إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

تفريغ محاضرة نادرة للشيخ إحسان إلهي ظهير بعنوان : الرافضة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ محاضرة نادرة للشيخ إحسان إلهي ظهير بعنوان : الرافضة ..

    بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ


    أَحمدُهُ وأُصَلِّي علَى رسُولِه الكريمِ (1) ..
    أَيُّها الإِخْوةُ الكِرامُ ، هذِه فُـرْصَةٌ سَعيدَةٌ بِالنِّسْبَـةِ لِي لأَنْ أَرَى هذِه الوُجُوهَ الطَّـيِّـبةَ المباركةَ الـمَيْمُونةَ .

    [ الشـيعة : ]
    لَفْظَـةُ ( الشِّيعةِ ) تُطْلَـقُ علَى كُلِّ شَخْصٍ يسُّبُّ أَصْحابَ رسُولِ الله صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، ويُنْكِرُ القُرْآنَ الموْجُودَ ، ويُنْكِرُ سُنَّـةَ رسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، ويُفارِقُ جَماعةَ المسْلِمينَ .
    فهذِه اللَّفْظةُ تُطْلَقُ علَى قَوْمٍ يَختَـلِفُونَ عَنِ الـمُسْلِمينَ في الأُصُولِ ؛ لأَنَّ كثـيرًا مِنَ الإِخْوةِ يَظُـنُّونَ أَنَّ اخْتِلافَنا معَهُمْ كاخْتِلافِـنَا معَ المذَاهِبِ الأُخْرَى الفِقْهِيَّـةِ ، أَوْ كما يَقُولُ بَعْضُ السُّذَّجِ (2) : إِنَّ اخْتِلافَنا في الفُرُوعِ .
    لا ، إِنَّ اخْتِلافَـنَا معَ الشِّيعةِ في الأُصُولِ .
    وحينَما أَقُولُ : ( الشِّيعةَ ) لا أسْتَـثْنِـي مِنْهُمْ أَحدًا لأنَّ لَفْظةَ ( الشِّيعةِ ) حينَما تُطْلَقُ الآنَ لا يُرادُ بِها إِلَّا ( الشِّيعةُ الاثْنَى عَشَرِيَّـةُ ) أَو ( الجعْفَرِيَّـةُ ) .
    وهُناكَ قَاعِدةٌ في أُصُولِ الفِقْهِ تَقُولُ : ( إِذَا أُطْلِقَ الفَرْدُ المطلَقُ يُرادُ بِه الفَرْدُ الكامِلُ ) .
    لأنَّ هُناكَ أَقْسَامًا مِنَ الشِّيعةِ لكنَّهُمْ سَمَّوْا أَنْفُسَهُمْ بِأَسْماء أُخْرَى ، مِثْلَ ( الزَّيْدِيَّةِ ) ، أَوْ مِثْلَ ( الإسْماعِلِـيَّـةِ ) أَوْ مِثْلَ ( النُّصَيْرِيَّـةِ ) أَوْ مِثْلَ ( الدُّرُوزِ ) أَوْ غير ذلِكَ .

