إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

قول الرجل لأخيه أنت منافق !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قول الرجل لأخيه أنت منافق !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    هل قول الرجل لاخيه انت منافق يقتضي انه كفره , وهل كل منافق كافر افيدونا افادكم الله .

    ارجوا ان تضعوا رابط الاسئلة التي تحتاج الى اكتر من مشاركة في المنبر الاسلامي لشبكة سحاب , كي يكون هذا الموقع نافذة لسحاب , لان هناك من لبس لديه اشتراك في سحاب وعنده اسئلة يريد الاجابه عليها .

  • #2
    نعم هو يقتضي ذلك، وهو أسوأ الكفر .
    وقد بوَّب الإمام البخاري لذلك في صحيحه، وتتابع الشراح على تقريره .

    ثم اعلم -رحمك الله- أنَّ وصف المسلم أخاه بالكفر والنفاق والفسوق مُحرَّمٌ في شريعة الإسلام، يستحقُّ التعزير من ولي الأمر .
    إلا أن يكون متأولاً بأن كان له وجهٌ في ذلك .

    قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات : 11] .

    قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: " وَاللَّقَبُ : مَا أَشَعَرَ بِرِفْعَةِ الْمُسَمَّى أَوْ ضِعَتِهِ : أَيْ لَا تَتَرَامَوْا بِهَا وَهُوَ هُنَا أَنْ يُدْعَى الْإِنْسَانُ بِغَيْرِ مَا سُمِّيَ بِهِ أَوْ بِنَحْوِ يَا مُنَافِقُ أَوْ يَا فَاسِقُ وَقَدْ تَابَ مِنْ فِسْقِهِ أَقْوَالٌ أَوَّلَهَا عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ" اهـ .

    قال عكرمة في قوله {وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ} قال: هو قول الرجل للرجل: يا فاسق، يا منافق.
    وقال قتادة في قوله {وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ} لا تقل لأخيك المسلم: ذاك فاسق، ذاك منافق، نهى الله المسلم عن ذلك وقدّم فيه.
    وقال: لا يقولنّ لأخيه المسلم: يا فاسق، يا منافق
    وذكر الواحدي أنه قول المفسرين .

    جاء في الموسوعة الفقهية: " اتّفق الفقهاء على أنّه يعزّر بقوله: يا كافر يا منافق يا أعور يا نمّام يا كذّاب يا خبيث يا مخنّث يا ابن الفاسقة، ونحو ذلك من كلّ ما فيه إيذاء بغير حقّ، ولو بغمز العين أو إشارة اليد، لارتكابه معصية لا حدّ فيها، وكلّ معصية لا حدّ فيها فيها التّعزير.
    وكذلك يعزّر إذا شبّهه بالحيوانات الدّنيئة كقوله : يا حمار، يا كلب، يا قرد، يا بقر ونحو ذلك عند جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة وهو المختار عند متأخّري الحنفيّة - لأنّ كلّ من ارتكب منكرا أو آذى مسلما بغير حقّ بقول أو فعل أو إشارة يستحقّ التّعزير.
    وفي ظاهر الرّواية عند الحنفيّة: لا يعزّر بقوله : يا حما، يا كلب ونحو ذلك لظهور كذبه.
    وفرّق بعض الحنفيّة بين ما إذا كان المسبوب من الأشراف فيعزّر، أو من العامّة فلا يعزّر، كما استحسنه في الهداية والزّيلعيّ.
    وهذا كلّه إذا لم يصل الشّتم والسّبّ إلى حدّ القذف، أمّا إذا كان من أنواع القذف: كالرّمي بالزّنا من غير بيّنة، فإنّه يحدّ على تفصيل ينظر في مصطلح : &#171; قذف &#187; " اهـ.

    قال الشيخ مُحمَّمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في الأضواء: " أما الألفاظ التي ذكرنا عنهم أنها توجب التعزير فوجوب التعزير بها كما ذكروا واضح لا إشكال فيه . وأما الألفاظ التي ذكرنا عنهم أنها لا تعزير فيها ، فالأظهر عندنا أنه يجب فيها التعزير ، لأنها كلها شتم وعيب ، ولا يخفى أن من قال لإنسان : يا كلب ، يا خنزير ، يا حمار ، يا تيس يا بقر إلى آخره ، أن هذا شتم واضح لاخفاء به وليس مراده أن الإنسان كلب أو خنزير ، ولكن مراده تشبيه الإنسان بالكلب والخنزير في الخسة والصفات الذميمة كما لا يخفى ، فهو من نوع التشبيه الذي يسميه البلاغيون تشبيهاً بليغاً ولا شك أن عاقلاً قيل له : يا كلب ، أو يا خنزير مثلاً أن ذلك يؤذيه ، ولا يشك أنه شتم ، فهو أذى ظاهر وعليه فالظاهر التعزير في الألفاظ المذكورة . وكونهم يسمون الرجل حماراً أو كلباً لا ينافي ذلك لأن من الناس من يسم ابنه باسم قبيح لا يرضى غيره أن يعاب به . والظاهر أنه إن قال لرجل : يا ابن الأسود ، وليس أبوه لا أحد من أجداده بأسود ، أنه يلزمه الحد لأنه نفي لنسبه ، وكذلك قوله : يا ابن الحجام إن لم يكن أبوه ولا أحد من أجداده حجاماً فهو قذف ، لأنه نفي لنسبه وإلصاق له بأسود أو حجام ليس بينه وبين نسب كما هو قول المالكية ومن وافقهم " اهـ.

