إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

لأول مرة على الشبكة :: 20 فتوى صوتية ومفرغة للعلماء السلفيين في (العمليات الانتحارية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لأول مرة على الشبكة :: 20 فتوى صوتية ومفرغة للعلماء السلفيين في (العمليات الانتحارية)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    معذرة حاولت نقلها لكن تعذر ذلك، لذا فأحيلكم إلى المشاركة الأصلية



    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    جزاكم الله خيرا

    تعليق


    • #3
      بوركت .

      المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن المصري
      [align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      فتاوى العلماء السلفيين في
      "العمليات الانتحارية"


      جمع: أبي عبد الرحمن المصري
      منتديات مصر السلفية

      الشيخ عبد العزيز بن باز[/align]

      السؤال: ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟
      الجواب: الذي أرى وقد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصح، لأنه قتل للنفس، والله يقول: ((ولا تقتلوا أنفسكم))، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة))، يسعى في هدايتهم، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين، وإن قتل فالحمد لله، أما أنه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم! هذا غلط لا يجوز، أو يطعن نفسه معهم! ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصح، إنما الواجب عليهم الدعوة إلى الله، والتعليم، والإرشاد، والنصيحة، من دون هذا العمل) اهـ
      كتاب الفتاوى الشرعية للحصين، ص166

      [align=center]الشيخ محمد ناصر الدين الألباني[/align]

      (والجواب أن العمليات الانتحارية هذه لها صورتان:
      الصورة التي تجوز لا وجود لها اليوم في اعتقادي إلا أن يكون شيء لا نعلمه، وهو أن يكون المنتحر أقدَمَ على الانتحار بطريقة ما لإصابة أكبر عدد ممكن من أعداء الله، أن يكون انطلاقه إلى هذه العملية الانتحارية تنفيذًا لأمر قائد الأعداء الذي يعرف ما تحتاجه الأمة المسلمة من الفداء، هذا يجوز أما أن يُقْدِم المسلم على عملية انتحارية بمحض رأيه واجتهاده فهذا لا يجوز، واضح الجواب؟) اهـ
      سلسلة الهدى والنور رقم 273
      [align=center]======================================[/align]
      السؤال الثالث: هل يجوز ركوب سيارة مفخخة بالمتفجرات والدخول بها وسط الأعداء وهو ما يسمى الآن بالعمليات الانتحارية؟ مع الدليل.
      الجواب: قلنا مرارًا وتكرارًا عن مثل هذا السؤال بأنه في هذا الزمان لا يجوز، لأنها إما أن تكون تصرفات شخصية فردية لا يتمكن الفرد عادةً من تغليب المصلحة على المفسدة أو المفسدة على المصلحة، أو إذا لم يكن الأمر تصرفًا فرديًا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة أيضًا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية، فحينئذ يُعتبر هذا انتحارًا، أما الدليل فمعروف! فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما، أنَّ من نَحَر نفسه بأي آلة فهو في جهنم يعذب بمثلها، إنما يجوز مثل هذه العملية الانتحارية -كما يقولون اليوم- فيما إذا كان هناك حكم إسلامي، وعلى هذا الحكم حاكم مسلم، يحكم بما أنزل الله، ويطبق شريعة الله في كل شئون الحياة، منها: نظام الجيش، ونظام العسكر، يكون أيضًا في حدود الشرع، فإذا رأى الحاكم الأعلى -وبالتالي يمثله القائد الأعلى للجيش- إذا رأى أنَّ مِن مصلحة المسلمين إجراء عملية انتحارية في سبيل تحقيق مصلحة شرعية هو هذا الحاكم المسلم هو الذي يُقَدِّرها مستعينًا بأهل الشورى في مجلسه، ففي هذه الحالة فقط يجوز مثل هذه العملية الانتحارية، أما سوى ذلك فلا يجوز) اهـ
      سلسلة الهدى والنور 451
      [align=center]======================================[/align]
      (يقول السائل: يعني أولاً ما يتعلق بموضوع فلسطين والجهاد هناك، بعض الجماعات تُقِر الجهاد الفردي مستدلة بموقف الصحابي أبي بصير، وتقوم بما يسمى "عمليات استشهادية" -لا أقول انتحارية!- فالسؤال يقول: فما حكم هذه العمليات؟
      الشيخ: هنشوف الحكم، [كام سنة صار لهم]؟
      أحد الحاضرين: أربع سنوات.
      الشيخ: [...] من ثمارهم تعرفونها ...
      السائل: استدلالهم بموقف أبي بصير.
      الشيخ: شو عمل أبو بصير؟! عمل مثل ما عملوا الجماعة الآن؟! ولا خرج؟!
      السائل: خرج.
      الشيخ: رجعنا إلى حيث كنا، هل هم خرجوا؟!
      السائل: نعم هم يقومون بعمليات من الخارج، من خارج فلسطين إلى داخل فلسطين.
      الشيخ: [...] هذا بسؤالك، فما باله إذا سمع الجواب؟! هههه) اهـ
      سلسلة الهدى والنور 527
      [align=center]======================================[/align]
      (هذه مسألة تربطني بمسألة أخرى تقع اليوم، وسُئِلت عنها مرارًا، وهو الذي يمسى بـ.. شو بيسموها تبع الـ تفجير نفسه؟! ها؟ العمليات الانتحارية هذه، هل يجوز هذا؟ هذا واقع، ولا بد لي من جواب عليه، أقول: هذا يجوز ولا يجوز، ما يقع اليوم لا يجوز لأنها تصرفات فردية، ومنطلقة من عواطف جامحة، لا يُقيدها شرع ولا عقل، ولا فرق بين هذا المسلم ينتحر وذاك الشيوعي أو الياباني كما وقع يوم ما وقعت المعركة بينهم وبين الأمريكان، فهذا وهذا سواء، لأنه هذا لا ينطلق عن دينه، وعن فتوى من أهل العلم، فلا يجوز، أما لو كان هناك حاكم مسلم، وبالتالي قائد للجيش مسلم، وفقيه، فيدرس الناحية العسكرية، وساحة المعركة، وإلى آخره، يُقَدِّر المرابح والخسائر، بيعمل [...] المعادلة بين الربح وبين الخسارة، ثم يجد أنّ الربح في هذه العملية الانتحارية تفوق خسارة هذا الشباب المسلم، فحينئذ نقول: يجوز، لأنه مثل هذا وقع في بعض المعارك الإسلامية الأولى، مثل: فتح دمشق مثلاً، الشام .. بلاد الشام، ونحو ذلك، وقعت بعض العمليات الانتحارية، كان الجندي يستأذن قائده، ويقول بأنه يريد أن يموت شهيدًا ويهجم على الكردوس هذا يعني جماعة الروم وأمثالهم، ويظل يقتلهم حتى يقتلوه، فيسمح له القائد، وفعلاً يكون نهايته أنه يستشهد في سبيل الله تعالى، فإذًا فلنتفقه في معرفة الأحكام لما يقع، ونؤجل البحث في أمور لم تقع) اهـ
      سلسلة الهدى والنور 533
      [align=center]======================================[/align]
      السائل: العمليات اللي بتقوم بيها .. العمليات الاستشهادية أي الانتحارية، تجوز ولا لأ؟
      الشيخ، لأ، ما يجوز.
      سلسلة الهدى والنور 678
      [align=center]======================================[/align]
      السائل: ذكرت في جلسة سابقة .. ما أجزت العمليات الانتحارية، العمليات الانتحارية ما أجزتها، [نريد] توضيح -بارك الله فيك-، وهل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعدم سماح والديه له؟
      الشيخ: أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل، لكن المشكلة أن المجالس تختلف، تارةً نوجِز، تارةً نُفَصِّل، من المعلوم عند العلماء جميعًا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارًا بمعنى خلاصًا من مصائب، من ضيق ذات اليد، من مرض أَلّمَّ به حتى صار مرضًا مزمنًا، ونحو ذلك، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام، وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أن من قتل نفسه بسُمٍّ أو بِنَحْر نفسه أو نحو ذلك بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة، حتى فَهِم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرًا، لأنه ما يفعل ذلك إلا وقد نَقَم على ربه -عز وجل- ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار، فضلاً عن أن ينفذ فكرة الانتحار، ذلك لأن المسلم -وهنا مثال للموضوع السابق أن العلم يجب أن يقترن به العمل، وإذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح-، حينما يعلم المسلم ويُرَبَّى المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة، تختلف ثمراته .. انطلاقاته في الحياة الدنيا، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله ورسوله، لا، ءامنوا بالله ورسوله ولكن ما عرفوا ما قال الله ورسوله، فمما قال الله -عز وجل- على لسان نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((عجب أمر المؤمن كله، إن أصابته سَرَّاء حَمِد الله وشكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضَرَّاء صبر فكان خيرًا له، فأمر المؤمن كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن))، فمن أصابه مرض مُزْمِن، من أصابه فقر مُدْقِع وهو مؤمن ما تفرق معه، إن كان صحيح البُنْيَة أو كان عليلها، إن كان غني المال أو كان فقيره، ما تفرق معه، لأنه -كما يقال في بعض الأمثال العامية- هو كالمنشار، الطالع والنازل هو مأجور يأكل حسنات، إن أصابته سرَّاء شكر الله -عز وجل- فأثيب خيرًا، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، فالذي ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنًا.
      لكن يمكن .. نستطيع أن نتصور أن مسلمًا ما قادته نوبة فكر انحرف به فانتحر، هذا يمكن أن يقع، لهذا الإمكان ولهذا الاحتمال ما نقول نحن يقينًا هذا ليس مؤمنًا، هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها، إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلومًا بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام، هذا إذا مات لا يُدفن في مقابر المسلمين، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعُرف أنه انتحر نَقَم على الله -عز وجل- ما أَحَلَّ به من مصائب، أمَّا قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر، لهذا الاحتمال لا نقول نحن أنَّ كل من انتحر فهو كافر، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