    [ حقيقة دعوى الشيعة موالاة أهل البيت ]
    فَالشِّيعةُ كلُّـهُمْ يَـدَّعُونَ بِأَنَّـهُمْ مُوالُونَ لأَهْلِ البَـيْـتِ ومُحِـبُّونَ لَـهُمْ ، وهذِه كلِمةٌ دِعائِـيَّـةٌ اسْتَعْمَلُوها خِدَاعًا ومَكْرًا لِكَيْ يَخدَعُوا بِها السُّذَّجَ مِنَ النَّاسِ ؛ لأَنَّ كثيرًا مِنَّا ـ ولَيْسَ الخاصَّةُ ـ لا يَعْرِفُ ماذَا يُـرِيدُونَ مِنْ وراءِ لَفْظَةِ ( آلِ البَـيْتِ ) .
    أَكثرُ النَّاسِ ـ العُلَماءُ وغَيْرُ العُـلَماءِ ـ يظُـنُّونَ بِأَنَّهمْ يَقْصِدُونَ مِنْ كلِمةِ ( أَهْلِ البَيْتِ ) أَهلَ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ! ، ولكنَّه غيْرُ صَحيحٍ ؛ لأَنَّ القَوْمَ أَنْفُسُهُمْ يُصَرِّحُونَ بِأَنَّهمْ لا يَقْصِدُونَ مِنْ كلِمةِ ( أَهْلِ البيْتِ ) أَهْلَ بيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، كما سَأُبَـيِّنُ .
    وأَنا في هذِه الجلْسَةِ ـ إِنْ شاءَ الله ـ أُحاوِلُ أَنْ لَا أُورِدَ رِوايَـةً واحِدَةً مِنَ ( السُّنَّـةِ ) ولا أُورِدَ حديثًا واحِدًا مِنْ كُتُبِ المسلِمينَ ! ، بلْ كُـلَّما أُورِدُ رِوايَـةً أَوْ أَسْتنِدُ إِلَى حديثٍ أَوْ أَسْتشْهِدُ بِكلامٍ لا أَسْتَشْهِدُ ولا أَسْتَنِدُ ولا أَسْتَدِلُّ إِلَّا بِكلامٍ شِيعِيٍّ وحديثٍ شِيعِيٍّ ورِوايَةٍ شِيعِيَّةٍ .
    وهذَا يَنبَغي أَنْ يكُونَ معلُومًا قَبْلَ ذلِكَ ، وأَنا ـ إِنْ شاءَ الله ـ أَذْكُرُ أَسْماءَ الكُتُبِ الَّتي أُورِدُ مِنْها هذِه الرِّواياتِ والأَحاديثَ والكلامَ .
    فالمقْصُودُ أَنَّ الشِّيعةَ حينَما يَقُولُونَ ( حُبَّ أَهْلَ البَيْتِ ) فيَنْبَغي أَنْ تكُونَ عِنْدَنا مَعْرِفَةٌ ـ لأنَّ كـثيرًا مِنَ النَّاسِ إِذَا تكلَّمنا في الشِّيعةِ يَـقُولُ : دَعُوهُمْ ، علَى الأَقلِ هؤُلاءِ مُحبُّونَ لأَهْلِ البَـيْتِ ! ـ ينبَغي أنْ نكُونَ مُدْرِكينَ بِأَنَّهُمْ لا يَقْصِدُونَ مِنْ كلِمةِ ( أَهْلِ البَيْتِ ) ( مُوالاةِ أَهلِ البيْتِ ) و ( حُبِّ أَهْلِ البَيْتِ ) أَهْلَ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ؛ لأَنَّهُمْ أَكثرُ النَّاسِ بُغْضًا لأَهْلِ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
    * فهُمْ يُكَفِّرُونَ العَبَّاسَ رضِيَ الله تَعالَى عنهُ وهُو عَمُّ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
    * ويُكفِّرُونَ أَمَّهاتِ المؤْمِنينَ ، هُنَّ أَهْلُ البَيْتِ أَصْلًا وحقيقَةً ؛ لأَنَّ لَفْظةَ ( أَهْلِ البَيْتِ ) بِهذَا التَّرْكيبِ لَمْ تَـرِدْ في القُرْآنِ إِلَّا مَـرَّتَيْنِ ، والمرَّتانِ لَمْ تَرِدْ هذِه الكلِمةُ إِلَّا لِلْأَزْواجِ :
    ـ ورَدَتْ هذِه الكلِمةُ في سُورةِ ( هُودٍ علَيْه السَّلَامُ ) عِنْدَ ذِكْرِ إِبْراهيمَ علَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ : "ولَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْراهِيمَ بِالبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجْلٍ حَنيذٍ (69) فَلَـمَّا رَأَى أَيديَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُـهُ قَائِـمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَـشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَـتَا أَ أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَـيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله رَحْمتُ الله وبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّـهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) " ؛ فلَمْ تُطْلَقْ كلِمةُ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) في هذِه الآيَـةِ المبارَكةِ إِلَّا علَى زَوْجَةِ إِبْراهيمَ خلِيلِ الله علَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ .
    وهكذَا ورَدَتْ هَـذِه الكَـلِمَـةُ في سُورةِ الأَحْزابِ في الجُزْءِ الثَّاني والعِشْرِينَ مِنَ القُرْآنِ حينَما ذَكَـرَ الله تعالَى نِسَاءَ النَّبِـيِّ صَلَّى الله علَـيْـهِ وعلَى آلِـهِ وسَلَّمَ فَـقَالَ مُـخَاطِـبًا إِيَّـاهُنَّ : "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ الله وَالحِكْمَةِ إِنَّ الله كَانَ لَطيفًا خَبِيرًا (34) " ، وَقَالَ في سِياقِ هذِه الآياتِ : " إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِـيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " ، يَعْني : قَبْلَ هذِه الآيةِ نَفْسِها : "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ" ، قالَ في سِياقِ هذِه الآياتِ : " إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِـيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ " ؛ فَـ ( أَهلُ البَيْتِ ) مِصْداقُه الأَوَّليُّ والحقيقِيُّ والأَصْلِيُّ هُو : الأَزْواجُ .
    وهُمْ قَاطِبةً مِنْ بَكْرَةِ أَبيهِمْ يُكَفِّـرُونَ أَزْواجَ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ بِاسْتِثْناءِ خَديجةَ رَضِيَ الله عَنْهُنَّ .
    وهُمْ لا يُطْلِقُونَ علَى أَزْواجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عليْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ إِلَّا كلِماتِ اللَّعْنِ والطَّعْنِ ؛ فكُتُبُ القَوْمِ ملِيئَـةٌ مِنَ السِّبابِ والشَّتائِمِ .
    * وحتَّى تَجرَّؤُوا علَى القَوْلِ بِأنَّ عائِشَةَ رَضِيَ الله عَنهَا ـ الصِّدِّيقَةُ الطَّـيِّبةُ الطَّاهِرَةُ رضِيَ الله عنهَا الَّتي نَـزَلَتْ في بَـرَاءَتِها آياتٌ مِنَ السَّماءِ ثَمانِيَ عَشَـرَةَ آيةً ـ يَـتَّهِمُونَها بِالفِسْقِ والفُجُورِ عِياذًا بِالله .
    فَهُمْ أَكبرُ أعْداءِ أَهْلِ البَيْتِ ، ينْبَغي أَنْ يكُونَ عِندَنا الفَهْمُ والإِدْراكُ بِأَنَّهُمْ أَكبرُ أَعْداءِ أَهلِ البَيْتِ ، وهُمْ يَدَّعُونَ بِأَنَّهُمْ مُحِبُّونَ لأَهْلِ البَيْتِ ! ، فَماذَا يَقْصِدُونَ مِنْ وَراءِ ذلِكَ ؟ .
    * وأَمَّا العَبَّاسُ ـ كما ذَكرْتُ هُو عَمُّ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ـ فـيَـقُولُ الكَشِّي في كِتابِ ( رِجالِ الكَشِّي ) وهذَا أَقْـدَمُ (3) كِتابٍ لِلْقَوْمِ في الرِّجالِ ، يَقُولُ الكَشِّي في هذَا الكِتابِ بِأَنَّ هذِه الآيةَ : "وَمَنْ كَانَ في هَذِه أَعْمَى فَهُوَ في الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا" (4) نَـزَلَتْ في العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ؛ فَـهُمْ يَسُبُّونَ عَمَّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
    * وكذلِكَ يُكَفِّرُونَ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ وعُبَـيْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُم .
    * وكذلِكَ لا يَعْتَـقِدُونَ بِـإِيمانِ عَقيلٍ بْنِ أَبي طالِبٍ رَضِيَ الله عنهُ ، وهُو أَخٌ لِعلِيٍّ بْنِ أَبي طالِبٍ رَضِيَ الله تَعالَى عنهُ .
    فالمضْمُونُ بِأَنَّهُمْ لا يُوالُونَ ولا يُحِـبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، فماذَا يُريدُونَ مِنْ وراءِ ذَلِكَ ؟!
    فيَقُولُ كَبيرُهُمْ ـ أَوْ كبيرُ مُجْرِميهِمْ ـ مُحْسِنُ الأَمينِ في كِتابِه ( أَعْيانُ الشِّيعةِ ) ما معْنَى الشِّيعةِ وما معْنَى أَهلِ البَيْتِ ، فَـقَالَ : ( الشِّيعةُ قَوْمٌ يَهْوونَ هَوَى عِتْرَةِ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُم ، ويُوالُونَه وأَوْلادَهُ ) اهـ ؛ فيقْصِدُونَ مِنْ وراءِ كلِمةِ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) علِـيًّا وأَوْلادَهُ رِضْوانُ الله علَيْهِمْ أَجْمعينَ .
    فأَوَّلُ نُقْطَةٍ : بِأَنَّهُمْ لا يُـرِيدُونَ مِنْ وراءِ كلِمةِ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) أَهْلَ بَـيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، بلْ يَقْصِدُونَ مِنْ وراءِ ذلِكَ أَهْلَ بَيْتِ علِيٍّ رَضِيَ الله عنهُ .
    وهكَذَا صَرَّحَ بِذلِكَ واحِدٌ مِنْ بِلادِكُمْ (5) واسْمُهُ ( القَزْوِينِيُّ ) في كِتابِه ( الشِّيعةُ وعَقائِدُها ) ذكَرَ أنَّ الشِّيعةَ هُمْ قَوْمٌ يُوالُونَ علِيًّـا وأَوْلادَهُ .
    وهذَا مَذْكُورٌ في كُـتُبِـهِمْ جَميعًا بِأَنَّهُمْ لا يَقْصِدُونَ مِنْ وراءِ كلِمَـةِ ( أَهْلِ البَـيْتِ ) أَهْلَ بَيْتِ النَّـبِـيِّ صَلَّى الله علَـيْه وعَـلَى آلِـهِ وسَلَّـمَ ، بَـلْ يَـقْـصِدُونَ مِنْ وراءِ ذلِـكَ أَهْلَ بَـيْتِ عَـلِيٍّ رَضِيَ الله عنهُ .
    * ومِنَ الغَرائِبِ ـ ما دُمنَا بَدَأْنا في الكَلامِ فنُـكْمِلُ البَحْثَ ـ : أَنَّهُمْ لا يَعُدُّونَ علِـيًّا أَيْضًا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ؛ لأنَّه لَوْ كانَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ لَصَارَ جَميعُ أَوْلادِه مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا كانَ هذَا قُـرَشِيًّا فجميعُ أَوْلادِه قُرَشِيُّونَ ، وهذَا هاشِميًّا فجميعُ أَوْلادِه هاشِمِيُّونَ ، وهذَا بَكْرِيًّا فجميعُ أَوْلادِه بَكْرِيُّونَ ، وهذَا مِنْ بَني ... فجَميعُ أَولادِه مِنْ بَني ... ، أَلَيْسَ كذلِكَ ؟
    لكِنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ أَوْلادَ عَـليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنهُ لَـيْسُوا مِنْ أَهْلِ البَـيْتِ كلُّهُمْ إِلَّا الحسَنُ والـحُسَـيْنُ رَضِيَ الله عنهُمْ .
    والمعْرُوفُ بِأنَّه كانَ لِعليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنهُ أَربَعةَ عَشَرَ ولَدًا وثَمانِيَ عشرَةَ بِنْـتًا .
    أَخْرَجُوا جَميعَ أَوْلادِ عليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنهُ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ولَمْ يُطْلِقُوا هذِه الكلِمَـةَ إِلَّا علَى الحسَنِ والحسَيْنِ رَضِيَ الله عنهُما .
    * وأغْربُ مِنْ ذلِكَ ـ وهِذِه نُقْطَةٌ هَامَّـةٌ ـ : لا يَجعلُونَ فاطِمةَ رَضِيَ الله عنهَا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ؛ فَهؤُلاءِ مُدَّعُونَ ، والنَّاسُ يُخْدَعُونَ ويَغْـتَـرُّونَ بِكلِماتِهمْ ؛ يَقُولُونَ : ( إِنَّـنَا مُحِبُّونَ لِأَهْلَ البَيْتِ ) ! وهُمْ لا يَجْعلُونَ فاطِمةَ رَضِيَ الله عنهَا مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ! ؛ ولِذَلِكَ لا يَعُدُّونَ أَوْلادَها : أُمَّ كلْثُومٍ وزَيْنبَ لا يَعُدُّونَهُما مِنْ أَهْلِ البَـيْتِ .

