إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

(( موقف علماء السنة مما يحدث في غزة ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( موقف علماء السنة مما يحدث في غزة ))

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن ولاه



    أما بعد



    فأحببت أن أجمع كلام المشايخ العلماء في ماحصل في غزة المنكوبة من البلاء راجيًا أن يتبصر القريب قبل البعيد بموقف العلماء السلفيين من سفك دماء المسلمين في غزة وفلسطين



    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء تصدر بياناً حول كارثة غزة

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

    وبعد

    فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في المملكة العربية السعودية تابعت بكل أسى وحزن وألم ما جرى ويجري على إخواننا المسلمين في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص من عدوان وقتل للاطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين ولا شك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني.

    وهذا الحدث الاليم يوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الاسباب والوسائل تحقيقا لاخوة الاسلام ورابطة الايمان قال الله تعالى (إنما المومنون إخوة) (الحجرات 10) وقال عز وجل (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) (التوبة 71) وقال النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمومن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه" متفق عليه وقال أيضا عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " (متفق عليه) وقال عليه الصلاة والسلام "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره" رواه مسلم.

    والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الاحوال سواء كانت مادية أو معنوية وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال والغذاء والدواء والكساء وغيرها أو من جهة الدول العربية والاسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم وصدق المواقف تجاههم ونصرة قضاياهم في المحافل والجمعيات والمؤتمرات الدولية والشعبية وكل ذلك من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله سبحانه وتعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) (المائدة 2).

    ومن ذلك أيضا بذل النصيحة لهم ودلالتهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم ومن أعظم ذلك أيضا الدعاء لهم في جميع الاوقات برفع محنتهم وكشف شدتهم وصلاح أحوالهم وسداد أعمالهم وأقوالهم.

    هذا وإننا نوصي إخواننا المسلمين في فلسطين بتقوى الله تعالى والرجوع اليه سبحانه كما نوصيهم بالوحدة على الحق وترك الفرقة والتنازع وتفويت الفرصة على العدو التي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداء والتوهين.

    ونحث إخواننا على فعل الاسباب لرفع العدوان على أرضهم مع الاخلاص في الاعمال لله تعالى وابتغاء مرضاته والاستعانة بالصبر والصلاة ومشاورة أهل العلم والعقل والحكمة في جميع أمورهم فإن ذلك أمارة على التوفيق والتسديد.

    كما أننا ندعو عقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة للنظر في هذه الكارثة بعين العقل والانصاف لاعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة وفي الوقت نفسه نشكر كل من أسهم في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والافراد.

    نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الامة وأن يعز دينه ويعلي كلمته وأن ينصر أولياءه وأن يخذل أعداءه وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يكفي المسلمين شرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

    سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية
    رئيس هيئة كبار العلماء
    الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
    وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء




  • #2
    واجب الحكام تجاه فلسطين






    الشيخ/ عبد الكريم الخضير



    الضعف الذي أصاب الأمة لا يتحمَّل مسؤوليته واحد بعينه ؛ بل الجميع من القِدم، ما هو من الآن؛ لأننا الآن نعيش ضرائب تفريط سابق، وما زلنا نعيشه؛ لكن لا يتحمله شخص جاء في النهاية؛ لكن على هذا الشخص أن يسعَ جاهداً في رفع شأن الأمة، ولو لم يكن ذلك إلا بإصلاح نفسِهِ وإصلاحِ شَعْبِهِ الذي لا يمنعهُ منه أحد، وهذا كثير في رفع شأن الأمة؛ لكن لا يتحمَّل المسؤولية شخص جاء متأخر، والأسباب تنعقد من مئات السنين؛ لكن مع ذلك على القادة الموجودين الآن أن يُصلحوا أنفسهم وشُعُوبهم، فإذا صلحت الشعوب؛ لا شك أنَّ الله -جل وعلا- يرفع هذه المحنة عن الأمة وهذا الضَّعف وهذا الذل، الذل مضروب إلى يوم القيامة على اليهود، ولن تقوم لهم قائمة بعد أن ضُربت عليهم الذلة والمسكنة إلا بحبل من الله وحبل من الناس، الحبل من الله -جل وعلا- هذا منقطع معروف؛ لكن بقي الحبل من الناس، يعني لو زالت أمريكا يبقى اليهود إن لم يُوجد حبل ثاني؟ ما تبقى ولا يوم! ليسوا بشيء هم؛ لكن حبل من الناس ممدود لهم، وهذا هو سبب بقائهم، وإلاَّ لو زال من يدعمهم، زال هذا الحبل، انقطع هذا الحبل من الناس؛ ليسوا بشيء هم، لا عَدَد ولا عُدة ليسوا بشيء مضرُوب عليهم الذلة والمسكنة؛ لكن قد يقول قائل: كيف يُمكَّن إخوان القردة والخنازير من خير أمة أخرجت للناس؟ فيقتلون منهم ما يقتلون، ويستهترون ويلعبون بأعصابهم لعب، وهم حفنة ليسوا بشيء، وضُربت عليهم الذلة والمسكنة، وسُلِّطُوا على خير أمة أخرجت للناس، سببها انصرافُ هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس عن أسباب العِزّ والنَّصر والتَّمكين، ولاَّ بالنَّص القطعي {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [ (110) / آل عمران ] وكون يُسلَّط عليهم هؤلاء النَّتْنَى على هذه الأمة من باب إذلال من خالف أمر الله وشرع الله؛ لأنه لو سُلِّط أُمَّة قوية مثلاً، يعني ما يَبِينْ الإِذْلال مثل ما يَبِينْ فيما لو سُلِّط، لو جاء شخص عظيم فقتله عظيم ما فيه إشكال؛ لكن لو جاء أحقر الناس وقتل أعظم الناس وش يصير؟


    يعني نكاية ليس وراءها نكاية، وهذا بقدر ما وقع فيه المقتول أو المُسلَّط عليه من مخالفة لأمر الله وشرعه، والله المستعان .