      الآن نأتي إلى إيش الانتحارية؟ العمليات الانتحارية، هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم، حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلاً بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلاً.
      نحن نقول: العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة، وكلها محرمة، وقد تكون من النوع الذي يُخَلَّد صاحبه في النار، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار -كما شرحت آنفًا-، أما أن يكون عملية الانتحار قُربة يتقرب بها إلى الله اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه، في سبيل وطنه، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقًا، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين، أقول: اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقًا، هناك قتال، هناك قتال في كثير من البلاد، أما الجهاد يكون تحت راية إسلامية، ويقوم على أساس أحكام إسلامية، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه، لا يتصرف باجتهاد من عنده، وإنما هو يأتمر بأمر قائده، وهذا القائد ليس هو الذي نَصَب نفسه قائدًا، وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين، فأين خليفة المسلمين اليوم؟ أين الخليفة بل الحكام الذي رفع راية الإسلام ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله وأن يجاهدوا في سبيل الله -عز وجل-؟ هذا لا وجود له، فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يشترط أن يكون تحت راية إسلامية، هذه الراية الإسلامية لا وجود لها، فإذًا جهاد إسلامي لا وجود له، إذًا انتحار إسلامي لا وجود له، أنا أعني انتحارًا قد كان معروفًا من قبل، في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام، نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار، مثلاً: حينما يَهْجُم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس، على جماعة من الكفار المشركين، فيعمل فيهم ضربًا يمينًا ويسارًا، هذا في النادر قلما يسلم، فهل يجوز له أن يفعل ذلك؟ نقول: يجوز ولا يجوز، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول -عليه السلام- إذا أذن له جاز له ذلك، أما أن يتصرف من نفسه فلا يجوز له لأنها مخاطرة، ومغامرة، إن لم نقل مقامرة، تكون النتيجة خاسرة، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم، أو الخليفة المسلم، لِمَ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يُقَدِّر الأمور حق قدرها، وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلاً مائة من المسلمين على ألف، أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم، وهو يعلم أنه قد يُقتَل منهم عشرات، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين، فإذا قائد الجيش المسلم المُوَلَّى لهذه القيادة من الخليفة المسلم أَمَرَ جنديًا بطريقة من طرق الانتحار العصرية، يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس، كما نسمع اليوم مثلاً أفراد يتسلقون الجبال، ويذهبون إلى جيش من اليهود، ويَقتلون منهم عددًا، ثم يُقتَلون ما الفائدة من هذه الأمور؟! هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها في صالح الدعوة الإسلامية إطلاقًا.
      لذلك نحن نقول للشباب المسلم: حافظوا على حياتكم، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم، وأن تتعرفوا عليه تعرفًا صحيحًا، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم، هذا العمل ولو كان بطيئًا، ولو كان [...] فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم، مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم، كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكمًا، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولاً، وخير الهُدَى هُدَى محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-) اهـ
      سلسلة الهدى والنور 760
      [align=center]======================================[/align]
      السائل: عند أبي داود -رضي الله عنه-: "عَجِبَ ربُّنا لرجل -أو كما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قاتل الجيش، وانهزم الجيش، وعاد وحده، وقاتل حتى قُتِل".
      ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو دليل لجواز العمليات ضد اليهود الفردية، يعني: الأشخاص الذين يذهبون مُدَرَّبين بالسلاح، وجاهزين بالسلاح، وانتقامًا لحُرمات الله -تبارك وتعالى-، جزاك الله خيرًا؟
      الجواب: وأنت جزاك الله خيرًا، أما عن الحديث فأنا لا أستحضره الآن هل هو صحيح أو ضعيف- ، وسنن أبي داود -كما تعلمون- فيه من هذا وفيه من هذا، ولكن إذا كان المقصود بالسؤال عن صحة الحديث أو ضعفه هو الناحية الفقهية منه، فممكن الوصول إلى الجواب عن الناحية الفقهية، ولو توقفنا الآن عن الجواب عن ثبوت الحديث أو ضعفه، لكن لعلَّ بعض إخواننا يذكر شيئًا .. تذكر شيء؟
      المهم، العمليات الانتحارية التي تقع اليوم، أنا بقول في مثلها: تجوز ولا تجوز، وتفصيل هذا الكلام المتناقض ظاهرًا: تجوز في النظام الإسلامي، في الجهاد الإسلامي، الذي يقوم على أحكام الإسلام، ومن هذه الأحكام ألا يتصرف الجنديُ برأيه الشخصي، وإنما يأتمر بأمر أميره، لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- كان يقول: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني"، فإذا كان هناك -ونرجو أن يكون هذا قريبًا- جهاد إسلامي قائم على النظام الإسلامي، وأميره لا يكون جاهلاً، إنَّما يكون عالِمًا بالإسلام، خاصة الأحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل الله، هذا القائد أو هذا الأمير -أمير الجيش- المفروض أنَّه هو الذي يعرف وأخذ مخطط ساحة المعركة وتصورها في ذهنه تمامًا، فهو يقال في مثله: "يعرف كيف تُؤكل الكَتِف"، يعرف مثلاً إذا كان هناك طائفة من الجيش له نكاية شديدة في الجيش الإسلامي، ويرى أن يُفادي بجندٍ من جنوده ويختار، -هذا مثال وأنا لستُ عسكريًا لكن الإنسان يستعمل عقله-، كلنا يعلم أنَّ الجنود ليسوا في البسالة بنسبةٍ واحدة والشجاعة، وليسوا بنسبة واحدة في معرفة القتال وأحكام القتال وأصول القتال وإلى آخره، فأنا بتصور إنه هذا القائد الخبير الخِرِّيت هيأخذ رجل من الساقَة، يعني من الذين يصلحون للطبخ والنفخ مش يصلحون للقتال! لأنَّه لا يحسن القتال، وليس عنده شجاعة، بيقوله: تسلح بالقنابل، واركب الطائرة، وروح ارمِ فيها هالجماعة اللي موجودين في الأرض الفلانية، هذا انتحار يجوز، أمَّا ييجي واحد من الجنود -كما يفعلون اليوم- أو من غير الجنود أنَّه ينتحر في سبيل قتل اثنين ثلاثة أربعة من الكفار، فهذا لا يجوز، لأنَّه تصرف شخصي ليس صادرًا من أمير الجيش، هذا التفصيل هو معنى قولنا: "يجوز ولا يجوز"، ولعلَّ الجواب واضح إن شاء الله، أما الحديث فأرجو أن تتابعني بالسؤال هاتفيًا إذا كان بإمكانك، حتى أُراجعه، وأستفيد أنا أولاً، ثمَّ نفيد غيرنا ثانيًا.
      السائل: القضية ليست هو أنْ يُفجر نفسه، إنَّما هو يُقاتل بسلاحه، فيُقتل بأيدي اليهود، هذه القضية.
      الشيخ: هي نفسها يا أخي! فيه جيش إسلامي يُجاهد في سبيل الله؟؟ ما في!
      السائل: الرجل الذي هجم على صف الروم، كما في رواية ...
      الشيخ: أرجوك ما تستعجل، فيه جيش يُجاهد في سبيل الله فقاتل هذا بهذه الطريقة؟؟ الجواب: لا.
      السائل: قضية أنَّه يُجرأ المسلمين على ...
      الشيخ: نحن من أين أخذنا التفصيل بارك الله فيك؟ من المعارك التي كانت تقع في [السارية]، كان ييجي الرجل الذي بدّو يقتل جماعة من الكفار، يقول للقائد: أنا أريد أن أهجم على كردوس هذا الجماعة كذا، يقول له: يلاّ هيا في سبيل الله، فيسمع له ويأذن له، لكن ماذا تقول لو قال له: لا، هل يجوز له أن يتقدم؟
      السائل: في حالة القائد: لا، لا يجوز له.
      الشيخ: هذا قصدي، أنا ذكرت لك ما يجوز وما لا يجوز، حينما يكون هناك جهاد قائم على الأحكام الشرعية، لو قائد هو الذي يُنظم المعارك، وهو الذي يأذن بأنْ ينتحر فلان في سبيل القضاء على عدد من الكفار، الآن هذا غير موجود، ولذلك يجب سدّ هذا الباب، حتى نهيأ الجو الذي نوجِد فيه خليفة أولاً، ونوجد قائد يأتمر بأمر الخليفة، ونوجد جند يأتمرون بأمر إيش؟ القائد، وهكذا، ولذلك لا بدَّ من: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ)).
      السائل: [...] على الشباب إنه من طرق إحياء هذا العمل إنه هذه العمليات هو ما قتل أربعة، ما نظر للقتل، لكن إلى مردودها كبيرة في حماس الشباب، وإقبالهم على الإسلام، والعزة التي تُشعَر أو تُحَس بالنفوس، يعني بعدها فيها أثر طيب، هذه العمليات من هذا الباب يقولوا أنَّها طيبة ...
      الشيخ: رغوة صابون، من متى بدأت هذه؟
      السائل: من قريب.
      الشيخ: طيب، ماذا تغير المجتمع ...؟
      السائل: يعني على المدى يحسبونها.
      الشيخ: ما يتغير المجتمع الإسلامي إلا بالتصفية والتربية، هؤلاء الذين ينتحرون الله أعلم بعقيدتهم، الله أعلم بعبادتهم، قد يكون فيهم من لا يصلي، قد يكون شيوعيًا، وإلى آخره ...
      السائل: أسأل عن المسلمين.
      الشيخ: يا أخي أنا عارف أنا عارف، أنت تسأل عن مسلم، لكن أنا بحكي عن الواقع، أنا بحكي عن الواقع. نعم.
      السائل: يعني لو تصورنا أنَّ منظمة كـ"حماس" تدعوا إلى الإسلام وتجاهد [...] تجاهد في سبيل الله.
      الشيخ: سبق الجواب يا أستاذ.
      السائل: فإذا كان هناك قادة لهم عسكريون، وأوعدوا إلى بعض الأفراد أنْ يُهاجموا فئة من اليهود.
      الشيخ: الله يهدينا وإياكم، الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة ليست إسلامية، شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، وين العدة؟! العالم الإسلامي كله بيتفرج، ودولي بيتقتَّلوا وبيتذبَّحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة "حماس" هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا -بارك الله فيكم-! نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن.

