
النتائج 11 إلى 20 من 23
الموضوع: كلماتٌ في العلم و أدب الطّلب ... للحافظ الذّهبي ، باعتناء الشّيخ جمال عزّون [ موضوع متجدّد ]
-
04-Feb-2009, 05:17 PM #11
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[9] رَحِمَ الله امرءاً أَقْبَلَ على شأنِه
" هؤلاء المسمَّوْنَ في هذه الطّبقة (1) هم ثقاتُ الحفّاظ ، و لعلّ قد أهملنا طائفةً من نظرائهم ، فإنّ المجلس الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيدُ من عشرة آلاف محبرةٍ ، يكتبون الآثار النّبويّة ، و يعتنون بهذا الشّأن ، و بينهم نحو من مائتي إمامٍ قد برزوا و تأهّلوا للفُتيا (*) ، فلقد تفانى أصحاب الحديث و تلاشَوْا ، و تبدّل الناس بطلبةٍ يهزأُ بهم أعداء الحديث و السّنة و يسخرونَ منهم ، و صار علماءُ العصر في الغالب عاكفين على التّقليد في الفروع من غير تحريرٍ لها ، و مُكبّين على عقليّاتٍ من حكمة الأوائل و آراء المتكلّمين ، من غير أن يتعقّلوا أكثرها ، فعمّ البلاء و استحكمت الأهواء ، و لاحت مبادئ رفعِ العلم ، و قبضِه من النّاس ، فرحم الله امرءاً أقبل على شأنه و قصر من لسانه ، و أقبلَ على تلاوة قرآنه ، و بكى على زمانه و أدمن النّظر في الصّحيحين ، و عبَدَ الله قبل أن يَبْغَتَه الأجلُ ، اللّهمّ فوفِّق و ارحم " (2) .
______________________
(1) : يعني الذّهبيّ الطّبقة الثّامنة من الأعلام المترجمين في تذكرة الحفّاظ .
(*) : تأمّل رعاك الله كيف قرن الذّهبيّ رحمه الله بين الإمامة و التأهّل للفتيا ، فهلاّ اعتبرنا ؟ [ أبو حاتم ]
(2) : المصدر نفسه 2/529-530 .
-
13-Feb-2009, 10:26 AM #12
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[10] اسكُتْ بحلمٍ او انطق بعلمٍ
" و لقد كان في هذا العصر (1) و ما قاربه من أئمّة الحديث النّبويّ خلقٌ كثير ، و ما ذكرنا عُشُرَهم هنا ، و أكثرهم مذكورون في تاريخي (2) ، و كذلك كان في هذا الوقت خلقٌ من أئمّة أهل الرّأي و الفروع ، و عددٌ من أساطين المعتزلة و الشّيعة و أصحاب الكلام الّذين مَشَوا وراء المعقول ، و أعرضوا عمّا عليه السّلف من التّمسّك بالآثار النّبويّة ، و ظهر في الفقهاء التّقليد ، و تناقص الإجتهاد ، فسبحان من له الخلق و الأمر ، فبالله عليك يا شيخُ أرفق بنفسك ، و الزم الإنصاف ، و لا تنظر إلى هؤلاء الحفّاظ النَّظَرَ الشَّزْرَ ، و لا ترمُقَنَّهم بعين النّقص ، و لا تعتقد فيهم أنّهم من جنس محدّثي زماننا ، حاشا و كلاّ ، فما في من سمّيتُ أحدٌ - و لله الحمد - إلاّ و هو بصيرٌ بالدّين ، عالمٌ بسبيل النّجاة ، و ليس في كبار محدّثي زماننا أحدٌ يبلغ رتبة أولئك في المعرفة ، فإنّي أحسَبُك لفرط هواك تقول بلسان الحال - إن أعوزك لسانُ المقال - من أحمدُ ؟ و ما ابنُ المديني ؟ وأيّ شيءٍ أبو زرعة و أبو داود ؟ هؤلاء محدّثون و لا يدرون ما الفقهُ و ما أصوله ، و لا يفقهون الرّأي ، و لا علم لهم بالبيان و المعاني و الدّقائق ، و لا خبرة لهم بالبرهان و المنطق ، و لا يعرفون الله تعالى بالدّليل ، و لا هم من فقهاء الملّة ، فاسكت بحلمٍ أو انطق بعلمٍ ، فالعلم النّافع هو النّافع ما (3) جاء عن أمثال هؤلاء ، و لكن نِسبتُك إلى أئمّة الفقه كنسبة محدّثي عصرنا إلى أئمّة الحديث ، فلا نحن و لا أنت ، و إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضلِ ، فمن اتّقى الله راقب الله ، و اعترفَ بنقصه ، و من تكلّم بالجاه و بالجهل ، أو بالشرّ و البأوِ (4) ، فأَعْرِضْ عنه و ذَرْهُ في غيّه ، فعقباه إلى وبالٍ (5) نسأل الله العفو و السّلامة " (6) .
