
-
19-Feb-2007, 08:50 PM #1
عضو
- تاريخ التسجيل
- Jul 2006
- الدولة
- المملكة العربية السعودية
- المشاركات
- 596
أنفعها العزلة المصحوبة بالاشتغال بالعلوم النافعة
(فصل)
اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن مداواة مرض القلب واجبة وهي تأتي من وجوه كثيرة جدًا نشير إلى بعضها.
أحدها وهي من أنفعها العزلة المصحوبة بالاشتغال بالعلوم النافعة. فبالعزلة يتقيد الظاهر عن مخالطة من لا تصلح مخالطته ومن لا يأمن دخول الآفات عليه بصحبته.
فيتخلص من المعاصي التي يتعرض لها بالمخالطة مثل الغيبة والمداهنة والتملق والرياء والتصنع.
ويحصل له بذلك السلامة من مسارقة الطباع الرديئة والأخلاق الدنيئة.
ويستفيد بذلك أيضًا صيانة دينه ونفسه عن التعرض للخصومات وأنواع الشرور والفتن.
فإن للنفس تولعًا وتسرعًا إلى الخوض في مثل هذا.
فينبغي للإنسان أن يكف لسانه عن السؤال عن أخبار الناس وما هم مشغولون فيه وما هم منهمكون فيه ومنكبون عليه من القيل والقال مما لا فائدة فيه وضرره يزيد على نفعه وربما أنه ضرر خالص.
وقال آخر وإذا هممت بالباطل وما لا فائدة فيه فاجعل مكانه تسبيحًا وتهليلاً.
وينبغي أن يصون سمعه عن الإصغاء إلى أراجيف البلدان وما شملت عليه من الأحوال التي تضر ولا تنفع.
وليحرص على أن لا يأتيه من شأنه التطلع والبحث عن شؤونه وأحواله كأصحاب المقابلات والمولعين بأكل لحوم الغوافل.
وليجتنب صحبة من لا يتورع في منطقه ولا يضبط لسانه عن الاسترسال في دقائق الغيبة والوقيعة والتعرض بالطعن على الناس والقدح فيهم.
فإن ذلك مما يكدر صفاء القلب ويؤدي إلى ارتكاب مساخط الرب.
فليهجره وليفر منه فراره من الأسد ولا يتجمع معه في مكان البتة.
وفي الخبر "مثل الجليس السوء كمثل الكير إن لم يحرقك بشرره علق بك من ريحه".
وفي الأخبار السالفة أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام "يا ابن عمران كن يقظانًا وارتد لنفسك إخوانًا وكل أخٍ أو صاحب لا يؤازرك على مبرتي فهو لك عدو".
وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام فقال له "يا داود ما لي أراك منتبذًا وحدانيًا" فقال إلهي قليت الخلق من أجلك.
فقال "يا داود كن يقظانًا وارتد لنفسك أخدانًا وكل خدنٍ لا يوافقك على مبرتي فلا تصحبه فإنه لك عدو ويقسي قلبك ويباعدك مني".
قال الشاعر:
فَخَفْ أَبْنَاءَ جِنْسِكَ واخْشَ منهم *** كَمَا تَخْشِى الضَّراغِم والسَّبِنْتَا
وخَالِطْهُمْ وزَايِلهُمْ حِذَارًا *** وكُنْ كالسَّامِري إِذَا لُمِسْتَا
وروي عن عيسى عليه السلام لا تجالسوا الموتى فتموت قلوبكم قيل من الموتى قال "المحبون للدنيا الراغبون فيها وبالابتعاد عن الناس إلا لضرورة أو حاجة ماسة ينكف بصر الإنسان عن النظر إلى زينة الدنيا وزهرتها وزخرفها".
وينصرف خاطره عن الاستحسان إلى ما ذمه الله منها فتمتنع بذلك النفس عن التطلع إلى الدنيا والاستشراف لها ومنافسة أهلها فيها.
قال جل وعلا وتقدس (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا)الآية.
سلاح اليقظان للشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله
ص169-170التعديل الأخير تم بواسطة ; 22-Feb-2007 الساعة 01:03 PM
-
11-Apr-2007, 11:44 PM #2
عضو
- تاريخ التسجيل
- Jul 2006
- الدولة
- المملكة العربية السعودية
- المشاركات
- 596
سبحان الله في هذه الجمل نصائح عظيمة .
-
12-Apr-2007, 08:44 PM #3
المدير العام
- تاريخ التسجيل
- Aug 2005
- المشاركات
- 2,217
الله أكبر؛ وبارك الله فيك على دقيق نقلك .
قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)
-
14-Apr-2007, 12:15 AM #4
نرجو من العضو أن يراسل الإدارة لتغيير الاسم وفق النظام
- تاريخ التسجيل
- Feb 2007
- المشاركات
- 728
ما شاء الله نقل قيم ونافع .. بارك الله فيكم
-
23-Nov-2007, 09:50 PM #5
عضو
- تاريخ التسجيل
- Jul 2006
- الدولة
- المملكة العربية السعودية
- المشاركات
- 596
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا
-
07-Jan-2014, 09:34 PM #6
مساعد
- تاريخ التسجيل
- Nov 2011
- الدولة
- مصر -حماها الله-
- المشاركات
- 1,219
رد: أنفعها العزلة المصحوبة بالاشتغال بالعلوم النافعة
نصيحة غالية لطالب العلم الهمام
يرفع للفائدة