إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تفريغُ شرح لاميَّـةِ الأفعال للشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغُ شرح لاميَّـةِ الأفعال للشيخ محمد علي آدم الأثيوبي حفظه الله ..

    يرجى تثبيت هذا الخط لرؤية الموضوع بشكل أجمل ( هــنــــا ) .

    بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
    وبهِ نَستَعينُ
    الإخوة الفضَلاء ، هذا أوَّلُ الغَيثِ مِنْ تَفريغِ شَرحِ ( لامِيَّـةِ الأَفعالِ للإمامِ ابنِ مالكٍ رحمهُ الله تعالَى ) ، للشَّيخِ العلَّامةِ محمَّـد بنِ عليٍّ بنِ آدمَ الأثيوبي ، أطالَ الله عُمرَه في عافِيـةٍ وحُسْنِ عَملٍ ، ونَفعَ به .
    وسأنزِلُه علَى دُفعاتٍ ثُـمَّ أضُمُّـهُ في مَلَفٍّ واحِدٍ لِمن أرادَ الاسْتِفادةَ ، واعذُروني على التَّعليقاتِ الكَثيرةِ ، رُبَّما أمللتكُم ، وسأقَلِّـلُ مِنها في الدُّفعاتِ القادمةِ بِإذنِ الله تعالى .

    مُـقَـدِّمَـة

    الحمدُ لله ربِّ العالَمينَ وصلَّى الله وسلَّمَ علَى نَبِيِّنا محمَّدٍ وعلَى آلِه وصَحبِه أجمعينَ ، أمَّـا بعدُ :
    فَهذَا شَرحُ نَظمِ ( لامِيَّـةِ الأفعالِ ) لِلعلَّامةِ جمالِ الدِّينِ محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ مالِكٍ رحمهُ الله تعالَى .

    مُقارنةٌ بَينَ اللَّامِيَّـةِ وبَينَ متنَي ( البِناءِ ) و ( التَّصريفِ العِزِّي ) (1) :
    ... (2) مَـتنُ البِناءِ والتَّصريفُ العِزِّي أخذنَا خُلاصَتَها أو مضمُونَها ( أي أبنِيَـةَ الكلِماتِ ـ كما يَظهرُ مِن السِّياقِ ) في هذينِ الكتابَينِ ، لكِنْ هذِه ( أي اللَّاميَّـةَ ) تزيدُ علَيها بِأنَّها تذكُرُ لكَ الضَّوابِطَ ، الضَّوابِطَ المذكُورةَ في هذينِ الكِتابَينِ بِأوسعَ .
    هُوَ يذكُرُ لكَ الضَّابِطَ : ( الضَّابِطُ في كذا كذا ) ويَحصُرُ لكَ ـ علَى ما رآه ـ ما خَرجَ عنْ ذلِكَ ، فقطْ هذِه هيَ الزِّيادةُ ، ما خرجَ عنْ ذلِكَ الضَّابِطِ الَّذي أخذناهُ في الكِتابَينِ ، يذكرُ لكَ : هذَا هُو الضَّابِطُ وخَرجَ عنْ ذلِكَ كذَا وكذَا وكذَا منَ الأفعالِ ، ثمانِـيةُ أفعالٍ ، عِشرونَ فِعلًا ، ثلاثونَ فِعلًا ، وهكذَا يذكرُ لكَ هذِه .
    لِـماذَا ؟ : لأنَّ مَعرفةَ مَوادِّ اللُّغةِ الـمَقيسَةِ لا يُمكِنُ ، لا يُمكِنُ حصرُها ؛ فلِذلِكَ يقُولُ .
    وأمَّا الخارجُ عنِ القِياسِ فهذِه مَعدُودةٌ : في بابِ ( فَعَـلَ يَـفعَلُ ) ، في بابِ ( فَعَـلَ يَـفعِلُ ) ، في بابِ ( فَعَـلَ يَفعُـلُ ) ، وكذلِكَ في غيرِ ذلِكَ ، فهـذِه يُمكِنُ لِلطَّالِبِ أن يَحصُـرَها ويُحصِيَها ويَجعلَها في ذِهنِه ، وبعدَ ذلِكَ : كلَّه يُجريه علَى القِياسِ ؛ فلِذلِكَ اعتَنَى بِهذَا .

    مَضمُونُ هذَا النَّـظمِ :
    بَـيَّنَ الأفعالَ ، الأفعالُ : ( فِعلٌ ماضٍ ) ، وهُو يَنقَسِمُ إلَى : مُجـرَّدٍ ومَزيدٍ ، وكذلِكَ أيضًا ( المضارعُ ) مِثلُه ، تَصرِفُه ، وكيفَ يتصرَّفُ ؟ وكَيفَ يأتي ؟ : بِـزِيادةٍ في أوَّلِـهِ : ( نَـأَيْتُ ) ( أَتَـيْتُ ) ، إلَى آخِرِه .
    ثُمَّ ما يَتعلَّقُ بِهذَينِ ؛ وذلِكَ أساسًا أنَّ أقسامَ الكلِماتِ عِندَ النُّحاةِ أو الصَّرفِـيِّينَ ثلاثةٌ : اسمٌ ، وفِعلٌ ، وحَرفٌ .
    فَـأمَّا الحرفُ فنَسْتَغْني عنهُ ؛ لأنَّه لا يَـتصَرَّفُ ، (قالَ ابنُ مالِكٍ رحمهُ الله تعالَى في الألفِيَّـةِ ) : ( الرَّجَزُ ) :

    حَرفٌ وشِبْـهُه مِنَ الصَّرفِ بَري .... ... وما سِـواهُما بِـتَـصريفٍ حَـري

    بَقيَ ماذا ؟ : الاسمُ والفِعلُ .
    كذلِكَ أيضًا مِنَ الاسمِ هُـناكَ جانِبٌ وهُو ( الـمَبْـنِـيَّاتُ ) ، فَهـذِه تَخـرُجُ أيضًا لأنَّـه لا حظَّ لَها في التَّصريفَاتِ ، بَقيَ الأسماءُ الَّتي تَـتصرَّفُ من : اسمِ الفاعِلِ واسمِ المفعُولِ وأفعَل التَّفضيلِ وكذلِكَ الصِّفةُ المشَبَّهةُ ، وكذلِكَ أيضًا : اسمُ الزَّمانِ ، اسمُ المكانِ ، المصدَرُ ، اسمُ الآلةِ ، وهذَا مضمُونُ الكِتابِ كلِّه (3) ، وهذَا هُو الَّذي درَسْناهُ في الكِتابَـينِ السَّابِقَينِ ( البِناء ، والعِزِّي ) إمَّا بِالإيجازِ وإمَّا بِالبَسطِ (4) ، فهُو هذَا .
    ويَتكلَّمُ عنْ هذَا على أسلُوبٍ رُبَّما تَستصْعِبُونَـهُ وتَـقُولُونَ : هذَا بَعيدٌ ، ما نَفهَمُـهُ !!
    لا ، لا تَقولُوا : ( ما نَفهمُه ) هُو نَفسُ الدَّرسِ الَّذي مَضَى مَعَنا ، ولكِنْ الميزةُ الَّتي امتازَ بِها ما هُو ؟ : أنَّه إلى جانِبِ أنَّه يَذكُرُ الضَّوابِطَ القِياسِيَّـةَ يُريدُ أن يَحصُرَ لنَا الشَّواذَّ الَّتي خَرَجتْ مِن تِلكَ الضَّوابِطِ ، هذَا هُو مَيزةُ هذَا الكِـتابِ .

    مِن شُروحِ هذَا النَّظمِ :
    وأيضًا كلُّ عالِمٍ يَتكلَّمُ حَسبَ ما بدَى له ثُمَّ يأتي مَن بعدَه يَسْتَدرِكُ عليهِ ، فـ ( بَحْـرَق ) الشَّارِحُ هُو أيضًا ـ مِن عُلماءِ القَرنِ الثَّامِنِ والتَّاسِعِ أخذَ مِنَ القَرنَينِ ـ هُو أيضًا استدركَ علَيه موادَّ لأنَّـهُ اسْتَوفَى الكِتابَ ، شَرحهُ بِشَرحِـهِ الكبيرِ هذَا : ( فَـتحُ الأقْـفَالِ ) شرْحٌ عظيمٌ لا نَظيرَ لهُ في بابِه (5) ، وكَذَلِكَ يحصُرُ لكَ الموادَّ الَّتي تأتي بِـ ( فعَلَ يَـفعَلُ ) وبـ ( فعِلَ يَـفعَلُ ) وبِـ ( فعُلَ يَـفعُلُ ) وهكذَا ، يَسْـرُدُ لكَ مِئةَ مثالٍ ، مئَـتَينِ ، مِئةً وخَمسينَ ، مِئَـةً وسِتِّينَ إلى آخِرِه ، فبِذلِكَ فاقَ كِـتابُه علَى غَيرِه (6) ، ولَهُ شَرحٌ أيضًا أصغَرُ مِن هذَا (7)
    وعليه حاشِيَـةٌ لِلرِّفاعِي (8.) ، وكذلِكَ أيضًا شُـرُوحٌ أخرَى (9) .

    عِدَّةُ أبياتِ هذَا النَّظمِ وقيمتُهُ العلْمِيَّـةَ :
    فالمهِمُّ أنَّ ابنَ مالِـكٍ رحمهُ الله تَعالَى أجادَ وأفادَ في هذِه الـمِئَـةِ والأربعةَ عشَـرَ بَـيْـتًا ، مسائِـلُ يُمكِنُ لِلطَّالِبِ أن يَستفيدَ مِنها طُولَ حَياتِه إذَا حَفِظَها وفهِمَها .

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) الخطبةُ سَقطتْ منَ التسجيلِ والعَـناوِينُ اجتِهادٌ مِنِّي حَسبَ ما ظهَرَ لي ، وكذلِكَ كلُّ ما جاء بينَ قوسَينِ بِهذَا اللَّونِ أثناءَ الشَّرحِ .
    ومتنُ البِناءِ هو المختصَرُ المشهُور في علمِ الصَّرفِ ويُعرَفُ أيضًا بِـ ( بِناءِ الأفعال ) لمؤَلِّفٍ مجهُولٍ وقد نُسِبَ إلى غيرِ واحدٍ لكن في كلِّ ذلِكَ نظرٌ ، وانظُر لِلتَّـفصيلَ في ذلِكَ تَقديمي لِهذَا المتنِ بضَبطِ وتَعليقِ الشَّيخِ أحمدَ الحازمِيِّ ( نُسخةَ منتدَياتِ الآجُرِّيِّ ) .
    و ( التَّصريفُ العِزِّيِّ ) هو المتنُ المنسُوبُ إلَى مؤلِّفه ( عِزِّ الدِّين عَبدِ الوَهَّابِ بنِ إبراهيمَ الزَّنجاني ( ت 655 )طُبِعَ غيرَ مَـرَّةٍ .
    (2) سقطَ مِنَ التَّسجيلِ والظَّاهِـرُ أنَّ الشَّيخَ حفظهُ الله تكلَّمَ ـ بعدَ حمدِ الله تعالَى والصَّلاةِ والسَّلامِ على رسُولِه صلَّى الله عليه وعلَى آلِه وسلَّم كما هِـيَ عادتُه في درُوسِه ـ عنْ موضُوعِ علمِ التَّصريفِ وهُو أبـنِـيَـةُ الكلِماتِ ( الأسماءِ والأفعالِ ) وما سَبقَ دِراستُه مِنها في المتـنَينِ المذكُورَينِ فعلَى هذَا يرجِعُ الضَّميرُ في ( خُلاصتِها ومضمُونِها ) إليها أي ( أبنِـيةِ الكَلِماتِ ) .
    (3) هذِه المفرَداتِ الَّتي ذكرَ الشَّيخُ أنَّ ابنَ مالكٍ تناوَلَها في منظُومَتِـهِ كلُّها ترجِعُ إلَى الفِعلِ ولذَا خصَّها بِه ـ كما قالَ الشَّارحُ ـ ، وبَـيَّنَ أنَّ إحكامهُ مِفتاحُ مُحكَمِ اللُّغةِ ، قالَ ابنُ مالكٍ رحمهُ الله : ( البسيطِ ) :

    وبَـعدُ فَـالفِـعلُ مَن يُحكِـمْ تَصرُّفَـهُ ..... .. يَـحُـزْ مِنَ اللُّغةِ الأبْوابَ والسُّـبُلا

    فالمرادُ بِالفِعلِ في البَيتِ ـ قالَ الشَّارحُ ص 27 ـ : ( الفِعلُ الصِّناعِيُّ مِن ماضٍ ومُضارعٍ وأمرٍ معَ ما يَشتَمِلُ على حُروفِ الفِعلِ ومعناهُ مِن مصدَرٍ واسْمَي فاعلٍ ومفعُولٍ واسْمَيْ زمانٍ ومَكانٍ وما يَلتَحِقُ بِها ) ، مِن هُنا جاءتْ تَسمِيَـةُ المنظُومةِ بـ ( لامِيَّـةِ الأفعالِ ) لأنَّـهُ بيَّنَ الأفعالَ ـ وهيَ أصلُ البابِ ـ وما يَـتعلَّقُ بِها كما قالَ الشَّيخُ ممَّا ذَكـرَ ، و بيَّـن الشَّارحُ وجهَ هذه العَلاقةِ فَـقالَ ( ص 2 . ) : ( الفِعلُ ثلاثةُ أقسامٍ : ماضٍ ومُضارعٌ وأمرٌ ، ولا بُدَّ لِكُلِّ فِعلٍ مِن مَصدرٍ ومن فاعلٍ ، فإن كانَ مُتَعدِّيًا فلا بُدَّ مِن مَفعُولٍ به ، وقدْ يُحذَفُ الفاعِلُ ويُقامُ المفعُولُ بِه مَقامَه فيَحتاجُ إلى تَغييرِ صِيغةِ الفِعلِ لهُ ، ولابُدَّ أيضًا لِوُقوعِ الفِعلِ مِن زمانٍ ومكانٍ ، وقَد يَـكُونُ لِلفِعلِ آلةٌ يُـفعَلُ بِها ، فانحصَرَتْ أبوابُ هذِه المنظُومةِ فيما ذُكِرَ مِن بابِ الفِعلِ المجَرَّدِ وتَصاريفِه وبابِ أبنِـيَـةِ أسماءِ الفاعِلينَ والمفعُولِـينَ مِنَ المجرَّدِ والمزيدِ فيـهِ ، وبابِ أبنيةِ المصادِرِ مُجـرَّدةً ومزيدةً فيها ، وبابُ أسماءِ الزَّمانِ والمكانِ وما يَلتحِقُ بِهما مِنَ الآلةِ وغَيرِها ) اهـ .
    (4) الكلِمةُ غَيرُ واضِحةٍ وهذا الَّذي يَظهَرُ مِنَ السِّياقِ والله أعلمُ .
    (5) طُبِـعَ بِاسمِ ( فَتحُ الأقفالِ وحلُّ الإشكالِ بِشرحِ لامِيَّـةِ الأفعالِ المشهُورُ بِالشَّرحِ الكَبيرِ ) عنْ جامِعةِ الكُويتِ بِتحقيقِ الدُّكتور مُصطَفَى النَّحَّاسِ سنةَ 1414 ، و سمَّاه صاحِبُ كَشفِ الظُّـنُونِ وغيرُه بـ ( فَتحُ الأقفالِ وضَربُ الأمثالِ ) ، ولم يَذكُرِ الشَّارِحُ اسمًا لِكِتابِه لَكنَّه ذَكرَ في مُقدِّمتِه أنَّه ( ضَبطَ أبياتَ اللَّامِيَّـةِ وفَتحَ مُقفَـلَها وحَـلَّ مُشكِلَها وأكثَـرَ مِن ضَربِ الأمثالِ .. ) فلعلَّ الاختِلافَ في العُنوانِ عندَ منْ سَمَّى الكِتابَ جاءَ مِن هُنا ، ولَم يَذكُر المحقِّـقُ المشارُ إليه عُنوانًا علَى شَيْءٍ مِن المخطُوطاتِ الَّتي اعتَمدَها .
    و ( بَحرَق ) هُو : محمَّد بنُ عُمر بنِ مُبارَك الحِميَريّ الحضْرَمِيّ الشَّافِعيّ وُلِدَ بِحَضرمَوتَ سَنةَ 869 وتُـوُفِّيَ بِالهِندِ سَنةَ 930 ـ أي أنَّـه أخذَ مِن القَرنَينِ الـتَّاسِعِ والعاشِـرِ ـ لَهُ مصَنَّـفاتٌ كَـثيرةٌ ، انظُرْ : الأعلام لِلزِّرِكْلِـيِّ (6/317) وترجَمَ لهُ صَاحِبُ النُّور السَّافِر لكنِّي تركتُـهُ لما نَقَلَ عنهُ مِنَ الخرافاتِ والمخاريقِ الصُّوفِيَّـةِ ولا غَـرْوَ فَـالعَيدَرُوسُ مُولَعٌ بِهذَا البابِ ! .
    (6) فَـهُما أمرانِ زادَهُما الشَّارحُ علَى ما في اللَّامِيَّـةِ : الأولُ : اسـتِـدراكُ مَـوادَّ شاذَّةً خارِجةً عنِ الأصُولِ المقيسِ علَيها ندَّتْ عنِ ابنِ مالكٍ رحمهُ الله تعالَى ، والثَّـاني : إيرادُ جُملةٍ وافِـرةٍ من أمثِلَـةِ الفِعلِ المقيسَةِ زيادةً علَى ما مثَّـلَ به ابنُ مالِكٍ رحمه الله ، وقد وصلَ عددُ الأفعالِ الَّتي جمعَها إلى أكثَر مِن ألفَي فِعلٍ ، قالَ ( ص29 ) : ( وذلِكَ مُعظَمُ مَوادِّ اللُّغةِ بِحيثُ لا يَـفُوتُ على مَن عَـرفَ ذلِكَ إلَّا القَليلُ ) ، وسَببُ هذَا التَّوسُّعِ كما قالَ ( ص24 ) : ( لا فائِدةَ في مَعرِفةِ الشَّاذِّ لِـمَن لا يَعرِفُ الأصلَ المقيسَ عليه كما لا تَعظُمُ الفائِدةُ في مَعرِفةِ غريبِ اللُّغةِ قبلَ مَشهُورِها ) اهـ . وأضافَ أشياءَ أخرَى انظُر لِلتَّوسُّعِ فيها تقديمَ محقِّقِ ( فتحِ الأقفالِ ص 13 ـ 17 ) .
    (7) وهُو الشَّرحُ الصَّغير ، مختَـصَرٌ مِن الكبيرِ ( فتحِ الأقفالِ ) ، صَرَّح بِذلِكَ في مُـقَدِّمتِـهِ ، انظُـرْه : ( ص 5 طبعةَ المكتَبـةِ العصريَّة بيرُوت مع حاشِيـةِ الطَّالِبِ بنِ حمدُون بنِ الحاج ) .
    (8.) هُو أحمدُ بنُ مَحجُوب الفَيُّومِيُّ الأزهَرِيُّ الرِّفاعيُّ : فقيهٌ مالِكيٌّ مِن النُّحاةِ ، وُلِدَ بِإحدَى قُرَى الفَـيُّومِ ونَشأ بِالقاهِرةِ ودرَّسَ بِالأزهَرِ 53 سَنةً ! وتُـوُفِّيَ بِالقاهِـرةِ سنةَ 1325 عن نَحوٍ مِن 75 سَنةً لهُ هذِه الحاشِيَـةَ ومصَنَّفاتٌ أخرَى في البلاغةِ والعَـرُوضِ وغيرِ ذلِكَ . انظُرْ : ( الأعلام 1 / 202 ) .
    وعلَى هذَا الشَّرحِ حَواشٍ أخرَى مِنها ما سَبقَ الإشارةُ إليه آنِفًا : حاشِيَـةُ الطَّالبِ بنِ حَمدُون ابنِ الحاج الفاسي ( ت : 1273 ) ، انظُـرْ : ( الأعلام ج 6 ص 171 ) .
    (9) مِنها علَى سَبيلِ المِثالِ :
    شَرحُ ابنِ المصَنِّفِ بَدرِ الدِّينِ محمَّد بنِ محمَّد بنِ عبدِ الله بنِ مالكٍ واشْتَـهَـرَ بِابنِ النَّاظِمِ ـ أي ناظِمِ الألفِيَّـةِ ـ رحمهم الله ( ت : 686 ) انظُـرْ ( الأعلام 7 /31 ) وقَد طبعتهُ دارُ المشاريعِ .
    2 ـ تَحقيقُ المقالِ وتَسهيلُ المنالِ في شَرحِ لامِيَّـةِ الأفعالِ لأبي عبدِ الله محمَّد بنِ عبَّاسِ التِّـلِمسانيِّ ( ت : 871 ) ، انظُـرْ ( الأعلام 6/183) و ( كشفَ الظُّنونِ 2/1536) .
    3 ـ شرحُ أحمدَ بنِ محمَّد بنِ يَعقُوبَ الدَّلالي المغرِبي ( ت : 1128 ) ، انظُـرْ ( إيضاحَ المكنُون 2/397 ) .
    4 ـ مِنَ الشُّرُوحِ الحديثـةِ : ( عَونُ المعينِ بشرحِ اللَّاميَّـةِ معَ زياداتِ بَحرَق وابنِ زينٍ ) لِأحمدَ بنِ محمَّد الأمينِ الجكني الشَّنْـقِيطِـيِّ ، طبعتهُ دارُ الفكرِ العربيِّ بِـبَيرُوتَ .


    وإلى لقاءٍ معَ الدُّفعةِ الثَّـانِيـةِ بِإذنِ الله تعالَى .
    والحمدُ لله ربِّ العالمينَ ، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصَحبِه أجمعينَ .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 26-Oct-2008, 03:47 PM.

  • #2
    الدفعة الثانية ..