    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) هذِه طَريقةُ أَهلِ تِلْكَ البِلادِ في اخْتِصَارِ الـخُطبةِ ، ومرجِعُ الضَّميرِ معْهُودٌ ذِهْنِـيًّا .
    (2) جَمعُ ( سَاذَج ) فارِسِيَّـةٌ مُعرَّبَـةٌ أَصْلُها ( سَادَهْ ) ونَظيرُها ( فالُوذَجْ ) الحلْوَى المعْرُوفةُ أَصْلُها ( فالُودَهْ ) ولَعلَّ هذه جادَّةٌ واحِدةٌ في تَعْريبِ مِثْلِ هذِه الكلِماتِ ، ومَعْنَى ( سَادَهْ = ساذَجْ ) : غَيرُ مَشُوبٍ ، ثُمَّ اسْتَعْملتِ العامَّـةُ الكلِمةَ علَى أَصْلِها فقالَتْ : ( شايٌ سَادَه ) أَيْ غَيْرُ محلًّى .
    (3) أَوْ قالَ الشَّيْخُ رحمهُ الله : ( أَكبرُ .. ) لَمْ يتَـبَـيَّنْ لِي ، وعلَى كلٍّ فَلَيْس مدْحًا ، لكِنْ ما كانَ كذلِكَ فهُو أَقْوَى في الاحْتِجاجِ علَيْهِمْ لأَنَّه عنْدَهُم بِمثابَـةٍ ! .
    وأَمَّا حَقيقَةُ مُصَنَّفاتِهمْ فلا تُسَاوي بَعْرَةً ـ أَعَزَّكُمُ الله ـ ، ومِنَ العَجيبِ الَّذي لا يَنْقَضِي منهُ العَجبُ أَنْ نَرَى بَعْضَ مَنْ ينتَسِبُ إِلَى أَهلِ السُّنَّـةِ ـ بَلْهَ السَّلَفِيَّـةَ ـ ويَعْتَزِي إِلَى التَّحْقِيقِ يَعْتَمِدُ علَى مِثْلِ ( رَوْضَاتِ الجنَّاتِ ) لِلْخوانْسَارِي ! ، أَفي تَآلِيفِ أَهْلِ الحقِّ عَوزٌ إِلَى هذِه الغايَـةِ ؟! .
    (4) سُورةُ الإِسْراءِ .
    (5) الظَّاهِرُ أَنَّها : الكُوَيْتُ .


    هذا تفريغُ العشرِ دقائقَ الأولَى والمحاضرَةُ ساعةٌ ونصفٌ وزيادةٌ ! فصبرًا ..
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 30-Jan-2009, 05:50 PM.

  • #2
    * وأَغْربُ مِنْ ذلِكَ : الـحَسَنُ رَضِيَ الله عنهُ يَقُولُونَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ، لكنْ كُلَّ أَوْلادِ الـحَسَنِ أَخْرَجُوهُمْ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ، لا يعُدُّونَ واحدًا مِنْ أَوْلادِ الحَسَنِ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ .
    * والحسَيْنُ رَضِيَ الله عنهُ لا يعُدُّونَ جَميعَ أَوْلادِه مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ، اللَّهُمَّ إِلَّا واحِدًا وهُوَ علِيٌّ ابْنُ الحُسَيْنِ الـمُلَقَّبُ بِزَيْنِ العابِدِينَ .
    * وعلِيٌّ زَيْنُ العابِدِينَ يُخرِجُونَ جَميعَ أَوْلادِه مِنْ أَهْلِ البَيْتِ اللَّهُمَّ إِلَّا مُحمَّدًا الملقَّبَ بِالباقِرِ .
    * ومحمَّدٌ الباقِرُ يُخرِجُونَ جَميعَ أَوْلادِه مِنْ أَهْلِ البَيْتِ اللَّهُمَّ إِلَّا ابْنَـهُ جَعْفرًا .
    * ويُخرِجُونَ جَميعَ أَوْلادِهِ [ أَيْ جَعْفَر ] مِنْ أَهْلِ البَيْتِ اللَّهُمَّ إِلَّا ابْنَـهُ مُوسَى .
    وهكذَا هُمْ حَصَرُوا كلِمةَ ( أَهْلِ البَيْتِ ) أَوْ حصَـرُوا ( أَهْلَ البَيْتِ ) في أَئِمَّتِهِمْ الاثْني عَشَرَ ، والثَّانيَ عَشَرَ ( الغائِبُ ) المعدُومُ الَّذي لمْ يُولَدْ ! ؛ فيقُولُونَ بِأنَّ أَهْلَ البَيْتِ فقَطْ أَحدَ عَشَرَ رجُلًا .
    فيَنْبَغي الانْتِباهُ إِلَى هذِه الكلِمةِ : لا يَعُدُّونَ جَميعَ أَهْلِ بَيْتِ النَّبيِّ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ولا جَميعَ أَهْلِ بَيْتِ علِيٍّ رَضِيَ الله عنْهُ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ ، ولا يَجعلُونَ وِلايتَهُمْ لَـهُمْ ، ولا يدَّعُونَ حُبَّهُمْ لَـهُمْ .
    بلْ يُكذِّبُونَ ويُفَسِّقُونَ ويتَّهِمُونَ بِالفُجُورِ جَميعَ أَوْلادِ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ سِوَى هؤُلاءِ المذْكُورِينَ .
    فهذِه حَقيقةُ أَهْلِ البَيْتِ [ عندَ الرَّافِضَةِ ] ، جاءَتْ هذِه الكلِمةُ بِالمناسَبةِ فَذَكرْتُها .