      [align=center]الشيخ محمد بن صالح العثيمين[/align]

      1 - قال رحمه الله في شرحه لأصول التفسير عند قول الله تعالى ((لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)):
      (ولما ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا، ماذا أنتج هؤلاء؟ أسألكم، هل أقبل الكفار على الإسلام؟ أو ازدادوا نفرة منه؟ ازدادوا نفرة منه، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا يُنْسَب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة، والإسلام بريء منها، الإسلام بريء منها، حتى بعد أن فُرِضَ الجهاد ما كان الصحابة –رضي الله عنهم- يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم، أبدًا، إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد.
      أما هذا الإرهاب فهو –والله- نقص على المسلمين، أقسم بالله! لأنا نجد نتائجه، ما في نتيجة أبدًا! بل هو بالعكس فيه تشويه السمعة، ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً، ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية، لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة) ا.هـ.
      الشريط الأول من شرح أصول التفسير (1419 هـ)
      [align=center]======================================[/align]
      2 - وقال رحمه الله في شرحه لـ"رياض الصالحين (1/165–166)" عند شرحه لحديث الغلام والساحر :
      (... أما ما يفعله بعض الناس من الانتحار، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله، ومن قَتَل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين، كما جاء في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لأن هذا قَتَل نفسه لا في مصلحة الإسلام، لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين لم ينتفع الإسلام بذلك، لم يُسلم الناس، بخلاف قصة الغلام، فإن فيها إسلام الكثير، كل من حضر [...] أسلم، أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين من العدو فهذا لا يقتضي أن يُسلم الناس، بل ربما يتعنت العدو أكثر، ويُوغر صدره هذا العمل حتى يفتِكَ بالمسلمين أشد فتك، كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين، فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جرَّاء ذلك ستين نفرًا أو أكثر، فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين، ولا انتفاع للذين فُجرت هذه المتفجرات في صفوفهم.
      ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير حق، وأنه موجب لدخول النار -والعياذ بالله-، وأن صاحبه ليس بشهيد، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولاً ظانًّا أنه جائز فإننا نرجو أن يسلم من الإثم، وأما أن تُكتب له الشهادة فلا! لأنه لم يسلك طريق الشهادة، لكنه يسلم من الإثم لأنه متأول، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر) اهـ
      [align=center]======================================[/align]
      فضيلة الشيخ -عفا الله عنك- نسمع في بعض ساحات الجهاد ممن يقوم بأعمال جهادية ويسميها البعض "أعمالاً انتحارية" بأن يحمل معه أو يلغم نفسه بالقنابل، ويلقي بنفسه بين جنود العدو لتتفجر القنابل في جسده، فيموت أولهم، فهل يقاس هذا الفعل على العبد الذي يَعْجَب الله منه وهو يقاتل بلا درع؟
      الجواب: هذه الأعمال الانتحارية التي يذهب الإنسان إلى عدوه وقد ملأ جسمه من القنابل لتتفجر ويكون هو أول قتيل فيها محرمة، والفاعل لها قاتل لنفسه، وقتله لنفسه واضح، حَمَل قنابل وتفجرت به فمات، وقد ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه "من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا"، لكن إذا كان هذا الإنسان فَعَل ذلك جاهلاً يظن أن هذا من تمام الجهاد، فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يعذبه بذنبه، لأنه متأول، وأما من علم بذلك فإنه يعتبر قاتلاً لنفسه، وقد يورد علينا بعض الناس في هذا القول: أنّ البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة بني حنيفة أمر أصحابه أن يحملوه ويقذفوا به داخل الباب؛ باب الحَوْطة، من أجل أن يفتح الباب لهم، وهذا لا شك أنه إلقاء بنفسه إلى أمر خطير، فيقال: إن البراء بن مالك -رضي الله عنه- قد وثق من نفسه أنه سينجو، وفيه احتمال ولو واحد من مائة أنه ينجو، لكن من تقلد بالقنابل التي نعلم علم اليقين أنه أول من يموت بها فهذا ليس عنده احتمال ولا واحد في المائة ولا واحد في الألف أنه ينجو، فلا يصح قياس هذا على هذا، نعم للإنسان الشجاع البطل الذي يعرف نفسه أن يخوض غمار العدو ويخرق صفوفهم لأن النجاة فيها احتمال، وعلى هذا فيكون إيراد مثل هذه القضية غير وارد، لأن هناك فرقًا بين من يعلم أنه سيموت ومن عنده احتمال أنه سينجو.) اهـ
      لقاء الباب المفتوح رقم 80
      [align=center]======================================[/align]
      السؤال: استدل بعض الناس بجواز قتل النفس أو ما يسمونه بالعمليات الانتحارية بحديث ذكره مسلم في صحيحه، حديث قصة غلام أصحاب الأخدود، فهل استدلالهم هذا صحيح؟
      الجواب: هذا صحيح في موضعه، هذا صحيح في موضعه، يعني إذا وُجد أن قتل هذا الإنسان نفسه يحصل به إيمان أمة من الناس فلا بأس، لأن هذا الغلام لَمَّا قال للملك: خذ السهم من كنانتي ثم قل: "باسم رب هذا الغلام"، فإنك سوف تصيبني، وفعل الملك، ماذا صنع مقام الناس؟ آمنوا كلهم، هذا لا بأس، لكن الانتحاريين اليوم لا يحصل من هذا شيء، بل ضد هذا، إذا [...] أنه انتحر أول من يقتل نفسه، ثم قد يقتل واحدًا أو اثنين وقد لا يقتل أحدًا، لكن ماذا سيكون انتقام العدو؟ كم يقتل؟ يقتل الضعف أو أكثر، ولا يحصل لا إيمان ولا كف عن القتل، أفهمت؟ هذا الرد عليهم، نقول: إذا وجد حالة مثل هذه الحال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقصها علينا لنسمعها كأنها أساطير الأولين، قصها علينا لنعتبر، إذا وجد مثل هذه الحال لا بأس، بعضهم يستدل بقصة البراء بن مالك في غزوة اليمامة، حيث حاصروا حديقة مسيلمة، والباب مغلق، وعجزوا، فقال البراء: ألقوني من وراء السور، وأفتح لكم، فألقوه وفتح، هذا ما فيه دليل، ليش؟ لأن موته غير مؤكد، ولهذا حَيِي وفتح لهم الباب، لكن المنتحر الذي يربط نفسه بالرصاص والقنابل، ينجو ولاَّ ما ينجو؟ قطعًا لا ينجو، ولهذا لولا حسن نيتهم لقلنا: إنهم في النار يُعذَبون بما قتلوا به أنفسهم) اهـ
      لقاء الباب المفتوح 204
      [align=center]======================================[/align]
      السؤال: فضيلة الشيخ: علمت حفظك الله ما حصل في يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهودياً على يد أحد مجاهدي حماس، وجرح فيه قريباً من خمسين، وذلك أن هذا المجاهد لَفَّ على نفسه متفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها، وهو إنما فعل ذلك:
      أولاً: لأنه هو بنفسه إن لم يُقتَل اليوم قُتِلَ غدًا؛ لأن أشد شيء على اليهود الشباب الملتزم.
      ثانيًا: أن الحادث الذي مَرَّ في الخليل يريد أولئك المجاهدون أن ينتقموا من اليهود منه.
      ثالثًا: أنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم وغيرهم من النصارى على القضاء على الحماس الموجود في فلسطين، فهل هذا الفعل منه يعتبر انتحار أو يعتبر جهادًا؟
      وما نصيحتك في مثل هذه الحال، لأننا إذا علمنا أن هذا أمرًا محرمًا لعلنا نبلغه إلى إخواننا هنا، وفقك الله؟
      الجواب: هذا الذي وضع على نفسه هذا اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفس الرجل، لا شك أنه هو الذي تسبب لقتل نفسه، ولا يجوز مثل هذه الحال إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام، لا لقتل أفراد من الناس، لا يمثلون الرؤساء، ولا يمثلون القادة لليهود، أما لو كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزًا، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على ذلك، وضرب لهذا مثلاً بقصة الغلام، الغلام المؤمن الذي كان في أُمَّة يحكمها رجل مشرك كافر، فأراد أن يقتل هذا [الغلام] الحاكمُ المشرك الكافر، فحاول عدة مرات، مرة يُلقى من أعلى جبل -هذا الرجل-، ومرة يُلقى في البحر، ولكنه كلما فعل ما يهلك به هذا الرجل نجا، فتعجب! فتعجب الملك الحاكم، فقال له يومًا من الأيام: أتريد أن تقتلني؟ قال: نعم، وما فعلت هذا إلا لقتلك، قال: اجمع الناس كلهم، ثم خذ سهمًا من كِنانتي، واجعله في القوس، ثم ارمني به، ولكن قل: "باسم رب هذا الغلام"؛ وكانوا إذا أرادوا أن يُسَمُّوا: باسم الملك، لكن قال: قُل: "باسم رب هذا الغلام"، فجمع الناس، قال: سهلة! ليس عليّ إلا [...] جمع الناس، جمع الناس، ثم أخذ سهمًا من كنانته، وقال .. وضعه في القوس، وقال: "باسم رب هذا الغلام"، وأطلق القوس، فضربه، فهلك، فصاح الناس كلهم: الرب رب الغلام، الرب رب الغلام، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك؛ أنكروا، لماذا؟ لأنهم قالوا: هذا الرجل المشرك -الحاكم- فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يهلك، ولما جاءت كلمة واحدة: "باسم رب هذا الغلام"، هلك، إذًا: مدبر الكون هو هذا الحاكم أم الله؟ الله! فآمن الناس.
      يقول شيخ الإسلام: هذا حصل فيه نفع كبير -ولا لأ؟- نفع كبير للإسلام، وإلا مِنَ المعلوم أن الذي قتل .. أن الذي تسبب في قتل نفسه هو هذا الرجل لا شك، لكنه حصل فيه نفع كبير، آمنت أُمَّة كاملة، فإذا حصل مثل هذا فيقول الإنسان: أنا أفدي نفسي .. بل أنا أفدي ديني بنفسي ولا يهمني، أما مجرد أن يَقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، ثم ربما تأخذ اليهود بالثأر فتقتل مئات، ولولا ما يحاولون اليوم من عَقد الصلح والسلام -كما يقولون-، لرأيت فِعَالهم في الانتقام من الفلسطينيين لهذه الفِعْلة التي فعلها هذا الرجل) اهـ
      اللقاء الشهري 22
      [align=center]======================================[/align]
      السائل: ماذا تقول في العمليات الانتحارية في فلسطين؟ هل هم شهداء؟
      الشيخ: ما هي العمليات الانتحارية؟ ما هي ما هي ؟
      السائل: تفجير، تفجير يا شيخ، تفجير أنفسهم مع الأعداء.
      الشيخ: يعني يفجر نفسه؟
      السائل: نعم يا شيخ.
      الشيخ: حتى يموت؟
      السائل: نعم.
      الشيخ: هذه سبق الجواب عليها، وقلنا: إن هذا الذي يفعل ذلك قد قَتَل نفسه، وأنه مُعذَّب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا، كما ثبت ذلك عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن هذا حرام عليه؛ لأن الله قال: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ))؛ لكن هؤلاء الجهال الذين فعلوا ما فعلوا إذا كانوا جاهلين ويظنون أن هذا يقربهم إلى الله -عز وجل-، فإني أرجو ألا يُعذبوا بهذا العذاب؛ لكن ليس لهم أجر؛ لأن ما فعلوه إثمًا لو تعمدوا ذلك، لكن هم متأولون، فيُعفى عنهم، ثم إننا لا نتدخل في النيات، هل هذا لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا، أو انتقامًا لأنفسهم فقط؟ ما ندري! هذا شيء علمه عند الله؛ لكن يجب أن نعلم .. أن نلاحظ الفرق بين من يقاتل العدو انتقامًا، وبين من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، مَن الذي في سبيل الله؟ نعم؟ مَن قاتَل لتكون كلمة الله هي العليا، أما مَن قاتل انتقامًا لنفسه من قوم اعتدوا عليه فهذا لا يكون مقاتلاً في سبيل الله، لذلك يجب علينا أن نتعقل لئلا يفوتنا النصر، فإن فوات النصر للأمة الإسلامية التي تبلغ ملايين الملايين على طغاة من اليهود أو الوثنيين أو غيرهم أسبابها أنهم ما مشوا على ما ينبغي، أولاً: المعاصي عندهم كثير، والإهمال كثير، وتجد الواحد منهم يذهب -مثلاً- يقاتل العدو لكنه لا يصلي، هو نفسه لا يصلي! فلا بد أن نجاهد أنفسنا قبل كل شيء، ونصحح مسيرتنا إلى الله -عز وجل- قبل أن نقاتل؛ أن نحاول تصحيح مسيرة غيرنا.
      على كل حال، الجواب باختصار: أن الانتحار حرام، وأن من فعله فقد قتل نفسه، وعَرَّض نفسه للعقوبة العظيمة أنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا؛ لكن من فعله عن جهل أو تأويل فإننا نرجو من الله -سبحانه وتعالى- ألا يلحقه هذا العقاب) اهـ
      لقاء الباب المفتوح 125
      [align=center]======================================[/align]
      السؤال: يا شيخ بعض العمليات الانتحارية التي في فلسطين تنظمها حركة حماس، هناك بعض العلماء أفتوا بجوازها، ما رأيكم؟
      الجواب: نرى أن العمليات الانتحارية التي يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرام، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن من قَتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم، ولم يستثن شيئًا، بل هو عام، ولأن الجهاد في سبيل الله المقصود به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتحر يُدَمِّر نفسه، ويُفْقَد بانتحاره عضوًا من أعضاء المسلمين، ثم إنه [يسبب] ضررًا على الآخرين، لأن العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمَمًا إذا أمكن، ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئي الذي قد يقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، يحصل ضرر عظيم، كما هو الواقع الآن بالنسبة للفلسطينيين مع اليهود.
      وقول من يقول: "إن هذا جائز" ليس مبنيًا على أصل، إنما هو مبني على رأي فاسد في الواقع، لأن النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا، ولا حجة لهم في قصة البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة اليمامة حيث أمر أصحابه أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب، فإن قصة البراء [ما هي] هلاك مائة في المائة، ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حجة.
      بقي أن يُقال: ماذا نقول في هؤلاء المعينين الذين أقدموا على هذا الفعل؟ نقول: هؤلاء متأولون، أو مقتدون بهؤلاء الذين أفتوهم بغير علم، ولا يلحقهم العقاب الذي أشرنا إليه؛ لأنهم كما قلت لك: متأولون، أو مقتدون بهذه الفتوى، والإثم في الفتوى المخالفة للشريعة على من أفتى) اهـ
      لقاء الباب المفتوح 164
      [align=center]======================================[/align]
      سؤال: ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده, ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم؟ وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله؟
      الجواب: الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه, وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا, كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم.
      وعجبًا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات وهم يقرؤون قول الله تعالى: ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) ثم يفعلوا ذلك!! هل يحصدون شيئًا؟ هل ينهزم العدو؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود, حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكًا بعنجهيتهم, بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها (اليمينيون) الذين يريدون القضاء على العرب.
      ولكن من فعل هذا مجتهدًا ظانًّا أنه قربة إلى الله -عز وجل- فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه، لأنه متأول جاهل.
      وأما الاستدلال بقصة الغلام, فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام, لا نكاية في العدو, ولذلك لَمَّا جمع الملك الناس وأخذ سهمًا من كنانة الغلام وقال: "باسم الله رب الغلام", صاح الناس كلهم: "الرب رب الغلام", فحصل فيه إسلام أمة عظيمة, فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالاً للاستدلال, وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قصها علينا لنعتبر بها, لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حنقًا عليهم وتمسكًا بما هم عليه.) اهـ
      المصدر: فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

