إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة - للشيخ د/ صالح الفوزان [pdf]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة - للشيخ د/ صالح الفوزان [pdf]

    من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة

    http://www.ajurry.com/vb/attachment....1&d=1305307770

    مقدمة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين هدانا للإسلام، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ .

    ونسأله سبحانه أن يثبتنا عليه إلى الوفاة كما قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .

    وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا : رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا .

    وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد رسول الله الذي بعثه رحمة للعالمين ورضي الله عن أصحابه البررة الأطهار المهاجرين منهم والأنصار . ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار ، وبعد :

    فهذه كلمات مختصرة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة دعا إلى كتابتها ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من تفرق واختلاف يتمثلان في كثرة الفرق المعاصرة والجماعات المختلفة ، كل يدعو إلى نحلته ويزكي جماعته ، حتى أصبح المسلم الجاهل في حيرة من أمره من يتبع ؟ وبمن يقتدي ؟ وأصبح الكافر الذي يريد أن يسلم لا يدري ما هو الإسلام الصحيح الذي قرأ وسمع عنه . الإسلام الذي هدى إليه القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام الذي مثلته حياة الصحابة الكرام وانتهجته القرون المفضلة . وإنما يرى الإسلام الغالب بدون مسمى - كما قال أحد المستشرقين : الإسلام محجوب يعني : المنتسبين إليه بدون اتصاف بحقيقته - لا نقول الإسلام بالكلية ؛ لأن الله سبحانه ضمن بقاءه : ببقاء كتابه كما قال تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . وببقاء جماعة من المسلمين تقوم على تطبيقه وحفظه والدفاع عنه . قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ . وقال تعالى : وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ .

    نعم هي الجماعة التي قال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك .

    ومن هنا يجب علينا التعرف على هذه الجماعة المباركة التي تمثل الإسلام الصحيح - جعلنا الله منها - ليعرفها من يريد التعرف على الإسلام الصحيح وعلى أهله الحقيقيين ليقتدي بهم ويسير في ركابهم ولينضم إليها من يريد الدخول في الإسلام من الكفار .

    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فريد القبائلي; الساعة 19-Feb-2014, 02:58 PM.

  • #2
    المراد بالفرقة الناجية أهل السنَّة والجماعة

    المراد بالفرقة الناجية أهل السنَّة والجماعة

    كان المسلمون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمة واحدة كما قال تعالى : إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ .

    وكم حاول اليهود والمنافقون تفريق المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستطيعوا : قال المنافقون : لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا . فرد الله عليهم بقوله : وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ .

    حاول اليهود تفريق المسلمين وارتدادهم عن دينهم : وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .

    لكن الخطة لم تنجح لأن الله كشفها وفضحها . حاولوا مرة ثانية فأخذوا يذكرون الأنصار ما جرى بينهم من عداوة وحروب قبل الإسلام وما تقاولوا به من أشعار الهجاء فيما بينهم فكشف الله خطتهم بقوله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ . إلى قوله تعالى : يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ .

    وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الأنصار فوعظهم وذكرهم بنعمة الإسلام واجتماعهم به بعد الفرقة فتصافحوا وتعانقوا وفشلت خطة اليهود وبقي المسلمون أمة واحدة ، والله تعالى أمرهم بالاجتماع على الحق ونَهَاهُم عن الاختلاف والتفرق فقال تعالى : وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ

    وقال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .

    وقد شرع لهم سبحانه الاجتماع في أداء العبادات في الصلاة والصيام والحج وطلب العلم . والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحث على اجتماع المسلمين وينهاهم عن التفرق والاختلاف وكان - صلى الله عليه وسلم - يخبر خبرًا معناه الحث على الاجتماع والنهي عن التفرق ، فكان يخبر بحدوث تفرق في هذه الأمة كما حصل للأمم قبلها حيث قال - صلى الله عليه وسلم - : فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .

    وقال - صلى الله عليه وسلم - : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قلنا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

    وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فتفرقت الأمة في أواخر عصر الصحابة ولكن هذا التفرق لم يؤثر كثيرًا في كيان الأمة طيلة عصر القرون المفضلة التي أثنى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) .