    في ابن كثير -رحمه الله تعالى- ذكر قصة في تفسير سورة النساء أنَّ خادما عند قوم، فسيِّدتهُ أصابها المخاض الطَّلْق، فرأى في النَّوم من يقول له إنَّ سيِّدتك سوف تلد بنتاً، وهذه البنت تزني مرات عديدة ذُكرت كأنه قال مائة مرة، ثم تتزوجها أنت، هو ما يريد أن يتزوج بغي؛ لكن ما الذي حصل؟ لما ولدت قيل له أأتي بالسكين من أجل قطع السرة، فجاء بالسكين فبقر بطن البنت، ثم هرب مدة عشرين سنة إلى بلدٍ عمل فيها بالتِّجارة، فصار من الأغنياء المعدودين المذكورين، صار من الأثرياء المشهورين، ثم رجع إلى بلده باعتبار أن البنت ماتت والقصة نُسِيت، رجع إلى بلده، وأراد أن يتزوج فطلب من امرأة أن تبحث له عن أجمل بنت في البلد فخطبت له هذه البنت! هو لا يعرفها أبوها مات وأمها ماتت، المقصود أنه لا يعرفها، فلما دخل عليها رأى أثر شقّ البطن، قال: ما سبب هذا؟ ، قالت: أيَّام الولادة كان عندنا عبد، ولما جاء بالسكين بقر بطني وهرب، ما أدري وش صار عليها، المقصود أنه عرف أنه هو والبنت هي، فقال لها: اصدقيني هل حصل منك شيء من الزنا؟ قالت : نعم، كم العدد؟ قالت : والله ما أدري لكن شيء ما يُحسب، قال: تبلغ مائة؟ قالت: نعم تبلغ مائة أو تزيد؛ لكنها دخلت في قلبه، وأعجبته، وأُعْجِب بها ، وتعلَّق قلبه بها فلم يُفارقها، نعم في الرؤيا قيل له: أنها تلد بنت، ثم يحصل منها ما حصل من الزنا، ثم تتزوجها أنت، ثم تموت بسبب عنكبوت هذه البنت! فلما تزوجها وتعلَّق قلبه بها وأحبَّها حبًّا شديداً ذكر أنها سوف تموت بسبب عنكبوت! فَشَيَّد لها قصراً مُنِيفاً مَنع منهُ جميع ما يُمكن أنْ يدخل معهُ حشرة، ما يُمكن أن تدخل حشرة، وبينما هو جالس ذات يومٍ مع هذه الزوجة، شف الآن رجل من الأثرياء، وصار من الجبابرة المعدودين، يعني صار له شأن ولم يستطع أن يدفع العنكبوت عن هذه المرأة! وفي يوم من الأيام وهما جالسان نزلت العنكبوت من السَّقف كعادتها، فقال للمرأة: هذه التي تموتين بسببها، فقامت فداستها بقدمها حتى ماتت، فأُصِيبت بِأَكَلَة أو آكِلَة، يعني شيء يأكل اللَّحم، يعني مثل الجُذام في عُرقُوبِها فبدأَت شيئاً فشيئاً إلى أنْ ماتت بسببها، شف الآن ما الذي سُلِّط على هذا الغني وعلى هذا الثَّري وعلى هذا الجبَّار؟ يعني لو جاء أسد وافترس المرأة ما فيه إشكال، يعني سبب مقبول؛ لكن عنكبوت! عنكبوت تقضي على أغلى شيء يملكه في الدنيا ولا يستطيع أن يدفع عنها شيء! هذا إذْلاَل، هذا في غاية الإذْلاَل، وغاية الإخضاع والخنوع كما سُلِّط إخوان القِردة والخنازير أَذَلّ النَّاس وأخسّ النَّاس على خير أُمَّةٍ أُخرجت للنَّاس، واللهُ المُستعان.



    تعليق


    • #3

      خطبة لفضيلة الشيخ الدكتور
      محمد سعيد رسلان حفظه الله



      التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عبد الرحمن السلفي; الساعة 04-Jan-2009, 06:15 PM.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم


        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......... أما بعد


        فإن ما يمر به إخواننا المسلمون في غزة من قتل وتدمير، وتسلط لليهود الملعونين، ليؤلم كل مؤمن، ويعتصر له قلب كل مسلم .


        فيا لله ما أرخصَ دمَ المسلم وأهونه .


        ويا سبحان الله ما أشدَ وقعَ صور القتلى على النفوس المؤمنة .


        فكم من النفوس أُزهقت، ومن الدماء أُثعبت، ومن النساء رملت، ومن الدور هدمت .


        وإن جرائم اليهود في فلسطين المغتصبة غير مستغربة من أمثالهم، فهم المنتقصون للباري سبحانه كما قال (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )


        وهم قتلة أنبياء الله قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )


        وهم إخوان القردة والخنازير المحتالون على الله ، قال تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )


        وإنه بمقتضى الأخوة الإيمانية أن يقوم كل مسلم بما يستطيع، وأن يفزع إلى الله بالدعاء والابتهال ليكشف ما نزل بإخواننا من كربة ومحنة .


        وبهذه المناسبة المؤلمة؛ أذكر إخواني المسلمين ببعض الدروس المنهجية من أحداث غزة الفلسطينية :


        الدرس الأول /


        إن هذا الحدث المفجع يؤكد ما ذكر الله سبحانه عن الكافرين من عدائهم للمؤمنين، وأن الواجب علينا أن نعادي الكافرين أجمعين من يهود ونصارى ومجوس وغيرهم لأنهم كفار، وإذا آذونا وحاربونا ازداد بغضهم بغضاً، خلافاً لما يقوله بعض المخذلين إننا لا نعادي الكافرين إلا إذا آذونا وحاربونا قال تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) فعداوتهم لنا مستمرة حتى نكون كافرين مثلهم، وقال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) فنحن نعاديهم ونبغضهم أبداً، لأنهم كفار إلى أن يتركوا كفرهم و يؤمنوا بالله وحده، لا أن العداء مقتصر على المحارب منهم كما ينادي بذلك بعض دعاة التمييع ( واستمع إلى محاضرة مسجلة بعنوان "رسائل إلى حركة حماس")


        وقال تعالى تأكيداً لوجوب عدائنا لهم لأنهم كفار (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ )


        ومن مقتضى ذلك ألا نتشبه بهم لا في اللباس ولا في غيره، وهذه دعوة لشبابنا لترك الألبسة الرياضية التي عليها أسماء هؤلاء اللاعبين الكفرة ، بل ودعوة للمسلمين أجمعين أن يعتزوا بإسلامهم، وأن ينظروا إلى الكفار نظرة عداء وذل فلا يصح أن يطلق على كافر بأنه أخ لنا كما ذلك بعض دعاة التمييع قال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) وقال (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)


        ومن أعجب العجائب أن ترى بعض المنسوبين للدعوة إلى الله - زوراً - لا يكفرون اليهود والنصارى ، وقد تقرر أن من لم يعتقد كفر اليهود والنصارى فهو مكذب للقرآن المكفر لهم، وهو كافر بإجماع أهل العلم كما ذكر ذلك الإمام ابن تيمية والإمام عبد العزيز بن باز - رحمهما الله -


        وللفائدة : فقد ذكر شيخنا ابن باز أنه لا يصح تسمية النصارى مسيحيين.


        الدرس الثاني/


        أن هذه الاعتداءات المتتاليات، والاستهانة بأنفس المسلمين الزكيات وأموالهم وأعراضهم الطاهرات من أعظم البلاء وأشد المصاب، وقد أخطأ كثير من العاملين في الساحة الدعوية في تشخيص هذا الداء ، وعليه أخطئوا في طريقة علاجه، وقد أبنته في مقدمة كتابي " مهمات في الجهاد".


        وخلاصة الداء: هو معصية الله، وأعظمه ترك التوحيد والسنة وانتشار الشرك والبدعة بين صفوف المسلمين باسم التصوف وغيره ، وزاد الأمر سوءاً أن خرجت جماعات دعوية تخذل من الدعوة إلى التوحيد، والتحذير من الشرك، وتذيب عقيدة البراء من البدعة وأهلها، قال تعالى (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وقال (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) فهاتان الآيتان وغيرهما صريحة في بيان أن كل مصيبة، ومنها الضعف وتسلط الكافرين بسبب ذنوبنا .