      [align=center]الشيخ عبد العزيز آل الشيخ[/align]

      سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-:
      (تتعرض بعض الدول الإسلامية لحرب أو احتلال من دول أخرى، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المعتدي بالطرق الانتحارية، فيقتل نفسه، ويقتل غيره من الأعداء، وربما امتد ذلك لأهل بلده أو غيرهم من الآمنين، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله، وأن المنتحر شهيد. ما رأي سماحتكم في هذا العمل؟
      فأجاب: الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال، وأجَلّ القربات، وقد جاءت في الأمر به والحث عليه نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، حتى قال بعض العلماء أن جمعها يستوعب مجلدًا كاملاً. من ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: &#171;لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها&#187; متفق عليه.
      وعن أبي عبس الحارثي -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: &#171;من اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمه الله على النار&#187; رواه البخاري وغيره.
      وله من حديث ابن أبي أوفى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: &#171;إن الجنة تحت ظلال السيوف&#187;.
      وفي الصحيحين عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: &#171;رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها&#187;.
      وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بالجهاد، حيث قال: &#171;يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ..&#187;.
      وأمر المؤمنين بذلك، فقال –سبحانه-: &#171;انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ&#187;.
      وجعل المجاهدين في سبيل الله أفضل من غيرهم من المؤمنين القاعدين، حيث قال سبحانه: &#171; لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً&#187;.
      وغير ذلك كثير من النصوص الدالة على الأمر بالجهاد وبيان فضله، وذلك لأن الجهاد في سبيل الله تتعلق به مصالح دينية وأخرى دنيوية، فمن المصالح الدينية إعلاء كلمة الله، ونشر دينه في بقاع الأرض، وكَبْت من أراد بهذا الدين وأهله سوءًا، وإظهار أهل هذا الدين الحق على غيرهم كما أمر الله بذلك، وفيه أيضًا حماية لحوزة المسلمين، ودفاع عن دينهم، وبلادهم، وأهليهم، وأموالهم، لذلك قال العلماء أن الجهاد يتعين -بمعنى أن يكون فرض عين على كل مسلم قادر- في ثلاث حالات:
      الأولى: إذا التقى الزحفان، وتقابل الصفان، حرم على من حضر الانصراف، وتعين عليه المقام والجهاد، لقوله تعالى: &#171; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا&#187;، وقوله: &#171;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ&#187;، والتولي يوم الزحف قد عده النبي -صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات.
      الحالة الثانية: إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهل البلد قتالهم ودفعهم.
      الحالة الثالثة: إذا استنفر الإمام قومًا لزمهم النفير، لقوله تعالى: &#171;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ&#187; الآية، ولحديث &#171;وإذا استنفرتم فانفروا&#187;، ويجب أن يكون الجهاد خالصًا لوجه الله، كما هو الشأن في سائر العبادات، وكذلك يجب أن يكون وفق ما شَرَع الله وبَيَّن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمن ذلك يجب أن يكون الجهاد تحت لواء المسلمين، يقوده الإمام المسلم، وأن يكون أهل الإسلام عندهم العدة الحسية من آلات الحرب، ووجود المحاربين، ولا بد من إعداد هذه العدة، وخصوصًا العدة المعنوية بتصحيح عقائد المسلمين وعباداتهم، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالجهاد الشرعي.
      أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما أسميته بالطرق الانتحارية، فان هذه الطريقة لا أعلم لها وجهًا شرعيًا، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله، وأخشى أن تكون من قتل النفس، نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب، بل ربما يكون متعينًا، لكن بالطرق التي لا تخالف الشرع.) اهـ
      المصدر: من لقائه مع جريدة الشرق الأوسط، العدد بتاريخ 21/4/2001، وانظر "الفتاوى الشرعية" للحصين ص 169

      [align=center]الشيخ صالح بن فوزان الفوزان[/align]

      السائل: في قوله -سبحانه وتعالى-: ((ولا تقتلوا أنفسكم)) هذا نص في مسألة قتل النفس، فما هو المخصِّص لهذه الآية للقول بجواز العمليات الاستشهادية عند من يقول بجوازها؟ مع أن المصلحة لا تقدم على النص.
      الشيخ: يا أخي اللي أفتى بجواز هذا هو اللي يُسأل! أنا ما أفتيت بهذا! هو اللي يُسأل عن دليله وعن شبهته في فتواه، وتخصيص هذه الآية: ((ولا تقتلوا أنفسكم))، نعم) اهـ

      السائل: هل تجوز العمليات الانتحارية وهل هناك شروط لصحة هذا العمل؟
      الجواب: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما تبغي الحياة؟! شو تعمل بالانتحار؟! والله -جل وعلا- يقول: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)) فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة، ولا يمنع هذا أنه يجاهد في سبيل الله، ويقاتل في سبيل الله، ولو تعرض للقتل والاستشهاد هذا طيب، أما أنه يتعمد قتل نفسه فهذا لا يجوز، وفي عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الغزوات، كان واحد من الشجعان يقاتل في سبيل الله، مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم إنه قُتِل، فقال الناس يثنون عليه: ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هو في النار))، هذا قبل أن يموت، قالوا ما أبلى منا .. هو جرح، فقالوا: ما أبلى أحد منا مثل ما أبلى فلان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هو في النار))، فصعب ذلك على الصحابة، كيف هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحد إلا تَبِعه وقتله يكون في النار؟! فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعد ما جُرِح، ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض .. يعني وضع غمد السيف على الأرض، ورفع ذُبابته إلى أعلى، ثم تحامل عليه، وقَتَل نفسه، تحامل على السيف ودخل السيف من صدره وخرج من ظهره فمات الرجل، فقال هذا الصحابي: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى، لماذا دخل النار مع هذا العمل؟ لأنه قتل نفسه، ولم يصبر.
      فلا يجوز للإنسان إنه يقتل نفسه [ولا يقدم على شيء فيه قتل نفسه؛ إلا إذا كان ذلك في حال الجهاد مع ولي أمر المسلمين وكانت المصلحة راجحة على مفسدة تعريض نفسه للقتل].) اهـ
      الإضافة الأخيرة بين المعوفتين من كتاب "الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَْدِيدَة" ص 124

      [align=center]الشيخ صالح اللحيدان[/align]

      [align=center]من يقتل نفسه ليس شهيداً
      قضاؤنا لا يتعاطف مع موقوفي التفجيرات
      عبدالله العريفج (الطائف- هاتفياً)[/align]
      حذّر رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من مغبة الانتماء لما يُسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي، وقال إن من أيَّد هذا التنظيم أو فكره بعيد عن الخير كله ... ثم سئل:
      قتل هؤلاء لأنفسهم انتحارًا بحزام ناسف أو تفجير خشية وقوعهم في قبضة الأمن.. ما حكمه? وهل هذا استشهاد في سبيل الله?
      فقال: الاستشهاد ليس هكذا! ولكن في أن يقابل الشخص ميادين القتال بين المسلمين والكفار في حال حرب، ثم لو أقدم وهو يعرف حتمًا أنه سيقتل دون أن يقتل أحدًا لا يُجْزَم بأن هذا استشهاد.. أن يَقتل الإنسان نفسه فمهما فعل لا يقول إنسان يعرف دلالات الكتاب والسنة أن هذا العمل استشهادي، وأن القتيل فيه شهيد! بل إن السنة جاءت صريحة بعظيم إثم من يقتل نفسه, ومن يجعل نفسه في حال يفجرها هو أو تتعرض لأي عارض سيحصل فيه تفجير وقتل فهو داخل في باب قتل الإنسان نفسه.) اهـ

      [align=center]الشيخ عبيد الجابري[/align]

      السؤال: ما حكم العمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض المقاتلين اليوم؟
      الجواب: اسمٌ على مُسمى، انتحارية وإن سمَّاها بعضهم "استشهادية"، فهي قتلٌ للنفس أولاً، وقد جاءت النصوص المستفيضة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن قاتل نفسه في النار، بشكل عام.
      الأمر الثاني: ليس فيها نِكاية للعدو، بل فيها تهييج وتحريض وتحريش العدو، وتحريك لما كان يخفيه من قوته على أهل الإسلام.
      الأمر الثالث: على أرضية الواقع -كما يقولون- ماذا صنعت العمليات هذه في فلسطين ضد إسرائيل؟ هذا المنتحر -أو المستشهد كما يُسمونه- يُفجِّر نفسه وسيارة، ويُخرِّب منشآت محدودة: كمحطة محروقات، أو محطة سكة حديدية، أو متاجر، وقد يقتل أشخاصًا، ويجرح آخرين، لكن ماذا تصنع إسرائيل؟ إسرائيل تُدَمِّر جرّاء ذلك الأخضر واليابس، وتُدَمِّر قرى، وتُداهم بيوتًا، والله أعلم ماذا يحصل جرّاء هذه المداهمات الكافرة من سلبٍ ونهبٍ وانتهاك أعراض، والواجب على المجاهد أن يسعى في حماية بيضة الإسلام، وأن يتجنب كل ما كان فيه مهلكة للإسلام وأهله، لكن هؤلاء جُهّال، ولم يجدوا راية قوية تحكمهم، وتُحسن سياستهم، ويُعلموهم الجهاد الصحيح بالرجوع إلى أهل العلم، وإنما هي نَعَرَات، وأحزاب، كل حزب يُجَرِّب قوته، ويستعرض عضلاته، وقبل يوم أو يومين سمعت في الأخبار نقلاً عن بعض قوات منظمة جهادية في فلسطين -كما يقولون- أنها أوقفت أو قررت وقف العمليات الاستشهادية -كما يقولون-، وهي في الحقيقة انتحارية، نعم، وبهذا يستبين أنها ليست من السنة في شيء، وليست من الجهاد الحق الشرعي في شيء، بل هي عملٌ أرعن، أهوج، يُضر بالإسلام وأهله، ويفسد ولا يصلح. نعم.