    [ عود على بدء وذكر الإسماعيلية ]
    فَالحاصِلُ أَنَّ ( الشِّيعةَ ) حينَما تُطْلَقُ لا تُطْلَقُ إِلَّا علَى الاثْنَى عشَرِيَّـةِ .
    * وأَمَّا الإسْماعِيـلِـيَّـةُ فَـهُـمْ أَصْلًا مِنَ الشِّيعَـةِ لكـنَّـهُمْ عُـرِفُوا بِـاسْمٍ مَـخْصُوصٍ وهُو : ( الإسْماعِيليَّـةُ ) وهُمْ يتَّفِقُونَ معهُمْ في الحسَنِ والحسَيْنِ وفي علِيٍّ بْنِ الحسَيْنِ وفي محمَّدٍ الباقِـرِ وفي جَعْفَر ابْنِ محمَّدٍ الباقِرِ ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ يَقُولُونَ إِنَّ مُوسَى الكاظِمَ كانَ غاصِبًا ناهِبًا سَالِـبًا ! ، لمْ يكُنْ إِمامًا ، بلْ كانَ الإِمامَ ابْنُ جَعْفر إِسْماعِيلُ ، وبَعْدَ إِسْماعِيلَ محمَّدٌ بْنُ إِسْماعِيلَ .
    * ولكنْ عِندَ الإِسْماعِيلِيَّـةِ .. ، يَنْـبَغي الانْتِباهُ إِلَى ذلِكَ ؛ لأنَّ كلَّ مَنْ كتَبَ عنِ الإِسْماعِيلِيَّـةِ فقَدْ أَخْطَأَ سَواءً كانَ مِنَ المسْتَشْرِقينَ أَوْ كانَ مِنَ المسْلِمينَ ، ولَمْ يكُتُبْ عنهُمْ مِنَ المسْلِمينَ إِلَّا بَعْضُ الإِخْوةِ مِنْ مِصْرَ ، وكلُّهُمْ ـ معَ أَنَّهُمْ أَكْثَـرُوا الكِـتابَةَ عنهُمْ ـ أَخْطَأُوا حينَما جَعَلُوا عَلِـيًّا رَضِيَ اللهُ عنهُ هُوَ الإِمامَ الأَوَّلَ .
    فاشْتَـبَهَ عَلَيْهِمُ الأَمْرُ لأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ بِـإِمامَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ كما يَعْتَقِدُ عامَّةُ الشِّيعةِ علِيًّا رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهُ إِمامَهُمُ الأَوَّلَ .
    لا ، إِنَّ الإِسْماعِيـلِـيَّـةَ لا يَعْتَـقِدُونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عنهُ إِمامَهُمُ الأَوَّلَ ، بلْ يَجْعلُونَهُ الأَصْلَ والأَسَاسَ ، ويَقُولُونَ : إِنَّ جِبْرِيلَ علَيْه الصَّلَاةُ والسَّلَامُ اسْتَوْدَعَ الإِمامةَ في عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ ، وكانَ هُوَ الإِمامَ المسْتَقِرَّ ، النَّبيَّ الحقِيقِيَّ الأَصلِيَّ ، وكانَ رسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ الظَّاهِرَ فقَطْ ! ؛ لِيَحْفَظَ علِـيًّا مِنْ شُرُورِ النَّاصِبينَ ، ومِنْ شُرُورِ الأَعْداءَ ، ومِنْ كَيْدِ المبْغِضِينَ ، هذَا ما يَعْتَقِدُونَـهُ .
    * ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ : الإِسْماعِيلِيَّـةُ يَعْتَـقِدُونَ بِنُـبُوَّةِ محمَّدٍ بْنِ إِسْماعِيلَ ، وهُو الإِمامُ السَّابِعُ عِندَهُمْ ؛ لأَنَّ الإِمامَ الأَوَّلَ عِندَهُمْ : الحسَنُ ، والثَّاني : الحسَيْنُ ، والثَّالِثَ : علِيٌّ بْنُ الحسَيْنِ والرَّابِعَ : محمَّدٌ الباقِـرُ ، والخامسَ : جَعْفَر ، والسَّادِسَ : إِسْماعِيلُ ، والسَّابِعَ : محمَّدٍ بْنِ إِسْماعِيلَ .
    وهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ كُـلَّ إِمامٍ سَابِعٍ يكُونُ ناسِخًا لِشَريـعـةِ الأَوَّلِ ! ؛ فهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ محمَّدًا ابْنَ إِسْماعِيلَ نَسَخَ شَريعةَ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
    فبِهذَا هُمْ أَنْفُسُهُمْ أَخْرَجُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الانْتِماءِ إِلَى الإِسْلامِ ، فالإِسْماعِيلِـيَّـةُ عَقِيدتُهُمْ بِأَنَّ محمَّدًا بْنَ إِسْمَاعِيلَ هُوَ النَّاسِخُ الثَّاني أَو هُو القائِمُ الَّذي بِه قامَتْ قِيامةُ الإِسْلامِ ! وقَدْ نَسَخَ شَريعةَ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
    * فنَحْنُ الآنَ بَحْثُنا لَيْسَ في الشِّيعةِ الإِسْماعِيلِـيَّـةِ ، ولا في الشِّيعةِ الزَّيْدِيَّـةِ ، بلْ كلامُنا فقَطْ في الشِّيعةِ الاثْنَى عَشَرِيَّـةِ الَّذينَ يَعُدُّهُمْ بَعْضُ [ كلمة غير واضحة ولعلها كالكلمة السابقة : السذج ، أو نحوها ] مِنَ المسْلِمينَ مِنَ الَّذينَ يخْرُجُونَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّـةِ ومِنَ المعْتَدِلِـينَ ! ، وهذِه هِيَ العَقائِدُ وهذِه هِيَ الفَوارِقُ الَّتي تُفَـرِّقُ بَيْنَنا وبَيْنَـهُمْ ، أَوْ بيْنَ المسْلِمينَ وبَيْنَـهُمْ .