    وقال: " الذي يظهر أن التحقيق في جميع الألفاظ المذكورة التي ذكرنا كلام العلماء فيها أنها تتبع العرف الجاري في البلد الذي قيلت فيه، فإن كان من عرفهم أن المراد بها الشتم بما لا يوجب الحد وجب التعزير، لأجل الأذى ولا حد، وإن كان عرفهم أنها يراد بها الشتم بالزنى، أو نفي النسب، وكان ذلك معروفاً أنه هو المقصود عرفاً، وجب الحد، لأن العرف متبع في نحو ذلك . والعلم عند الله تعالى" اهـ .

    وقد بوَّب الإمام البُخاري بابًا في الأدب المفرد: باب من قال لآخر: يا منافق ، في تأويل تأوله .
    واستدل على ذلك بقصة حاطب .

    قال البدر العيني في عمدة القاري: " ولذلك عذر النبي عمر -رضي الله عنه- في نسبة النفاق إلى حاطب بن بلتعة لتأويله، وذلك أن عمر بن الخطاب ظن أنه صار منافقاً بسبب أنه كاتب المشركين كتاباً فيه بيان أحوال عسكر رسول الله" اهـ .

    وكذا معاذ بن جبل حين وصف الأنصاري الذي صلى معه فقطع وأتم وحده، بأنَّه منافق متأولاً، قال الحافظ ابن حجر: " لَا لَوْمَ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا " اهـ .
    وقال البدر العيني: " النبي عذر معاذاً في قوله: إنه منافق، لأنه كان متأولاً " اهـ .

    وقد عزَّره النبي -صلى الله عليه وسلَّم- بحسبه، فقال له: فَتَّانٌ فَتَّانٌ فَتَّانٌ ثَلَاثَ .

    قال ابن بطًّال: " قال المهلب: معنى هذا الباب أن المتأول معذور غير مأثوم، ألا ترى أن عمر بن الخطاب قال لحاطب لما كاتب المشركين بخبر النبى إنه منافق، فعذر النبى عليه السلام عمر لما نسبه إلى النفاق، وهوأسوأ الكفر، ولم يكفر عمر بذلك من أجل ما جناه حاطب، وكذلك عذرا عليه السلام معاذ حين قال للذى خفف الصلاة وقعطها خلفه إنه منافق؛ لأنه كان متأولا فلم يكفر معاذ بذلك.
    ومثل ذلك قوله عليه السلام حين سمع عمر يحلف بأبيه: &#171; إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآباكم &#187; فلم ير النبى إكفار عمر حين حلف بأبيه وترك الحلف بربه الذى خلقه ورزقه وهداه، وقصده اليمين بغير الله تشريك لله فى حقه لاسيما على طراوة عباده غير الله، فلما لم يعرفه عليه السلام بأن يمينه بأبيه ليس بكفر من أجل تأويله أن له أن يحلف بأبيه للحق الذى له بالأبوة، عذر عمر فى ذلك لجهالته أن الله لا يريد أن يشرك معه غيره فى الإيمان؛ إذ لا يحلف الحالف إلا بأعظم ماعنده من الحقوق، ولا أعظم من حق الله على عباده هذا وجه حديث عمر فى هذا الباب.
    قال المؤلف: وكذلك عذر عليه السلام من حلف من أصحابه باللات والعزى لقرب عهدهم يجرى ذلك على ألسنتهم فى الجاهلية، وروى عن سعد بن أبى وقاص &#171; أنه حلف بذلك فأتى النبى عليه السلام فقال: يارسول الله، إن العهد كان قريبًا فحلفت باللات والعزى، فقال النبى عليه السلام قل: لا إله إلا الله &#187; وقد تقدم بيان هذا فى باب لا يحلف باللات والعزى فى كتاب الأيمان و النذور، فتأمله هناك" اهـ .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله الآجري; الساعة 01-Oct-2006, 03:16 PM.
    قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)