      [align=center]الشيخ عبد العزيز الراجحي[/align]

      يقول السائل: ما رأيكم في الحركات الاستشهادية الموجودة في الساحة الآن؟
      (والله أنا ذكرت هذا في الدورة .. دورة شيخ الإسلام ابن تيمية، سئلت عن هذا السؤال، وأجبت في الشبكة: أرى أنه ليس بمشروع، الذي ظهر لي من الأدلة أنه ليس بمشروع، وأنه ليس من جنس المبارزة بين الصفين في القتال، وليس من جنس إلقاء الرجل نفسه على الروم، يقولون إن هذا من جنسه وهو ليس من جنسه، أولاً: أن الحركات اللي بيسموها الحركات الاستشهادية ليست في صف القتال، ليست في صف القتال، وإنما هو [...] يأتي إلى أُناس آمنين ويفجر نفسه بينهم، ما هي في صف القتال، والنصوص التي جاءت أن يكون في صف القتال، المسلمون صف والكفار صف، يتقاتلون ثم يُلقي نفسه المؤمن إلى الكفار.
      ثانيًا: أن الذي يلقي بنفسه إلى الكفار ما قتل نفسه! قد ينجو! بخلاف الذي يفجر نفسه، هذا منتحر، فجر نفسه.
      ثالثًا: أنه ثبت في خيبر أن عامر بن الأكوع لما ضربه اليهودي -هذا في صحيح البخاري- ارتد إليه ذباب السيف، فأصابه، فأصاب رجله، ثم مات، فتكلم ناس من الصحابة وقالوا: إن عامر بن الأكوع أبطل جهاده مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أخيه سلمة بن الأكوع وإذا هو حزين، فسأله، قال: يا رسول الله إنهم يقولون إن عامر بطل جهاده. فقال النبي: "كذب من قال ذلك! إنه لجاهد مجاهد قل عربي [...]" فإذا كان الصحابة أَشكَل عليهم كون عامر ارتد إليه ذباب السيف بدون اختياره وقالوا بطل جهاده، فكيف بالذي يفجر نفسه باختياره؟! واضح الاستدلال؟ إذا كان عامر بن الأكوع يرتد إليه ذباب السيف بدون اختياره لما ضربه اليهودي، ولما أصابه قال الصحابة بطل جهاده، [...] لكن أشكل عليهم، هو لم يقتل نفسه ولم يفجر نفسه، وإنما [ارتد] ذباب سيفه بدون اختياره، وهو مجاهد، ثم مع ذلك قال الصحابة بطل جهاده، فقال النبي: كذب من قال ذلك، فكيف بمن يفجر نفسه؟! هذا الذي يظهر لي، وهناك بعض طلبة العلم أفتى بأن هذا استشهاد لكن [هذا ما يصح]) اهـ


      يكثر الكلام حول العمليات الاستشهادية التي تقام في فلسطين وفي غيرها، فما هو حكم هذه العمليات، وجزاكم الله خيرًا؟
      الجواب: هذه العمليات، سمعت شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله - يفتي بأنها انتحار، أنه لا يجوز للإنسان أن يضع على نفسه قنابل ويفجرها؛ لأن هذا انتحار وقتل.
      وكتب بعض الناس كتابات في هذا، وبرروا هذه العمليات، وقال: إنها تشبه ما جاء في بعض الأحاديث أو من فعل الصحابة أن بعض الصحابة يُقْدِمون على الكفار، ويلقي بعضهم بنفسه في جيش الكفار، وكذلك أيضًا يفتح الحصون وحده، ويتعرض للخطر، ولكن هذا ليس بظاهر؛ لأن هذا قياس مع الفارق؛ لأن الصحابة أو الصحابي الذي يلقي بنفسه أو يبرز للكفار، إنما هذا في صف القتال، صف القتال، صف المسلمين، وصف الكفرة، فينفذ فيهم.
      أما العمليات الاستشهادية ما فيه صف قتال أمامكم، ما فيه صف، ثم أيضًا الذي ألقى بنفسه ما قتل نفسه، ولا جعل في نفسه شيئًا، ولا عمل شيئًا، ما ضرب نفسه، وما قتل نفسه، وهذا قتل نفسه بفعله، هذا عمل شيئًا يقتل نفسه.
      ومما يدل أيضًا على ذلك ما حصل في غزوة خيبر من أن أخا سلمة بن الأكوع لما بارز رجلاً من اليهود، ارتد عليه ذباب سيفه -طرف سيفه-، فأصاب رجله، بدون اختياره، ارتد إليه سيفه -طرف سيفه- فأصابه، فلما أصابه وتوفي، صار الناس يتحدثون .. صار الصحابة يتحدثون أنه قتل نفسه، فحزن عليه سلمة بن الأكوع، وجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: مالك حزين؟ قال: يا رسول الله، إنهم يقولون -عن أخيه-: إنه قتل نفسه، فقال النبي -صلى عليه وسلم-: كذب من قال ذلك، إنه لجاهد مجاهد، له الأجر مرتين.
      فهذا يدل على أن الصحابة أشكل عليهم هذا الأمر، وأنه ارتد عليه ذباب السيف بدون اختياره، فكيف لو كان قتل نفسه باختياره، وفجر نفسه؟! وكل هذا يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يفجر نفسه، ولا أن يقتل نفسه؛ لأنه يعتبر قاتلاً نفسه، نعم.
      ولا يظهر لي الكتابة التي كتبها بعض الناس، رأيت بعض الكتابات، كتب بعض الناس يبررون هذه العمليات، ويرون أنها من الاستشهاد، وأنها من جنس إلقاء بعض الصحابة نفسه في الروم، أو إلقاء .. فتح حصون وما أشبه ذلك، فهي قياس مع الفارق. نعم.) اهـ
      من شرح كتاب الشرح والإبانة "حديث لا يزال العبد مستورا حتى يرى قبيحه حسنا" موقع الشيخ الرسمي على الإنترنت

      [align=center]الشيخ أحمد بن يحيى النجمي[/align]

      سؤال 21: فضيلة الشيخ، نسمع كثيرا عن ما يسمى بالعمليات الاستشهادية – الانتحارية – وصورتها كالآتي :
      يقوم الرجل بوضع قنبلة في ملابسه، وعندما يصل إلى منطقة معينة محددة من قبل الجهات المنظمة لهذه العملية، فإنه يقوم بتفجير نفسه قاضيا معه على كل من وجد في هذه المنطقة، سواء كانت هذه المنطقة دكانا أو مطعما أو سوقا أو حديقة يكثر فيه اجتماع الناس أو يقوم بقيادة سيارة مليئة بالمتفجرات، وعندما تصطدم السيارة بمكان معين تتفجر، وينفجر معها السائق أو يقوم بقيادة حافلة مليئة بالمتفجرات، ومعه مجموعة من الناس كرهائن، سواء كانوا مسلمين أو كفارا أو خليطا من المسلمين والكفار، ثم يقوم بتفجير الحافلة، فيموت كل من وجد في هذه الحافلة حتى السائق .
      والسؤال هو: ما حكم من يقوم بهذه العمليات الانتحارية، سواء قصد الانتحار أو لم يقصد، وذلك بهدف إلحاق الضرر بالعدو ؟
      الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
      وبعد: تسألون عن حكم العمليات الانتحارية التي وصفتم، وهذه العمليات عمليات محرمة لا يجوز فعلها، لأنها مبنية على الخيانة، وعلى أمور خفية يكون فيها تستر على الغادرين، والغدر لا يجوز والخيانة محرمة، حتى ولو كان القصد منه إلحاق الضرر بالعدو، وحتى لو كان العدو معتديا وظالما، فالله سبحانه وتعالى يقول: (( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ )) [الأنفال: 58]. وجاء في الحديث: [ أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك ] (السلسلة الصحيحة برقم 424 وفي الإرواء برقم 1544) فالخيانة منبوذة في الشرع الإسلامي، وممنوعة فيه، وكذلك الغدر أيضا إذ لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يغدروا بأحد من قادة الكفر كالوليد بن المغيرة، وأبو جهل، وعتبة بن ربيعة وغيرهم، حتى ولم يكسر أصنامهم في حالة الغفلة منهم، ونبي الله موسى صلى الله عليه وسلم يقول لقومه كما أخبر الله عنه مع أن العدو يذبِّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، فإذا ولدت المرأة جاء الجلاوزة فأخذوه إذا كان ذكرا وذبحوه أمام أبيه وأمه، فشكى قوم موسى إليه ذلك، فقال لهم: (( اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )) [الأعراف: 128]، ولم يأمرهم بغدر أحد، ولا قتل أحد .
      والمهم أن هذه العمليات تصدر من قوم جهال يجهلون الشريعة، فيعملون أعمالا مبنية على العاطفة من دون أن ينظروا هل هي مباحة في الشرع أم لا !! فهم يرون ظلم الأعداء، وعسفهم فيظنون أن ما عملوه له وجه من الصواب، وليس كذلك، ولعل هناك من يفتيهم بجواز هذه العمليات .
      ثم إن في ذلك جناية على سائر المسلمين، حيث أن العدو يزداد في العداء لهم، والظلم والتعسف لهم، فانظروا مثلا العمليات التي حصلت في أمريكا ماذا ترتب عليها من ظلم للإسلام وأهله، واعتداء عليهم !! فالأفغان فيها الملايين من المساكين الذين ظلموا بسبب تلك الحادثة وكذلك الفلسطينيون والعراقيون، فنسأل الله أن يبصر المسلمين، ويجنبهم القادة الجاهلين .
      أما وصف هذا العمل بأنه استشهاد، فإنه وصف في غير محله، ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أم العلاء وهي تقول لعثمان بن مظعون – رضي الله عنهما – حين مرض ومات: (رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله) فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: [ وما يدريك أن الله أكرمه ! ] فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أما عثمان فقد جاءه والله اليقين ، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري – وأنا رسول الله – ما يفعل بي ] قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا) رواه البخاري، وقد ورد النهي عن أن يقال فلان شهيد، لأن الشهادة تترتب على الإخلاص، والإخلاص لا يعلمه إلا الله، فلا ينبغي أن نصف المنتحرين بأنهم شهداء، ولا أن عملهم شهادة، ولكنا نرجو لمن مات على التوحيد إذا كان عمله مشروعا نرجو له الشهادة .
      أما عمل هؤلاء، فإنه عمل جاهلي، ولا يصح أن نصف أصحابه بأنهم شهداء، وبالله التوفيق .
      [align=center]ــــــــــــــــــــــــــــــــ[/align]
      سؤال 24: هل يجوز مساعدة الكفار في إلقاء القبض على من يدَّعون حقا أو باطلا أنهم من منظمي هذه العمليات ؟ وما الحكم إذا كان منظمي هذه العمليات من المسلمين ؟
      الجواب: يجوز التعاون مع الكفار غير المحاربين على أصحاب العمليات الإرهابية، سواء كانوا من المسلمين أو الكفار، لأن السكوت عنهم يلحق الضرر بالإسلام والمسلمين، فيظن أن الإسلام دين إرهاب، ودين إفساد أو دين خيانة وغدر، والإسلام يبرأ من هذا كله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله - ومن معه من المسلمين – خيرا، ثم قال: [ اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ] رواه مسلم. فهو كما ترى يوصي المسلمين المجاهدين بعدم الغدر، فالغجر ليس له مكان في الإسلام، والخيانة كذلك، فالإسلام دين العدل ودين الحق .
      وقبل ذلك لابد من معرفة الإرهاب ما هو ؟ إنه إخافة الآمنين، ونشر الذعر بين الناس بالأعمال السرية التي تبيت في السر، وتكون مبنية على الخيانة، والغدر، ولا يعلم بها الناس إلا بعد أن تنفذ، فهذا هو الإرهاب، فالخائف لا يطيب عيشه، ولو كان موفرا له المأكل والمشرب، ولذلك قرن الله عز وجل بين هذين الأمرين في قوله تعالى: (( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ )) [قريش: 4] .
      وإن ما يعمله اليهود في فلسطين من قتل وجرح المسلمين الآمنين لهو الإرهاب بعينه، وإن ما يقارفونه من احتلال للبيوت والأراضي، وتجريف للمزارع التي يعيش فيها المسلمون لهو الإرهاب والإفساد بعينه، فأين المنصفون ؟! وبالله التوفيق .
      [align=center]ــــــــــــــــــــــــــــــــ[/align]
      سؤال 25: هل يجوز للمسلم أن يتستر على منظمي هذه العمليات الانتحارية أو بخططهم إذا كانوا من المسلمين أو كفارا إذا كان الهدف واحد وهو إلحاق الضرر بدولة معينة بحجة أن هذه الدولة هي العدو المشترك لظلمها ولجورها، ولاغتصابها أراضي كان يعيش فيها المسلمون والكفار معا كما نسمع عن اجتماع النصارى مع المسلمين في فلسطين لمحاربة اليهود، أفيدونا مأجورين ؟
      الجواب: لا يجوز التستر على منظمي هذه العمليات الانتحارية، ومن تستر عليهم فهو يعد منهم ومتعاونا معهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لعن الله من آوى محدِثا ] رواه مسلم، ومعنى محدِثا: يعني كونه يعمل عملا إجراميا يأباه الإسلام، ويرده، فلا يجوز التعاون معهم على ذلك، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

