرْ في ( البِناءِ والتَّصْرِيفِ ) ـ ، قالَ :

      (25) إِنْ لَـمْ يُضَاعَفْ ولَـمْ يُشْهَرْ بِكَسْرَةٍ اوْ............ضَمٍّ كَـ (يَبْغِي) ومَا صَرَّفْتَ مِنْ (دَخَلَا) (3)


      ( إِنْ لَـمْ يُضَاعَفْ ) أَيْ شَرْطُـهُ : إِنْ لَـمْ يُضَاعَفْ ؛ لأنَّنا نَـقُولُ : إِنَّ هُناكَ أَسْبابًا وهُناكَ شرُوطًا ، فدَواعِي الكَسْرةِ ودواعِي الضَّمَّـةِ هذِه تُسَمَّى : أسْبابًا ودواعِيَ لا يَنْـفَكُّ عنهَا إِلَّا ما نَدرَ مِنْ ذلِكَ شُذُوذًا ، كُلُّ ما اسْتَـكملتِ الأَربعة الأَشياءَ في الكسْرِ دائِـمًا نعملُها كذلِكَ ، والأربعةُ الأَسباب الَّتي ذكرناها في الضَّمِّ نسرُدُها دائِـمًا (4) ، إِلَّا داعِي الفَتْحةِ ؛ فداعِي الفتْحةِ شَرْطٌ ولَيسَ سَببًا ؛ فلا نَقُولُ : كُلَّما وُجِدَ حرْفُ الحَلْقِ في العَيْنِ واللَّامِ يُفْـتَحُ ، بَلْ نَـقُولُ : كلَّما وُجِدَ الفَـتْحُ في العَيْنِ لا بُدَّ أَنْ يُوجدَ حرْفُ الحَلْقِ ، هكذَا شأنُ الشَّرْطِ ؛ لأنَّ الشَّرْطَ ( ما يلْزمُ مِنْ عَدمِه العَدمُ ولا يَلْزمُ مِنْ وُجُودِه وُجُودٌ ولا عدَمٌ ) .
      فلِذلِكَ نقُولُ : كُلَّما انْعدَمَ حرْفُ الحلْقِ انْعدَمَ الفتْحُ ولا نَقُولُ : كُلَّما وُجِدَ حرفُ الحَلْقِ وُجِدَ الفتْحُ .
      ولذلِكَ قالَ : ( إِنْ لَـمْ يُضَاعَفْ ) ؛ دواعِي الفتحةِ تُسَمَّى دواعي الفتْحةِ إِلَّا إِذَا كانَ مُضَاعَفًا ، فأمَّا إِذَا كانَ مُضَاعَفًا فنَسْلُكُ مَسْلَكَ ما سبَـقَ ، وهُو : ما كانَ مُضَاعَـفًا لازِمًا يُـكسَرُ ، وما كانَ مُضَاعَفًا مُعَدًّى يُضَمُّ :
      ـ ( صَحَّ ) جِسْمُهُ ( يَصِحُّ ) ولا تَـقُلْ : ( يَصَحُّ ) بِالفتْحِ ، ولا تَـقُلْ : إِنَّ فيه حرْفَ حَلْقٍ في لَامِه فأفْتحُهُ ! بلْ يبْقَى علَى الكَسْرِ ؛ لماذَا ؟ : لأَنَّ لهُ داعِي الكسْرةِ .
      ـ ( دَعَّـهُ ) بِمعْنَى : دَفعَهُ بِعُنْـفٍ ، مُضَارِعُهُ ( يَـدُعُّه ) ؛ لماذَا ؟ : لأَنَّـهُ مُضَاعَفٌ مُعَدًّى والمضاعَفُ المعَدَّى قِياسُهُ الضَّمُّ ، ولا تَـقُلْ : ( يَدَعَّهُ ) لأَنَّ فيه حرْفَ حَلْقٍ ؛ لأَنَّ شَرْطَ حرْفِ الحَلْقِ أَن لا يكُونَ مُضَاعَفًا ، فإنْ كانَ مُضَاعَفًا يَمشي علَى القاعدةِ السَّابِقةِ ولا يَمشي علَى حرْفِ الحلْقِ .
      ( ولَـمْ يُشْهَرْ بِكَسْرَةٍ ) كذلِكَ أيْضًا إِذَا اشْتَهرَ عنِ العَربِ بِكسْرةٍ وإنْ لَمْ يكُنْ مُضَاعَفًا هذَا أَيْضًا يبْقَى علَى ما سُمِعَ ، ( ... كَـ : يَـبْغِـي ) ( بَـغَى ) هناكَ حرفُ حَلْقٍ في عَيْـنِه ، فلَوْ مَشَيْنا علَى حرْفَ الحَلقِ لقُلْنا ( يَـبْغَى ) والنَّاسُ أيْضًا يتكلَّمُونَ علَى هذَا وهذَا غلَطٌ ، والصَّوابُ : ( يَـبْغِـي ) ؛ ولماذَا ؟ : لأنَّ لهُ داعِي الكسْرةِ وهُو : كَوْنُ لَامِه ياءً ( بَغَى يبْغِـي ) ، إِذَنْ : هذَا بَـقِـيَ علَى ما اشْتَـهرَ بِه عنِ العَربِ وإنْ كانَ فيه حرْفُ حَلْقٍ .
      ( أوْ ضَمٍّ كَـ : ... ما صَرَّفْتَ مِنْ : دَخَلَا ) : ( دَخَلَ ) مُضَارِعُهُ ( يَدْخُلُ ) أليْسَ فيه حرْفُ حَلْقٍ ؟! لا تقُولُ ( يَدْخَلُ ) لأنَّ فيه حرْفُ حَلْقٍ ؟ لماذَا ؟ : لأنَّـهُ اشْتَـهرَ عنِ العَربِ بِالضَّمَّـةِ ، لا يُوجَدُ دَاعِي الضَّمَّةِ ولكِنْ هذَا ممَّا اشْتَهرَ .
      [ تلْخِيصٌ ]
      هُناكَ ما لَه داعِي الضَّمَّةِ أوِ داعِي الكسْرةِ وهُناكَ ما لَيْسَ له أَسْبابُ الكسْرةِ ولا الضَّمَّـةِ ولكنَّـهُ اشْتهَرَ عنِ العَربِ هكذَا ؛ فما اشْتهرَ عنِ العربِ بِالضَّمِّ والكسْرِ مَشِّه علَى ما سُمِعَ ، وما لهُ داعِي الضَّمَّةِ ضُمَّهُ ، وما لهُ داعِي الكَسرةِ اكْسِرْهُ ، وما عدَى ذلِكَ افْـتَحْهُ علَى قِـياسِ حرْفِ الحلْقِ : فكلُّ ( فَعلَ ) إِذَا كانَ حرْفُ حَلْقٍ في لامِه أَوْ عَيْـنِه يُفْتَحُ لكِنْ بِشَرْطَيْنِ : إِنْ لَمْ يُضَاعفْ أَوْ يَشْتَـهِرْ .

      [ ما يَجُوزُ فيه الضَّمُّ والكَسْرُ مِنْ مُضَارعِ ( فَعلَ ) المفْتُوحِ ]
      ثُمَّ قالَ رحمهُ الله :

      (26) عَيْنَ الـمُضَارِعِ مِنْ (فَعَلْتُ) حَيْثُ خَلَا............ مِنْ جَالِبِ الفَتْحِ كَالْـمَبْنِـيِّ مِنْ (عَتَـلَا)



      (27) فَـاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ إِذَا تَـعْيِـينُ بَعْضِهِمَـا............لِـفَـقْــدِ شُـهْـرَةٍ اوْ دَاعٍ قَــدِ اعْـتُـزِلَا (5)


      ( عَيْنَ الـمُضَارِعِ ) نَصَبَ ( عَيْنَ ) علَى الاشْتِغالِ ، ( مِنْ : فَعَلْتُ ) ( فَعَلْتَ ) ( فَعَلْتِ ) مُثَـلَّثُ التَّاءِ ؛ أَيْ : مِنْ ( فَعَلَ ) المفْـتُوحِ ( حَيْثُ خَلَا ) مِنْ ماذَا ؟ : ( مِنْ جَالِبِ الفَـتْحِ ) ، جالبُ الفَتْحِ ما هُو ؟ : وُجُودُ حرْفِ الحَلْقِ في عَيـنِه أوْ لامِه ، إِذَا لَـمْ يُوجدْ داعِي الفَتْحِ ( كَالْـمَبْنِـيِّ مِنْ : عَتَـلَا ) كالمضَارعِ المبنِـيِّ مِنْ ( عَـتَلَا ) عَتَـلَهُ يعْتُـلُه ويَعْـتِلُه معْناهُ : دفعَـهُ بِعُنْفٍ .
      ( عَتَـلَ ) فيه داعي الفَتْحةِ ؟ ، العَيْنُ حرْفُ حلْقٍ ! : لكنَّـها في الفاءِ فليْسَتْ جالبةً للفَـتْحِ .
      ( فَاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ ) أَيْ : إِذَا جاءَكَ ( فَعَلَ ) مَفْتُوحَ العَيْنِ ولَيْسَ فيه داعِي الفتْحةِ ولا داعي الكسْرةِ ولا الضَّمَّةِ فأنتَ مُخيَّـرٌ ، ضُمَّـهُ أَوِ اكْسِرْهُ : عَتَـلَهُ يَعْـتِلُهُ ويَعْتُـلُهُ ، لكنْ مَتَى ؟ :
      ( إِذَا تَعْيِـينُ بَعْضِهِمَا ) إِذَا كانَ تَعْيِـينُ بَعْضِهمَا ، أَيِ : الكَسْرةِ أَوِ الضَّمَّةِ ( لِفَـقْدِ شُهْرَةٍ ) ما اشْتهرَ عنِ العربِ ( أوْ دَاعٍ ) لا يُوجدُ داعٍ لا لِلكَسْرةِ ولا لِلْفَـتْحةِ .
      إِذَنْ ؛ أَوَّلًا : خَلَا مِن جالِبِ الفَتْحِ ، والثَّاني : خلَا مِنْ جالِبِ الضَّمِّ ، والثَّالِثُ : خَلا مِنْ جالِبِ الكَسْرِ ، والرَّابِـعُ : خَلَا مِنَ الشُّهْـرَةِ ( فَاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ ) إِنْ شِئْتَ كَسَرْتَ وإِنْ شِئْتَ ضَمَمْتَ !
      قالُوا : هذِه قاعدةٌ هَوائيَّـةٌ لا أَصْلَ لَها ، رَدُّوا علَى ابْنِ مالِكٍ رحمهُ اللهُ ، قالُوا : إِنَّ الأَفعالَ العربِيَّـةَ إِمَّا أَنْ يكُونَ لَها داعي الفَتْحةِ وإمَّا أَنْ يكُونُ لَها داعي الضَّمَّـةِ وإِمَّا أَنْ يكُونَ لَها داعي الكسْرةِ وإِمَّا أَنْ تكونُ مُشْتَهرةُ عنِ العربِ تكلَّمتْ بِها ؛ فأيْنَ نجِدُ هذِه القاعِدةِ ؟! قالُوا : إِذَنْ فـهذِه قاعدةٌ وَهْمِـيَّـةٌ ، لا نَجدُ لَها مِثالًا .
      وبَعْـضُ الصَّرْفِـيِّـينَ قالُوا : القاعدةُ هذِه نُمَشِّيـها في كُلِ ما خَلا مِنْ هذِه الأشْياءِ : لَيسَ لهُ داعي الضَّمَّةِ ، ولَيسَ لهُ داعِي الكسْرةِ ، ولَيْسَ لَه داعي الفَـتْحةِ ، وإِنْ كانَ مُشْتَـهِرًا عنِ العَربِ فيَجُوزُ فيه الوَجْهانِ ؛ فلِذلِـكَ ( ضَربَ ) عِندهُمْ يَجوزُ فيه الوَجهانِ ( يَضْرِبُ ) و ( يَضْرُبُ ) .
      لكنْ هذِه قاعدةٌ لا تُسَلَّمُ ؛ فليْسَ هُناكَ ( ضَرَبَ يَضْرُبُ ) المسْمُوعُ عنِ العربِ والَّذي اشْتَهرَ بِالكسْرةِ ( يَضْرِبُ ) فلا يُمكِنُنا أَنْ نَجعلَه بِالضَّمَّـةِ .
      فإِذَنْ ، على كُلِّ حالٍ هذِه قاعدةٌ فيها نَظـرٌ ، لا يُوجدُ فِعْلٌ لا قاعدةَ له ؛ لَا اشْتَـهَـرَ ولا لَه أَسْبابٌ ، كُلُّها تكلَّمتْ بِها العَربُ سَواءٌ بِأسْبابِها أَوْ بغَيْرِ أَسْبابِها .
      ــــــــــــــــــــــــــــــ
      (1) يُلْحظُ في ضَبْطِ البَـيْتِ :
      1 ـ قَوْلُهُ ( لَدَى الـحَلْقِـيِّ ) يَجُوزُ أَنْ يُقْرأَ بِمُهْملةٍ مَفْتُوحةٍ كما هُو مُثْبتٌ وقَرأهُ الشَّيْخُ ؛ فيكُونُ مَعْناهُ : أَشِعِ الفَتْحَ في مُضَارِعِ ( فَعَلَ ) المفتُوحِ عندَ وُجُودِ الحرْفِ الحلْقِيِّ ، ويَـجُوزُ أَنْ يُـقْرأَ بِذَالٍ مُعْجمةٍ مَكْسُورةٍ ( لِذِي الـحَلْقِـيِّ ) فَـيكُونُ مَعْناهُ : أَشِعِ الفَتْحَ في مُضَارِعِ ( فَعَلَ ) المفتُوحِ ذِي الحرْفِ الحلْقِيِّ ، انظُرْ : الشَّرْحَ الكبيرَ ص (100) .
      2ـ تَسْهِيلُ هَمزةِ ( أَشِعْ ) وهُو لُغةٌ وليسَ ضَرُورةً ـ كما سَبقَ ـ ، فيُقْرأُ : ( فَـتْ حَـنَـشِعْ ) .
      (2) أَوْردَ الشَّارِحُ مُعْظمَ مَوادِّ هذَا البابِ في الكبيرِ ص ( 99 ـ 106 ) وهِيَ مئَـةٌ وسَبْعُونَ .
      (3) ذَكرَ المحشِّي علَى الصَّغيرِ ص (28.) أنَّ في بَعْضِ النُّسَخِ : ( ضَمٍّ كَـيَـهْـنِـي ) مُضَارعُ ( هَنَـأَ ) بِتَسْهِيلِ هَمزِه إِجْرَاءً لِلوَصْلِ مجرَى الوَقْفِ ، وذكرَ أنَّ التَّمثيلَ بِه أقْربُ وأمَّا التَّمثيلُ بِـ ( يبغِي ) و ( ينْعي ) كما في الصَّغيرِ غيرُ ظاهِرٍ ، و ( أَوْ ) بالتَّسْهيلِ : بِكَسْرَتِـنَـوْ .
      (4) هكذَا سَمعتُها والعِبارةِ غيرُ واضِحةٍ لكنَّ المعنَى مَفهُومٌ قريبٌ .
      (5) نَقلَ في الحاشِيَـةِ عنْ بَعْضِ الشُّـرَّاحِ أَنَّـهُ لَوْ قالَ :

      كَسْـرٌ وضَمٌّ لِعَـيْنِ الَاتِ مِنْ ( فَعَـلَا )............إِنْ لَـمْ يكُنْ دَاعٍ اوْ مَـشْهُورُ ما نُـقِـلَا

      كانَ أحْسَنَ وأخْصَرَ وذلِكَ لأَنَّ ( جالِبَ الفَـتْحِ ) و ( الدَّاعِـي ) في مَعْـنَى شَيْءٍ واحِـدٍ ، انظُرْها ص (28.) ، لكنْ معَ اخْتزالِ البَيْـتَـيْنِ في بَيْتٍ واحدٍ إِلَّا أنَّـهُ قَدْ فاتَـه التَّمثيلُ ، ويُلاحظُ في ضَبْطِ البَـيْتَينِ ما ذَكرَ الشَّيْخُ حفِظهُ اللهُ تعالَى ، إِضَافةً إِلَى أَنَّ البَيْتَ الثَّاني عندَ بَعْضِ الشُّرَّاحِ : ( فاضْمُمْ أَوِ اكسِرْ .... ) ، ولا فَـرْقَ .



      التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 12-May-2009, 06:54 PM.

      تعليق


      • #18
        فَصْلٌ
        في حُكْمِ اتِّصَالِ تَاءِ الضَّميرِ أَوْ نُونِه بِالفِعْلِ الماضِي الثُّلاثِـيِّ الـمُعْتَـلِّ العَـيْنِ

        وخَصَّ الثُّلاثِـيَّ لأنَّه الَّذي يَتغَـيَّرُ ، وأمَّا ما عَدَا الثُّلاثيِّ ( الرُّباعيُّ والـخُماسِيُّ والسُّداسِيُّ ) يَمشِي علَى تَسْكينِ الأَخيرِ ولَيْسَ فيه تَغْيِـيرٌ ، فلَـمَّا كانَ الثُّلاثيُّ يَتَغَـيَّـرُ مِنْ حالٍ إِلَى حالٍ ، الفِعْلُ اتَّصَلَ بِه الضَّميرُ : غَزَوْتُ ، قُلْتُ ، رَمَيْتُ ، بِعْتُ ... مِثْلُ هذِه الأشْياءِ تَتغَـيَّرُ ؛ أَرادَ أَنْ يُبَـيِّنَ ذلِكَ فقالَ :
        ( في حُكْمِ اتِّصَالِ تَاءِ الضَّميرِ ) تاءِ الضَّميرِ سَواءٌ كانَ لِـمُتكلِّمٍ : ( قُلْتُ ) ، أَوْ لِـمُخاطَبٍ : ( قُلْتَ ) أوْ لِـمُخاطَـبَـةٍ : ( قُلْتِ ) ، ( أَوْ نُونِه ) : ( قُـلْنَ ) لِلنِّساءِ .
        قالَ :

        (28.) وانْقُلْ لِفاءِ الثُّـلَاثِـي شَكْلَ عَيْنٍ اذَا اعْـ.............ـتَـلَّـتْ وَكانَ بِـتَـا الإِضْمَـارِ مُـتَّـصِـلَا (1)
        (29) أَوْ نُـونِـهِ وإِذَا فَـتْــحًـا يَـكُونُ فَـمِـنْـ.............ـهُ اعْتَـضْ مُـجَانِسَ تِلْكَ العَيْنِ مُنْـتَـقِلَا (2)

        القاعدةُ ـ وقَدْ سبقَ لَنا دِراسةُ هذِه المسألةِ في التَّصْرِيفِ العِـزِّي ـ أنَّه : إِذَا كانَ مُعْـتلَّ العَيْنِ يتَـغَـيَّرُ ، مَثَـلًا : ( قالَ ) مُضَارِعُه : ( يقُولُ ) هذَا ما فيه إشكالٌ ، ( قُلْتُ ) ( قُلْتَ ) ( قُلْتِ ) عِندَ ذلِكَ فيه إِشْكالٌ ؛ وذلِكَ أَنَّ ( قالَ ) مَفْـتُوحُ الأَوَّلِ : ( قَـوَلَ ) = ( قَـوَلْتُ ، قَـوَلْتَ ، قَـوَلْتِ ) ؛ فتحرَّكتْ حَرْفُ العِلَّةِ [ الواوُ ] وانْفَـتَحَ ما قبْلَها فقلبْناها ألِفًا فَصَارَ ( قَـالْتُ ) ، ثُمَّ تُـحْذَفُ الألِفُ لِالْتِـقاءِ السَّاكِنَـيْنِ فيصِيرُ ( قَـلْتُ ) .
        و ( بِعْتُ ) كذلِكَ أصْلُه ( بَـاعْتُ ) [ مِنْ ] ( بَـيَعْتُ ) ، تحرَّكتْ حرْفُ العِلَّةِ [ الياءُ ] وانْفتَحَ ما قَبْلَها فقُلِبتْ ألِفًا ، وحُذِفَتِ الأَلِفُ لِالْتِـقاءِ السَّاكِنَـيْنِ فصَارَ ( بَعْتُ ) .
        إِذَنْ ؛ ( قَلْتُ ) و ( بَعْتُ ) ، ( باعَ يَـبِـيعُ ) يائيٌّ ، و ( قالَ يقُولُ ) واوِيٌّ ؛ فبِماذَا نُفَـرِّقُ ؟ هذَا ( قَلْتُ ) وهذَا ( بَعْتُ ) واوِيٌّ أمْ يائِـيٌّ ؟ منْ بابِ يفْعُلُ أمْ يَفْعِلُ ؟ فالْتبَسَ علَيْنا ؛ فعِندَ ذلكَ ماذَا نَعْملُ ؟ (3) :

        [ قاعدةُ الفَرْقِ بَـيْنَ ما كانَ مِنْ ( فَعُلَ ) وبَـيْنَ ما كانَ مِنْ ( فَعِلَ ) : ]
        يقُولُ :
        ( وانْـقُلْ لِفاءِ الثُّـلَاثِـي ) فاءُ الثُّلاثيِّ يعْني : القافُ مَـثلًا في ( قُلتُ ) و الباءُ في ( بِعتُ ) ( شَكْلَ عَـيْنٍ ) حركةَ عَيْـنِه تنـقُلُها إلَـيْه ؛ لِـبَـيانِ ذَواتِ الواوِ واليَـاءِ (4) .
        [ ما كانَ مِنْ ( فَـعُلَ ) يُضَمُّ أَوَّلُه : ]
        هذَا فيما إِذَا كانَ مِنْ بابِ ( فَـعُلَ ) : ( طالَ يطُولُ ) أَصْلُه : ( طَـوُلَ ) كَـ ( شَرُفَ ) و ( كَـرُمَ ) ؛ تَحرَّكتْ حرْفُ العِلَّـةِ [ الواوُ ] وانْفتَحَ ما قَـبْلَها فَـقُلِـبَتِ الواوُ أَلِفًا فصَارَ ( طَـالَ ) ، هكذَا انْـتَـهَيْنا لكنْ إِذَا جاءَ الضَّميرُ يتَـغيَّرُ لأنَّـنَا نَـقُولُ : ( طَوَلْتُ ، طَوَلْتَ ، طَوَلْتِ ) نَفْسُ القاعدةِ : تحرَّكتْ حرْفُ العِلَّةِ وانْفَـتَحَ ما قَبْلَها فتُـقْلَبُ أَلفًا ، ثُمَّ تُحْذَفُ لِالْتِقاءِ السَّاكِنَـيْنِ فيَصِيرُ : ( طَـلْتُ ) بِفَتْحِ الطَّاءِ ؛ فالْتَبسَ ، هلِ المحْذُوفُ هُنا واوٌ أَمْ ياءٌ ؟ مِنْ بابِ ( فَعُلَ ) أَمْ مِنْ بابِ ( فَعِلَ ) ؟ ما عرفْناهُ ! .
        فيقُولُ : قَبْلَ هذِه العملِـيَّـةِ عملِـيَّـةٌ أُخْرَى ، هُو أَصْلُه : ( طَـوُلْتُ ) فقَـبْلَ أَنْ نَـقْلِـبَها أَلِـفًا نُسَارِعُ ونَسْلُبُ حركتَها ثُمَّ نُعْطِـيها لِفاءِ الكلِمةِ بَعْدَ سَلْبِ حرَكتِها ؛ فيَلْتَـقِي ساكِنانِ : الواوُ السَّاكنةُ واللَّامُ السَّاكِنةُ فنحْذِفُ الواوَ فيصِيرُ : ( طُـلْتُ ) .
        [ ما كانَ مِنْ ( فَـعِلَ ) يُكسَرُ أَوَّلُه : ]
        ( خافَ ) كذلِكَ مِنْ بابِ ( فَـعِلَ ) ، أصْلُه : ( خَوِفَ ) فعلَى القاعدةِ العامَّـةِ ( خَوِفَ ) ماذَا نَعْملُ فيها ؟ : تحرَّكتْ حرْفُ العِلَّةِ وانْفَـتَحَ ما قَبْلَها فتُـقْلَبُ أَلفًا : ( خافَ ) ، لكنْ إِذَا اتَّصَلَ بِالضَّميرُ يتغَيَّرُ العملُ ؛ لأنَّنا نقُولُ : ( خَوِفْتُ ) لَوْ سَلَـكنا القاعِدةَ الأُولَى وقلبْناها أَلِفًا يَلْتقي ساكِنانِ فنقُولُ : ( خَفْتُ ) لا تَعْرِفُ المحذُوفَ هُنا ، واوٌ أمْ ياءٌ ؟ ( فَعُلَ ) أمْ ( فَعِلَ ) ؟ فَماذَا تَعْملُ ؟ : لا تَضُمُّها ، بلْ تُراعِي الوَزْنَ .
        فنقُولُ : أصْلُه ( خَوِفْتُ ) بَدلًا مِنْ أنْ نقْلِـبَها ألِفًا نَنقُلُ حركتَها إِلَى الفاءِ بَعْدَ سلْبِ حركتِها ؛ فتلْتقِي الواوُ ساكِنةً معَ اللَّامِ فَعِندَ ذلِكَ نَحْذِفُها فيصِيرُ ( خِفْتُ ) ، هذَا نِهايةُ المطافِ ! وهذَا هُو الاسْتِعْمالُ الصَّحيحُ ، تقُولُ : ( خِفْتُ ) و ( خِفْتَ ) و( خِفْتِ ) و ( خِفْـتُما ) و ( خِفْـتُمْ ) .
        وبَعْضُ النَّاسِ يقُولُ : ( خُفْتُ ) ولَعلَّهُ لملاحظةِ الواوِ هذِه ، وهذَا غيرُ صَحيحٍ لأنَّ بيانَ بنيـةِ الكلِمةِ و وزْنِها أَوْلَى مِنَ المحافظةِ علَى الواوِ ، لوْ حافَظْنا علَى الواوِ ( خُفْتُ ) هُو الصَّحيحُ لأنَّ الواوَ يُناسِبُها الضَّمَّـةُ ، لكنْ هُنا لَوْ قُلْنا ( خُفْتُ ) يلْتَبِسُ بِبابِ ( فَعُلَ ) ؛ فالمحافَظةُ على كسْرةِ ( فَعِلَ ) هُو الأَوْلَى .
        و في الأمرِ تقُولُ ماذَا ؟ : ( خَفْ ) : [ الرَّجز ]

        وخَـفْ مِـنَ الله تُـعَـوَّضْ أَجْـرَا...........................................

        كما يقُولُ الحرِيرِيُّ رحمهُ اللهُ ، الطُّـلَّابُ يقُولُونَ : ( خُفْ ) ، اللهُ المسْتعانُ ، هذَا غلَطٌ .
        قالَ :
        ( إذَا اعْـتَـلَّتْ ) إِذَا اعْتَـلَّتِ العَيْنُ بِالواوِ أَوْ بِالياءِ ، ( وَكانَ بِـتَا الإِضْمَـارِ مُـتَّصِلَا ) كما مَثَّـلْنا الآنَ ، بِتاءِ الإِضْمارِ : ( خِفْتُ ) و ( طُـلْتُ ) وهكذَا ، ( أَوْ نُونِـهِ ) : ( خِفْنَ ) نَفْسَ الشَّيْءِ .