    تعليق


    • #3
      قال الشيخ العلاَّمة صالح الفوزان في إعانة المستفيد: " والمنافقون: جمع منافق، وهو: الذي أظهر الإسلام وأبطن الكفر، لأنه لَمّا رأى قوة الإسلام لم يستطع معارضته، فلجأ إلى حيلة وهي أن يُظهِر الإيمان من أجل أن يعيش مع المسلمين ويسلَم على دمه وماله، ويَبقَى على الكفر في باطن أمره، فهو أظهر الإسلام خداعاً ومكْراً، فصار شرًّا من الكافر الخالص، لأنّ الكافر الخالص أخفّ من المنافق، لأنّ الكافر الخالص معلوم ومعروف عداوته، هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ}، إن صارت الغلبة للكفّار فرح وعاش معهم، وإن صارت العزّة والغَلَبة للمؤمنين عاش معهم، فيُريد أن يعيش مع القوي، وهذا أخسّ المذاهب، وأحطّ المذاهِب، لأنّ الإنسان يجب أن يكون صريحاً، لا يخادع، لكن هؤلاء يخادعون، ولذلك صاروا في الدَّرْك الأسفل من النار {وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا}" اهـ .

      وقال: " النَّفَاق، معناه: الخُروج، ومنه سُمّيت النفقة نفقة لأنّها تَخْرُج من مُلك صاحبها، ومنه سُمّي المنافق منافِقاً لأنّه يخرُج من الدِّين" اهـ .

      هذا ويجب العلم بأن بَعْض النِّفَاق كُفْر دُون بَعْض، وَالنِّفَاق لُغَة: مُخَالَفَة الْبَاطِن لِلظَّاهِرِ، فَإِنْ كَانَ فِي اِعْتِقَاد الْإِيمَان فَهُوَ نِفَاق الْكُفْر ، وَإِلَّا فَهُوَ نِفَاق الْعَمَل ، وَيَدْخُل فِيهِ الْفِعْل وَالتَّرْك وَتَتَفَاوَت مَرَاتِبه [انظر فتح الباري للحافظ ابن حجر].

      فهو نفاق عملي واعتقادي .


      وبسط الحافظ ابن حجر الكلام في شرحه لحديث: آية المنافق ثلاث، فقال: " وَقَالَ النَّوَوِيّ : هَذَا الْحَدِيث عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ إنَّ هَذِهِ الْخِصَال قَدْ تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُجْمَع عَلَى عَدَم الْحُكْم بِكُفْرِهِ . قَالَ : وَلَيْسَ فِيهِ إِشْكَال ، بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح وَاَلَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ : إِنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِينَ فِي هَذِهِ الْخِصَال وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ . قُلْت : وَمُحَصَّل هَذَا الْجَوَاب الْحَمْل فِي التَّسْمِيَة عَلَى الْمَجَاز ، أَيْ : صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال كَالْمُنَافِقِ ، وَهُوَ بِنَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْكُفْر . وَقَدْ قِيلَ فِي الْجَوَاب عَنْهُ : إِنَّ الْمُرَاد بِالنِّفَاقِ نِفَاق الْعَمَل كَمَا قَدَّمْنَاهُ . وَهَذَا اِرْتَضَاهُ الْقُرْطُبِيّ وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِقَوْلِ عُمَر لِحُذَيْفَة : هَلْ تَعْلَم فِيَّ شَيْئًا مِنْ النِّفَاق ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ نِفَاق الْكُفْر ، وَإِنَّمَا أَرَادَ نِفَاق الْعَمَل . وَيُؤَيِّدهُ وَصْفه بِالْخَالِصِ فِي الْحَدِيث الثَّانِي بِقَوْلِهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا " . وَقِيلَ : الْمُرَاد بِإِطْلَاقِ النِّفَاق الْإِنْذَار وَالتَّحْذِير عَنْ اِرْتِكَاب هَذِهِ الْخِصَال وَأَنَّ الظَّاهِر غَيْر مُرَاد ، وَهَذَا اِرْتَضَاهُ الْخَطَّابِيُّ . وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ يَحْتَمِل أَنَّ الْمُتَّصِف بِذَلِكَ هُوَ مَنْ اِعْتَادَ ذَلِكَ وَصَارَ لَهُ دَيْدَنًا . قَالَ : وَيَدُلّ عَلَيْهِ التَّعْبِير بِإِذَا ، فَإِنَّهَا تَدُلّ عَلَى تَكَرُّر الْفِعْل . كَذَا قَالَ . وَالْأَوْلَى مَا قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : إِنَّ حَذْف الْمَفْعُول مِنْ " حَدَّثَ " يَدُلّ عَلَى الْعُمُوم ، أَيْ : إِذَا حَدَّثَ فِي كُلّ شَيْء كَذَبَ فِيهِ . أَوْ يَصِير قَاصِرًا ، أَيْ : إِذَا وَجَدَ مَاهِيَّة التَّحْدِيث كَذَبَ . وَقِيلَ هُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْخِصَال وَتَهَاوَنَ بِهَا وَاسْتَخَفَّ بِأَمْرِهَا ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فَاسِد الِاعْتِقَاد غَالِبًا . وَهَذِهِ الْأَجْوِبَة كُلّهَا مَبْنِيَّة عَلَى أَنَّ اللَّام فِي الْمُنَافِق لِلْجِنْسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ اِدَّعَى أَنَّهَا لِلْعَهْدِ فَقَالَ : إِنَّهُ وَرَدَ فِي حَقّ شَخْص مُعَيَّن أَوْ فِي حَقّ الْمُنَافِقِينَ فِي عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِأَحَادِيث ضَعِيفَة جَاءَتْ فِي ذَلِكَ لَوْ ثَبَتَ شَيْء مِنْهَا لَتَعَيَّنَ الْمَصِير إِلَيْهِ . وَأَحْسَن الْأَجْوِبَة مَا اِرْتَضَاهُ الْقُرْطُبِيّ . وَاَللَّه أَعْلَم" .