      المصدر: [ ( الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية ) الجزء الثاني (ص: 59 – 66) لفضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النَّجمي، جمع وتعليق: حسن بن منصور الدغريري، ط. (دار المنهاج) بالقاهرة – مصر ]

      [align=center]الشيخ عبدالمحسن العبيكان
      لـ''الرسالة'' :[/align]

      هؤلاء خرجوا عن طاعة ولي الأمر وروّعوا الآمنين وشوّهوا صورة الإسلام
      محمد عابد -الطائف

      من أفتى بجواز العمليات الانتحارية له نصيب من إثم هؤلاء الإرهابيين

      قال فضيلة الشيخ/عبد المحسن بن ناصر العبيكان إن العملية الإرهابية التي نفذت مساء يوم الاثنين الماضي في مدينة الرياض على مجمعات سكنية لرعايا أجانب بأنه عمل من أعمال الحرابة الواردة في قوله عز وجل (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) .الله عز وجل ذكر حكم الحرابة في هذه الآية وهؤلاء بحكم المحاربين فهم ارتكبوا أربعة أمور محرمة الأمر الأول: انهم قتلوا من هم في ذمة المسلمين وفي عهد المسلمين وفي أمان المسلمين من غير المسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم قال( من قتل معاهدا لم يذق رائحة الجنة ) .والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن من أجار غير مسلم ولو كانت امرأة من المسلمين أجارت غير مسلم فان على المسلمين بأن يلتزموا هذا الجوار وهذا العهد ولذا قال قد أجرت من أجرت يا أم هانيء في قصة فتح مكة.وهؤلاء الذين قتلوا من غير المسلمين أجيروا ودخلوا في أمان ولي أمر المسلمين,ولكن هؤلاء الارهابيين نقضوا هذه العهود والمواثيق بارتكابهم مثل هذه الجرائم.
      الثاني: انهم خرجوا عن طاعة ولاة الأمر .والخروج على الأئمة من البغي والفساد في الأرض.الله عز وجل يقول ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله.وقال الصحابي بايعنا الرسول صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة وعسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وعثرة علينا وان لا ننازع الأمر أهله.
      الأمر الثالث: انهم قتلوا بعض المسلمين وروعوا الآمنين من المسلمين وغيرهم وهذه جريمة عظيمة جداً والله عز وجل يقول)) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثماً مبيناً) و يقول الله عز وجل( و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها) ولعلكم رأيتم أن من بين القتلى مسلمون مواطنون.
      الأمر الرابع:انهم انتحروا وقتلوا أنفسهم .مثل هذه العمليات وقتل النفس من الحرمات والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر بأنه من قتل نفسه بشيء رجم به يوم القيامة''.والله عز وجل قال( ولا تقتلوا أنفسكم)) ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) إنني أرى أن بعض الذين يفتون بجواز مثل هذه العمليات الانتحارية أن لهم نصيب من الاثم لأن هؤلاء قاموابهذه العملية الانتحارية لأول مرة بالمملكة هذا يدل على انهم اقتنعوا بمبررات تلك الفتوى التي أفتى بها البعض بجوازها. والتي حرمها العلماء المعتبرين مثل سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله جميعا وغيرهم أيضا. هؤلاء شوهوا صورة الإسلام أمام غير المسلمين وكرهوا الناس في الإسلام لان الناس يعتقدون أن هذا العمل من الإسلام ومما يدعو إليه الإسلام وهذا طبعاً بسبب هؤلاء الذين قاموا بهذا العمل والذين يؤيدونهم ويساعدونهم لا يفهمون حقيقة الإسلام وينسبون هذا إلى الإسلام ويعتقدون أن هذا من الجهاد في سبيل الله.

      وفي سؤال آخرلـ''الرسالة'' عن السبل التي نحمي بها شبابنا من هذه التيارات المنحرفة فقال: يتم ذلك عن طريق المؤسسات التعليمية بالتوجيه بالجامعات والتوجيه بالمدارس بواسطة المدرسين والموجهين و القاء المحاضرات بل وتكثيفها واقامة الندوات وأيضا البرامج الدعوية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تكثيف هذه البرامج وأيضا فتح باب حوار لمثل هؤلاء ويتولاه أناس يحسنون مثل هذا الحوار والمناقشة لأن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما جادل وحاور وناقش الخوارج ورجع منهم اربعة آلاف بسبب هذا الحوار وهذه المناقشة لذلك فانه من المهم فتح باب الحوار مع هؤلاء ايضاً يجب على الناس ان يقوموا بدورهم مع علمائهم بالتعاون جميعاً على درء هذا الخطر المحدق بشباب الأمة بأن يخبروا عن مثل هؤلاء أصحاب هذه الأفكار حتى يتم الحوار معهم وجيههم التوجيه بالشكل الصحيح.

      وعن اشكالية العمليات الجهادية والانتحارية سيما وأن مثل هذه العمليات تعتبر في فلسطين أستشهادية وليست انتحارية فرد قائلاً: هذا سبب من الأسباب التي جعلت هؤلاء يقدمون على هذه العملية الانتحارية لأنها لن تكون سابقة كما نعرف كنا قبل سنوات عندما حدثت بعض انفجارات في العليا وغيرها لم تكن انتحارية لأنهم لم يسمعوا بفتوى بجواز العمليات الانتحارية ولكن لما سمعوا الآن هؤلاء بمثل هذه الفتاوى التي تجيز العمليات الانتحارية اقدموا عليها في هذا الوقت اعتقاداً منهم أن هذا العمل صحيح ومشروع وانه جهاد في سبيل الله اعتقد أن الإفتاء يجب أن يكون عن أناس يحسنون هذا الفن من فنون الشريعة وهو الإفتاء لأن المفتي عليه مسئولية كبيرة انه يراعي المصالح وان يكون بعيد النظر في فتاواه وان لا يتسرع في إصدار فتوى مانتائجها وما ثمارها.وسبق لي اكثر من مرة وان ذكرت ومنذ زمن وانا اقرر هذا واقول لايجوز وعليه علماء الأمة الذين ذكرتهم فانهم هم اعلم بالنصوص الشرعية وكلنا نعتقد هذا الاعتقاد انه لاتجوز مثل هذه الأعمال.حتى ان سماحة المفتي الشيخ/عبد العزيز آل الشيخ ايضاً يفتي بأنها لاتجوز

      الشيخ عبد المحسن العبيكان :
      منذ زمن وأنا أفتي بتحريم العمليات الانتحارية وليست الاستشهادية كما يسميها البعض فهي تسمية خاطئة، وثار حينها الكثيرون، ولكنني ما زلت متمسكاً برأيي بأن مثل هذه العمليات محرمة، ولا توجد أدلة تؤيدها لا من كتاب ولا من سنة. فهذه النفس يملكها من خلقها فكيف يُقدم المرء على قتل نفسه برغم الآيات الواضحة (ولا تـقتـلوا أنفسكم). وقوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). علماً بأن الجهاد من العبادات، والعبادات توقيفية، الأصل فيها الحظر والمنع إلا مادلّ دليل صريح على مشروعيته، ولم يكن هناك دليل على تلك المشروعية وإنما الأدلة التي ذكرناها تمنعه

      [align=center]وأخيرًا ..
      الرد على مجيزي العمليات الانتحارية
      تأليف الفقير إلى ربه
      ماهر بن ظافر القحطاني

      الرد على مقالات كلاً من سلمان العودة وسليمان العلوان ويوسف القرضاوي وبن منيع في نصرة العمليات الانتحارية :[/align]

      لقد اطلعت على مقال نشر في شبكة الإنترنت للشيخ سلمان العودة في الموقع المتعلق بالجهاد الفلسطيني عنوانه العمليات الاستشهادية في ميزان الشرع ذكر فيه الأدلة التي تدل عنده على أن العمليات الانتحارية من الدين في الرد على ما استشهد مما اعتده من الأدلة واستأنس فأقول مستعيناً بالله متوكلاً عليه :