_________________
(1) : يعني الأعلام المترجمين في الطّبقة التّاسعة من كتابه تذكرة الحفّاظ .
(2) : يعني تاريخ الإسلام .
(3) : ما هنا حالية ، و المعنى أنّ العلم يكون نافعاً في حالة ما إذا جاء عن أمثال أولئك الأعلام .
(4) : البأو : الكبرُ و الفخرُ ( اللّسان ، مادّة : بأى ) [ أبو حاتم ] .
(5) : إي و الله صدق الحافظ ، و قد كثر اليوم من يتكلّم بالجاه و الجهل و يتعالى على النّاس ، و جواب أمثال هؤلاء - كما قال الحافظ رحمه الله - الإعراض عنهم ، فإنّ عقباهم إلى وبال . [ أبو حاتم ]
(6) : التّذكرة 2/626-627 .
-
15-Feb-2009, 10:49 AM #13
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[11] مازال العلماء يختلفون
" ما زال العلماءُ يختلفونَ في المسائل الصّغار و الكبار ، و المعصومُ من عصمه الله بالتجاءٍ إلى الكتاب و السّنّة ، و سكوتٍ عن الخوض فيما لا يعنيه ، و الله يهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم " (1) .
_____________________
(1) : التّذكرة 2/730
-
20-Feb-2009, 09:55 AM #14
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[12] و للحروبِ رجالٌ يُعرفون بها
" نوحٌ الجامعُ مع جلالته في العلم تُرك حديثهُ ، وكذلك شيخُه - يعني يزيد الرّقاشي - [ مع عبادتِه ] (*) ، فكم من إمامٍ في فنٍّ مقصّرٌ عن غيره ، كسيبَوَيْه مثلاً إمامٌ في النّحو و لا يدري ما الحديثُ ، و وكيعٌ إمامٌ في الحديث و لا يعرفُ العَرَبيّة ، وكأبي نوّاسٍ رأسٌ في الشِّعر عريٌّ من غيره ، و عبد الرّحمن بن مهدي إمامٌ في الحديث لا يدري ما الطبّ قطُّ ، و كمحمّد بن الحسن رأسٌ في الفقه و لا يدري ما القراءاتُ ، و كحفصٍ إمامٌ في القراءة تالفٌ في الحديثو للحروب رجالٌ يعرفون بها
و في الجملة : و ما أوتوا من العلم إلاّ قليلاً ، و أمّا اليومَ فما بَقِيَ من العلوم القليلة إلاّ القليل ، في أُناسٍ قليلٍ ، ما أقلّ من يعمل منهم بذلك القليل ! فحسبنا الله و نعم الوكيل " (1) .
________________
(*) : ساقطةٌ من المجموع ، مثبتةٌ في مطبوع التّذكرة [ أبو حاتم ] .
(1) : التّذكرة 3/1031 .