        [ قاعدةُ الفَرْقِ بَـيْنَ الوَاوِيِّ واليائيِّ فيما إِذَا انفتحتِ العَيْنُ : ]
        ( وإِذَا فَـتْـحًا ) : ما سَبقَ كلُّهُ ما إِذَا كانَ مِنْ بابِ ( فَعُلَ ) كَـ ( طالَ ) أَوْ ( فَعِلَ ) كَـ ( خافَ ) ، وأمَّا إِذَا كانَ فَـتْحًا كَـ ( قَـالَ ) و ( بَـاعَ ) فعندَ ذلِكَ أَوَّلًا نَـقُولُ :
        [ الواوِيُّ مِنْ ( فَعَلَ ) يُضَمُّ أَوَّلُه عندَ اتِّصالِه بِالتَّاءِ والنُّونِ : ]
        ( قَـالَ ) أصْلُه ( قَـوَلَ ) ؛ تَحرَّكتْ حرفُ العلَّةِ وانْفتَحَ ما قَبْلَها فقُلِـبَتْ ألِفًا ، انتَهتِ العملِـيَّـةُ هُنا .
        لكنْ إِذَا وصَلْتَـهُ بِالضَّميرِ يتغَـيَّرُ تَـقُولُ : ( قالْتُ ) الْتقَتِ الألِفُ معَ السُّكُونِ فحُذِفَتِ الألِفُ فبَـقِيَ ( قَـلْتُ ) بِالفَتْحِ لأنَّ فَاءَه مَفْتُوحةٌ ؛ فالْتَـبَسَ علَيْنا الواوِيُّ بِاليائيِّ ، فالمحذُوفُ هُنا واوٌ أمْ ياءٌ ؟ فعندَ ذلِكَ إِذَا كانَ المحذُوفُ واوًا نأْتي بِالحركةِ المناسِبَـةِ لَها ، وما الَّتي تُـناسِبُها ؟ : الضَّمَّـةُ ؛ إِذَنْ تَـقُولُ : ( قُـلْتُ ) وانتَهى .
        ولا يُوجَدُ نقْلٌ هُنا ، هناكَ في بابِ ( فَعُـلَ ) و ( فَـعِلَ ) قُـلْنا : نَـقْلٌ لأنَّ هُناكَ بالنَّـقْلِ تَتِمُّ العملِـيَّـةُ وينتَهي الغرَضُ ، وأمَّا هُنا لَوْ نَـقَلْنا ماذَا نَنْـقُل ؟! : أصْلُ ( قَـالَ ) ( قَـوَلَ ) ؛ إِذَنْ لَوْ نقَلْنا الفَـتْحةَ أَيْنَ نَضَعُها ؟ : علَى الفَـتْحةِ ! وأيش الفائِدةُ ؟! نَسْلُبُ الفَتْحةَ ونَضَعُ مَكانَها فَتْحةً ! ؛ لا فائدةَ في النَّـقْلِ هُنا .
        ولكنَّنا هُنا نَقُولُ : تَحرَّكتْ حرْفُ العِلَّةِ وانْفَـتَحَ ما قَبْلَها ( قَوَلْتُ ) فقُلِـبَتْ أَلِفًا فَصَارَ : ( قَالْتُ ) ثُمَّ حُذِفتِ الأَلِفُ لِالْتِـقاءِ السَّاكِنَـيْنِ فبَـقِيَ : ( قَـلْتُ ) فالْتَـبَسَ علَيْنا الواوِيُّ بِاليائِـيِّ فنأتِي بِحرَكةٍ خارِجةٍ تُناسِبُ الواوَ وهِيَ الضَّمَّـةُ فنقُولُ : ( قُـلْتُ ) .
        [ اليائيُّ مِنْ ( فَعَلَ ) يُكسرُ أَوَّلُه عندَ اتِّصالِه بِالتَّاءِ والنُّونِ : ]
        وعلَى هذَا لا يُشْكِلُ علَيْـكُمْ تَصْرِيفُ ( بِعْتُ ) مِنْ ( باعَ يَـبِـيعُ ) ، أصْلُه ( بَـيَعَ ) تحرَّكتْ حرْفُ العِلَّةِ وانْفَـتَحَ ما قَبْلَها فصَارَ ( بَاعَ ) ، وعِندَ اتِّصَالِ الضَّميرِ يتغَـيَّرُ : ( باعْتُ ) الْتَـقَى سَاكِنانِ : الأَلِفُ المنقَلِـبةُ معَ اللَّامِ [ أيْ : لامِ الفِعْلِ ، العَيْنُ ] فحُذِفَ لِالْتِقاءِ السَّاكِنَـيْنِ فَصَارَ : ( بَعْتُ ) ، هُنا نَـقْلٌ ؟ : لا ؛ لماذَا ؟ ما الَّذي منَعَ نقْلَ حركةِ العَيْنِ إلَى الفاءِ ؟ : لأنَّها فَتحةٌ ، ( باعَ ) أَصْلُه : ( بَـيَعَ ) ؛ إِذَنْ ( بَـيَعْتُ ) لَوْ نَـقَلْنا الفَتْحةَ إِلَى الفَتْحةِ ماذَا نَسْتَفِيدُ ؟! : لا فائِـدةَ .
        فهذِه لَيْسَ فيها نَقْلٌ ، بلْ نأتي بِحركةٍ خارِجةٍ تُناسِبُ الياءَ المحذُوفةَ ، ما هِيَ ؟ : الكسْرَةُ ، فنكسِرُها ونَقُولُ : ( بِعْتُ ) وانتَـهَتِ العملِـيَّـةُ ، ( بِعْتَ ) ( بِعْتِ ) ( بِعْتُما ) ( بِعْنَ ) وهكذَا .
        ولِذَلِكَ قالَ هُنا : ( وإِذَا فَـتْحًا يَكُونُ ) وإِذَا كانَ حركةُ العَيْنِ فَـتْحةً ( فَمِنْـهُ اعْتَـضْ ) أَيْ : فمنْ حركةِ الفاءِ ( اعْتَـضْ مُـجَانِسَ تِلْكَ العَيْنِ ) يعْني إِذَا كانَتْ واوًا تُجانِسُها الضَّمَّـةُ ، وإِذَا كانَتْ ياءً تُجانِسُها الكسْرَةُ ، ( مُنْـتَـقِلَا ) أَيْ : مُنْـتَـقِلًا مِنْ حركةِ الفاءِ ، لَيْسَ النَّـقْلُ ذاكَ ( فَعِلَ ) و ( فَعُلَ ) ، ( مُنْـتَـقِلَا ) أَيْ : إِلَى الحركةِ المناسِبةِ ، ( باعَ ) كانَتْ فَتحةً فانْتَـقَلْنا إِلَى الكسْرَةِ ، ( قـالَ ) كانَتْ فتْحةً فانتَـقَلْنا إِلَى الضَّمَّـةِ لأَجْلِ مُناسَبةِ الواوِ .
        [ قاعِدةٌ أُخْرَى للفَرْقِ بَـيْنَ الواوِيِّ واليائيِّ : ]
        هذَا هُو الَّذي مَشَى علَيْه صَاحِبُ الكِتابِ ، وقَدْ سَبَقَ لَنا أنَّنا ذَكرْنا وَجْهًا آخَرَ ، بلْ هُو الَّذِي قَدَّمَه هُناكَ في ( التَّصْرِيفِ العِزِّي ) ما هُـو ؟ هلْ تذْكُرُونَه ؟ لا أحدَ يَذْكُرُه ؟ ( أَلَـيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ) !
        هُو أنَّه إِذَا الْتَبسَ علَيْنا بابُ ( فَعَلَ ) الواوِيَّ نَنْـقُلُه إِلَى بابِ ( فَعُلَ ) ؛ لِيُمْكِنَـنا الـجَرْيُ علَى قاعِدةٍ مُسْتَـقِـرَّةٍ ، واليائِـيَّ نَنقُلُه إِلَى بابِ ( فَعِلَ ) ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ نتصَرَّفَ علَى القاعدةِ المستـقِـرَّةِ .
        فَـ ( قالَ ) إِذَا وَصَلْنا إِلَى ( قَلْتُ ) والْتَـبَسَ الواوِيُّ منَ اليائِيِّ ننْقُلُه إِلَى بابِ ( فَعُلَ ) أَوَّلًا : ( قَوَلْتُ ) نَجْعَلُه ( قَـوُلْتُ ) ثُمَّ ما هِيَ العَملِيَّـةُ ؟ : نَـقْلٌ ؛ لأنَّ الفَتْحةَ زالَتْ وجاءَتِ الضَّمَّـةُ ؛ فننْقُلُ ضَمَّةَ الواوِ إِلَى القافِ [ فيصِيرُ : قُـولْتُ ] ، ونَحْذِفُ الواوَ لِالْتِقاءِ السَّاكِنَـيْنِ ، وانتَهتِ المشْكلَةُ ! .
        و ( بَـاعَ ) أَصْلُه ( بَـيَعَ ) = ( بَـيَعْتُ ) ، إِذَنْ لَوْ قُـلْنا ( بَـعْتُ ) لكانَ يلْـتَـبِسُ ، أَوَّلًا : ننـقُلُه إِلَى بابِ ( فَعِلَ ) فنَجْعلُ ( بَـيَعْتُ ) ( بَـيِعْتُ ) ثُمَّ العملِيَّـةُ نَقْلُ الحركةِ لأنَّها تَتغـيَّرَ هذِه كسْرةٌ وهذِه فَتحةٌ ؛ فننقُلُ كسْرةَ الياءِ إِلَى الباءِ [ فيصِيرُ : بِـيعْتُ ] ونَحْذِفُ الياءَ لِالْتِقاءِ السَّاكِنَـيْنِ فيصِيرُ : ( بِعْتُ ) .
        فهذَا أيْضًا وَجْهٌ ، وكلاهُما لا يَختَلِفُ في النَّتيجةِ ، لكنْ هؤُلاءِ قالُوا : نأتي بِكسْرةٍ منَ الخارِجِ مناسِبةٍ ، ولا يَحتاجُ أنْ ننقُـلَه إِلَى ( فَعُـلَ ) ولا ( فَـعِلَ ) ، والقاعدةُ الَّتي ذَكَـرْناها أَوَّلًا هِيَ أنْسَبُ ؛ لأنَّ نَـقْلَ ( فَعَلَ ) إِلَى ( فَعُلَ ) و ( فَعِلَ ) يَقْـتَضِي تغَـيُّرَ المعْنَى لأنَّ بابَ ( فَعُلَ ) لا يكُونُ إِلَّا لِلأَفْعالِ الغريزِيَّـةِ والطَّبائِعِ ، و ( قالَ ) لَيْسَ مِنَ الأفْعالِ الغريزِيَّـةِ ، فمِثْلُ هذِه يأتي علَيْها مَحذُورٌ فلِذَلِكَ الأوْلَى القاعِدةُ الَّتي أَشَارَ إِلَيْها ابْنُ مالِكٍ رحمَه اللهُ تعالَى .
        ــــــــــــــــــــــــــــــ
        (1) يُلْحَظُ في ضبْطِ البَيْتِ : نَقْلُ حرَكةِ هَمزةِ ( إِذَا ) إلى نُونِ تَنْوينِ ( عينٍ ) ، وتَخفيفِ ياءِ ( الثُّلاثِـي ) وقَصْرِ ( تاءِ الإِضْمارِ ) ، قاله الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (131) .
        (2) قَولُهُ : ( فمنْهُ ) كذَا في بَعْضِ النُّسَخِ ، وفي كثيرٍ مِنْها : ( فَعَـنْهُ ) وهُو أَحْسَنُ ؛ لأنَّ تعْدِيةَ هذَا الفِعْلِ بِـ ( عَنْ ) أَكثَـرُ ، قالهُ ابْنُ الحاجِّ في الحاشِيَـةِ ص (30) .
        (3) وكذَا إِذَا الْتَـبَسَ ما كانَ مِنْ ( فَعُلَ ) بِما جاءَ مِنْ ( فَعِلَ ) لا بُدَّ ممَّا يُفرِّقُ بَيْـنَهُما ، و القاعدةُ الأولَى في هذَا ، وأمَّا ما ذكرَهُ الشَّيْخُ فهُو مِنْ بابِ التَّمثيلِ على أصْلِ التَّغَـيُّرِ وإِلَّا فهُو مِنَ القِسْمِ الثَّاني الَّذي يُذْكرُ بَعدُ ( فَعَلَ ) .
        (4) هذَا سَيَـتَكرَّرُ ، ومَوْضِعُه في القِسْمِ التَّالي .
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 20-Apr-2009, 10:54 PM.

        تعليق


        • #19
          انتَهَـيْنا مِنْ حُكْمِ اتِّصالِ تاءِ الضَّميرِ أوْ نُونِه بِالفِعْلِ المعتَـلِّ الوَسَطِ ، مُعْتلِّ العَيْنِ ، انتَهيْنا مِن المجرَّدِ الثُّلاثيِّ ، والمجرَّدُ الرُّباعِيُّ لـمَّا كانَ بابًا واحِدًا لمْ يتكلَّمْ علَى مُضَارِعه لأنَّه سيدمِجُه في الآتي .



          بابُ أبْـنِـيَـةِ الفِعْلِ الـمَـزِيـدِ فِـيه

          ( الـمَزِيدِ فِـيه ) الَّذي زِيدَ فيه سَواءٌ كانَ ثُـلَاثِـيًّا أوْ غيرَ ثُلاثيٍّ ، هنا يقُولُ [ الشَّارِحُ ] : ( ومُرادُه ما يَشْملُ مَزيدَ الثُّـلاثيِّ ومَزيدَ الـرُّباعيِّ ) (1) .
          قالَ :

          (30) كَـ ( أَعْلَـمَ ) الفِعْـلُ يَـأْتِـي بِالـزِّيَـادَةِ مَـعْ ..........(وَالَى) و(وَلَّى) (اسْتَـقَـامَ) (احْرَنْجَمَ) (انْـفَصَلَا)
          (31) و ( افْـعَـلَّ ) ذَا أَلِـفٍ في الـحَـشْـوِ رَابِعَـةٍ ..........أَوْ عَـارِيًـا وكَـذَاكَ ( اهْـبَـيَّـخَ ) ( اعْـتَـدَلَا )
          (32)(تَدَحْرَجَتْ) (عَذْيَطَ) (احْلَوْلَى) (اسْبَطَـرَّ) (تَوَا ..........لَى) مَعْ (تَوَلَّى) و(خَلْبَسْ) (سَنْـبَسَ) اتَّصَلَا (2)
          (33)و(احْبَنْطَأَ) (احْوَنْصَلَ) (اسْلَنْقَى) (تَمَسْكَنَ) (سَلْـ ..........ـقَى) (قَلْنَسَتْ) (جَوْرَبَتْ) (هَرْوَلْتُ) مُرْتَحِلَا
          (34) (زَهْزَقْتُ) (هَلْقَمْتُ) (رَهْمَسْتُ) (اكْوَأَلَّ) (تَـرَهْـ ..........ـشَفْتُ) (اجْفَأَظَّ) (اسْلَهَمَّ) (قَطْرَنَ) الـجَمَلَا
          (35) (تَرْمَسْتُ) (كَلْتَبْتُ) (جَلْمَطْتُ) و(غَلْصَمَ) ثُمْ ..........مَ (ادْلَـمَّسَ) (اهْرَمَّعَتْ) و(اعْلَنْكَسَ) انْتُخِلَا (3)
          (36) و(اعْلَوَّطَ) (اعْثَوْجَجَتْ) (4) (بَيْطَرْتُ) (سَنْبَلَ) (زَمْـ ..........ـلَقَ) اضْمُمَنْ لـ (تَسَلْقَى) واجْتَنِبْ خَلَـلَا


          ومِنَ الغَرِيبِ أنَّ هذِه كُلَّها أَوْزانٌ غَرِيبَـةٌ ابْنُ مالِكٍ رحمَه الله أوْرَدها ـ تَقْرِيبًا ثَمانيَـةٌ أوْ سِتَّـةٌ وأربَعُونَ كلِمةً (5) ـ ولَيْسَتْ مَعْرُوفَـةً عِندَ أهلِ الصَّرْفِ ؛ لأنَّنا قرَأْنَا مَثلًا ( البِناءَ ) وقَرأْنا ( التَّصْرِيفَ العِزِّيَّ ) وما ذَكرَا مِنْ هذِه إِلَّا بَعْضَها ، وتَركَ المشَاهيرَ كَـ ( تَفَوْعَلَ ) = ( تَجَوْهَرَ ) ( تَجَوْرَبَ ) ، ( تَقَلْنَسَ ) .. هذِه الأَشْياءَ أَهْملَها ! .
          فالشَّارِحُ اعْتَـرَضَ علَيْه ، يقُولُ : أَتَى بِأَوْزانٍ لا تُوجَدُ إِلَّا نادِرًا ، التَّـنبِـيهُ طَـيِّبٌ لكِنْ ترَكَ بَعْضَ المشَاهِيرِ (6) ، فيقُولُ :
          1ـ ( كَـ ( أَعْلَمَ ) الفِعْلُ يَأْتي بِالزِّيَادَةِ ) أصْلُه ( عَلِمَ ) ثُلاثيًّا ، فزيدَ علَيْه هَمزةٌ في أَوَّلِه فَصَارَ ( أعْلَمَ ) : أَعلَمْتُ زَيْدًا عَمْرًا قائِـمًا .
          2ـ ( مَعْ وَالَى ) : ( فاعَلَ ) = ( قَاتَـلَ ) ، ( ضَارَبَ ) .
          3ـ ( و وَلَّى ) : ( فَـعَّلَ ) = ( عَلَّمَ ) ، ( زَكَّى ) .
          4ـ ( اسْتَـقَـامَ ) : ( اسْتَـفْعَلَ ) = ( اسْتَغْـفَرَ ) ، ( اسْتَخْرَجَ ) .
          5ـ ( احْرَنْجَمَ ) : [ افْعَنْـلَلَ ] أصْلُه ( حَرْجَمَ ) مَزيدُ الرُّباعِيِّ ، احْرَنْجَمَتِ الإِبِلُ : اجْتَمَعَتْ .
          6ـ ( انْـفَصَلَ ) : ( انْـفَعَلَ ) بِـزِيادةِ هَمزةِ الوَصْلِ والنُّونِ في أَوَّلِه = ( انْـقَطَعَ ) .
          هذِه كلُّها مزيد الثُّلاثيِّ [ ما عَدا احْرَنْجَمَ ] ، ثُمَّ ذَكرَ بَعْدَ ذلِكَ أَشْياءَ غَرِيبَـةً لا نألَفُها في غَيْرِ كِتابِه :
          7ـ ( وافْعَـلَّ ذَا أَلِفٍ في الـحَشْوِ رَابِعَةٍ ) أيِ : ( افْعالَّ ) = ( احْـمَارَّ ) ، ( اصْفارَّ ) .
          8.ـ ( أَوْ عَارِيًـا ) أيِ : ( افْعَلَّ ) = ( احْـمَرَّ ) ، ( اصْفَـرَّ ) ، ( اسْوَدَّ ) ، ( ابْـيَضَّ ) .
          9ـ ( وكَذَاكَ اهْبَـيَّخَ ) هذَا هُو المجهُولُ ، اهْبَـيَّـخَ الصَّبِيُّ يَهْبَـيِّـخُ أيْ : سَمِنَ ؛ فهُو ( هَبَـيَّخٌ ) ! أيْ : سَمينٌ ، وزنُه ( افْعَـيَّلَ ) ، واهْبَـيَّـخَ الرَّجُلُ : انتَـفَخَ وتكبَّرَ .
          10ـ ( اعْـتَدَلَا ) : ( افْـتَـعَلَ ) هذَا مَشْهُورٌ ، بابُ الافْتِعالِ : همزةُ الوَصْلِ في أوَّلِه والتَّـاءِ بيْنَ الفاءِ والعَـيْنِ ، اعتدَلَ الرُّمْحُ ، اعتدَلَ الشَّيْءُ ... الخ .
          11ـ ( تَـدَحْرَجَتْ ) أيْضًا هذَا مَعْرُوفٌ ، مَزيدُ الرُّباعِيِّ ، ( دَحْرَجَ ) فـ ( تَدَحْرَجَ ) التَّاءُ لِلمُطاوَعةِ ، وزْنُه ( تَفَـعْلَلَ ) .
          12ـ ( عَذْيَطَ ) وهذَا مَجهُولٌ ، وزْنُه : ( فَعْـيَلَ ) ، عَذْيَطَ الرَّجُلُ فهُو عُذْيُوطٌ كَعُصْفُورٍ و عِذْيَوْطٌ كفِرْعَوْنَ .
          13ـ ( احْلَوْلَى ) : ( افْعَوْعَلَ ) = ( اعْشَوْشَبَ ) ، احْلَوْلَى الشَّرابُ [] .
          14ـ ( اسْبَطَـرَّ) : ( افْعَـلَلَّ ) ، أصْلُه : ( سَبْطَـرَ ) رُباعِيٌّ [] .
          15ـ ( تَـوَالَى ) : ( تَفاعَلَ ) وهذَا مَعْرُوفٌ أيْضًا .
          16ـ ( مَعْ تَـوَلَّى ) : ( تَفَـعَّلَ ) = ( تَـكلَّمَ ) ، ( تَعلَّمَ ) وهذَا مَعْرُوفٌ .
          17ـ ( وخَلْـبَسَ ) : ( فَعْـلَسَ ) بِـزِيادةِ السِّينِ في آخِـرِه ، خَلْبسَ قلْـبَه بِمَعْنَى : خدَعَه وفَـتَـنَه .
          18.ـ ( سَنْـبَسَ ) : ( سَفْـعَلَ ) وهذَا مَجهُولٌ أيْضًا ، سَنْـبَسَ في سَيْرِه مَعناهُ : أسْرَعَ .
          وأمَّا ( اتَّصَلَا ) فهُو مُكمِّلٌ لِـما قَـبْلَه ؛ لأنَّ ( افْـتَـعَلَ ) تَـقَدَّمَ ، ( اتَـصَلَ ) لَيْسَ بِمثالٍ وإنَّما كمَّلَ بِه القافِـيةَ ، لأنَّه سَبقَ لكَ هناكَ ( اعتَـدَلَ ) [ والألِفُ لِلإِطلاقِ في كِلَيْهما ] .
          19ـ ( و احْبَنْطَـأَ ) : ( افْعَـنْـلَأَ ) ، واحبنْـطأَ : إِذَا عَظُمَ بطنُه .
          20ـ ( احْوَنْصَلَ ) : ( افْوَنْـعَلَ ) بِزِيادةِ هَمزةِ الوَصْلِ في أوَّلِه والواوِ والنُّونِ بيْنَ الفاءِ والعَيْنِ ، احْوَنْصَلَ الطَّائِـرُ : ثَـنَى عُنُـقَه وأَخْرجَ حَوْصَلتَه لِشُرْبِ الماءِ .
          21ـ ( اسْلَنْـقَى ) : ( افْعَنْـلَى ) هذَا أيْضًا مَعْرُوفٌ ، سَبقَ لكُمْ في الكتابَـيْنِ السَّابِقَـيْنِ .
          22ـ ( تَـمَسْكَنَ ) : ( تَـمَفْعَلَ ) ، أصلُه ( سَكَنَ ) ، تمسْكنَ الرَّجُلُ : أظْهرَ المسْكَنةَ ، الذُّلَّ .
          23ـ ( سَلْـقَى ) : ( فَعْلَى ) وهذَا أَيْضًا مَعرُوفٌ لَديْكُمْ ، سَلْقاهُ : إِذَا ألْـقَاهُ علَى ظَهْـرِه .
          24ـ ( قَلْـنَسَتْ ) : ( فَعْـنَلَ ) ، ( قَلْـنَسَ ) أصْلُه ( قَـلَسَ ) فالنُّونُ زائِدةٌ ، وقَلْنَسَه : ألْبسَه القَلَنْسُوَةَ .
          25ـ ( جَوْرَبَتْ ) : ( فَوْعَلَ ) ، جَوْربَ : لَبِسَ الجوْربَ .
          26ـ ( هَرْوَلْتُ ) : ( فَـعْوَلَ ) بزِيادةِ الواوِ بيْنَ العَيْنِ واللَّامِ ، هَرْوَلَ في مَشْيِه : أسْرَعَ .
          ( مُـرْتَـحِلَا ) هذَا مُقَـيِّدٌ لِـهَرْوَلْتُ ، أيْ : أسْرَعْتُ حالَ كَوْنِي مُرتَحِلًا ذاهِـبًا .
          27ـ ( زَهْزَقْتُ ) : ( عَفْعَلَ ) وهذَا أَيْضًا مَجهُولٌ ، بتكرِيرِ العَيْنِ ؛ ( زَهْزَقَ ) أصْلُه ( هَزَقَ ) ، تَقُولُ : زَهْزَقَ الرَّجُلُ ـ بتكْرِيرِ الزَّايِ ـ : أكثَـرَ الضَّحِكَ .
          28.ـ ( هَلْـقَمْتُ ) : ( هَفْعَلَ ) بزِيادةِ الهاءِ في أوَّلِه ، هلْقَمَ الطَّعامَ : لَقمهُ بِفيه ، أخذَه بِفيه .
          29ـ ( رَهْـمَسْتُ ) : ( فَهْعَلَ ) الهاءُ زائِدةٌ ، رَهْمسْتُ الشَّيْءَ : رَمَسْتُه ودَفَنـتُه .
          30ـ ( اكْوَأَلَّ ) : ( افْوَعَلَّ ) ، اكْوَألَّ الرَّجُلُ : صَارَ مُجتَمِعَ الخلْقِ ، يعْني : قَصيرًا .
          31ـ ( تَـرَهْـشَفْتُ ) : ( تَفَهْعَلَ ) بزِيادةِ الهاءِ ، تَـرَهْشَفَ الشَّرابَ بِمعْنَى : ارْتَشَفَه وامْتَصَّه .
          32ـ (اجْفَـأَظَّ ) : ( افْعَـأَلَّ ) بِـزِيادةِ هَمزةِ الوَصْلِ في أَوَّلِه والهمزةِ بَـيْنَ العَينِ واللَّامِ وتَـكريرِ اللَّامِ ، اجْفَأَظَّ الرَّجُلُ : أَشْفَى علَى الموْتِ ، يعْني : قاربَ الموْتَ ، واجْفَأَظَّتِ الجِيفةُ : انتَـفَخَتْ .
          33ـ ( اسْلَهَمَّ ) : ( افْـلَـعَلَّ ) ، اسْلَهمَّ الرَّجُلُ : تغَـيَّرَ لَوْنُه مِنْ آثارِ الشَّمْسِ .
          34ـ (قَطْرَنَ ) : ( فَعْـلَنَ ) ، ( قَطْرَنَ الـجَمَلَا ) : طَلاهُ بِالقَطِرانِ ، ما يُطْلَى بِه الجملُ الأَجربُ .
          35ـ ( تَـرْمَسْتُ ) : ( تَـفْعَـلَ ) بزِيادةِ التَّـاءِ في أَوَّلِه ، تَـرْمَسَ الرَّجُلُ : إِذَا اسْتَـتَرَ وتَغَـيَّبَ عنْ حرْبٍ أوْ أمرٍ مُهِمٍّ [ مِنْ رمَسَ الشَّيْءَ : دَفنَه وأخْفاهُ ، وقيلَ هُو مِنَ التِّرْسِ ؛ فالزَّائِدُ الميمُ ، قالَه ابْنُ الحاجِّ] .
          36ـ ( كَلْـتَـبْتُ ) : ( فَعْـتَلَ ) التَّاءُ زائِدةٌ بيْنَ العَيْنِ واللَّامِ ، كَلْـتَبَ الرَّجُلُ : إِذَا داهنَ في الأَمرِ .
          37ـ ( جَلْـمَطْتُ ) : ( فَعْـمَلَ ) بِـزِيادةِ الميمِ بيْنَ العَيْنِ واللَّامِ ، جَلْمَطَ رأسَه بمَعْنَى : حلَـقَه .
          38.ـ ( غَـلْصَمَ ) : ( فَعْـلَمَ ) الميمُ زائِـدةٌ ؛ أصْلُه ( غَـلَصَ ) ، غلْصَمَ : قَطَعَ غلْصَمَتَه وهِيَ رأسُ الحلْقُومِ ، [ ومُقْـتَضَى الصِّحاحِ والقامُوسِ أنَّ مِيمَ الغلْصَمةِ أصْليَّـةٌ لإيرادِهما لَه في الميمِ لا في الصَّادِ ، قاله الشَّارِحُ ] .
          39ـ ( ادْلَـمَّسَ ) : ( افْعَـمَّلَ ) بزِيادةِ هَمزةِ الوَصْلِ في أَوَّلِه والميمِ المشَدَّدةِ بيْنَ العَيْنِ واللَّامِ ، ادْلَـمَّسَ اللَّـيْلُ : اخْتَلَطتْ ظُلْمتُه .
          40ـ ( اهْرَمَّـعَتْ ) : ( افْعَـمَّلَ ) مِثْلُه ، اهْرَمَّعَ الدَّمْعُ : سالَ بِسُرْعةٍ (7) .
          41ـ ( واعْلَـنْـكَسَ ) : ( افْعَـنْـلَسَ ) بزِيادةِ هَمزةِ الوَصْلِ في أوَّلِه والنُّونِ بَينَ العَيْنِ واللَّامِ والسِّينِ في آخِرِه ، اعْلَنْـكَسَ الشَّعْرُ : تراكَمَ لِكَثْـرَتِه .
          ( انْـتُخِلَا ) أيْ : هذَا الكلامُ الَّذي سَبقَ لَنا انتُخِلَ أَيِ اخْتِـيرَ ، هذَا تمامُ البَـيْتِ .
          42ـ ( اعْلَـوَّطَ ) : ( افْعَـوَّلَ ) ، اعْلَوَّطَ فَرسَهُ : تعلَّقَ بِعُنُقِه وركِـبَه ، أخذَ بِعُنقِه ثُمَّ ركِـبَه .
          43ـ ( اعْثَـوْجَجَتْ ) : ( افْعَـوْلَـلَ ) ، اعْثَوْجَجَ ـ بالتَّكريرِ ـ ، اعْثَوْجَجَ البعيرُ : ضَخُمَ وغلُظَ ، وكذلِكَ بِمعْنَى : أسْرَعَ .
          44ـ ( بَـيْطَـرْتُ ) : ( فَيْـعَلَ ) وهذَا تقَدَّمَ لكُمْ ، مِنْ مُلْحقِ ( دَحْرَجَ ) ، بيْطَـرَ الدَّابَّـةَ : عالَجها .
          45ـ ( سَنْـبَـلَ ) : ( فَنْـعَلَ ) ، سَنْـبَلَ الزَّرْعُ : أخْرَجَ سَنابِلَه .
          46ـ ( زَمْـلَـقَ ) : ( فَـمْعَلَ ) ، زَمْلَـقَ الفَحْلُ : إِذَا أَلْقَى ماءَه عِندَ الضِّرابِ قَـبْلَ الإِيلاجِ .
          47ـ ( اضْمُمَنْ لـ تَسَلْـقَى ) هذِه ضُمَّها لِـ ( تَسَلْقَى ) = ( تَفَعْلَى ) ، وهذَا سَبقَ لكُمْ ، وهُو مِنْ مزيدِ الثُّلاثيِّ أيْضًا ، سَلْقَـيْـتُه فتَسَلْقَى ؛ [ تَسَلْـقَى ] مُطاوِعُ سَلْقاهُ .
          ( واجْتَنِبْ خَلَـلَا ) أنْ لا تُدْخِلَ خَلَلًا في هذِه الَّتي ذَكرْتُ لكَ ، بلِ احْفَظْها واضْبِطْها ضَبْطًا مُتْـقَنًا .
          يقُولُ هُنا (8.) : ( فهذِه سَبْعةٌ وأرْبَعُونَ بِناءً ذَكرَها النَّاظِمُ رحمَه اللهُ مِنْ أبْنِـيَـةِ الـمَزيدِ فيه لكِنْ سبقَ أنَّ ( ادْلَـمَّسَ ) و ( اهْرَمَّعَ ) وزْنُهما واحِدٌ ؛ فيكُونُ سِتَّـةً وأرْبَعينَ وأنَّ مُقْتَضَى الصِّحاحِ والقامُوسِ أنَّ سِينَ ( خلْـبَسَ ) ونُونَ ( سَنْـبَلَ ) ومِيمَ ( غَلْصَمَ ) أصْلِـيَّـةٌ فوَزْنُها ( فَعْلَـلَ ) .
          والعَجبُ أنَّه رحمهُ اللهُ ذَكرَ أوْزانًا غَريبَـةً قَلَّ مَنْ تعرَّضَ لَها مِنَ التَّصْرِيفِيِّـينَ وأهملَ أوْزانًا مَشْهُورةً ، وهِيَ : ( تَفَعْـلَلَ ) بتَـكْريرِ اللَّامِ كَـ ( تَـجَلْـبَبَ ) مِنْ : لَبِسَ الجِلْبابَ ، مُطاوِعُ ( جَلْبَـبَه ) الـمُلحَقِ بِـ ( تَدَحْرَجَ ) ، و ( تَفَـوْعَلَ ) كَـ ( تَـجَوْرَبَ ) مُطاوِعُ ( جَوْرَبَـهُ ) ، و ( تَفَـعْوَلَ ) كَـ ( تَـرَهْوَكَ ) في مَشْيِه : إِذَا تَـمَوَّجَ فيه مُتَـبَخْـتِرًا ، و ( تَفَـعْـيَلَ ) كَـ ( تَشَيْـطَنَ ) أيْ : أَشْبَه الشَّيْطانَ ، وهذِه الأرْبعةُ مِنْ مَزيدِ الثُّلاثيِّ لِلْإِلْحاقِ بِـمَزيدِ الرُّباعِيِّ واللهُ أعْلَمُ بِالصَّوابُ ) اهـ (9) .