      أولاً ... قد ذكر ما يرجح جانب صحة مثل هذه العمليات بما رواه بن أبي شيبة في مصنفه من طريق ( محمد بن إسحاق ) عن عاصم بن محمد قال معاذ بن عفراء: يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده قال غمسة في يده في العدو حاسراً قال: فألقى درعاً كانت عليه فقاتل حتى قتل .
      قلت... وقد صرح بالسماع بن إسحاق في السيرة (3-175) دار الجيل ولكن ليس فيه وجه دلالة حيث أنه قال: ( غمسة يده في العدو حاسراً ) وفسره الصحابي أمام النبي بإلقاء الدرع ولم يفسره بإلقاء السلاح والمنتحرون بالعمليات يتيقنون القتل بالمتفجرات بلا احتمال في النجاة ومن كان معه سلاح ودخل على العدو وقاتل تحتمل نجاته فلا قياس مع كون سند الحديث ضعيف ثم أن ذلك المنغمس وراءه جيش عندما يصنع ذلك كما دلت على ذلك سنة جهاد النبي وأصحابه فيكون القتال المشروع لا التهور المذموم وهو أن يتسبب المنتحر بالمتفجرات في قتل العزل من خلفه عن السلاح فلا جيش يقاوم فيقتلوا بالمئات لأنهم عزل عن السلاح والعدو الصهيوني قاتله الله مدجج بالسلاح وسينتقم ظلماً وعلواً في الأرض بغير حق لمن قتل في هذه العمليات الانتحارية فتترتب مفسدة على المسلمين في فلسطين أكبر من مصلحة قتل عشرة أو ثلاثون من اليهود ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح سيما إذا كانت المفسدة أكبر بكثير من المصلحة حيث أن قتل عشرة من اليهود مصلحة ولكن المئات أو العشرات العزل بعد هذه العمليات مفسدة أعظم وليس من عادة أهل السنة فهم الحديث مجرداً عن العمل النبوي فهل فعل أحد من أصحاب النبي مثل هذا الانغماس في وقت الضعف حينما لا يكون جيش منظم مسلم يدافع ويقاتل فانظر الفارق بين أن ينغمس رجل في العدو ويكون وراءه جيش وبين أن يستفز رجل مسلم عدو نجس مثل اليهود لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة بعملية انتحارية تستفز الكفار ضد المسلمين العزل وليس وراء أصحاب هذه العمليات جيش إلا مدنيون عزل السلاح والله يقول :(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بغير علم)(الأنعام: من الآية10 فسب الأصنام مصلحة ولكن لما أدت إلى مفسدة راجحة عليها وهي سب الله منعت فتدبر ولا تتأثر بالرأي فتتهور فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين فلماذا لم يدل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صلح الحديبية على مثل هذا العمل بدل الصلح وقد فرض الجهاد .... ألم يكن قادر على أن يقول لأصحابه اهجموا بما تقدروا على الكفار حاسرين مقبلين غير مدبرين واجعلوا أرواحكم على أكفكم ولكن لأجل حقن الدماء وعدم التكافؤ ومن أجل مصلحة الدعوة صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشروط المعروفة ولم يعرض النبي أصحابه لما يعرضه صاحب المقال للفلسطينيين من كثرة القتل الناتج عن رده فعل اليهود ضد هذه العمليات على الشعب المسلم الأعزل الذي لم ينظم جيشاً يعد قتالياً وعتاد يرهب به عدوا الله وقد قال الله: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)(الأنفال: من الآية60) ولم يفهم الصحابة أن القوة أن يأتي واحداً منهم وقت الضعف وعدم التكافؤ يستفز الكفار المدججين بالسلاح والعدة والعتاد بما يشبه مثل هذه الانتحارية بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيهم بالصبر كما في حديث خباب بن الأرت الذي رواه البخاري ( 3343) ومسلم في صحيحهما أن خباب قال يا رسول الله ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا فقال رسول الله: (أنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيشقه نصفين ويؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما دون لحمه من عظم وعصب ما يصده ذلك عن دينه ولكنكم قوم تستعجلون ...)الحديث فلم يأمرهم باستفزاز الكفار بما يشبه هذه العمليات أو الاغتيالات ولا يقال كما قال الكاتب أن المتفجرات لم تكن موجودة فلذلك لم يفعلوا فهذا أخطأ لأن الكاتب لم يراعي مقصود الشارع بترك المهاجمة بالاغتيالات وقت الضعف كما تبين من هدي النبي في مكة وصلح الحديبية بعد فرض الجهاد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: ( وكان هدي النبي مع الكفار وقت الضعف المسالمة وترك المقاتلة)... قلت فهذا هو العلم لا العاطفة التي مستندها الرأي والتعجل في الاستنباط بلا تأني لتأمل هدي النبي مع الكفار وقت الضعف فالله المستعان قال ابن القيم: ( وعادة قصار العلم النظر إلى المجمل من الدليل وترك عمل السلف المفصل له) انتهى كلامه بتصرف ( انظر كلامه رحمه الله في حاشية سنن أبي داوود عند التعليق على حديث عمرة في رمضان تعدل حجة ) ذلكم أن الأمر بإرهاب العدو جاء مجملاً في طريقة الإرهاب ولم يفسره السلف بعمل الاغتيالات وقت الضعف بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغتل أحد في فترة الضعف في مكة حتى ذهب إلى المدينة أغتال كعب بن الأشرف ( بعد أن تقوى وكان له قوة ) يقدر بها على ردع أنصار كعب إذا هاجوا وحاصو حيصة الحمر.

      ثانياً.... ثم احتج بما رواه بن حزم ( جزء 7- ص /2) في المحلى قال حدثنا عبدالله بن ربيع التميمي نا محمد بن معاوية المرواني أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي نا عبدالله بن عبدا لوهاب الحجبي نا خالد بن الحارث الهجيمي نا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة وهم ألف ألقى بيده إلى التهلكة قال البراء لا ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقى بيده ويقول لا توبة لي ( قلت قال بن حجر أخرجه بن جرير وابن المنذر وغيرهما بإسناد صحيح ) ثم قلت: ليس في هذا الأثر مع فرض تسليمنا بصحته ما يدل على جواز ما يفعل اليوم من عمليات انتحارية لأن ذلك محمول على ما إذا كان هناك جيش وراء ذلك الرجل يردون عن المسلمين ما يلحقهم من قتل جراء انتقام الكتيبة لا على رجل يفجر نفسه فيهم ثم يكون ذلك سبباً في استفزاز الكفار من اليهود ضد العزل من المسلمين فيتمالئون عليهم بالطائرات المقاتلات ورجماً بقنابل الدبابات وغير ذلك مما يقتلون به المستضعفين من المؤمنين بالعشرات بل بالمئات بل قد يؤول الأمر إلى قتلهم بالآلاف فإذا قال قائل ... ما حملك على هذا الحمل ؟ قلت الأحاديث يفسر بعضها بعضاً فلم يأتي حديث أو أثر فيما أعلم أن الرسول أمر أحداً من أصحابه بالحمل على كتيبة وحده وقت الضعف بل كان يخرج لمقاتلة الكفار جيش منظم ولو كان عدده أقل من الكفار ولكن كان هديه عدم ترك أسباب القوة من رمي وخطة حربية لإرهاب العدو لا لإرهاب المسلمين بردة الفعل التي تكون عليهم من جراء ذلك العمل التفجيري الاغتيالي ولا حول ولا قوة إلا بالله .

      ثم أحتج بما رواه الترمذي ( 289 وأبو داود (2151) في قصة أبي أيوب في القسطنطينية وفيها فحمل رجل على العدو فقال الناس مه لا إله إلا الله يلقى بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لمَّا نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )(البقرة: من الآية195) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد .
      قلت .... وليس في هذا الأثر دليل على ما يصنعه أصحاب تلك العمليات الانتحارية لأن محل هذا الحمل ما إذا كان جيشاً وراء هذا الذي حمل على العدو هو ظاهر من الأثر ثم أن هلاك مثل هذا الذي جاء في الأثر غير متيقن وإذا قتل ذلك الرجل فأعداءه قتلوه أما هذا فيقتل نفسه وليس وراء هذه العمليات جيش يرد عن المسلمين العزل عن السلاح فيما إذا أراد اليهود أن ينتقموا والواقع يبين خطأ ذلك حيث أننا لا نزال نسمع ما تولده مثل هذه العمليات من ردة فعل اليهود للمخيمات الفلسطينية بالقتل والاعتقال ورشاشات الطائرات المروحية وقنابل الدبابات وقناصات إلى أن سمعنا أنه هدم ثلثي مخيم جنين وذهب الضحايا ربما بالآلاف من المسلمين وقد قال تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية10 .
      فمن تدبر هذه الآية علم وجه الشبه في الاستدلال حيث أنه إذا أدى سب غير الله إلى سب الله حرم فتبين أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح عند التعارض فقتل سبعة من اليهود أو ثلاثين وإرهابهم مصلحة ولكن ما يتولد من ردة فعل لهؤلاء ضد المسلمين العزل عن السلاح فيقتلون بالمئات مفسدة راجحة تتقدم على تلك المصلحة. نعم يحصل نوع إرهاب على اليهود ولكن كما تقدم فالإرهاب الذي يحصل على المسلمين من ردة فعل ضد تلك العمليات من اليهود أعظم في قلوب المسلمين فالله المستعان .

