إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

كلماتٌ في العلم و أدب الطّلب ... للحافظ الذّهبي ، باعتناء الشّيخ جمال عزّون [ موضوع متجدّد ]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلماتٌ في العلم و أدب الطّلب ... للحافظ الذّهبي ، باعتناء الشّيخ جمال عزّون [ موضوع متجدّد ]

    مقدّمة النّاسخ


    السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    الحمد لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتّبع هداه ، و بعد :
    إخواني أعضاء منتديات الآجريّ ، إخواني القرّاء ، كما سبق أن قلتُ أنّي أنوي رفع مجموعة من كتب أهل العلم على صفحات المنبر الإسلامي ، و ذلك بتقسيم الكتب المختارة للنّقل إلى فقراتٍ ترفعُ تباعاً بصفة متجدّدة حتّى يكتمل كلّ كتاب في موضوع على حدة ؛ فها أنا ذا أفتح صفحةً أخرى لموضوع جديد ، و الكتاب الّذي اخترته هذه المرّة هو كتاب : " كلماتٌ في العلم و أدب الطّلب و الاتّباع و ذمّ الابتداع و غير ذلك ، مستخرجةٌ من كلام الحافظ الذّهبي " باعتناء الشّيخ جمال عزّون الجزائري حفظه الله (1) ، و سبب اختياري لهذا الكتاب ، هو ما يراه و يسمعه كلّ ذي عينين و أذُنين اليومَ ممّا يجري في كثير من مجالس طلبة العلم و في منتدياتهم الحوارية من إخلالٍ فاضحٍ بآداب طلبة العلم ، و تفريطٍ واضحٍ من كثير من أدعياء العلم في التّحلي بأخلاق السّلف الصّالح في أبواب آداب الطّلب و التّعلم ، الحقيقة أنّي كنتُ عازماً أن أكتب موضوعاً أجمع فيه ما تيسّر لي من آثارٍ سلفيّة و من كلام العلماء في تلك الأبواب ، و كنتُ سأرّكز فيه على ما يبيّن حال السّلف في أبواب العمل بالعلم ، من الإخلاص لله و التّواضع للخلق و ترك العُجب و الفرار من الشّهرة و غيرها ...
    لكنّي رأيتُ الأمر و الله أجلّ من أن يتصدّر مثلي ليكتب في مثل ذلك ، ثمّ تذكّرتُ كتاب الشّيخ جمال وفّقه الله ، فأسرعتُ فبحثتُ عنه بين كتبي ، فاستللتُه من بينها و أعدتُ قراءته بشيء من التدبّر ، فوجدته حقّاً كما قال عنه الشّيخُ جمال ، أنّ فيه كلماتٍ " ذهبيّاتٍ لفظاً و معنىً ، أراد بها الذّهبيُّ ترقيقَ القلوب ، و تهذيب السّلوك ، و تثقيف العقول وتذكير النّاس بما كان عليه النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و أصحابه و ما سار عليه السّلف الصّالح " .
    لا أطيل عليكم إخواني ، فقط أذكّركم أنّي سأتّبع في تقسيم الكتاب نفس الطّريقة الّتي اتّبعتها في موضوع : " من كلّ سورة فائدة " ، و قد بيّنتُ ذلك في مقدّمته ، فمن شاء رجع إليها هناك ، و قد نُقلَ الآن إلى منبر القرآن و علومه .
    أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بما ننسخُ أو نقرأُ ، فأمثالنا و الله لا يليق بهم أن يحسبوا أنفسهم من الكتّاب بل يقبح بهم أن يطمعوا أن يقال لهم يوماً : الكاتب فلان ...أو أن يخاطبوا بالمشيخة ، أو أن تمنّيهم أنفسهم أن يقال لهم يوماً : العلاّمة فلان ! خِبنا إذاً و خسِرنا لو حدث ذلك .
    و ما دفعني إخواني إلى تسطير هذا في كلامي هنا ـ إلاّ الألم الّذي أجده في نفسي و الحسرة الّني تعصرُ قلبي إشفاقاً على العلم الّذي دخل فيه اليومَ ، من يفرحُ لو قيل له : فضيلة الشّيخ ، و قد يعلم الله من قلبه أنّه يحلُمُ أن يقال له حضرة المفتي و فضيلة العلاّمة ! و قد قيل ، فالأمر لله .
    و من نصائح الحافظ الذّهبي - و ستأتي في ثنايا الكتاب - قوله : " و احذر الكبر و العُجب بعلمك ، فيا سعادتك إن نجوتَ منه كفافاً لا لك و لا عليك " و قوله : " أشرّ الكبر من تكبّر على العباد بعلمه ، و تعاظم في نفسه بفضيلته ، فإنّ هذا لم ينفعه علمه ، فإنّ من طلب العلم للآخرة كسره علمه ، وخشع قلبه ، واستكانت نفسه ... " رحمه الله .
    قال رجلٌ لابن مجاهد - الإمام المقرئ - : لم لا تختار لنفسك حرفا ؟ قال : " نحن إلى أن تعمَلَ أنفسُنا في حِفظ ما مضى عليه أئمّتنا ، أحوج منّا إلى اختيار " .
    و قال الإمام أبو عمرو بن العلاء : " ما نحن فيمن مضى إلاّ كبقلٍ بين أصول نخلٍ طوال ، فما عسى أن نقول نحن ، و أفضل منازلنا أن نفهم أقوالهم ، و إن كانت أحوالنا لا تشبه أحوالهم " .
    قال الحسن البصري : " رأيت سبعين بدريّا ، لو رأيتموهم ، لقلتم : مجانين ! و لو رأوا خياركم ، لقالوا : ما لهؤلاء من خلاق ! و لو رأوا شِراركم لقالوا : هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب ! "
    فلا إله إلاّ الله ، هذا قاله الحسن في أقوام يعيشون في خير القرون بعد قرن الصّحابة ، فماذا كان سيقول لو عاش اليوم بين ظهرانينا !؟ فاللّهمّ ارحمنا و اعفُ عنّا و لا تؤاخذنا بما كسَبَت أيدينا .