    قال الراوي : لا أدري ذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة . وذلك لوفرة العلماء من المحدثين والمفسرين والفقهاء بما فيهم علماء التابعين وأتباع التابعين والأئمة الربعة وتلاميذهم ولقوة دولة الإسلام في تلك القرون . فكانت الفرقة المخالفة تجد الجزاء الرادع بالحجة والقوة . وبعد انقضاء عصر القرون المفضلة . اختلط المسلمون بغيرهم من أصحاب الديانات المخالفة وعُرّبَت علوم أهل الملل الكافرة واتخذ ملوك الإسلام بعض البطانات من أهل الكفر والضلال فصار منهم الوزراء والمستشارون فاشتد الخلاف وتعددت الفرق والنحل ونجمت المذاهب الباطلة . ولا يزال ذلك مستمرًا إلى وقتنا هذا وإلى ما شاء الله .

    ولكن بحمد الله بقيت الفرقة الناجية أهل السنَّة والجماعة متمسكة بالإسلام الصحيح تسير عليه وتدعو إليه ولا تزال ولن تزال بحمد الله مصداقًا لما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من بقاء هذه الفرقة واستمرارها وصمودها وذلك فضل من الله سبحانه من أجل بقاء هذا الدين وإقامة الحجة على المعاندين .

    إن هذه الطائفة المباركة تمثل ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في القول والعمل والاعتقاد كما قال - صلى الله عليه وسلم - : هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

    إنهم بقية صالحة من الذين قال الله فيهم : فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ .

    تعليق


    • #3
      أسماء الفرقة الناجية ومعناها

      أسماء الفرقة الناجية ومعناها

      لما كانت هذه الفرقة هي الفرقة السالمة من الضلال تطلب الأمر معرفة أسمائها وعلاماتها ليقتدى بها فلها أسماء عظيمة تميزت بها من بين سائر الفرق ، ومن أهم هذه الأسماء والعلامات : أنها الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، أهل السنَّة والجماعة ومعانيها كما يلي :

      1 - أنها الفرقة الناجية : أي الناجية من النار حيث استثناها النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر الفرق وقال : كلها في النار إلا واحدة . يعني ليست في النار .

      2 - أنها تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله : وما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار حيث قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - : هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

      3 - أن أهلها هم أهل السنَّة والجماعة : فهم يتميزون بميزتين عظيمتين :

      الميزة الأولى : تمسكهم بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى صاروا أهلها بخلاف سائر الفرق فهي تتمسك بآرائها وأهوائها وأقوال قادتها فهي لا تُنْسَبُ إلى السنَّة وإنما تُنْسَبُ إلى بدعها وضلالاتها كالقدرية والمرجئة ، أو إلى أئمتهم كالجهمية ، أو إلى أفعالهم القبيحة كالرافضة والخوارج .

      والميزة الثانية : أنهم أهل الجماعة لاجتماعهم على الحق وعدم تفرقهم . بخلاف الفرق الأخرى لا يجتمعون على حق وإنما يتبعون أهواءهم فلا حق يجمعهم .

      4 - أنها الطائفة المنصورة إلى قيام السا
      عة: لأنها نصرت دين الله فنصرها الله كما قال تعال ى : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ .

      ولهذا قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك .

      تعليق


      • #4
        الأصل الأول : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والإيمان بالقدر خيره وشره

        أصول أهل السنة والجماعة

        إن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك ، وهذه الأصول العظيمة مستمدة من كتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، وهذه الأصول تتلخص فيما يلي :

        الأصل الأول : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والإيمان بالقدر خيره وشره :

        1 ـ الإيمان بالله : هو الإقرار بربوبيته وإلاهيته يعني الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ، فتوحيد الربوبية معناه توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيء ومليكه ، وتوحيد الألوهية معناه إفراده بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه إذا كان مما شرعه الله ، كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق في سبيل الله وكل ما شرعه الله وأمر به لا يشركون مع الله غيره فيه لا ملكًا ولا نبيًا ولا وليًا ولا غيرهم . وتوحيد الأسماء والصفات معناه : إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه أو نزهه عنه رسوله من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . وكما قال تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا .

        2 - والإيمان بالملائكة : معناه التصديق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور ، خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في الكون كما قال تعالى : بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ . جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ .

        3 - والإيمان بالكتب : يعني التصديق بها وبما فيها من الهدي والنور وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر ، وأعظمها الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن ، وأعظم الثلاثة القرآن الكريم وهو المعجزة العظمى قال تعالى : قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا .

        ويؤمن أهل السنَّة والجماعة بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق - حروفه ومعانيه - خلافًا للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القرآن مخلوق كله حروفه ومعانيه ، وخلافًا للأشاعرة ومن شابههم القائلين بأن كلام الله هو المعاني ، وأما الحروف فهي مخلوقة - وكلا القولين باطل . قال تعالى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ . يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ .

        فهو كلام الله لا كلام غيره .

        4 - والإيمان بالرسل : يعني التصديق بهم جميعًا من سمى الله منهم ومن لم يسم من أولهم إلى آخرهم . وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد - عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام - ، والإيمان بالرسل إيمان مجمل والإيمان بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إيمان مفصل واعتقاد أنه خاتم الرسل فلا نبي بعده ، ومن لم يعتقد ذلك فهو كافر والإيمان بالرسل يعني أيضًا عدم الإفراط والتفريط في حقهم خلافًا لليهود والنصارى الذين غلوا وأفرطوا في بعض الرسل حتى جعلوهم أبناء الله كما قال تعالى : وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ .

        والصوفية والفلاسفة فرطوا في حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم ، والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الرسل . واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ، والنصارى كفروا بمحمد . ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع ، قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا .

        وقال تعالى : لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ .

        5 - والإيمان باليوم الآخر : يعني التصديق بكل [ ما يكون بعد الموت ] مما أخبر الله به ورسوله من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أو الشمال والصراط والجنة والنار ، والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة والتوبة منها .

        وقد كفر باليوم الآخر الدهريون والمشركون . واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن آمنوا بوقوعه وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى .

        قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ .

        6 - والإيمان بالقدر : يعني الإيمان بأن الله علم كل شيء ما كان وما يكون وقدر ذلك في اللوح المحفوظ وأن كل [ ما يجري من خير وشر ] وكفر وإيمان وطاعة ومعصية فقد شاءه الله وقدّره وخلقه ، وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية . وللعباد قدرة على أفعالهم واختيار وإرادة لما يقع منهم من طاعة أو معصية - لكن ذلك تابع لإرادة الله ومشيئته - خلافًا للجبرية الذين يقولون إن العبد مجبر على أفعاله ليس له اختيار . وللقدرية الذين يقولون إن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعل نفسه دون إرادة الله ومشيئته .

        وقد ردّ لله على الطائفتين في قوله تعالى : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ .

        فأثبت للعبد مشيئة ردًا على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله ردًا على القدرية النفاة والإيمان بالقدر يكسب العبد صبرًا على المصائب وابتعادًا عن الذنوب والمصائب . كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل .

        تعليق


        • #5
          الأصل الثاني : الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

          الأصل الثاني : ومن أصول أهل السنَّة والجماعة أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

          فليس الإيمان قولًا وعملًا دون اعتقاده ؛ لأن هذا إيمان المنافقين ، وليس هو مجرد المعرفة بدون قول وعمل لأن هذا إيمان الكافرين الجاحدين . قال تعالى : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا .

          وقال تعالى : فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ .

          وقال تعالى : وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ .

          وليس الإيمان اعتقادًا فقط أو قولًا واعتقادًا دون عمل لأن هذا إيمان المرجئة والله تعالى كثيرًا ما يسمي الأعمال إيمانًا قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا .

          وقال تعالى : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ .

          أي صلاتكم إلى بيت المقدس ، سمى الصلاة إيمانًا .