    [ بيان ما فارقت به الرافضة المسلمين ..
    الفارق الأول : اعتقادهم بتحريف القرآن .. ]
    * الفَرْقُ الأَوَّلُ والواضِحُ والجلِيُّ والظَّاهِرُ ، والَّذي يَعْتَقِدُ بِه كافَّةُ الشِّيعةِ ولا أسْتَثْني مِنْهُمْ أَحدًا ، مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ وُلِدُوا إِلَى هذَا اليَوْمِ ، إِلَى الخمَيْنيِّ [ الهالِكِ ] ، كلُّهُمْ مِنْ بَكْرَةِ أَبيهِمْ يَعْتَـقِدُونَ بِأَنَّ هذَا القُرْآنَ حُرِّفَ ، هذِه عِبارَتُهُمْ فاحْفَظُوا هذِه العِبارةَ ، يَقُولُونَ إِنَّ هذَا القُرْآنَ حُرِّفَ وغُـيِّر وبُـدِّلَ ، نَقَصَ مِنهُ كَثيرٌ وزِيدَ فيه .
    فهذِه هِيَ عَقيدَةُ القَوْمِ مِنْ بَكرةِ أَبيهمْ ولا أَسْتَثْني ـ وأَنا أُكرِّرُ هذِه الكلِمةَ ـ لا أَسْتَثْني منهُمْ أَحدًا ، كلُّهُمْ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى هذَا اليَوْمِ يَعْتَقِدُونَ بِأَنَّ هذَا القُرْآنَ مُحرَّفٌ ومُغَيَّرٌ فيه .
    فهذَا أَصْلُ الفارِقِ ، يقُولُونَ : إِنَّ الموْجُودَ هذَا ثُلُثُ القُرْآنِ ! ، وأمَّا ثُلُـثاهُ الباقِي فهُو محفُوظٌ عِندَ الإِمامِ الغائِبِ الَّذي لَـمْ يُولَدْ ! ، الَّذي يَظُنُّونَه دَخلَ في سِرْدابِ سَامَـرَّاءَ .
    يقُولُونَ بِأنَّ القُرْآنَ الأَصْليَّ الحقيقِيَّ دَخلَ بِه الإِمامُ القائِمُ إِلَى السِّرْدابِ ، ولا يَظْهَرُ بِذلِكَ القُرْآنِ إِلَّا في آخِرِ الزَّمانِ .
    وقَبْلَ أَنْ نُكَمِّلَ هذَا البَحْثَ نَسْألُـهُمْ : فهذَا القُرْآنُ الَّذي أَنْـزَلَهُ اللهُ تعالَى لِـهِدايَـةِ البَشَرِ لِـمَ جَعَلَ الإِمامَ الغائِبَ يَدْخُلُ بِه الغارَ ؟! ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ ما فَائِدَتُـهُ بِخُرُوجِه بِه عندَ قُـرْبِ القِيامةِ ؟! ما دامَ هذِه الأَيَّام وهذِه القُرُون وهذِه الأُمَمُ كلُّها تَقْضِي بِلا دُسْتُورٍ وبِلا شَريعةٍ ! ، ما فائِـدَةُ هذَا القُرْآنِ ؟! .
    علَى كُلِّ حالٍ هذِه عَقِيدتُهمْ ، وأَمَّا عَقيدةُ المسلِمينَ الَّتي نَعْتَقِدُ بِها والَّتي عَلَّمنا اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِيَّاها هِيَ : " إِنَّا نَحنُ نَـزَّلْنا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " (1) ؛ فَعقِيدَتُنا بِأنَّ هذَا الكِتابَ : " الـم (1) ذلكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فِيه " (2)، وعَقيدَتُـنَا : " لا يَـأْتِيه البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْه ولا مِنْ خَلْفِه تَنْزِيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ " (3) ، فهذِه هِيَ العَقيدَةُ .
    ولِذلِكَ حِينَما كانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ يَقْـرَأُ ، حِينَما كانَ يَنْـزِلُ علَيْه جِبْرِيلُ بِهذَا القُرْآنِ ، وكانَ يُكَـرِّرُ القَوْلَ لِكَـيْلَا ... (4) مِنهُ كلِمةٌ أَوْ لَفْظَةٌ ؛ فَأَنْزلَ اللهُ تعالَى علَيْـهِ : " لا تُحرِّكْ بِه لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِه (16) إنَّ علَيْنا جَمْعهُ وقُرْءَانَه (17) فَإِذَاقَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَـهُ (18.) ثُمَّ إِنَّ علَيْنَا بَيَانَـهُ (19) " (5): يَارَسُولَ اللهِ لا تَعْجلْ لِكَـيْلا تَنْسَى ؛ نَحْنُ نَحْفَظُ هذَا القُرْآنَ ، ونَحْنُ نُثْـبِتُهُ في قَلْبِكَ ، ونَحْنُ ضَمِنَّا حِفْظَـهُ ، وضَمِنَّا بِأَنَّـهُ لا يُحرَّفُ ولا يُغَـيَّرُ ولا يُـبَدَّلُ و " لا يَـأْتِيه البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْه ولا مِنْ خَلْفِه تَنْزِيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ " ، هذِه هِيَ عَقِيدَةُ المسْلِمينَ ، ولكنَّ عَقيدةَ القَوْمِ بِأَنَّ هذَا القُرْآنَ مُحرَّفٌ ومُغَيَّـرٌ .
    وقَدْ يَنْسِبُونَ الأَحادِيثَ الكَثِـيرةَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ ، وإِلَى جَعْفَر ، وإِلَى الباقِـرِ ، وإِلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ الَّذينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ لا يُخْطِئُونَ ولا تَقَعُ مِنْهُمُ الغَلْطةُ .
    * فيَنْسِبُونَ إلَى جَعْفر ـ وهُمْ كاذِبُونَ علَيْه ـ بِأَنَّهُ سُئِلَ : هلْ هذَا القُرْآنُ الموْجُودُ في أَيْدِي النَّاسِ بيْنَ الدُّفَّـتَيْنِ ، أَهذَا هُوَ القُرْآنُ الَّذي نَـزَلَ علَى محمَّدٍ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ؟ قَالَ : ( لا ، هذَا القُـرْآنُ لَيْسَ ذلِكَ القُـرْآنَ الَّذي نَـزَلَ علَى محمَّدٍ صَلَّى الله علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، بلْ ذلِكَ القُرْآنُ حَرَّفُوهُ وغَيَّـرُوهُ ) ؛ فحدِيثٌ مَـرْوِيٌّ مَكْذُوبٌ علَى جَعْفَر رَوَوْهُ في ( بَصَائِـرِ الدَّرَجاتِ ) وهذَا الكِتابُ مِنْ أَهَمِّ كُتُبِ القَوْمِ في الحدِيثِ .
    يَذْكُرُ الصَّفَّارُ في هذَا الكِتابِ : يَقُولُ جَعْفَر : ( أَمَّـا العِتْـرَةَ فقَتلُوهُمْ وأَمَّا القُرْآنَ فَحرَّفُوهُ وبَدَّلُوهُ ) .

    ـــــــــــــــــــ
    (1) سورةُ الحجر ، الآيَـة : (9) .
    (2) سُورةُ البَقَرة .
    (3) سُورةُ فُصِّلَتْ ، الآية : (42) .
    (4) كلمةٌ غيرُ واضِحةٍ ، والمقصودُ واضِحٌ : أي لكيلا تفلت أو تندُّ عنه كلمة
    (5) سُورةُ القِيامةِ .