-
11-Mar-2009, 04:08 PM #15
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[13] محضُ السُّنّةِ
" و قد كان الحافظُ سعدُ بن عليٍّ (1) هذا من رؤوس أهل السّنّة و أئمّة الأثر و ممّن يعادي الكلام و أهلَه ، و يذمّ الآراء و الأهواء ، فنسأل الله أن يختم لنا بخيرٍ ، وأن يتوفّانا على الإيمان و السّنّة ، فلقد قلّ من يتمسّك بمحض السّنة ، بل تراه يثني على السّنّة و أهلها و قد تلطّخ ببدع الكلام (*) ، و يجسُرُ على الخوض في أسماء الله و صفاته ، و يبادرُ إلى نفيها و يبالغُ بزعمه في التّنزيه ، و إنّما كان التّنزيه تعظيمُ الربّ عزّ و جلّ ، و نعتُه بما وصف به نفسَه تعالى " (2) .
__________________
(1) : أبو القاسم الزّنجاني المتوفّى سنة 471 هـ .
(*) : قارنوا رحمكم الله ، بين هذا الكلام و بين ما يحدث اليوم من أدعياء التّمسك بمحض السّنة و هم يحاربون أهلَها ، فهم يعيبون على رؤوس السّنة في هذا العصر عداءهم لأهل الأهواء و أصحاب الكلام ، و يقدحون فيهم إذا ذمّوا أهل الآراء و الأهواء ، ثمّ انتبهوا - نفعكم الله بكلمات الأئمّة - إلى قول الذّهبيّ : بل تراه يثني على السّنّة و أهلها و قد تلطّخ ببدع الكلام ! أليسَ هذا و الله عين ما يقع فيه أدعياء التّمسّك بمحض السّنة ؟ و هل الكلام إلاّ ابنُ الفلسفة ؟ فحفظ الله لنا رؤوس أهل السّنة ، من أمثال الشّيخ ربيع و الشّيخ عبيد . [ أبو حاتم ]
(2) : تذكرة الحفّاظ 3/1177-1178 .
-
14-Mar-2009, 01:00 AM #16
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[14] لا حيلةَ في بُرْءِ الرَّفضِّ فإنّه داءٌ مُزمِنٌ
" فهذا ما تيسّر من سيرة العَشَرة ، و هم أَفضلُ قريش ، و أَفضل السّابقين المهاجرين ، و أفضل البدريّين ، و أَفضل أَصحاب الشّجرة ، و سادةُ هذه الأمّة في الدّنيا و الآخرة ، فأبعدَ الله الرّافضة ، ما أَغواهم و أشدَّ هواهُم ، كيف اعترفوا بفضل واحدٍ منهم و بَخَسوا التِّسعة حقَّهم ، و افترَوْا عليهم بأنّهم كتموا النّص في عليٍّ أنّه الخليفةُ ، فوالله ما جرى من ذلك شيءٌ ، و أَنّهم زوَّروا الأمر عنه بزعمهم ، وخالفوا نبيَّهم، و بادروا إِلى بيعة رجلٍ من بني تيمٍ يتَّجِرُ و يتكسّبُ ، لا لرغبةٍ في أَمواله و لا لرهبةٍ من عشيرته و رجالِه !
ويحكَ ! أَيفعلُ هذا مَنْ له مُسكة عقلٍ ؟ و لو جاز هذا على واحدٍ لما جاز على جماعة ، و لو جاز وقوعه من جماعةٍ لاستحال وقُوعه والحالة هذه ؛ من ألوفٍ من سادِة المهاجرين و الأنصار ، و فرسان الأمّة ، و أَبطال الإِسلام ، لكن لا حيلةَ في بُرء الرّفض فإِنّه دَاءٌ مزمنٌ ، و الهدى نورٌ من الله يقذفه الله في قلب من يشاء ، فلا قوّة إلاّ بالله " (1) .