        لذلك العلاج والدواء الرجوع إلى الله كما قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) وهذا وعد من الله، والله لا يخلف وعده كما قال تعالى (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )


        ومن الأخطاء الجسيمة، والذنوب الشنيعة، تمكين الرافضة الشيعة بين صفوف أهل السنة لينشروا كفرهم وضلالهم فيغرروا بأهل السنة،


        وا عجباً كيف يصح لداعي يدّعي الإصلاح أن يمكّن الرافضة المكفرين لخير الأمة بعد نبيها الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر وعثمان ، والرامين أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه بالزنى، والغالين في أئمتهم بأن رفعوهم إلى منزلة الله ، كما أبنت ذلك في الرد عليهم في رسالة " القول المبين لما عليه الرافضة من الدين المشين "
        وقد كنت وعظت منظمة حماس وقادتها - هدانا الله وإياهم - وحذرتهم مغبة تمكين الرافضة في فلسطين، والثناء عليهم كما في درس مسجل منشور بعنوان (رسائل إلى حماس ) ومن ذلك زيارة خالد مشعل لإيران، ووضع الورد على قبر الهالك الخميني، والقول بأنه الأب الروحي لدعوتهم في فلسطين .


        الدرس الثالث/


        يجب على المسلمين أن يعرفوا قدرهم وقوتهم، وأن يفرقوا بين حال الضعف والقوة، وأن يعرفوا الأحكام المترتبة عليها، وأن يكونوا واقعيين لا خياليين افتراضيين.


        فلا يصح لأحد أن يلزم المسلمين بأحكامٍ لا تناسب حالهم وضعفهم بناءً على افتراض اجتماعهم وتكاتفهم، بل الواجب أن يُعامل المسلمون بواقعهم الحالي ورسول الله صلى الله عليه وسلم هادن وقاتل بالنظر إلى المصلحة من قوة وضعف وغير ذلك ، ولما كان في مكة لم يشرع الله له الجهاد، لأنه كان في حالة ضعف، كما ذكر ذلك أئمة الإسلام ومنهم الإمام ابن تيمية، كما تجد نص كلامهم، وما يتعلق بهذه المسألة في كتابي " مهمات في الجهاد " وفي درس بعنوان " الجهاد بين الغلو والجفاء"
        وكم يتألم المسلم لأنفس المسلمين المزهقة بسبب حماسة غير مدروسة، تزيد من ظلم الكافرين على المسلمين المستضعفين فأصبحوا ضحية كفار غاشمين وهم اليهود وسوء تصرف من بعض المسلمين وهم قادة حماس ، فلا أدري ما موجب إطلاق منظمة حماس صواريخها على اليهود الكافرين الملعونين مع علمهم أنه لا قبل لهم باليهود، وأن هذا يزيد من بطش اليهود بالمستضعفين من المسلمين في غزة، مع كون قادة حماس قد يسلمون، لأنهم لأنفسهم قد احتاطوا، ثم من الغريب إصرار حماس على استمرار الحرب حتى يظن الناظر أنهم ذو قوة وقدرة على سحق اليهود، وما هي إلا بالفاجعة المؤلمة من مجزرة دموية فاجرة.


        ومن المضحك المبكي تحجج حماس بأنهم اضطروا لذلك من أجل الحصار، ففروا من ضرر الحصار إلى ما هو أضر وأشد، وهو الجمع بين الحصار ومجزرة دموية .


        نعم، إن بقاء اليهود في أرض فلسطين جناية وظلم لا يقر، ويجب أن يخرجوا وأن يرفعوا أيديهم من القدس، لكن هذا الخطأ لا يعالج بخطأ أشد؛ وهو التسبب في سفك الدماء البريئة الكثيرة.


        وإني لأناشد قادة منظمة حماس أن يتقوا الله ويعتبروا بأسلافهم من الإخوان المسلمين، وكم سببوا بسبب حماستهم وتهورهم من إزهاق للأنفس كما فعلوا في حماة وماهم عنا ببعيد. وأن يتقوا الله في المستضعفين من المسلمين في غزة؛ من شيوخ ركع، وأطفال رضع، فها هي الدماء قد سفكت، والنساء قد رملت، والأطفال قد يتموا، فما عساكم غير الشكوى تفعلون ، وما عسى إيران الرافضية تمدكم به إلا أن ترمي بالتهم والريب على غيرها من الدول الإسلامية السنية، وما فعائل الرافضة في العراق من قتل لأهل السنة ومسالمة لدولة الكفر إمريكا إلا خير شاهد على فجورهم وأنه لا يرجى منهم عون على اليهود والنصارى قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة النبوية (3 / 377): وكثير منهم- أي الرافضة - يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق، فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم...ا.هـ


        وها أنتم - يا حماس- قد فتحتم للرافضة الطريق لإفساد عقائد أهل السنة وتحويلها إلى الرفض، وفي المقابل منعتم دعاة السلفية ، بل وثبت قتلكم لبعضهم باسم المصلحة المزعومة .


        ومن أراد مزيد توثيق فليرجع إلى درس ( رسائل إلى حركة حماس).


        أسأل الله أن يميتنا شهداء في سبيله ويقر أعيننا بكسر اليهود ، وأسأله بقوته أن يحقن دماء إخواننا المسلمين في غزة وكل مكان، وأن يهدي قادة حماس لسلوك الطريق القويم .


        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


        عبدالعزيز بن ريس الريس


        المشرف على موقع الإسلام العتيق


        المصدر


        غرة عام 1430 هـ

        تعليق


        • #5
          واجب المسلمين نحوفلسطين



          خطبة لفضيلة الشيخ
          عايد بن خليف الشمري





          المصدر

          تعليق


          • #6
            السؤال

            ماهو تعليقكم على ما يجري للمسلمين في غزة والفتاوى والبيانات التي صدرت بهذا الأمر؟



            المفتي : الشيخ عبدالله العبيلان

            الجواب


            بسم الله الرحمن الرحيم
            إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لا إله إلا إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة



            قبل أن أعلق على الفتاوى الصادرة عن بعض أهل العلم, أذكر ماقرره أئمة أهل السنة في هذا العصر

            ومنهم مشايخنا: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والعلامة المحدث: محمد ناصر الدين الألباني والفقيه المحرر العلامة: محمد بن صالح العثيمين والعلامة المحقق الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان وسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبدالله ال الشيخ, ومنهم الشيخ العلامة المفسر: محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم ممن سار على منهاجهم عن الطريقة الشرعية لحل مايعانيه المسلمون في هذا العصر, بل وفي كل عصر فأقول وبالله التوفيق


            قد أرشد القران إلى حل ثلاث مشكلات هي من أعظم ما يعانيه العالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام تنبيهاً بها على غيرها


            المشكلة الأولى:


            هي ضعف المسلمين في أقطار الدنيا في العدد والعدد عن مقاومة الكفار, وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها, فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار إنما هو بصدق التوجه إلى الله, وقوة الإيمان به, والتوكل عليه لأن الله قوي عزيز قاهر لكل شيء, فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا فمن الأدلة المبينة لذلك:


            أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى: [إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا] {الأحزاب11:10} كان علاج ذلك هو ما ذكرنا فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوة أثره في المسلمين مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت مقاطعوهم سياسة واقتصاداً, فإذا عرفت ذلك, فاعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم وحلوا به هذه المشكلة العظمى هو ما بينه جلَّ وعلا في سورة الأحزاب بقوله تعالى: [وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا] {الأحزاب:22} فهذا الإيمان الكامل وهذا التسليم العظيم لله جلَّ وعلا ثقةً به وتوكلاً عليه هو سبب حل هذه المشكلة العظمَى


            وقد صرح الله بنتيجة هذا العلاج بقوله تعالى: [وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا*وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا*وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] {الأحزاب27:25}

            وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ما كانوا يظنونه ولا يحسبون أنهم ينصرون به وهو الملائكة والريح قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا] {الأحزاب:9} ولما علم جلَّ وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص الكامل ونوه عن إخلاصهم في قوله تعالى:[لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ] {الفتح:18} أي: من الإيمان والإخلاص كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جلَّ وعلا في قوله تعالى: [وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللهُ بِهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] {الفتح:21} فصرح جلَّ وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليها وأن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها, وذلك من نتائج قوة إيمانهم وشدة إخلاصهم.