    __________________
    (1) : طبعتهُ مجالس الهدى للإنتاج و التّوزيع بالجزائر ضمن مجموع من رسائل أخرى اعتنى بها الشّيخ جمال ، وعندي الطّبعة الثّانيّة منه ( 1422 ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو حاتم سفيان الورقلي; الساعة 29-Dec-2008, 10:39 PM.

  • #2
    بسم الله الرّحمن الرّحيم

    مقدّمة :
    إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .
    أمّا بعد :
    فهذه كلمات رائقة ، وجملٌ صادقة ، خطّها يَرَاعُ الحافظ المقرئ شمس الدّين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبيّ ، في ثنايا مؤلّفاته الكثيرة ، بأسلوبٍ عربيّ مبين ، ، يطرب لها القارئ ، و يبتهج بها السّامع ، لجزالة ألفاظها ، و بلاغة معانيها ، ، والأعجب من ذلك المسحة الرّوحانية الّتي يخفق لها القلبُ ، و يرتاح لها البال ، و يشعر المرء شعوراً قويّا أنّ الحافظ الذّهبيّ يُخرج تلك المعاني من أعماق قلبه ، ممّا يضفي عليها صدقاً و إخلاصاً ، يراه كلّ متأمّل في كلمات هذا الإمام ، فلها من اسم كاتبها أوفى نصيب ، فهي ذهبيّاتٌ لفظاً و معنىً ، أراد بها الذّهبيُّ ترقيقَ القلوب ، و تهذيب السّلوك ، و تثقيف العقول وتذكير النّاس بما كان عليه النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و أصحابه ، و ما سار عليه السّلف الصّالح ، فرحم الله الحافظ الذّهبيّ ، وأجزل له المثوبة على ما ترك لنا من هذا التّراث النّافع ، و الأثر النّفيس (1) .

    _______________
    (1) : و قد جعلتُ لهذه الكلمات عناوين توضيحيّة مأخوذة من كلام الذّهبي نفسه ، مع ترقيمها ، ولم أراع فيها ترتيباً معيّناً بل أوردتها بالتّتابع كما جاءت في كتب الذّهبي .