    شَرحُ خُطبَـةِ النَّاظِـمِ :
    قالَ رحمهُ الله تعالَى :

    بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ


    ( البسيطُ)
    (1).....الْـحَـمْــدُ لله لا أَبْـغِــي بِــهِ بَـــدَلَا ...........حَـمْـدًا يُـبَـلِّـغُ مِـنْ رِضْوَانِـهِ الأمَــلَا
    (2).... ثُـمَّ الصَّـلَاةُ عَـلَى خَـيْـرِ الـوَرَى وعَلَى .......... سَـاداتِــنَـا آلِــهِ وصَحْـبِـهِ الـفُـضَـلَا
    (3)....و بَـعْدُ فالفِـعْـلُ مَنْ يُـحكِـمْ تَـصَـرُّفَـهُ .........يَـحُـزْ مِـنَ اللُّـغَـةِ الأبْـوَابَ و السُّـبُـلَا
    (4) ....فَـهَاكَ نَـظْـمًـا مُـحِـيطًا بِالـمُهِمِّ وقَـدْ .......... يَـحْوِي التَّفاصِيلَ مَنْ يَسْتَحضِرُ الجُمَلَا

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ الشَّـرحُ
    أوَّلًا :
    البدَاءَةُ بِالبسمَلةِ معرُوفةٌ ومَشهُورةٌ ، ولها أدلَّـةٌ مِن السُّنَّـةِ ، أنَّـهُ صلَّى الله عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كانَ يَبدأُ كُـتُـبَه بالبَسملةِ (1) ، والحمدَلَـةُ كَذلِكَ .
    ( الْـحَمْـدُ لله ) : هذَا مُبتَـدَاٌ وخَبرٌ ، ( الْـحَمْـدُ ) ثابِتٌ ومُسْتَحَـقٌّ ( لله ) سُبحانَه وتعالَى .
    ( لا أَبْـغِـي بِـهِ بَـدَلًا ) : أيْ لا أطلُبُ بِذَلِكَ الحمدِ بَدلًا ، إنَّـما لله لِما يَستَحِـقُّه .
    ( لا أَبْـغِـي بِـهِ ) : أي بِالحمدِ ، ويَحتَمِلُ أن يَكُونَ ( بِـهِ ) راجِعًا إلى الله سُبحانهُ وتعالَى ، أيْ : لا أبغي بِالله تعالى ربًّا سِواهُ .
    ( حَـمْـدًا ) : أحْـمَـدُه حَـمدًا ( مصدرُ فِعلٍ مُـقَـدَّرٌ ) .
    ( يُـبَلِّـغُ مِنْ رِضْوَانِـهِ الأمَلَا ) : يُبلِّـغُ الأمَـلَ أي المقصُودَ والمأمُولَ مِن رِضوانِ الله سُبحانَهُ وتعالَى .
    ثُمَّ أتـبَعَهُ بِالصَّلاةِ لأنَّه مِن سُنَّـةِ العُلماءِ أن يُتبِعُوا ذلِكَ الحمدَ والبسملةَ بِالصَّلاةِ : ( ثُـمَّ الصَّلَاةُ عَلَى خَيْـرِ الوَرَى وعَلَى سَاداتِـنَا آلِـهِ وصَحْبِـهِ الـفُـضَلَا ) .
    ثُمَّ قالَ : ( وبَـعْدُ ) : أيْ : وبَعدَ ما تَـقدَّمَ مِن البَسملةِ والحمدَلةِ والصَّلاةِ والسَّلامِ على رسُولِ الله وعلى آلِه وصحبِه .
    ( فالفِـعْلُ ) : أي الفِعلُ الاصطِلاحِيُّ أي الصِّناعِيُّ الَّذي اصطَلَحَ عليه أهلُ هذا الفَنِّ ـ عُلماءُ الصَّرفِ ـ ؛ لأنَّ الفِعلَ في اللُّغةِ معناهُ الحدَثُ ولَيسَ مقصُودًا هُنا ، إنَّما المرادُ : الفِعلُ الصِّناعِيُّ وهُو الَّذي يَنقَسِمُ إلى ثلاثَةِ أقسامٍ كما سَبقَ لنا : ماضٍ ومُضارعٌ وأمـرٌ ، أو إلى قِسمَينِ على رأيِ الكُوفِـيِّـينَ : ماضٍ ومُضارعٌ ، هذَا هُو المقصُودُ هُنا .
    ( مَن يُـحكِمْ تَصَرُّفَـه ) : مَن يُـحكِم تَـقلُّباتِه إلى ماضٍ ، إلى مُضارعٍ ، إلى أمرٍ ، إلى اسمِ فاعِلٍ ، إلى اسمِ مفعُولٍ ، وكذلِكَ تَوابِعُه ، الفِعلُ وما يَتـفَـرَّعُ عليـهِ .
    ( الفِـعْلُ مَنْ يُـحكِمْ تَصَرُّفَـهُ ) أي : مَن يُتـقِنْ تَصَرُّفَ الفِعلِ ( يَـحُزْ مِنَ اللُّـغَـةِ ) أي : يَجمعُ ويُحيطُ مِن لُغةِ العَربِ ( الأبْـوَابَ ) أي : مَوادَّ اللُّغةِ ، أنواعَ اللُّغةِ ( و السُّـبُـلَا ) أي : الطُّـرُقَ المُوصِلةَ إليها .
    معنَى ذلِكَ : أنَّ مَن أتـقَنَ ضَوابِطَ وقَواعِدَ تَصَرُّفِ الفِعلِ لا يَخفَى عليه شَيءٌ ، بَقيَ عليـهِ : مُراجعةُ علمِ اللُّغةِ .
    ( فالأقسامُ ثلاثةٌ ) : رجلٌ يَعرِفُ القَواعِدَ الصَّرفِـيَّـةَ فهذَا صَرْفِيٌّ ، وآخرُ يُتقِنُ موادَّ اللُّغةِ ، ما ذُكِرَ في القامُوسِ المحيطِ وفي لِسانِ العربِ وغيرِها مِن موادِّ اللُّغةِ بِحيثُ إنَّـهُ يَحفظُ كثيرًا مِنها ! فهذَا لُغَوِيٌّ فقطْ ، والثَّالثُ يَجمعُ بَينهُما فهذَا هُو المحقِّـقُ .
    أوَّلًا أخذَ علمَ الضَّوابِطِ ـ علمَ الصَّرفِ ـ فَـيَعرفُ الضَّوابطَ ، ثُمَّ هذا العلمُ ـ علمُ الصَّرفِ ـ لا يُعطيكَ أنَّ فلانًا كَـرُمَ ـ مِنْ بابِ : فَـعُلَ ـ أو كَرِمَ ، لا تعرفُ ذلِكَ ، أنتَ تعرفُ تصَرُّف ما جاءَ على ( فَـعُلَ ) مضارعُـهُ ( يَفعُلُ ) ؛ لأنَّ عِندَك القاعِدةُ ، لكِنْ ما الَّذي يَدخُلُ في هذَا ؟ ( فَـرِحَ ) لَو قرأتَه ( فَـرُحَ ) يُمكِنُ ! ما الَّذي يَحميكَ ويَصُونُكَ عن الخطإ في هذَا ؟ : موادُّ اللُّغةِ .


    فيلزَمُكَ ـ إلى جانِبِ أنَّكَ نَحْوِيٌّ صَرفيٌّ ـ علمُ اللُّغةِ ؛ ولِذلِكَ قلنا فيما سَبقَ في ( التُّحفَـةِ الـمَرضِيَّـةِ ) (2) :
    ( الرَّجْـزُ )

    نَـحْـوٌ و صَـرْفٌ واشْتِـقَـاقٌ ولُـغَـهْ ...........هذِي الأساسُ فاجتَـهِدْ أن تَـبلُـغَـهْ

    ( نَـحْوٌ و صَرْفٌ واشْتِـقَاقٌ ولُـغَـةٌ ) كذلِكَ أيضًا ( علمُ الاشْتِـقاقِ ) (3) : كيفَ يُشْتَـقُّ هذَا مِن ذاكَ ؟ هذَا أيضًا مُعينٌ ، مُـبَـيِّـنٌ ومُوضِّحٌ لكَ ، هذِه أساسٌ لعلمِ اللُّغةِ العَربِيَّـةِ .
    فإذَا كانَ كذلِكَ ـ قالَ : ـ ( فَـهَاكَ نَظْـمًا ) أي فخُذْ ( نَظْـمًا ) أي كلامًا منظُومًا ( مُـحِيطًا بِالـمُهِمِّ ) فلا يُحيطُ بِكُلِّ لُغةِ العرَبِ ، إنَّـما محيطٌ بمهِمِّها ، وما هُو المهِمُّ ؟ : أن تَعرِفَ الضَّوابِطَ القِياسِيَّـةَ والقَواعِدَ الكُلِّـيَّـةَ ، وتَعرِفَ ما خَرَجَ مِنها مِنَ الشَّواذِّ ، هذَا هُو المهِمُّ ، فإذَا أتقَنَ الإنسانُ ذلِكَ ما بَـقِيَ عليه إلَّا أفرادَ موادِّ اللُّغةِ ، وهذَا يَستَطيعُ أن يُتابِـعَهُ .
    وأمَّـا إذا لم يَكُنْ عِندَهُ أصْلٌ أصيلٌ ورصِيدٌ مِن هذَا العِلمِ وهُو : معرِفةُ تَصَرُّفاتُ كلامِ العرَبِ فهذَا بَعيدةٌ عنهُ معرفةُ اللُّغةِ العرَبِيَّـةِ .
    ( وقَـدْ يَـحْوِي التَّفاصِيلَ مَنْ يَسْتَحضِرُ الجُمَلَا ) : وإنَّما قلتُ لكَ هذا بمنزِلةِ التَّعريفِ ؛ لأنَّـهُ ( قَـدْ يَـحْوِي ) أي يجمعُ ( التَّفاصِيلَ ) تَـفاصِيلَ الأُمورِ ( مَنْ يَسْتَحضِرُ الجُمَلَا ) : الَّذي عِندَهُ الـجُملةَ يَستَطيعُ أن يَتَصَرَّفَ في التَّفاصِيلِ ، والَّذي ليسَ عِندَهُ الـجُملةَ مِن أينَ يأتي بِالتَّفاصِيلِ ؟ لا يَستطيعُ .
    أوَّلًا تأتي إلى المركزِ الأساسي تَشتري البضائِـعَ جُملةً ثُمَّ تأتي في دُكَّانِكَ وتُوزِّعُها تفصيلًا ، فالَّذي عِندَهُ الأصلُ يَستطيعُ أن يتصَرَّفَ في دُكَّانِه والَّذي لم يأخُذْ هذَا الأصلَ كيفَ يتصَرَّفُ ؟! لا يُمكِنُ .
    إذَنْ هذَا هُو المُهِمُّ الدَّاعي إلى أن يُجعلَ هذَا الكِتابَ نصبَ عَينِ الـحُـفَّاظِ : يَحفظُونهُ ثُمَّ يفهمُونَه ، ليسَ الحفظُ فقطْ مطلُوبًا ، إنَّما معَ الفَهمِ .
    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) كما في كِتابِه صَلَّى الله عليه وعلَى آلِه وسلَّمَ إلى ( هِرَقْلَ ) عِندَ البُخاريِّ ( ح7 وغيره ) ، وكما في كِتابِ صُلحِ الحدَيبِـيَـةِ ، ولِهذَا استَـقَرَّ عملُ الأئِمةِ المصنِّفينَ على افتِتاحِ كُتبِ العلمِ بِالبَسملةِ وكذَا معظَمُ كُتبِ الرَّسائِلِ كما قالَ الحافظُ في بِدايةِ شَرحِ الصَّحيحِ ، وأمَّـا الحمدَلَةُ فقالَ إنَّها لم تَثبُتْ ـ في السُّنَّـةِ ـ في الكِتابَـةِ وإنَّما هيَ مختَصَّةٌ بِالـخُطبِ دُونَ الكُتُبِ وعلى هذَا يُحملُ صَنيعُ مالكٍ وأحمدَ والبُخاريِّ وغيرِهمْ مِن الأئِمَّةِ رحمهمُ الله تعالَى في افتِتاحِ كُتُبِهم ، أو أنَّهم حمدُوا لفظًا دونَ كِتابةٍ ، ومن بَدأ كتابَهُ بِخُطبة حمدَ وتَشَهَّدَ كما صنعَ مسلمٌ رحمه الله تعالَى ، انظُر ( فتحَ الباري 1/ 9ـ 10 ) ، وهذَا ما صنعهُ ابنُ مالِكٍ رحمهُ الله تعالى أيضًا .
    (2) نَـظمٌ في أصُولِ الفقهِ عَلى طَريقةِ أهلِ السُّـنَّـةِ السَّنِـيَّـةِ في نحو 3072 بَـيتًا ! للشَّيخِ حفظهُ الله تعالى ، وقدْ شَـرَحهُ الشَّيخُ في ثلاثِ مُجلَّداتٍ بِعُنوانِ : ( المِنْـحَةُ الرَّضِـيَّـةُ في شَرحِ التُّحفةِ المرْضِيَّـةِ ) ، والبيتُ فيه في ( 2 / 698 ط الرُّشد بالرِّياض ) .
    (3) انظُرْ تَعريفَه وأنواعَه والفَرقَ بَينَه وبينَ الصَّرفِ في ( أبجدِ العُلُومِ ) للأمير صِدِّيق حسنْ خانَ رحمهُ الله تعالى ( ص 272ـ 273 ط : دار ابن حزم ، بَيرُوت ) وفصَّلَ فيه الشَّيخُ حفِظهُ الله تعالى في المِنحةِ ( 2 / 709 ـ 716 ) فراجِعهُ فإنَّـه بَحثٌ نَفيسٌ .
    ومِن المصنَّفاتِ فيه : ( اشتِقاقُ الأسماءِ ) لِلأصْمَعيِّ ، و( الاشتِقاقُ ) لابنِ دُريدٍ ، و( العلَمُ الخفَّاقُ ) لِصدِّيق حسن رحمهُم الله تعالى .
    فائِدةٌ : علُومُ اللُّغةِ اثْنا عَشَرَ عِلْمًا : النَّحْوُ والصَّرفُ والاشْتقاقُ والبيانُ والمعاني والبديعُ والإملاءُ والإنشاءُ والـخُطَبُ والمحاضَراتُ والعَروضُ والقافِـيةُ .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 03-Nov-2008, 12:37 PM.

    تعليق


    • #3
      الدفعةُ الثالثة :

      ثُـمَّ قالَ :
      (بابُ أَبـنِـيَـةِ الفِعلِ المجَـرَّدِ وتَصاريـفِه ) :
      أوَّلًا قُلـنا : إنَّ الفعلَ يَنقَسِمُ إلى قِسمَينِ : مُـجَـرَّدٌ ومَـزِيدٌ ، وقلنا : إنَّـهُ ماضٍ ومُضارعٌ وأمرٌ ، لكنْ هذه كُلُّها تنقَسمُ إلى هذينِ القِسمَينِ : مُـجَـرَّدٌ ومَـزِيدٌ .
      فأرادَ رحمهُ الله أن يُقَدِّمَ المجرَّدَ لِأنَّه الأصلُ ، فَيتكلَّـمُ مِن هُنا إلى بابِ يأتي وهُو : ( معرفةُ المزيدِ ) .
      قالَ :
      (5) بِـ (فَعلَلَ) الفِعلُ ذُو التَّجريدِ أو(فَعُلَا) ...........يَـأتي ومَكسُورَ عَـيْـنٍ أو عَلَى (فَـعَـلَا)

      بِـ (فَعلَلَ) الفعلُ : أوَّلًا ذَكـرَ الرُّباعِيَّ ، والمفرُوضُ أن يُقَدِّمَ الثُّلاثِـيَّ لكنَّهُ قدَّمَ الرُّباعِيَّ لماذا ؟ : لأنَّ الكلامَ عنِ الثُّلاثِيِّ سَيطُولُ فأخَّرهُ وأمَّـا الرُّباعِيُّ فهُو بابٌ واحدٌ ولا يحتاجُ ( إلى بَسطٍ كثيرٍ ) .
      ( أو فَـعُلَا ) : أو بِـ ( فَعُلَ ) ..
      ( بِـ فَعلَلَ ) حالَ كَونِه موزُونًا بِـ فَعْلَلَ كـ دَحْرَجَ ( الفِعلُ ) الفعلُ الاصْطِلاحِيُّ ( ذُو التَّجريدِ ) خَرجَ المزيدُ فلا يأتي بِهذَا ( أو فَعُلَا ) كَـ كَـرُمَ وحَسُنَ وشَرُفَ ( ومَكسُورَ عَـيْنٍ ) كَـ فَرِحَ وشَرِبَ و تَعِبَ ( أو عَلَى فَـعَلَا ) كَـ ضَرَبَ ونَصَرَ وقَـتَـلَ وأَكَـلَ .
      ( بِـ فَعلَلَ ) هذَا مُـتَعَلِّـقٌ بِـ ( يَـأتي ) أي : يأتي الفِعلُ موزُونًا بِـ فَعْلَلَ الرُّباعِيَّة أو ( فَعَلَ ) أو ( فَعِلَ ) أو ( فَعُلَ ) ، إذَنْ : حَصَرَ لنا المقصُودَ في هذَا البَيتِ .
      والرُّباعِيُّ الكلامُ فيه ـ كما قلنا ـ قَصيرٌ ليسَ بِطويلٍ فقدَّمَهُ لِهذَا ، ولهُ وزنٌ واحدٌ وهُو ( فَعلَلَ ) فقَطْ كـ دَحْرَجَ و دَرْبَخَ (1) .
      وأمَّـا الثُّلاثِيُّ فلهُ ثلاثـةُ مَوازين : ( فَعَلَ ) و ( فَعِلَ ) و ( فَعُلَ ) ، وهذَا الَّذي أخذْناهُ في مَـتْـنَي ( البِناءِ ) و ( التَّصريفِ العِزِّي ) .
      وهذَا هُو المسمَّى بِالماضي ، فيًريدُ أن يَـخُوضَ في تَفاصيلِ الفعلِ المضَارعِ فلِذلِكَ قالَ :
      (6) فَالضَّمَّ مِنْ ( فَعُلَ ) الْزَمْ في المضَارعِ وافْـ ...........ـتَحْ مَوْضِعَ الكَسرِ في المبنِـيِّ مِن ( فَعِلَا )

      إذَنْ : إذَا أردتَ أنْ تَعرِفَ المضارعَ أقُولُ لكَ : ( فَالضَّمَّ مِنْ ( فَعُلَ ) الْزَمْ )يعني : أنَّ ما أتى بِـ فَعُلَ لَيسَ لهُ مُضارعٌ إلَّا واحِدٌ وهُو أن يُضَمَّ ، وهُو البابُ الَّذي سَمَّيْناهُ هناكَ ـ في البناءِ ـ : البابَ الخامِسَ ، فـ شَـرُفَ مُـضارعُـهُ : يَـشْـرُفُ ، ولا تقُلْ : يَشرَفُ أو يُشْرِفُ ! ، لا بُدَّ إذا كانَ الماضي ( فَعُلَ ) مضمُومًا أن يَـكونَ المضارعُ مضمُومًا ( يفْعُلُ ) .
      ( وافْـتَحْ مَوْضِعَ الكَسرِ ) إذَا كانَ ماضِيـهِ مكسُورًا ففي المضارعِ افْـتَحْ ذلِكَ الكسْرَ ( في المبنِـيِّ مِن فَعِلَا )أي : أنَّ ما أتى علَى وزنِ ( فَـعِلَ ) فمضارعُهُ يكونُ بِالفَتحِ ( يَـفعَلُ ) .
      وهذَا هُو البابُ الرَّابعُ في متنِ البِناءِ : ( فَعِلَ يَفعَلُ ) ، وابنُ مالِكٍ رحمهُ الله لم يُـرَتِّبْ كتَرتِـيبِ هؤُلاءِ لأنَّ هذَا البابَ ستأتي لهُ تَفاصيلُ وتَوْجِيهاتٌ ، وأمَّـا ( فَعُلَ ) فهُو وجهٌ واحِدٌ عرفْناهُ وهُو( يَفعُلُ ) .
      ( وافْـتَحْ مَوْضِعَ الكَسرِ ) ما هُو مَوضِعُ الكسرِ ؟ : هُو العَينُ ( في المبنِـيِّ مِن فَـعِـلَا ) فَعِـلَ كـ شَرِبَ إذَا أردتَ مضارعَهُ تفتَحُ عينَـهُ فتقُولُ : يَشرَبُ ، عَلِـمَ : يَـعلَمُ ، فَـهِمَ : يَـفْهَمُ ، وهكذَا تمشي على القِياسِ المطَّرِدِ .
      وهذَا الَّذي قُلنا : ( فَـهَاكَ نَـظْـمًا مُـحِـيطًا بِالـمُهِمِّ ) ؛ إذَنْ عَرفنا مِن هذَا المهمَّ مِن هذه النَّاحِيةِ ـ أي معرفةَ الضَّوابِطِ الكُلِّـيَّـةِ ـ وهُو : أنَّ كلَّ مضارعِ ( فَعُلَ ) بِالضَّمِّ ( يَفعُلُ ) .
      وكذلِكَ الضّابِطُ في مضارعِ ( فَعِلَ ) بالفتحِ ( يَفعَلُ ) ، لكِنْ خرجَتْ مِن هذَا الضَّابِطِ الثَّاني أفعالٌ سُمِعَتْ مِن العرَبِ مخالِفةً لِهذه القاعِدةِ ؛ ولِذلِكَ قالَ النَّاظِمُ رحمهُ الله بعده :

      (7) وَجْهانِ فيه مِن احْسِبْ معْ وَغِرْتَ وَحِرْ ...........تَ انْعِمْ بَئِسْتَ يَـئِسْتَ اوْلِهْ يَـبِسْ وَهِلَا