            فدلت الآية على أن الإخلاص لله, وقوة الإيمان به هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له: [كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249}

            المشكلة الثانية


            هي تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء مع أن المسلمين على الحق والكفار على الباطل وهذه المشكلة استشكلها أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم: فأفتى الله جل وعلا فيها وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه جلَّ وعلا وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد فقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته ومثل بهما وقتل غيرهما من المهاجرين وقتل سبعون رجلاً من الأنصار وجرح صلى الله عليه وسلم وشُقَّت شفته وكسرت رباعيته وشج صلى الله عليه وسلم


            استشكل المسلمون ذلك وقالوا كيف يدال منا المشركون ونحن على الحق وهم على الباطل, فأنزل الله قوله تعالى: [أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ] {آل عمران:165} وقوله تعالى:{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} فيه إجمال بينه بقوله تعالى: [وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا] {آل عمران:152} - إلى قوله تعالى: { لِيَبْتَلِيَكُمْ }. ففي هذه الفتوى السماوية بيان واضح لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين وتنازعهم في الأمر وعصيانهم أمره صلى الله عليه وسلم وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول ومن عرف أصل الداء عرف الدواء كما لا يخفى.


            المشكلة الثالثة


            هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية لاستلزامه الفشل وذهاب القوة والدولة كما قال تعالى: [وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ] {الأنفال:46} فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك.

            وقد بين تعالى في سورة الحشر أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل قال تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ} ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدراك الحقائق وتمييز الحق من الباطل والنافع من الضار والحسن من القبيح لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي لأن نور الوحي يحيا به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً والنافع نافعاً والضار ضاراً قال تعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى النَّاس كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} وقال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}, ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق, لأن ذلك النور يكشف له عن الحقائق فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً, وقال تعالى: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وقال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ}, وقال تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً }, إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من الموت الذي كان فيه ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها " [1]



            وأما الفتاوى والبيانات التي ظهرت جراء عدوان اليهود على المسلمين في فلسطين فهي على أضرب :


            الأول : دعوات لعودة المسلمين الى دينهم وصدق الإلتجاء الى الله ونبذ الفرقة والدعاء للمسلمين ومناصرتهم حسب الأمكان بالمال والدواء فهذه دعوات صادقة لأنها نابعة من كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وفهم للأسباب الحقيقية للمصيبة.


            الثاني : دعوات متهورة لاستهداف المصالح اليهودية في العالم ولاريب أنها فتاوى غير مسؤلة ولاتنطلق إلا من ردود الفعل غير الحكيمة والمنضبطة وقد يكون لها عواقب سيئة على المسلمين في المملكة وذلك بعودة حجج وتسلط الدول المتنفذة بدعوى الإرهاب والذي عانت منه المملكة على مدى السنين الماضية وهذه التصريحات ليست بعيدة عن تصريحات بعض المفارقين للسنة والذين يريدون القضاء على ماتبقى لأهل السنة , وهي منطلقات سياسية لاصلة لها بفهم مقاصد الشريعة وقواعدها العامة , قال شيخ الإسلام ابن تيمية (والشجاعة ليست هي قوة البدن فقد يكون الرجل قوي البدن ضعيف القلب وانما هي قوة القلب وثباته فأن القتال مداره على قوة البدن وصنعته للقتال وعلى قوة القلب وخبرته به والمحمود منهما ما كان بعلم ومعرفة دون التهور الذي لا يفكر صاحبه ولا يميز بين المحمود والمذموم ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد ) [2]


            الثالث : دعوات تنادي خادم الحرمين باخراج اليهود من فلسطين وهي دعوات لاتخلو من التسرع والبعد عن فهم واقع المسلمين الديني والسياسي ومعرفة ميزان القوى


            وأخيرا فإني ادعو الإخوة الدعاة و طلاب العلم للتحلي بالصبر ودراسة الكتاب والسنة والنظر في آثار السلف الصالح , وأن يعلموا أن لله في المجتمعات سننا لا تتغير ولاتتبدل كحال السنن الكونية قال تعالى: [لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ], {الرعد:11} وأن يستفيدوا من الدروس الماضية التي مروا بها , وأن يعلموا



            أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان , وأذكرهم بقواعد الشريعة في إزدحام المصالح وإزدحام المفاسد وإزدحام المصالح والمفاسد , وأن الخير والشر درجات , والعاقل هو الذي يدرء الشرالكبير بالشر اليسير ويقتنع بالخير اليسير إذا لم يحصل الكثير وإلا عانينا من غزاة كثيرة ,



            والله اسأل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمع قلوبهم على الهدى التوحيد والسنة وأن يدفع عنهم كيد وشرور أعدائهم من الكفار والمنافقين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين

            *******

            1- أنظر أضواء البيان ج3/ص54
            2- الاستقامة ج2/ص271


            تعليق


            • #7
              تفريغ خطبة حول مأساة غزة



              الشيخ علي الحدادي



              فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا، واستعدوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم، فالسعيد من تهيأ للرحيل فتخفف من الذنوب والزلات بالتوبة الصادقة، والاستكثار من شعب الأيمان والأعمال الصالحة.


              أيها الإخوة في الله

              يمر إخوتنا في فلسطين في هذه الأيام بمحنة من أصعب المحن وأقساها، وأشدها إيلاماً وأنكاها، إذ يواجهون عدواً غاشماً ظالماً لا يرقب في مؤمن إلا وذمة، سفك دماءهم ومزق أجسادهم ، واستباح ديارهم، لايفرق بين ذكر وأنثى وصغير وكبير. في مشاهد تتفطر لها الأكباد، وتذرف لها الدموع والله المستعان.

              إننا ونحن نتابع مثل هذه الأحداث المؤلمة لنبحث عن الشيء الذي يمكننا به مدُ يد العون لهم، وإبراءُ الذمة أمام الله الذي جعل المؤمنين إخوة في الدين، وشرع أن يكونوا فيما بينهم متراحمين متعاطفين، لا يخذل بعضهم بعضاً ولا يسلم بعضهم بعضاً، إننا نجد أنفسنا نحن _ معشر المواطنين _ لا نملك لهم إلا الدعاء الصادق لهم

              بأن يرفع الله محنتهم ويكشف غمتهم، ويحقن دماءهم ويتقبل قتلاهم، ويشفي مصابهم ومرضاهم، ويربط على قلوبهم، وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا، وأن يولي عليهم خيارهم الذين يبحثون عن مصلحة شعبهم بمراعاة أحكام الشريعة وحِكَمها. هذا الدعاء ومثله هو الذي نملكه ونستطيعه في كل ساعة من ليل أو نهار في سجودنا في أدبار صلواتنا بعدالتشهد في الثلث الأخير من الليل بين الأذان والإقامة وفي غيرها من الأوقات والأحوال.