    تعليق


    • #3
      [1] خطرُ الكذبِ على النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم


      قال أبو بكرٍ الصّديق : " إيّاكم والكذب ؛ فإنّ الكذب مجانب الإيمان " .
      قال الحافظ الذّهبيّ معلّقاً :
      "قلتُ : صدق الصّديق ، فإنّ الكذب رأس النّفاق ، و آية المنافق ، و المؤمن يُطبع على المعاصي و الذّنوب الشّهوانية لا على الخيانة و الكذب ، فما الظّنّ بالكذب على الصّادق الأمين صلوات الله عليه و سلامه ، و هو القائل : إنّ كذباً عليَّ ليس ككذبٍ على غيري ، من يكذب عليَّ بُني له بيت في النّار، و قال : من يقل عليّ ما لم أقل ... الحديث . فهذا وعيدٌ لمن نقل عن نبيّه ما لم يقُلْه مع غلبة الظّنّ أنّه ما قاله ، فكيف حال من تهجّم على رسول الله صلى الله عليه و سلّم و تعمّد عليه الكذب و قوَّلَه ما لم يقل ؟ وقد قال عليه السّلام : من روى عنّي حديثاً يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين . فإنّا لله و إنّا إليه راجعون ، ما ذي إلاّ بليّةٌ عظيمةٌ و خطرٌ شديدٌ ممّن يروي الأباطيل و الأحاديث السّاقطة ، المتّهم نَقلتها بالكذب . فحُقّ على المحدّث أن يتورّع فيما يؤدّيه ، و أن يسأل أهل المعرفة و الورع ليعينوه على إيضاح مرويّاته . و لا سبيل إلى أن يصير العارفُ الّذي يزكّي نَقلة الأخبار و يجرحهم جهبذاً إلاّ بإدمان الطّلب ، والفحص عن هذا الشّأن ، وكثرة المذاكرة ، و السّهر و التّيقّظ و الفهم ، مع التّقوى و الدّين المتين و الإنصاف ، و التّردّد إلى مجالس العلماء ،و التّحري و الإتقان ، و إلاّ تفعل :
      فدَعْ عنك الكتابةَ لستَ منها ..... ولو سوّدتَ وجهك بالمداد
      قال الله عزّ و جلّ : ﴿ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ ( النّحل : 43 ) . فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً و صدقاً و ديناً و ورعاً ، و إلاّ فلا تتعنّ ، و إن غلب عليك الهوى و العصبيّة لرأيٍ و لمذهبٍ فبالله لا تتعب ، و إن عرفتَ أنّك مخلّطٌ مخبِّطٌ مهمِلٌ لحدود الله فأرحنا منك ، فبعد قليلٍ ينكشف البَهرَجُ و ينكبُّ الزّغَلُ و ﴿ لاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ( فاطر : 43 ) ، فقد نصحتُك ، فعِلمُ الحديث صَلْفٌ ، فأين علم الحديث ؟ و أين أهله ؟ كِدْتُ أن لا أراهم إلاّ في كتابٍ أو تحت تراب " (1) .