    تعليق


    • #3
      * ويَذْكُرُونَ نَفْسَ هذَا الحديثِ في كِتابِهمْ الَّذي يَظُـنُّونَه كالبُخارِيِّ عِندَ المسْلِمينَ ، أَلَا وهُو ( الكافِي ) لِلكُلَـيْنِـيِّ ، يَذْكُرُ الكُلَيْـنِيُّ في كافِـيِّـه حدِيثًا مَرْوِيًّا منَ الأئِمَّـةِ .............. (1) ، وأُرِيدُ أَنْ أُبَـيِّنَ : ما معْنَى الحديثِ عِندَ القَوْمِ ؟!
      الحديثُ عِنْدَنا : ما ثَـبَتَ عنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ قَوْلًا أَوْ فِعْلًا أَوْ تَقْرِيرًا ، هذَا هُو الحديثُ عِندَنا ، وأَمَّا عندَ القَوْمِ فَـ : كلُّ ما ثَبتَ عنْ أَئِمَّتِـهِمْ الاثْنَيْ عَشَرَ بمَنْ فيهمْ المولُودُ غَيْرِ الموْلُودِ ! والمعدُومُ الغائِبُ ، كلُّ ما نُقِلَ عنهُمْ أَوْ كلُّ ما ثَبتَ عنهُمْ فهُو حديثٌ عندَهُمْ ولَه قِيمةُ مِثْلِ ما نُقِلَ عنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
      فحينَما أُطْلِقُ لَفْظَـةَ الحديثِ لا تَـتَحَيَّرُوا ؛ بِأنَّ هذِه الرِّوايَـةَ مَـرْوِيَّـةٌ عنْ جَعْفَرٍ كَيْفَ تَـقُولُ لهُ ( حديث ) ؟ : لأنَّـهُ : كلُّ شَيْءٍ مَنقُولٌ عنْ واحدٍ منْ هؤُلاءِ الأَئِمَّةِ الاثْنَيْ عَشَرَ فهذَا حديثٌ عندَهُمْ .
      فيَـقُولُونَ بِأنَّ جَعْفَرًا قالَ : ( لَوْ وُجِدَ القُرْآنُ كما أُنْزِلَ لأَلْفَيْـتَنا فيه مُسَمَّيْنَ ) ! ، يَعْنِي : وُجِدَتْ أَسْماؤُنا فيه ، يَعْني الآنَ أَسْماؤُنا غَيْرُ مَوْجُودةٍ في القُرْآنِ فَمعْنَى هذَا بِأنَّ أَبا بَكْرٍ وعُمرَ وعُثْمانَ حذَفُوا أَسْماءَنا منَ القُرْآنِ ! .
      * ويُصَرِّحُ آخِرُهُمْ ويقُولُ بِأَنَّـهُ فقَطْ في سُورةِ ( لَمْ يَكُنِ الَّذينَ كَفَرُوا ) كانَ فيها أَسْماءُ سَبْعينَ رَجُلًا منْ قُـرَيْشٍ منهُمْ أَبُو بَكْرٍ وعُمرَ وعُثْمانَ وخالدٌ وطلْحةُ وسَعْدٌ وأَبُوعُبَيْدةَ بْنُ الجرَّاحِ رِضْوانُ الله علَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ـ بِما فيهمُ العَشَرةُ المبشَّرُونَ غيرَ علِيٍّ رَضِيَ الله عنهُمْ ـ يقُولُونَ : كانَتْ أَسْماؤُهُمْ ذُكِرَتْ في ضِمْنِ الكُفَّارِ ، لكنَّ أَبا بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ حينَما تَوَلَّى الخِلافَـةَ حذَفَ هذِه الأَسْماءَ كُلَّها ! .
      * ويَقُولُ أَحدُهُمْ بِأنَّـهُ لَمْ يُوجدْ في كِـتَابِ الله اسْمُ أَبي لَـهَبٍ إِلَّا تَشْبِيهًا وتَعْرِيضًا بِالرَّسُولِ عَلَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ ! ، فَهِمْتُمْ مَعْنَى هذَا ؟ :
      أَيْ : أَنَّ كلِمةَ ( أَبي لَـهَبٍ ) " تَـبَّتْ يَـدَا أَبِـى لَـهَبٍ وَتَبَّ " هذه زِيدَتْ في القُرْآنِ ، وزَادَها الخلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الـهُداةُ الـمَهْدِيُّونَ ! ، يَقُولُونَ بِأنَّهمْ زادُوا هذِه الكلِمةَ لِكَيْ يَطْعَنُوا علَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ، لكَيْ يُعَـرِّضُوا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله علَيه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
      * فالرِّوايَاتُ الَّتي تُـثْبِتُ وتُـنْبِئُ عنِ التَّحْرِيفِ عِندَ الشِّيعةِ بَلَـغَ عدَدُها أَكْثَـرُ مِنْ أَلْفَيْ حدِيثٍ .
      ولله الحمدُ ، أَنا أَوْرَدْتُ في كِتابِي ( الشِّيعةُ والقُـرْآنُ ) ـ الَّذي طُبِعَ حدِيثًا ، والَّذي مُنِعَ منْ بَعْضِ الحكُوماتِ الإِسْلامِيَّـةِ المهدَّدَةِ منَ ( الـخُمَيْـنِيِّ ) ! وأَنا أَسْتَغْرِبُ أَنَّهُمْ يَمنَعُونَ
      الـحُرَّاسَ لِكَيْ لا يَحرُسُوا بُيُوتَهُمْ ولا يَمنَعُونَ السُّرَّاقَ لِكَيْ لا يَسْرِقُوا بُيُوتَهمْ ! ، يَعْني : بَدَلَ أَنْ يَمنعُوا السُّرَّاقَ والنُّـهَّابَ عنِ النَّهْبِ والسَّرِقَةِ بَدَأُوا يَمْنَعُونَ الـحُرَّاسَ لِكَيْ لا يَحفَظُوا بُيُوتَ المسْلِمينَ ! ، ونَحْنُ ـ بِفَضْلِ الله ـ حُرَّاسٌ ، حَرَسٌ لِلْإِسْلامِ والمسْلِمينَ ، وحَرَسٌ لِكِتابِ الله وسُنَّـةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ـ أَنا أَوْرَدْتُ في هذَا الكِتابِ ( الشِّيعةُ والقُرْآنُ ) أَلْـفًا ومِائَـتَيْ حديثٍ شِيعِيٍّ مِنْ أُمَّهاتِ كُتُبِ القَوْمِ كُلُّها تُـنْبِئُ وتُصَرِّحُ وتُـثْبِتُ بِأنَّ هذَا القُرْآنَ مُحرَّفٌ ومُغَـيَّرٌ فيه ؛ زِيدَ فيه ونَقصَ منهُ كَثيرٌ ، .... (2) لكنَّ الحذْفَ فيه كَثيرٌ ، فَمنْ يُرِيدُ الاسْتِفْسارَ والاسْتِزادةَ فَليُراجِـعْ هذَا الكِتابَ .
      * ولِذلِكَ قالَ النُّورِيُّ الطَّبْرَسِيُّ مُحدِّثُهُمْ الكَبيرُ ! الَّذي يقُولُ فيه ( كاشِفُ الغِطاءِ ) ! صَاحبُ ( أَصْلِ الشِّيعةِ وأُصُولِـها ) وهذَا كِتابٌ دِعائِيٌّ كَبيرٌ ؛ كُلُّ منْ يُعَارِضُهُمْ ويُخالِفُهُمْ يَقُولُونَ : اقْـرَأْ كِتابَنا ( أَصْلُ الشِّيعةِ وأُصُولِـها ) عَقِيدتُنا لا تَخْـتَلِفُ عنْ عَقيدَتِكمْ كَثِـيرًا ! ، فَصَاحِبُ هذَا الكِتابِ ـ وكانَ مُحاضِرًا وكانَ قَدْ جَعلَ الكذِبَ دِينَـهُ وشِعارَه ومَذْهَبَـهُ ـ ولَمْ يَكْتُبْ هذَا الكِتابَ لِلشِّيعةِ بلْ كَتَـبَهُ لِلْمغَفَّلِـينَ منْ أَهلِ السُّنَّـةِ لِكَيْ يُوقِعهُمْ في حَبائِلِهمْ وفُوقِهمْ ، هذَا هُو الرَّجُلُ المعْتَدِلُ ـ كما يُسَمُّونَ ـ يَـقُولُ في هذَا النُّورِيِّ الطَّبْرَسِيِّ : ( كانَ رَجُلًا لَوْ تَجلَّى اللهُ لِـخَلْقِه لَقالَ : هذَا نُورِي ! ، ولَوْ أَنَّ الملائِكةَ رَأتْ تَـقْواهُ لَتعَجَّبُوا منْ تَقْواهُ وافْتَخَرُوا بِه وحسَدُوهُ علَى تَقْواهُ ) ! فهذَا هُو النُّورِيُّ الطَّبْرَسِيُّ .... (3) .