__________________
(1) : سير أعلام النّبلاء 1/140-141 .التعديل الأخير تم بواسطة ; 14-Mar-2009 الساعة 01:08 AM
-
14-Mar-2009, 01:02 AM #17
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[15] خَطرُ الشُّهرَة
قال بُريدة بن الحصيب : " شهدتُ خيبر ، وكنتُ فيمن صعد الثُّلمة ، فقاتلتُ حتّى رُئي مكاني ، و عليَّ ثوبٌ أحمر ، فما أعلم أنّي ركبتُ في الإِسلام ذنباً أعظمَ عليَّ منه - أي: الشّهرة - ".
قال الحافظ الذّهبيّ معلّقاً :
" قلت: بلى ، جُهَّالُ زماننا يعدُّون اليومَ مثلَ هذا الفعل من أعظم الجهاد ؛ و بكلِّ حالٍ فالأعمالُ بالنّيّات ، و لعلّ بُريدةَ رضي الله عنه بِإِزْرائه على نفسه ، يَصيرُ له عملُه ذلك طاعةً و جهاداً ، و كذلك يقعُ في العمل الصّالح ، رُبَّما افتخر به الغِرُّ و نوَّهَ به ، فيتحوّلُ إلى ديوان الرّياء ، قال الله تعالى: ﴿ وَ قَدِمْنَا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ﴾ ( الفرقان : 23 ) .
______________
(1) سير أعلام النّبلاء 2/470 .
-
05-Apr-2009, 05:54 PM #18
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[16] كفى بالمرء إثماً أن يُحدِّث بكلِّ ما سَمِع
" بالله عليك ، إذا كان الإِكثارُ من الحديث في دَولة عُمر كانوا يُمنَعُون منه مع صدقِهِم و عدالتهم و عَدم الأسانيد ، بل هو غَضٌّ لم يُشَبْ ؛ فما ظَنُّكَ بالإِكثار من رواية الغرائب و المناكير في زماننا مع طُول الأسانيدِ ، و كثرة الوهْمِ و الغلط ، فبالحريِّ أن نزجُر القَوْمَ عنه ؛ فيا ليتَهُم يَقتَصِرُونَ على رواية الغريبِ و الضّعيف، بل يروُون - و الله - الموضوعات و الأباطيلَ و المُستحيلَ في الأصول و الفروع ، و الملاحم و الزُّهد ؛ نسألُ الله العافية . فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه ، و غَرَّ المؤمنين ، فهذا ظالمٌ لنفسه ، جانٍ على السُّنَن و الآثار ، يُستَتَابُ من ذلك ؛ فإِنْ أنابَ و أَقْصرَ ، و إلاّ فهو فاسقٌ ؛ كفى به إثماً أَنْ يُحدِّث بكلّ ما سمع ، و إِنْ هو لم يعلم ، فليَتَوَرَّعْ ، و ليَسْتَعِنْ بمَنْ يُعِينُه على تنقية مروِيَّاته ، نسألُ الله العافية " (1) .
________________
(1) : سير أعلام النّبلاء 2/601-602 .
-
05-Apr-2009, 05:55 PM #19
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[17] الحنيفيّةُ السَّمْحَة
" أقلُّ مراتب النّهي أن تُكْرَهَ تلاوةُ القرآن كُلِّه في أقلَّ من ثلاثٍ ، فما فقه و لا تَدَبَّر من تلا في أقلَّ من ذلك ، و لو تَلا و رتَّلَ في أسبوعٍ و لازم ذلك ، لكان عملاً فاضلاً ، فالدِّينُ يُسْرٌ ، فوالله إنَّ ترتيلَ سُبع القرآن في تَهَجُّد قيام اللّيل مع المحافظة على النّوافل الرّاتبة ، و الضّحى ، و تحيَّة المسجد ، مع الأذكارِ المأثورة الثّابتة ، و القول عند النّوم و اليقظة ، و دُبُرَ المكتوبة و السَّحَر ، مع النَّظَر في العلم النّافع والاشتغالِ به مُخلصاً لله ، مع الأمر بالمعروف ، و إِرشادِ الجاهلِ و تفهيمهِ ، و زجرِ الفاسق ، و نحوِ ذلك ، مع أداءِ الفرائض في جماعةٍ بخشوعٍ و طمأنينةٍ و انكسارٍ و إِيمان ، مع أداء الواجبِ ، و اجتنابِ الكبائر ، و كثرةِ الدُّعاءِ و الاستغفار ، و الصّدقةِ و صلةِ الرّحم ، و التّواضع ، و الإِخلاصِ في جميع ذلك ، لَشُغْلٌ عَظِيمٌ جسيمٌ ، و لَمَقامُ أصحابِ اليمين و أولياءِ الله المتّقين ، فإِنَّ سائر ذلك مطلوب . فمتى تشَاغَلَ العابدُ بختمةٍ في كُلِّ يومٍ فقد خالف الحنيفيَّة السّمحةَ ، و لم ينهضْ بأكثر ما ذكرناه و لا تدبَّر ما يتلوه ...