      _____________________
      (1) : تذكرة الحفّاظ 1/3-5

      تعليق


      • #4
        [2] و أين مثلُ أبي حفصٍ عمر ؟



        قال نافعُ بن أبي نعيمٍ عن نافع عن ابن عمر قال : قال النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم " إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر و قلبه " .
        قال الحافظ الذّهبيّ معلّقاً :
        " فيا أخي ، إن أحببتَ أن تعرف هذا الإمام حقّ المعرفة فعليك بكتابي : نِعمَ السّمر في سيرة عمر ، فإنّه فارقٌ فيصلٌ بين المسلم و الرّافضي ، فوالله ما يغُضّ من عمر إلاّ جاهلٌ دائصٌ ، أو رافضيٌّ فاجرٌ ، و أين مثل أبي حفصٍ ؟ فما دار الفَلَك على مثل شكلٍ عمر، و هو الّذي سنّ للمحدّثين التّثبت في النّقل ، و ربّما كان يتوقّف في خبر الواحد إذا ارتاب ، فروى الجريريّ عن أبي نضرة عن أبي سعيدٍ : أنّ أبا موسى سلّم على عمر من وراء الباب ثلاث مرّات ، فلم يُؤذن له، فرجع ، فأرسل عمر في أثَرِه فقال : لمَ رجعتَ ؟ قال سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول : " إذا سلّم أحدكم ثلاثاً فلم يُجب فليرجع " . قال : لتأتِيَّني على ذلك ببيّنةٍ أو لأفعلنّ بك ! فجاءنا أبو موسى منتقعاً لونُه و نحن جلوسٌ ، فقلنا: ما شأنك ؟ فأخبرنا و قال : فهل سمع أحدٌ منكم ؟ فقلنا : نعم كلّنا سمعه ، فأرسلوا معه رجلاً منهم ، حتّى أتى عمر فأخبره .
        أحبّ عمرُ أن يتأكّد عنده خبرُ أبي موسى بقول صاحبٍ آخرَ ، ففي هذا دليلٌ على أنّ الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى و أرجح ممّا انفرد به واحدٌ ، و في ذلك حضٌّ على تكثير طرق الحديث لكي يرتقيَ عن درجة الظّنّ إلى درجة العلم ، إذ الواحد يجوز عليه النّسيان و الوهم ولا يكاد يجوز ذلك على ثقتين لم يخالفهما أحد ، و قد كان عمر من وَجَلِه أن يُخطىء الصّاحب على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يأمرهم أن يُقلّوا الرّواية عن نبيّهم ، و لئلاّ يتشاغلَ النّاس بالأحاديث عن حفظ القرآن " (1) .

        _________________
        (1) : تذكرة الحفّاظ 1/5-6

        تعليق


        • #5
          [3] أصلٌ كبيرٌ في الكفِّ عن بثِّ الواهِيَات



          و قال معروف بن خرَّبُوذ ، عن أبي الطّفيل ، عن عليٍّ قال : حدّثوا النّاس بما يعرفون ، و دعوا ما ينكرون ، أتحبّون أن يُكذّب الله و رسوله ؟ .
          قال الحافظ الذّهبيّ معلّقاً :
          " و هذا أصلٌ كبيرٌ في الكفّ عن بثِّ الأشياء الواهية و المنكرة من الأحاديث في الفضائل و العقائد و الرّقائق ، و لا سبيل إلى معرفة هذا من هذا إلاّ بالإمعان في معرفة الرّجال " (1) .

          _______________
          (1) : تذكرة الحفّاظ : 1/13

          تعليق


          • #6
            [4] كلّ إمامٍ يُؤخذُ من قولِه و يُتركُ إلاّ إمامُ المتّقينَ



            " يُمكن أن تُجمع سيرة ابن مسعودٍ رضي الله عنه في نصف مجلّدٍ ، فلقد كان من سادة الصّحابة ، و أوعية العلم ، و أئمّة الهدى . و مع هذا فله قراءاتٌ و فتاوى ينفرد بها مذكورةٌ في كتب العلم ، و كلّ إمامٍ يُؤخذ من قوله و يُترك إلاّ إمام المتّقين ، الصّادق المصدوق ، الأمينُ المعصوم ، صلوات الله و سلامه عليه . فيا لله العجب من عالمٍ يقلّد دينَه إماماً بِعينِه في كلّ ما قال ، مع علمه بما يَرِدُ على مذهب إمامه من النّصوص النّبويّة ، فلا قوّة إلاّ بالله " (1) .