      فخَرَجَ مِن هذِه القاعِدةِ أفعالٌ سُمعَتْ عنِ العرَبِ مخالِفةً لِهذَا الأصْلِ ؛ وذلِكَ أنَّـهُ سُمِعَ فيها الكَسْرُ معَ الفَتْحِ ( مقتضَى السِّياقِ الاكتِفاءُ بِذِكرِ الكسْرِ ليشملَ القِسمينِ والله أعلمُ ) ، وهِيَ تَـنقَسِمُ إلى قِسمَينِ :
      قسْمٌ سُمِعَ فيها القِياسُ ـ وقِياسُ فَعِلَ : يَفْعَلُ ـ ، وسُمِعَ معها خِلافُ القِياسِ وهُو : فَعِلَ يَـفعِلُ .
      والقِسمُ الثَّاني : ماسُمِعَ فيه الشَّاذُّ فقطْ ، خرجَ عنِ الأصْلِ لأنَّـهُ ما سُمِعَ فيه الفَتحُ .
      وذَكَـرَ ابنُ مالِكٍ رحمهُ الله تعالى القِسْمَينِ مُـتَـتالِـيَـيْنِ فقالَ :
      ( وَجْهانِ ) : هذَا هُو القِسْمُ الأوَّلُ ( فيه ) أي في فَـعِلَ مكسُورَ العَينِ : في مُضارِعِه (2) ( وَجْهانِ فيه مِن احْسِبْ ) إذَا كانَ آتِـيًا مضارعُه مِن حَسِبَ ، مِن احْسِبْ أو مِن احْسَبْ بالفَتحِ والكَسْرِ ؛ لأنَّ مضارعَه فيه الوجهانِ (3) .
      ( حَسِبَ ) قياسُه يَحسَبُ ؛ سُمِـعَ : يَـحْسَبُ : " أيَـحْسَبُ الإنسانُ " ، وهُناكَ أيْضًا الكسْرُ علَى الشُّذُوذِ : يَحسِبُ ، على القِلَّةِ مخالِـفًا للقاعدةِ الأصلِـيَّـةِ ولِذلِكَ قُرِئَ في السَّبعةِ : " أيَـحْسِبُ" (4) ؛ إذَنْ ثَـبَتَ الوجهانِ ، ذَاكَ كثيرٌ فاشٍ فسُمِّيَ قِياسًا وهذَا الثَّاني اسْتِعمالُه قليلٌ ولِذَلِكَ سَمَّوْهُ ( شَاذًّا ) أو ( مَسْمُوعًا ) .
      (معْ وَغِرْتَ ) وغِـرَ الرَّجُلُ صَدرُهُ يَـغِـرُ و يَـوْغَـرُ وَغْـرًا و وَغَـرًا : انْـفَعَلَ وامتَـلَأ حِقْدًا .
      ( وَغِـرَ ) قِياسُه يَـوْغَـرُ ، سُمِـعَ أيْضًا : يَـغِـرُ ، ولا تأتي الواوُ معَ الكسرِ ؛ لأنَّ القاعِدةَ أنَّـهُ إذَا وقَعتِ الواوُ ساكِنةً بَينَ (ياءٍ مَفتُوحةٍ وكسرةٍ لازِمةٍ ) (5) تُحذَفُ ( اسْتِـثْـقالًا ) .
      إذَنْ تَقُولُ في القِياسِ : يَوْغَـرُ ـ الواوُ ثابِتةٌ ـ وفي الشَّاذِّ : يَـغِـرُ .
      ( وَحِرْتَ ) (6) وَحِرَ صَدْرُه أيْضًا معناهُ ومعنى وغِـرَ واحِدٌ ، وَحِرَ صَدرُه يَـوْحَـرُ و يَـحِرُ ، يَوْحَرُ : هذَا هُو القِياسُ ، و يَـحِرُ : هذَا هُو السَّماعُ .
      ( انْعِمْ ) انْعِمْ و انْعَمْ وجهانِ لأنَّ مضارعَه وجهانِ ، نَعِمَ الرَّجُلُ يَـنْـعَمُ ويَـنْـعِمُ نِعمةً أي صارَ ضِدَّ البُؤْسِ وحسُنَتْ حالُه ، أمَّـا يَنعَمُ فهُو القِياسُ وأمَّـا يَنعِمُ فهُو سَماعٌ .
      (بَـئِسْتَ ) بَـئِسَ الرَّجُلُ يَـبْأَسُ و يَـبْـئِسُ بُـؤْسًا أي ساءَتْ حالُه ، يَـبْأسُ هذَا هُو القِياسُ ويَـبْـئِسُ هذَا هُو السَّماعُ ، سُمِعَ بالوجهَينِ عنِ العَربِ .
      ( يَـئِسْتَ ) يَـئِسَ الرَّجُلُ يَـيْأَسُ و يَـيْـئِسُ : تَقَدَّمَ لكم في بابِ المعتلِّ أنَّ الياءَ لا تُحذَفُ وإنَّما الواوُ هِيَ الَّتي تُحذَفُ ، أمّـا يَيْأَسُ فهيَ القِياسُ ويَيْـئِسُ على السَّماعِ ، سُمِعَ بالوَجْهَينِ .
      ( اوْلَـهْ ) وَلِـهَ الرَّجُلُ يَـلِهُ ويَـوْلَـهُ وَلَـهًا و ولَهانًا أي أصابهُ الفَـزَعُ ، يَوْلَـهُ هذَا هُو القِياسُ ويَـلِهُ ـ بِحذْفِ الواوِ ـ هذَا هُو السَّماعُ .
      ( يَـبِسْ ) : يَـبِسَ الشَّجَرُ يَـيْـبَسُ ويَـيْـبِسُ يُـبْسًا ويَـبَسًا أي ذَهَبَتْ رُطُوبَـتُـهُ ، يَبِسَ هذَا الماضي ومضارعُهُ القِياسِيُّ يَـيْـبَسُ والسَّماعِيُّ يَـيْـبِسُ ، سُمِعَ بالوَجهَينِ .
      ( وَهِلَا ) وَهِلَ الرَّجُلُ يَـهِلُ ويَـوْهَلُ وَهْلًا و وَهَلًا أي أصابَهُ الفَـزَعُ ، يَوْهَلُ هذَا هُو القِياسُ و يَـهِلُ هذَا هُو السَّماعُ ، سُمِعَ بالوَجهَينِ (7) .
      إذَنْ : كَمْ مِنَ الأفعالِ خرجَ مِن الضَّابِطِ فَسُمِعَ مِنَ العَربِ بِالوَجهَينِ : علَى القِياسِ يَفعَلُ والشَّاذِّ المخالِفِ لِلقِياسِ يَفعِلُ ؟ : تِسعةٌ .
      فهذِه هيَ الَّتي وصَلَ علمُ ابنِ مالِكٍ ـ معَ سَعةِ علمِه وجلالَـتِه ـ إلى أنَّـهُ ذَكـرَها على أنَّـه لا يُوجَدُ غيرُها (8.) ، فجاءَ مَنْ بَعدَهُ ـ بَحرَق ـ فَـزادَ عليه ثَـلاثةَ أفعالٍ فَـقالَ : ( البَسيط )

      فَمِـثْـلُ يَـحْسِبُ ذِي الوَجْهَـيْـنِ مِن فَعِلَا ............يَلِـغْ يَـبِقْ تَـحِمُ الـحُـبْـلَى اشْتَـهَتْ أُكُـلَا (9)

      زادَ عليه بَيْـتًا اشْتَملَ علَى ثلاثةِ أفعالٍ ( فَمِـثْـلُ يَـحْسِبُ ) يَحسَبُ ( ذِي الوَجْهَـيْـنِ ) حالَ كَوْنِه ذا الوجهَينِ ( مِن فَعِلَا ) منَ الماضي فَعِلَ ثلاثةٌ :
      ( يَلِـغْ ) الأوَّلُ : وَلِـغَ الكلْبُ يَـلِـغُ ويَـوْلَغُ وُلُوغًا ـ ويُوجدُ وَلَغَ يَلَغُ لكنَّـهُ خارِجٌ عنْ هذَا ـ .
      ( يَـبِقْ ) الثَّاني : وَبِقَ يَـبِقُ ويَـوْبَـقُ بمعنى : هلَكَ .
      ( تَـحِمُ الـحُـبْـلَى ) الثَّالِثُ : وَحَـمَتِ الـحُبْـلَى تَـحِمُ وتَوْحَمُ أي ( اشْتَـهَتْ أُكُـلَا ) فَسَّرهُ في نَفسِ البَيْتِ .
      إذَنْ : عَرفْنا أنَّ هذِه الثَّلاثـةَ زائِدةٌ على التِّسْعةِ ، وبَعضُ المتأخِّرينَ أيْضًا زادَ غيرَها ولكِنْ هذِه هيَ الَّتي نُـرَكِّـزُ عليها الآنَ وهيَ هذِه الاثْنا عشَرَ فِعلًا خَرَجتْ عنْ ذلِكَ الضَّابِطِ .
      ــــــــــــــــــــــــــــــ
      (1) دَرْبَـخَ أي : أصْغى وتَذلَّلَ ودربَخَ الرَّجُلُ إذا طأطأَ رأسَه وبَسطَ ظَهرَه . انظُر اللِّسانَ مادَّةَ ( دربخ ) .
      (2) وعِبارةُ ابنِ الحاجِ في الحاشِيَةِ على الشَّرحِ الصَّغيرِ أوْضَحُ ، قالَ : ( الضَّميرُ المجرُورُ بِـفي يَعُودُ على مَوْضِعِ الكَسْرِ و ( مِن احسِبْ ) حالٌ مِن الضَّميرِ ... أي حالَ كَوْنِ صاحِبِ مَوْضِعِ الكَسْرِ كائِنًا مِن مصدَرِ أحسِبُ ) اهـ .
      (3) قالَ الشَّارِحُ في الكَبيرِ ( 63 ) : ( قَولُه ( احسِبْ وانعِمْ واولِهْ ) صِيَغُ أمرٍ وهيَ تَدُلُّ على وزنِ المضارعِ ؛ لأنَّ الأمرَ مُقْتَضَبٌ مِنهُ فيَجُوزُ فيها الفَتْحُ والكسْرُ تَبعًا لِمضارعِها ) اهـ ونبَّـهَ على أنَّ ( اولَهْ ) أمرٌ مِن ( يَـوْلَهُ ) لُغةِ الفَتحِ فقطْ ، وأمَّا على لُغةِ الكسرِ ( يَـلِهُ ) فالأمرُ منهُ : لِهْ .
      (4) قَرَأَ ابنُ عامرٍ وعاصِمٌ وحَمْزةُ وأبوجَعْفَرٍ بِالفَتحِ وكَسَرها غيرُهُمْ . انظُرْ ( البُدُورُ الزَّاهِرةُ للشَّيخِ عبدِ الفَتَّاحِ القاضيِ رحمهُ الله تعالى ص : 330 ط : مصطَفَى البابي الحلبي ، الأولَى 1375 ) .
      (5) كلِمةٌ غيرُ مسمُوعةٍ والقاعِدةُ ذَكرَها بهذِه الصِّيغةِ الأزهَريُّ رحمهُ الله في ( التَّصريحِ 2 / 752 ط : الكُتُبِ العلميَّـةِ ، بيرُوت ) .
      (6) قَولُهُ ( وَغِرْتَ وَحِرْتَ ) لم يَذْكُرِ العاطِفَ ، قالَ في الحاشِيةِ : ( وهُو لُغةٌ لا ضَرُورة خلافًا للمكلاتي والبجائي وغيرهما ) اهـ .
      (7) قالَ في الحاشِيَـةِ ما ملخَّصُه أنَّ : وَهِلَ كـفَرِحَ ـ أي مكسُورَ العينِ ـ بِمعنى ضَعُفَ وفَـزِعَ و وَهِلَ عنهُ بِمعنَى غلِطَ فيه ونَسِـيَـهُ ، و وَهَـلَ إلى الشَّيءِ يَوْهَلُ ـ بِفتحِهِما ـ ويَهِلُ وهْـلًا بِمعنَى ذَهَبَ وَهَـمُهُ إليهِ ـ كما نصَّ عليه صاحِبُ القاموسِ ـ قالَ : ( فعلى هذَا لا دَخْلَ لِهذِه الكلِمةِ في هذِه الأفعالِ إذ المعنَى الَّذي جاءَ فيه يَفعَلُ ـ بِفتْحِ العينِ ـ غيرُ الَّذي جاءَ فيه يفعِلُ ـ بكسرِها ـ وكلامُنا فيما يَتَّحِدُ معناهُ ويَختَلِفُ لَفظُهُ بِهذَينِ الوَجهَينِ ) اهـ . انظر الحاشِيةِ ( 22 ـ 23 ) .
      (8.) ولَيسَ ذلِكَ نَصًّا ، ولكِنْ كلامُهُ يُوهِمُ حصْرَ المستَثْنَى مِن الضَّربَينِ فيما ذَكرَ كما قالَه الشَّارحُ في الكَبيرِ ( 64 ) ، قالَ : ( ولم يَزِدْ على ذلِكَ أيضًا في التَّسهيلِ وقدْ ظَفِرتُ بِثلاثةِ أفعالٍ مِن الضَّربِ الأوَّلِ ... ) ثُمَّ ذَكرَها تفصيلًا .
      (9) البَيتُ في الشَّرحِ ( ص 65 ) .

      التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 03-Nov-2008, 03:46 PM.

      تعليق


      • #4
        نُـوَاصِلُ :

        (8.) وَأَفْرِدِ الْـكَـسْرَ فِـيـمَا مِنْ (وَرِثْ) وَ (وَلِـيْ) ...... (وَرِمْ) (وَرِعْتَ) (وَمِقْتَ) مَعْ (وَفِقْتَ) حُلاَ
        (9) (وَثِـقْـتَ) مَـعْ (وَرِيَ) الْـمُـخُّ احْوِهَا وَأَدِمْ ....... كَـسْـرًا لِـعَــيْـنٍ مُـضَـارعٍ يَــلِـي فَـعَـلَا

        هُنَا القِسْمُ الثَّـاني ـ القِسْمُ الأوَّلُ قُلْـنَا إنَّـهُ مَا وَرَدَ عَنِ العَرَبِ بِالوَجْهَيْنِ وهِيَ اثْنَا عَشَرَ فِعْلًا ـ : وهَذَا القِسْمُ وَرَدَ عَنِ العَـرَبِ بِالشُّذُوذِ ، مُقْـتَصِرًا عَلَى السَّمَاعِ ولَـيْسَ لَهُ وَجْهٌ في القِـيَاسِ ؛ ولِذَلِكَ قَالَ : ( وَأَفْرِدِ الْـكَـسْرَ ) أيْ : كَسْرَ الـمُضَارِعِ ( فِـيـمَامِنْ وَرِثْ ) أيْ : في مُضَارِعٍ أتَى مِنْ :
        1 ـ ( وَرِثَ ) وَرِثَ الـمَالَ يَـرِثُ إرْثًا وَ وِرَاثَـةً ، هَذَا مَاسُمِعَ ولمْ يُسْمَعْ فيه ( يَوْرَثُ ) ، وهَكَـذَا جَاءَ في القُرْآنِ الكَريمِ ( يَـرِثُ ) : " يَـرِثُنِـى ويَـرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْـقُوبَ " (1) .
        2 ـ ( وَ وَلِـيْ ) وَلِـيَ الأمْـرَ ي يَـلِـيـهِ وِلَايَـةً و وَلَايَـةً ؛ فَهَذَا بِالـكَسْرِ فَقَطْ ولمْ يَـرِدْ ( يَـوْلِي ) ! .
        3 ـ(وَرِمْ ) وَرِمَ الـجُرْحُ يَـرِمُ وَرَمًا ؛ فَهَذَا سُمِعَ بِالكَسْرِ فَقَطْ ، مَا سُمِعَ بِالقِـيَاسِ .
        4 ـ ( وَرِعْتَ ) وَرِعَ الـرَّجُلُ عَنِ الشُّبُـهَاتِ يَـرِعُ وَرَعًا ، ولَـمْ يَـرِدْ ( يَـوْرَعُ ) ! (2) .
        5 ـ (وَمِقْتَ ) وَمِقَـهُ يَـمِقُـهُ مِـقَـةً : أحَـبَّـهُ ، ولَمْ يُسْمَعْ ( يَوْمَـقُ ) ! .
        6 ـ( مَعْ وَفِقْتَ ) وَفِـقْتَ أمْـرَكَ تَـفِقُـهُ بِمَعْنَى : صَادَفْـتَـهُ ؛ فَلَمْ يُسْمَعْ ( يَـوْفَـقُ ) ! .
        وقَوْلُـهُ : (حُـلاَ ) أيْ صِفَاتٍ ، وهَذَا تَـمَامُ البَـيْتِ (3) .
        7 ـ ( وَثِـقْـتَ ) وَثِـقَ بِه يَـثِـقُ ثِـقَـةً ، فَهَذَا علَى الشَّاذِّ ، ولمْ يُسْمَعْ ( يَـوْثَـقُ ) ! .
        8 ـ ( مَعْ (وَرِيَ) الْـمُخُّ ) وَرِيَ الـمُخُّ يَرِي : اكْـتَـنَـزَ ، هذَا عَلَامَـةُ السِّمَنِ ، فَلَمْ يُسْمَعْ : يَوْرَى (4) .
        وقَوْلُـهُ : ( احْوِهَا ) أَيْ : احْفَظْ هَذِه الأَفْـعَالَ ، وهَذَا مَبْلَغُ عِـلْمِ ابْنِ مالِكٍ رحمهُ الله تَعالَى علَى كُلِّ حالٍ ؛ " وَفَـوْقَ كُـلِّ ذِى عِـلْـمٍ عَـلِـيـمٌ " (5) ، فـيَـقُولُ : هذَا ما سُمِعَ عَنِ العَـرَبِ خَارِجًا عنِ القِـيَاسِ فَاحْفَظْـهُ ولا تَـخْلِطْ بِه غَـيْرَه ولا تُـخْرِجْه إلَى القِـيَاسِ فَـتَـقَعَ في الغَلَطِ !
        فَهَذِه الثَّمانِـيَـةُ خَرَجَتْ عَنِ الضَّابِطِ الَّذي سَبَقَ معَنا وهُوَ أنَّ مضَارِعَ فَعِلَ : يَـفْعَلُ ؛ فَهيَ جاءَتْ مِنْ فَعِلَ ولَـكِنْ مُضَارِعُهَا خالَفَ ذلِكَ فَأتَى بِالكَسْرِ فَـقَطْ .
        لَـكِنْ أتَى صَاحِبٌ لِلْعِلْمِ ( بَحْرَق ) الشَّارحُ فَـزَادَ علَـيْه خَـمْسَةَ أفْعَالٍ ، نَظَمَهَا وقَالَ : ( البَسيط )

        وَخَـمْسَةٌ كَـيَرِثْ بِالْكَسْرِ وَهْـيَ (وَجِدْ) .......(وَقِهْ) لَه و (وَكِمْ) (وَرِكْ) (وَعِقْ) عَجِلَا .. (6)

        9 ـ ( وَجِدْ )وَجِدَ يَـجِدُ عَلَـيْـهِ إذَا حَزِنَ عَلَـيْه (7) ، فلَا يقَالُ : يَوْجَدُ !
        10 ـ و ( وَقِـهْ ) وَقِـهَ لَه بِمَعْنَى : سَمِعَ لهُ وأَطاعَ ، وَقِـهَ يَـقِهُ ، القِيَاسُ يَـقَهُ لكِنْ ما سُمِعَ .
        11 ـ و ( وَكِمْ) وَكِمَ يَـكِمُ أي : اغْـتَمَّ واكْـتَـرَبَ ، ولمْ يُسْمَعْ ( يَوْكَمُ ) ! .
        12 ـ ( وَرِكْ ) وَرِكَ الـرَّجُلُ يَـرِكُ أيْ : اضْطَجَعَ علَى جَنْبِه وكأنَّـهُ وَضَعَ وَرِكَـهُ علَى الأرْضِ ،
        والقِيَاسُ ( يَوْرَكُ ) لكِنْ ما سُمِعَ .
        13ـ و ( وَعِقْ ) (8.) . وَعِقَ يَـعِقُ بِمعْنَى : عَجِلَ كما فسَّرَه فقالَ : (وَعِـقْ عَجِلَا ) فَـ ( عَجِلَا ) تَـمامُ البَـيْتِ وتَـفْسيرٌ لِلْـكَلِمةِ الأخيرَةِ .
        إذَنْ صَارَتْ خَـمْسَةٌ معَ تِلْكَ الثَّمانِـيَـةِ مجمُوعُها ثَلاثَـةَ عَشَرَ فِعْلًا ، وبِهَذَا انْـتَـهَيْنَا مِنْ هذَا البَحْثِ .
        ( تَلْخيصٌ ) :
        أوَّلًا : انْـتَـهَيْـنَا مِنْ ( فَـعُـلَ يَـفْـعُـلُ ) وعَـرَفْـنَا أنَّ هذَا الفِعْلُ مُريحٌ : كلُّ ما سَمِعْـتُمْ مِنَ العَرَبِ أنَّ ماضِيه ( فَـعُـلَ ) لا تُـتْعِـبُوا أنْـفُسَكُمْ ، مُضَارِعُه واحِدٌ .
        وانْـتَـقَلْـنَا إلَى الثَّـاني وهُوَ ( فَـعِـلَ يَـفْـعَـلُ ) وقُلْـنَا : القِيَاسُ فيه والضَّابِطُ الـكُـلِّـيُّ أنْ يَـكُونَ بِالفَـتْحِ وخَـرَجَ مِنْـهُ نَـوْعَانِ مِنَ الأفْـعَالِ سُمِعَتْ مِنَ العَـرَبِ : نَـوْعٌ : القِيَاسُ معَ الشَّاذِّ ، ونَـوْعٌ : الشَّاذُّ فَـقَطْ ، ذَكَـرْنَا مِنَ القِسْمِ الأوَّلِ اثْـنَيْ عَشَـرَ فِعْلًا ، ومِنَ القِسْمِ الثَّاني ذَكَـرْنَا ثَلاثَـةَ عَشَـرَ فِـعْلًا ، وهَذَا الَّذي قالَ ابنُ مالِكٍ رحمهُ الله تعالَى : ( احْوِهَا ) أيْ احْفَظْ هَذهِ الأفْـعَالَ ولا تَـحْـتَاجُ إلَى غَيْرِها ، لكِنْ زادَ على ما ذَكَرهُ الشَّارِحُ ـ كما سَبَـقَ ـ وزادَ مَنْ بَعْدَهُما عليْهِما لَـكِنْ هذَا هُوَ الـمَشْهُورُ .

        واللهُ أعلَمُ ..

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        (1) سُورَةُ مَـرْيَـمَ ، الآيَـة : 6 .
        (2) وحَكَى فيه سِيبَوَيْه ( يَوْرَعُ ) بِالفَتْحِ علَى القِيَاسِ . كذَا في الحاشِيَةِ . وفي كثيرٍ ممَّا يُذْكَرُ خلافٌ أو تَفصيلٌ أعرضْتُ عن ذِكرِه .
        (3)مُرَادُ الشَّـيْخِ بِذَلِكَ ـ و الله أعْلَمُ ـ أنَّ هَذِه الكَلِمَةَ لَيْسَتْ مِمَّا يَدْخُلُ في مَوْضُوعِ البَحْثِ فَلا يُتَوَهَّمْ ذلِكَ وإنَّما هِيَ حَشْوٌ يُرادِ بِه إتْـمَامُ البَيْتِ وَزْنًا وقَافِـيَةً ؛ لأنَّـهُ قَدْ عُلِمَ أنَّ هَذَا تَـمَامُ البَيْتِ ! .
        ومَوْقِعُهَا ـ كما قَالَ الشَّارِحُ في الكَبيرِ ص : 63 ـ علَى المعْنَى الَّذي ذَكَرَه الشَّيْخُ : حالٌ مِن الأفْعَالِ المذْكُورةِ ؛ أيْ : حالَ كَونِهَا نُعُوتًا لِـمَنْ قَامَتْ بِه . وذَكَـرَ معْنَـيَـيْنِ آخَرَيْنِ علَى هذَا الاحتِمالِ واحْتَمَلَ أنْ تَكُونَ بِالجيمِ ( جَلَا ) أي ظَهَرَ وذَكرَ إعرابَها فليُراجَع الشَّرحُ .
        (4) قالَ في الشَّرحِ (ص 62) : ( وإنَّما قَـيَّده بِالـمُخِّ لِيَحْتَرِزَ بِه مِنْ وَرَى الزَّنْد إذَا خَرَجَتْ نارُه ) اهـ ، ثُـمَّ ذَكرَ اللُّغاتِ الوارِدَةِ فيه .
        (5) سُورَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، الآيَـةُ : 76 .
        (6) البَيْتُ في ( الشَّرْحِ الكَبِيرِ ص : 65 ) .
        (7) و وَجِدَ بِـهِ إذَا أحَبَّـهُ ، كما ذَكرَ الشَّارحُ .
        (8.) فَائِدَةٌ : قالَ في الشَّرْحِ ص (63) : ( قَوْلُه : وَرثْ ، و ولِي و وَرِمْ أفْعَالٌ مَاضِيَـةٌ ، وإنَّـمَا سُكِّـنَ أواخِرُها لِلضَّرُورَةِ ) اهـ ، ونازَعَهُ ابْنُ الحاج في الحاشِيَـةِ فذَكَـرَ تَـفْصِيلًا آخرَ ، انظُرْه : ص (24) .


        التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 17-Jan-2009, 08:03 PM.

        تعليق


        • #5
          ونَنـتَقِلُ إِلَى الثَّالِثِ ـ فإِنَّ الثُّلاثِـيَّ أَبْوابُه منْ حَيْثُ الأَصْلِ ثَلاثَـةٌ : ( فَـعُلَ ) وانتْهَيْنا منهُ ، و ( فَعِلَ ) أَيْضًا انتَهَيْنا منهُ وبقِيَ معنَا ( فَعَلَ ) ـ وهذَا الَّذي يَطُولُ بَحثُه إِلى آخِرِ البَابِ ، يَقُولُ :

          (9) ................................. وَأَدِمْ .......كَـسْـرًا لِـعَــيْـنِ مُـضَـارعٍ يَــلِـي فَـعَـلَا

          يُعْطيكَ القَاعِدةَ الكُلِّـيَّـةَ : إِنَّ ما كانَ ماضِيه ( فَـعَل ) اكْسِرْهُ ـ أَيْ عَيْنَ مُضَارعِه ـ ، وسَيَأتي أَيْضًا أَنَّ مُضَارعَهُ ثَلاثةُ أَبْوابٍ : الكَسْرُ ـ يُذْكرُ الآنَ ـ هذَا وجهٌ ، والفَتحُ والضَّمُّ أّيْضًا وجهانِ يَأتِيانِ فيما بَعْدُ .
          (وَأَدِمْ كَسْرًا لِعَيْـنِ مُضَارعٍ يَـلِـي فَـعَلَا ) يَعْني : أَنَّـكَ إِذَا جاءَكَ أَفْعالٌ مِنْ بابِ ( فَـعَلَ ) تكْسِرُها أَيْ : بَعْضَها (1) ، لكِنْ لَه ضَوابِطُ ؛ فَقَوْلُه : ( وَأَدِمْ كَسْرًا لِعَيْنِ مُـضَارعٍ يَلِـي فَعَلَا ) مَتَى ؟ : لَهُ أَسْبابٌ ، إِذَا تَوَفَّرَتْ لَدَيْكَ دَواعِي الكَسْرَةِ .
          ( فَـعَلَ ) فِعْلٌ ماضٍ ، ومُضَارِعُهُ ثَلاثَـةُ أَقْسَامٍ : بِالكَسْرِ ، بِالضَّمِّ ، بِالفَتْحِ ، وكلُّها لَها دَواعٍ وضَوابِطُ تَمشُونَ علَيْها : متَى تَكْسِرُ ؟ ومتى تَضُمُّ ؟ ومتَى تَفْتَحُ ؟ ؛ فَإِذَنْ هذِه الضَّوابِطُ لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِها فَإِذَا عَرَفْتَ هذِه الضَّوابِطَ سَهُلَ عَلَيْكَ .
          إذَا جاءَكَ ( فَـعَلَ ) فِعْلٌ ماضٍ تَتَحيَّـرُ : تَكسِرُ أَوْ تَضُمُّ أَوْ تَفْـتَحُ مُضَارِعَهُ ؟!
          انْظُرْ : إِنْ تَوَفَّرَتْ لَدَيْهِ أَحدُ الأَرْبَعَةِ الأَسْبابِ أَوِ الدَّواعِي تَكْسِـرُهُ ، وإِنْ تَوَفَّـرَتْ لَدَيْكَ أَحدُ الأَرْبَعةِ الأَسْبابِ أَوِ الدَّواعِيِ لِلضَّمِّ ضُـمَّهُ ، وإِنْ تَوَفَّـرَتْ لَدَيْكَ حُرُوفُ الحلْقِ في العَيْنِ أَوِ في اللَّامِ فافْتَحْهُ ، هذِه الضَّوابِطُ إِلَى آخِرِ البابِ ، ونَمْشِي علَى هذه بِالتَّفْصِيلِ .
          يَقُولُ : ( فَـعَلَ ) يَكُونُ بِالكَسْرِ إِذَا كانتْ هُناكَ لَه دواعٍ ؛ قالَ :


          (10) ذَا الْوَاوِ فَاءً أَوِ الْيَـا عَيْـنًـا اوْ كَـ (أَتَى) .......كَذَا الْـمُضَـاعَفُ لَازِمًا كَـ (حَنَّ طَـلَا) (2)


          هذَا البَيْتُ بيَّنَ لَكَ أَنَّ ( فَـعَلَ ) مُضَارِعُهُ يُكْسَرُ بِالضَّوابِطِ ؛ وذلِكَ أَنْ تُوجَدَ لَدَيْه أَحدُ أَرْبَعةِ أُمُورٍ :
          1ـ (ذَا الْوَاوِ فَاءً ) أَنْ يكُونَ فَاؤُهُ واوًا(3) ؛ إِذَا وجدتَ ( فَـعَلَ ) فِعْلًا ماضِيًا أَوَّلُه واوٌ فَلايَسَعُكَ في المضارِعِ إِلَّا أَنْ تَقُولَ ( يَـفْعِلُ ) : وَجَـدَ يَـجِدُ ، وَعَـدَ يَـعِدُ ، وَجَـبَ يَـجِبُ .. ، وهكذَا اسْتَـمِرَّ ! .
          2ـ ( أَوِ الْيَا عَيْـنًا ) كذَلِكَ أَيْضًا مِنْ دَواعِي الكَسْرَةِ : أَنْ يكُونَ عَيْنُه ياءً ، إِذَا وَجدتَ الياءَ في عَيْنِ كلِمَتِه فالمضَارِعُ لا بُدَّ أَنْ يكُونَ مكسُورًا ، لا يُسْتَـثْنَى منهُ شَيْءٌ : ( باعَ ) ما مُضَارعُه ؟ : ( يَـبِـيعُ ) ، بَاتَ يَـبِـيتُ ، وهكذَا تَمْشِي بِاسْتِمرارٍ .
          3 ـ (اوْ كَـ أَتَى ) : كذلِكَ أَيْضًا إِذَا كانَ لامُهُ ياءً فهذَا مِنْ دَواعي الكَسْرةِ ، كَـ : أَتَـى يَأْتِـي ، نَـمَى يَـنْمِي سَبَى يَسْبِـي رَمَى يَـرْمِي .. ، وهكَذَا تَسْتَمِرُّ علَى هذَا النَّوْعِ (4) .
          إِذَنْ : عَرفْنا أَنَّ مُضَارعَ ( فَـعَلَ ) المفْتُوحِ يكُونُ مَكْسُورًا إِذَا وُجِدَ أَحدُ هذِه الثَّلاثةِ ، والرَّابِـعُ يَقُولُ :
          4 ـ ( كَذَا الْـمُضَـاعَفُ لَازِمًا ) : أَيْضًا مِنْ دَواعِي الكَسْرِ فيما يَجيءُ مِنْ ( فَعَلَ ) أَنْ يكُونَ مُضَاعَفًا لازِمًا ( كَـ : حَنَّ طَـلَا ) و ( الطَّلا ) ولَدُ الظَّبْـيَـةِ : حَنَّ يَـحِنُّ ، صَحَّ جِسْمُهُ يَصِحُّ ، فَـرَّ يَـفِـرُّ .. ، وهكذَا تَمْشِي بِاسْتِمْرارٍ ! .
          فَإِذَا سَأَلَكَ سَائِلٌ وقالَ لَكَ : إِذَا أَتاني ( فَعَلَ ) سَمعتُه مِنَ العَربِ مفْتُوحَ العَيْنِ في الماضِي فكيفَ أَقْرأُ المضارِعَ ؟ فتُجيبُه تَقُولُ لهُ : إِنْ تَوفَّـرَتْ فيه أَحدُ هذِه الأسْبابِ تكسِرْهُ .
          ثُـمَّ نَـنْـتَقِلُ إِلَى قَوْلِه رحمهُ الله :

          (10) وَ ضُـمَّ عَـيْـنَ مُـعَــدَّاهُ وَ يَــنْــدُرُ ذَا .......كَـسْرٍ كَـمَـا لازِمٌ ذَا ضَـمٍّ احْـتُـمِـلَا (5)

          ( وَضُمَّ عَيْـنَ مُعَـدَّاهُ ) هذَا شُرُوعٌ في دَواعِي الضَّمَّةِ ، أَوَّلُها :
          1 ـ ( وَضُمَّ عَيْـنَ مُعَـدَّاهُ ) أَنْ يكُونَ مُضَاعَفًا مُعَدًّى ، نَفْسَ الوزْنِ لكنَّـهُ مُتَعَدٍّ ـ اللَّازمُ قُلْنا إِنَّه مِنْ دَواعِي الكَسْرَةِ : حنَّ يَحِنُّ ، صَحَّ يَصِحُّ ـ ، ( وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ ) أَيْ : وضُمَّ عَيْنَ مُضَارعِ مُعدَّى ( فَعَلَ ) المضَاعفِ ، كَـ : مَـدَّهُ يَـمُدُّهُ ، وشَـدَّهُ يَـشُدُّهُ ، وعَـدَّهُ يَـعُـدُّهُ .. ، وهكذَا تَمشِي بِاسْتِمْرارٍ ! .

          ـــــــــــــــــــــــــــ


          (1) وقَوْلُه : ( مضارعٍ يَـلي فَعَلَا ) بيانُهُ : أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ : ( فَعَلَ يَفْعِلُ ) فَإِنَّ المضارِعَ ( يَفْعِلُ ) يَلي قَوْلَكَ ( فَعَلَ ) فيُقالُ بِعبارةٍ أُخْرَى : مُضَارِعُ ( فَعَلَ ) مَفْتُوحَ العَينِ علَيْكَ أَنْ تُديمَ كَسْرَ عَيْنه إِذَا جاءَ مِنَ الأَنواعِ الأَربَعةِ المذكُورةِ في البَيْتِ رقمْ (10) .

          (2) يُلْحظُ في ضَبطِ البَيْتِ ما نبَّـهَ إِلَيْه الشَّارِحُ ( ص : 66 ) بِقَوْلِه : ( قَوْلُه : " أَوِ اليَاءِ عَيْنًا " هُوَ بِقَصْرِ الياءِ ( اليا ) ، ونَقْلِ حَركةِ هَمزةِ " أَوْ " إِلَى تَـنْوينِ " عَيْـنًا " ) اهـ ، فتُـقْرَأُ : عَيْـنَـنَـوْ كَـأَتَى ، وقالَ في الحاشِيَـةِ ص (25) : ( وهُوَ لُغَـةٌ ، وبِه قَـرَأَ ورْشٌ ) اهـ ، أيْ : فليْسَ ضَرُورةً لِلوَزْنِ ، والله أَعْلَمُ .
          * وفي نُسْخَةٍ ـ كما قالَ في الحاشِيَـةِ ـ : ( ذُو الواوِ ) بِالرَّفْعِ خبرًا لمبتَدَأٍ محذُوفٍ تَقْديرُه : هُو ذُو الواوِ ، وهُو جوابٌ لِسُؤالٍ مُقَدَّرٍ ، كأَنَّه قيلَ : أَيُّ فِعلٍ هذَا الَّذي يُكْسَرُ عَيْنُ مضَارعِه مِنْ ( فعَلَ ) ؟ .
          وعلَى النُّسْخةِ المشْهُورةِ ( ذَا الواوِ ) نَعْتٌ لِـ ( فَـعَلَ ) المنصُوبِ مفْعُولًا بِه لِـ ( يلي ) منصُوبٌ مِثْلُه .

          (3) فقَوْلُه ( ذَا الواوِ فاءً ) فاءً ومِثْلُه ( عيْنًا ) تَمييزانِ ، كذَا قالَ الشَّارِحُ لكِنْ قالَ في الحاشِيَـةِ إِنَّـهُ ( غَيْرُ صَحيحٍ ؛ لِعدَمِ تَوفُّرِ شُرُوطِ تَمييزِ المفْرَدِ ، ولا يَصِحُّ أَنْ يكُونَ منصُوبًا علَى الحالِ ... والظَّاهِرُ أَنَّ ( فاءً ) في محلِّ صِفةٍ .. ) اهـ ، واللهُ أَعلمُ .
          واخْتُلِفَ في اشْتِراطِ كَوْنِه غَيْرَ حَلْقِيِّ اللَّامِ ، انظُرْ الحاشِيَـةَ ص (25) ، وللْوُقُوفِ علَى مُعظَمِ الموادِّ المقيسةِ في كلِّ نوعٍ راجِع الشَّرحَ .

          (4) وهُو مَشْرُوطٌ بِأَنْ لا تَكُونَ عَيْنُه حَرْفَ حَلْقٍ كَـ : سَعَى يَسْعَى ونَهاهُ يَنْهاهُ ونَـأَى عَنهُ يَنْـأَى .. ، وشَذَّ فِعْلانِ حلْقِـيَّـا العَـيْنِ وكُسِرا ، وهُما : بَغَى يَـبْغِي ، ونَعَى الميِّتَ يَـنْعيه .
          وقَدْ شَذَّ مِنْ هذَا البابِ أَفْعالٌ جاءَ مُضَارعُها مَفْتُوحَ العَـيْنِ معَ أَنَّها غَيْرُ حَلْقِيَّـةِ العَيْنِ ، نصَّ الشَّارِحُ علَى واحِـدٍ منْها وهُو 1ـ ( أَبَـى يَـأْبَـى ) ـ ونُقِلَ في مُضَارِعِه الكسْرُ ـ و زادَ في الحاشِيَـةِ سِتَّـةَ أَفْعالٍ أُخْرَى وعِبارتُـهُ تُوحِي بِعدَمِ الحصْرِ في هذِه السَّبعةِ أَيْـضًا وهِيَ : 2 ـ ( جَبَـى يَـجْبَى ) الـمالَ أَيْ جَمعَه ، 3 ـ ( عَثَى يَعْـثَى ) في الأَرْضِ إِذَا أَفْسَدَ فيها ، 4 ـ ( عَسَى يَعْسَى ) الشَّيْخُ إِذَا كَبِرَ ، 5 ـ ( غَسَى يَغْسَى ) اللَّـيْلُ إِذَا أَظْـلَمَ ، 6 ـ ( غَلَتْ تَغْلَى ) القِدْرُ أَيْ اضْطَربَتْ ، 7 ـ ( قَلى يَقْلَى ) الشَّيْءَ إِذَا كَرِهَه ـ علَى لُغَةٍ في غَيْرِ ( جَبَى ) فلمْ يُنْقَلْ فيها غيرُ الفَتحِ ، ( يُراجَعُ في كلِّ ما سَبقَ الشَّرحُ والحاشِيَـةُ ) .
          وقدْ نَظمتُها في بَيْتٍ فقُلْتُ : [ البسيط ]

          وَمَا أَتَـى مِنْ : ( أَبَـى ، جَبَى ، عَثَى و غَلَى ........عَسَى ، غَـسَى ، وقَـلَى ) شُـذُوذُهُ نُــقِـلَا


          (5) يُلْحظُ في ضَبطِ البَيْتِ : أَنَّ جُملةَ ( وضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاه ) يصِحُّ أَنْ تكُونَ طلَبِيَّـةً ـ كما في الضَّبْطِ المذكُورِ وعليْه شَرْحُ الشَّيْخِ ـ وبِهذَا تُناسِبُ ما قَبْلَها ( وأَدِمْ كَسْرًا ) فهُوَ طَلبٌ ، ويصِحُّ أَنْ تكونَ خبرِيَّـةً فيُقالَ : ( وضُمَّ عَيْنُ مُعَدَّاهُ ) بِرَفْعِ العَيْنِ نائِبَ فاعِلٍ لِـ ( ضُمَّ ) ؛
          وبِهذَا تكُونُ مناسِبَـةً لِـمَا بَعْدَها ( ويَندُرُ ذَا كَسْرٍ ) فَهُوَ خبَـرٌ . ( انظُرْ : الحاشِيَـةَ ص : 26 ـ 27 ) .
          ويُـرَاعَى فيـهِ : إِشْباعُ ضَمِّ هَاءِ ( مُعَدَّاهُ ) ، علَى الأَصْلِ في ( مُسْتَفْعِلُنْ ) وإِنْ جازَ تَركُ الإِشْباعِ فتصيرُ ( مفْتَعِلُنْ ) .

          التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 26-Jan-2009, 12:04 AM.

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخانا أبا محمد و جزاك خير الجزاء
            واصل وصلك الله تعلى بمنّه و فضله.

            تعليق


            • #7
              أخي ( أبو عبد الوهاب ) بارك الله فيك
              لقد حذف لك الأخ الآجري ـ على ما تقتضيه شروط المشاركات في المنتدى الميمون ـ مشاركة سابقة ..
              ولا أريد أن أزعلك بحذف هذه أيضا ..
              فاكتف في المرات القادمة بدعوة لأخيك في ظهر الغيب ..

              مشاركات الشكر المجرد ممنوعة لقصد إثراء الموضوع من غير تضخيمه وتكثير المشاركات فيه
              كما في أغلب المنتديات ، ويكتفى من ذلك باستعمال زر الشكر ..

              بارك الله فيك ..

              تعليق


              • #8
                ( وَضُمَّ عَيْـنَ مُعَـدَّاهُ ) هذَا شُرُوعٌ في دَواعِي الضَّمَّةِ ، أَوَّلُها :
                1 ـ ( وَضُمَّ عَيْـنَ مُعَـدَّاهُ ) أَنْ يكُونَ مُضَاعَفًا مُعَدًّى ، نَفْسُ الوزْنِ لكنَّـهُ مُتَعَدٍّ ـ اللَّازمُ قُلْنا إِنَّه مِنْ دَواعِي الكَسْرَةِ : حنَّ يَحِنُّ ، صَحَّ يَصِحُّ ـ ، ( وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ ) أَيْ : وضُمَّ عَيْنَ مُضَارعِ مُعدَّى ( فَعَلَ ) المضَاعفِ ، كَـ : مَـدَّهُ يَـمُدُّهُ ، وشَـدَّهُ يَـشُدُّهُ ، وعَـدَّهُ يَـعُـدُّهُ .. ، وهكذَا تَمشِي بِاسْتِمْرارٍ ! (1) .
                ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ : إِنَّ هذَا النَّوْعَ ـ وهُو أَنَّ ما كانَ مُضَاعَفًا مُعَدًّى قِـيَاسُه أَنْ يكُونَ مَضْمُومًا ـ خَرَجَ مِنهُ نَوْعانِ ـ مِثْلَ ما سَبَقَ لَنا في ( فَـعِلَ ) المكسُورِ ـ :
                نَوْعٌ : سُمِعَ فيه الوَجْهانِ ، القِياسُ ما هُو ؟ : الضَّمَّـةُ ، والشَّاذُّ : الكسْرَةُ ، سُمِعَ بِالوجْهَيْنِ .
                والنَّوْعُ الثَّاني : سُمِعَ بِالشَّاذِّ فقطْ ، وهُو مُضَاعفٌ مُعدًّى لكنَّه لَمْ يُسْمَعْ مِنَ العَرَبِ إِلَّا بِالكَسْرِ معَ أَنَّ دَواعِي الضَّمَّـةِ مُتحقِّـقةٌ لَدَيْه ، فهذَانِ النَّوْعانِ يُريدُ أَنْ يُبَـيِّـنَ لَنا الآنَ :

                (11) ........................ وَ يَــنْــدُرُ ذَا ..........كَـسْـرٍ كَـمَـا لازِمٌ ذَا ضَـمٍّ احْـتُـمِـلَا


                (12) فَذُو الـتَّـعَـدِّي بِـكَسْرٍ (حَـبَّـهُ) وَ عِ ذَا ..........وَجْـهَـيْنِ (هَرَّ) و (شَدَّ) (عَـلَّهُ) عَلَـلَا


                (13) وَ (بَتَّ) قَطْعًا و(نَـمَّ) واضْمُمَنَّ مَعَ الـْ ..........لُزُومِ في (امْرُرْ) بِه و (جَلَّ) مِثْـلَ جَلَا (2)

                (واضْمُمَنَّ مَعَ اللُّزُومِ في : امْـرُرْ بِه ) : إِذَنْ ؛ كما سَيأتينَا ـ المفْرُوضُ أَنَّه يُقَدِّمُ لَنا ذلِكَ ـ وهُو : أَنَّ الـمُضَاعَفَ اللَّازِمَ قِياسُهُ قُلْنا ماذَا ؟ : الكَسْرُ ، وفيهِ أَيْضًا نَوْعانِ خَرجَا مِنَ القِياسِ : نَوْعٌ سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ ونَوْعٌ سُمِعَ بِالشَّاذِّ فقطْ .
                والمفْرُوضُ أَنَّه يَذْكُرُه هُنا لكنَّ ابْنَ مالِكٍ رحمهُ الله ذَكرَ المتعَدِّي فقَطْ ، وسَيَأْتي ذلِكَ .
                فنقُولُ : ما هُوَ أَسْبابِ الضَّمَّـةِ لِـمضارِعِ ( فَعَـلَ ) ؟ : أَنْ يكُونَ مُضَاعَفًا مُعدًّى ( وَضُمَّ عَيْنَ مُعَـدَّاهُوَ يَـنْـدُرُ ) أَيْ عنْ هذَا القِياسِ والضَّابِطِ والقاعِدةِ الكلِّـيَّـةِ (ذَا كَـسْرٍ ) حالَ كَوْنِه مَسْمُوعًا بِالكسْرِ ( كَـمَا لازِمٌ ذَا ضَمٍّ احْـتُمِلَا ) كما نَدرَ لازِمٌ كذلِكَ ـ وهُو مِنْ دَواعي الكسْرِ ـ ذَا ضَمٍّ ؛ كما نَدرَ ذلِكَ أَيْضًا ندرَ هُنا ؛ فاللَّازِمُ قِياسُه الكَسْرُ ، و وَرَدَ شَاذًّا بِالضَّمِّ ، والمتعَدِّي قِياسُه الضَّمُّ و وَرَدَ شَاذًّا بِالكَسْرِ ، ثُمَّ هُوَ ـ الخارِجُ عنِ القِياسِ ـ قُلْنا أَنَّـه نَوعانِ سَواءٌ كانَ في اللَّازِمِ أَو الـمُعَدَّي .
                [ما خَرجَ مِنْ المضَاعَفِ المتعَدِّي عنِ القِياسِ فَسُمِعَ بِالكَسْرِ فقَطْ ] :
                وهُو يُريدُ أَنْ يُبَـيِّنَ الأوَّلَ ؛ قالَ : ( فَذُو التَّـعَدِّي بِكَسْرٍ: حَبَّـهُ ) بَس(3) كلِمةٌ واحِدةٌ ـ علَى ما قالهُ ابْنُ مالِكٍ رحمهُ الله ـ وأَظُنُّ كلِمةٌ أُخْرَى .
                ( حَبَّـهُ ) يَعْني : سُمِعَ مِنَ العرَبِ ( حَبَّ ) هذَا مُضَاعَفٌ ، مُعَدًّى أَمْ لازِمٌ ؟ : مُعَدًّى وعلَامتُهُ : أَنَّه نَصَبَ المفْعُولَ ، [ قَالَ ابْنُ مالِكٍ رحمهُ الله في الخلاصَةِ : الرَّجز ]