      * يَقُولُ أَحدُ مُحدِّثِـيهمْ ـ الَّذي يُسَمُّونهُ خاتِمـةَ المحدِّثِـينَ ـ أَلا وهُو ( نِعمةُ الله الجزائِـرِيُّ ) يَقُولُ : إِنَّ منْ لَوازِمِ مَذْهَبِ التَّـشَيُّعِ الاعْتِقادُ بِالتَّحْرِيفِ في الكِتابِ ، أَيْ : في القُرْآنِ المنزَّلِ علَى محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ .
      * وأَنا أَثْـبَتُّ بِأنَـهُ لا يَخْلُو قَـرْنٌ منَ القُـرُونِ وإلَّا وقَدْ كُتِبَتْ فيهِ كتُبٌ منَ القَوْمِ تُؤَيِّـدُ وتُثْبِتُ وتُصَرِّحُ بِالتَّحْرِيفِ في القُرْآنِ ، وأَنا ذَكرْتُ ـ تَـقْرِيبًا ـ أَرْبَعينَ كِـتابًا في كلِّ بُقْعةٍ منْ بِقاعِ الأَرْضِ الَّتي تُوجدُ فيها هذِه الفِئَـةُ الـخَبِـيثَـةُ ، أَثْبَتُّ بِأنَّـهُمْ في كلِّ بُقْعَةٍ منْ بِقاعِ العالَمِ كتَـبُوا كُتُـبًا تُـثْبِتُ التَّحْرِيفَ في الكِتابِ .
      وأنَّهمْ كتَـبُوا في شِبْهِ القارَّةِ الهنْدِيَّـةِ الباكِسْتانِـيَّـةِ أَكثرَ منْ عِشْرِينَ كِتابًا يُصَرِّحُ بِأنَّ القُرْآنَ الموجُودَ بِأيْـدِي النَّاسِ مُحرَّفٌ ومُغَـيَّرٌ فيه .
      وهَكذَا كَتَـبُوا فقطْ في القَرْنِ الماضِي ـ الكُتُبَ الَّتي اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْتَـكْشِفَها ـ كتبُوا في القَرْنِ الواحِدِ أَكثَـرَ مِنْ سِتَّـةَ عَشَرَ كِتابًا في إِيرانَ فقطْ ! ، تُـثْبِتُ بِأنَّ عَقيدةَ الشِّيعةِ قاطِـبَـةً بِأنَّ هذَا القُـرْآنَ مُحـرَّفٌ .
      * ويُمثِّلُونَ علَى التَّحْرِيفِ يقُولُونَ : إِنَّ الآيَـةَ : " يأيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ مِن رَّبِّكَ وإن لَّمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسَالَـتَهُ " لَمْ تَـكُنْ هكذَا نَـزَلَتْ ، يقُولُونَ : سُئِلَ جَعْفر عنْ هذِه الآيَـةِ فقالَ
      : ( لَمْ تَـكُنْ هكَذَا نَـزَلَتْ ) ، فقالُوا : كَيْفَ كانتْ يا ابْنَ رَسُولِ الله ؟ ، قالَ : كانتْ هذِه الآيَـةُ : ( يَـأَيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ في علِيٍّ وفي وِلايَـتِه و وِصَايَـتِـهِ وإِمامَتِـهِ ) ! .
      * ويقُولُ : " ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِـمُ علَى يَدَيْه يَقُولُ يـلَيْـتَنِـى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يلَيْتَـنِـى لَمْ أَتَّخِذْ فُـلَانًا خَلِـيلًا " لَـمْ تَـكُنْ هذِه الآيَـةُ نَـزَلَتْ هكذَا ! ، وكَيْفَ نَـزَلَتْ يَا ابْنَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ ؟ ، قالَ : نَـزَلَتْ : ( ويَـوْمَ يَعَضُّ الظَّالِـمُ أَبُوبَـكْرٍ علَى يَـدَيْه يَـقُولُ : يَا لَيْـتَـنِـي اتَّـخَذْتُ معَ الرَّسُولِ سَبِـيلًا ، يَا لَيْـتَنِـي لَـمْ أَتَّخِذْ عُمَـرًا خَلِـيلًا ) ! ؛ كانتْ ( عُمَرًا ) فحذَفُوا هذِه الكلِمةَ و وَضَعُوا بَدلَها : ( فُلانًا خَليلًا ) ! ، وهكذَا ، كلامٌ كَثِـيرٌ ! .
      * ومِنْها : يَقُولُونَ بِأَنَّها كانتْ سُورةَ الوِلايَـةِ فحذَفُوهَا بُغْضًا لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ لأَنَّ هذِه السُّورةَ نَـزَلَتْ في إِثْباتِ إِمامةِ علِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ وخِلافَتِـهِ .
      وحِينَما كَتَبَ السَّيِّـدُ مُحِبُّ الدِّينِ الخطيبُ رَحِمهُ الله تَبارَكَ وتَعالَى ـ وكانَ غَيُورًا علَى أَصْحابِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ علَيْه وآلِه وسَلَّمَ ـ كُتَـيِّـبَه الصَّغيرَ كَبيرَ الفائِدةِ ( الخطُوطُ العَرِيضَةُ ) وذَكرَ فيه أَنَّهُمْ يَقُولُونَ بهذِه السُّورةَ فردَّ علَيْه أَحدُ الإِيرانِيِّـينَ وقالَ : هذَا كذَّابٌ ، يَكْذِبُ ، لا تُوجدُ عِندَنا سُورةُ الوِلَايَـةِ ! .
      وكَتَبَ هذَا ظَنًّا بِأنَّـهُ ماتَ العِلْمُ بِمَوْتِ الخطِيبِ ولَمْ يَبْـقَ أَحدٌ منَ المسلِمينَ منْ يَـرُدُّ علَيْـهِ ، واللهُ وَفَّقَني أَنِ اسْتَكْشَفْتُ عنِ الكِتابِ وذَكَرْتُ في كِتابِي ( الشِّيعةُ والسُّنَّـةُ ) بِأنَّ هذِه السُّورةَ الَّتي يَقُولُ إِنَّ الخطيبَ رحمهُ اللهُ كذَبَ علَى الشِّيعةِ وافْـتَرَى علَيْهمْ لَمْ تكُنْ مَوْجُودةً عندَ الشِّيعةِ فقُلْتُ إِنَّ هذِه السُّورةَ مَوْجُودةٌ في كِتابِكُمُ الفُلانِيِّ وفي الطَّبْعةِ الفُلانِيَّـةِ .
      ولكنَّ القَوْمَ الَّذينَ جَعَلُوا الكَذِبَ دِينًا وقالُوا ـ كاذِبينَ علَى جَعفَر أَنَّـهُ قالَ ـ : ( التَّقِـيَّـةُ دِينِـي ودِينُ آبائِـي ، ولا إِيمانَ لِـمَنْ لا تَقِيَّـةَ لَهُ ) ! ، يَعْني : الَّذي لا يَكذِبُ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ ! .
      ونَحْنُ لَمْ نَسْمعْ بِهذَا في الكِتابِ ولا في السُّنَّـةِ ، بِأنَّ الكذَّابَ هُو الَّذي يكُونُ مُؤْمِنًا ! ، بَلْ سَمِعْنا عَكْسَ ذلِكَ ؛ اللهُ عزَّ وجَلَّ يَقُولُ : " يَـأَيُّها الَّذينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وكُونُوا معَ الصَّادِقِينَ " ، والرَّسُولُ صَلَّى اللهُ علَيْه وعلَى آلِه وسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الكذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ ، وإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ .. " الحديث .