            ___________________
            (1) : التّذكرة : 1/16

            تعليق


            • #7
              [5] متى الخلاصُ إلى الإخْلاَص ؟



              قال أبو أسامة : سمعتُ سفيانَ يقول : " ليس طلبُ الحديث من عُدَّة الموت ، لكنّه عِلّةٌ يتشاغل بها الرّجل " .
              قال الحافظ الذّهبي معلّقاً :
              " صدق و الله ، إنّ طلب الحديث شيءٌ غيرُ الحديث ، فطلبُ الحديث اسمٌ عُرفيٌّ لأمورٍ زائدةٍ على تحصيل ماهيّة الحديث ، و كثيرٌ منها مَرَاقٍ إلى العلمٍ ، و أكثرها أمورٌ يشغفُ بها المحدّث من تحصيل النّسخ المليحة ، و تطلّب العالي ، و تكثير الشّيوخ ، و الفرح بالألقاب و الثّناء ، و تمنّي العمر الطّويل ليروي ، و حبّ التّفرد ، إلى أمورٍ عديدةٍ لازمةٍ للأغراض النّفسانيّة لا الأعمال الرّبّانيّة ، فإذا كان طلبك الحديث النّبويّ محفوفاً بهذه الآفات فمتى خَلاصُك منها إلى الإخلاص ؟ " (1) .

              __________________
              (1) : المصدر نفسه : 1/204-205 .
              و وددتُ أن أقول هنا : إنّ كثيراً من الاشتغال بالكتابة في المنتديات شيئٌ غير الاشتغال بالطّلب ، و غالبُ ذلك أمورٌ يشغفُ بها العضوُ من تكثير المواضيع و المشاركات ، و تشوّف كثرة الردّود والتّعليقات ، و التّسابق إلى نقل الأخبار ، و البحث و التّنقيب عن الجديد منها ، و الحرص على تحصيل الأصحاب ، و الفرح بالشّكر و التّزكيات ، و تمنّي الأقدميّة حتّى يشار إلى صاحبها بالبنان ، و حبّ التّفرد ، إلى أمور عديدة لازمةٍ ... فإذا كانت كتابتك في المنتديات محفوفةً بهذه الآفات فمتى خلاصُك منها إلى الإخلاص ؟ [ أبو حاتم ] .

              التعديل الأخير تم بواسطة أبو حاتم سفيان الورقلي; الساعة 05-Jan-2009, 04:50 PM.

              تعليق


              • #8
                [6] عزٌّ تامٌّ و علمٌ غزيرٌ




                " و في زمان هذه الطّبقة كان الإسلامُ و أهله في عزٍّ تامٍّ و علمٍ غزيرٍ ، و أعلامُ الجهاد منثورة و السّنن مشهورة ، و البدع مكبوتة ، و القوّالون بالحقّ كثير ، و العُبّاد متوافرون ، و النّاس في بُلَهْنِيَةٍٍ من العيش (*) بالأمن وكثرة الجيوش المحمّديّة ، من أقصى المغرب و جزيرة الأندلس ، و إلى قريب مملكة الخطا و بعض الهند و إلى الحبشة . و خلفاء هذا الزّمان أبو جعفرٍ ، و أين مثلُ أبي جعفر - على ظلمٍ فيه - في شجاعته و حزمه ، و كمال عقله و فهمه و علمه ، و مشاركته في الأدب و وفور هيبته . ثمّ ابنُه المهديّ في سخائه و كثرة محاسنه ، و تتبّعه لاستئصال الزّنادقة . و ولدُه الرّشيدُ هارونُ في جهاده و حجّه و عظمة سلطانه - على لعبٍ و لهوٍ - ، و لكن كان معظِّماً لحرمات الدّين ، قويّ المشاركة في العلم ، نبيل الرّأي ، محبّاً للسّنن . و كان في هذا الوقت من الصّالحين مثل إبراهيم بن أدهم و داود الطّائيّ و سفيان الثّوريّ . و من النّحاة مثل عيسى بن عمر و الخليلُ بن أحمدَ و حمّاد بن سلمة و عدّةٌ . و من القرّاء كحمزة بن حبيب و أبي عمرو بن العلاء و نافع بن أبي نعيمٍ و شِبل بن عبّادٍ و سلاّمٍ الطّويل شيخِ يعقوب . و من الشّعراء عددٌ كثيرٌ كمروان بن أبي حفصة و بشّار بن بردٍ و من الفقهاء كأبي حنيفةَ و مالكٍ و الأوزاعيِّ " (1) .