          ــــــــــــــــــــــــــــــ
          (1) في الكَبيرِ ، ص (134) .
          (2) يُلْحظُ في ضَبْطِ البَيْتِ : تَسْكِينُ آخِرِ ( خَلْبَسَ ) لِلضَّرُورةِ ، ويُنتَبَـهُ إلَى أَنَّ ( اتَّصَلَ ) لَيْسَ بِمثالٍ فقَدْ سبَقَ ( افْتَعَلَ ) في البَيْتِ الَّذي قَبْلَه ، لكِنْ كمَّلَ بِه القافِيَـةَ ، ومَعْناهُ : اتَّصَلَ ( تَوالَى ) معَ ( تَوَلَّى ) وما بَعْدَهُما بِما قَبْلَهما ، قالهُ الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (134) .
          (3) يُلْحظُ في ضَبْطِ البَيْتِ :
          أ ـ قَولُه ( انتُحِلَا ) بِالمهْملَةِ أوِ المعْجَمةِ ( انْـتُخِلَا ) بِمَعْنَى : اختُبِرَ وصُفِّيَ قالَه الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (147) ، ويجُوزُ في هذه الحالِ أنْ تكُونَ الجملَةُ خبرِيَّـةً مُسْتأْنَـفةً ، وأَنْ تكُونَ طَلَبِيَّـةً : ( انْـتَـخِلَا ) أوْ ( انتَحِلَا ) قالَه في الحاشيَـةِ ص (36) .
          ونَقَلَ في الحاشِيةِ عنِ بَعْضِ الشُّرَّاحِ أنَّه ينبَغِـي أنْ يُـقْرأَ بِالجيمِ ( انـتجلَا ) فيكُونُ تَفْسِيرًا لِـ ( اعْلَنْـكَسَ ) ، ويُنتَـبَهُ إِلَى أنَّ ( انتُخِلا ) لَيْسَ بِمِثالٍ لسَبْقِ وَزْنِ ( افْـتَعَلَ ) .
          ب ـ لا بأسَ بإِشْباعِ ضَمَّةِ ( جَلْمَطْتُ ) لِسَلامةِ الوَزْنِ مِنَ الزِّحافِ ، قالَه في الصَّغير ص (36) ، و ( ثُمْ مَ ) = ( ثُمَّ ) فُكَّ لِلتَّشْطيرِ .
          (4) قالَ في الكبيرِ ص (148.) : ( وقَدْ يُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخِ : ( اعْثَوْثَجَتْ ) وكأنَّه تَصَرُّفٌ مِنْ بَعْضِ الطَّـلَبةِ ؛ لِشُهْرةِ ( اعْثَوْثَجَ ) دُونَ ( اعْـثَـوْجَجَ ) ، والصَّوابُ ( اعْـثَـوْجَجَتْ ) لِئَـلَّا يَصِيرَ تكْـرَارًا ؛ لأنَّ ( اعْـثَـوْثَـجَ ) وَزْنُه ( افْعَـوْعَـلَ ) كـ ( احْلَوْلَى ) الشَّرابُ و ( اعْشَوْشَبَ ) المكانُ ، وقَدْ سَبقَ ) اهـ .
          (5) سَبعةٌ أوْ سِتَّـةٌ وأربَعُونَ أوْ أقلُّ مِنْ ذلكَ ؛ تَزيدُ وتَنْقُصُ نَظَـرًا إلَى الخلافِ في بَعْضِ الكلِـماتِ ، وقَدْ فَصَّلَ الشَّارِحُ في هذِه الأَوْزانِ ومَعانيها ( أيْ : دِلالةِ الـزِّيادةِ فيها ) منْ ص (135) إِلَى ص (149) مِنَ الشَّرْحِ الكبيرِ .
          (6) وذَكرَ مِنها أربَعةَ أوْزانٍ ، انظُـرِ الشَّرْحَ الكبيرَ ص (149) .
          (7) لَمْ يَظهرْ لِلشَّارِحِ وجْهُ ذِكرِ النَّاظِمِ لهُ معَ ( ادْلـمَّسَ ) لاتِّحادِهما في الوزْنِ قالَ : ( فهُو تكرارٌ ) ؛ هذَا علَى أنَّ ( اهْرَمَّعَ ) مِنْ ( هَرَعَ ) وقالَ غَـيْرُه إنَّ أصلَه ( رَمَـعَ ) فالهاءُ وأحدُ المضَعَّـفَيْنِ زائِدانِ ( اهْفَعَّـلَ ) ، وقِيلَ : بل أصْلُ ( ادلَـمَّسَ ) و ( اهْـرَمَّـعَ ) كِليهِما رُباعِـيٌّ كَـ ( حرْجمَ ) ثُمَّ زِيدتِ النُّونُ كما في ( احْرَنْجَمَ ) وأُدْغِمَتْ في الميمِ ، انظُرِ الحاشِيَـةَ ص ( 36) .
          (8.) أيِ الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (149) ولمْ يُـتِمَّ الشَّيْخُ النَّصَّ فأتْممْتُه مِنَ المصْدرِ لِلْفائِـدةِ ، وعلَى غَيرِ ما نَـبَّه علَـيْه الشَّارِحُ انتِـقادٌ أيْضًا إمَّا بأنَّه رُباعِـيٌّ وإمَّا مكرَّرٌ معَ غَيْرِه وغيرِ ذلِكَ ، انظُرْ تَفْصِيلَه في الحاشيَـةِ ص (37) وكذَا أثناءَ شَرْحِ المفْرداتِ قبلَ ذلِكَ .
          (9) وقَدْ نَظَمَ ابْنُ الحاجِّ هذِه الأربَعةَ علَى غِرارِ نَظْمِ ابْنِ مالِكٍ رحمهُ اللهُ ، فقالَ ص (37) :

          ( تَـجَلْبَبْ ) و ( تَـرَهْوَكْتُ ) وضِفْ لَـهُما.............( تَشَيْـطَـنَتْ ) و ( تَـجَوْرَبَتْ ) بِها كـمُـلَا


          التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 29-Apr-2009, 04:49 PM.

          تعليق


          • #20
            فَصْلٌ في الـمُضَارعِ


            البابُ الَّذي سَبقَ لَنا غَريبٌ ، وأمَّا الَّذي سيأْتي فهُو مَشْهُورٌ لَدَيْـكُمْ وهُو : التَّصْرِيفُ لِلمُضَارعِ ..


            (37) بِـبَعْضِ ( نَـأْتِـي ) المضَارعَ افْـتَـتِـحْ وَلَـهُ.........ضَـمٌّ إِذَا بِـالـرُّبَـاعِـي مُطْـلَـقًـا وُصِـلَا (1)


            يقُولُ لَكَ : الـمُضَارعُ إِذَا أرَدتَ أنْ تعْرِفَه لا تُوجدُ عملِيَّـةٌ كبيرةٌ ؛ تأتي بِبَعْضِ ( نأتي ) وهِيَ أربعةُ أحْرُفٍ تُسَمَّى : ( حُرُوفَ الـمُضَارَعَـةِ ) ، ويَجْمَعُها أربَعُ كلِماتٍ وهِيَ : ( نأتي ) ذَكرها ابْنُ مالِكٍ رحمهُ اللهُ ، و ( أتَـيْنَ ) ، والثَّالِثُ : ( نَـأَيْتُ ) ، والرَّابِـعُ : ( أَنَـيْتُ ) .
            إِذَا أرَدتَ أنْ تُمَـيِّـزَ المضَارعَ عنْ غَيْرِه فأَلْحِقْ بِالماضِي نَفْسِه أحدَ هذِه الحرُوفِ الأَرْبعةِ ؛ لِذلِكَ قالَ :
            ( بِبَعْضِ نَأْتِـي ) هذِه الأَرْبعةُ الحرُوفُ ( المضَارعَ افْـتَـتِحْ ) إِذَا أرَدْتَ المضارعَ افْتَـتِحْهُ بِهذَا ؛ اجْعلْهُ في أوَّلِ الـماضِي فينْـقَلِب فـيَصِيرُ لَكَ مُضَارعًا : ( ضَـرَبَ ) اجْعلْ في أوَّلِـه نُـونًا أوْ يَـاءً أوْ هَـمْزةً : أضْرِبُ ، نَضْرِبُ ، يَضْرِبُ ، تَضْرِبُ ؛ صَارَ مُضَارِعًا .
            (وَلَـهُ ) مِنْ حَيْثُ الحرَكاتِ ، (وَلَـهُ ) أيْ : لِذلِكَ البَعْضِ وهُو حرْفُ المضارَعَـةِ ( ضَمٌّإِذَا بِـالرُّبَاعِـي مُطْـلَقًا وُصِلَ ) : إِذَا اتَّصَلَ حرْفُ المضَارَعَـةِ بِالرُّباعِيِّ دائِـمًا يُضَمُّ .
            وهُنا عرَفْنا أَوَّلَ ما سَبقَ لَنا ، أوَّل ما بَدأ بِالرُّباعِـيِّ :

            بِـ (فَعلَلَ) الفِعلُ ذُو التَّجريدِ أو(فَعُلَا).........يَـأتي ومَكسُورَ عَـيْـنٍ أو عَلَى (فَـعَـلَا)

            ( فَعْـلَلَ ) رُباعِيٌّ ، ما ذَكَـرَ مُضَارِعَه هُناكَ لأنَّـه دَخلَ هُنا ، يَقُولُ : كُلُّ مُضَارعٍ رُبَاعِـيٍّ يُضَمُّ أَوَّلُه : دَحْرَجَ : يُـدَحْرِجُ ، أكْـرَمَ : يُـكْرِمُ ، عَلَّمَ : يُعَـلِّمُ ، سَلَّمَ : يُسَلِّـمُ ... (2) دائِـمًا مَضْمُومٌ ؛ ولِذلِكَ قالَ : ( وَلَـهُ ضَمٌّ إِذَا بِالـرُّبَاعِي مُطْلَـقًا وُصِلَ ) .
            قَـالَ :

            (38.) وافْـتَـحْــهُ مُـتَّـصِـلًا بِـغَـيْـرِه ولِـغَـيْـ......... ـرِ اليَـاءِ كَسْرًا أَجِزْ في الآتِ مِنْ (فَعِلَا)


            (39) أَوْ ما تَصَدَّرَ هَـمْـزُ الوَصْلِ فيـهِ أَوِالتْ.........تَـا زَائِـدًا كَـ ( تَـزَكَّـى ) ............ (3)


            ( وافْـتَحْهُ مُتَّصِلًا بِغَـيْرِه ) وأَمَّا مُضَارعُ ما عَدا الرُّباعِيِّ وهُو : الثُّلاثِـيُّ كَـ ( يَضْرِبُ ) ، والخماسِيُّ كَـ ( يَنْطَـلِقُ ) ، والسُّداسِيُّ كَـ ( يَسْتَخْرِجُ ) ( افْـتَحْهُ ) دائِـمًا تَفْـتَحُه ، هذِه قاعِدةٌ : مُضارعُ الرُّباعِيِّ يُضَمُّ دائِـمًا ومُضَارعُ ما عَداهُ يُفْـتَحُ دائِـمًا .
            ثُمَّ لَـمَّا كانَ مِنَ العرَبِ مَنْ يَسْتَعْمِلُ غَيْرَ هذَا (4) بَـيَّنَ ذلِكَ بِقَـوْلِه :
            ( ولِـغَيْرِ اليَـاءِ ) كَمْ حُرُوفُ المضَارَعةِ ؟ : أربعَةٌ ، وهِيَ : الهَمزةُ والنُّونُ والتَّاءُ والياءُ ، هذِه أربعةٌ ؛ يقُولُ : إِذَنْ الياءُ نُخْرِجُها ، ( ولِـغَيْرِ اليَـاءِ ) وهِيَ الهَمزةُ والنُّونُ والتَّـاءُ (كَسْرًا أَجِـزْ ) في المضارعِ ، ( في الآتِ مِنْ فَعِلَا ) أيْ : [ في ] مضَارعَ فَعِلَ : علِمَ مُضارعُه يَعْـلَمُ ؛ الياءُ مَفْتُوحةٌ ، الكسرةُ لا تجرِي علَـيْها لكِنْ غَـيْرُ اليَـاءِ : عَـلِمْتُ [ أَعْلَـمُ] وإِعْـلَمُ ، عَـلِمْـنَا [ نَعْـلَمُ ] ونِعْـلَمُ ، [عَـلِمْتَ وعَلِمَتْ تَعْـلَمُ و ] تِعْـلَمُ ... يَجوزُ لكَ الفَتْحُ والكسْرُ (5) .
            وهذِه لَـمْ تَسْبِقْ لكُمْ في الكتابَـيْنِ السَّابِقَـيْنِ [ البناءِ والعِزِّيِّ ] زادَهَا ابْنُ مالِكٍ رحمَه اللهُ تعالَى .
            ( أَوْ ما تَصَدَّرَ هَمْـزُ الوَصْلِ فيـهِ ) كذلِكَ إِذَا كانَ أوَّلُ الـماضِي هَمزةَ وَصْلٍ أجِـزْ لِغَـيْرِ الياءِ الكَسْرةَ : ـ اسْتَخْرَجَ [ يَسْتَخْرِجُ بالفَـتْحِ فَـقطْ ] ، اسْتَخْـرَجْتُ أَسْتَخْـرِجُ وإِسْتَخْـرِجُ ، نَسْتَخْرِجُ ونِسْتَخْرِجُ ، تَسْتَخْرِجُ وتِسْتَخْرِجُ .
            ـ انْفَصَلَ يَنْـفَصِلُ [ بِالفَـتْحِ فقَطْ ] ، انْفَصَلْتَ تَنْـفَصِلُ وتِنْـفَصِلُ ، نَنْـفَصِلُ ونِنْـفَصِلُ ، أنْـفَصِلُ وإِنْـفَصِلُ ؛ يَجوزُ لَكَ وَجْهانِ في غَيْرِ الياءِ .
            ( أَوِ الـتَّـا زَائِـدًاكَـ : تَـزَكَّى ) وكذلِكَ إِذَا كانَ أوَّلُه مَبْدُوءًا بِتاءٍ زائِدةٍ : ( تَعَلَّمَ ) يَجوزُ لكَ في مُضَارِعِه في غَيْرِ الياءِ وَجْهانِ ، ( تَـزَكَّى ) : يَـتَـزَكَّى [ بِالفَتْحِ فقطْ ] ، تَـزَكَّتْ تَـتَـزَكَّى وتِتَـزَكَّى ، نَـتَـزَكَّى ونِتَـزَكَّى ، أتَـزَكَّى وإِتَـزَكَّى .

            (39) ................................................................ وهْـو قَـدْ نُـقِـلَا (6)

            (40) في اليا وفي غَيْرِها إِنْ أُلْحِـقَا بِـ ( أَبَـى ).........أَوْ مـا لَـه الواوُ فَـاءً نَحْـوُ قَـدْ (وَجِـلَا)

            سَبقَ لكُمْ أنَّ الـمُضارعَ إِذَا كانَ غَيْرَ رُبَاعِيٍّ يُفْـتَحُ دائِـمًا ، لكِنْ في غَيْرِ الياءِ أجازُوا الكَسْرَ معَ الفَتْحِ فيما إِذَا كانَ ثُلاثِـيًّا أوْ مَـبْدُوءًا بِهمزةِ الوَصْلِ أوْ مَـبْدُوءًا بِـتاءٍ زائِدةٍ ، وبقِـيَتِ الياءُ خارِجةً ، فيقُولُ : أيْضًا سُمِعَ ( في الياءِ ) عنْ بَعْضِ العَربِ كسائِـرِ الحرُوفِ ، يقُولُ :
            ( وهو ) أيِ الكَسْـرُ ( قَـدْ نُـقِلَ في اليـا وفي غَـيْرِها ) في الأرْبعةِ كُـلِّها ( إِنْ أُلْـحِـقَا بِـ أَبَـى ) إِذَا كـانَ مُضارعَ ( أَبَـى ) (7) : يَـأْبَـى ويِـئْـبَى ، تَـأْبَى وتِـئْـبَى ، نَـأْبَـى ونِـئْـبَى ، أَأْبَـى وإِئْـبَى .
            ( أَوْ ما لَه الواوُ فَاءً ) أوْ ما كانَ فاؤُه واوًا ( نَحْوُ قَدْ وَجِلَ ) : وَجِلَ يَوْجَلُ و يِـوْجَلُ ، أَوْجَلُ و إِوْجَلُ نَوْجَلُ و نِـوْجَلُ ، تَـوْجَلُ و تِـوْجَلُ ، فيجُوزُ لَكَ الياءُ وغَـيْرُها الأربعةُ كلُّها تَفْـتَحُها وتَـكسِرُها (8.) .
            هذِه القاعدةُ ذَكرَها ابْنُ مالِكٍ رحمَه اللهُ ، ما مَضَتْ لكمْ في الكِتابَـيْنِ السَّابِقَـيْنِ .
            [ تلْخيصٌ ]
            هذَا الكلامُ في أوَّلِ المضَارعِ ، قَـرَّرَ لكُمْ أنَّ القاعدةَ في المضَارعِ أنَّه يُعْرَفُ بِتَصْدِيرِه بِأحدِ حُرُوفِ المضَارَعةِ الأَرْبعةِ ، لكنْ ما حركةُ حرْفِ المضَارَعةِ ؟ : إنْ كانَ رُباعِـيًّا بِوَجْهٍ واحِدٍ الضَّمَّةُ ، وما عَدَا ذلِكَ ـ الثُّلاثيُّ والخُماسِيُّ والسُّداسِيُّ ـ الفَـتْحةُ إِلَّا إِذَا كانَ غَيْرَ ياءٍ فيجُوزُ معَ الفَتْحِ الكَسْرُ فيما إِذَا كانَ ثُلَاثِـيًّا [ مَكسُورَ العَـيْنِ ] أوْ مَـبْدُوءًا بِهَمزةِ الوَصْلِ أوْ بِـتاءِ زائِـدةٍ ، وأمَّا اليَـاءُ فَـلا إِلَّا في كلِمةِ ( أَبَى ) فهذِه سُمِعَ فيها الضَّمُّ في الأرْبعةِ الحرُوفِ ، أوْ ما كانَ فاؤُه واوًا مِثْلَ ( وَجِلَ ) .
            وأمَّا ما قَـبْلَ آخِـرِ المضارعِ فقالَ :

            (41) وَكَسْـرُ ما قَـبْلَ آخِـرِ الـمُـضَارعِ مِـنْ.........ذَا البَـابِ يَلْـزَمُ إِنْ ماضِيـهِ قَـدْ حُظِـلَا

            (42) زِيَــادَةَ الــتَّــاءِ أَوَّلًا وإِنْ حَـصَـلَـتْ.........لَـهُ فَـمَـا قَـبْلَ الَاخِرِ افْـتَـحَنْ بِـوِلَا (9)

            ( وَكَسْرُ ما قَـبْلَ آخِرِ الـمُضَارعِ ) وهذَا سَبقَ لكُمْ في كِتابِ ( التَّصْرِيفِ العِزِّيِّ ) ، ( مِنْ ذَا البَـابِ ) أيْ : مِنْ بابِ ( الـمَزيدِ فيه ) ، ( يَلْـزَمُ ) يَعْني : أنَّ ما قَبْلَ آخِرِ المضَارعِ يُكْسرُ :
            أكـرَمَ مُضَارعُه يُـكْرِمُ ، آخِرُه الـميمُ ، فـمَا قَـبلَ الـميمِ دائِـمًا يُـكْسَرُ ، دَحْـرَجَ يُـدَحْرِجُ ، اسْتَـخْرَجَ يَسْـتَخْرِجُ ، انْـفَصَلَ ينْـفَصِلُ .. وهكذَا ، وأمَّا الثُّلاثيُّ فلَه بابُه السَّابِقُ .
            ( إِنْ ماضِيـهِ ) أيْ : إِنْ كانَ ماضِيه ( قَـدْ حُظِـلَ ) أيْ : مُنِـعَ ( زِيَـادَةَ الـتَّـاءِ أَوَّلًا ) : إنْ لَـمْ يكُنْ في أَوَّلِه تاءٌ مَزِيدَةٌ كَـ ( تَـزَكَّى ، تَعَـلَّمَ ، تكَـلَّمَ .. ) ما يُكْسَرُ ؛ تَـعَلَّـمَ مُضَارِعُه يَتَـعَلَّمُ ، تَزَكَّى يَتَـزَكَّى ، تَسَلَّمَ يَـتَسَلَّمُ ، ولا تَقُولُ : يَـتَسَلِّـمُ ! .
            ( وإِنْ حَصَلَتْ لَـهُ ) وإِنْ حَصَلَت التَّاءُ المزيدةُ في أَوَّلِه ( فَـمَا قَـبْلَ الاخِرِ افْـتَحَنْ بِـوِلَا ) أيْ : حرِّكْه بِالفَتْحةِ متَوالِـيَةً : تَـعَلَّمَ يَـتَـعَـلَّـمُ ؛ فتَحاتٌ كُلُّها مُتوالِـيَة ، تَـكَلَّمَ يَـتَـكَلَّمُ .. هذِه هيَ القاعدةُ .


            فَصْلٌ
            في فِعْـلِ ما لَـمْ يُسَمَّ فاعِـلُهُ


            هذَا الَّذِي سَبقَ لَنا كُلُّه مَبْنِـيٌّ لِلْفاعلِ ، وهُناكَ في اسْتِعْمالِ العَربِ ما يُقالُ لهُ : الـمَبْنِـيُّ لِلْمَفْعُولِ ، هذَا سبقَ لكُمْ البَحْثُ فيه في ( التَّصْرِيفِ العِـزِّيِّ ) في بابٍ مُسْتَـقِلٍّ .
            وذلِكَ أنَّكَ تقُولُ : ( أَكَلَ ) هذَا مَبْنيٌّ لِلفاعلِ : ( أكَـلَ زَيْـدٌ طَـعَامًا ) ، لكنْ رُبَّما تَـتَحدَّثَ بِدُونَ أنْ تَذْكُـرَ الفاعلِ لِغَرَضٍ مِنَ الأَغْراضِ ؛ فتَـقُولُ : ( أُكِـلَ الطَّـعَامُ ) ؛ هذَا يَحتاجُ إِلَى مَعْرِفةِ تَصَارِيـفِه ؛ يقُولُ :

            (43) إِنْ تُسْنِـدِ الفِعْـلَ لِلْمَفْـعُولِ فَـأْتِ بِه.........مَـضْمُومَ الَاوَّلِ واكْسِـرْهُ إِذَا اتَّـصَلَا (10)

            (44) بِعَيْنٍ اعْتَلَّ واجْعَلْ قَبْلَ الَاخِـرِ في الـ.........ـمُضِـيِّ كَسْـرًا و فَـتْـحًا في سِواهُ تَلَا (11)

            ( إِنْ تُسْنِـدِ الفِعْلَ ) أيْ : إِنْ تُرِدْ إِسْنادَ الفِعْلِ ( لِلْمَفْعُولِ ) بِه ( فَأْتِ بِه مَضْمُومَ الَاوَّلِ ) تَقُولُ أَيْشْ ؟ : ضُرِبَ ، نُصِرَ ، قُـتِلَ ؛ الأَوَّلُ يُضَمُّ ، ( واكْسِرْهُ ) أيِ : الأَوَّلَ ( إِذَا اتَّـصَلَ بِعَيْنٍ اعْـتَـلَّ ) أمَّا إِذَا كانَ مُعْتَـلَّ العَيْنِ كَـ ( قالَ ) تَـكْسِرُ الفاءَ ؛ تقُولُ : قِـيلَ ، بِـيعَ ، خِـيفَ ؛ يُـكْسَرُ .
            ( واجْعَلْ قَـبْلَ الَاخِرِ في الـمُضِيِّ كَسْرًا ) ما قبْلَ آخِرِ الماضِي يُكْسَرُ : ضُرِبَ ، قُـتِـلَ ، شُرِبَ ، صُلِّيَ .
            ( وفَتْحًا في سِواهُ تَلَا ) وَتَلَا فَتْحًا في سِواهُ (12) ، يَعْني : ما قَـبْلَ الآخِرِ في سِوَى الماضِي ـ وهُو المضَارعُ ـ يُفْـتَحُ : يُضْرَبُ ، يُنْصَرُ ، يُؤْكَلُ ؛ الماضِي يُكْسَرُ ما قَبْلَ آخِرِه ويُضَمُّ أوَّلُه ، والمضَارِعُ يُضَمُّ أَوَّلُه ويُفْتَحُ ما قَبْلَ آخِرِه .