              إن الدعاء سلاح عظيم لا يستهين به إلا جاهل غفل أو تغافل عن قوله تعالى " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"
              ونملك لهم بذل المساعدات المادية من مال وطعام ولباس وخيام عن طريق القنوات الرسمية التي تضمن وصولها بإذن الله إلى المستحقين، وتفوّت الفرصة على أصحاب القلوب المريضة بتغيير مسارها إلى جهات أخرى.

              ويملك أصحاب العلم والقلم واللسان من العلماء العقلاء الناصحين أن يوجهوا النصائح الصادقة النافعة لأصحاب القرار في فلسطين والتي تعينهم على تجاوز محنتهم وتخفيف آلامهم وقد أحسنت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة المفتي حفظه الله حيث أصدرت بياناً عظيماً في هذا الشأن نسال الله أن ينفع به.

              اشتمل البيان على إظهار مشاعر والأسى والحزن والألم على ما حل بأهل فلسطين عامة وأهل غزة خصوصاً ثم بينت أن هذا الحدث الأليم يوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين، والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم ، والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب والوسائل تحقيقًا لإخوة الإسلام ورابطة الإيمان ، قال الله تعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " وقال " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ "وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا ، وشبك بين أصابعه ) متفق عليه وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره) رواه مسلم

              ثم بينت اللجنة أن النصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية ، وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال ، والغذاء ، والدواء ،والكساء ، وغيرها ، أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم، وصدق المواقف تجاههم ، ونصرة قضاياهم في المحافل ، والجمعيات ، والمؤتمرات الدولية والشعبية
              ومن ذلك - أيضًا - بذل النصيحة لهم ، ودلالتهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم ، ومن أعظم ذلك - أيضًا - الدعاء لهم في جميع الأوقات برفع محنتهم ،وكشف شدتهم ، وصلاح أحوالهم ، وسداد أعمالهم وأقواله

              ثم أوصى البيانُ المسلمين في فلسطين بتقوى الله تعالى والرجوع إليه سبحانه و بالوحدة على الحق ، وترك الفرقة والتنازع ، وتفويت الفرصة على العدو التي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداء والتوهين ونصحتهم اللجنة بمشاورة أهل العلم والعقل والحكمة في جميعأمورهم ، فإن ذلك أمارة على التوفيق والتسديد .

              ثم دعا البيان عقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة للنظر في هذه الكارثة بعين العقل والإنصاف لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ، ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة ، ثم شكر البيان كل من أسهم في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والأفراد .
              ثم دعا الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا : أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ، ويعلي كلمته وأن ينصرأولياءه ، وأن يخذل أعداءه ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم ، وأن يكفي المسلمين شرهم ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.

              ونحن في هذا المقام نسأله سبحانه أن يتقبل هذاالدعاء وان ينفع بهذا البيان وأن يرفع الغمة ويكشف الكربة إنه سميع قريب مجيب الدعاء

              أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفرهإنه هو الغفور الرحيم.



              الخطبة الثانية


              كنا تحدثنا عما يستطيع أن يقوم به أفراد المسلمين من العامة وأهل العلم تجاه إخوانهم في فلسطين في محنتهم هذه ومر في البيان الإشارة إلى ما تستطيعه الدول الإسلامية حيث جاء فيه أن مماتستطيعه (تسهيل وصول المساعدات لهم ، وصدق المواقف تجاههم ، ونصرة قضاياهم فيالمحافل ، والجمعيات ، والمؤتمرات الدولية والشعبية )

              فحكام العالم الإسلامي عليهم أيضاً مسؤولية النصرة والوقوف بجانب إخوانهم في محنتهم لكن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، سواء بالنظر إلى الأفراد أو الحكومات فلا يطالبون بما لا يقدرون عليه. من تدخل عسكري أو نحوه

              وقد أحسنت دولتنا أيدها الله بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين فأمرت بتسيير قوافل الإغاثة كما دعا خادم الحرمين إلى حملة شعبية لجمع التبرعات وهذا كله مما يساهم إن شاء الله في تخفيف المعاناة وتجاوز المحنة. نسأل الله أن يكتب أجرهم وأن يوفق حكام المسلمين لما فيه صلاح للإسلام وأهله.

              أيها الإخوة

              إن من الناس من يتخذ مثل هذه المصائب فرصة لسلوك مسلك الخوارج الذين حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم أقول من الناس من يسلك مسلكهم ويمشي في إثر خطواتهم من حيث يشعر أو لا يشعر فتراه لا يفتأ يسب ولاة أمور المسلمين ويلعنهم، بل من هم من يحرض عليهم ويثير الأحقاد والضغائن في قلوب جلسائه عليهم. وهذا كله لا يجوز بل هو من الغيبة المحرمة ومن التهييج الذي يفتح باب الفتن العظيمة، بل وينذر بكوارث مستقبلية و فتن عظيمة في مواقعَ من العالم الإسلامي وعلاج المشكلة لا يكون بفتح مشكلات أخرى.


              أيها الإخوة

              لنكن صرحاء مع أنفسناولنعرف حدود إمكاناتنا وقدراتنا ولنتعامل مع عدونا على بصيرة وبيّنة بما عنده وماعندنا .

              لقد كان الصحابة يستأذنون الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة أن يقاتلوا عدوهم فيأبى عليهم ويمر عليهم وهم يعذبون ويؤذون ويمتحنون في دينهم إلى درجة القتل فلا يملك لهم إلا المواساة (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة )



              وحين تكالب العدو في الأحزاب استشار النبي أصحابه من أهل المدينة في أن يتنازل عن نصف ثمار مزارع المدينة يسلمها لأحد قادة الكفر ممن جاء لغزو المدينة حتى يرجع عنها. وفي صلح الحديبية وافق النبي صلى الله عليه وسلم على شروط ظاهرها الغضاضة والذلة والهوان على المسلمين في سبيل مصلحة حقن الدماء ومن ذلك أن يرجع بلا عمرة في تلك السنة، وأن مَن قدم المدينة مسلماً من أهل مكة فاراً بدينه يرده إليهم، ومن ارتد من أهل المدينة ولحق بقريش فلا يملك عليه الصلاة والسلام المطالبة به.. ومع ذلك وافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك كله .. فنحن نذكر أنفسنا وإخواننا بمثل هذه السياسة الشرعية من النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الظروف لأنها هي الأنسب لواقع المسلمين اليوم.

              وفي الوقت نفسه على المسلمين أن يأخذوا بأسباب القوة والعزة وعلى رأس ذلك الرجوع الحقيقي إلى الدين بإفراد الله بالعبادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاولة الاستغناء عن عدوهم اقتصاديا وعسكرياً في خطط مستقبلية جادة.

              وفي ختام هذه الخطبة أنصح نفسي وإخواني بكف الألسن عن القيل والقال وبالاشتغال بما ينفع ورد الأمور إلى أهلها.
              إن كثيراً من مجالسنا تضيع في القيل والقال والخوض في قضايا لا نعرف بواطنها واقعاً ولا حكمها شرعاً في جدل عقيم وخصومات منكرة تورث ضياع العمر سدى وتغير القلوب ثم نقوم عنها بخسارة دون ربح حيث لم يسلم لنا ديننا ولم تصلح قلوبنا ولم ننفع إخواننا بشيء. وهذا مما يريده الشيطان ويسعى إليه.

              اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين . اللهم إنا نسألك في هذاالمقام الكريم أن ترحم إخواننا في فلسطين، اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم، وارفع محنتهم، اللهم تقبل قتلاهم واشف مرضاهم، وآمن روعاتهم واستر عوراتهم، واجمع كلمتهم يا أرحم الراحمين. اللهم عليك باليهود المعتدين فإنهم لا يعجزونك اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم واجعلهم بأسهم بينهم وسلط بعضهم على بعض واجعلهم تدميرهم في تدبيرهم يا قوي عزيز. اللهم أعز دينك وأعل كلمتك وانصر أولياءك واخذل أعداءك، اللهم اصرف عنا وعن المسلمين كيدالأشرار ومكر الفجار اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم آمنا في دورنا وأصح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين.

              سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربالعالمين.






              المصدر

              تعليق


              • #8
                فضائل شهر المحرم و التحذير مما أُحدث فيه من البدع و الضلالات/ وقفة مع أهل غزة


                خطبة فضيلة الشيخ
                عزالدين الرمضاني

                للإستماع

                المصدر

                تعليق


                • #9
                  جرائم اليهود بحق الفلسطينيين على مر التاريخ


                  محاضرة لفضيلة الشيخ
                  محمد الإمام – حفظه الله

                  للإستماع



                  المصدر

                  تعليق


                  • #10
                    البيان الأخوي الحميم





                    على حدث «غَزَّةَ» الأليم









                    الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرْسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:


                    فإنّ المآسي المحزنةَ والأحداثَ الداميةَ المؤْلمةَ التي يُعايِشهَا قِطاع « غَزَّةَ » والأراضِي الفلسطينية - حاليًا - ما هي إلاّ حلقَةٌ متواصلةٌ من سلسلةِ المؤامراتِ الصهيونيةِ ومخططاتها المدمِّرةِ لإشاعةِ الفوضَى، وإثارةِ الفتنِ، والوقيعةِ بين الشعبِ الفلسطيني ودولتِه وشعوبِ المنطقةِ، بل مع عامةِ المسلمينَ مصحوبًا بالإرهابِ الفكريِّ والعسكريِّ بتأييدِ الدولِ القويةِ، وتعزيزهَا في تنفيذِ مخططاتها الهادِفَةِ إلى إضعافِ شوكةِ المسلمينَ، وتشتِيتِ صفِّ الفلسطينيينَ، وكسرِ إرادةِ شعبهمْ وتمييعِ قضيتهِمْ.




                    هَذَا، وإِنَّ إدارةَ موقعِ الشيخِ محمدِ علي فركوس - حفظه الله - تتتبع - بكلِّ ألمٍ وأسَى - ما حصلَ ويحصلُ لإخواننَا المسلمينَ في الأراضِي الفلسطينيةِ وفي قطاعِ « غَزَّةَ » منْ غمَّةٍ ونكبةٍ، وتقتيلٍ وتشريدٍ، وتفجيرٍ وتدميرٍ، وغيرِ ذلكَ من تنفيذٍ للتدبيراتِ العدوانيةِ والمخططاتِ الإرهابيةِ اليهوديةِ، وما يمدهَا به إخوانها في الغيِّ من طاقةٍ ماديةٍ وبشريةٍ ومعنويةٍ، فإنها تعكسُ الحقدَ الدفينَ الذي يُكنّهُ عمومُ الكفَّارِ للمسلمينَ.


                    وانطلاقًا منْ واجبِ الأخوَّةِ الإيمانيةِ، فإنَّ الموقفَ الشرعيَّ يُوجبُ على المسلمينَ الوقُوفَ معَ إخوانهمْ الفِلسطينيينَ في البأساءِ والضراءِ، وحينَ البأسِ، عملاً بقولهِ تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: 10] وأنْ يُحبَّ لهم ما يُحبُّ لنفسهِ، ويَكرهَ لهم ما يَكرهُ لنفسهِ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ولقولهِ صلى الله عليه وآله وسلم: « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَىٰ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى » وقولهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشُدُّ بعضُهُ بعضاً»


                    كما يدعُو الموقفُ الشرعيُّ التعاونَ على نصرتهمْ -بصدقٍ وإخلاصٍ- لإزالةِ العدوانِ ورفعِ الظلمِ والأذَى والطغيانِ، كُلٌّ بحسبِ قدْرتهِ، وحجْمِ استطاعتِهِ، سواء بالتعاونِ المادِّي لقوامِ أبدانهمْ بالتغذيةِ والتداوِي، وتقويةِ شوكتهمْ، أوْ بالتعاونِ المعنويِّ، والتآزرِ معهمْ بنصرةِ قضيتهِمْ على نِطاقٍ خاصٍّ أو عامٍّ، سواء في المؤتمراتِ والمحافلِ الدوليةِ، أو القاريةِ، أو الإقليميةِ، أو الشعبيةِ، ومنَ الدّعم المعنويِّ: التوجهُ إلى الله تعالى بالدعاءِ لهمْ بكشفِ غمّةِ آلامهمْ، ومحنتهمْ، ومأساتهمْ، ورفعِ بليتهمْ وشدتهمْ، وإصلاحِ أحوالهمْ وتحقيقِ آمالهمْ، ولمّ شملهمْ، وترشيدِ أقوالهم، وتسديدِ أعمالهمْ لما يحبُّه الله ويرضى، فإنّ الرجوعَ إلى الله تعالى بإخلاصٍ وصدقٍ وتقوى، والاستعانةَ بالصبرِ والصلاةِ، مع إعدادِ العُدَّةِ الماديةِ، ومشاورةِ أهلِ العلمِ والرشادِ، لهو منْ أعظمِ أسبابِ النصرِ، ونزولِ الرحمةِ، وكشفِ الغُمّةِ، والتوفيقِ والسدادِ.



                    هَذَا، وأخيرًا نُوصِي إخوانَنَا المسلمينَ في فِلسطينَ أنْ يجمعُوا كلمتهمْ على الحقِ، ويلمُّوا شملهمْ وشعثهمْ، وأنْ يوحِّدُوا جهودهمْ، ويفرزُوا صفوفهمْ، ليميزُوا بين الصديقِ والعدوِ، والخبيثِ والطيّبِ، ليكونُوا صفًّا منيعًا ضدَّ تحدِّي عدوهمْ الذي يتربصُّ بهم الدوائرَ، ليفوِّتُوا عليهِ مخططَهُ الإجرامِيَّ، ومشاريعَهُ العدوانيةَ.


                    نسألُ الله تعَالى العَليَّ القديرَ أنْ يُصلحَ أحوالَ المسلمينَ في فلسطينَ والعراقِ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ، وأنْ يجمعَ كلمتهُمْ على التوحيدِ والتقوَى والدِّينِ، وأنْ يَكشفَ محنتهُمْ ويُسدِّدَ خُطاهمْ، وينصرهُم على أعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ، اللّهمَّ اجعَل كيدَ أعدائِكَ في نحورهِمْ، ونعوذُ بكَ اللَّهمَّ منْ شرورِهِمْ.