      وهذا هو التفصيل الذي عليه علماء أهل السنة والجماعة، التفريق بين النفاق العملي والاعتقادي؛ سُئل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- في المنتقى:


      220 ـ ما هو النفاق ؟ وما الفرق بينه وبين الكفر ؟ وهل هو أشد خطرًا أم الكفر ؟
      النفاق هو إخفاء الشر وإظهار الخير وهو على نوعين : نفاق اعتقادي ونفاق عملي :
      النفاق الاعتقادي : والعياذ بالله هو إخفاء الكفر وإظهار الإيمان، كحال المنافقين الذين نزل فيهم القرآن وفضحهم الله سبحانه وتعالى، وأخبر أنهم في الدرك الأسفل من النار تحت عبدة الأوثان، هؤلاء كفار وكفرهم أشد من كفر من لم يتظاهر بالإسلام؛ لأن الكفار على قسمين : كافر متظاهر بكفره وعداوته للمسلمين، وكافر في الباطن ولكنه في الظاهر يخادع المسلمين ويظهر أنه منهم، وهذا هو المنافق وهذا نفاق اعتقادي صاحبه كافر مخلد في النار، وعذابه أشد من عذاب عبدة الأصنام - والعياذ بالله .
      والنوع الثاني : نفاق عملي : وهذا يصدر من بعض المؤمنين بأن يفعل فعلاً من صفات المنافقين، كالكذب في الحديث كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان ) [ رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 1/14 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ] .
      فهذه صفات من صفات المنافقين يصدر بعضها من ضعاف الإيمان، لكن صاحبها لا يخرج عن الملة، فهو مؤمن لكن فيه خصلة من خصال المنافقين تنقص إيمانه وعليه وعيد شديد في ارتكاب هذا الشيء لكنه لا يخرج بهذا من دائرة الإيمان، هذا ما يسمى بالنفاق العملي .
      قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك على هذا التفصيل , و اتمنى ان تجمع لي بين هذه الفتاوى و بين الآية ( ان الله لا يحب الجهر بالسوء الا من ظلم ) و كذالك عنوان الكتاب الطيب الشافي ( اسكات الكلب العاوي )

        تعليق


        • #5
          وفيك بارك الله، لقد بينت ذلك حين قلتُ في بداية البحث:
          إلا أن يكون متأولاً بأن كان له وجهٌ في ذلك .
          وفقك الله .
          قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)

          تعليق


          • #6
            رد: قول الرجل لاخيه انت منافق

            نسأل الله العافية والسلامة ويحّكُم لا تقولوا لاخوانكم ولاترموهم بالنفاق ويحّكُم ،اتقوا الله في السنتكم
            على ذكر ذلك اردت ان اشير الى ماقاله ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه
            كتابه الجواب الكافي [ ص: 159 ]
            وأما اللفظات
            : فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ، بل لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه ، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر : هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ، وإن كان فيها ربح ، نظر : هل تفوته بها كلمة أربح منها ، فلا يضيعها بهذه ، وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب ، فاستدل عليه بحركة اللسان ، فإنه يطلعك على ما في القلب ، شاء صاحبه أم أبى .

            قال يحيى بن معاذ : القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها ، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك بما في قلبه ، حلو وحامض ، وعذب وأجاج ، وغير ذلك ، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه ، أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته ، كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه ، فتذوق ما في قلبه من لسانه ، كما تذوق ما في القدر بلسانك .


            وفي حديث أنس المرفوع : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه .


            وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : الفم والفرج قال الترمذي : حديث حسن صحيح .


            وقد سأل معاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار ، فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - برأسه وعموده وذروة سنامه ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قال : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال : كف عليك هذا ، فقال : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ قال الترمذي : حديث حسن صحيح .


            ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول .

            تعليق

            يعمل...
            X