            (45) ثَالِثَ ذِي هَـمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ ومَعْ.........تَـاءِ الـمُطاوَعَـةِ اضْمُمْ تِلْـوَها بِـوِلَا (13)


            ( ثَالِثَ ذِي هَـمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ ) هُناكَ أَفْعالٌ تُـبْدَأُ بِهَمْزةِ الوَصْلِ كبابِ ( انْـفَعَلَ ) : ( انْـفَصَلَ ) و( اسْتَـفْعلَ ) و( اجْتَـمَعَ ) ؛ ثالِـثُه يُضَمُّ والهمزةُ تُضَمُّ مَعهُ : ( اجْتُمِعَ ) ، ( انْفُصِلَ ) ، ( اسْتُخْرِجَ ) ( ضُمَّ مَعْـهُ ) أيْ : معَ هَمْزِ الوَصْلِ (14) .
            ( ومَـعْ تَـاءِ الـمُطاوَعَـةِ ) وأمَّا إِذَا كانَ الفِعْـلُ مَـبْدُوءًا بِـتَاءِ الـمُطاوَعةِ فَـ ( اضْمُمْ تِلْـوَها (15) بِوِلَا ) كَـ ( تَعَـلَّمَ ) إِذَا أرَدْتَ أنْ تَـبْنِـيَ لِلْمَفْعُولِ تَقُولُ : ( تُعُـلِّمَ ) ضَمَّةٌ مُـتَوالِـيَةٌ ، ( تُـكُلِّمَ ) ( تُسُـلِّمَ ) .

            (46) ومَا لِـفَا نَحْوِ (بَاعَ) اجْعَلْ لِثَالِثِ نَحْـ.........ـوِ (اخْتَارَ) و(انْقَادَ) كَـ (اخْتِـيرَ) الَّذي فَضُلَا

            يَعْني : أنَّكَ سَبقَ لَكَ قريبًـا أنَّ الـمَبْنيَّ لِلْمَفْعُولِ العَملِـيَّـةُ الأُولَى فِـيه أنْ يُضَمَّ أَوَّلُه : ( ضُرِبَ ) ، إِلَّا إِذَا كانَ مُعْتَـلَّ العَـيْنِ كَـ ( قالَ ) و ( بَـاعَ ) فعِنْـدَ ذلِكَ ماذَا نَعْمَلُ ؟ : يُـكْسَـرُ ولا يُضَمُّ ؛ أصْلُه : قُـوِلَ لكِنْ تَصَرَّفَ إلَى : ( قِـيلَ ) ، ( بِـيعَ ) (16) .
            ويقُولُ هُنا : هذَا في الثُّلاثِـيِّ الـمُجَـرَّدِ ، والـمَزِيدُ كذلِكَ مِثْـلُه ؛ يقُولُ :
            ( ومَا لِـفَا نَحْوِ بَاعَ ) وهُو الكَسْـرَةُ ( اجْعَلْ لِثَـالِثِ نَحْوِ اخْتَارَ ) الـمَزيدِ ( افْـتَـعَلَ ) ، إِذَا أردْتَ أنْ تَـبْنيَ ( اخْـتَـارَ ) لِلْمَفْـعُولِ تَـجْـعَلُ الثَّـالِثَ مَـكْسُورًا : ( اخْـتِـيرَ ) ، و ( انْـقَـادَ ) كذلِكَ تَـقُولُ : ( انْـقِـيدَ ) ، ( كَـ ( اخْـتِـيرَ ) الَّذي فَـضُلَا ) هذَا مِثَـالٌ ؛ مِثْـلَ الثُّـلاثِـيِّ الَّذي يُـكْسَرُ أوَّلُه هذَا يُـكْسِرُ ثالِـثُـهُ .




            وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ علَى نَبِـيِّـنا محمَّدٍ وعلَى آلِه وأصْحابِـه أجْمَعِـينَ
            والـحمدُ لله رَبِّ العَالَـمِـينَ .






            *********



            ــــــــــــــــــــــــــــــ
            (1) يُلْحظُ فيه : تَخْفيفُ ياءِ النَّسَبِ في ( الرُّباعِـي ) وهِيَ لُغةٌ كما ذكرَ في الحاشِيَـةِ في مَوْضِعٍ سَابِـقٍ .
            (2) أيْ : سَواءٌ كانَ رُبَاعِـيًّا مُجـرَّدًا أوْ ثُلاثِـيًّا مَزيدًا بِحرْفٍ .
            (3) يُلْحظُ فيه : إِسْقاطُ هَمزةِ ( التَّاءِ ) ، وقَدْ كُتبَ في الشَّرْحِ والحاشِيـةِ بِها وذلِكَ يكسِرُ الوَزْنَ ، وسَقَطَ هذَا البَيْتُ عندَ بَعْضِهمْ .
            (4) وهُمْ غَيْرُ الحجازِيِّـينَ ، وانظُرْ لِلتَّـفْصِيلِ : فَتحَ الأقفالِ ص (151) فما بَعْدَها .
            (5) أطلَقَه النَّاظِمُ رحمهُ اللهُ وفيه تَفْصِيلٌ ذَكرهُ الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (153ـ154) .
            (6) يُلْحظُ إِسْكانُ هاءِ ( هُو ) وهُو لُغةٌ و بِه قرأَ قالُونُ عَنْ نافِعٍ رحمَهما اللهُ تعالَى .
            (7) والتَّـثْنيَـةُ في ( أُلْـحِقَـا ) تَـرْجِعُ إِلَى ( الياء ) و ( غَيْرِها ) رِعايَـةً لِلَّـفْظِ ، ويَصِحُّ أنْ يُقالَ : ( ألْـحِقَتْ ) رِعايةً لِلْمَعْنَى .
            (8.) أطلقَه النَّاظِمُ رحمَه اللهُ ، وفيه تَفْصِيلٌ نبَّه علَيْه الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (154) ، وانظُرِ الحاشيـةَ أيْضًا ص (38.) .
            (9) يُلْحظُ فيه : نَقْلُ حركةِ همزةِ ( آخرِ ) إِلَى لامِ ( ال ) = قَـبْـلَ لَاخرِ ، وهو لُغةٌ كما سبقَ منَ الحاشِيـةِ وبه قرأ وَرْشٌ .
            (10) يُلْحظُ فيه : نَـقْلُ حركةِ همزةِ ( الأَوَّلِ ) إِلَى لامِ ( ال ) = مَضْمُومَ لَـوَّلِ ، وإِشْباعُ ضَمِّ هاءِ ( اكْسِرْهُ ) ؛ الأوَّلُ لازِمٌ والثَّاني مُسْتَحْسَنٌ دَفْعًا ل.. ، والقافيَـةُ فيها إِقْواءٌ حيثُ اتَّصَلَ آخِرُ البَيْتِ بِأَوَّلِ البَيْتِ التَّالي لَفْظًا وهُو أَشَدُّ ما يكُونُ مِنْ ذلكَ .
            (11) يُلْحظُ فيه كذلِكَ : نَقْلُ حركةِ همزةِ ( الآخِرِ ) إِلَى لامِ ( ال )= قَـبْـلَ لَاخِـرِ .
            (12) ذَكرَ الشَّارِحُ هذَا التَّـقْدِيـرَ علَى رَفْعِ ( فَـتْحٌ ) علَى الابْـتِداءِ ؛ فيكونُ ( تَلا ) خبرَه أيْ : وتَلا فَـتْحٌ في سِواهُ ، وقالَ إنَّ هذَا هُو الأَوْلَى لِوَجْهٍ بَـيَّـنهُ ، ثُمَّ قالَ : ( ويَـجوزُ أنْ يكُونَ الجارُّ والـمجْرُورُ الخـبَرَ ، أيْ : وفَـتحٌ ثابِتٌ في سِواهُ ، وتَـلا نَعْتٌ لِسِوَى .. ) قالَ : ( وذلِكَ مُـتَعَـيِّنٌ إِنْ نَصَبْتَ فَـتْحًا وكأنَّه قالَ : واجْعلِ الفَتْحَ في مُضَارعِ الماضِي ) اهـ كذَا أثْـبَتهُ المحقِّقُ وما ذكرهُ في الهامِشِ عنْ بَعْضِ النُّسَخِ أوْلَى وأوْضَحُ : ( واجْعلِ الفَتْحَ في مُضَارِعٍ تَلاهُ أيْ : تلا الماضِي ) اهـ ، انْظُرِ الكبيرَ ص (157) .
            (13) يُلْحظُ فيه : إِسْكانُ عيْنِ ( معْ ) ، وهيَ لُغةٌ .
            (14) أطلقَه النَّاظِمُ رحمَه اللهُ وذكرَ الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (157) أنَّه ( مُقَـيَّدٌ بِصَحيحِ العَيْنِ ، وسَيأتِي مُعْتلُّها ) في البَـيْتِ التَّـالي .
            (15) معَها ، أيْ : اضْمُمْ تاءَ المطاوعةِ وما يتْلُوها ، ونبَّـهَ في الكبير ص (158.) إِلَى أمرَيْنِ مهِمَّـيْنِ :
            1ـ لَوْ عبَّرَ بِالتَّاءِ المزيدةِ لكانَ أشْملَ لأنَّ التَّاءَ في مِثْلِ ( تَغافَلَ ) و ( تَـكبَّرَ ) لَيْسَتْ لِلْمُطاوَعةِ ، والحكمُ عامٌّ في كُلِّ مَبْدُوءٍ بِتاءٍ مَزيدةٍ .
            2ـ إِنَّما ضَمُّوا الثَّـاني مـمَّا أَوَّلُه تاءٌ مَـزيدةٌ لأنَّه لَوْ بقِـيَ مَفْـتُوحًا معَ ضَمِّ الأَوَّلِ وكسْرِ ما قَبْل الآخِرِ لالْتَبسَ بِالمضَارعِ المسْندِ إِلَى الفاعلِ المبْدُوءِ بِالتَّاءِ نَحْو ( تُعَلِّمُ ) مُضَارعُ ( عَلَّمَ ) المضَعَّفِ .
            (16) وذلِكَ أنَّهمْ اسْتَـثْقَلُوا الكَسْرَةَ بَعْدَ ضَمَّـةٍ علَى حَرْفِ عِلَّةٍ فحذَفُوا الضَّمَّـةَ ثُمَّ نَقَلُوا الكَسْرَةَ إِلَى مكانِها فسَلِمتِ الياءُ في ( بِيعَ ) وانْقلَبَتْ الواوُ في ( قُوِلَ ) ياءً ، فالعَملُ في ( اخْتيرَ ) كَما في ( بيعَ ) وفي ( انْقِـيدَ ) كما في ( قِـيلَ ) ، انْظرْ : الكَبيرَ ص ( 158ـ 159) .
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 13-May-2009, 09:45 AM.

            تعليق


            • #21
              الـدَّرسُ الـثـَّالِـثُ



              بِسْــمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِــيمِ

              الحمدُ لله رَبِّ العَالَمينَ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رَسُولِ الله وعلَى آلِه وأصْحابِه ومَنْ والاهُ ، [ وبَعْدُ ] :
              وصَلْنا إِلَى بابِ الأمْرِ :

              فَصْلٌ في فِـعْلِ الأَمْـرِ



              أَيْ : في أَبْنِـيَـةِ وصِيَـغِ فِعْلِ الأَمْرِ ، كَيْفَ يُبْـنَى فِعْلُ الأَمْرِ ؟ : قالَ :



              (47) مِنْ ( أَفْعَلَ ) الأَمْرُ ( أَفْعِلْ ) واعْـزُهُ لِـسِوَا.........هُ كَالـمُضَارعِ ذِي الـجَزْمِ الَّـذي اخْتُـزِلَا


              (48.) أَوَّلُـهُ و بِـهَـمْـزِ الـوَصْــلِ مُـنْــكَـسِــرًا.........صِلْ سَاكِـنًـا كانَ بِالـمَحْذُوفِ مُـتَّـصِلَا



              ( مِنْ أَفْعَـلَ الأَمْـرُ أَفْعِـلْ ) الرُّباعِـيُّ [ إِذَا كانَ ماضِيه بِـزِيادةِ هَـمْزةِ القَطْعِ ] لا إِشْكالَ فيه [ الأَمْـرُ مِنْـهُ ] : أَفْعِلْ [ بِكَسْرِ عَيْـنِه ، كَـ : أكْرِمْ زَيْـدًا وأعْلِمْ عَمْرًا ] .
              (واعْزُهُ لِـسِوَاهُ كَالـمُضَارعِ ) وأمَّا ما سِواهُ [ أيْ : سِوَى أفْـعِلْ ] فيُجْعلُ ( كَالـمُضَارعِ ) في صِيغةِ المضارعِ ( ذِي الـجَزْمِ ) أيِ الـمَجْزُومِ ، بِتسْكينِ آخِرِه ( الَّذي اخْتُـزِلَ أَوَّلُـه ) أيِ : اقْـتُطِعَ أَوَّلُه وهُو حَرْفُ الـمُضَارَعَةِ ، يَعْنِـي : إِذَا كانَ الفِعْلُ رُباعِـيًّا ماذَا تَـفْعلُ ؟ : تَـحْذِفُ حَرْفَ الـمُضَارَعَةِ فقَطْ وتَـتكَلَّمُ بِـمَا بَـقِيَ بِصِيغَةِ الـجَزْمِ : دَحْـرَجَ يُـدَحْرِجُ دَحْـرِجْ ، كَـلَّمَ يُـكَلِّمُ كَـلِّمْ ، ( فَاعَلَ ) ضَارَبَ يُضَارِبُ ضَارِبْ .. وهكذَا (1) .
              ( و بِهَمْزِ الوَصْلِ مُنكَسِرًا ) حالَ كَوْنِ هَـمْزِ الوَصْلِ مُنكَسِرًا ( صِلْ سَاكِنًا كانَ بِالـمَحْذُوفِ مُتَّصِلًا ) يَعْني : أنَّ ما بَعْدَ حَـرْفِ المضَارَعةِ إِذَا كانَ سَاكِنًا كَـ : يَضْرِبُ و [ يَعْـلَمُ ويَشْربُ ] .. ماذَا تَفْعلُ ؟ : أَوَّلًا : تَـحْذِفُ حرْفَ الـمُضَارَعَةِ ، ثُمَّ : تأْتِي بِهَمْـزةِ الوَصْلِ مَـكْسُورةً [ فتَصِلُها بِالسَّاكِنِ ] فتقُولُ : اِضْرِبْ ، اِعْلَمْ ، اِشْرَبْ .. وهكذَا (2) .
              وهذَا فيما إِذَا كانَ عَـيْنُ الـمُضَارعِ مَفْتُوحًا كَـ يَعْـلَمُ اعْـلَمْ ، أوْ مَكْسُورًا كَـ يَضْرِبُ اضْرِبْ ، أمَّا إِذَا كانَ عَـيْنُ الـمُضَارعِ مَضْمُومًا فأَشَارَ إِلَـيْه بِقَـوْلِه :


              (49) والـهَمْـزَ قَـبْلَ لُـزُومِ الضَّمِّ ضُـمَّ ونَـحْـ.........ـوُ (اغْـزِي) بِكَسْـرٍ مُشَمِّ الضَّمِّ قَـدْ قُبِلَا (3)


              ( والـهَمْزَ قَـبْلَ لُـزُومِ الضَّمِّ ضُمَّ ) يَعْني : أَنَّ همزةَ الوَصْلِ تُضَمُّ إِذَا كانتِ العَـيْنُ مَضْمُومةً بِضَمَّـةٍ لازِمةٍ ؛ مِثْـلَ : يَنْـصُرُ ؛ تَـقُولُ : اُنْـصُرْ ، ولَيْسَ : اِنْـصُرْ ! ، وتَـقُولُ : اُكْـتُبْ ، لا تَقُولُ : اِكْـتُبْ ! .
              وأشَارَ بِقَوْلِه : ( قَبلَ لُـزُومِ الضَّمِّ ) إِلَى أنَّ هُناكَ ضَمٌّ عارِضٌ (4) ؛ وهذَا لا يُضَمُّ معَه .
              ( ونَـحْوُ : اغْـزِي ) لِلْأُنـثَى ، غَزَى يَغْـزُو ، تقُولُ لَـها : اغْزِي ، ( بِكَسْرٍ مُشَمِّ الضَّمِّ قَـدْ قُبِلَ ) أيْ : وقَدْ قُبِلَ إِشْمامُ الكَسْرِ الضَّمَّ في نَحْـوِ : اغْـزِي يا هِنْـدُ ، وهُو أمْـرُ الـمُؤَنَّـثَـةِ ممَّا ثالِـثُه مَضْمُومٌ وهُو مُعْـتَـلُّ اللَّامِ (5) ؛ فَماذَا تَـفْعلُ ؟ : نَظَـرًا إِلَى أنَّ أصْلَه عَـيْـنُه مَضْمُومٌ تَـضُمُّ ، ونَظَـرًا إِلَى أنَّه مُسْنَـدٌ إِلَى ضَميرِ الـمُؤَنَّثِ تكسِرُ الـهَمْزةَ [ أيْ : نَظَـرًا إِلَى الحالِ : كسْرِ ثَالثِه مناسَبَـةً لِلضَّميرِ الياءِ ] ، إِذَنْ الـهَمْزةُ تُـقْـرَأُ بَيْـنَهُما ، معناهُ : تَـكْسِرُ هَمْزةَ الوَصْلِ معَ إِشْمامِها الضَّمَّـةَ .
              وفُهِمَ مِنْ قَوْلِه (قَـدْ قُبِـلَ ) أنَّ الكَسْرَ أفْصَحُ مِنَ الإِشْمامِ نَظَـرًا إِلَى الكَسْرةِ اللَّازِمةِ (6) ؛ ( اِغْزِي ) بِكَسْرِ الهمزةِ ، يـجُوزُ لَكَ هذَا وهُو الأَصْلُ ، ( اُِغْـزِي ) [ بالإِشْمامِ ، أيْ : بكسْرةٍ مخلُوطةٍ بِالضَّمَّـةِ ] نَظَـرًا للضَّمَّـةِ [ الأصْلِ ] معَ الكَسْرةِ اللَّازِمةِ [ الحالِ ] .


              (50) وشَذَّ بِالـحَذْفِ (مُرْ) و(خُذْ) و(كُلْ) وفَشَا........(وأْمُرْ) ومُسْتَـنْـدَرٌ تَـتْمِـيمُ (خُذْ) و(كُـلَا)


              مَعْنَى ذلِكَ : أنَّ القاعِدةَ السَّابِقَةَ وهِيَ أنَّ الأمرَ مُقْتَطَعٌ مِنَ الـمُضَارعِ ؛ فإِذَا كانَ رُباعِـيًّا فما علَيكَ إِلَّا عملِيَّـةٌ واحِدةٌ وهِيَ : أنْ تَـحْذِفَ حرْفَ الـمُضَارَعَةِ وتتَـكلَّمَ بِما بَـقِيَ ، وما عَدَا ذلكَ ـ الثُّلاثِيَّ والخماسِيَّ والسُّدَاسِيَّ ـ تنْظُـرُ إِلَى ما بَعْدَ حرْفِ الـمُضَارَعَةِ ؛ إنْ كانَ مُـتحرِّكًا فنَـفْسَ الشَّيْءِ : تَعلَّمْ ، تَـكلَّمْ ، تسلَّمْ ، كذلِكَ : تَـقاتَـلْ ، ضَارِبْ ... وهكذَا ، وإنْ كانَ ما بَعْدَ حرْفِ الـمُضَارَعَةِ سَاكِـنًا تَـحْذِفُ حرْفَ الـمُضَارَعَـةِ ثُمَّ تنْـظُـرُ إِلَى عَـيْنِ الفِعْلِ ؛ فإنْ كانَ مفْـتُوحًا أوْ مَكْسُورًا تأتي بِهمزةِ الوَصْلِ مكْسُورةً : اِعْـلَمْ ، اِضْرِبْ ... ، وإِنْ كانَ مَضْمُومًا ضُمَّ الهمزَةَ : اُكْـتُبْ ، اُنْـصُرْ ، اُذْكُـرْ .
              لكِنْ سُمِـعَ عنِ العَـرَبِ ثَـلاثَـةُ أَفْعالٍ خارِجَـةً عنِ القِـياسِ ، وهِـيَ : أَمَـرَ يأْمُـرُ ، و أَخَـذَ يأْخُـذُ ، و أَكَـلَ يأْكُـلُ ، فالقاعِدةُ أنَّـنَا نقُولُ : أمَـرَ يأْمُـرُ اُومُـرْ ! ، ( اُومُـرْ ) أَصْلُه ( اُؤْمُـرْ ) تُـقْلَبُ الـهَمْزةُ واوًا لِـوُقُوعِها سَاكِـنَـةً [ ... ] (7) ، اُوكُلْ ، اُوخُذْ ، لكِن اسْتِـعْمالُهمْ خِلافُ هذَا ، قالُوا : مُـرْ ، خُـذْ ، كُـلْ ؛ بِـحَذْفِ الأَوَّلِ ؛ يَـقُولُ : هذَا شَاذٌّ لا يُقاسُ علَـيْه ، قالَ :
              ( وشَذَّ بِالـحَذْفِ ) أيْ : بِحَذْفِ فاءِ الكلِمةِ ؛ ( مُـرْ ) أَصْلُه : اومُـرْ ، ( وخُذْ وكُلْ وفَشَا وأْمُرْ ) لكِنْ فَشَا في الاسْتِعْمالِ إِذَا تَسَلَّطَ علَـيْه حرْفُ العَطْفِ الواوُ أنْ تُعادَ الهمزةُ : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِـرْ عَلَـيْهَا ) .
              ( ومُسْتَـنْـدَرٌ تَـتْمِـيمُ خُـذْ وكُـلْ ) (8.) وأمَّا خُـذْ وكُـلْ نادِرٌ إِتْـمامُهُما : وأْكُـلْ ، وأْخُـذْ ؛ بلْ تَـقُولُ : وخُذْ وكُلْ ، هذَا هُو الأَكْثَـرُ .
              إِذَنْ عرَفْنا مِنْ هذَا أنَّ هذِه الأَفْعالَ الثَّلاثةَ خارِجةٌ عنِ القِـياسِ ، وهُو أنَّها تُسْتَعْملُ مَحذُوفَـةً ؛ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ .







              *********







              ــــــــــــــــــــــــــــــ

              (1) تأتي بِالفِعْلِ الـمُضَارعِ من نَحْوِ ما ذُكِـرَ مَـجْـزُومًا ، كَـ : لَـمْ يُـدَحْرِجْ ، ولَا تُـكَلِّمْ ، ولَـمْ نُضَارِبْ .. وهكذَا ، ثُمَّ تَحذِفُ حرْفَ المضَارعةِ ـ الياءُ أو غَيْرُها مِنْ أحرُفِ ( نأيْتُ ) ـ فتَصِيرُ : دَحْرِجْ ، و كَـلِّمْ ، و ضَارِبْ .. وهكذَا ؛ فهذَا الباقِي هُو الأمرُ .
              ويُلاحَظُ أنَّ الشَّيْخَ حفِظهُ اللهُ سَاقَ بابَ ( أفْعَـلَ ) وسِواهُ سِـيَاقًا واحِدًا ؛ فقُمْتُ بِفَصْلِهما بِما بَـيْنَ الأقْواسِ وقَدَّمتُ وأخَّرْتُ في الفِقْرةِ الثَّانِـيَـةِ [ يدْرِكُه مَنْ اسْتمعَ إِلَى الدَّرْسِ ] ؛ لاخْتِلافِ القاعدتَـيْنِ .
              (2) أثْـبَتُّ الحرَكةَ لِلبَيانِ وإِلَّا فإنَّها لا تُكْـتَبُ كما هُو مَعْلُومٌ ؛ وذلِكَ لأَنَّ هذِه الـهَمزةَ مُعرَّضَةٌ لِلاعْتِـبارِ أوِ السُّقُوطِ ؛ فَالأَوْلَى تَـقْـيِيدُ العِبارةِ علَى نَحْوِ قَـوْلِ الشَّارِحِ ( في الكبير ص161) : ( حالَ كَوْنِ هَمزِ الوَصْلِ مُنكَسِرًا إِذَا ابْـتَدَأْتَ بِه ) ، والسِّرُّ في ذلِكَ ما قالَ بَعْدُ : ( وإِنَّما جَلَـبُوا لَه هَمزةَ الوَصْلِ ليُـتَـوَصَّلَ بِها إِلَى النُّطْقِ ؛ إِذْ لا يُمْكِـنُ ابْـتِداءُ النُّطْقِ بِسَاكِنٍ ؛ ولِـهذَا تَسْقُطُ الهمزةُ في الدَّرْجِ ) اهـ .
              (3) ذَكَرَ في الحاشِيةِ أنَّ في بَعْضِ النُّسَخِ ( وشَمُّ الضَّمِّ ) بِواوِ العَطْفِ أوْ ( وشَمِّ ) ولكُلٍّ إِعْرابٌ ، وأنَّ كلامَ الشَّارِحِ علَيْه ، قالَ : ( وفي بَعْضِ النُّسَخِ ( مُشَمِّ ) بالميمِ نَعْتٌ لِكَسرٍ ، وهِيَ قاصِرةٌ !! ) اهـ ، والمثْبتُ في الكبيرِ والصَّغيرِ معَ شَرْحِ الشَّارِحِ الثَّانيَةُ ، واللهُ أعلَمُ ، وعِندَ بَعْضِ الشُّرَّاحِ المعاصِرِينَ ( نُـقِلَ ) مَوْضِعَ ( قُـبِلَ ) ولا أعرفُ مُسْتنَدَه ، وهُو قريبُ المعْنى منَ المثْـبَتِ .
              (4) العارِضُ ليْسَ هُو يُقابِلُ اللَّازِمَ فرُبَّما كانَ الضَّمُّ أوِ الكَسْرُ عَارِضًا لازِمًا ، لكنَّ اللَّازِمَ يُـقابلُ غَـيْرَ اللَّازِمِ ، وهُو الَّذي يزُولُ لِعِلَّـةٍ وكِلاهُما أَصْلِـيٌّ ، والعارِضُ ما يُقابلُ الأَصْليَّ ، وهُو ما يحلُّ محلَّ الأَصْليِّ بَعْدَ زَوالِه ؛ فهُوَ يُـرِيدُ أنَّ الضَّمَّةَ إِذَا لَمْ تلْزمْ بلْ زالَتْ لِعلَّةٍ كما في ( اغْزِي ) الآتيـةِ وحلَّ مَحلَّها الكسْرُ العارِضُ اللَّازِمُ فإِنَّ الهمزَةَ تُـكْسَرُ ، كما يأتي .
              (5) منْ قَوْلِه : ( أيْ : .. ) إِلَى هُنا عِبارةُ الشَّارِحِ في الكبيرِ ص (162) .
              (6) منْ ( وفُهِمَ ) إِلَى هُـنا عِـبارةُ الشَّارِحِ في الكبيرِ ص (162) ، ولَـمْ يَـذْكُرِ الشَّارِحُ الضَّمَّ الخالِصَ ، بلْ حَـملَ عِبارةَ النَّـاظِمِ علَى الكسْرِ الخالِصِ والإِشْمامِ فقَطْ ، ونقلَه المحشِّي عنِ النَّاظمِ في التَّـسْهيلِ وقالَ : ( لَـمْ يذْكُـرْ فيه غَيْرَه ) ، ونقلَ عنْ بَعْضِهمْ الأَوجُه الثَّلاثَـةَ ثُمَّ قالَ : ( لا يبْعُدُ حملُ كلامِ النَّاظِمِ علَـيْه لأَنَّه أَطْلقَ في قَوْلِه : والهمزَ قبلَ لُزُومِ الضَّمِّ ضُمَّ .. ) الخ ، انْظرِ الحاشيةَ ص (43) .
              (7) كلِمةٌ غَـيْرُ واضِحةٍ وكأنَّه قال : ( في الْكَـثْـرَةِ ) ! أوْ نَحْوَها ، قالَ في الحاشِيَـةِ ص (43) : ( أَصْلُ هذِه الأَفْعالِ ثَباتُ مادَّتِها ، واجْـتِلابُ هَمزةِ الوَصْلِ لِلابْـتِداءِ بِالسَّاكِنِ لكِنْ لِكَـثْرةِ اسْتِعْمالِـهَا في كلامِهمْ حذَفُوها تَـخْفيفًا صِيرَ إِلَيْه بِالسَّماعِ ؛ لأنَّ تَخْفيفَ الهمزةِ في مِثْلِه يكُونُ بِـإِبْدالِه مِنْ جِنْسِ حرَكةِ همزةِ الوَصْلِ بِاعْتِـبَارِ الابْتداءِ ومِنْ جِنْسِ حركةِ ما اتَّصَلَ بِها ممَّا قَـبْلَها في الوَصْلِ ، لكِنْ بالَغُوا في تَـخْفيـفِها فحذَفُوها ؛ فلَـمَّا حذَفُوها اسْتَغْـنَوْا عنْ همزةِ الوَصْلِ ؛ لأنَّه إنَّما أُتِـيَ بِها لِلسَّاكنِ ولا سَاكنَ في اللَّـفْظِ ) اهـ .
              (8.) الألِفُ في ( كُـلَا ) كما في أصْلِ البَـيْتِ بَـدَلٌ مِنْ نُونِ التَّـوْكِـيدِ الخفِـيفَـةِ ، انْظُر الشَّرْحَ الكبيرَ ص (164) ، وجيءَ بِها لِلْقافِـيَـةِ .