          تعليق


          • #6
            الأصل الثالث : عدم تكفير أحد من المسلمين إلا بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام

            الأصل الثالث : عدم تكفير أحد من المسلمين إلا بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام

            ومن أصول أهل السنَّة والجماعة : أنهم لا يكفرون أحدًا من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام أما ما كان من الكبائر التي هي دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبها - كترك الصلاة تكاسلًا - فإنهم لا يحكمون على مرتكبها - أي الكبائر - بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان . وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة - إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكنه لا يخلد في النار - قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .

            ومذهب أهل السنَّة في ذلك وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الكفر وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان ويقولون : لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة .

            تعليق


            • #7
              الأصل الرابع: وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية

              الأصل الرابع :وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية

              ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها .

              عملًا بقوله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ .

              وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد . ويرون أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول - صلى الله عليه وسلم - عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم - : من يطع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني . ويرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ومناصحتهم .

              تعليق


              • #8
                الأصل الخامس : تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر

                الأصل الخامس : تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر

                ومن أصول أهل السنَّة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره - صلى الله عليه وسلم - بطاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواحٍ ، بخلاف المعتزلة الذين يوجبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئًا من الكبائر ولو لم يكن كفرًا ويعتبرون هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والواقع أن عمل المعتزلة هذا هو أعظم المنكر : لما يترتب عليه من مخاطر عظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الأعداء .

                تعليق


                • #9
                  الأصل السادس : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

                  الأصل السادس : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

                  ومن أصول أهل السنَّة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما وصفهم الله بذلك في قوله - تعالى - لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم قال تعالى : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .

                  وعملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم - : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه .
                  خلافًا للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويجحدون فضائلهم . ويرى أهل السنَّة أن الخليفة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنهم أجمعين - فمن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله لمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب .

                  تعليق


                  • #10
                    الأصل السابع : محبة أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوليهم

                    الأصل السابع : محبة أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوليهم

                    ومن أصول أهل السنَّة والجماعة محبة أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوليهم عملًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : أذكركم الله في أهل بيتي .

                    ومن أهل بيته أزواجه أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن وأرضاهن - ، فقد قال الله تعالى - بعد ما خاطبهن بقوله : يَانِسَاءَ النَّبِيِّ ، ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم - : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا .

                    والأصل في أهل البيت قرابة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والمراد بهم هنا الصالحون منهم خاصة ، أما قرابته غير الصالحين فليس لهم الحق كعمه أبي لهب ومن شابهه ، قال تعالى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ .

                    فمجرد القرابة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - والانتساب إليه من غير صلاح في الدين لا يغني صاحبه من الله شيئًا ، قال - صلى الله عليه وسلم - : يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا . يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا . يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا . يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا .

                    وقرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة والاحترام ، ولا يجوز لنا أن نغلو فيهم فنتقرب إليهم بشيء من العبادة أو نعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله لأن الله سبحانه يقول لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا .

                    قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ .

                    فإذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - كذلك فيكف بغيره ! فما يعتقده بعض الناس بمن ينتسبون لقرابة الرسول اعتقاد باطل .

                    تعليق


                    • #11
                      الأصل الثامن : التصديق بكرامات الأولياء

                      الأصل الثامن : التصديق بكرامات الأولياء

                      ومن أصول أهل السنَّة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء - وهي ما قد يجريه الله على أيدي بعضهم من خوارق العادات إكرامًا لهم كما دل على ذلك الكتاب والسنَّة .

                      وقد أنكر وقوع الكرامات المعتزلة والجهمية وهو إنكار لأمر واقع معلوم - ولكن يجب أن نعلم أن من الناس في وقتنا من ضل في موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأعمال السحرة والشياطين والدجالين - والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة
                      - فالكرامة ما يجري على أيدي عباد الله الصالحين .
                      - والشعوذة ما يجري على يد السحرة والكفرة والملاحدة بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم.