                عَـلَامَـةُ الفِـعْلِ الـمُعَدَّى أَنْ تَـصِلْ ..........هَـا غَـيْـر مَصْدَرٍ بِـهِ نَحْـوَ ( عَمِـلْ )

                بماذَا تَعْرِفُ المتَعَدِّي ؟ : صِلْ بِه الهاءَ إِذَا قَبلَ فهُو مُتعَدٍّ وإِذَا لَـمْ يقْبَلْ فهُو لازِمٌ (4) .
                ( حَبَّـهُ ) سُمِعَ مِنَ العَربِ : ( يَـحِبُّـهُ ) ثُـلَاثِـيًّا ، لكِنْ هذَا اسْتَدركَ علَى ابْنِ مالِكٍ غَيرُه فقالُوا : ( حَبَّ ) سُمِعَ ( يَـحُبُّـهُ) أَيْضًا ؛ وعلَى هذَا فَلَيْسَ هُناكَ شَاذٌّ فقَطْ ، بلْ هُو داخِلٌ في القِسْمِ الَّذي يَليه وهُو : ما سُمِعَ فيه الوَجْهانِ (5) .
                و ( أَحَـبَّ ) رُبَاعِيًّـا ، وهذَا مُسْتَعْملٌ كثيرًا : " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتَّبِعُونِـى " (6) هذَا مُضَارِعُ ( أَحبَّ ) ولَيْسَ بِـ ( حَبَّ ) هذَا ، والكلامُ هُنا عنِ الثُّلاثِـيِّ المجرَّدِ ولَيْسَ عنِ المزيدِ فالمزيدُ لَه بابٌ سَوْفَ يَأْتي و ( أَحبَّ يُحِبُّ ) هذَا مِنْ مزيدِ الثُّلاثِـيِّ .
                [ النَّوْعُ الثَّاني : ما سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ ] :
                ( وَ عِ ذَا وَجْـهَـيْـنِ ) وَ عِ أَفْعالًا ، أَيْ : احْفَظْ أَفْـعَالًا مَسْمُوعةً مِنَ العَربِ بِالوجْهَـيْنِ ، ما هُـما الوَجْهانِ ؟ : القِياسُ والشُّذُوذُ .
                1ـ ( هَـرَّ ) هذَا بَـدَلٌ ، هَـرَّ الشَّيءَ يَـهُـرُّهُ ويَـهِـرُّهُ هَريرًا بِمعْنَى : كَرِهَـهُ ، سُمِعَ بِالوَجْهَينِ ، هذَا مُتعَدٍّ ، وأَمَّـا : هَـرَّ الكلْبُ بِمعْنَى : صَوَّتَ فهذَا لازِمٌ ؛ فليْسَ داخِلًا في هذَا .
                2ـ ( شَـدَّ) : شَـدَّ الحبلَ يَشُـدُّهُ شَـدًّا ، و يَـشِـدُّهُ ، سُمِعَ بِالوَجْهَـيْنِ .
                3ـ ( عَـلَّهُ) : عَـلَّـهُ الشَّـرَابَ يَـعُلُّـهُ ويَـعِلُّـهُ عَلَـلًا ، أَيْ : سَقاهُ بَعْدَ نَـهَلٍ ، النَّـهَلُ : الشُّرْبُ الأَوَّلُ والعَلَلُ : الشُّرْبُ الثَّاني ، فَـ ( يَـعُلُّه ) القِياسُ ، لماذَا ؟ ؛ لأنَّـهُ مُضَاعَفٌ مُعدًّى ، ( يَـعِلُّه ) هذَا شَاذٌّ .
                ( عَلَـلَا ) : المصْدرُ ، مَفْعُولٌ مُطْلَـقٌ لِـ ( عَلَّـهُ ) .
                4ـ ( وَ بَتَّ قَطْعًا ) : أَيْضًا مِنْ الأَفعالِ الَّتي سُمِعَتْ في ذلِكَ ( بَتَّ ) : بَتَّ الحبْلَ يَـبِتُّـهُ و يَبُـتُّـهُ بَـتًّا : قَطَـعَه ، ولِذلِكَ ( قَطْعًا ) هذَا مَصْدرٌ ، مَفْعُولٌ مُطْلَـقٌ ، أَيْ : قَطَعهُ قَطْعًا (7) .
                إِذَنْ : هذِه الـمَـادَّةُ مِنْ بابِ ( فَـعَلَ ) ؛ أَصْلُها ( بَـتَتَ ) ، ( بَتَّ يَـبُتُّ ) هَـذَا أَيْشْ ؟ (8.) : قِـياسٌ ، و ( يَـبِتُّ ) ؟ : هذَا الشَّاذُّ ، سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ .
                5ـ ( ونَمَّ ) كذلِكَ مُضَاعَفٌ مُعدًّى وسُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ ، نَـمَّ الحديثَ يَـنُمُّـهُ و يَـنِمُّـهُ نَـمًّـا ونَميمَـةً : أَفْشَاهُ ، ( يَـنُمُّـهُ ) ماذَا ؟ : القِياسُ ، و ( يَـنِمُّـهُ ) ؟ : شَاذٌّ .
                هذِه كَمْ فِعْلًا ؟ : ( هَـرَّ ) و ( شَدَّ ) ، ( عَـلَّـهُ ) ، وَ ( بَتَّ ) ، و ( نَـمَّ ) : خَمسَةُ أَفْعالٍ ، هذِه هِيَ الَّتي اطَّـلَعَ علَيْها ابْنُ مالِكٍ رحمهُ الله معَ سَعةِ عِلْمِه وكَوْنِـهِ بَحْـرًا لا يُـجَارَى ؛ ولِذلِـكَ لَـمَّا قَـرَّبُوا إِلَيْـهِ ( صِحاحَ الـجَوْهَرِيِّ ) جلَسَ عِـدَّةَ أَيَّـامٍ وطالَعَها وقالَ : ( وَجدْتُ فِـيها ثَـلاثَـةَ أَشْياءٍ فقَطْ ) ؛ مِنْ سَعةِ حِفْظِه رحمهُ الله .
                هذَا الإِمامُ فاتَـهُ بَعْضُ الأَفْعالِ ؛ ولِذلِكَ اسْتَدْرَكَها ( بَحْـرَقُ ) الشَّارِحُ فقالَ : [ البسيط ]

                وَمِـثْـلُ (هَـرَّ) (يَـنُـثَّ) (شَجَّـهُ) وكَـذَا ..........كَ (أَضَّـهُ) (رَمَّـهُ) أَيْ أَصْلَـحَ العَـمَـلَا (9)

                فَزادَ أَرْبَـعَةَ أَفْعالٍ ، قالَ : (وَمِثْـلُ هَـرَّ ) أَيْ : بِالوجْهَيْنِ ـ اسْتِدْراكًا علَى ابْنِ مالِكٍ رحمهُ الله ـ :
                6ـ (يَـنُثَّ ) : نَثَّ الـخَبَـرَ يَـنُـثُّـهُ ويَـنِـثُّـهُ : أَفْشَاهُ ـ كَـ ( نَـمَّ ) ـ هذَا سُمِعَ بِالوجْهَيْنِ : ( يَـنُثُّ ) قِياسٌ ، و ( يَـنِثُّ ) شُذُوذٌ .
                7ـ (شَجَّـهُ ) : وكذلِكَ شَجَّ رَأْسَهُ يَـشُجُّهُ ويَـشِجُّهُ شَجًّا ، هذَا سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ .
                8ـ ( وَكَذَاكَ : أَضَّهُ) : أَضَّهُ يَـئِـضُّهُ ويَـؤُضُّـهُ بِمَعْنَى : أَلْـجَـأَهُ .
                9ـ (رَمَّـهُ ) : رَمَّ بَـيْـتَـهُ يَـرُمُّـهُ ويَـرِمُّـهُ رَمًّـا ومَـرَمَّـةً أَيْ : أَصْلَـحَـهُ ؛ ( أَيْ : أَصْلَحَ الْـعَـمَلَا) ، فَـ ( يَـرُمُّهُ ) بِالضَّمِّ قياسٌ ، والكسْرُ ( يَـرِمُّـهُ ) هذَا سَماعٌ .
                إِذَنْ كَمْ صَارتْ مِنْ أَفعالٍ ؟ : أَرْبَعةُ أَفْعالٍ ، معَ الخمسَةِ صَارَتْ تِسْعَةً ، هذَا ما ذَهَبَ إِلَيْه ابْنُ مالِكٍ وصَاحبُه ( بَـحْرَقُ ) ، ( بَحْرَقُ ) هذَا بَحْـرٌ ! إِمامٌ بَحْـرٌ في اللُّغةِ ! كِتابُه عَجيبٌ ! .
                [ عَوْدةٌ إِلَى المضَاعَفِ اللَّازِمِ لِـبَيانِ ما شَذَّ منهُ ] :
                وأَمَّا الـمُضَاعَفُ اللَّازِمُ ماخَرَجَ منهُ عنِ القِياسِ قُلْنا أَيْضًا إِنَّهُ قِسْمانِ : قِسْمٌ سُمِعَ بِالشَّاذِّ فقَطْ ، بِالضَّمَّـةِ فقَطْ ، وقِسْمٌ آخَرُ سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ ، والآنَ يَتَـكَلَّمُ عنِ النَّوْعَيْنِ ، يقُولُ :
                [ النَّوْعُ الأَوَّلُ : ما سُمِعَ بِالضَّمِّ فقَطْ ] :
                ( واضْمُمَنَّ مَعَ اللُّـزُومِ ) أَيْ ضُمَّ عَيْنَ المضَارِعِ معَ كوْنِ الفِعْلِ لازِمًا علَى الشُّذُوذِ في أَفْعالٍ تَأْتيكَ :
                1ـ ( في : امْرُرْ بِه ) : ( مَـرَّ ) هذَا فِعْلٌ ماضٍ ، لازِمٌ أَمْ مُـتَعَدٍّ ؟ : لازِمٌ ؛ إِذَنْ فالقِياسُ ( يَمِرُّ ) أَلَيْسَ
                كذلِكَ ؟ : بلَى ، لماذَا ؟ : لأَنَّه مُضَاعَفٌ لازِمٌ ، لكِنْ سُمِعَ عنِ العَرَبِ : ( يَمُرُّ ) ولِذلِكَ قالُوا في الأَمرِ ( امرُرْ بِه ) لأنَّ الأَمرَ مُقْتضَبٌ مِنَ المضارِعِ .
                2ـ ( و (جَلَّ) مِثْـلَ جَلَا ) : وكذلِكَ أَيْضًا جَـلَّ القَوْمُ عنْ مَنْزِلِهمْ يَـجُلُّونَ جَلًّا إِذَا ارْتَحلُوا ، والقِياسُ أَنْ تقُولَ : يَـجِلُّونَ ؛ لأَنَّ ( جَلَّ ) مُضَاعَفٌ لازِمٌ لكنْ سُمِعَ منَ العَربِ بِالضَّمِّ .
                ( مِثْـلَ جَلَا ) إِشَارةٌ إِلَى أَنَّ ( جَلَّ ) هُنا بِمعْنَى ( جَلا ) أَيْ انْكَشَفَ (10) ، واحْترزَ بِذلِكَ عنْ ( جَلَّ ) قَدْرُهُ أَيْ : عظُمَ ؛ فإِنَّه علَى القِياسِ ( يَـجِلُّ ) ولا تَضُمُّه .
                قالَ :
                (14) (هَـبَتَّ) و (ذَرَّتْ) و(أَجَّ) (كَـرَّ) (هَـمَّ) بِهِ ..........و(عَــمَّ) (زَمَّ) و(سَــحَّ) (مَـلَّ) أَيْ ذَمَـلَا
                (15) وَ(أَلَّ) لَـمْعًا وصَرْخًا(11) (شَكَّ) (أَبَّ) و(شَدْ .........دَ) أَيْ عَدَا (شَقَّ) (خَشَّ) (غَلَّ) أَيْ دَخَلَا
                (16) وَ(قَشَّ) قَوْمٌ عَلَـيْـهِ اللَّـيْلُ (جَنَّ) و (رَشْ ..........شَ) الـمُزْنُ (طَـشَّ) و (ثَـلَّ) أَصْلُـهُ ثَـلَـلَا
                (17) أَيْ رَاثَ (طَـلَّ) دَمٌ (خَبَّ) الْحِصَانُ و نَـبْـ ..........تٌ (كَـمَّ) نَخْـلٌ و (عَـسَّتْ) نَـاقَـةٌ بِـخَـلَا
                (18.) (قَـسَّتْ كَـذَا .......................... ....................................................
                3ـ ( هَبَتَّ ) : أَيْضًا ممَّا سُمِعَ عنِ العَربِ مضمُومًا وهُو مُضَاعَفٌ لازمٌ : هَـبَّتِ الـرِّيحُ تَـهُبُّ هُبُوبًا بِمَعْنَى انْطلَقَتْ ، والقِياسُ ماذَا ؟ : تَهِبُّ ، لكنْ ما سُمِعَ .
                4ـ ( و ذَرَّتْ ) : ذَرَّتِ الشَّمسُ تَـذُرُّ ذُرُورًا معناهُ : فاضَ شُعاعُها ، والقِياسُ ( تَـذِرُّ ) لِأَنَّه مُضَاعَفٌ لازِمٌ ، لكنَّـهُ ما سُمِعَ .
                5ـ ( أَجَّ ) : أَجَّ الظَّليمُ يـؤُجُّ أَجًّا وأجيجًا : حَنَّ إِلَى أُمِّـهِ ، والظَّليمُ ولَدُ الظَّبيَـةِ (12) .
                6ـ ( كَـرَّ ) : كَـرَّ الفارِسُ علَى قِـرْنِـهِ [ أَيْ كفئِـهِ في الشَّجاعةِ ] يَـكُـرُّ كَـرًّا وكُـرُورًا .
                7ـ ( هَمَّ بِـهِ ) : هَمَّ بِـهِ يَهُمُّ أَيْ : عَـزَمَ، والقِياسُ أَنْ نَقُولَ ( يَهِمُّ ) لكنْ سُمِعَ مِنَ العرَبِ ( يَهُمُّ ) .
                وأمَّـا ( هَـمَّـهُ ) هَـمَّـهُ الأَمرُ بِمعنَى غَمَّـهُ وأَحْزَنَـهُ فهذَا مُضَاعَفٌ مُعَدًّى علَى القِياسِ ( يَـهُمُّه ) ؛ ولِذَا أَتَى بِالجارِّ والمجرُورِ ( بِـهِ ) لأَنَّ هُناكَ ( هَـمَّ ) مُتَـعَدٍّ .
                و( هَمَّ ) الشَّحْمَ بِمَعْنَى : أَذَابَـهُ ، هذَا أَيْضًا مُضَاعَفٌ مُعَدًّى علَى القِياسِ ( يَـهُمُّه ) (13) .
                8.ـ ( وعَـمَّ ) : كذلِكَ ، عمَّ النَّـبْتُ وعَـمَّ الزَّرْعُ يَـعُـمُّ عَـمًّـا وعَمِـيـمًا بِمَعْـنَى : طالَ ، والقِـياسُ أَنْ نقُولَ : ( يَعِمُّ ) لأنَّه مُضَاعَفٌ لازِمٌ .
                9ـ ( زَمَّ ) : زَمَّ بِأَنْفِـهِ يَـزُمُّ زَمًّـا : إِذَا تَكبَّـرَ ! ، كذلكَ أَيْضًا ممَّا خرَجَ عنِ القِياسِ .
                وقُلْنا : ( زَمَّ بِأَنفِـهِ ) احْتِرازًا عنْ ( زَمَّ بَعيرَهُ ) فهذَا مُتَـعَدٍّ ومَعْناهُ : جعَلَ علَيْه الزِّمامَ أَيْ الخِطامَ ، فهُو بِالضَّمِّ ( يَـزُمُّ ) وهُو قِياسُه ، إِنَّما الشَّاذُّ ( زَمَّ بِأَنْـفِـهِ يَـزُمُّ ) إِذَا تَكَبَّـرَ ! .
                10ـ (و سَحَّ ) : سَحَّ الـمَطَـرُ [ وكذَا الدَّمْعُ ] يَـسُحُّ أَيْ : نَـزَلَ بِكثْـرَةٍ .
                11ـ ( مَـلَّ ) : مَـلَّ الـرَّجُلُ في سَيْـرِهِ يَـمُلُّ أَيْ : أَسْرَعَ ؛ ولِذلِكَ قالَ بَعْدَهُ : ( أَيْ ذَمَلَا ) بِمعْنَى : أَسْرَعَ ، هذَا تَـفْسِيرٌ لِـ ( مَـلَّ ) .
                احْتَـرَزَ بِذلِكَ عنْ : مَـلَّ الـخُبْـزَةَ إِذَا أَدْخلَها ( الـمَلَّـةَ ) وهِيَ : الرَّمادُ الحارُّ ، تَأْتي بِالخبزِ هذَا اليابِسِ تُريدُ أَنْ تأْكُـلَهُ فماذَا يفْعلُونَ ؟ : يُدخِلُونَها هذَا الرَّمادَ ! ، فهذَا ( يَـمُلُّ ) علَى القِياسِ لأَنَّه مُضَاعَفٌ مُعَدًّى ، ونحْنُ نتكلَّمُ عنِ المضَاعَفِ اللَّازِمِ ( مَـلَّ ) أَيْ أَسْرَعَ (14) .
                12ـ ( وَ (أَلَّ) لَـمْعًا وصَرْخًا ) : أَيْضًا مِنَ الأَفْعالِ الَّتي سُمِعَتْ مِنَ العَرَبِ منْ مُضَاعَفِ اللَّازِمِ علَى
                خِلافِ القِياسِ : أَلَّ السَّيْفُ وأَلَّ البَرْقُ يَـؤُلُّ أَلًّا وأَلِـيلًا : إِذَا لَـمَعَ وأَضاءَ ، و (أَلَّ لَـمْعًا وصَرْخًا ) أَشَارَ بِه إِلَى أَنَّ ( أَلَّ ) يُسْتَعْملُ لِـمَعْنيَـيْنِ : أَلَّ البرْقُ بِمعْنَى لَمعَ ، وأَلَّ المريضُ بِمَعْنَى صَرخَ وصَاحَ ، وهذَا علَى قَوْلِ المصَنِّفِ(15) .
                13ـ ( شَكَّ ) : شَكَّ في الأَمرِ يَـشُكُّ أَيْ : ارْتابَ في الأَمْرِ وتَـرَدَّدَ فيه (16) .
                14ـ ( أَبَّ ) : أَبَّ الـرَّجُلُ يَـؤُبُّ أَبًّـا وأَبِـيبًـا إِذَا تَهيَّـأَ لِلسَّفَرِ (17.) .
                15ـ ( و ( شَدَّ ) أَيْ : عَـدَا ) : شَدَّ الـرَّجُلُ يَـشُّدُّ ، وتَـقَـدَّمَ لَكُمْ عدُّ هذَا الفِـعْلِ هُناكَ في الـمُـتَعدِّي وهذَا لازِمٌ ، ذاكَ : ( شَدَّ ) الحبلَ ( يشُدُّهُ ) هذَا قِياسُهُ وسُمِعَ بِالوَجْهيْنِ أَيْضًا هُناكَ .
                وهذَا شَدَّ الـرَّجُلُ أَيْ : عَدَا وجَرَى بِسُرْعةٍ ، والعامَّةُ تَقُولُ في الحثِّ علَى السُّرْعةِ في المشْيِ : ( شِدّ ) ! فهذَا بِالضَّمِّ [ فَصَوابُ ما تَقُولُ العامَّـةُ : شُدّ ] ، وقيَّـدَ بِه ـ أَيْ بِـ ( عَدَا ) ـ احْتِرازًا مِنْ : ( شَدَّ الـمَتاعَ ) فهذَا الَّذي تَقَـدَّمَ لَنا ( شَدَّ ) الـمُتعَدِّي (18.) .