              تعليق


              • #22
                بَابُ أَبْـنِـيَـةِ أَسْماءِ الـفاعِلِـينَ والـمَفْعُولِـينَ


                الصِّفَاتُ الـمُشَبَّـهَةُ أَيْضًا داخِلَـةٌ في هذَا (1) .
                ممَّا يَتعلَّقُ بِالفِعْلِ : بيانُ الفاعلِ والـمَفْعُولِ لأَنَّه يحْتاجُ إِلَيه ؛ الفاعلُ يَحتاجُ إليه علَى أَسَاسِ أنَّه فاعِلُه ، والـمَفْعُولُ يحْتاجُ إِلَـيْه علَى أنَّه يَقَعُ الحدَثُ علَـيْه ؛ فلِذَلِكَ قالَ : ( بَابُ أَبْـنِـيَـةِ أَسْماءِ الـفاعِلِـينَ والـمَفْعُولِـينَ ) وفي الأَلْفِـيَّـةِ زادَ : ( والصِّفاتِ الـمُشَبَّـهَةِ بِها ) ، وهُنا ما ذَكَـرَهُ .

                مَبْحثُ أَسْماءِ الـفاعِلِـينَ بِما في ذلِكَ الصِّفاتِ الـمُشَبَّـهَةِ
                قَالَ :

                (51) كَـوَزْنِ ( فَـاعِـلٍ ) اسْـمُ فَـاعِـلٍ جُـعِــلَا.........مِـنَ الـثُّـلاثِـي الَّـذِي مَـا وَزْنُـهُ ( فَـعُـلَا ) (2)


                يَعْـني : الضَّابِطُ والقاعِـدَةُ أنَّ اسْمَ الفاعِـلِ يأتي علَى وزْنِ ( فاعِـلٍ ) مِنْ ماذَا ؟ : ( مِنَ الـثُّلاثِـيِّ ) الـمُجَرَّدِ ( الَّـذِي مَا وَزْنُـهُ فَعُـلَ ) الَّذِي لَـمْ يأْتِ وزْنُه علَى ( فَـعُلَ ) ؛ إِذَا كانَ ( فَـعَلَ ) و ( فَعِلَ ) .

                إِذَا كانَ ( فَـعَلَ ) يأتي كَـ : ضَارِب ، آكِـل ، داخِـل ، خَـارِج .. وهكَـذَا ، [ وإِذَا كانَ ( فَـعِلَ ) مُتَـعَدِّيًـا كَـ : عالِـم و ] ( شَارِب ) .. وهكذَا .
                وأمَّا ما كانَ وزْنُه علَى ( فَـعُلَ ) فَلا يأتي إِلَّا نادِرًا بِهذَا الوَزْنِ ، وأمَّا هُو أشَارَ إِليه بقَوْلِه :

                (52) ومِنْـهُ صِيغَ كَـ ( سَهْلٍ ) و ( الظَّرِيفِ ) وقَـدْ.........يَكُونُ ( أَفْـعَلَ ) أوْ ( فَعَالًا ) اوْ ( فَـعَلَا ) (3)
                (53) وكَـ (الفُرَاتِ) و(عِفْرٍ) و(الـحَصُورِ) و(غُمْـ......... ـرٍ) (عاقِـرٍ) (جُـنُـبٍ) ومُـشْبِـهٍ (ثَـمِـلَا)


                يَعْني : أنَّ ما كانَ ماضِـيه علَى وزْنِ ( فَـعُلَ ) يأْتي اسْمُ الفاعِلِ منهُ علَى أَوْزانٍ ، منْها :
                1ـ ( ومِنْـهُ صِيغَ كَـ سَهْلٍ ) سَهُلَ الأَمْرُ فهُو سَهْلٌ ، لا نقُولُ : سَاهِلٌ ! .
                2ـ ( والظَّرِيفِ ) ظَـرُفَ زَيْـدٌ فهُو ظَـرِيفٌ ، ما نقُولُ : ظَارِفٌ ! .
                هذَا هُو الغالِبُ (4) : ( فَـعْلٌ ) و ( فَـعِـيلٌ ) ، [ قالَ ابْنُ مالِكٍ رحمهُ اللهُ في الألْفِيَّـةِ : الرَّجْز ]

                و( فَـعْلٌ ) اوْلَى و ( فَعِـيلٌ ) بِـ ( فَـعُلْ ) .........كالضَّخْمِ والـجَمِيـلِ والفِعْلُ جَـمُـلْ

                3ـ ( وقَـدْ يَـكُونُ أَفْـعَـلَ ) أَحْيَـانًا يأْتي بِـ ( أَفْـعَلَ ) : وَطُـفَ الرَّجُلُ فهُو أَوْطَفُ ، أيْ : طَويلُ شَعرِ العَيْـنَـيْنِ .
                4ـ ( أوْ فَعَـالًا ) جَبُنَ الرَّجُلُ فهُو جَبَـانٌ ( فَـعَالٌ ) .
                5ـ ( أَوْ فَـعَلَا ) حَسُنَ فهُو حَسَنٌ .
                هذِه كُـلُّها تُـسَمَّى : ( صِفَـةً مُشَبَّـهَـةً ) ، ( اسْمُ الفاعِـلِ ) هُو الَّذِي يَـدُلُّ علَى التَّجَـدُّدِ والـحُدُوثِ كَـ : ضَارِبٍ وآكِلٍ وشَارِبٍ ، وأمَّا الَّذِي يَسْتَمِرُّ معهُ صِفَـةً ثَابِـتَـةً فَـتُـسَمَّى : ( صِفَـةً مُشَبَّـهَـةً ) كَـ : طالَ يَـطُولُ فهُو طَـوِيلٌ مَـثَـلًا ؛ الإِنسانُ يَطُولُ حَـتَّى يُصْبِـحَ طَويلًا ثُـمَّ تَـلْزمُه الصِّفَـةُ ؛ فَـإِطْلاقُ ( اسْمِ الفاعِلِ ) علَيها مِنْ بابِ الـمَجازِ ، وكذلِكَ مِـمَّا يأتي بِه اسْمُ الفاعِلِ مِنْ ( فَعُـلَ ) :
                6ـ ( وكَـ : الفُـرَاتِ ) فَـرُتَ الـمَاءُ فهُو فُـرَاتٌ ( فُـعَـالٌ ) .
                7ـ ( و عِـفْـرٍ ) عَـفُـرَ الرَّجُلُ فهُو عِـفْـرٌ ( فِـعْـلٌ ) و عِفْرِيتٌ كذلِكَ ، أيْ : ذُو دَهاءٍ ومَـكرٍ .
                8.ـ ( و الـحَصُورِ ) حَصُرَ الرَّجُلُ فهُو حَصُورٌ ( فَـعُولٌ ) ، أيْ : لا شَهْوةَ لَه في النِّساءِ .
                9ـ ( و غُمْـرٍ ) غَـمُـرَ الرَّجُلُ فهُو غُـمْـرٌ ( فُـعْـلٌ ) ، أيْ : جاهِلٌ بِالأُمُورِ لَـمْ يُـجَـرِّبْها .
                10ـ ( عاقِـرٍ ) عَـقُـرَتِ الـمَرْأَةُ فَهِيَ عَـاقِـرٌ ، فجاءَ بِوَزْنِ ( فَـاعِـلٍ ) أَيْضًا لكِنْ هذَا قَلِـيلٌ ، فَـجُـرَ الرَّجُلُ فَـهُو فاجِـرٌ .
                11ـ ( جُـنُـبٍ ) جَـنُبَ الرَّجُلُ فَـهُو جُـنُبٌ ( فُـعُـلٌ ) .
                12ـ ( ومُـشْبِـهٍ ثَـمِلَا ) بِوَزْنِ ( فَـعِلَ ) ، خَـشُنَ الرَّجُلُ فهُو خَـشِنٌ ، وفَطُـنَ فهُو فَطِـنٌ .. وهكذَا يأتي بِهذَا ، أمَّـا ( ثَـمِـلَ ) نَـفْسُه فلَـيْسَ مُرادُه أنَّه مِنْ بابِ ( فَـعُـلَ ) لأنَّ ثَـمِلَ فهُو ثَمِلٌ هذَا قِـياسُه ( فَـعِلَ ) وسَيَـأْتي هذَا ، لكنْ ذكَـرَه هُنا لإِفَـادةِ أنَّ وزْنَ بابِ ( فَـعُـلَ ) يأتي علَى ( فَـعِلَ ) .

                (54) وَصِــيــغَ مِـنْ لازِمٍ مُــوَازِنٍ ( فَـــعِـــلَا )......... بِـوَزْنِــهِ كَـ ( شَـجٍ ) ومُـشْـبِــهٍ ( عَجِـلَا )
                (55) و (الشَّأْزِ) و (الأَشْنَبِ) (الـجَذْلانِ) ثُمَّتَ قَدْ......... يَـأْتِـي كَـ ( فَـانٍ ) وشِـبْـهِ واحِـدِ البُـخَـلا
                (56) حَـمْـلًا علَى غَـيْرِه لِـنِسْـبَـةٍ ......................... ..........................................

                [ تَـلْخِيصٌ ]
                تقَدَّمَ لَنا أنَّ اسْمَ الفاعِلِ مِنْ بابِ ( فَـعَلَ ) يأتي علَى ( فَاعِلٍ ) : ضَارِبٍ ، آكِلٍ ، [ وكذَا ( فَعِلَ ) الـمُتَـعَدِّي كَـ : ] شَارِبٍ .. ، واسْمُ الفاعِلِ مِنْ بابِ ( فَـعُلَ ) : ( فَـعْلٌ ) و ( فَعِـيلٌ ) بِالكَسْرَةِ ، وما عَدَا ذلكَ كَـ ( الفُراتِ ) و ( عِفْـرٍ ) ... الخ هذِه كُلُّها تأْتي وإنْ كانَتْ لَيْسَتْ مِثْـلَ الأَوَّلِ .
                ثُـمَّ نَـنْـتَـقِلُ إِلَى أنْ نعْرِفَ اسْمَ الفاعِلِ مِنْ بابِ ( فَـعِلَ ) ، وبابُ ( فَـعِلَ ) يَنْـقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ : قِسْمٌ لازِمٌ ، وقِسْمٌ مُـتَـعَدٍّ ، أمَّا الـمُتَعَدِّي فهُو داخِلٌ في القِسْمِ الأَوَّلِ :

                كَـوَزْنِ ( فَـاعِـلٍ ) اسْـمُ فَـاعِـلٍ جُـعِــلَا .........مِـنَ الـثُّـلاثِـي الَّـذِي مَـا وَزْنُـهُ ( فَـعُـلَا )

                يَعْني : أنَّ الفِعْلَ الَّذي لَـمْ يكُنْ وَزْنُـهُ ( فَـعُلَ ) يأتي اسْمُ فاعِلِه علَى ( فَاعِلٍ ) سَواءٌ كانَ ( فَعَلَ ) كَـ : ضَارِبٍ وآكِـلٍ ، أوْ ( فَـعِلَ ) كَـ : شَارِبٍ وعالِـمٍ ، واللَّازِمُ لَـهُ أوْزانٌ خاصَّـةٌ ؛ ولِذَلِكَ أَتَى بِه هُنا ، يقُولُ :
                1ـ ( وَصِيـغَ مِنْ لازِمٍ مُـوَازِنٍ ( فَـعِلَا ) بِـوَزْنِـهِ كَـ شَـجٍ ) شَجِيَ فهُوَ شَجٍ ، فَـرِحَ فهُوَ فَـرِحٌ ، تَعِبَ فهُوَ تَعِبٌ .. وهكذَا ( بِـوَزْنِـهِ ) ، ( ومُشْبِـهٍ عَجِلَا ) شَجٍ مِثَـالٌ لِلـمُعْـتَـلِّ ، وعَجِلَ مِثَالٌ لِلصَّحِيحِ ، وَزْنُهُما واحِدٌ ، ومِثْـلُه فَـرِحٌ و تَعِبٌ .
                ( و الشَّـأْزِ ) : أَيْضًا يَـأْتي علَى ( فَـعْـلٍ ) ؛ شَئِـزَ الـمَـكانُ فَـهُو شَأْزٌ : إِذَا صَارَ خَشِـنًـا [ بِـكَـثْـرَةِ الـحِجَـارةِ فِـيه ] (5) .
                2ـ ( و الأَشْنَبِ ) : ( أَفْـعَلُ ) شَنِبَ سِنُّـهُ فهُو أَشْنَبُ ، والشَّنَبُ دِقَّـةٌ في أَطْرافِ الأَسْنانِ .
                3ـ ( الـجَذْلانِ ) أَيْضًا يأتي علَى ( فَعْلان ) ، جَذِلَ فهُو جَذْلانٌ بِمَعْنى : فرِحَ فهُو فَرْحانٌ (6) .
                هذَا هُو الغالِبُ ، ( ثُـمَّتَ قَـدْ يَـأْتِـي ) أحْيَانًا بِالقِلَّـةِ يأتي ( فَـعِلَ ) اللَّازِمُ اسْمُ فاعِلِه ( كَـ ) :
                4ـ ( فَـانٍ ) علَى وزْن ( فَاعِلٍ ) : فَـنِـيَ فهُو فَـانٍ .
                5ـ ( وشِبْـهِ واحِـدِ البُـخَلا ) البَخِـيلِ ، أيْضًا يأتي علَى وزْنِ ( فَـعِـيلٍ ) وعلَى وزْنِ ( فاعِلٍ ) ؛ لماذَا ؟ :
                ( حَـمْلًا علَى غَيْرِه لِـنِسْبَـةٍ ) إِمَّا علَى فَـعُلَ أوْ علَى فَـعَلَ ، ( أَيْ : وقَـدْ يَأتي اسْمُ الفاعِلِ مِنهُ علَى فاعِلٍ وفَعِـيلٍ ، وهُو المرادُ بِفَانٍ و وَاحِدِ البُخلاءِ أيْ : بَـخِـيلٍ ، حَمْلًا علَى اسْمِ الفاعِلِ مِنْ غَـيْرِه لِـنِسْبَـةٍ بَـيْنَ الـمَحْمُولِ والـمَحْمُولِ علَيْه مِنْ مُشَابَهَـةٍ في المعْنَى أوْ مُضَادَّةٍ ، والمرادُ بِـ ( غَيْرِه ) إِمَّا فَعُلَ المضْمُومُ أوْ فَعَلَ المفْتُوحُ ، مِثَالُ المحمولِ مِنْ فَعِلَ المكْسُورِ اللَّازِمِ علَى فَعَلَ المفْتُوحِ قَوْلُهمْ : فَنِـيَ فهُو فَانٍ ) (7) حُمِلَ علَى ماذَا ؟ : علَى فَاعِلٍ ، والقِـياسُ أنْ يكُونَ فَـنٍ ؛ حُمِلَ علَى : ذَهَبَ فهُو ذَاهِبٌ ؛ لأنَّ مَعْناهُما مُتَـقَارِبٌ .
                وكذلِكَ : رَضِيَ فَهُو رَاضٍ ؛ حملُوهُ علَى شَكـرَ فهُو شَاكِـرٌ ، علَى فَـعَلَ و رَضِيَ فَـعِلَ ؛ فهُو رَضٍ لكِنْ قَالُوا : رَاضٍ ؛ مِنْ أَيْنَ أتَى لهمْ ؟ : حَملًا علَى شَكرَ فهُو شَاكِرٌ لأنَّ الرَّاضِي والشَّاكِرُ معْناهُما مُتَـقَارِبٌ .
                وكذلِكَ : لَعِبَ فهُو لاعِبٌ ، نَصِبَ فَهُو ناصِبٌ ، وحَنِثَ في يَمِـينِه فهُو حانِثٌ ، وعَبِثَ فهُو عابِثٌ ، ولَبِثَ فهُو لابِثٌ ؛ هذِه كُلُّها جاءَتْ علَى وَزْنِ فَاعِلٍ .
                [ ومِثَالُ الـمَحْمُولِ منهُ علَى فَعُلَ الـمَضْمُومِ قَوْلُـهُمْ : بَخِلَ فهُوَ بَخِيلٌ ؛ أَتَوْا بِاسْمِ الفاعِلِ منهُ علَى فَعِـيلٍ ، وقَـدْ سَبَـقَ أنَّ فَعْـلًا وفَعِـيلًا قِـياسُ اسْمِ الفاعِلِ مِنْ فَعُـلَ الـمَضْمُومِ كَسَهْلٍ وظَـرِيفٍ ؛ وحَـمَلُوهُ علَى كَـرُمَ ؛ لِـمَا بَـيْنَ البُخْـلِ والكَـرَمِ مِنَ التَّـضَادِّ ، وعلَى قَـوْلِـهِمْ : لَـؤُمَ فَـهُوَ لَـئِـيمٌ ؛ لِـما بَـيْنَ البُخْلِ واللُّـؤْمِ مِنَ القُـرْبِ في الـمَعْنَى .
                وكذَا قَـوْلُـهُمْ : مَرِضَ فَـهُو مَرِيضٌ ، وسَقِمَ فهُو سَقِـيمٌ ؛ حملُوهُما علَى ضَعُفَ فهُو ضَعِـيفٌ لأنَّ الضَّعْفَ مِنْ لَوازِمِ الـمَرَضِ والسُّقْمِ ... ] (8.) .

                قَــالَ :
                (56) .............................كَـ (خَفِـيـ .........ـفٍ) (طَـيِّبٍ) (أَشْيَبٍ) في الصَّوْغِ مِنْ (فَـعَلَا)

                ( كَـ خَـفِـيـفٍ ) أَيْ : كما قَالُوا في صَوْغِ اسْمِ الفاعِلِ مِنْ فَعَلَ الـمَفْـتُوحِ ؛ جاءَ علَى وزْنِ ( فَعِـيلٍ ) ، وقَـدْ سَبَـقَ لَنا أَنَّ بابَ ( فَـعَـلَ ) الـمَفْـتُوحِ اسْمُ فاعِـلِه علَى ( فَاعِـلٍ ) دائِـمًا سَواءٌ كانَ مُـتَـعَـدِّيًا أوْ لازِمًا : دَخَلَ فهُو داخِلٌ ، خَرَجَ فهُو خارِجٌ ، هذَا لازِمٌ ، نَصَرَ فهُو ناصِرٌ ، هذَا مُـتَـعَدٍّ .
                لكِنْ أَحْيانًا يأتي علَى غَـيْرِ هذَا الوزْنِ وهُو :
                فَعِـيلٌ ( كَـ خَـفِـيـفٍ ) ، خَفَّ الشَّيْءُ يَـخِفُّ فَهُو خَفِـيفٌ .
                2ـ وكذلِكَ ( طَـيِّبٍ ) : فَـيْـعِل ، طابَ الشَّيْءُ فهُو طَـيِّبٌ .
                [ 3ـ وكذلِكَ ( أَشْيَبٍ ) : أَفْـعَل ، شَابَ الرَّجُلُ فهُو أَشْيب ] .
                لماذَا ؟ : حمْلًا علَى غَـيْرِه أَيْضًا ، ( أَيْ : كما قالُوا أَيْضًا في صَوْغِ اسْمِ الفاعِلِ مِنْ فَعَلَ الـمَفْتُوحِ الـمُضَعَّفِ : خَفَّ يَـخِفُّ فَـهُو خَفِـيفٌ ، وممَّا عَـيْنُـهُ ياءٌ منهُ : شَابَ يَشِيبُ فهُو أَشْيَبُ ، وطابَ يَطِـيبُ فهُو طَـيِّبٌ ، فَجاءُوا بِه علَى هذِه الأَبْنِـيَـةِ معَ أَنَّ قِياسَ اسْمِ الفاعِلِ منْهُ علَى فاعِلٍ كما سَبَـقَ ، لكِنَّهمْ حمَلُوا خَفِيفًا عَلَى ثَقُـلَ فهُو ثَقِـيلٌ ) لأنَّـهُ ضِدُّه ، ثَـقُلَ فهُو ثَقِـيلٌ هذَا قِـياسُه لأنَّـهُ سَبقَ لَنا أنَّ ( فَعُـلَ ) اسْمُ الفاعِلِ مِنه علَى وَزْنَـيْنِ بِكَـثْـرَةٍ : فَعْـلٌ وفَعِـيلٌ .
                ( وحملُوا أَشْيَب ـ بِالـمُثَـنَّـاةِ تَحتُ ـ علَى اسْمِ الفاعِـلِ مِنْ فَـعِلَ الـمَكْسُورِ كما سَبَـقَ في شَنِبَ فهُو أَشْنَب ، وعَوِرَ فهُو أَعْور ، وحَـمَلُوا طَـيِّب علَى خَبُثَ فَـهُو خَبِـيثٌ ) (9) لأَنَّـهُ ضِدُّهُ ، خَبُثَ فَـهُو خَبِـيثٌ هذَا قِـيَاسُهُ ، حَـمَلُوا علَيه طَـيِّب .
                ( في الصَّوْغِ مِنْ فَـعَلَ ) أَيْ : في صَوْغِ اسْمِ الفاعِلِ مِنْ فَعَلَ الـمَفْـتُوحِ حملُوها علَى غَـيْرِ بابِها لِـمُناسَبَـةٍ ، والـمُناسَبَـةُ إِمَّا أنْ تَـكُونَ مُناسَبَـةً مَعْـنَوِيَّـةً أَوْ ضِدِّيَّـةً .

                (57) و (فَـاعِلٌ) صَـالِـحٌ لِـلْـكُـلِّ إِنْ قُـصِـدَ الْـ .........ـحُـدُوثُ نَـحْـوُ غَــدًا ذَا جَــاذِلٌ جَــذَلَا

                هذَا البَـيْتُ لَيْسَ في الأَلْفِـيَّـةِ [ أَيْ : هذِه الـمَسْألَـةَ ] ، زادَهُ في اللَّامِيَّـةِ ، بَـيْتٌ مُـهِمٌّ ، يَعْني : أنَّـهُ سَبَـقَ لَنا أنَّ فَعَلَ المفْتُوحَ علَى فَاعِلٍ ، وفَعِلَ اللَّازِمَ علَى فَعِلٍ وعلَى كذَا وكذَا ، وفَعِلَ المتعَدِّي علَى فَاعِلٍ ، وفَعُلَ المضْمُومَ علَى فَعْلٍ وفَعِـيلٍ وما أَتَى بَعْدَه مِنَ الأَوْزانِ ، هذِه كُلُّها [ هذَا ] هُوَ المسْتَعْملُ [ فيها ] ، لكِنْ إِنْ أَرَدْتَ التَّجَدُّدَ والـحُدُوثَ مِنْ أَيِّ بابٍ كانَ تَصُوغُه علَى ( فَاعِلٍ ) ، هذَا قِـياسٌ مُطَّرِدٌ : جَـذِلَ قِـياسُه جَـذِلٌ ، فَـرِحَ قِـياسُه فَـرِحٌ ؛ ( وَصِيغَ مِنْ لازِمٍ مُوَازِنٍ فَـعِلًا بِـوَزْنِـهِ ) ، لكِنْ قَـالُوا : فَارِحٌ ؛ إِذَا أَرادُوا التَّجَدُّدَ ، مَنْ حدَثَ لَه الفَرَحُ ، جَاذِلٌ ومَعْناهُ الفَرَحُ أَيْضًا .
                ( و ( فَاعِلٌ ) صَالِـحٌ لِلْـكُلِّ إِنْ قُصِدَ الْـحُدُوثُ ) مِثلَ ماذَا ؟ : ( نَحْـوُ غَـدًا ذَا ) أَيْ : هذَا الشَّخْصُ ( جَاذِلٌ جَـذَلًا ) أَيْ : فَـرِحٌ فَـرَحًا ؛ هذَا اسْتَعْملُوهُ علَى ( فَاعِلٍ ) (10) .