      ـــــــــــــــــــــــــــــ
      (1) غَيْرُ واضِحٍ ، والظَّاهِرُ أَنَّـهُ رحمهُ اللهُ يُرِيدُ أَنَّـهُ : بِما أَنَّ المناسبَـةَ جاءَتْ عنِ الحديثِ فأُريدُ أَنْ أبيِّنَ مفهُومَ الحديثِ لَدى هذِه الطَّائِفةِ .
      (2) غَيْرُ واضِحٍ ، وكأنه قالَ رحمهُ اللهُ : ( زيدَتْ فيه أَشْياءُ دقيقَـةٌ ) ، والمرادُ أَنَّ نَصِيبَ الانتْقَاصِ في دعْواهُمُ التَّحْرِيفَ أَكْثَـرُ منَ الزِّيادةِ ، والله أَعْلَمُ .
      (3) انْـقَطعَ التَّسْجيلُ هُـنَا وبَدأَ بِـما بَعْدُ ، وهذَا الزِّنْـدِيقُ منْ أَجْرأِ القَومِ في ِهذَا الأَمرِ حتَّى أَلَّفَ مُؤَلَّـفًا مُسْتَـقِلًّا فيهِ ( فَصْلُ الخطابِ في إِثْباتِ تَحرِيفِ كِتابِ رَبِّ الأَرْبابِ ) ، يقُولُ فيه ـ كما نَقَلَ الشَّيْخُ في كِتابِه الـمُشارِ إلَيْه ـ عنِ الرِّواياتِ المثبِتةِ لِلتَّحْرِيفِ إِنَّها ( بَلَغَتْ حدَّ التَّواتُرِ وزادَتْ علَيْه حَتَّى قالَ .. نِعْمةُ الله الجزائِرِيُّ : إِنَّ الأَصْحابَ قَدْ أَطْبَقُوا علَى صِحَّةِ الأَخْبارِ المستَفِيضَةِ بَلِ المتواتِرَةِ الدَّالَّةِ بِصَريحِها علَى وُقُوعِ التَّحْرِيفِ في القُرْآنِ كلَامًا ومادَّةً وإِعْرابًا والتَّصْدِيقِ بِها ) .
      ويَقُولُ في مُصَنَّفٍ آخَرَ لَه ( الاحْتِجاجُ ) ـ كما نَقَلَ الشَّيْخُ في المصْدرِ السَّابِقِ ـ : إِنَّ المرادَ بِالمثَلِ الَّذي ضَربَهُ اللهُ تعالَى في سُورةِ الرَّعْدِ بِالزَّبدِ يَذْهبُ جُفاءً والنَّافِعِ يَمكُثُ في الأَرْضِ أنَّ المرادَ بِه أَنَّ التَّنزيلَ الحقيقِيَّ يَبْقَى وكلامَ الملْحدِينَ الَّذي أَثْبتُوهُ في القُرْآنِ يَضْمَحِلُّ ويبْطُلُ ! .
      وكَذَا أَلْحدَ الفاجِرُ في آيَـةٍ أُخْرَى ثُمَّ قالَ فَضَّ اللهُ فاهُ : ( ... فهُو ممَّا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنْ إِسْقَاطِ المنافِقِينَ منَ القُرْآنِ .. منَ الخِطابِ والقِصَصِ أَكْثَـرَ منْ ثُلُثِ القُرْآنِ ... ولَوْ شَرَحْتُ لَكَ كلَّ ما أُسْقِطَ وحُرِّفَ وبُدِّلَ ممَّا يَجْرِي هذَا المجرَى لَطالَ وظَهَرَ ما تَحظُرُ التَّقِيَّـةُ إِظْهارَهُ منْ مناقِبِ الأَوْلِياءِ ومثَالِبِ الأَعْداءِ ) !! انتَهى كلامُ الخبيثِ الخبيثُ .
      وقَالَ : ( ولَيْسَ يَسُوغُ معَ عُمُومِ التَّـقِيَّـةِ التَّصْرِيحُ بِأَسْماءِ المبدِّلِـينَ ولا الزِّيادةِ في آيَاتِه علَى ما أَثْبَـتُوه منْ تِلْقائِهمْ في الكِتابِ .. ) انتَهى كلامُهُ أَخْزاهُ اللهُ .

      تعليق


      • #4
        رد: تفريغ محاضرة نادرة للشيخ إحسان إلهي ظهير بعنوان : الرافضة ..

        جزاكم الله خيرا
        رحم الله
        العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير

        تعليق

        يعمل...
        X