                      والكرامة سببها الطاعة .
                      والشعوذة سببها الكفر والمعاصي .

                      تعليق


                      • #12
                        الأصل التاسع : اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باطنًا وظاهرًا

                        الأصل التاسع : اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باطنًا وظاهرًا

                        ومن أصول أهل السنَّة والجماعة في الاستدلال اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باطنًا وظاهرًا واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عمومًا واتباع الخلفاء الراشدين خصوصًا حيث أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .

                        ولا يقدمون على كلام الله وكلام رسوله كلام أحد من الناس . ولهذا سموا أهل الكتاب والسنَّة . وبعد أخذهم بكتاب الله وسنة رسوله يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين : الكتاب والسنَّة . وما اختلف فيه الناس ردوه إلى الكتاب والسنَّة عملًا بقوله تعالى : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .

                        فهم لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون موافقًا للكتاب والسنَّة ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب ، ولا يسمحون بالاجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم . ولا إنكار عندهم في مسائل الاجتهاد السائغ . فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع . بل يحب بعضهم بعضًا ويوالي بعضهم بعضًا ويصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون أو يضللون أو يكفرون من خالفهم .

                        تعليق


                        • #13
                          الخاتمة

                          الخاتمة

                          ثم هم مع هذه الأصول التي مر ذكرها يتحلون بصفات عظيمة هي من مكملات العقيدة ومن أعظم هذه الصفات:

                          أولًا : أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة عملًا بقوله تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .

                          وبقوله - صلى الله عليه وسلم - : من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه . فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان .

                          وقلنا على ما توجبه الشريعة خلافًا للمعتزلة الذين يخرجون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عما توجبه الشريعة فيرون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الخروج على ولاة أمر المسلمين إذا ارتكبوا معصية وإن كانت دون الكفر . فأهل السنَّة والجماعة يرون مناصحتهم في ذلك دون الخروج عليهم وذلك لأجل جمع الكلمة والابتعاد عن الفرقة والاختلاف .
                          قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد أكثر من الذي في إزالته .

                          ثانيًا : ومن صفات أهل السنَّة والجماعة المحافظة على إقامة شعائر الإسلام من إقامة صلاة الجمعة والجماعة خلافًا للمبتدعة والمنافقين الذين لا يقيمون الجمعة والجماعة .

                          ثالثًا : ومن صفاتهم قيامهم بالنصيحة لكل مسلم والتعاون على البر والتقوى عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم - : الدين النصيحة ، قلنا لمن . قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
                          وبقوله - صلى الله عليه وسلم - : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا .

                          رابعًا : ومن صفاتهم ثباتهم في مواقف الامتحان وذلك بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء .

                          خامسًا : ومن صفاتهم أنه يتحلون بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار ، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والظلم والترفع على الناس عملًا بقوله تعالى : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا .
                          وبقوله - صلى الله عليه وسلم - : أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا .

                          نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه . وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

                          تعليق


                          • #14
                            الرسالة على هيئة ملف pdf

                            لتحميل الرسالة على هيئة ملف PDF منسق و جاهز للطباعة

                            اضغط على الأيقونة في الأسفل



                            التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فريد القبائلي; الساعة 11-Feb-2013, 06:51 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              أصول أهل السنة و الجماعة

                              و هذه قراءة للرسالة للشيخ:
                              محمد سعيد رسلان -حفظه الله-
                              مع تعليق يسير عليها
                              :



                              هذه المحاضرة أضيفت بتاريخ : 16-02-2010

                              تاريخ إلقاء هذه المحاضرة : الجمعة 7 من صفر 1431هـ الموافق 22-1-2010م

                              مكان إلقاء هذه المحاضرة : بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون - محافظة المنوفية - مصر

                              حجم الملفات : ( RM : 5.98 MBytes ) - ( MP3 : 16.71 MBytes )

                              مدة الدرس: 01:22:46

                              للتحميل بصيغة: MP3
                              للتحميل بصيغة: RM

                              تعليق

                              يعمل...
                              X