                ــــــــــــــــــــــــــــــ
                (1) أيْ في مَبْحثِ أَسْماءِ الفاعِلِـينَ كما عنْونَ لَه في الشَّرْحِ الكبيرِ ص (166) ويَذْكُـرُه الشَّيْخُ قريبًا ، والظَّاهرُ أنَّ ( بما في ذلكَ .. الخ ) منْ زِيادةِ الـمُحقِّقِ حيْثُ وَضَعهُ بيْنَ مَعْـكُوفَيْنِ ، وقالَ ابْنُ الحاجِّ في الحاشِيَـةِ ص (44) : ( الـمُرادُ بِأَسْماءِ الفاعِلِـينَ الـمَعْنَى اللُّغَوِيُّ فيَصْدُقُ بِالصِّفَـةِ الـمُشَبَّـهَةِ كما أَجابَ بِه الـمُرادِيُّ عنْ عِبارةِ الأَلْفِـيَّـةِ ، وإنْ ناقَشَه في النُّـكَتِ .. ) اهـ .
                (2) الألِفُ في ( جُعِلَا ) لِلْإِطْلاقِ ، و ( الثُّلاثِـيِّ ) يُقْرأُ ( الثُّـلاثِ الَّذي ) ، وانْظُرْ توجِـيهَه في الحاشِيَـة ص (44) .
                (3) يُلْحَظُ فِـيه : نَقْلُ حرَكةِ هَمزةِ ( أَوْ ) الثَّـانِـيَـةِ إِلَى نُونِ تَـنْوِينِ ( فَـعَـالًا ) : فَـعَـالَـنَـوْ .
                (4) اخْتُلِفَ في كَوْنِهما قِـيَاسِيَّـيْنِ ، وصَرَّحَ الشَّارِحُ بِكوْنِهما كذلِكَ ثُمَّ عادَ فقالَ بِغَلَـبَـتِهما ونَقَلَ عنِ النَّاظِمِ في شَرْحِ التَّسْهِـيلِ علَى قَوْلِه ( وكثُـرَ في اسْمِ فاعِلِه فَعِـيلٌ وفَعْلٌ ) : ( ومَنِ اسْتَعْملَ القِياسَ فِـيهِما لِعَدمِ السَّماعِ فهُو مُصِيبٌ ) اهـ ، فلَمْ يجْزِمْ بِجرَيَانِ القِياسِ في ذلِكَ ، وقالَ بَعْضُهمْ بقِـيَاسِ فَعِيلٍ دُونَ فَـعْلٍ ، وانظُر : الشَّرْحَ الكبيرَ ص (167) ، والحاشِيَـةَ ص (44) .
                (5) قالَ في الصَّغيرِ ص (45) : ( .. فهُو شَئِـزٌ كَـ ( عَـجِل ) ، وشَأْزٌ أَيْضًا بِالسُّكُونِ مُـخَـفَّـفًا مِنْ شَئِـز الـمَكْسُورِ .. ) اهـ ، وقالَ في ( وِشَاحِ الـحُرَّةِ ) ص (77) : ( أَمَّا قَوْلُهُ : ( والشَّأْزِ ) فلَيْسَ بِوَزْنٍ مُسْتَـقِلٍّ ، بلْ هُو تَـخْفِـيفٌ بِالإِسْكانِ لِعَـيْنِ ( فَعِلٍ ) ... ) اهـ .
                (6) فائِدةٌ : مَعانِي هذِه الأَبْنِـيَـةِ : 1ـ ( فَعِـلٌ ) : يدُلُ علَى الأَعْراضِ غَـيْرِ المسْتَـقِرَّةِ كَفرحٍ وأَشَرٍ وبَطَرٍ ، 2ـ ( أَفْعَل ) : يدُلُّ علَى الأَلْوانِ والخِلْقَةِ كالعَورِ والحَوَرِ ، 3ـ ( فَعْلَان ) : يَدُلُّ علَى الامْتِلاءِ كرَوِيَ فهُو رَوْيانٌ ، وحَرارَةِ البَطْنِ كعَطِشَ فهُو عَطْشَانٌ . الوِشَاحُ (77) .
                (7) ما بَيْنَ القَوْسَيْنِ قرأَهُ الشَّيْخُ مِنَ الشَّرْحِ الكبيرِ ص (169) وما بعْدَه بِمعْناهُ .
                (8.) تَـتِـمَّـةُ الـمَبْحَثِ مِنَ الكبِـيرِ ص (169) .
                (9) ما بَيْنَ الأَقْواسِ مُعَرَّضَا قرأَهُ الشَّيْخُ مِنَ الكبِـيرِ ص (170) ، وهُو معَ بَعْضِ التِّكرارِ فيه إِلَّا أنَّ فيه بيانَ المحمُولِ علَيه والعلاقَة ، بَـقِـيَت النِّسْبَـةُ بَيْنَ ( أَشْيَب ) و ( أَعْور ) ونَحْوِها وهِيَ : أَنَّ كُلًّا مِنْهما مِنَ الأَعْراضِ والعُيُوبِ .
                (10) وهُناكَ فُرُوقٌ أُخْرَى بيْنَ اسْمِ الفاعِلِ والصِّفَـةِ المشَبَّـهَـةِ غَيْر التَّجدُّدِ والـحُدُوثِ في الأَوَّلِ والثُّبُوتِ في الثَّانِي الَّذِي أَشَارَ إِلَيه الشَّيْخُ سَابِقًا وقَـرَّرهُ النَّاظِمُ في هذَا البَيْتِ ، فَـيُؤْخَذُ مِنْه أَيْضًا ما قَـرَّرَه الشَّارِحُ في الكَبِـيرِ ص (171) بِقَـوْلِه : ( كَوْنُ اسْمِ الفاعِلِ مِنَ الثُّـلاثِـيِّ مُطْـلَـقًا علَى فَاعِلٍ هُو الأَصْلُ ، ويُسَمَّى غَـيْرُه صِفَـةً مُشَبَّـهَـةً ) اهـ ، فَـ ( كُلُّ ما لَـيْسَ علَى وَزْنِ فاعِلٍ فهُو صِفةٌ مُشَبَّـهَـةٌ نَحْوُ : طَوِيلٍ ، وبَطَلٍ ، وحَصُورٍ ، وعَطْشَانٍ ، وجُنُبٍ ، وحَصَانٍ ، وضَخْمٍ ، وأَمَّا فَاعِل كَضَارِبٍ فاسْمُ فاعِلٍ إِلَّا إِذَا دَلَّ علَى الثُّـبُوتِ كَطاهِرِ القَلْبِ ) قَالَه في وِشَاحِ الـحُرَّةِ ص (79) ، وقالَ أَيْضًا : ( ثُمَّ إِنَّ الصِّفَـةَ المشَبَّـهَـةَ لا تُـبْـنَى إِلَّا مِنَ الأَفْعالِ اللَّازِمةِ مِنْ بابِ فَعِلَ بِالكَسْرِ أَوْ فَعُلَ بِالضَّمِّ ، وشَذَّ بِناؤُها مِنْ فَعَلَ بِالفَتْحِ نَحْوُ سَيِّـدٍ مِنْ سَادَ ومَيِّتٍ مِنْ ماتَ وشَيْخٍ مِنْ شَاخَ ، واللهُ أَعْلَمُ ) اهـ .


                التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 31-May-2009, 10:33 PM.

                تعليق


                • #23
                  .
                  هذَا الَّذِي سَبَـقَ لَنا كُـلُّه في الثُّلاثِـيِّ الـمُجَرَّدِ سَواءٌ كانَ مِنْ بابِ ( فَـعِلَ ) أوْ ( فَـعَلَ ) أَوْ ( فَـعُلَ ) ، وأَمَّا ما عَدَا الثُّلاثِـيِّ : الرُّباعِيُّ الـمُجَرَّدُ والـمَزِيدُ والـخُماسِيُّ والسُّدَاسِيُّ هذَا قِـياسُهُ مُطَّرِدٌ ، سَهْلٌ ، يقُولُ :



                  (58.) وبِـاسْمِ فَـاعِـلِ غَـيْـرِ ذِي الـثَّـلاثَـةِ جِـئْ.........وَزْنَ الـمُـضَــارعِ لـكِـنْ أَوَّلًا جُــعِــلَا


                  (59) مِـيـمٌ تُـضَمُّ ..............................................................................


                  ( وبِاسْمِ فَـاعِلِ غَـيْرِ ذِي الـثَّلاثَـةِ ) إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَصُوغَ اسْمَ الفاعِلِ مِنْ غَـيْرِ الثُّلاثِيِّ رُبَاعِـيًّا كانَ أوْ خُماسِيًّا أَوْ سُدَاسِيًّا ( جِئْوَزْنَ الـمُضَارعِ ) : ( يَسْتَـخْرِجُ ) إِذَا أَرَدْتَ اسْمَ الفاعِلِ نَفْسَ الـمُضَارعِ تَسْتَعْمِلُه ( لـكِنْ أَوَّلًا جُعِلَا مِـيمٌ تُضَمُّ ) الألِفُ في ( جُعِلا ) لِلْإِطْلاقِ ؛ أَيْ : تُـجْعَلُ في أَوَّلِه مِيمٌ مَضْمُومَـةٌ :
                  ( يَسْتَـخْرِجُ ) بَدَلَ حَرْفِ الـمُضَارَعَةِ تَـقُولُ : ( مُسْتَخْرِجٌ ) .
                  ( يَنْطَـلِقُ ) إِذَا أَرَدْتَ اسْمَ الفاعِلِ تَحذِفُ حَرْفَ المضَارَعَةِ وتأتي بِمِيمٍ مَضْمُومَةٍ فتَقُولُ : ( مُنْطَـلِقٌ ) . ( يُـكْرِمُ ) بَدَلَ حرْفِ الـمُضَارَعَةِ : ( مُـكْرِمٌ ) ، وهكذَا قِـياسًا مُطَّرِدًا ؛ سَهْلٌ ! (1) .
                  هُنا نَقَصَ مِنه وقَدْ ذَكرَه في الأَلْفِـيَّـةِ وقرأْناهُ في ( التَّصْرِيفِ العِزِّيِّ ) وهُو : أَنَّ اسْمَ الفاعِلِ مِنْ غَـيْرِ الثُّلاثِـيِّ هُو الـمُضَارعُ نَفْسُه لكنْ دائِـمًا يكُونُ أَوَّلُه مِيـمًا مَضْمُومَةً وما قَبْلَ آخِرِه مَكْسُورًا ، وفي الأَلْفِـيَّـةِ قالَ : [ الرَّجز ]


                  ..........................................مَـعْ كَـسْـرِ مَـتْـلُـوِّ الأَخِـيرِ مُطْـلَـقَا



                  هذَا لازِمٌ ، وهُنا لِكَـوْنِه اخْتَصَرَه قالَ :


                  (59) ................ و إِنْ مَــا قَــبْـلَ آخِــرِهِ.........فَـتَحْتَ صَارَ اسْمَ مَـفْعُولٍ ..............



                  وكذلِكَ اسْمُ الـمَفْعُولِ مِنْ غَـيْرِ الثُّلاثِـيِّ سَهْلٌ ، وذلِكَ نَفْسُ المضَارعِ ونَفْسُ اسْمِ الفاعِلِ الَّذِي ذَكرْناهُ ، لكِنْ تَحذِفُ كسْرةَ ما قبْلَ الآخِرِ وتُـبَدِّلُها بِالفَتْحةِ : مُسْتَخْرِجٌ = مُسْتَخْرَجٌ ، مُكْرِمٌ = مُكْرَمٌ ، مُنْطَـلِقٌ = مُنْطَـلَـقٌ ، مُحْـرَنْجِمٌ = مُحْـرَنْجَمٌ .. وهكذَا (2) .
                  هذَا كُلُّه في اسْمِ المفْعُولِ واسْمِ الفاعِلِ مِنْ غَـيْرِ الثُّـلاثِـيِّ ، وقَـدْ عَرفْـنَا فيما تقَـدَّمَ اسْمَ الفاعِلِ مِنَ الثُّلاثِـيِّ ، بَـقِـيَ اسْمُ المفْعُولِ مِنَ الثُّلاثِـيِّ فالآنَ يَـذْكرُه ؛ قالَ :


                  (59) ...................................................................... و قَـدْ حَـصَـلَا


                  (60) مِنْ ذِي الثَّـلاثَـةِ بِـ ( الـمَفْـعُولِ ) مُتَّـزِنًـا..............................................


                  ( وقَـدْ حَصَلَا ) أَيِ اسْمُ الـمَفْعُولِ هذَا الأَخِيرُ [ فَالأَلِفُ في حَصَلَ لِلْإِطْلاقِ ] ، ( مِنْ ذِي الثَّلاثَـةِ ) أَيْ : مِنَ الثُّلاثِـيِّ الـمُجَرَّدِ ( بِـ ( الـمَفْعُولِ ) مُتَّـزِنًـا ) فهُو سَهْلٌ ؛ اسْمُ الفاعِلِ تَشَتَّتَ علَيْكُمْ مِنْ بابِ فَعَلَ إِلَى بابِ فَعُلَ إِلَى بابِ فَعِلَ ؛ جَعَلْناهُ أَوْزانًـا مُخْـتَلِفَـةً ، أَمَّا اسْمُ الـمَفْعُولِ مِنْ جَمِـيعِها يكُونُ علَى وَزْنٍ واحِدٍ وهُو : ( مَفْـعُولٌ ) : سَواءٌ كانَ مِنْ فَعَـلَ يَفْـعِلُ : ضَرَبَ يَضْرِبُ مَضْرُوبٌ ، أَوْ فَعِلَ يَفْـعَلُ : شَرِبَ يَشْرَبُ مَشْرُوبٌ ، وهكذَا كُلُّه يأْتي علَى وَزْنِ ( مَفْعُولٍ ) .
                  فالقاعِدةُ في اسْمِ المفْعُولِ مِنَ الثُّلاثِـيِّ أنْ يكُونَ علَى وَزْنِ ( مَفْعُولٍ ) وهذَا كَثِـيرُ الاسْتِعْمالِ [ وهُو القِـيَاسُ ] لكِنْ أَحْيَـانًا يأتي اسْمُ المفْعُولِ علَى وَزْنِ ( فَعِـيلٍ ) كَـ جَرِيحٍ بِمَعْنَى : مَجْـرُوحٍ ، فقالَ :


                  (60) ...............................................وَ مَـا أَتَـى كَـ ( فَـعِـيـلٍ ) فَـهْـوَ قَـدْ عُــدِلَا

                  (61) بِـهِ عَنِ الأَصْـلِ ...................... ....................................................

                  الأَصْلُ أَنْ يكُونَ ( مَفْعُولًا ) لكِنْ عُدِلَ بِه لِـمَعْنًى آخَرَ ـ لِلْمُـبَالَغَـةِ ـ إِلَى ( فَعِـيلٍ ) : قَـتِـيلٌ بِمَعْنَى : مَقْـتُولٍ .
                  أَيْضًا مِـمَّا اسْتَعْمَلَـتْه العَرَبُ مِنْ بابِ الاسْتِـغْناءِ أَتَـوْا بِـوَزْنِ ( فَـعَـلٍ ) ، وبِـوَزْنِ ( فِـعْلٍ ) عَنْ وَزْنِ ( مَفْعُولٍ ) ، يقُولُ :


                  (61) .......... وَاسْتَـغْـنَـوْا بِـنَـحْـوِ ( نَـجَـا ).........و ( النِّـسْيِ ) عَنْ وَزْنِ ( مَفْعُولٍ ) وَمَا عَمِلَا


                  ( وَاسْتَـغْـنَـوْا ) أَيِ اسْتَغْنَتِ العَـرَبُ ( عَنْ وَزْنِ مَـفْـعُولٍ ) ( بِنَـحْوِ نَـجَا ) أَيْ : بِـوَزْنِ ( فَـعَـلٍ ) ، كَـ : القَنَصِ بِمَعْنَى : مَقْنُوصٍ ، والنَّـقَضِ بِمَعْنَى : مَنْـقُوضٍ ، والنَّـجَا بِمَعْنَى : مَنْجُوٍّ ، نَجَوْتُ الجِلْدَ مِنَ الشَّاةِ أَنْجُوهُ فهُو نَجًـا يَعْني : سَلَخْـتُـهُ فهُو مَسْلُوخٌ ، بَـدَلَ مَنْجُـوٍّ أَتَـوْا بِـنَجًـا .
                  ( والـنِّـسْيِ ) بِكَسْرِ النُّونِ ( فِـعْلٌ ) ، نُسِـيَ الشَّيْءُ فهُوَ نِسْيٌ بِمَعْنَى مَنْسِـيٍّ ، (( وَكُنتُ نِسْيًـا مَنسِيًّـا ))قِـرَاءَةٌ (3) .
                  وأَمَّا قَـوْلُه : ( وَمَا عَمِلَا ) أَيْ : اسْتَغْـنَوْا مِنْ حَيْثُ الاسْتِعْمالِ الـمَعْنَوِيِّ ولَيْسَ مِنْ حَيْثُ العَمَلِ ؛ لذلِكَ لا تَعْملُ هذِه عَملَ الفِعْلِ ، يَعْني : [ في الألْفِيَّـةِ : مِنَ الرَّجز ]


                  كَـفِـعْـلِه اسْمُ فاعِـلٍ في العَـمَـلِ.........إِنْ كَـانَ عَـنْ مُـضِـيِّـهِ بِـمَـعْـزِلِ


                  اسْمُ الفاعِـلِ يَعْـمَلُ عَمَلَ فِعْـلِه الـمَبْـنِـيِّ لِلْفاعِلِ ، واسْمُ الـمَفْـعُولِ يَعْـمَلُ عَملَ فِعْـلِه الـمَبْـنِـيِّ لِلْمَفْعُولِ ؛ هذِه قاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ ، لكِنْ هذِه الَّتي اسْتَغْـنَوْا بِها لا تَعْملُ عَمَلَه .
                  فاسْمُ الفاعِلِ يَرْفَعُ الفاعِلَ ويَنْصِبُ الـمَفْعُولَ بِه : أَضَارِبٌ زَيْـدٌ عَمْـرًا ؟ : ( ضَارِبٌ ) اسْمُ فاعِلٍ ، و( زَيْـدٌ ) فاعِلٌ مرْفُوعٌ ، ( عَمْـرًا ) مَفْعُولٌ بِه ؛ فَعَمِلَ عملَ الفِعْلِ .
                  لكِنْ هذِه لا تَعْملُ عَملَ الفِعْلِ لِـبُعْدِها عنْ مُشَابَهةِ الفِعْلِ ، إِنَّما تنُوبُ في الـمَعْنَى فقَطْ (4) .



                  بَـابُ أَبْـنِـيَـةِ الـمَصَادِرِ


                  ( الـمَصَادِرُ ) : جَمْعُ مَصْدَرٍ ، أَصْلُه مَصْدُورٌ بِـهِ أَوْ مَصْدُورٌ عَنْـهُ ؛ فيه خِلافٌ ذَكَـرَه عُلَماءُ الصَّرْفِ ؛ لأَنَّ الـمَصْدَرَ هُو الأَصْلُ عِنْـدَ البَصْرِيِّـينَ ، أَوْ هُو مَصْدُورٌ مِنَ الفِعْلِ عِنْـدَ الكُوفِـيِّينَ (5) ، يقولُ :


                  (62) و لِـلْــمَــصَــــادِرِ أَوْزانٌ أُبـَــيِّــنُــهَــا.........فَــلِـلـثُّـلاثِـيِّ مَـا أُبْـدِيــهِ مُـنْـتَــحِـلَا (6)


                  (63) (فَـعْلٌ) و (فِعْلٌ) و (فُعْـلٌ) أَوْ بِـتَـاءِ مُـؤَنْ......... نَـثٍ أَوِ الأَلِـفِ الـمَـقْـصُورِ مُـتَّــصِـلَا


                  (64) (فَـعْلانُ) (فِـعْلَانُ) (فُعْـلَانُ) ...........................................................


                  ( و لِلْمَصَادِرِ أَوْزانٌ ) كَـثِـيرَةٌ اسْتَـعْملَـتْـهَا العَـرَبُ في ثُـلاثِـيِّـها ( أُبَـيِّـنُـهَا ) سأُبَـيِّنُ لَكَ مُجَـرَّدَها ومَزِيـدَها ( فَـلِلـثُّلاثِـيِّ ) مِنها ( مَا أُبْـدِيـهِ ) أَيْ : أُظْهِرُه بِما يأتي مِنَ الأَبْياتِ ( مُـنْـتَحِلًا ) أَيْ : مُخـْتارًا ، مِنِ : انتَحَلَ الشَّيْءَ أَيِ اخْتارَه ، أَوْ : ( مُـنْـتَخِلًا ) يَصِحُّ هذَا وهذَا (7) .
                  1ـ ( فَـعْلٌ ) كَـ : قَـتْلٍ ، وضَرْبٍ ، ونَصْرٍ .
                  2ـ ( فِـعْلٌ ) كَـ : عِلْمٍ مَـثَـلًا ، [ وفِسْقٍ ] .
                  3ـ ( فُـعْلٌ ) كَـ : شُرْبٍ ، [ وشُكْرٍ ، وكُفْرٍ ] .
                  ( أَوْ بِـتَاءِ مُـؤَنَّثٍ ) الثَّـلاثَـةُ كُـلُّـهَا :
                  4ـ ( فَـعْلَـةً ) كَـ : رَحْـمَـةٍ [ و رَغْبَـةٍ ] .
                  5ـ ( فِـعْلَـةً ) كَـ : نِشْـدَةٍ [ و حِمْـيَـةٍ ] .
                  6ـ ( فُـعْلَـةً ) كَـ : قُـدْرَةٍ [ و كُـدْرَةٍ ] .
                  ( أَوِ الأَلِـفِ الـمَقْصُورِ ) :
                  7ـ ( فَـعْـلَى ) كَـ : اتَّـقَى اللهَ تَـقْوَى .
                  8.ـ ( فِـعْـلَى ) كَـ : ذَكَـرَ اللهَ ذِكْـرَى .
                  9ـ ( فُـعْـلَى ) كَـ : رَجَعَ رُجْعَى .
                  ( مُـتَّـصِلًا ) : بِالتَّـاءِ أَوِ بِالألِفِ مُتَّـصِلًا .
                  10ـ ( فَـعْلان ) بِالفَـتْحِ كَـ : شَنَـأَهُ شَنْـآنًـا (8.) .
                  11ـ ( فِـعْلان ) بِالكَسْرِ كَـ : حَرَمَه حِرْمَـانًا [ ونَسِـيَـهُ نِسْيَانًـا ] .
                  12ـ ( فُـعْلانُ ) بِالضَّمِّ كَـ : غَفَـرَ لَه غُفْـرَانًـا ، وشَكَـرَه شُكْرَانًـا .
                  صَارَتْ اثْـنَا عَشَرَ وَزْنًـا ، هذِه لِسَاكِنِ العَـيْنِ ! ، وأَمَّا مُحرَّكُ العَـيْنِ فَأَشَارَ إِلَـيْه بِقَـوْلِه :


                  (64) ....................... وَ نَـحْـوُ ( جَـلًا ).........(رِضًى) (هُـدًى) و(صَلَاحٍ) ثُـمَّ زِدْ (فَـعِلَا)


                  (65) مُـجَــرَّدًا وبِـتَــا الـتَّــأْنِــيـثِ ثُــمَّ ( فَـعَـ.........ـالَـةٌ ) وبِالـقَصْرِ و ( الـفَعْـلَاءُ ) قَـدْ قُـبِـلَا


                  13ـ ( جَلًا ) : فَـعَلٌ ، جَلَا رأْسُه جَلًا بِمَعْنَى : انْحَسَرَ الشَّعرُ مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِه إِلَى النِّصْفِ ، [ ونَحْوُ : طَـلَبَ طلَـبًا ، وفَـرِحَ فَـرَحًا ] .
                  14ـ ( رِضًى ) : فِعَـلٌ ، [ وسَمِنَ سِمَـنًا ، وصَغُرَ صِغَـرًا ] .
                  15ـ ( هُدًى ) : فُـعَلٌ ، [ ولَـمْ يأتِ إِلَّا مُعْـتَلَّ اللَّامِ ، ولَـمْ يَرِدْ مِنهُ إِلَّا أَرْبَعةٌ : هُدًى وتُـقًى وسُـرًى وبُـكًى ] .
                  16ـ ( صَلَاحٍ ) : فَـعَالٍ ، [ وذَهَابٍ وخَرَابٍ ] .
                  17ـ ( ثُـمَّ زِدْ فَـعِلَا مُـجَـرَّدًا ) : فَعِلٌ ، يأتي مُـجرَّدًا : كَـذَبَ كَـذِبًـا .
                  18.ـ ( وبِـتَـا التَّـأْنِـيثِ ) : فَعِلَـةٌ ، مِثْـلَ : سَرَقَه سَرِقَـةً .
                  19ـ ( فَـعَـالَـةٌ ) : بِالـمَدِّ [ نَحْوَ : نَظفَ نَظافَـةً وظَرفَ ظَرَافَـةً ] .
                  20ـ ( وبِالـقَصْرِ ) : فَـعَلَـةٌ ؛ بِدُونِ مَـدٍّ [ نَحْوَ : غلَـبَه غلَـبَةً ، وهذَا الوَزْنُ هُو مُؤَنَّثُ فَعَلٍ الـمُحرَّكِ كَطلَبٍ السَّابِـقِ ] .
                  21ـ ( والـفَعْـلَاءُ ) بِالـمَدِّ [ نَحْوَ : رَغِبَ رَغْباء ، ورَهِبَ رَهْباء ، و وَقَعَ في هَلْكاء أَيْ : مَهْلَـكةٍ ] ، ( قَـدْ قُـبِلَ ) عنهُمْ اسْتِعْمالُه [ خَبرُ الفَعْلاءِ ، والواوُ اسْتِئْنافِـيَّـةٌ ، والألِفُ لِلْإِطْلاقِ ] .


                  (66) ( فِـعَـالَــةٌ ) و ( فُـعَـالَــةٌ ) وجِـئْ بِـهِـمَـا.........مُـجَـرَّدَيْنِ مِنَ الـتَّـا و ( الـفُـعُولَ ) صِــلَا


                  (67) ثُـمَّ ( الفَـعِـيلَ ) وبِالـتَّـا ذَانِ و ( الـفَـعَـلَا.........نَ ) أَوْ كَـ ( بَـيْـنُونَـةٍ ) ومُـشْبِـهٍ ( شُغُـلَا ) (9)


                  22ـ ( فِـعَـالَـةٌ ) : [ كَـ : كَـتَبَ كِتَـابَـةٍ ، ودَرَى دِرَايَـةٍ ] .
                  23ـ ( فُـعَـالَـةٌ ) : [ كَـ : دَعبَ دُعابَـةً ، وخَفَـرَهُ خُفارةً أَيْ : أَجارَه ومَنَعَـهُ ] .
                  [ 24 ، 25 ـ ( وجِـئْ بِـهِـمَـا ) أَيْ : بِـ فِـعَالَـةٍ وفُـعَالَـةٍ ( مُـجَـرَّدَيْنِ مِنَ الـتَّا ) أَيْ بِالتَّـذْكِـيرِ ؛ فَـتَـقُولُ : فِـعَالٌ كَـ : آبَ إِيَـابًا ، وشَرَدَ شِرَادًا ، و : فُـعَالٌ كَـ : صَرَخَ صُرَاخًا ، وسَأَلَ سُؤَالًا .
                  26ـ ( الـفُـعُولَ ) كَـ : خَرَجَ خُرُوجًا ودَخَلَ دُخُولًا ، ( صِلَا ) أَيْ : صِلِ الفُعُولَ بِما قَـبْلَه لأَنَّ زِيادةِ حرْفِ المدِّ فيه قَبلَ آخِرِه نَظِـيرُ الزِّيادةِ في فعالِ وفعالَـةٍ ؛ والأَلِفُ في ( صِلا ) بدلٌ مِنْ نُونِ التَّوْكيدِ الخفيفَـةِ نَظيرُ ما مرَّ في ( كُـلَا ) في البَـيْتِ رَقم (50) .
                  27ـ ( ثُـمَّ الفَـعِـيلَ ) أَيْ : ثُمَّ صِلِ الفَعِـيلَ كذلِكَ ، نَحْوَ : صَهلَ الفرَسُ صَهِيلًا ، وذَملَ البَعيرُ ذَمِيلًا ـ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ ـ ](10) .
                  28 .، 29 ـ ( وبِالـتَّـا ذَانِ ) أَيْ : فُعُول وفَعِـيل [ معَ إِلْـحَاقِ تاءِ التَّـأْنِـيثِ بِهما ، فُعُولَـةً نَحْوَ : سَهلَ سُهُولَـةً ، وصَعبَ صُعُوبَـةً ، وفَعِـيلَـةً نَحْوَ : نَـمَّ نَمِيـمَـةً ، ونَصَحَ نَصِيحةً وفَضَحَ فَضِيحَـةً ] .
                  30ـ ( الـفَـعَـلَانَ ) ، نَحْوَ : جالَ جَوَلَانًا ، وخَفَـقَ خَفَـقَانًا .
                  31ـ ( بَـيْـنُـونَـةٍ ) : بانَ بَيْنُونَـةً ، فَـيْعُولَـةً (11) [ وصَارَ صَيْرُورَةً ] .
                  32ـ ( ومُـشْبِـهٍ شُغُـلَا ) أَيْضًا يأتي علَى وَزْنِ فُـعُلٍ ، مِثْـلَ : حَلُمَ حُلُـمًا [ ولَـمْ يَأْتِ الثُّلاثِيُّ مَضْمُومَ العَـيْنِ إِلَّا مَضْمُومَ الفَـاءِ ، قالَه الشَّارِحُ ] .