وكلُّ من لم يَزُمَّ نَفْسَه في تعبُّده و أوراده بالسُّنَّة النّبويّة ، يندمُ و يترهَّبُ و يسوءُ مزاجُه ، و يفوتُه خيرٌ كثيرٌ من متابعة سُنَّة نبـيِّه الرّؤوف الرّحيم بالمؤمنين ، الحريص على نفعهم .
و ما زال مُعلِّماً للأمّة أفضل الأعمال ، و آمراً بهجر التَّبتُّل و الرّهبانيّة الّتي لم يُبْعث بها ، فنهى عن سرد الصّوم ، و نهى عن الوِصال ، و عن قيام أكثر اللّيل إلاّ في العشر الأخير ، و نهى عن العُزبة للمستطيع ، و نهى عن ترك اللّحم ، إلى غيرِ ذلك من الأوامر و النَّواهي .
فالعابدُ بلا معرفةٍ لكثيرٍ من ذلك معذورٌ مأجورٌ ، و العابدُ العالم بالآثار المحمّديّة المتجاوز لها مفضولٌ مغرورٌ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى أدومُها و إِن قلَّ ، ألهمنا اللّهُ و إِيّاكم حُسْنَ المتابعة ، و جنَّبنا الهوى و المخالفة " (1) .
_______________
(1) : سير أعلام النّبلاء 3/84-86 .
-
18-May-2009, 07:00 PM #20
عضو
- تاريخ التسجيل
- Mar 2008
- الدولة
- ورقلة - جنوب الجزائر
- المشاركات
- 158
[18] نحمدُ الله على العافيةِ
" نحمدُ الله على العافية الّذي أوجدنا في زمانٍ قد انمحص فيه الحقُّ ، و اتَّضحَ من الطّرفين (1) ، و عرفْنا مآخذَ كلّ واحدٍ من الطّائفتين ، و تبصّرنا فعذَرْنا و استغفَرْنا ، و أحببْنا باقتصادٍ ، و ترحَّمْنا على البُغاة بتأويلٍ سائغٍ في الجملة ، أو بخطأٍ إن شاء الله مغفورٍ ، و قلنا كما علَّمنا الله : ﴿ رَبَّنا اغفرْ لَنَا و لإِخْوانِنَا الّذِينَ سبَقُونا بالإِيمَانِ وَ لاَ تَجْعَل في قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ ( الحشر : 10 ) ، و ترضَّينا أيضاً عمّن اعتزل الفريقين ، كسعد بن أبي وَقَّاصٍ ، و ابنِ عُمر ، و محمّد بنِ مسلمةَ ، و سعيد بن زيدٍ ، و خلقٍ ، و تبرّأنا من الخوارج المارقين الّذين حاربوا عليّاً ، و كفَّروا الفريقين ، فالخوارجُ كلابُ النّار ، قد مَرَقُوا من الدّين ، و مع هذا فلا نقطع لهم بخلود النّار ، كما نقطع به لعَبدة الأصنام والصُّلبان " (2) .
__________________
(1) : يقصد جيش عليّ و معاوية رضي الله عنهما .
(2) : سير أعلام النّبلاء 3/128 .