                    وآخر دعوانَا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصلَّى الله عَلَى محمَّدٍ وعلَى آلهِ وصحبهِ وإخوانِهِ إلى يومِ الدِّينِ.



                    الجزائر في: 06 المحرم 1430




                    .........
                    ١- أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم كتاب الإيمان: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه.
                    ٢- أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم: (5665)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6586)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
                    ٣- أخرجه البخاري كتاب المظالم، باب نصر المظلوم: (2314)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6585)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله


                    تعليق


                    • #11
                      من أسباب النّصر وأسباب الخذلان
                      خطبة لفضيلة الشيخ
                      عمر الحاج مسعود

                      للإستماع


                      تعليق


                      • #12
                        الأجوبة المدنية عن المسائل الفلسطينيَّة(1) تتعلق بالجهاد .
                        الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
                        فقد وردتني مجموعة من الأسئلة من شخص سمى نفسه "الخيال" يسأل فيها عن بعض الأحكام المتعلقة بالجهاد في فلسطين فأجبته عنها..
                        وكانت هذه الإجابات مني قبل سنتين تقريباً، ونشرتها في منتدى الفتاوى الشرعية ، ثم راجعتها وعدلت فيها وها أنا أعاود نشرها ..
                        أسأل الله التوفيق والسداد، وأن ينفع بها قارئها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله الموفق
                        قال الأخ السائل : "الشيخ أبو عمر كثر الآن الكلام عن الجهاد والمجاهدين .....
                        أخي أبو عمر ترى كثيراً من الإخوان الفلسطينيين والأفغان يأتون إلى ديارنا هنا بالخليج لقصد العيش مع العلم أن العدو قد دخل بلادهم واستباحها من قبل النصارى واليهود، وتعلم في ذلك أن الجهاد أصبح فرض عين عليهم، وأنهم آثمون في ترك الجهاد!! ....لان العدو دخل بلادهم .
                        ولو فعل جميع الفلسطينيين مثلهم لتركت الأرض لليهود الغاصبين وهذا مرادهم فما نصيحتكم لهم ؟؟
                        سؤالي الآخر ما حكم من كان من أولاد هؤلاء المهاجرين من بلادهم ونسي وطنه الأصلي، وهرب وترك تلك الأوطان لليهود باردةً لهم؟ وهل يأثم لذلك؟
                        أم يجب عليه أن يبذل المستحيل ويرجع لوطنه ويجاهد هؤلاء اليهود حتى يخرجوا أذلاء ؟
                        سؤالي الأخير ما حكم العمليات الاستشهادية والتي يعملها الفلسطينيون بأرض الجهاد؟ وهل تعتبر من الانتحار المحرم فقد كثر الكلام عنها يا شيخنا العزيز؟ "
                        فكان الجواب ما يلي :
                        الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ :

                        قلت أخي الفاضل: [أخي أبو عمر ترى كثيراً من الإخوان الفلسطينيين والأفغان يأتون إلى ديارنا هنا بالخليج لقصد العيش مع العلم أن العدو قد دخل بلادهم واستباحها من قبل النصارى واليهود، وتعلم في ذلك أن الجهاد أصبح فرض عين عليهم، وأنهم آثمون في ترك الجهاد!! ....لان العدو دخل بلادهم .
                        ولو فعل جميع الفلسطينيين مثلهم لتركت الأرض لليهود الغاصبين وهذا مرادهم فما نصيحتكم لهم ؟؟].
                        الــجَـــواب:
                        اعلم أخي في الله أن البلاد الإسلامية بلاد للمسلمين جميعاً والجنسيات والانتساب إلى بعض البلدان ليست ميزان مدح وذم أو تفضيل أو تفريق.
                        فالمسلم أينما حل فهو في بلده .
                        وأما التقسيم الحاصل فهو مما تعارف عليه أهل هذا الزمان وأصبح واقعاً لا مفر منه .
                        ولكن هذا لا يؤثر في كثير من الأحكام الشرعية، ولكنه يؤثر في بعضها..
                        فمما تؤثر فيه أن من كان من المملكة العربية السعودية -حرسَها اللهُ وحماهَا- إذا كان يقيم في دولة أخرى لعمل أو نحو ذلك ثم استنفر الإمام(خادم الحرمين الشريفين) شعبه لجهاد عدو وجب على كل من يحمل الجنسية السعودية أن ينفر سمعاً وطاعة لولي أمره ، ولا يلزم استنفاره الدول الأخرى ..
                        أما فيما لا تؤثر فيه فمثال ذلك : إذا دهم العدو دولة مسلمة وجب على جميع المسلمين في تلك البلاد –مواطنين ومقيمين- الدفاع عن تلك البلاد وقتال الكافر..
                        #################################
                        هل على المسلم الهجرة من البلد الإسلامي المحتل كالأندلس وفلسطين؟
                        إذا عجز المسلمون عن قتال المحتل واستولى الكافر على تلك البلاد كما حصل في الأندلس، وفلسطين عام 48 ثم عام 67 وجب على أهل البلاد مقاومة المحتل فإن عجزوا ولم يجدوا من يساعدهم من المسلمين فلهم حالتان:
                        الحالة الأولى:
                        أن يأمنوا على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، ويستطيعوا إقامة شعائر دينهم فلا حرج عليهم أن يبقوا في بلادهم مع العمل على إخراج العدو من بلادهم .
                        الحالة الثانية: أن لا يأمنوا على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم أو لا يستطيعوا إقامة شعائر دينهم فيجب عليهم أن ينتقلوا إلى بلاد مسلمة يستطيعون فيها إقامة شعائر الإسلام.
                        فإن كانوا يستطيعون إظهار شعائر الإسلام ولكن يخشى عليهم أو على أبنائهم من الانخراط في الكفار ويتطبعوا بطباعهم فيستحب لهم أن يخرجوا منها إلى بلاد مسلمة لا يوجد فيها هذا المحذور .
                        مع العمل على إخراج العدو من بلادهم، وطرق ذلك كثيرة ووفيرة .
                        مع التنبيه على أن علماء المسلمين أوجبوا الهجرة على المسلمين من بلادهم التي استولى عليها الكفار إذا لم يأمن المسلمون على أنفسهم أو أعراضهم، أو خشوا من ضياع دينهم إضافة إلى ما ضاع من دنياهم كما حصل في الأندلس.
                        وكذلك لما صارت ألبانيا تحت سطوة الشيوعيين وكذلك تركستان الشرقية وأعمل الشيوعيون القتلَ في المسلمين هاجر أكثر المسلمين بأبنائهم إلى بلاد المسلمين وحمد أهل الإسلام هجرتهم لأنهم فروا بدينهم، ولم يعيبوا عليهم ترك أرضهم..
                        وكذلك لما حصلت مذبحة حماة وفر كثير من المسلمين من بلادهم لم يعيرهم أحد بذلك لأنه فرارٌ من القتل، وللحفاظ على الدين والنفس والعرض.

                        فالواجب على المسلم أن ينظر في هذا الأمر جيداً.
                        فالحفاظ على الدين أولى من الحفاظ على الأرض.
                        ولا يعني هذا التفريط في الأرض، ولكن هذا حكم اضطراري، مع العمل على قدر المستطاع على إرجاع الأرض إلى حوزة المسلمين.