                  (68.) وَ ( فُعْـلَـلٌ ) وَ ( فَعُـولٌ ) مَعْ ( فَعَـالِـيَـةٍ ).........كَـذَا ( فُـعَـيْـلِـيَـةٌ ) ( فُـعُـلَّـةٌ ) ( فَـعَـلَى )


                  (69) مَعْ ( فَعَـلُوتٍ ) ( فُعُـلَّى ) مَعْ ( فُعَـلْنِـيَـةٍ ).........كَـذَا ( فُـعُـولِـيَّـةٌ ) وَ الـفَـتْـحُ قَـدْ نُـقِــلَا


                  33ـ ( فُعْـلَـلٌ ) : [ نَحْوَ : سَادَ قَـوْمَهُ سُؤْدَدًا ] .
                  34ـ ( فَعُـولٌ ) بِالفَتْحِ [ كَـ : قَبِلَ قَـبُولًا ] (12) .
                  35ـ ( فَـعَـالِـيَـةٍ ) كَـ : كَراهِـيَـةٍ [ وعلَنَ علَانِيَـةً ، وفَهِمَ فَهامِيَـةً وطَمِعَ طَماعِيَـةً ] .
                  36ـ ( فُعَـيْـلِـيَـةٌ ) [ بِالتَّصْغيرِ ، كَـ : وَلَدتِ الـمَرْأَةُ وُلَـيْـدِيَةً أَيْ وِلادَةً ، ونَقَلَ في الحاشِيَـةِ فَتْحَ الفاءِ وكَسْرَ العَـيْنِ وتَشْدِيدَ الياءِ : فَعِـيـلِـيَّـةٌ ] ، وهذِه كُلُّها أَوْزانٌ نادِرَةٌ .
                  37ـ ( فُـعُـلَّـةٌ ) [ بِضَمِّ الفاءِ والعَيْنِ وتَشْدِيـدِ اللَّامِ كَـ : غلَـبَـهُ غُـلُـبَّـةً أَيْ : غَلَـبَـةً ] .
                  38.ـ ( فَـعَـلَى ) مِثْـلَ : جَمَـزَى [ جَمزَتِ النَّاقَـةُ أَيْ : أسْرَعَتْ ، وكَـذَا : مَـرَطَتْ مَـرَطَى ] .
                  39ـ ( فَعَـلُوتٍ ) كَـ : جَبَرُوتٍ و رَهَبُوتٍ [ و رَغَبُوتٍ ، و رَحَمُوتٍ ] .
                  40ـ ( فُعُـلَّى ) مِثْـلَ : غُلُـبَّى [ أَيْ : غَلَـبَة ] .
                  41ـ ( فُـعَـلْنِـيَـةٍ ) بِضَمِّ الفاءِ وفَـتْحِ العَـيْنِ [ وسُكُونِ اللَّامِ وكَسْرِ النُّونِ وتَخْفِـيفِ الياءِ كَـ : سَحَفَ رَأْسَه سُحَفْنِـيَـةً ، وقِـيلَ بِالجيمِ المعْجَمةِ : أَيْ حلَـقَهُ ] .
                  42 ، 43 ـ ( فُـعُـولِـيَّـةٌ ) بِضَمِّ الفاءِ والعَيْنِ وتَشْدِيـدِ الياءِ ، ( وَ الـفَـتْـحُ ) لِلْفاءِ ( قَـدْ نُـقِـلَ ) عنِ العَربِ ، كَـ : خَصَّهُ خُصُوصِيَّـةً و خَصُوصِيَّـةً بِالفَتْحِ و الضَّمِّ .
                  هذَا كُلُّه فِـيما إِذَا كانَ مُجـرَّدًا مِنَ الميمِ الزَّائِـدَةِ ، أَمَّا إِذَا كانَ مَـبْدُوءًا بِالـمِيمِ ـ فالـمَصْدرُ نَوْعانِ : نَوْعٌ مُجـرَّدٌ يُـقَالُ لَه : الـمَصْدرُ غَيرُ الـمِيمِـيِّ ، ونَوْعٌ يُقالُ لَه : الـمَصْدَرُ الـمِيمِـيُّ ـ فإِلَيْه أَشَارَ بِقَوْلِه :


                  (69) وَ ( مَفْعَلٌ ) ( مَفْعِلٌ ) وَ ( مَفْعُلٌ ) وَ بِـتَا التْ.........تَــأْنِـيـثِ فِـيـهَـا وَضَــمٌّ قَـلَّــمَا حُـمِـلَا


                  44ـ ( مَـفْعَـلٌ ) كَـ : مَقْـتَـلٍ و مَنْصَرٍ .
                  45ـ ( مَـفْـعِلٌ ) كَـ : مَضْرِبٍ [ ونَحْوِ : كَـبِرَ مَكْـبِرًا ] .
                  46ـ ( مَـفْعُـلٌ ) أَيْضًا يأتي ، [ كَـ : هَلَكَ مَهْلُـكًا ] .
                  47 ، 48 .، 49 ـ ( وَ بِـتَـا الـتَّـأْنِـيـثِ فِـيـهَا ) يَعْني الثَّـلاثَـةَ : مَفْعَـلَةٌ و مَفْعِـلَةٌ و مَفْعُـلَةٌ [ كَـ : مَـرْضَاةٍ ، ومَـحْمِـدَةٍ ، ومَهْلُـكَـةٍ ومَقْـدُرَةٍ ] .
                  ( وَضَمٌّ قَـلَّـمَا حُمِـلَ ) : مَفْعُـلٌ ومَفْعُـلَـةٌ هذَا قَلِـيلٌ في اسْتِعْمالِـهِمْ ، وأَمَّا مَفْعَلٌ ومَفْعَـلَـةٌ ومَفْعِلٌ ومَفْعِلَـةٌ فكَـثِـيرٌ [ مَقِيسَانِ والضَّمُّ سَماعِيٌّ كما أَفادَه الشَّارِحُ ] .

                  ــــــــــــــــــــــــــــــ
                  (1) نبَّـهَ في الشَّرْحِ الكبِـيرِ ص (172) إِلَى أَنَّ هذَا الإِطلاقَ يرِدُ عليه أَشْياءُ ، مِنها : ما أَوَّلُه تَـاءٌ مِثْل : يَـتَغافَـلَ فهُو مُـتَغافِـلٌ ؛ فإِنَّ بِناءَ اسْمِ فاعِلِه لَيْسَ علَى وزْنِ مُضَارِعِه فَوَجَبَ تَـقْيِـيـدُ العِـبَارَةِ بِـ : ( معَ كَسْرِ ما قَبْـلَ آخِرِه ) كما قَـيَّـدَه في الخلاصَةِ ، ويَرِدُ علَيه نَحْوُ : أَحْصَنَ فهُو مُحْصَنٌ بِفَتْحِ الصَّادِ فَاسْمُ فاعِلِه علَى زِنةِ اسْمِ مفْعُولِه ، ونَحْوُ : أيْفَعَ فهُو يافِعٌ علَى وزْنِ فاعِلٍ ، فهذَانِ شاذَّانِ .
                  (2) فأُخِذَ مِنْ مَفْهُومِه تَمامُ قاعِدةِ اسْمِ الفاعِلِ وإِنْ لَـمْ يَنُصَّ كما في الخلاصَةِ .
                  وقالَ في الكبِـيرِ ص (173) : ( هذَا إِنَّما يَأتي فِـيما إِذَا كانَ اسْمُ الفاعِلِ مِنهُ علَى وزْنِ مُضَارِعِه .. أوْ علَى غَـيْرِ وَزْنِه .. ممَّـا .. يُكْسَرُ ما قَبْلَ آخِرِه مُطْلَـقًا وإِنْ كانَ مَفْـتُوحًا في المضَارعِ ) اهـ ، فَخرَجَ مِنهُ ما كانَ اسْمُ فاعِلِه علَى زِنةِ اسْمِ مَفْعُولِه كَالـمُحْصَنِ وما كانَ علَى وَزْنِ فاعِلٍ مِنْ غَـيْرِ الثُّلاثِـيِّ كَيافِـعٍ .
                  ونَـبَّهَ إِلَى أَنَّـهُ رُبَّما اسْتَوَى لَفْظُ اسْمِ الفاعِلِ واسْمُ الـمَفْعُولِ ـ أَيْ : في غَيْرِ ما اسْتُثْنِيَ بِالسَّماعِ وذلِكَ لِعِلَّةٍ صَرْفِيَّـةٍ ـ وذلِكَ في الـمُعْـتلِّ العَيْنِ كالـمُخْتارِ والـمُنْقادِ وفي الـمُضَاعَفِ كالـمُضْطَـرِّ فيُقَدَّرُ حِـينَئِـذٍ كَسْرُ ما قَبْلَ آخِرِ الفاعِلِ وفَتْحُ ما قَبْلَ آخِرِ المفْعُولِ .
                  (3) الآيَـةُ (23) مِنْ سُورةِ مَرْيَـمَ علَيْها السَّلامُ .
                  (4) أيْ أَنَّها لا تَرْفَعُ نائِبَ فاعِلٍ كاسْمِ المفْعُولِ نَحْوَ (مَنْقُوضٍ بِنَاؤُه) فَلا تقُولُ (مَرَرْتُ بِرجُلٍ نَقَضٍ بِنَاؤُهُ) لكِنَّها تدُلُّ علَى معْنَى وُقُوعِ النَّقْضِ علَى البِناءِ فقَطْ ، والأَوْلَى حَصْرُ الكلامِ فيما يتعلَّقُ بعملِ اسْمِ المفْعُولِ ؛ فَما أوْردَه الشَّيْخُ اسْتِطْرادٌ ، وقَوْلُه (مَا عَمِلَا) هلْ يرْجِعُ إِلَى (فَعَلٍ) و(فِعْلٍ) فقطْ فتكُونُ الألِفُ لِلتَّثـنِيَـةِ أمْ إِلَى (فَعِيلٍ) أَيْضًا فتكُونُ لِلْإِطْلاقِ ؟ علَى الخلافِ في المسألَةِ ، انظُرِ الكبِيرَ (176) .
                  (5)
                  (6) ضُبِطَ ( مُنْـتَحِلًا ) بِالحاءِ الـمُهْمَلَـةِ كما قَرأَه الشَّيْـخُ مِنَ الشَّرْحِ الكَبِيرِ ، وبِالخاءِ الـمُعْجَمةِ : ( مُنْـتَخِلًا ) في الصَّغِـيرِ ، وكِلاهُما بِمَعْنًى ، ويَـجُوزُ أَنْ يَكونَ بِكَسْرِ الحاءِ أَوِ الخاءِ اسْمَ فاعِلٍ أَي : النَّـاظِمَ ويُعْربُ حالًا مِنْ فاعِلِ ( أُبْـدِيه ) ، ويَـجُوزُ أنْ يُـفْـتَحَا علَى أَنَّـهُ اسْمُ مَفْعُولٍ فيعْـرَبُ حالًا مِنْ مَفْعُولِه أَيْ : في حالِ كَوْنِ ما أُبْـدِيه مُنْـتَـقًى .
                  (7) يُرِيدُ أَنَّه لا يسْتَوْفي جَميعَ ما سُمِعَ ( الكبِـير ص 177 ) ؛ فقدْ أُنْهيَتْ مَصَادِرُ الثُّلاثِـيِّ إِلَى ما يُناهِزُ الـمِئَـةَ أَوْ يَزِيدُ علَيها اخْتارَ النَّاظِمُ مِنها تِسْعةً وأَرْبَعِـينَ ( الحاشِيَـة ص 48. ) .
                  (8.) أَيْ : أَبْغَضَه ، وأَيْضًا : لَوَاهُ بِدَيْـنِه لَيَّـانًـا أَيْ : مَطلَه ، قالَ الشَّارِحُ : ( ولَـمْ يَـجِـئْ فَـعْلان بِسُكُونِ العَـيْنِ غَـيْرُهُـمَا ) ، واعْترَضَ الـمُحَشِّي بِأنَّ في القامُوسِ آخَـرَيْنِ هُما : زَيْدان مِنْ مَصَادِرِ زَادَ وخَشْيان مِنْ مَصَادِرِ خَشِـيَ .
                  (9) قَوْلُه : ( وبِالتَّـا ذَانِ ) مُبْتَـدَأٌ وخَبَرٌ ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ : ( وبِالتَّـا ذَيْنِ ) بِالياءِ مَفْعُولٌ بِمقَدَّرٍ أَيْ : اذْكُرْ ذَيْنِ ( قَالَه في الحاشِيَـةِ ص 49 ) ، ويـجُوزُ علَى هذِه النُّسْخةِ أَنْ يكُونَ مَعْطُوفًا علَى ( الفُعُولَ ) و ( الفَعِـيلَ ) أَيْ : صِلْهُما كذلِكَ بما سَبقَ ؛ وهذَا الَّذي يُشْعِرُ بِه كلامُ الشَّارِحِ في الكَبيرِ ص (180) ، معَ أَنَّه ضُبِطَ فيه علَى الوَجْهِ الأَوَّلِ ، واللهُ أَعْلمُ .
                  (10) هذَا الموْضِعُ لَـمْ يَشْرَحْه الشَّيْخُ ، والتَّـتِمَّـةُ مِنَ الشَّرْحِ الكَبيرِ في الغالِبِ ، وبَعْضُها مِنْ وِشَاحِ الـحُرَّةِ ، وكذَا ما سَبقَ وما يأتي مِنَ الإِضَافاتِ بيْنَ الأَقْواسِ ، وقليلٌ مِنها مِنَ الحاشِيَـةٍ ، وشَيْءٌ يَسِيرٌ مِنِّي قِياسًا علَى مَواضِعَ شَبِيهَـةٍ تكلَّمَ فيها الشُّرَّاحُ .
                  (11) هذَا قَوْلُ البَصْرِيِّينَ واخْـتَارَ الشَّارِحُ مذْهبَ الكُوفِـيِّـينَ أَنَّه ( فَعْلُولَـة ) ، انظُرْ تَفْصِيلَ ذلِكَ في الحاشِيَـةِ ص (49) .
                  (12) قالَ الشَّارِحُ : ( وإِنَّما أَخَّـرَهُ عنِ الفُعُولِ بِالضَّمِّ لِـقِلَّـةِ وُرُودِه حَتَّى قيلَ : لَـمْ يُسْمَعْ غَـيْرُ قبلَ قَبُولًا ) وذَكرَ الـمُحَشِّي (ص : 49 ، 50) نَحْوَ عشْرِ كلِماتٍ ، خَـمْسَـةٌ مِنها في قَوْلِ أَبِي العَبَّـاسِ الـهِلالِـيِّ : [ مِنَ الرَّجز ]

                  وَكُـلُّ مَـصْــدَرٍ أَتَـى عَـــلَى ( فــعُـــولْ )............فَضُمَّـهُ سِوَى ( الـوَلُـوعِ ) و ( القَـبُـولْ )


                  كذَا ( الطَّهُورُ ) و ( الوَضُوءُ ) و ( الوَقُودْ )............و الـضَّـمُّ فِـي الأَخِـــيرِ أَوْلَـى يَـــا وَدُودْ

                  وذَيَّـلَـهُ ابْنُ الحاجِّ بِقَوْلِه : [ مِنَ الرَّجز ]

                  هـــذَا الَّــذِي يُـــعْـــزَى إِلَـى الإِمَــــامِ............و اسْـتُــدْرِكَ ( الـوَلُـوغُ ) بِـالإِعْـجَـــامِ


                  ثُمَّ ( النَّشُوزُ ) و ( اللَّغُوبُ ) و ( الدَّحُورْ )............كَـذَا ( الـهَـوِيُّ ) نِـلْـتَ أَعْـظَـمَ الأُجُـورْ

                  ولَعلَّهُ يَقْصِدُ بِالإِمامِ : ( سِيـبَـوَيْه ) فَـقَدْ نصَّ علَى الخمسَـةِ في ( الكِـتَابِ ) كما نقَلَ ابْنُ الحاجِّ .

                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 05-Jun-2009, 11:40 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    [ بَـيَانُ القِـياسِيِّ والسَّماعِيِّ منَ الـمَصَادِرِ ]

                    ثُـمَّ بَـيَّنَ أَنَّ الـمَصَادِرَ تَنْـقَسِمُ إِلَى قِسْمَـيْنِ : قِسْمٌ قِـيَاسِـيٌّ ، وقِسْمٌ سَماعِـيٌّ ، هذِه الَّتي سَبقَتْ كُلُّها تَنْقَسِمُ إِلَى هذَيْنِ القِسْمَيْنِ ؛ فَـيُرِيدُ أَنْ يُبَـيِّنَ لَنا القِياسِـيَّ هُنا ؛ قالَ :
                    (69) (فَـعْلٌ) مَقِيسُ الـمُعَدَّى و (الـفُعُولُ) لِغَـيْـ........ـرِهِ سِوَى فِعْـلِ صَوْتٍ ذَا ( الفُـعَالَ ) جَـلَا

                    ( فَعْـلٌ مَـقِـيسُ الـمُعَدَّى ) كُـلُّ فِعْلٍ [ ثُـلاثِـيٍّ مَفْـتُوحِ العَـيْنِ أَوْ مَكْسُورِه ] مُتَـعَـدٍّ مَصْـدَرُهُ عَـلَى ( فَـعْـلٍ ) ، كـ : القَصْرِ والنَّصْرِ والأَكْلِ (1) .
                    ( والـفُعُولُ لِغَـيْـرِهِ ) وأَمَّا اللَّازِمُ [ مِنْ فَعَـلَ الـمَفْـتُوحِ ] فيَـأْتِي علَى ( فُـعُـولٍ ) : صَعَدَ صُعُودًا وجلَسَ جُلُوسًا ، [ قالَ ابْنُ مالِكٍ رحمهُ اللهُ في الأَلْفِـيَّـةِ : الرَّجز ]

                    ( فَعْـلٌ ) قِـيَـاسُ مَصْدَرِ الـمُعَدَّى........مِـنْ ذِي ثَـــلَاثَـــةٍ كَـ ( رَدَّ رَدَّا )
                    و ( فَعَـلَ ) اللَّازِمُ مِثْـلَ ( قَـعَـدَا )........لَـهُ ( فُـعُولٌ ) بِاطِّـرَادٍ كَـ ( غَـدَا )

                    قالَ : ( سِوَى فِعْـلِ صَوْتٍ ) لكِنْ مَشْرُوطٌ بِأنْ يكُونَ غَـيْرَ فِعْلِ صَوْتٍ ، أَمَّا إِذَا كانَ فِعْلَ صَوْتٍ ( ذَا الفُـعَالَ جَـلَا ) أَمَّا فِعْلُ الصَّوْتِ الفُعالَ أَظْهَـرَهُ (2) ؛ معْناهُ : يأتي مَوْزُونًا بِوَزْنِ ( فُـعَالٍ ) كَـ : صَرَخَ صُرَاخًا ، ونَـبَحَ الكَلْبُ نُباحًا ؛ فيأتي علَى هذَا الوَزْنِ إِذَا كانَ دَالًّا علَى الصَّوْتِ (3) .

                    (70) وَمَـا عَـلَى ( فَـعِـلَ ) اسْـتَـحَــقَّ مَـصْـدَرُهُ........إِنْ لَـمْ يَـكُـنْ ذَا تَـعَــدٍّ كَـوْنَــهُ ( فَـعَـلَا )

                    أَمَّا بابُ ( فَـعِلَ ) فَـقِـياسُ مَصْدَرِه إِذَا كانَ لازِمًا أَنْ يكُونَ علَى ( فَعَـلٍ ) ، اسْتَحَـقَّ كَوْنَه ( فَـعَلَ ) ؛ ( وَمَـا عَلَى فَـعِلَ ) ما كانَ ماضِيه علَى فَعِلَ ( اسْتَـحَـقَّ مَـصْدَرُهُ إِنْ لَـمْ يَـكُنْ ذَا تَـعَدٍّ ) إِنْ لَـمْ يكُنْ مُـتَـعَـدِّيًا ( كَـوْنَـهُ فَـعَـلَا ) : فَـرِحَ فَـرَحًا ، جَـذِلَ جَـذَلًا وهكـذَا (4) ، وأمَّا ما كانَ مُـتَـعَـدِّيًا فَـيأْتي بِخِـلافِ ذلِكَ .

                    (71) وَقِـسْ ( فَعَالَـةً ) اوْ ( فُعُولَـةً ) لِـ ( فَـعُلْـ........ـتُ ) كَـ (الشَّجاعَةِ) والجارِي علَى ( سَهُلَا ) (5)

                    عرَفْـنَا بابَ فَعَـلَ ، وعرَفْـنَا بابَ فَعِـلَ وبَـقِـيَ بابُ فَعُـلَ ؛ بابُ ( فَـعُلَ ) مَصْدَرُه يأتي مَقِـيسًا علَى وَزْنَـيْنِ : فُعُولَـةٌ ، وفَعالَـةٌ ، قالَ :
                    ( وَقِـسْ فَعَـالَـةً ) كَـ : شَجاعَـةٍ ، ( أَوْ فُـعُولَـةً ) كَـ : سُهُولَـةٍ ( لِـ فَـعُلْـتُكَـالـشَّجاعَـةِ ) شَجُعَ شَجاعَـةً ، ( والجارِي علَى سَهُلَا ) سُهُولَـةً (6) .

                    (72) وَمَـا سِـوَى ذَاكَ مَسْمُـوعٌ وقَـدْ كَـثُـرَ ( الـْ........ـفَعِيلُ ) في الصَّوْتِ والدَّاءُ الـمُمِضُّ جَلَا
                    (73) مَعْـنَـاهُ وَزْنُ ( فُـعَـالٍ ) فَـلْـيُـقَـسْ ولِـذِي........فِـرَارٍ اوْ كَـفِــرَارٍ بِـ ( الـفِـعَـالِ ) جَــلَا

                    ( وَمَـا سِوَى ذَاكَ مَسْمُوعٌ ) وما عَدَا ذلِكَ مِـمَّا سَـبَقَ لَنا بَـيانُه كُلُّه سَماعِيٌّ مَقْصُورٌ علَى السَّماعِ .
                    ( وقَدْ كَـثُـرَ الفَعِـيلُ في الصَّوْتِ ) لكِنْ معَ كَوْنِه مَسْمُوعًا فغالِـبًا الصَّوْتُ يأتي علَى ( فَعِـيلٍ ) : صَهَلَ صَهِـيلًا ، وشَهَقَ شَهِـيقًا ، ونَـهَـقَ نَـهِيقًا ، هكذَا [ وسَبقَ أَنَّه يكثُرُ علَى فُعالٍ كصُراخٍ ] .
                    ( والـدَّاءُ الـمُمِضُّ ) أَيِ : الدَّاءُ الـمُوجِـعُ ؛ أَيِ الفِعْـلُ الَّذي يَـدُلُّ علَى الـدَّاءِ ( جَـلَا ) أَيْ : أَظْهَـرَ ( مَعْـنَـاهُ ) أَيْ : مَصْدَرُهُ ـ فاعِلُ جَلا ـ ( وَزْنَ فُـعَـالٍ ) مَفْعُولٌ بِه (7) ( فَـلْـيُـقَـسْ ) فلـيُجْعَلْ ذلكَ قِـياسًا مُطَّرِدًا ، يعْني : الدَّاءُ يأتي علَى ( فُـعَالٍ ) : سَعَلَ سُعالًا ، زكمَ زُكامًا عَطَسَ عُطَاسًا ، وهكذَا .
                    ( ولِـذِي فِـرَارٍ ) ولِلْفِعْلِ الَّذي يَـدُلُّ علَى الفِرارِ ( أَوْ كَـفِـرَارٍ ) أَوْ شِبْـهَ الفِرارِ ولَيْسَ فِرارًا حَقِـيقَـةً
                    ( بِـ ( الفِـعَالِ ) جَـلَا ) ظَهَرَ بِـ ( الفِعالِ ) : فَـرَّ فِـرَارًا ، شَرَدَ شِرَادًا ، يأتي علَى هذَا الوَزْنِ .
                    وكذلِكَ ما أَشْبَـهَ الفِرارَ يَأتِي علَى وَزْنِ ذلِكَ ، والـمُرادُ بِما يُشْبِهُه : ما دَلَّ علَى الامْتِنَاعِ كَـ : أَبَـى إِبَاءً ، نَـفَـر نِـفَارًا ، جَـمَحَ جِمَاحًا .