                ________________
                (*) : بُلهنيةٍ من العيش : أي في رخاء من العيش و سعة [ أبو حاتم ] .
                (1) : تذكرة الحفّاظ 1/244 .

                تعليق


                • #9


                  [7] و الله إنّي لأحبّه في الله - يعني ابنَ المبارك -


                  " وقع لي حديثُه - أي عبد الله بن المبارك - من غير وجهٍ عالياً ، و بالإجازة بيني و بينه ستّةُ أنفسٍ ، و الله إنّي لأحبُّه في الله ، و أرجو الخير بحبّه ، لما أمْنَحَه الله من : التّقوى ، و العبادة ، و الإخلاص ، و الجهاد ، و سَعَة العلم ، و الإتقان ، و المواساة ، و الفُتُوّة ، و الصّفات الحميدة " (1) .

                  _____________
                  التّذكرة 1/275 .

                  تعليق


                  • #10
                    [8] علمٌ لا يُلائم عِلمَ النّبوّة و لا يوافِقُ توحيدَ المؤمنين


                    " لمّا قُتل الأمينُ و استُخلف المأمونُ على رأس المائتين ، نَجَمَ التّشيّعُ و أبدى صفحته ، و بَزَغَ فجر الكلام ، و عُرِّبت حكمة الأوائل ، و منطق اليونان ، و عُمل رَصْد الكواكب ، و نشأ للنّاس علمٌ جديدٌ مُرْدٍ مهلكٌ لا يلائم علم النّبوّة ولا يوافق توحيد المؤمنين ، قد كانت الأمّة منه في عافيةٍ ، و قَوِيَت شوكة الرّافضة و المعتزلة ، و حَمَلَ المأمونُ المسلمينَ على القول بخلق القرآن و دعاهم إليه ، فامتحن العلماء فلا حول و لا قوّة إلا بالله ، إنّ من البلاء أن تَعْرِفَ ما كنتَ تُنكرُ و تُنكرَ ما كنتَ تعرفُ ، و تُقدَّمَ عقول الفلاسفة ، و يُعزلَ منقول أتباع الرّسل و يُمارى في القرآن ، و يُتبَرَّم بالسّنن و الآثار ، و تَقَعَ في الحَيْرة ، فالفرار قبل حلول الدّمار ، و إيّاك و مضلاّت الأهواء ، و مجاراة العقول ، ﴿ وَ مَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ ( آل عمران : 101 ) (1) .



                    _________________
                    (1) : تذكرة الحفّاظ 1/328-329 .


                    تعليق


                    • #11
                      [9] رَحِمَ الله امرءاً أَقْبَلَ على شأنِه


                      " هؤلاء المسمَّوْنَ في هذه الطّبقة (1) هم ثقاتُ الحفّاظ ، و لعلّ قد أهملنا طائفةً من نظرائهم ، فإنّ المجلس الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيدُ من عشرة آلاف محبرةٍ ، يكتبون الآثار النّبويّة ، و يعتنون بهذا الشّأن ، و بينهم نحو من مائتي إمامٍ قد برزوا و تأهّلوا للفُتيا (*) ، فلقد تفانى أصحاب الحديث و تلاشَوْا ، و تبدّل الناس بطلبةٍ يهزأُ بهم أعداء الحديث و السّنة و يسخرونَ منهم ، و صار علماءُ العصر في الغالب عاكفين على التّقليد في الفروع من غير تحريرٍ لها ، و مُكبّين على عقليّاتٍ من حكمة الأوائل و آراء المتكلّمين ، من غير أن يتعقّلوا أكثرها ، فعمّ البلاء و استحكمت الأهواء ، و لاحت مبادئ رفعِ العلم ، و قبضِه من النّاس ، فرحم الله امرءاً أقبل على شأنه و قصر من لسانه ، و أقبلَ على تلاوة قرآنه ، و بكى على زمانه و أدمن النّظر في الصّحيحين ، و عبَدَ الله قبل أن يَبْغَتَه الأجلُ ، اللّهمّ فوفِّق و ارحم " (2) .