                ــــــــــــــــــــــــ

                (1) ذَكرَ الشَّارِحُ مُعْظَمَ مَوادِّ هذا البابِ في الكبيرِ ص ( 74 ـ 77 ) .
                (2) قالَ الشَّارِحُ في الكبير ص (80) : ( بِجرِّ ( مِثْلِ ) علَى البَدلِ مِنْ ( جَلَّ ) ، أَوْ نَصْبِه علَى الحالِ منهُ ) اهـ ، أَيْ : وفي جلَّ مِثْـلِ .. ، أَوْ : وفي جَلَّ حالَ كَوْنِها مِثلَ جَلَا ، وقالَ ابْنُ الحاج : ( الظَّاهِرُ الاقْتِصَارُ علَى الحالِ ) اهـ .
                و قَوْله : ( جَلا ) أَرادَ بِمعْنَى الارْتِحالِ احْترازًا مِنْ ( جَلَّ قدرُه ) بِمعْنَى عظُمَ ـ كما يأتي ـ لكنْ اعْـتَرضَ ابْنُ الحاج علَيه بِأنَّه لا يفي بِالغرضِ لأنَّ مِنْ معاني ( جَلَا ) الانْكِشَافُ والوُضُوحُ ، قالَ : ( ولَوْ قالَ : ( وجَلَّ أَيْ رحلَا ) لكانَ أَبْـيَنَ ) اهـ ، معَ صِحَّةِ الوزْنِ .
                (3) مُسْتَعْملَةٌ في العَربِيَّـةِ مُنذُ القَديمِ ومَعْناهَا ( حَسْبُ ) ، وقيلَ إِنَّها فارسِيًّـةٌ ثُمَّ تَصَرَّفَ فيها العَامَّـةُ فقالُوا : ( بَسَّكَ ) و ( بَسِّي ) ، وانظُرْ : تاجَ العَرُوسِ مِنْ جَواهِرِ القامُوسِ ( 15/451 ط : الكُويْتِ ) ، ولا زالَ هذَا الاسْتِعْمالُ مَوْجُودًا عِندَنا .
                (4) هذِه الجملَةُ غَيْرُ واضِحةٍ في التَّسْجيلِ ، وانظُرْ شَرْحَ ابْنِ عَقيلٍ علَى أَلْفيَّـةِ ابْنِ مالِكٍ رحمهُما اللهُ ( ص : 141 ـ ط : 1851م ، وهيَ طَبعةٌ مُتـقَنةٌ جدًّا أَفْضَلُ مِنْ كثيرٍ منَ الطَّبعاتِ الحديثةِ ، وأَظُنُّ أَنَّها طُبِعتْ في أَمريكا ! ) .
                (5) انْـظُـرْ : الحاشِيَـةَ ص : (27) .
                (6) سُورةُ آلِ عِمْرَانَ ، الآيَـة : (31) .
                (7) ولم يَظْهَرْ لِلشَّارِحِ ـ في الكبير ص (79) ـ وجْهُ تقييدِه بِـ ( قَطْعًا ) إِذْ لا مُشَارِكَ لهُ قَالَ : ( إِلَّا أَنْ تكُونَ تَفْسيرًا ) اهـ ، لكِنْ قالَ مُحشِّي الصَّغير (ص 28. ) : ( احْتَرزَ بِه مِنْ : بَتَّ الشَّيءَ أَيْ : أَظْـهَرهُ ؛ فَـإِنَّه علَى القِياسِ ) اهـ .
                (8.) عربِيَّةٌ صَحيحةٌ منحُوتةٌ مِنْ ( أَيُّ شَيْءٍ ؟) بِمعْناهَا ( انظُرْ : المعجمَ الوسيطَ ) ؛ فالصَّوابُ فيها فتحُ الهمزةِ لا كما اشْتَهرَ ( إيشْ ) ! كما أَنَّ ( لِـيشْ ) أَوكما في بَعْضِ اللَّهجاتِ ( لِأَيْشْ ) مَنْحُوتةٌ مِنْ ( لِأَيِّ شَيْءٍ ؟ ) ، و ( بِلاشْ ) بِكسْرِ الباءِ لأَنَّها مِنْ ( بِلا شَيْءٍ ) .
                (9) البَيْتُ في الشَّرحِ الكبيرِ ، ص (79) .
                (10) سبَقَ التَّنبيهُ علَى أَنَّ هذَا المعْنَى غيرُ مُرادٍ بلْ اعْتُرِضَ علَى النَّاظِمِ بِاحْتِمالِ الكلِمةِ لهُ فهُو غيرُ ( جَلَا جَلاءً ) أَيْ ارْتحلَ ، كما في قَولِه تَعالَى : " وَلَـوْلَا أَنْ كَتَـبَ اللهُ عَلَيْـهِمُ الـجَلَاءَ لَعَـذَّبَـهُمْ فى الدُّنْـيَا " [ سُورةُ الحشْرِ ، الآيَـةُ : (3) ] .
                (11) نبَّـهَ مُحقِّقُ الكبير (ص : 81 ح : 5) إِلَى أَنَّـهُ لَم يَجِدْ هذَا المصْدرَ بَعْدَ بَحثٍ وإِنَّما وَجدَ : ( صَرَخَ يَصْـرُخُ صُراخًا ..) والله أعلمُ .
                (12) الظَّليمُ : ذَكـرُ النَّعامِ ـ كما في النِّهايَـةِ ـ ، و ( أَجَّ ) قَيَّدهُ في الشَّرْحِ الصَّغير (ص28. بِـ ( في سَيرِه ) وقالَ : ( معناهُ : سُمعَ لهُ دَوِيٌّ ) اهـ ، أَيْ :مِنَ السُّرْعةِ ولذَا قالَ بعضُ الشُّرَّاحِ : ( أَجَّ الظَّليمُ : إِذَا أَسْرَعَ ) ومِثْلُه : ( أَجَّتِ النَّارُ ) و ( أَجَّتِ الرِّيـحُ ) أَيْ سُمعَ دَويُّ صَوْتِهما ـ انظُرْ عَوْنَ المعينِ (ص : 33) ـ ، ولِذَا يَصِحُّ أَنْ يُقالَ في البَيْتِ : ( هَبَّتْ وذَرَّتْ وأَجَّتْ كَرَّ هَمَّ بِه ... ) وإنْ لَم يُوجدْ في النُّسَخِ بلْ هُو أَوْلَى لِتمامِ ( مُسْتَفْعِلُنْ ) الثَّانِـيَـةِ علَى الأَصْلِ . وقَدْ يُقالُ ( هَجَّتْ ) بِـإِبدالِ الهمزةِ هاءً ، انظُرْ الصَّغير معَ الحاشِيةِ (ص : 28..
                (13) أَوْلَى مِنْ هذَا أَنْ يُقَالَ ما قالهُ ابْنُ الحاج : ( قَـيَّدهُ بِالجارِّ ـ أَيْ بِـ (بِه) ـ احتِرازًا مِنْ : هَمَّتْ خشَاشُ الأَرْضِ علَى وَجْهِها أَيْ : دَبَّتْ ؛ فإِنَّـهُ بِالكَسْرِ ـ تَهِمُّ ـ علَى القِياسِ ) اهـ الحاشِية (ص : 28.) ؛ وذلِكَ لأنَّ الكَلامَ عنِ اللَّازِمِ فَلا يدخُلُ المتعَدِّي حتَّى يُحترَزَ منهُ ! وإِنَّما يَـرِدُ ما يُشَابِهُه في لُزومِه معَ مخالَفتِه في الخرُوجِ عنِ القِياسِ وإنْ كانتِ الأَخيرةُ أَقْوَى في اللُّزومِ فَإِنَّها لا تتعَدَّى بِالحرْفِ أَيْضًا ، ويَـرِدُ مثلُ هذَا في بَعْضِ المواطِنِ ممَّا يلي واسْتِصْحابُه مُغْنٍ عنِ التِّكْرارِ ـ إِلَّا فيما نبَّـهَ عليه المحشِّي علَى الشَّرحِ الصَّغير ـ ، واللهُ أَعلَمُ .
                (14) فلا يَدخلُ المعَدَّى حتَّى يحتَرزَ منهُ ؟! ، وقَدْ ذَكر الشَّارِحُ هذَا وزادَ : ( واحْترازًا مِنْ مَلَّ منهُ بِمعْنَى ضَجِـرَ فإِنَّ مُضَارعَـهُ يَفْعَلُ بِالفَتْحِ لأَنَّه مِنْ مُضَاعَفِ فَعِلَ المكسُورِ ) وهذَا قِياسُه كما سَبقَ ، واعْترضَ عليْه المحشِّي فذَكرَ أَنَّ كِلاهُما لا يدخُل في مَوْضُوعِ الكلامِ وإِنَّما يُحترَزُ مِنْ مثْلِ ( مَلَّ بِالمرضِ ) أَْيْ تقلَّبَ فهذَا وردَ مِنْ فَعَلَ وفَعِلَ والمفتُوحُ علَى قِياسه يَفْعِلُ . الصَّغير مع الحاشِيـةِ (29) .
                (15) أَيْ أَنَّـهُ ممَّا لَـمْ يُوافَقْ عليه النَّاظِمُ رحمهُ الله ؛ فذَكرَ في القامُوسِ ( ألَّ ) بِمَعْنَى ( صَرخَ ) بِالكسْرِ فقطْ ( يَـئِلُّ ) فهُو علَى القِـياسِ ، وبِمَعْنَى ( لَـمَعَ ) بِالكَسْرِ قِياسًا والضَّمِّ شُذُوذًا ؛ فهُو مِنَ القِسْمِ الثَّاني ( ما سُمِعَ فيه الوَجْهانِ ) ، وقالَ في الحاشِيَـةِ (ص 29) : ( ثُمَّ التَّقْيِيدُ بِهذَيْنِ يَقْتَضِي نَفْيَ ( أَلَّ الفَـرَسُ ) إِذَا أَسْرَعَ معَ أَنَّه هُو الَّذي ضُمَّ فكانَ مِنْ حقِّه أَنْ يَذْكُـرَه ويَقْتَصِرَ علَيْه ) اهـ .
                (16) وأَمَّا ( شَكَّ في السِّلاحِ ) أَيْ : دَخلَ ، و( شَكَّ البَعيرُ ) أَيْ : لَصَقَ عَضُدُه بِجَنبِه أَوْ غَمزَ في مَشْيِه فَـهُما علَى القِياسِ ( يَشِكُّ ) خِلَافُ ما يُوهِمُه إِطْلاقُ النَّاظِمِ ـ أَفادهُ ابْنُ الحاج ـ ، فهُو مُقَيَّـدٌ بِالمعْنَى الَّذي ذَكرهُ الشَّيْخُ ولِذَا كانَ الأَوْلَى تَقيِيدُهُ في النَّظْمِ بِـ ( فـيه ) احْتِرازًا مِنْ المذْكُورَيْنِ ودفْعًا لِلْإيهامِ .
                (17) فهذَا أَيْضًا مُقَيَّـدٌ ، بلْ قيَّـدَهُ النَّاظِمُ نَفسُه في شَرْحِ التَّسْهيلِ والتَّقيِيدُ مُفيدٌ لأَنَّ لهُ مُحترَزاتٍ ، انظُرْها في الحاشِيَـةِ ( ص : 29 ) .
                (18.) وهذَا ما قرَّرهُ الشَّارِحُ كذلِكَ واعْتَرَضَ علَيْه المحشِّي بِنحْوِ ما سَبَقَ وقالَ : ( فالمتعَيِّنُ أَنَّـهُ احْتَـرَزَ به مِنْ ( شَدَّ النَّهارُ ) إِذَا ارْتَـفَعَ ، وكذا النَّـارُ ، و ( شَدَّ علَى قِرْنه في الحربِ ) أَيْ : حملَ عليْه ؛ فهُما علَى قِياسِهما ) اهـ ، لكِنْ قالَ الزَّبِـيـدِيُّ : إِنَّ ذِكرَ الـنَّارِ ـ وهُو في القامُوسِ ـ خطـأٌ في النَّسْخِ وإِنَّما هو ( النَّهارُ ) ، وذَكرَ في الثَّاني الوَجْهَيْنِ ـ انْظُر : تاجَ العَرُوس ـ وعلَى كُلِّ حالٍ فَهُو مُحتَرَزٌ .


                التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 19-Feb-2009, 01:35 AM.

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد أزف تحية طيبة مباركة إنشاء الله لكل مسؤلي وأعضاء ومستخدمي هذا المنتدى الطيب الكريم المليء بالعلم والمعرفة واسأل الله الجليل القدير ان يوفقنا أعضاءا ومسؤلين لفعل الخيرات . سؤال للأخ الكريم أبو محمد فضل بن محمد ماإذاكان هذا الشرح موجودعندك بصيغة من صيغ الملفات pdf أو وارد أن تتحفنا بها بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك

                    لا زلت في التفريغ ، وسوف يأخذ وقتا .
                    فما سبق هو تفريغ للدرس الأول فقط ، وبقي درسان أعان الله على تفريغهما .
                    فإذا تم أنزله إن شاء الله ـ انتبه : إن شاء الله ـ على أي صيغة أردت .
                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 14-Feb-2009, 11:11 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      بقِيَ جزءٌ يسير من الدَّرسِ الأوَّلِ غاب عن بالي ، وكانَ مفَـرَّغًا ولكنَّها العجلةُ ، والله المستعانُ .

                      هذه هي البقيَّـة :

                      16ـ ( شَقَّ ) كذلِكَ شَقَّ علَيْه الأَمْرُ يَشُقُّ (1) ، سُمِعَ عنِ العرَبِ هكذَا والقِياسُ يَشِقُّ لأَنَّه مُضَاعَفٌ لازِمٌ لكنْ ما سُمِعَ ! ، وأَمَّـا : شَقَّ العَصَا فهذَا مُتعَدٍّ ، علَى قِياسِه يشُقُّ .
                      17ـ ( خَشَّ ) : كما تقُولُ العامَّةُ ( خُشّ ) ! ، خَشَّ في البَـيْتِ يَـخُشُّ خَشًّا ( أَيْ : دَخَلَا ) كما فسَّرهُ ابْنُ مالِكٍ رحمهُ الله ومِثْلُه :
                      18.ـ ( غَلَّ ) غلَّ في الشَّيْءِ يَغُلُّ معْناهُ دَخلَ كما فسَّرهُ النَّاظِمُ ، وهُو فسَّرَ هذَا لكنْ قُلْنا إِنَّهما بِمعنى (2) .
                      19ـ ( وَ قَشَّ قَوْمٌ ) : قَشَّ القَوْمُ يَقُشُّونَ قَشًّـا بِمعْنَى : حَسُنتْ حالُـهُمْ بَعْدَ بُؤْسٍ (3) .
                      20ـ ( عَلَيْـهِ اللَّـيْلُ جَنَّ ) : أَيْ ممَّا سُمِعَ علَى خلافِ القِـياسِ : جَنَّ علَـيْه اللَّيلُ يَـجُنُّ جَنًّا بِمعْنَى : سَتَـرَهُ ، وأَمَّا ( جُنَّ يَـجُنُّ جُنُونًا ) فهذَا مُغيَّر الصِّيغةِ في السَّماعِ ولا يَـرِدُ علَى هذَا (4) .
                      21ـ ( و رَشَّ الـمُزْنُ ) (5) : رَشَّ الـمُزْنُ ـ أَيْ السَّحابُ ـ يَـرُشُّ رَشًّا ورَشِيـشًا بِمعْنَى : أَمطَـرَ مَطَـرًا خَفيفًا ، ومِثْلُه أَيْضًا :
                      22ـ ( طَـشَّ ) : طَشَّ الـمُزْنُ يَطُشُّ بِمعْنَى : أَمْطَـرَ مَطَـرًا ضَعيفًا ، مُتقارِبُ المعْنَى (6) .
                      23ـ ( و ثَلَّ أَصْلُهُ ثَـلَلَا ) : ثَلَّ الفَـرَسُ والحِمارُ يثُـلُّ ( أَيْ رَاثَ ) فَسَّرهُ في النَّظْمِ نَفْسِه ، والقِياسُ أنْ نقُولَ ( يَـثِلُّ ) لأَنَّه مُضَاعَفٌ لازِمٌ لكنْ ما سُمِعَ .
                      ( أَيْ : رَاثَ ) وقَـيَّـدَهُ بِـهِ احْتِرازًا عَنْ ( ثَـلَّ ) التُّرابَ يَثُـلُّ ثَـلًّا إِذَا صَبَّه فَهذَا مُتَـعَدٍّ وهُو قِياسُه (7) ؛ ولِذلِكَ نَبَّـهَ علَى قَوْلِه ( أَصْلُهُ ثَـلَلَا ) ثَـلَلًا بِالفَتْحِ إِشَارةً إِلَى أَنَّ هذَا مِنْ بابِ ( فَعَـلَ ) واحْترَزَ بِه مِنْ ( ثَـلًّا ) مِنْ بابِ ( فَعِـلَ ) ثَلِـلَ .
                      24ـ ( طَـلَّ دَمٌ ) : هذِه أَيْضًا مِنَ الأَفْعالِ الَّتي نَدَرَتْ وهِيَ مِنَ المضَاعَفِ اللَّازِمِ : طَـلَّ دمُ الميتِ الـمَقْـتُولِ يَطُـلُّ طُـلُولًا بِمعْنَى صَارَ هَدَرًا ولمْ يُـؤْخَذْ لهُ ثَـأْرٌ (8.) .
                      وأَكْـثَـرُ مِنْ ذلِكَ أَنَّـهُ سُمِعَ مَبْـنِـيًّا للْمَفْعُولِ ( طُـلَّ ) كَـ ( جُنَّ ) ، طُـلَّ دَمُ المقْـتُولِ يُطَـلُّ ، هذَا هُو الكثيرُ في الاسْتِعْمالِ لكنْ هذَا خارِجٌ عنْ بَحْثِنا ، نَحْنُ نتكلَّمُ عنِ الفِعْلِ المبنِـيِّ للفاعِلِ .
                      25ـ (خَبَّ الْـحِصَانُ ) : تَعْرِفُونَ الـحِصَانَ ؟! ، أَنتُـمْ تُسَمُّونَـهُ ( حُصَان ) وهذَا غلَطٌ ، والصَّوابُ : ( حِصَانٌ ) ، خَبَّ الحِصَانُ يَـخُبُّ إِذَا أَسْرَعَ (9) .
                      ( ونَـبْتٌ ) : هذَا مَعْطُوفٌ علَى ما قَـبْلَه ، خَبَّ نَـبْتٌ يَـخُبُّ أيْ : خرجَ بِسُرْعةٍ .
                      26ـ ( كَمَّ نَخْلٌ ) : كَمَّ النَّخْلُ يَـكُمُّ أَيْ : أَخْرَجَ كِمامَـهُ ، والكِـمامُ : الطَّلْعُ .
                      27ـ ( وعَسَّتْ نَاقَـةٌ بِـخَلَا ) : عَسَّتِ النَّـاقَـةُ تَـعُسُّ عَسًّا إِذَا رَعَتْ وَحْـدَها بِلا راعٍ ؛ ولِذلِـكَ قالَ : ( بِـخَلَا ) أيْ : مَوْضِعِ خَالٍ ويَعْني بِه أَنَّها مِنْ دُونِ راعٍ ، أوْ ( بِـخَلَا ) معْناهُ : بِالخلا ، الخلاءُ بِالمدِّ النَّباتُ أَيْ : بِالعُشْبِ أَيْ رَعتْـه فيكُونُ مَفْعُولًا لَه (10) .
                      28.ـ ( قَـسَّتْ كَـذَا ) : فهُو مِثْـلُ ( عَسَّتْ ) ، معْناهُما واحدٌ واسْتِعْمالُـهُما واحدٌ (11) .

                      إِلَى هُنا صَارتْ كَمْ ؟ : ثَمانِـيَـةٌ وعِشْرُونَ فِعْلًا ، أَبْداها ابْنُ مالِكٍ رحمهُ الله في نَظْمِه وذَكرَها واسْتَوْفاها و زادَ علَـيْه ( بَحرَقُ ) ثَمانِـيَـةَ عَشَرَ فِعْلًا فتكُونُ كَمْ ؟ : صَارتْ سِتَّـةً وأَرْبَعينَ ، وسَوْفَ نُكمِّلُها بِهذَا ، قالَ :

                      وَ مَــعْ ثَـمَـانِــيَــةٍ عَـشْـرٍ كَـ ( مَــرَّ ) بِــهِ.........(يَمُتُّ) ( ثَـجَّ ) وَ ( سَجَّ ) ( أَحَّ ) أَيْ سَعَلَا
                      (سَخَّتْ) وَ(أَدَّ) وَ(حَدَّ) (عَرَّ) (حَصَّ) و( لَطْ.........طَتْ ) نَاقَـةٌ ( كَفَّ ) ( شَقَّ ) طَـرْفُـهُ فَـعَـلَا
                      و( بَقَّ ) ( فَكَّ ) وَ( عَكَّ ) الْيَوْمُ ( غَمَّ ) وَ( أَمْ.........مَتْ ) أُمُّـنَـا ( حَنَّ ) عَنْـهُ مُـعْرِضًا كَـمُـلَا(12)

                      ( وَ مَعْ ثَمانيـةٍ عَشْرٍ كَـ ( مَرَّ ) بِـهِ ) : ثَمانيَـةَ عَشَـرَ تُشْبِهُ (مَـرَّ بِـه) ، فيمَ تُشْبِـهُه ؟ : في كَوْنِه اسْتُعْملَ علَى الشُّذُوذِ دُونَ القِياسِ ، بِوجْهٍ واحدٍ .
                      29ـ ( يَمُتُّ ) مَتَّ إِلَـيْه بِقَرابَـةٍ يَمُتُّ تَوسَّلَ وانْـتَسَبَ إِلَيْه .
                      30ـ ( ثَجَّ ) ثَجَّ الماءُ يَـثُجُّ ثَجًّا مَعْناهُ : انْصَبَّ .
                      31ـ ( وَ سَجَّ ) : سَجَّ بَطْـنُهُ يَسُجُّ سَجًّا : رقَّ الخارجُ مِنهُ .
                      32ـ ( أَحَّ ) : أُحْ أُحْ ! ، أَحَّ الـرَّجُلُ يَـؤُحُّ ، وفسَّرهُ قالَ : ( أَيْ : سَعَـلَا ) فهذَا معْناهُ .
                      33ـ ( سَخَّتْ ) : سَخَّتِ الجرادَةُ تَسُخُّ أَيْ : غَرزَتْ ذَنَـبَها في الأَرْضِ لِـتَـبِـيـضَ ، أَلْـهَمهَا اللهُ تَعالَى لِلْمُحافَظةِ علَى البَـيْضِ ! .
                      34ـ ( أَدَّ ) : أَدَّ البعيرُ يَـؤُدُّ أَيْ : رجَعَ الـحَنينُ في جَوْفِه ، يَعني : حِينَما يَـأكُلُ .
                      35ـ ( حَدَّ ) : حدَّ الرَّجُلُ يَـحُدُّ إِذَا غَضِبَ ، وأَمَّـا ( حَدَّهُ ) بِمعْنَى : ضَربَـهُ الـحَدَّ فهذَا قِياسُه يَـحُدُّ
                      لأنَّه مُضَاعَفٌ مُعَدًّى .
                      36ـ ( عَـرَّ ) : كذلِكَ أَيْضًا : عَـرَّ الظَّليمُ ـ ولَدُ الظَّبْيَـةِ ـ يَـعُـرُّ [ عُرارًا ] أَيْ : صَاحَ .
                      37ـ ( حَصَّ ) : حصَّ الحمارُ يَـحُصُّ حُصَاصًا أَيْ : ضَرطَ وعَدَا وضَمَّ أُذُنيْه [ ومَصَعَ بِذَنَـبِه ] .
                      38.ـ ( و لَطَّتْ نَاقَـةٌ ) : لَطَّتِ النَّاقـةُ بِذَنَـبِها تَلُطُّ إِذَا أَلْصَقَتْـهُ بَيْنَ فخِذَيْها .
                      39ـ ( كَـفَّ ) : كَفَّ بَصَـرُ الـرَّجُلِ يَـكُفُّ : صَارَ كَفيفًا [ عَميَ ] ، أَمَّا ( كَـفَّـهُ ) بِمعْنَى مَـنَـعَهُ فهذَا ( يكُفُّ ) قِـياسُه لأَنَّه مُضَاعَفٌ مُعَدًّى .
                      40ـ ( شَقَّ ) شَقَّ بَصَرُ الـمَيِّتِ إِذَا تَبِعَ رُوحَهُ حينَ تَـخْرُجُ ؛ ولِذَلِكَ قالَ : ( طَـرْفُهُ ) شَقَّ طَرفُهُ (13) .
                      وأَمَّـا ( شَقَّ العَصَا ) فهذَا علَى القِياسِ ( يَشُقُّ ) لأنَّـهُ مُتَـعَدٍّ .
                      ( فَـعَلَا ) أَيْ : هذَا وزْنُ هذِه الأَفْعالِ كُلِّها ( فَـعَلَ ) بِالفَتْحِ (14) .
                      41ـ ( و بَـقَّ ) : بَقَّ في كلامِه يَبُـقُّ بَـقًّا أَيْ : أَكْثَـرَ الكلَامَ .
                      42ـ ( فَكَّ ) : فَكَّ الـرَّجُلُ يَفُـكُّ فَـكًّا إِذَا هَـرِمَ .
                      43ـ ( وَعَكَّ الـيَوْمُ ) : يَـعُكُّ عَكًّا أَيْ : اشْتَـدَّ حَرُّه .
                      44ـ ( غَـمَّ ) : غَمَّ يَوْمُنا يَـغُمُّ يَعْني : اشْتَدَّ حَـرُّهُ ، مِثْلَ ( عَكَّ ) معناهُما واحِدٌ .
                      45ـ ( وَ أَمَّتْ أُمُّـنَا ) : تَـؤُمُّ أَيْ : صَارَتْ أُمًّا .
                      46ـ ( حَنَّ عَنْـهُ ) : كذلِكَ أَيْضًا ممَّا خَرَجَ عنِ القِياسِ : حَنَّ عنهُ يَـحُنُّ بِمَعْنَى : أَعْرَضَ عنهُ وصَدَّهُ .
                      ولِذَلِكَ قَـيَّـدَهُ بِقَوْلِه : ( مُعْرِضًا ) إِشَارةً إِلَى أَنَّ هُناكَ ( حَنَّ ) يُسْتَعْملُ اسْتِعْمالًا آخَـرَ : حَنَّ إِلَـيْه يَـحِنُّ ـ بالكسْرِ ـ هذَا علَى القِياسِ [ وسَبَـقَ ] .
                      ( كَمَلَا ) : أَيْ كَمَلَ ما رُمْناهُ مِنَ الأَفْعالِ الثَّمانِـيَـةَ عَشْرَةَ .
                      ونُضِيفُها إِلَى الثَّمانِـيـةِ والعِشْرينِ فَـتَـصِيرُ كمْ ؟ : سِتَّـةً وأَرْبَعينَ فِعْلًا ومادَّةً هِيَ الَّتي خَرَجَتْ
                      عنِ القِـياسِ .
                      وسَوْفَ ننْـتَـقِلُ ـ إِنْ شاءَ اللهُ ـ إِلَى ما يليـهِ .