                    (74) ( فَـعَـالَـةٌ ) لِـخِصَالٍ و ( الفِـعَـالَـةَ ) دَعْ........لِـحِــرْفَـــةٍ أَوْ وِلايَـــةٍ و لا تَــهِــلَا

                    ( فَـعَالَـةٌ ) وَزْنُ فَعالَـةٍ بِالفَـتْحِ يأتي ( لِـخِصَالٍ ) لِلْفِعْلِ الَّذي يَـدُلُّ علَى خِصَالٍ (8.) كَـ : نَظُفَ نَظافَـةً وطَهُـرَ طَهارةً ، [ وظَـرُفَ ظَـرَافَـةً ، وغَـبِـيَ غَباوَةً ، وغَوَى غَوايَـةً ، وسَعِدَ سَعادَةً .. ] .
                    ( والفِعَالَـةَ دَعْ ) أَيِ : اترُكْ فِـعَالَـةً ( لِـحِرْفَـةٍ ) ، لَوْ عبَّـرَ بعِبارةٍ أُخْرَى كانَ أَحْسَن فَـ ( دَعْ ) معناهُ : اتْـرُكْ ، وكأنَّـهُ قالَ : لا تَسْتَعْمِلْهُ ! والمرادُ عَكْسُه : اجْعَـلْهُ لَه (9) ؛ الـحِرْفَـةُ تأتي علَى فِعالَـةٍ كَـ : تَـجَرَ تِـجارَةً ، ونَجَـرَ نِجارَةً ، وعَطَـرَ عِطَارَةً .
                    ( أَوْ وِلايَـةٍ ) كذلِكَ ما دَلَّ الوِلايَـةِ يأتي علَى فِعَالَـةٍ : أَمَـرَ إِمارَةً ، وَلِـيَ وِلايَـةً ، وهكذَا .
                    ( ولا تَـهِلَا ) أَيْ : ولا تَـنْسَ هذَا ، ولا تَـكُنْ غافِلًا عمَّا أَوْرَدْتُ لَكَ ، [ والألِفُ فِـيه بَدلٌ عنْ نُونِ التَّـوْكِـيدِ الخفِـيفَـةِ ؛ جِيءَ بِـهِ لِلقافِـيَـةِ ، نظِـيرُ ما سبقَ في غَـيْرِ مَوْضِعٍ ، واللهُ أَعلَمُ ] .
                    بَعْدَ ذلِكَ أَرادَ أنْ يُبَـيِّنَ اسْمَ الـمَرَّةِ واسْمَ الـهَيْئَـةِ فقالَ :

                    (75) لِـمَـرَّةٍ ( فَـعْـلَـةٌ ) و ( فِـعْـلَـةً ) وَضَعُوا........لِـهَـيْـئَـةٍ غَالِـبًا كَـ ( مِشْـيَـةِ ) الـخُـيَـلَا

                    ( لِـمَـرَّةٍ ) لِلدَّلالَـةِ علَى الـمَـرَّةِ ؛ الـمَصْدَرُ مُطْلَـقٌ : ضَرَبَه ضَرْبًا : ضَربَةً ضَرْبَتَـيْنِ ثَلاثَـةً ... الخ كُـلُّه وارِدٌ ، لكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أنْ تُـبَـيِّنَ أَنَّ الـحَدَثَ حَصَلَ مَـرَّةً واحِدَةً فَـقَطْ تَـأتي بِـوَزْنٍ آخَرَ وهُو : ( فَـعْـلَـةٌ ) : ضَرْبَـةٌ ، أَكْـلَـةٌ ، شَرْبَـةٌ .
                    ( وفِـعْلَـةً وَضَعُوا لِـهَـيْـئَـةٍ غَالِـبًـا ) إِذَا كانَ لِـبَـيَانِ الـهَـيْـئَـةِ : حَسَنُ الـجِلْسَـةِ ، حَسَنُ الـعِمَّـةِ ، وهكذَا يكُونُ بِـ : فِعْـلَـةٍ ، ( كَـ : مِشْـيَـةِ الـخُيَـلَا ) مَشَى مِشْيَـةَ الـخُـيَلاءِ ، مَشْيَـةٌ فَعْلَـةٌ : مَـرَّةٌ ، مِشْيَـةٌ فِعْلَـةٌ : هَيْـئَـةٌ (10) .
                    وقَـوْلُه : ( غَالِـبًـا ) احْتِرازٌ عنْ نَحْوِ : لَقِـيتُـهُ لِقَايَـةً وأَتَـيْـتُه إِتْـيَانَـةً ، فهذِه شَاذَّةٌ والقِـياسُ : لَقْـيَـةً وأَتْـيَـةً لِلْمَـرَّةِ ، وتَقُولُ : إِتْيَـةً ولِقْـيَـةً لِلْهَيْـئَـةِ .
                    انْـتَـهَيْـنَا مِنْ مَصَادِرِ الثُّـلاثِـيِّ ، يـقُولُ :

                    فَـصْلٌ في : أَبْـنِـيَـةِ ما زَادَ علَى الثُّـلاثِـيِّ

                    وهِيَ : سُدَاسِيٌّ كَاسْتَخْرَجَ ، وخُماسِيٌّ كانْطَلَـقَ ، ورُباعِـيٌّ كَدَحْـرَجَ و [ مِنْ مَزِيـدِ الثُّلاثِيِّ كَـ ] أَكْـرَمَ هذِه كُلُّها مَصَادِرُها قِياسِيَّـةٌ ؛ سَهْلَـةٌ ! ، يـقُولُ :

                    (75) بِكَسْـرِ ثَـالِثِ هَـمْزِ الوَصْلِ مَصْدَرُ فِـعْـ........ـلٍ حَــازَهُ مَـعَ مَــدِّ مَـا الأَخِــيرُ تَــلَا

                    ( بِكَسْرِ ثَـالِثِ هَمْزِ الوَصْلِ مَصْدَرُ فِـعْلٍ حَـازَهُ ) إِذَا كانَ الفِعْلُ مَبْدُوءًا بِهَمْزةِ الوَصْلِ مَصْدرُه يكُونُ مَكْسُورَ الثَّالِثِ : اسْتَخْرَجَ اسْتِخْراجًا ـ التَّاءُ مكسُورةٌ ـ ، انْطَلَـقَ انْطِلاقًا ـ الطَّاءُ مكسُورةٌ ـ .
                    ( مَعَ مَـدِّ مَـا الأَخِـيرُ تَـلَا ) أَيْ : معَ مَدِّكَ ما قَـبْلَ الأَخِيرِ ؛ اسْتَخْرَجَ : لَيْسَ فيها ألِفٌ قَبْلَ الأَخيرِ لكِنْ في الـمَصْدرِ يأتي : اسْتِخْراجٌ .
                    اسْتَخْرَجَ إِذَا أَردْتَ الـمَصْدرَ تكْسِرُ الثَّالِثَ وتأتي بِمَدٍّ قَبْـلَ الأَخِيرِ : اسْتِخْراجًا ، وانْطلقَ انْطِلاقًا ، واجْتَمعَ اجْتِماعًا ، وانْقَطَعَ انْقِطاعًا ، وهكذَا .

                    (76) وَاضْمُـمْــهُ مِنْ فِـعْـلٍ الـتَّـا زِيــدَ أَوَّلَــهُ........وَاكْـسِـرْهُ سَـابِـقَ حَـرْفٍ يَـقْـبَـلُ العِلَـلَا

                    ( وَاضْمُمْـهُ ) أَيِ اضْمُمْ ما قَـبْلَ الأَخِـيرِ ( مِنْ فِـعْلٍ الـتَّا زِيـدَ أَوَّلَـهُ ) يَعْني : أَنَّـهُ إِذَا كانَ مَـبْدُوءًا بِالتَّـاءِ يُضَمُّ [ ما قَـبْلَ الأَخيرِ مِنْ ] مَصْدَرِه : تَعَـلَّمَ تَعَـلُّـمًا ، تَـكَلَّمَ تَـكَلُّـمًا ، تَغَافَلَ تَغَافُـلًا ، تَـقَاتَلَ تَـقَاتُـلًا ، [ تَـدَحْرَجَ تَـدَحْرُجًا ] .
                    ( وَاكْسِرْهُ سَابِـقَ حَرْفٍ يَـقْـبَلُ العِلَـلَا ) وأَمَّا إِذَا كانَ الفِعْلُ مُعْـتَـلًّا فإِنَّـكَ تكْسِرُه ، كَـ : تَسَلْقَى تَسَلْقِـيًا ، تَـوَلَّى تَـوَلِّـيًا ، وهكذَا .

                    (77) لِـ ( فَعْلَـلَ ) ائْتِ بِـ ( فِعْلَالٍ ) و ( فَعْلَـلَـةٍ )................................................

                    ( فَعْلَـلَ ) الرُّبَاعِـيُّ الـمُجَرَّدُ لَـهُ مَصْدَرانِ : ( فِعْـلَالٌ ) كَـ : دَحْـرَجَ دِحْـرَاجًا ، و ( فَعْلَـلَـةٌ ) كَـ : دَحْرَجَ دَحْرَجَـةً (11) .
                    لكِنْ تَـقَدَّمَ لَنا في ( التَّصْرِيفِ العِـزِّيِّ ) ـ ولَـمْ يُبَـيِّـنْهُ هُـنَا ـ أَنَّ ( فَعْلَـلَـةً ) هُوَ القِـياسُ و ( فِعْلالًا ) سَماعِيٌّ ، وقالَ في الأَلْفِـيَّـةِ : [ الرَّجز ]

                    ( فِعْـلَالٌ ) اوْ ( فَعْلَـلَـةٌ ) لِـ ( فَعْلَـلَا )........واجْـعَـلْ مَـقِــيـسًـا ثَـانِــيًــا لا أَوَّلَا

                    (77) ................................................وَ ( فَـعَّلَ ) اجْعَلْ لَه ( التَّفْعِيلَ ) حَيْثُ خَلَا
                    (78.) مِـنْ لامٍ اعْـتَـلَّ لِلْحَـاوِيــهِ ( تَـفْـعِـلَـةً )........أَلْــزِمْ و لِـلْـعَـارِ مِـنْــهُ رُبَّــمَـا بُـــذِلَا (12)

                    ( وَ ) كذلِكَ ( فَعَّـلَ ) كَـ : كَـلَّمَ وعَـلَّمَ ( اجْعَـلْ لَـهُ التَّـفْعِـيلَ ) مَصْدَرَهُ كَـ : تَعْـلِـيمٍ و تَـكْلِـيمٍ .
                    ( حَيْثُ خَـلَا مِنْ لامٍ اعْـتَـلَّ ) إِذَا لَـمْ يَكُنْ لامُـهُ مُعْـتَـلًّا ؛ أَمَّا إِذَا كانَ لامُـهُ مُعْـتَـلًّا فَـ ( لِلْحَـاوِيــهِ تَـفْعِلَـةً أَلْــزِمْ ) (13) أَمَّـا إِذَا كانَ حاوِيًا حَرْفَ العِلَّـةِ ، مُعْـتَلَّ اللَّامِ تَزِنُـهُ بِـ ( تَـفْعِلَـةٍ ) : زَكَّى تَزْكِيَـةً ، صَلَّى تَصْلِـيَـةً ، وَلَّى تَـوْلِـيَـةً ، وهكذَا .
                    ( و لِلْـعَارِ مِنْـهُ رُبَّـمَـا بُـذِلَا ) قالَ الشَّارِحُ : ( أَيْ : ورُبَّـما بَـذَلُوا التَّـفْعِلَـةَ لِلْعارِي عنِ اللَّامِ الـمُعْـتَـلَّـةِ ) اهـ (14) ، يَعْني : أَنَّـنَا قُـلْنَا : إِنَّ الَّذي لَـيْسَ مُعْـتَـلَّ اللَّامِ قِـيَاسُ مَصْدَرِه : ( تَـفْعِـيلٌ ) ، و ( تَفْعِلَـةٌ ) لِـمُعْـتَلِّ اللَّامِ ، لكِنْ أَحْيانًا رأَيْنا العَرَبَ تَسْتَـعْمِلُ غَـيْرَ الـمُعْتلِّ بِـ ( تَفْعِـلَةٍ ) ، مِثْـلَ : [ بَصَّرَهُ تَـبْصِرَةً وذَكَّـرَهُ تَـذْكِـرَةً ، والقِياسُ : تَـبْصِيرًا وتَـذْكِـيرًا ] هذَا قالَ النَّاظِمُ رحمهُ اللهُ : ( رُبَّـمَا بُـذِلَا ) يَعْني : أَنَّـهُ قَلِـيلٌ .
                    [ ويَطَّرِدُ في الـمَهْمُوزِ الوَزْنَـانِ لأَنَّ لَه شَبَـهًا بِالصَّحِيحِ مِنْ وَجْـهٍ وبِالـمُعْـتَـلِّ مِنْ وَجْهٍ ، نَحْوَ : ] جَـزَّأَهُ [ تَـجْزِيـئًا و ] تَـجْزِئَـةً ، وخَطَّـأَهُ [ تَـخْطِـيئًا و ] تَـخْطِـئَـةً (15) .
                    ورُبَّـما بِالعَكْسِ ؛ ( تَـفْعِـيل ) اسْتَعْملُوهُ لِـمُعْتَـلِّ اللَّامِ [ كما قالَ الرَّاجِزُ : ]

                    بَـاتَـتْ تُـنَـزِّي دَلْـوَهَـا تَـنْـزِيَّـا........كَـمَـا تُـنَـزِّي شَـهْـلَـةٌ صَـبِـيَّـا

                    ( تَـنْـزِيًّـا ) : نَـزَّى قِـياسُ مَصْدَرِه تَـنْـزِيَـةً لأَنَّـهُ مُعْـتَلُّ اللَّامِ ، لكِن اسْتَـعْمَلَـتْه العَرَبُ : تَـنْـزِيًّـا ، هذَا قَـلِـيلٌ أَيْضًا .

                    (79) وَمَنْ يَصِلْ بِـ ( تِـفِعَّـالٍ ) ( تَفَـعَّلَ ) و ( الْـ........ـفِـعَّالِ ) ( فَـعَّـلَ ) فَـاحْـمَـدْهُ بِـما فَـعَـلَا

                    ( وَ مَـنْ يَـصِلْ ) ومَنْ أَرادَ أَنْ يَـصِلَ ( بِـ ) وَزْنِ ( تِـفِعَّـالٍ تَـفَـعَّـلَ ) كَـ : تَـكلَّـمَ تِـكِـلَّامًا ، تَـمَلَّـقَ تِـمِلَّاقًـا ، ( و ) بِوَزْنِ ( الْـفِـعَّالِ فَـعَّـلَ ) كَـ : كَـذَّبَ كِـذَّابًـا ( فَـاحْـمَـدْهُ بِـما فَـعَـلَا ) لأَنَّ العرَبَ اسْتَعْملَـتْه هكذَا (16) [ والأَلِفُ في ( فَعَلا ) لِلْإِطْلاقِ ] .
                    يَعْني : أَنَّ كذَّبَ مَصْدرُه ما هُو ؟ : تَـفْعِـيلٌ ؛ تكْـذِيبٌ ، لكِنْ سُمعَ مِنَ العربِ : كذَّبَ كِذَّابًـا ، وبِالتَّخْفِـيفِ : كِذَابًـا أَيْضًا (17) .
                    كذلِكَ أَيْضًا تَفَعَّلَ مَصْدرُهُ ماذَا ؟ : تَـفَعُّـلٌ ، لماذَا ؟ : لأَنَّـهُ مَبْدُوءٌ بِالتَّـاءِ ؛ كُلُّ ما بُـدِئَ بِالتَّاءِ يكُونُ ما قَـبْلَ آخِرِه مَضْمُومًا : تَعَلَّمَ تعلُّـمًا ، تَـكَلَّمَ تَـكَلُّـمًا ، تَسَلَّمَ تَسَلُّـمًا ، لكِنَّه أَتى بِـ ( تِـفِعَّالٍ ) : تَـمَلَّقَ تَـمَلُّـقًا هذَا هُو القِياسُ لكِنْ اسْتَعْملُوا : تِـمِلَّاقًـا بِمَعْنَى التَّمَـلُّقِ .

                    (80) وَقَـدْ يُـجاءُ بِـ ( تَـفْـعالٍ ) لِـ ( فَـعَّـلَ ) في........تَـكْـثِـيـرِ فِعْلٍ كَـ ( تَـسْيَـارٍ ) وقَـدْ جُعِلَا
                    (81) مَـا لِـلـثُّــلَاثِـيِّ ( فِـعِّـيــلَى ) مُـبَـالَـغَــةً........ومِنْ ( تَـفَـاعُـلٍ ) ايْضًا قَـدْ يُـرَى بَـدَلَا (18.)

                    ( وَقَـدْ يُـجاءُ بِـ ) وَزْنِ ( تَـفْعَـالٍ لِـفَـعَّـلَ ) أَحْيانًـا (19) ( في تَـكْـثِـيـرِ فِـعْلٍ ) عِنْـدَ إِرادةِ الـمُـبَالَـغَـةِ في كَـثْـرَةِ الفِعْلِ ، مِثْـلَ : ( تَـسْيَـارٍ ) سَيَّـرَ قِـيَـاسُ مَصْـدَرِه : تَسْيِـيرًا ؛ تَـفْعِـيلًا ، لكِـنْ اسْتَـعْملُوا ( تَسْيَـارًا ) لإِفادةِ الـمُبالَغَـةِ والكَـثْـرَةِ ، [ وطَـوَّفَ تَطْوافًـا ] .
                    ( وقَـدْ جُعِـلَا ) [ أَيْ : جُـعِلَ ؛ فالأَلِفُ لِلإِطْلاقِ ] ( مَا لِلـثُّـلَاثِـيِّ فِعِّـيـلَى ) المصْدرُ الَّذي لِلثُّلاثِـيِّ
                    أَحْيانًا يأتي بِوَزْنِ ( فِعِّـيـلَى ) : خَصَّهُ بِالشَّيْءِ خِصِّيصَى ، [ وحَثَّـهُ علَى الأَمرِ حِثِّيثَى ] ، وخِلِّـيفَى كما نُقِلَ عنْ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُ : (( لَوْ لا الـخِلِّيفَى .. )) ؛ فَـيأتي علَى ( فِعِّـيـلَى مُـبَالَـغَـةً ) أَيْ : لِلدَّلالَـةِ علَى الـمُبالَـغَـةِ .
                    ( ومِنْ تَـفَاعُلٍ أَيْضًا قَـدْ يُـرَى بَدَلَا ) : أَيْضًا ( فِعِّـيلَى ) يُـرَى بَدَلًا مِنْ ( تَـفَاعُلٍ ) كَـ : تَـرامَى القَوْمُ رِمِّـيًّا ، تَرامَى مَصْدرُه تَرامِـيًا ؛ تَفَاعُلٌ ، لكنَّهمْ اسْتَعْملُوا أَيْضًا رِمِّـيًّا بَدَلًا مِنْ تَـرامِـيًا .

                    ــــــــــــــــــــــــــــــ
                    (1) إِلَّا ما اسْتُـثْنِـيَ ، انظُـرِ الكَبِـيرَ ص (182ـ 183) .
                    (2) فَـ ( ذَا ) اسْمُ إِشَارَةٍ تَعُودُ علَى ( فِعْلِ صَوْتٍ ) وهُو في محلِّ رفْعٍ مُبْـتدأٌ ، و ( جَلا ) فِعْلٌ مَاضٍ بِمَعْنَى أَظْهرَ ، و ( الفُعالَ ) مَفْعُولٌ بِه لِـ ( جَلا ) ، وجُملَـةُ ( جَلا الفُعالَ ) خبرُ الـمُبْـتَدإِ ( ذَا ) ، معْناهُ : فِعْلُ الصَّوْتِ أَظْهرَ ( الفُعالَ ) مَصْدرًا لَه عندَ تَصْرِيـفِه في مِثْلِ قَوْلِكَ : صَرخَ صُراخًا ونَحْوِه ، أَفادَه الشَّارِحُ ، ويَجِـيءُ علَى فَعيلٍ كَثِـيرًا أَيْضًا كما سيأتي ، انظُرِ الكَبِـيرَ ص (184) .
                    (3) وسيَـذْكُـرُ مُسْتَـثْـنَياتٍ أُخْرَى قَـرِيبًـا ، قالَ الشَّارِحُ : ( ولَوْ قَـدَّمهُ هُـنَا لكانَ أَوْلَى ) اهـ .
                    (4) أَطْلَـقَه النَّاظِمُ رحمهُ اللهُ ، وهُو مَشْرُوطٌ بِأنْ لا يكُونَ لَوْنًا في الأَكْثرِ ؛ إِذْ قِـياسُه ( فُعْلَـةٌ ) بِالضَّمِّ ، نَحْوُ : كَـدِرَ كُـدْرَةً ، وحَـمِرَ حُـمْـرَةً ، وخَضِرَ خُضْرَةً ، قالَه الشَّارِحُ في الكبِـيرِ ص (185) ، وذَكرَ بَعْضَ ما سُمِعَ علَى غيرِ القِياسِ مِنْ غيرِ ذلِكَ .
                    (5) قَوْلُـهُ ( الـجارِي ) في الحاشِيَـةِ ص (51) : ( وفي بَعْضِ النُّسَخِ : الـجائِـي ، بِالـهَمزةِ ) اهـ ، ويُـلْحظُ فيه : نَـقْلُ فَـتحَـةِ ( أَوْ ) إِلَى نونِ تَـنْوِينِ ( فعالـةً ) : فعالَـتَـنَوْ .
                    (6) واخْتُلِفَ في كَوْنِهما قياسِيَّـيْنِ أوْ أحدُهما ، بلْ في مصْدرِ الثُّلاثِـيِّ كُـلِّه ، انظُر : الكبيرَ ص (185ـ186) ، و الحاشِيَـةَ ص (51) .
                    ونَـبَّـهَ الشَّارِحُ ص (186) عَـلَى أوْزانٍ أُخْرَى : ( فُـعْـلٌ ) كَـقَـرُبَ قُـرْبًـا ، و ( فُعْـلَـةٌ ) كَحَـرُمَ حُرْمَـةً ، و ( فِـعَـلٌ ) كَـعَظُمَ عِظَـمًا ، و ( فَـعَـلٌ ) كأَدُبَ أَدَبًـا ، و ( فَـعْـلٌ ) كَـخَفُضَ خَفْضًا ، و ( فَعْلَـةٌ ) كـكَـثُـرَ كَـثْـرَةً ، وغَيْرُ ذلِكَ .
                    (7) وضَبَـطَه الشَّارِحُ بِـرَفْعِ ( وَزْن فُـعَالٍ ) فاعِلًا لِـ ( جَـلا ) ، و ( مَعْـنَـاهُ ) مَفْعُولٌ بِه مُقَـدَّمٌ ، و ( الدَّاءُ ) علَى كِلا الضَّبْـطَـيْنِ مُبْـتَدأٌ و ( الـمُمِضُّ ) نَعْتٌ لَه ، وخبرُه جُملةُ ( جَلا ... ) الخ ، وقَدْ قرأَ الشَّيْخُ بَعْدُ كلامَ الشَّارِحِ ثُمَّ قالَ : هُو مُحتَمِلٌ ، واللهُ أَعلَمُ .
                    (8.)مَضْمُومَ العَيْنِ أَوْ غَـيْرَه فليْسَ إِعادَةً محْضَةً لما سبقَ في مَضْمومِ العَيْنِ كما زَعمَ ابْنُ النَّاظِمِ رحمهُما اللهُ ، انظرِ الكبِـيرَ ص (188.) .
                    (9) وهُو يُريدُ ـ واللهُ أَعلمُ ـ : اتْـرُكْـهُ لِحِرْفَـةٍ و وِلايَـةٍ ولا تسْتَعْمِلْهُ لِغَـيْرِهما ، لكنَّ العِبارةَ لا تَـفي بذلِكَ ، ولَوْ قالَ مكانَها : ( ضَعْ ) لَـحصَلَ الـمقْصُودُ ، واللهُ أعلَمُ .
                    (10) انظُرْ ما يُشْترَطُ لِذلِكَ وما يُسْتَـثْنَى ص (189ـ190) مِنَ الكبِـيرِ .
                    (11) وممَّا سُمِعَ فِـيه أَيْضًا : ( الفَـعْلَـلَى ) بِفَتْحِ الفاءِ نَحْوَ : قَهْقَـرَ القَهْقَـرَى أَيْ : رَجَعَ إِلَى الوَراءِ ، و : ( الفُعْـلُـلَى ) بِضَمِّها نَحْوَ : قَـرْفَصَ القُـرْفُصَى أَيْ : جلَسَ علَى أَلْـيَـتَـيْه وأَلْصَقَ بَطْـنَـهُ بِفَخِذَيْـهِ وتأبَّطَ كَفَّـيْـهِ ، الكَبِـير ص (192ـ193) .
                    (12) قَوْلُه : ( أَلْزِمْ ) يَصِحُّ أنْ يكُونَ أَمْرًا مِنَ الرُّباعِيِّ ( أَلْزَمَ ) ، ويَصِحُّ أنْ يكُونَ مِنَ الثُّلاثِيِّ ( لَزِمَ ) قُطِعَتْ همزتُهُ ( إِلْزَمْ ) إِمَّا لِلضَّرُورةِ وإِمَّا لأَنَّ أوائِلِ أعْجازِ الأَبْياتِ تُعامَلُ مُعامَلَةَ أَوائِلِ الصُّدُورِ فكأَنَّهُ ابْـتُدِئَ بَعْدَ قَطْعٍ وهذَا الوَجْهُ أَقْـرَبُ علَى هذَا الاحْتِمالِ ، والاحْتِمالُ الأَوَّلُ أَوْلَى في ضَبْطِ البَيْتِ ، واللهُ أَعْلمُ .
                    وقَوْلُه : ( ولِلْعارِ ) أَصْلُه : ( لِلْعارِي ) اكْتُـفِيَ بِالكَسْرِ عنِ الياءِ وهُو لُغَـةٌ خِلافًا لِـبَعْضِ الشُّرَّاحِ ، انظُرِ الحاشِيَـةَ ص (54ـ55) .
                    (13) فَـقَوْلُه : ( حيثُ خَلا مِنْ لامٍ اعْتَـلَّ لِلْحاوِيـهِ تَـفْعِلَـةً الْـزَمْ ) هُو علَى حَذْفِ حرْفِ العَطْـفِ وهو لُغَةٌ كما سبقَ ، أَيْ : ( فَعَّلَ اجْعَلْ لَه التَّـفْعيلَ حَيْثُ خلا مِنْ لامٍ اعْتلَّ ولِلْحاوِي اللَّامَ الـمُعْـتَلَّ تَـفْعلَـةً الْزَمْ ) أَوْ : ( أَلْـزِمْ ) .
                    (14) الكَبِير ص : (193) ، ويُنْـبَّه إِلَى أَنَّـهُ ضُبِطَ فيه ( بُـذِلا ) خَطَـأً بِالدَّالِ الـمُهْمَلَـةِ في البَيْتِ والشَّرْحِ .
                    (15) ما بَـيْنَ الأَقْواسِ مِنَ الشَّرْحِ الكَبِـيرِ ص (193) لا بُـدَّ مِنهُ ؛ وقَـدْ سَبقَ نظَـرُ الشَّيْـخِ ـ وهو يُرِيدُ التَّمثيلَ علَى الصَّحيحِ الَّذي شَذَّ بِوَجْهٍ واحدٍ ـ إِلَى التَّـنْبيه الَّذي ذكرهُ الشَّارِحُ نهايَـةَ المبحَثِ فيما يتعلَّـقُ بِالمهموزِ الوارِدِ بِالوَجْهَيْنِ فمثَّـلَ بِه علَى الصَّحِيحِ .
                    (16) فَمعْناهُ : صِلْ الفِعْلَ ( تَـفَعَّـلَ ) بِمَصْدرِه ( تِـفِعَّـالٍ ) ، قالَ الشَّارِحُ : ( الـمَصْدرُ يُوصَلُ بِـفِعْـلِه في تَصْرِيـفِه ؛ فصَوابُ العِـبَارةِ : ومَنْ يَصِلْ تِـفِعَّـالًا بِـتَـفَعَّـلَ ، فانْعكَسَ علَى النَّـاظِمِ ) اهـ منَ الكَبِـيرِ ص (194) ، ونازَعهُ ابْنُ الحاجِّ في حاشِيَـةِ الصَّغيرِ (55) .
                    (17) الكِـذَابُ بِالتَّخْفيفِ بِمعْنى الكَـذِبِ وبِالتَّشْدِيـدِ بِمعْنى التَّـكْذِيبِ ، فَـفَرْقٌ بَيْنهُما ولكِنْ جاءَ ذِكرُالأَخِـيرِ مِنْ بابِ المناسَبـةِ حيثُ قُـرِئَ قَـوْلُه تَعالَى في سُورةِ النَّـبَـأِ : (( لَا يَسْمَعُونَ فِـيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًـا )) بِـهما ؛ إِذَنْ هُو اسْتِـطْرادٌ ولَيْسَ وَجْهًا في مَصْدرِ ( فَعَّـلَ ) واللهُ أَعلَمُ .
                    (18.) يُلْحَظُ فِـيه : نَـقْلُ حركةِ همزةِ ( أَيْضًا ) إِلَى نُونِ تنْـوِينِ ( تَـفَاعُلٍ ) : وَمِنْـتَـفَـا / عُلِـنَـيْ / ضَنْـقَـدْ يُـرَى / بَـدَلَا .
                    (19) أَيْ : أنَّ ( قَدْ ) لِلتَّـقْلِـيلِ وذلِكَ علَى القَوْلِ بِأنَّـهُ سَماعِـيٌّ ، وعلَى القَوْلِ بِأنَّـهُ قِـياسِيٌّ فهِيَ لِلتَّحْقِـيقِ ، واخْتلَـفُوا كذلِكَ : هلْ هُو مصْدرٌ مِنَ المضَعَّفِ ( فَعَّـلَ ) كما قالَ النَّاظِمُ أمِ الثُّلاثِـيِّ ( فَـعَلَ ) ؟ انظُرِ الحاشِيَـةَ ص (55) .


                    تعليق


                    • #25
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

                      ونرجوا إكمال الشرح

                      أعانك الله ووفقك

                      تعليق


                      • #26
                        تفريغ الشرح كمل منذ مدة ، ولكني أتكاسل في رفعه ،
                        إن شاء الله قريبا أرفع الشرح كاملا في ملف واحد ..
                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 23-Dec-2009, 08:33 PM.

                        تعليق


                        • #27
                          ليتك تكمل رفع التفريغ

                          تعليق


                          • #29
                            رد: تفريغُ شرح لاميَّـةِ الأفعال للشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله ..

                            بارك الله فيكم على ما تقدموه من خير إلا أنه يحزني سؤال أود الأجابة عليه ما الفرق بين الشاذ والمقيس في اللغة؟

                            تعليق


                            • #30
                              رد: تفريغُ شرح لاميَّـةِ الأفعال للشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله ..

                              جزاكم الله خيراً
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله محمد بن فرج الليبي; الساعة 10-Nov-2012, 10:50 PM. سبب آخر: تعديل

                              تعليق

                              يعمل...
                              X