                      ______________________
                      (1) : يعني الذّهبيّ الطّبقة الثّامنة من الأعلام المترجمين في تذكرة الحفّاظ .
                      (*) : تأمّل رعاك الله كيف قرن الذّهبيّ رحمه الله بين الإمامة و التأهّل للفتيا ، فهلاّ اعتبرنا ؟ [ أبو حاتم ]
                      (2) : المصدر نفسه 2/529-530 .

                      تعليق


                      • #12
                        [10] اسكُتْ بحلمٍ او انطق بعلمٍ



                        " و لقد كان في هذا العصر (1) و ما قاربه من أئمّة الحديث النّبويّ خلقٌ كثير ، و ما ذكرنا عُشُرَهم هنا ، و أكثرهم مذكورون في تاريخي (2) ، و كذلك كان في هذا الوقت خلقٌ من أئمّة أهل الرّأي و الفروع ، و عددٌ من أساطين المعتزلة و الشّيعة و أصحاب الكلام الّذين مَشَوا وراء المعقول ، و أعرضوا عمّا عليه السّلف من التّمسّك بالآثار النّبويّة ، و ظهر في الفقهاء التّقليد ، و تناقص الإجتهاد ، فسبحان من له الخلق و الأمر ، فبالله عليك يا شيخُ أرفق بنفسك ، و الزم الإنصاف ، و لا تنظر إلى هؤلاء الحفّاظ النَّظَرَ الشَّزْرَ ، و لا ترمُقَنَّهم بعين النّقص ، و لا تعتقد فيهم أنّهم من جنس محدّثي زماننا ، حاشا و كلاّ ، فما في من سمّيتُ أحدٌ - و لله الحمد - إلاّ و هو بصيرٌ بالدّين ، عالمٌ بسبيل النّجاة ، و ليس في كبار محدّثي زماننا أحدٌ يبلغ رتبة أولئك في المعرفة ، فإنّي أحسَبُك لفرط هواك تقول بلسان الحال - إن أعوزك لسانُ المقال - من أحمدُ ؟ و ما ابنُ المديني ؟ وأيّ شيءٍ أبو زرعة و أبو داود ؟ هؤلاء محدّثون و لا يدرون ما الفقهُ و ما أصوله ، و لا يفقهون الرّأي ، و لا علم لهم بالبيان و المعاني و الدّقائق ، و لا خبرة لهم بالبرهان و المنطق ، و لا يعرفون الله تعالى بالدّليل ، و لا هم من فقهاء الملّة ، فاسكت بحلمٍ أو انطق بعلمٍ ، فالعلم النّافع هو النّافع ما (3) جاء عن أمثال هؤلاء ، و لكن نِسبتُك إلى أئمّة الفقه كنسبة محدّثي عصرنا إلى أئمّة الحديث ، فلا نحن و لا أنت ، و إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضلِ ، فمن اتّقى الله راقب الله ، و اعترفَ بنقصه ، و من تكلّم بالجاه و بالجهل ، أو بالشرّ و البأوِ (4) ، فأَعْرِضْ عنه و ذَرْهُ في غيّه ، فعقباه إلى وبالٍ (5) نسأل الله العفو و السّلامة " (6) .

                        _________________
                        (1) : يعني الأعلام المترجمين في الطّبقة التّاسعة من كتابه تذكرة الحفّاظ .
                        (2) : يعني تاريخ الإسلام .
                        (3) : ما هنا حالية ، و المعنى أنّ العلم يكون نافعاً في حالة ما إذا جاء عن أمثال أولئك الأعلام .
                        (4) : البأو : الكبرُ و الفخرُ ( اللّسان ، مادّة : بأى ) [ أبو حاتم ] .
                        (5) : إي و الله صدق الحافظ ، و قد كثر اليوم من يتكلّم بالجاه و الجهل و يتعالى على النّاس ، و جواب أمثال هؤلاء - كما قال الحافظ رحمه الله - الإعراض عنهم ، فإنّ عقباهم إلى وبال . [ أبو حاتم ]
                        (6) : التّذكرة 2/626-627 .