                      وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وباركَ علَى عبْدِه ورَسُولِه محمَّدٍ وعلَى آلِـه وأَصْحابِه أَجمَعينَ (15) .

                      *********

                      ــــــــــــــــــــــــــــــ
                      (1) هذَا تَقيِيدٌ لإِطْلاقِ النَّاظِمِ وكذَا لَدَى الشَّارحِ وهُو الَّذي أَحْوجَه في زِيادَته ـ كما سَتَـرَى ـ إِلَى تكرارِ هذَا الفِعْلِ ( شَقَّ ) بِمَعْنَى : نَظَرِ المحتَضِرِ إِلَى رُوحِه حينَ خُرُوجِها لا يَرْتدُّ إِلَيْه طَرْفُه ، ولَهُ مَعْنًى آخَرَ ذَكرُوه وهُو ( شَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ ) إِذَا لاحَ ؛ فلَوْ فُسِّرَ هُنا بِهذِه المعاني كلِّها لَمْ يَحتَجْ إِلَى إِعادةِ الفِعلِ هُنالِكَ ، ولَهُ محتَرزاتٌ انْظُرْها في الحاشِيَـةِ ( ص : 30 ) .
                      (2) واخْتُلِفَ فيه ، هلْ هُو تَقْيِـيدٌ لَـهُما أَمْ لِلْأَخير فقَطْ ، وصَرَّحَ الشَّارِحُ بِالثَّاني وأَيَّدهُ المحشِّي ـ خِلافًا لِبَعْضِ الشُّرَّاحِ ـ قالَ : ( لأَنَّ الغالِبَ فيـما يُذكَـرُ لِلتَّفسير أَنْ يكُونَ تقْيِـيدًا ، ولَـمْ يَذْكُرُوا في ( خَشَّ ) محتَرَزًا ) اهـ ؛ فلا يَحتاجُ إِلَى تَقيِـيدٍ والحكمُ للأَقْربِ ذِكرًا ولِحاجتِه فإنَّ لهُ مُحترزاتٍ عديدةً ، انظُر الحاشِيَـةَ ص (30) .
                      (3) وانْطلَقُوا مُنجَفلينَ ، وكلامُ النَّاظِمِ يَحتَمِلُ المعْنَيَيْنِ ، وانظُرْ محترزاتِه في الحاشِـيَـةِ ص (30) .
                      (4) هذَا علَى اسْتِعْمالِه لازِمًا ويُسْتَعْملُ مُتعَدِّيًا أَيْضًا ، انظُرْ الحاشِيَـةَ ص (30) .
                      (5) تَقيِيدُ الرَّشِّ بِالسَّحابِ لا مَفْهُومَ لهُ فَكذَ العيْنُ والطَّعْنةُ ، قالهُ في الحاشِيَـةِ (ص 30) .
                      (6) والطَّشُّ أَخفُّ مِنَ الرَّشِّ ، وهُنا ذَكرَ الشَّارِحُ أَنَّ ( طشَّ ) ذَكرُوا فيه إِمَّـا القِياسَ وإِمَّا الوَجْهَيْنِ ؛ فليْسَ مِنْ هذَا القِسْمِ ، واللهُ أَعْلَمُ ، وانظُر الشَّرْحَ الكبير ص (82.) .
                      فَـأَخْذًا بِما سَبقَ مِنَ التَّنبيهاتِ يُمكنُ أَنْ يُصَاغَ البَيْتَـانِ ـ معَ مُراعاةِ الوزْنِ ـ هكذَا :
                      وَ(أَلَّ) خَـيْـلٌ و(شَكَّ) رَيْـبًا (ابَّ) لِظَـعْـ.......ـنٍ (شَدَّ) عَـدْوًا و(شَـقَّ) (غَـلَّ) أَيْ دَخَـلَا
                      وَ(جَنَّ) لَيْـلٌ عَليْه (قَـشَّ) قَـوْمٌ و (رَشْ.......شَ) الـمُزْنُ والعَـيْنُ (خَشَّ) (ثَلَّ) مِنْ ثَـلَـلَا
                      بَـيَـانُ ذلِكَ : (أَلَّ خيلٌ) : أَيْ أَسْرَعَتْ ؛ فقيِّد بهذَا وما قَيَّد به النَّاظِمُ لَيْسَ منْ هذَا البابِ كما سَبقَ ، و (شَكَّ رَيْـبًا) تَردَّدَ ؛ فـ (رَيْبًا) مَفْعُولٌ مُطلقٌ قَـيَّـدَ الشَّكَّ بِهذَا المعْنَى فاحتُـرِزَ بِه عَنْ غيره ، و (أَبَّ لِظَعْنٍ) الظَّعْنُ السَّفَرُ أَيْ : تهيَّـأَ لِلسَّفَرِ ؛ فقُـيِّـدَ أَيْضًا وهُو حَـقُّه وتَسْهِيلُ الهمزةِ فيه لُغةٌ لا ضَرُورة كما سَبَـقَ عنْ صَاحبِ الحاشِيَـةِ ، و (شَدَّ عَدْوًا) أَسْرَعَ في جَرْيِـهِ واشْتَـدَّ ؛ فَـ (عَدْوًا) مَفْـعُولٌ مُطْلَـقٌ مُقَيِّـدٌ لِلشَّدِّ بِهذَا المعْنَى ، ثُمَّ وَجبَ إِرْجاءُ أَحدِ الفِعْلَيْنِ (شَقَّ) و(خَشَّ) لِلوَزْنِ فَاخْترْتُ (خَشَّ) دَفْعًا لإيهامِ التَّـقْيِيـدِ بِـ ( أَيْ : دَخَـلَا) وكذلِكَ لِـمُوالاتِ الكلِماتِ ذَاتِ الـجَرْسِ الواحدِ (قَـشَّ ، رَشَّ ، خَشَّ !) ولـهذَا أَيْضًا قَدَّمتُ (جَنَّ لَيْـلٌ علَيْه) ، و (رَشَّ المزنُ والعَيْنُ) لِـما سَبقَ ، وأَسْقَطْتُ (طَشَّ) لأنهُ لَيْسَ منهُ ، و(ثَلَّ مِنْ : ثَلَـلَا) هِيَ بِمَعْنَى : (ثَـلَّ أَصْلُه ثَـلَلَا) ، والله أَعْلمُ .
                      (7) وكذَا في الشَّرْحِ وفيه نَظرٌ كما سَبقَ ، وانظُرْ محترزاتِـه في الحاشِيـةِ ص (30) .
                      (8.) ورجَّحَ في الحاشِيَـةِ التَّـفْرِيقَ بينَ الـهَدْرِ وهُو إبطالُ الدَّمِ منَ الإِمامِ وبينَ الطُّـلُولِ وهُو أَنْ لا يؤُخذْ بِالثَّـأْرِ لِعجْزٍ أَوْ لِـجَـهْلٍ بِالقاتِـلِ ، وقالَ إِنَّ القَوْلَ بِالتَّرادُفِ ـ كما هُو ظاهِرُ كلامِ الشَّارِحِ ـ ضَعيفٌ ، انظُـرْ : ص (30) .
                      (9) وكذَا في القاموسِ والتَّاجِ لكنْ صَوَّبَ في الحاشِيَـةِ خلافَـهُ وهُو المشْيُ دُون إِسْراعٍ أَوْ مبادِي الجرْيِ كما هُو لَفظُ بَعْضِ الشُّرَّاحِ .
                      (10) هكذَا سَمِعْتُها ، وقالَ في الحاشِيَـةِ : إِنَّ الباءَ ظَرْفِيَّـةٌ في الوَجْهَيْنِ ، وذَكرَ أَنَّ ( الخلاءَ ) بِالمدِّ هُو الموْضِعُ الخالِي ، ونازعَ الشَّارحَ في كَوْنه قُصِرَ لِلضَّرُورةِ ، وأَنَّ ( الخلا ) بِالقَصْرِ هُو الرَّطبُ منَ النَّباتِ واحدُه ( خَلاةٌ ) كَـ ( حَصَى ) و ( حَصَاةٌ ) ، وهلْ الإسْنادُ إِلَى النَّـاقَـةِ و ذِكرُ الخلاءِ لِلتَّقْيِـيـدِ أَوْ يدْخلُ غيرُ ذلِكَ فيكونُ لِـمُجرَّدِ التَّمْثيلِ ؟ انظُرْ لِذلِكَ الحاشِيَـةَ ص (31) ، واللهُ أَعْلمُ .
                      (11) علَى هذَا أَكثرُ الشُّـرَّاحِ ، وذَهبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ المماثلَـةَ في الخرُوجِ منَ القِياسِ فقطْ وأَمَّا المعْنَى فَـ ( عَسَّتْ ) إِذَا رَعَتْ وحدَها لَيْـلًا و ( قَسَّتْ ) إِذَا رَعَتْ وَحدَها نَهارًا ، قالَهُ في الحاشِيَـةِ ص (31) ، واللهُ أَعْلمُ .
                      (12) الأبْياتُ في الشَّرْحِ الكبيرِ ص (84.) .
                      (13) سَبقَ أَنَّ كلامَ ابْنِ مالِكٍ رحمهُ اللهُ ـ في ذِكْرِه ( شَقَّ ) ـ مُطْلَـقٌ يَدْخلُ فيه هذَا المعْنَى وما ذَكرهُ الشَّارِحُ هُناكَ وغيرُهُ مـمَّا لـمْ يَـذْكرْهُ الشَّارحُ ؛ فاسْتُغْنيَ عنْ تِكرارِه ، واللهُ أَعْلمُ .
                      (14) يَظْهرُ ـ واللهُ أعلَمُ ـ أَنَّ الفاءَ حرْفُ عَطْفٍ و ( عَلا ) فِعْلٌ ماضٍ منَ العُلُوِّ أَيِ ارْتفعَ بَصَرُهُ فهذَا حالُ الميِّتِ وهُو بِهذَا تَفْسِيرٌ ، وأَمَّا إِذَا أَرادَ أَنَّ هذَا وزْنُ هذِه الأَفْعالِ صَارَ حَشْوًا فالكلامُ فيما سَبقَ وما يأْتي في هذَا البابِ لا يدخُلُ فيه غيْرُه ، ولَيْسَ هُو كذلِكَ مما يلْتَبسُ بِغَيرِه كما سَبقَ في ( ثَـلَّ ) ، واللهُ أَعْلمُ .
                      (15) نِهايَـةُ الدَّرْسِ الأَوَّلِ .
                      فائِـدةٌ :
                      اعْترَضَ الشَّارِحُ علَى عشَرةٍ ممَّا ذَكرَ ابْنُ مالِكٍ رحمهُ اللهُ منْ حيْثُ كونِها لازِمةً أَوْ مُتعدِّيةً ، وذَكرَ مِثْلَها عشَرةَ أَفعالٍ لَمْ يذْكرْها هُو في الزِّيادةِ ولا ابْنُ مالكٍ ثُمَّ قالَ : ( فإِمَّا أَنْ تُلْحقَ هذِه العشَرةُ أَيْضًا بِما ذكرهُ النَّاظمُ منَ اللَّازِمِ المضْمُومِ ، فتُزادُ علَى الثَّمانِـيـةِ والعِشْرِين وعلَى ما زِدْناهُ علَيْـها ، وإِمَّا أَنْ تَسْقُطَ العشَرةُ الَّتي انْـتَـقَدْنا على النَّاظمِ عدادَها منَ اللَّازِمِ ، والـمَرْجِعُ في عُلُومِ العَربِـيَّـةِ إِلَى النَّـقْلِ والاسْتِقْرَاءِ ، والحافِظُ حُجَّـةٌ علَى منْ لَمْ يَحْفَظْ ) اهـ ، انظُرْ تَفْصِيلَ ذلِكَ في ( فَتحَ الأَقْفالِ ) ص (84. ـ .86.) .

                      تعليق


                      • #12
                        هذا هو الدرس الأول في ملف ( pdf ) في المرفقات .
                        الملفات المرفقة

                        تعليق


                        • #13
                          بداية الدرس الثاني ..

                          الـدرس الـثـاني

                          إِنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونَسْتَعينُه ونَسْتَغْفِرُه ونَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا ، مَنْ يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْه فلا هادِيَ لهُ ، وأَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ ، وأَشْهدُ أَنَّ محمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه ، أَمَّا بَعْدُ :
                          فإنَّ أَصْدَقَ الحديثِ كِتابُ الله ، وخَيرَ الهدْيِ هَدْيُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، وشَرَّ الأُمورِ محدَثَاتُها ، وكُلَّ محدَثَـةٍ بِدعةٌ وكُلَّ بِدْعةٍ ضَلالَةٌ ، وكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّارِ ، [ ثُمَّ أَمَّا بَعْدُ ] :
                          أَخذْنا فيما مَضَى مِنْ كلامِ ابْنِ مالِكٍ رحمهُ اللهُ في لامِيَّـةِ الأَفْعالِ إِلَى أَنْ وَصَلْنا إِلَى النَّوْعِ الثَّانِي وهُو ما جاءَ فيه وَجْهانِ مِنْ مُضَارِعِ الـمُضَاعَفِ اللَّازِمِ(1) .
                          [ قالَ رحمهُ اللهُ ] :
                          (18.) ......... وَعِ وَجْهَـيْ (صَـدَّ) (أَثَّ) و (خَـرْ......رَ) الصَّلْدُ (حَدَّتْ) و(ثَرَّتْ) (جَدَّ) مَنْ عَمِلَا
                          (19)(تَرَّتْ) و(طَرَّتْ) و(دَرَّتْ) (جَمَّ) (شَبَّ)حِصَاْ......نٌ (عَـنَّ) (فَحَّتْ) و(شَذَّ) (شَحَّ) أَيْ بَخِـلَا
                          (20) و (شَطَّتِ) الـدَّارُ (نَسَّ) الشَّـيْءُ (حَـرَّ) نَـهَا ْ......رٌ ........................................

                          يَـقُولُ : ( وَ عِ ) عِ [ منْ وَعَى يَعي ] أَيْ : احْفَظْ ( وَجْهَـيْ صَـدَّ ) يَعْنِـي أَنَّ :
                          1 ـ ( صَدَّ ) هُو مِنْ بابِ ( فَعَـلَ ) المضَاعفِ اللَّازِمِ قِـياسُهُ الكَسْرُ لكِنَّـهُ سُمِعَ بِالوَجْهَـيْنِ : القِـياسِ والشَّاذِّ ، صَدَّ عنِ الشَّيْءِ يَصُدُّ ويَصِدُّ صُدُودًا (2) ، ( يَصِدُّ ) : قِـياسٌ و ( يَصُدُّ ) : هُوَ السَّماعُ .
                          2 ـ ( أَثَّ ) كذلِكَ ، أَثَّ الشَّعرُ والنَّباتُ يؤُثُّ ويَـئِثُّ أَثًّا وأَثِـيثًا مَعْناهُ : كَثُـرَ والْـتَفَّ .
                          3 ـ ( خَرَّ الصَّلْدُ ) (3) الصَّلْدُ : الحجَـرُ ، خَرَّ الصَّلْدُ يَخِـرُّ ويَخُـرُّ خُرُورًا بِمعْنى : سَقَطَ ، ( يَخِـرُّ ) القِياسُ و( يَخُـرُّ ) السَّماعِيُّ .
                          4 ـ ( حَدَّتْ ) كذلِكَ ، حَدَّتِ المرْأَةُ علَى زَوْجِها تَحِدُّ وتَـحُدُّ : امْتَـنَعتْ عنِ الزِّينةِ لِـمَوْتِه .
                          5 ـ ( ثَـرَّتْ ) ثَرَّتِ العَيْنُ تَـثِـرُّ وتَـثُـرُّ بِمعْنَى غَزُرَ ماؤُها ، وكذَا السَّحابَةُ : غَزُرَ جَمْعُها وغَزُرَ ماؤُها .
                          6 ـ ( جَدَّ مَنْ عَمِلَا ) جَدَّ الرَّجُلُ يَجِـدُّ ويَجُـدُّ جِـدًّا [ في عَملِه ، أَيْ : قَصَدَهُ بِعزْمٍ وهِمَّـةٍ ] ، و ( مَنْ عَمِلَا ) أَيِ الرَّجُلُ الَّذي عَملَ ، هذا مُكمِّلٌ لِلبَـيْتِ (4) .
                          7 ـ ( تَـرَّتْ ) كذلِكَ منَ الأَفْعالِ الَّتي سُمِعتْ بِالوَجْهَيْنِ : تَـرَّتْ يَـدُهُ تَـتُـرُّ وتَـتِـرُّ بِمعْنَى : بَانتْ .
                          8 ـ ( طَـرَّتْ ) مِثْـلُهُ ، طَـرَّتْ يَـدُهُ تَطِـرُّ وتَطُـرُّ إِذَا طارَتْ (5) ، وكذَا : طَـرَّتِ النَّواةُ إِذَا طارَتْ مِنْ تَحْتِ المِرْضَاخِ .
                          9 ـ ( دَرَّتْ ) دَرَّتِ النَّاقةُ بِاللَّبنِ تَـدِرُّ وتَـدُرُّ كثُـرَ لَبنُها ، أَيْضًا ممَّا سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ .
                          10 ـ ( جَمَّ ) جَمَّ الماءُ يَـجُمُّ ويَـجِمُّ جُمُـومًا بِمعْنَى : كَثُـرَ واجْتَـمَعَ (6) .
                          11 ـ ( شَبَّ ) شَبَّ الحصَانُ يَـشِبُّ ويَـشُبُّ [ شِبَابًا بالكسْرِ ] معناهُ : مَرِحَ ونَـشِطَ ، وقَـيَّدهُ بِقَـوْلِه : ( شَبَّ حِصَانٌ ) احْتِرازًا مِنْ : ( شَبَّ النَّارَ ) لأَنَّه مُتعَدٍّ علَى القِياسِ بِالضَّمِّ لا غَير : شَبَّ النَّارَ يَشُبُّها إِذَا أَوْقَـدَها ، وأَمَّا ( شَبَّ الغُلامُ ) [ شَبَـابًا بِالفَتْحِ ] فهذَا ( يَشِبُّ ) بِالقِـياسِ فقطْ .
                          12 ـ ( عَـنَّ ) عنَّ لَه الشَّيْءُ يَـعِنُّ ويَعُنُّ إِذَا ظَهَـرَ لَه (7) .
                          13 ـ ( فَحَّتْ ) فحَّتِ الأَفْعَى تَـفُحُّ وتَـفِحُّ بِمعْنَى : نَفختْ بِـفِـيها [ وصَوَّتَتْ ] .
                          14 ـ ( شَذَّ ) شَذَّ عَنِ الجماعةِ يَـشِذُّ ويَشُذُّ شُذُوذًا بِمعْنَى : انْـفَردَ .
                          15 ـ ( شَحَّ أَيْ : بَخِـلَا ) فَـسَّرهُ [ أَوْ بخِلَ معَ حِرْصٍ ] ، شَحَّ بِالمالِ يَـشِحُّ ويَـشُحُّ شُحًّا .
                          16 ـ ( شَطَّتِ الـدَّارُ ) شَطَّتِ الدَّارُ تَـشِطُّ وتَـشُطُّ ـ الكَـسْرُ علَى القِـياسِ والضَّمُّ علَى السَّماعِ ـ بِمعْنَى : بَعُـدَتْ .
                          17 ـ ( نَسَّ الشَّيْءُ ) كذلِكَ ، نَسَّ اللَّحْمُ وَغَـيْرُه يَـنِسُّ ويَـنُسُّ : جَفَّ وذَهَبتْ رُطُوبتُـهُ .
                          18. ـ ( حَرَّ نَـهَارٌ ) حَـرَّ النَّهارُ يَـحِـرُّ ويَـحُـرُّ بِمَعْنَى : اشْتَـدَّتْ حَرارَتُه .
                          إِلَى هُـنَا ذَكرَ ثَمانِـيَـةَ عَشَرَ فِعْلًا خرَجَتْ عنِ القِياسِ وسُمعَتْ بِالوَجْهَيْنِ القِياسِيِّ والسَّماعِيِّ الضَّمِ والكَسْرِ ؛ لأنَّ أَصْلَ [ فَعَلَ ] المضَاعفِ اللَّازِمِ أَنْ يكُونَ بِالكَسْرِ .
                          وهذَا الَّذي انْـتَهَى إِلَيْه علْمُ ابْنِ مالكٍ رحمهُ اللهُ وجاءَ بَعدَهُ ( بحرقُ ) وزادَ على ذلكَ ثَمانِـيةَ أَفْعالٍ ، نَظمها فقالَ :
                          وَ مِـثْـلُ ( صَـدَّ ) بِـوَجْـهَـيْــهِ ثَـمَـانِـيَــةٌ........(عَرَّتْ) و(شَتَّ) وَ ( أَزَّ ) القِدْرُ حِينَ غَلَا
                          ( قَـرَّ ) الـنَّـهَارُ و ( أَصَّتْ ) نَـاقَـةٌ وكَـذَا........(رَزَّ) الـجَرَادُ و(كَـعَّ) (خَـلَّ) أَيْ هُـزِلَا(8.)