                        ## والجهاد الآن فرض على المسلمين في فلسطين –على قدر استطاعتهم- وفرض على الحكام في الدول العربية والإسلامية ومن تحتهم من رعاياهم .
                        ولكن الواقع أن الحكام والشعوب غير مستطيعين قتال المحتل.
                        ومعظم أولئك الحكام إنما يمتنع عن قتال اليهود بسبب عدم قدرتهم على حرب اليهود ومن وراءهم من الدول العظمى كأمريكا ودول أوروبا وروسيا، لذلك يمنعون رعاياهم من قدح زناد الحرب بسبب الأعمال الجهادية الفردية.
                        قال شيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمهُ اللهُ- في "شرح رياض الصالحين" (3/375) : "فالقتال واجب، ولكنه كغيره من الواجبات لابد من القدرة. والأمة الإسلامية اليوم عاجزة. لا شك عاجزة، ليس عندها قوة معنوية ولا قوة مادية. إذاً يسقط الوجوب عدم القدرة عليه {فاتقوا الله ما استطعتم}، قال تعالى: {وهو كره لكم}".
                        وقال -رحمهُ اللهُ- في "لقاء الباب المفتوح" (2/261 لقاء33/سؤال رقم/977) : "لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار، حتى ولا جهاد مدافعة".
                        ## لذا يجب على أهل الجاه والسلطة وأهل العلم أن يقفوا صفاً واحداً مع الحكام لمساعدة المسلمين في فلسطين وتحرير الأقصى من اليهود الغاصبين.
                        وبذل الأسباب الشرعية للنصر والتمكين..
                        مع عدم التسرع والعجلة ، والتعاون مع ولاة الأمور في النظر فيما يصلح وما لا يصلح، وعدم إساءة الظن بالحكام، وعدم إحداث الفجوات أو تعميقها بين الرعية وبين ولاة أمرهم وحكامهم.
                        ## والملاحظ الآن أن المسلمين في غاية الضعف والذل والهوان لابتعاد أكثرهم عن الإسلام .
                        قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله : سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)).
                        وهذا واقع أكثر المسلمين .
                        فلما ضيع كثر من المسلمين كثيراً من الدين ظهرت علامات الذل والهوان والعلامات هي:
                        # المبايعة بالعينة . وهذا مثال على المعاملات الربوية وما أكثرها!
                        # الأخذ بأذناب البقر . وهذا مثال على الركون إلى أمور المعاش من الرعي والحرث ونحو ذلك.
                        # الرضى بالزرع وهو مثال آخر على الركون إلى الدنيا .
                        # ترك الجهاد وهذا دليل على حب الدنيا وكراهية الموت.
                        فلا تبتعد عن المسلمين هذه الظواهر التي جرت الذل والهوان حتى يرجع المسلمون إلى دينهم.
                        والدين هو الإسلام والإيمان والإحسان.
                        وهو ما أوضحه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث جبريل وفيه -بعد أن سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان-: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)).
                        فالرجوع إلى الدين الصحيح هو السبيل الوحيد لإزالة الذل والهوان.
                        # وقال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} الآية..
                        وهذا خطاب للمؤمنين المتمسكين بدينهم أن يعدوا العدة لإرهاب أعداء الله.
                        فلابد من الرجوع إلى الدين حتى يتيسر للمسلمين الإعداد للقتال والجهاد.
                        الخلاصة: أن الجهاد فرض عين على الفلسطينيين المقيمين في فلسطين وعلى من حولهم من المسلمين وأن هذا الفرض حسب الاستطاعة والقدرة .
                        فمن لم يكن مستطيعاً للقتال فخرج بأهله لكسب العيش فلا بأس عليه فإن استطاع بعد ذلك مقاتلة العدو اليهودي وجهاده بأي وسيلة شرعية وجب عليه ذلك.

                        والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
                        #################################
                        والسؤال الثاني قلت فيه: [سؤالي الآخر ما حكم من كان من أولاد هؤلاء المهاجرين من بلادهم ونسي وطنه الأصلي، وهرب وترك تلك الأوطان لليهود باردةً لهم؟ وهل يأثم لذلك؟
                        أم يجب عليه أن يبذل المستحيل ويرجع لوطنه ويجاهد هؤلاء اليهود حتى يخرجوا أذلاء ؟].
                        الــجَـــواب:
                        الجواب على السؤال السابق فيه جواب على جانب من هذا السؤال .
                        وإضافة إليه: أولاد المهاجرين من فلسطين حكمهم حكم غيرهم من المسلمين الخارجين عن فلسطين كسكان المملكة العربية السعودية ومصر والأردن .
                        ومن ترك بلاده لليهود مع قدرته على دفعهم فهو آثم .
                        ولكن من هرب لعجزه عن مقاومة العدو الكافر، وحفاظاً على دينه وعرضه فلا بأس عليه، بل مأجور مشكور ، ولكنه متى استطاع دفع العدو وجب عليه ذلك ولو بعد سنين.
                        مع التذكير بأن الاستطاعة لا تكون بالبدن فقط بل تكون بالبدن والمال والدعاء والحث والتذكير وغير ذلك.

                        والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
                        #################################
                        أما السؤال الثالث فهو : [سؤالي الأخير ما حكم العمليات الاستشهادية والتي يعملها الفلسطينيون بأرض الجهاد؟ وهل تعتبر من الانتحار المحرم فقد كثر الكلام عنها يا شيخنا العزيز؟ "].
                        الــجَـــواب:
                        نعم لقد كثر الكلام عن العمليات التي تسمى ببالانتحارية أو الجهادية أو الاستشهادية واختلفت فيها كلمة العلماء ، وكتبت فيها أبحاث كثيرة .
                        ولكن ليس المهم هنا رأيي في المسألة ولكن المهم هو النظر في شرعيتها بصورتها الحالية وما تسببه من نتائج.
                        فالناظر اليوم في واقع العمليات يجدها مستخدمة في مواضع تضر أكثر مما تنفع..

                        فكثير من هذه العمليات كانت نكسة على المسلمين وضرراً بهم .
                        فإذا قتل عشرة من اليهود قتل العشرات من المسلمين ، وهدمت العشرات من المنازل، وجرفت الأراضي، وهتكت الأعراض، وسالت دماء المؤمنين ..
                        وواقع أكثر تلك العمليات سياسي لا جهادي اللهم إلا ما يتعلق بفاعل العملية فهذا راجع إلى نيته.
                        والله يحاسبه على نيته ، وبلوغه العلم الصحيح.
                        فانتبه أخي لما يحاك بالمسلمين .
                        فالخلاصة: أن حال تلك العمليات وواقعها فيه مضرة لا تقارن بنفعها..
                        ## ومن قام بتلك العملية فأمره راجع إلى نيته :

                        فإن كان فعل ذلك لإعلاء كلمة الله ولم يكن يظن حرمتها أو قلد من يفتي بشرعيتها فهو يبعث على نيته، وعسى الله أن يحقق له رغبته في الشهادة.
                        وإن كان نوى غير ذلك فهو على ما نوى.
                        اللهم أعز الإسلام والمسلمين.
                        اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين والعراق والشيشان وكشمير وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين.
                        اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام.
                        والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد . كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي

                        المصدر

                        تعليق


                        • #13
                          شكر الله لك هذا الجمع الطيب جزاك الله كل خير واحسن اليك .

                          تعليق

                          يعمل...
                          X