                        تعليق


                        • #13
                          [11] مازال العلماء يختلفون


                          " ما زال العلماءُ يختلفونَ في المسائل الصّغار و الكبار ، و المعصومُ من عصمه الله بالتجاءٍ إلى الكتاب و السّنّة ، و سكوتٍ عن الخوض فيما لا يعنيه ، و الله يهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم " (1) .


                          _____________________
                          (1) : التّذكرة 2/730


                          تعليق


                          • #14
                            [12] و للحروبِ رجالٌ يُعرفون بها


                            " نوحٌ الجامعُ مع جلالته في العلم تُرك حديثهُ ، وكذلك شيخُه - يعني يزيد الرّقاشي - [ مع عبادتِه ] (*) ، فكم من إمامٍ في فنٍّ مقصّرٌ عن غيره ، كسيبَوَيْه مثلاً إمامٌ في النّحو و لا يدري ما الحديثُ ، و وكيعٌ إمامٌ في الحديث و لا يعرفُ العَرَبيّة ، وكأبي نوّاسٍ رأسٌ في الشِّعر عريٌّ من غيره ، و عبد الرّحمن بن مهدي إمامٌ في الحديث لا يدري ما الطبّ قطُّ ، و كمحمّد بن الحسن رأسٌ في الفقه و لا يدري ما القراءاتُ ، و كحفصٍ إمامٌ في القراءة تالفٌ في الحديث
                            و للحروب رجالٌ يعرفون بها

                            و في الجملة : و ما أوتوا من العلم إلاّ قليلاً ، و أمّا اليومَ فما بَقِيَ من العلوم القليلة إلاّ القليل ، في أُناسٍ قليلٍ ، ما أقلّ من يعمل منهم بذلك القليل ! فحسبنا الله و نعم الوكيل " (1) .

                            ________________
                            (*) : ساقطةٌ من المجموع ، مثبتةٌ في مطبوع التّذكرة [ أبو حاتم ] .
                            (1) : التّذكرة 3/1031 .

                            تعليق


                            • #15


                              [13] محضُ السُّنّةِ



                              " و قد كان الحافظُ سعدُ بن عليٍّ (1) هذا من رؤوس أهل السّنّة و أئمّة الأثر و ممّن يعادي الكلام و أهلَه ، و يذمّ الآراء و الأهواء ، فنسأل الله أن يختم لنا بخيرٍ ، وأن يتوفّانا على الإيمان و السّنّة ، فلقد قلّ من يتمسّك بمحض السّنة ، بل تراه يثني على السّنّة و أهلها و قد تلطّخ ببدع الكلام (*) ، و يجسُرُ على الخوض في أسماء الله و صفاته ، و يبادرُ إلى نفيها و يبالغُ بزعمه في التّنزيه ، و إنّما كان التّنزيه تعظيمُ الربّ عزّ و جلّ ، و نعتُه بما وصف به نفسَه تعالى " (2) .


                              __________________
                              (1) : أبو القاسم الزّنجاني المتوفّى سنة 471 هـ .
                              (*) : قارنوا رحمكم الله ، بين هذا الكلام و بين ما يحدث اليوم من أدعياء التّمسك بمحض السّنة و هم يحاربون أهلَها ، فهم يعيبون على رؤوس السّنة في هذا العصر عداءهم لأهل الأهواء و أصحاب الكلام ، و يقدحون فيهم إذا ذمّوا أهل الآراء و الأهواء ، ثمّ انتبهوا - نفعكم الله بكلمات الأئمّة - إلى قول الذّهبيّ : بل تراه يثني على السّنّة و أهلها و قد تلطّخ ببدع الكلام ! أليسَ هذا و الله عين ما يقع فيه أدعياء التّمسّك بمحض السّنة ؟ و هل الكلام إلاّ ابنُ الفلسفة ؟ فحفظ الله لنا رؤوس أهل السّنة ، من أمثال الشّيخ ربيع و الشّيخ عبيد . [ أبو حاتم ]
                              (2) : تذكرة الحفّاظ 3/1177-1178 .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X