                          هذِه أَفْعالٌ ثَمانيَـةٌ كُلُّها مَسْمُوعةٌ عنِ العَرَبِ بِالوَجْهَيْنِ أَيْضًا مثْلَ الثَّمانِيَـةَ عشَر [ السَّابِقةِ ] ، ثمانيةَ عشرَ وثَمانِيَـةٌ صَارَ كَمْ ؟ : سِتَّـةً وعِشْرِينَ .
                          ( وَ مِثْلُ ( صَدَّ ) بِوَجْهَـيْـهِ ) أَيْ : بِالضَّمِّ والكَسْرِ ( ثَمَـانِـيَـةٌ ) مِنَ الأَفْعالِ :
                          19 ـ ( عَرَّتْ ) عَرَّتِ الإِبِلُ تَعِرُّ وتَعُـرُّ بِمَعْنَى : سَلَحَتْ (9) .
                          20 ـ ( و شَتَّ ) شَتَّ الأَمْرُ يَشُتُّ ويَشِتُّ بِالكَسْرِ والضَّمِّ بِمَعْنَى : تَفَـرَّقَ .
                          21 ـ ( وَ أَزَّ القِـدْرُ ) أَزَّ القِـدْرُ يَـئِـزُّ ويَـؤُزُّ : سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ ( حِينَ غَـلَا ) .
                          22 ـ ( قَـرَّ النَّـهَارُ ) يَـقِرُّ ويَـقُـرُّ قُـرُرًا : بَـرَدَ ، صَارَ بارِدًا قَـرًّا .
                          23 ـ ( أَصَّتْ نَـاقَـةٌ ) كذلِكَ ممَّا سُمِعَ : أَصَّتِ النَّاقةُ تَـؤُصُّ وتَـئِصُّ : اشْتَـدَّ لَحمُها وسَمِنَتْ .
                          24 ـ ( وكَذَا : رَزَّ الـجَرَادُ ) يرُزُّ ويَرِزُّ معْناهُ : غَرَزَتِ الجرادةُ ذَنبَهَا لِتَبِيضَ ، وسَبقَ مِثْلُهُ [ سَخَّتْ] .
                          25 ـ ( وكَـعَّ ) كَـعَّ عنِ الشَّيْءِ يكُـعُّ و يَـكِـعُّ جَـبُنَ وضَعُفَ ، صَارَ جَبانًا ! .
                          26 ـ ( خَـلَّ ) خَـلَّ الشَّيْءُ يَـخُـلُّ ويَـخِـلُّ ( أَيْ : هُـزِلَا ) صَارَ هَزِيلًا ، وأَمَّا ( خَلَّـهُ ) بِمَعْنَى أَفْسَدَهُ فهذَا مُتَـعَدٍّ ؛ فهُوَ بِالضَّمِّ [ يَـخُلُّه ] .


                          ــــــــــــــــــــــــــــــ
                          (1) أَيْ : مِنْ ( فَعَلَ ) مَفْـتُوحَ العَـيْنِ ، وقدِ انْقَـضَى قَـبْلُ الكلامُ عنْ ( فَعُلَ ) و ( فَعِلَ ) وانْـتَـهَى كذلِكَ ذِكرُ دَواعِي كَسْرِ ( فَعَـلَ ) ، ونحنُ الآنَ في دَواعِي الضَّمِّ .
                          (2) أَيْ : أَعْـرَضَ عنهُ ، وكذَا : صَدَّ منهُ يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدِيدًا أَيْ : ضَجَّ ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعالَى في سُورةِ الزُّخْرُفِ : " وَلَـمَّـا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَـلًا إِذَا قَـوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ " ، أَيْ : يَضِجُّونَ بِالضَّحِكِ ، قُرِئَ بِالوَجْهَـيْنِ ، وانظُرْ الحاشِيَـةَ ص (23) .
                          (3) التَّقْيِيدُ بِالصَّلْدِ لَيْسَ للاحْتِرازِ فمثْلُهُ ( خَرَّ سَاجِدًا ) ومعانٍ أُخرَى ، ولِذَا قالَ في الحاشِيَةِ (23) إِنَّ الأَوْلَى أَنْ يقُولَ ( خَرَّ الشَّيْءُ ) .
                          (4) وأَرادَ بِه الاحْتِرازَ مِنْ ( جَدَّ في الأَمرِ ) ضِدِّ هَزُلَ و( جدَّ الثَّوبُ ) ضِدِّ خَلقَ لأَنَّهُما بِالكَسْرِ على القِياسِ ، كذَا في الحاشِيَةِ ص (24) وقَوْلُ بَعْضِ الشُّرَّاحِ : إِنَّه احْتَرَزَ بِه منْ ( جَدَّ الثَّمرةَ ) أَيْ قَطعَها فِيه النَّظرُ السَّابِقُ في الدَّرْسِ الأَوَّلِ في غَيْرِ موْضِعٍ .
                          (5) أَيْ : عندَ القَطْعِ والأَوْلَى أَنْ يُعبَّرَ بِالسُّقُوطِ كما عبَّرَ الشُّرَّاحُ ، وأَمَّا النَّواةُ فنعمْ ، والمرضَاخُ هُو الحجرُ الَّذي تُكْسَرُ بِه النَّواةُ ويُقالُ لَهُ ( الرّضخ ) بِالمعجَمةِ ، ويُقالُ لِلحجَرِ الَّذي تُكْسَرُ علَيْه ( الرّضح ) بِالمهْملةِ ، وانظُرِ الحاشِيَـةَ ص (24) .
                          (6) وكذَا قَـيَّدهُ الشَّارِحُ بِالماءِ وإنْ أَطلقَ النَّاظِمُ فلهُ محتَرزاتٌ ، انظُرْها في الحاشِيةِ ص (24) .
                          (7) وذلِكَ في الأَجْسامِ وأَمَّا في المعاني فيُـقالُ ( عَرَضَ ) علَى ما عبَّـرَ بِه الشُّرَّاحُ ولعلَّ الشَّيخَ قَصَد هذَا ، وانظُرِ الحاشِيَـةَ ص (24) .
                          (8.) الأَبياتُ في الشَّرْحِ الكَبِيرِ ص (89) ، ويُلاحظُ في ضَبْطِ البَيْتِ الأَوَّلِ : إِشْباعُ كسرَةِ الهاءِ في ( وَجْهَيْـهِ ) .
                          (9) كذَا في الشَّرْحِ الكبيرِ ، وقالَ في ( وِشَاحِ الحرَّةِ ) ص (37) : أَصَابَها العُرُّ ، وهُوَ داءٌ يتَمعَّطُ منهُ وَبَـرُ الإِبِلِ .


                          تعليق


                          • #14
                            للرفع أرجو أن تكمل هذا العمل المبارك
                            التعديل الأخير تم بواسطة أبو سليمان سليم الجزائري; الساعة 05-Mar-2009, 11:35 AM.

                            تعليق


                            • #15
                              [ تَلْخِيصٌ : ]
                              فَـإِذَنْ ؛ عَرْفْنا المضَاعفَ اللَّازِمَ والمضاعفَ المعَدَّى :
                              * المضَاعفُ اللَّازِمُ قِياسُهُ مَاذَا ؟ : أَنْ يكُونَ بِالكَسْرِ مُضَارِعُهُ ، ونَـدَرَ مِنْ ذلِكَ نَوْعانِ : نَوْعٌ سُمِعَ بِالوَجْهَـيْنِ قِياسٍ وسَماعٍ ، ونَوْعٌ سُمِعَ بِالسَّماعِيِّ فقطْ .
                              * المضَاعفُ المعَدَّى قِياسُهُ ماذَا ؟ : أَنْ يكُونَ بِالضَّمِّ ، وخرَجَ مِنْ ذلِكَ نَوْعانِ : نَوْعٌ سُمِعَ بِالوَجْهَيْنِ ـ وذكرَ الأَمْثِلةَ ـ ، ونَوْعٌ سُمِعَ بِالوَجْهِ الشَّاذِّ فقَطْ ، وانْتَهَيْنا منْ هذَا ! (1) .
                              [ عَوْدَةٌ إِلَى تكْمِلَـةِ القِسْمِ الثَّانِي منْ ( فَـعَلَ ) وهُو ما سُمِعَ بِالضَّمِّ ]
                              نَنْـتَقِلُ إِلَى مُكَمِّلِ القِسْمِ الثَّانِي ، ( فَعَلَ ) المفْتُوحُ مُضَارِعُهُ يكْسَرُ عَيْنُه إِذَا كانَتْ فيه دَواعِي الكَسْرِ وهيَ أَرْبعةٌ : ( ذَا الْوَاوِ فَـاءً أَوِ الْـيَا عَيْـنًـا أَوْ كَـ ( أَتَى ) كَـذَا الْـمُضَاعَفُ لَازِمًا ) [ فهذَا القِسْمُ الأَوَّلُ وانتَـهَـيْنا منْهوالآنَ نحْنُ في ما يُضَمُّ عيْنُ مُضَارِعه ولَهُ أَرْبعُ دَواعٍ أَخَذْنا واحِدًا وهُو : إِذَا كانَ مضَاعَفًا مُعَدًّى ويَذْكرُ الآنَ الدَّواعِي الثَّلاثةَ الأُخْرَى ؛ قالَ رحمهُ اللهُ : ]

                              (20)....................................... ................ والـمُضَارِعُ مِنْ (فَعَلْتَ ) إِنْ جُعِـلَا
                              (21)....عَـيْــنًـا لَــهُ الـوَاوُ أَوْ لَامًـا يُـجَــاءُ بِـــهِ .........مَـضْمُـومَ عَـيْـنٍ ......................

                              ( والـمُضَارِعُ مِنْ : فَعَلْتَ ) فَـعَـلْتُ ، فَـعَـلْتِ ؛ مُـثَـلَّثُ التَّاءِ ، أَيْ : مِنْ ( فَـعَـلَ ) مَفْتُوحَ العَـيْنِ ، ( إِنْ جُعِلَعَيْـنًا لَـهُ الوَاوُ )إِذَا كانَ عَيْـنُه واوًا ( أَوْ لَامًا ) كذلِكَ إِذَا كانَ لامُه واوًا كَـ ( غَزَى يَغْزُو ) ( يُـجَاءُ بِـهِ مَضْمُومَ عَـيْنٍ ) هذِه قاعِدةٌ مُطَّرِدةٌ ؛ يَعْني : كُلُّ ما كانَ عينُه واوًا أَوْ لامُه واوًا يَجِبُ ضَمُّ مُضَارِعِه ، لا تَقولُ : ( يَغزِو ) ! تَقُولُ : ( يَغْزُو ) ، ( قَالَ يَقُولُ ) لا تَقُولُ : ( يَـقِـيلُ ) ! .
                              إِذَنْ عَرَفْنا منْ هذَا أَنَّ كَوْنَ عيْنَ الكلِمةِ واوًا مِنْ دَواعِي الضَّمَّةِ وكذلِكَ كَونُ لامِها واوًا .
                              وننْـتَقِلُ إِلَى السَّببِ الرَّابِعِ لِلضَّمِّ ، قالَ رحمهُ اللهُ :

                              21)...................................................................... وَهذَا الـحُكْمُ قَـدْ بُـذِلَا
                              (22)....لِـمَـا لِــبَــذِّ مُـفَـاخِـــرٍ و لَــيْــسَ لَــهُ.........دَاعِي لُـزُومِ انْكِسَارِ العَـيْـنِ نَحْـوَ ( قَـلَا )
                              ( وَهذَا الـحُكْمُ ) أَيْ : ضَمُّ العَـيْنِ ( قَـدْ بُـذِلَا ) أَيْ : أُعْطِـيَ .
                              ( لِـمَا لِـبَذِّ مُـفَاخِرٍ ) : ( لِـمَا يَـدُلُّ علَى فَخْـرٍ) نُسْخَـتَانِ والأُولَى أَحْسَنُ (2) .
                              ( لِـمَا لِـبَذِّ مُـفَاخِرٍ ) أَيْ : لِلَّذِي يَدُلُّ علَى بَذِّ الـمُفَاخِرِ ، أَيْ : علَى غَلَبَـةِ الـمُفَاخِـرِ ، يَعْنِـي : إِذَا كانَ لَكَ قَرِينٌ يُسَابِقُكَ في شَيْءٍ مَا يأْتِي ذلِكَ الفِـعْلُ مِنْ بَابِ ( فَـعَلَ يَـفْـعُلُ ) مِثْـلَ : ( نَاصَرَنِي ) مَعْناهُ : غَالبَـني في النَّصْرِ فَـنَـصَرْتُـهُ فأَنا ( أَنْصُرُهُ ) ، ( ضَارَبَنِـي ) ضَرَبَ يَضْرِبُ بِالكَسْرَةِ ، ضَارَبَني أَيْ : غَالَبَني في الضَّرْبِ فَضَرَبْـتُـه فأَنَـا ( أَضْرُبُـهُ ) .
                              فهذَا مِنْ دَواعِي الضَّمَّـةِ وهُو الدَّلالَـةُ علَى غلبَـةِ الـمُفاخِرِ ، كُلُّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ يَدُلُّ علَى غلبَـةِ الـمُفاخِرِ يكُونُ مُضَارِعُه مَضْمُومًا سَواءٌ كانَ مِنْ بابِ ( فَعِلَ ) أَوْ ( فَعُـلَ ) (3) ، أَوْ مِنْ بابِ ( فَعَـلَ ) كَـ ( فاتَـحَنِـي ) فَفَـتَحْتُه فأَنَا ( أَفْـتُحُهُ ) بِالضَّمِّ ؛ هذَا يَأْتي مِنْ بابِ ( فَعَلَ يَفْـعُلُ ) .
                              ( و لَـيْسَ لَـهُ ) أَيْ : لكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لا يكُونَ فيه داعِي الكَسْرِ ؛ فإِذَا كانَ كذلِكَ فَلا يَأْتِي بِالضَّمِّ وإِنْ دَلَّ علَى غَلَبةِ المفاخرَةِ ، بَلْ يأْتِي بِالكَسْرِ ، الكَسْرُ يَغْلِـبُهُ .
                              ( دَاعِي لُزُومِ انْكِسَارِ العَـيْنِ نَحْوُ : قَلَا ) هذَا الَّذي فيه داعِي الكَسْرةِ ، ( قَليَ ) كونُ لامِ الفِعْلِ ياءً مِنْ دَواعي الكسْرةِ : قَلا يَقْـلِي ، رَمَى يَرْمِي ، مِثْلُ هذَا : رَامانِي فَـرَمَيْـتُه فأَنَا ( أَرْمِيه ) ولا تَقُلْ ( أَرمُوهُ ) لِـمَاذَا وقدْ دلَّ علَى مُغالبةٍ والمفْرُوضُ أنَّ ما يأتي لِلْمغالبةِ يكونُ على يفْعُلُ ؟ : لكنْ إِذَا كانَ هناكَ داعِي الكسْرةِ تَغْلِـبُه فيبْقَى علَى داعِي الكسْرَةِ : قالانِي فقَلَيْتُـهُ فأنا ( أَقْلِـيه ) لا تَقُلْ : ( أَقْلُوهُ ) .
                              ثُمَّ انتَـقَلَ إِلَى ما يكَمِّلُ هذِه المسألةَ :

                              (23) ....وَفَــتْـحُ مَا حَـرْفُ حَـلْـقٍ غَـيْـرُ أَوَّلِـه ........عَنِ الكِـسَائِـيِّ في ذَا النَّـوْعِ قَـدْ حَصَلَا

                              يَعْني : جُمْهُورُ الصَّرْفِـيِّـينَ قالُوا : ما يدُلُّ علَى غلَـبَةِ المفاخَرةِ دائِـمًا يأتِي علَى ( يَفْعُلُ ) إِلَّا إِذَا كانَ فيه دَاعِي الكَسْرةِ ، زادَ الكِسائِيُّ علَى ذلِكَ : دَاعِي الفَتْحةِ : إِذَا كانَ لامُهُ أَوْ عَيْنُه أَحدَ حُرُوفِ الحلْقِ أَيْضًا ـ وإِنْ دلَّ علَى مُغالبةٍ ـ عندَهُ لا يكُونُ منْ بابِ ( يَفْعُلُ ) قالَ :
                              ( وَفَـتْحُ مَا حَرْفُ حَلْقٍ غَيْـرُ أَوَّلِه ) أَيْ : في اللَّامِ أَوْ في العَيْنِ .
                              ( عَنِ الكِسَائِـيِّ في ذَا النَّـوْعِ ) أَيْ : في هذَا النَّوْعِ الَّذِي ذكرْناه وهُو ما يدُلُّ علَى غلبةِ المفاخرةِ .
                              ( قَدْ حَصَلَا ) [ أيْ ثبتَ في هذا النَّوْعِ عنِ الكِسائيِّ ] فلا يكُونُ عندهُ مِنْ بابِ ( يَفْعُلُ ) بلْ يبْقَى علَى الفَـتْحةِ ( يَفْـعَلُ ) :
                              ـ ( فَاتـحَني فَـفَـتَحتُهُ ) أَيْ : غلَبْـتُه في الفَتْحةِ ؛ فتَـقُولُ علَى رأيِ الكِسائيِّ : فأنا ( أَفْـتَحُهُ ) ، وأمَّا الجمهُورُ فيقُولُونَ : فأنا ( أَفْـتُـحُه ) .
                              ـ ( مانَعَني فَمنَعْـتُه ) أَيْ : غلبْتُه في المنعِ ، فأنا ( أَمنَعهُ ) علَى رأيِ مَنْ ؟ :
                              الكِسائيِّ ، والجمهُورُ يقُولونَ : ( أَمنُعُه ) ؛ لأنَّ غلبةَ المفاخرةِ عندَهُمْ يأتي علَى ( يفْعُلُ ) مُطْلقًا إِلَّا إِذَا كانَ داعِي الكسْرةِ ، وهذَا ليسَ لهُ داعِي الكسْرةِ .
                              إِذَنْ : عرفنَا أنَّ حرْفَ الحلْقِ أَيْضًا مِنْ دواعِي الفتحةِ يغلِبُ علَى المفاخرةِ فيبْقَى علَى فتحِه علَى رأيِ مَنْ ؟ : علَى رأيِ الكسائيِّ ، وأمَّا علَى رأيِ الجماعةِ فلا .

                              ــــــــــــــــــــــــــــــ
                              (1) وبَـقِـيَ منَ الـمُضَاعفِ ما كانَ منْ ( فعُلَ ) و ( فَعِلَ ) ، فأَمَّا الـمُضَاعفُ مِنْ ( فَعُلَ ) فذَكرَ في الكَبيرِ ص (90) ثَلاثَةً : ( لَبُبْتَ ) و ( ذَمُمْتَ ) و ( فَكُكْتَ ) ، وزادَ علَيْه محَشِّي الصَّغيرِ ص (13) أَشْياء ، لكنْ قالَ في الوِشَاحَ ص (13) : إِنَّهُ ( لمْ يُسْمعْ إِلَّا في لَبُبَ .. قالَ بَعْضُهُمْ : [ الرَّجز ]

                              وَلَـمْ يَـجِـئْ مَضْمُومَ عَـيْنٍ في الوَسَـطْ..........مُـضَاعَـفٌ فيـما عَـدَا ( لُـبَّ ) فَـقَـطْ

                              وذَكرَتْ كُتُبُ اللُّغـةِ أَفْعالًا أُخْرَى ... علَى أَنَّ جَميعَها لَمْ يُسْمَعْ فيها الضَّمُّ إِلَّا مَصْحُوبًا بِالفَتْحِ أَوِ الكَسْرِ أَوْ بِهِما مَعًا ) اهـ ، ورُبَّما لَمْ يَتطرَّقْ لهُ النَّاظِمُ لِقِلَّـتِه ، وقَدْ أَشَارَ إِلَيْه ابْنُ زيْنٍ في زِيادتِه .
                              وأَمَّا المضَاعفُ مِنْ ( فَعِلَ ) المكسُورِ فـ ( لمْ يَحتجِ النَّاظِمُ إِلَى ذِكْرِه لأَنَّ مُضَارِعَهُ مَفْتُوحٌ أَبَدًا لازِمًا كانَ أَوْ مُعَدًّى ) ، كذَا قالَ في الكَبيرِ ص (90) ثُمَّ سَرَدَها وهِيَ بِضْعةٌ وعِشْرُونَ .
                              قاعِدةٌ للتَّميِيزِ بينَ المفْتُوحِ والمكسُورِ :
                              ثُمَّ قالَ : ( فإِذَا أُرِيدَ التَّميِـيزُ بيْنَ ماضِي هذِه وماضِي فَعَلَ المفْتُوحِ المضَاعَفِ أُسْنِدَ الفِعْلُ إِلَى تاءِ الفاعِلِ أَوْ نُونِه ، فيجِبُ حِينَـئِـذٍ فَكُّ الإِدْغامِ نَحْو " فَإِنْ زَلَـلْتُمْ " و " أَئِـذَا ضَلَلْنا " في المفْتُوحِ ، و : ظَلِلْتُ أَفْعلُ كذَا و قَرِرْتُ بِه عَيْـنًا [ في المكسُورِ ] ) اهـ .
                              (2) قالَـهُ الشَّارِحُ في الكبيرِ ص (98.) وقالَ : ( إنَّ الأُولَى أَدلُّ علَى المقْصُودِ ) اهـ أَيْ : المغالَبَـةِ .
                              (3) وفيه خلاف ، انْظُرِ الحاشِيَـةَ ص (26) ، وكلُّ ما مَثَّـلَ بِه الشَّيْخُ مِنْ بابِ ( فَعَلَ ) وفي التَّمْثِـيلِ بِـ ( نَصَرَ ) نَظرٌ فإِنَّـهُ أَصْلًا بِالضَّمِّ للشُّهْرَةِ ، وفي ( فَـتَحَ ) ونَحْوِها ممَّا هُو حلْقِيُّ اللَّامِ وكذَا حلْقِيُّ العَيْنِ الخِلافُ بيْنَ الكِسَائِيِّ والجمهُورِ كما يأتي .
                              التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 22-Mar-2009, 08:26 PM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X