      رابعاً..... ثم أستدل بما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد (1/124) قلت وكذلك رواها ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن البراء أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترس على أسنة رماحهم ويلقوه في الحديقة فاقتحم إليهم وشد عليهم وقاتل حتى فتح باب الحديقة وجرح يومئذ بضعة وثمانين جرحاً وأقام خالد بن الوليد يومئذ شخصاً يداوي جراحة .
      قلت ... قد مضى الكلام على بطلان الاحتجاج بهذا الأثر في رسالة لي سميتها النذارة لمنتحري فلسطين وأطفال الحجارة وقد تكلمت على إسنادها وبينت ضعفه وزاد الكاتب هنا بعض المصادر للقصة وهي كتاب الجهاد لعبد الله بن المبارك فينظر في سنده .
      وأما التاريخ للطبري ففي سنده مجهول وهو شيخ من بني حنيفة .
      وقد قلت هناك ... ولو صح الأثر لما كان دليلاً لما ذهب إليه العودة من الاستدلال على صحة العمليات الانتحارية لأن البراء لم يتيقن الهلاك وكان كذلك حيث أنه نجا ومرض شهر بعد ذلك ولأنه فعل ذلك عندما كان وراءه جيشاً قد حاصروا مسيلمة وحزبه في الحديقة واصحاب العمليات الانتحارية الفردية وراءهم شعب أعزل مسكين نساء وأطفال وشيوخ وشباب عزل عن السلاح فإذا رد عليهم اليهود نتاج العملية الانتحارية فلن يجد أولئك المساكين مقاومة من سلاح وعدة وعتاد وجيش يردوا به على اليهود فيكون قتالاً كما كان في بدر وغيرها لما استعد المسلمون ولو بعدد قليل ليس لهم إلا ذلك فهذا قول خطأ مبني على الرأي لا على الأثر لأن النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وموسى ومن معه لما لحقهم آل فرعون لم يقولوا نواجه بالحجارة ليس لنا إلا ذلك لأن في ذلك إذهاب للأنفس بلا مصلحة راجحة فقد شرع الجهاد الإسلامي الصحيح وفيه مفسدة قتل النفس ولكن مصلحة إقامة شرع الله في الأرض رجحت على تلك المفسدة إذا وجدت القدرة وأما في العمليات الانتحارية حصول مفسدتان ومصلحة تلاشت معها تلك المصلحة فالمفسدة الأولى قتل النفس والثانية ردة فعل اليهود على المسلمين بكثرة ما يحدثوه من القتل فيهم بدون أن يكون هناك شبه طريق للانتصار لعدم التكافؤ بين الحجارة والطائرات والدبابات أما مصلحة إرهاب اليهود وحدوث القتل فيهم فلا تساوي شئ أمام كثرة القتل في المسلمين وقطع طريق إقامة شرع الله في الأرض لأن الشرع بلا رجال لا يمكن تنفيذه وكثرة القتل والجوع يمنع تنظيم الدولة وإقامة الجهاد المؤدي للنصر عليهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث أنه لم يأمر أصحابه وقت الضعف وعدم التكافؤ بمثل هذه الاغتيالات ويقول هذا الذي نقدر عليه بل كان يأمر أصحابه بالصبر. يقول شيخ الإسلام بن تيمية كما في الإنصاف (4/116) يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلاَّّ نهى عنه وهو من التهلكة ويلحظ في غالب هذه النصوص أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة من المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فأين هذا من ذلك التهور الذي لا يقوم على ركن وثيق من العلم بل هو الرأي والعاطفة المهلكة وأما قوله رحمه الله في نفس الكلام ولكن في بعضها كما في قصة الغلام ما ليس كذلك فمحمول على حصول المصلحة كما ذكر في بداية كلامه وأين المصلحة اليوم من ردة الفعل الشنيعة من اليهود بعد العملية الانتحارية من قصف بالطائرات والدبابات وقتل العشرات والمئات ودخول هؤلاء المساكين من ضعف إلى ضعف يقتل العدو كل يوم العدد من الرجال المسلمين العزل فهل دعا رسول الله وأصحابه إلى مثل هذا وقت الضعف ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) ولو كانت الشبه في جريها كالأنهار وفي كثرتها كمد البحار وفي ألوانها وتنوعها كالأزهار .
      خامساً..... ثم أحتج وهو يقول استأنس بما رواه أحمد عن أبي إسحاق قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك إنما ذلك في النفقة .
      قلت.... في سنده ( أبو بكر بن عياش بن سالم الملقب بالمقرئ ) قال عنه بن حجر في التقريب: ثقة لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح قلت فلا أدري حدث هذا الأثر لما ساء حفظه من حفظه أو من كتاب ثم إبي إسحاق مختلط ولا أدري حدث عنه أبو بكر قبل الاختلاط أو بعده وقد يتجاوز عن ذلك لأنه باشر السؤال بنفسه فهل يوثق بتفرد بمن في مثل هذا السند ولو قبلنا مثله فلا حجة فيه.
      أقول لاحجة في هذا الأثر لو صح على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فإنه في رجل لا يتيقن هلاكه كما يفعل أصحاب تلك العمليات. بل نجاته محتملة ثم إنه محمول كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في الإنصاف أن مثل هذه الأخبار في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو فهذا إذن قياس مع الفارق فليس للفلسطينيين الآن صف من عسكر وجيش منتظم بل أن اليهود سيكرون بالانتقام على شعب أعزل يتفننون في سفك دمائهم بلا مبالاة .
      فأوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل

      سادساً..... احتج بما رواه مسلم رحمه الله من حديث صهيب الطويل في قصة الغلام وقوله للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك قال: وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلي على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ... الحديث وفيه أن الملك فعل ما أمره به فمات الغلام فقال الناس: آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ... الحديث .
      قال العودة: فهذا الغلام أرشد الملك إلى الطريقة التي يتحقق بها ما رمى وتحقق بها ما رمي إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدم بلغهم خبره .
      قلت ... وليس في هذا الحديث مستند لما يذهب إليه العودة من جواز هذه العمليات الاغتيالية التفجيرية من وجوه اسردها مستعيناً بالله متوكلاً عليه :
      أولاً// أن هذه الصورة وهي أن يتسبب الرجل الواحد في قتل نفسه للمصلحة التي ترجح على مفسدة التسبب في قتل نفسه غير موجودة في العملية الانتحارية حتى يستدل بها أصلاً حيث أن العملية الانتحارية قتل رجل واحد لنفسه بحمله المتفجرات في وسط العدو ولا يكون وراءه جيش ينطلق من عندهم بل يتسبب بهذه العملية حصول مفسدة كبرى لمن وراءه من العزل كما تقدم أكثر من مرة فلا مصلحة تجري من جراء قتل النفس بهذه الصورة إلا الحرب والدمار من قبل اليهود لشعب أعزل فأين المصلحة الراجحة على المفسدة هنا لاحول ولا قوة إلا بالله .
      ثانياً// أن الغلام لم يقتل نفسه أصلاً بل قتل بيد الملك فقد دل الملك الناس على التوحيد الذي إذا نطق آمن الناس فينتقلون من الكفر إلى الإسلام وصاحب العملية يقتل نفسه مع غيره فلا يكون قتله من قبل أعداءه بل من قبل نفسه بنفسه فمع كثرة القتل الذي يجريه اليهود على المسلمين انتقاماً لمن قتل منهم في العملية الانتحارية بالطائرات والدبابات والقناصات والمدرعات التي تسحق المنازل على العزل من المسلمين قد يفتنوا عن دينهم فيخرجوا من دين الله أفواجاً وذلك مع قلة الإيمان وقلة العلم وفشوا المعاصي المنتشرة في تلك البلاد عافانا الله وإياكم فعمل الغلام ترتب عليه مصلحة على أنه لم يقتل نفسه بنفسه وعمل صاحب العملية ينجم من وراءه مفسدة كبرى ترجح على مصلحة قتل أربعة أو عشرة من اليهود على المسلمين .
      فأين مطابقة مثل هذه العمليات الاغتيالية للمصلحة التي نتجت من عمل الغلام في تسببه في قتل نفسه
      ثالثاً// فرق بين قتل النفس بالنفس وبذل السبب في القتال ولو من واحد ثم قتل العدو للمجاهد فوجه ذلك أن العدو إذا قتل المسلم بنفسه وكان هناك جيش مسلم وقتال لن تكون ردة فعل على من وراءه من المسلمين مثل ما إذا انطلق مسلم من شعب أعزل ليفجر نفسه مع العدو فسيحصل انتقام واسع يقتل معه المئات أوالآلاف من المسلمين العزل فافترقا.

      سابعاً.... ثم احتج بما رواه بن أبي شيبة (4/569) والطبراني وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذين يلقون في الصف الأول فلا يلتفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم قال المنذري رجاله ثقات .

      قلت... وليس في هذا الحديث لو صح وجه دلالة صحيحة على ما ذهب إليه العودة من تجويز العمليات الانتحارية فهو أضعف مما سبقه من الدلالات حيث أن ليس فيه أن هذا الذي يلقى في الصف دون التفات منزوع السلاح أو أنه منفرد يتيقن قتل نفسه أو أنه بلا جيش وراءه يقي المسلمين شر الملحمة والقتال بل كل ما فيه الترغيب في البقاء والثبات في الصف الأول والقتال دون الفر والتولي يوم الزحف وذلك عندما يكون هناك صفان صف من المسلمين وصف من الكفار وكلاهما في حرب وملحمة لا أن يكون جيش كافر ضد مسلمون عزل عن السلاح فيكونوا ضد كفار مشركون كاليهود لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ما أن يقتل منهم عشرة أو ثلاثون في عملية انتحارية ولا يرون أن جيشاً وراءه إلا سحقوا المسلمين بالدبابات والطائرات والاعتقالات وأذاقوهم أشد العذاب ولذلك جنب النبي أصحابه الجهاد وقت الضعف ولم يقل لهم بدل صلح الحديبية أضربوهم بما عندكم من قوة ترهبونهم بها بل صبر وانتظر هو وأصحابه حتى قوى على قتالهم وكان آخر ذلك فتح مكة فقال صلى الله عليه وسلم لهم وقت الضعف في مكة عندما قال له خباب بن الأرت ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا قال: (إنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيوضع على مفرق رأسه فيشق نصفين ...إلى أن قال لا يرجعه ذلك عن دينه لكنكم قوم تستعجلون) وقد قال في حديث( العجلة من الشيطان)
      ثامناً.... ثم أحتج بما رواه ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال كنت عند عمر رضي الله عنه فقال قلت: إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل فقال ناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذبوا لكنه اشترى الآخرة بالدنيا )
      قلت... قال ابن حجر رواه بن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف ( الفتح)
      قلت... وهذا الأثر كذلك ليس فيه حجة للعودة بالقول بجواز العمليات الاغتيالية فليس فيه أن الذي رمى بنفسه في الحرب أنه كان أعزلاً عن السلاح يتيقن القتل بل لفظه عكس ذلك فقال رمى بنفسه في الحرب فظاهره كما قال شيخ الإسلام في مثل هذه النصوص أنطلق من عسكر مسلمين قلت وكانوا في حرب وراءه جيش مسلم والنجاة عنده محتملة وإن كانت ضعيفة والذي يفجر نفسه قد يتيقن الهلاك ولا ينطلق من جيش والمفسدة يولدها على من وراءه من المدنيين العزل عن السلاح بانتقام اليهود أكثر بكثير من مصلحة قتل اثنين أو ثلاثة أو إدخال الرهبة الجزئية في صفوف اليهود والتي لا تقارن بليالي الرهبة من شن هجوم شامل بالطائرات والمتفجرات بعد مثل هذه العمليات الانتحارية والقتل الذي يجري بالعشرات والمئات على الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل فإنه يفرح والله بقتل يهودي أشد الفرح ولكن الحزن بظلمة انتقام اليهود وقتل المئات تطغى على هذا الفرح الذي يقضي على كل وبيص أمل في إقامة دولة إسلامية سيما وأصحاب هذه العمليات لم يصرحوا بالجهاد في سبيل الله ولا يستنون فيها بسنة رسول الله وأصحابه في الجهاد وطرقه وترك منهياته أو إعمال شروطه .

      تاسعاً... ثم أحتج بما رواه محمد بن الحسن الشيباني في السير (1/163) أما من حمل على العدو فهو يسعى في إعزاز الدين ويتعرض للشهادة التي يستفيد بها الحياة الأبدية فكيف يكون ملقياً نفسه إلى التهلكة .
      ثم قال: لا بأس بأن يحمل الرجل وحده وإن ظن أنه ثقيل إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً فيقتل أو يجرح أو يهزم فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومدحهم على ذلك وقيل لأبي هريرة ألم ترى أن سعداً بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل وألقى بيده إلى التهلكة فقال كلا ولكنه تأول آية في كتاب الله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )(البقرة: من الآية207) فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم فإنه لا يحمل له أن يحمل عليهم لأنه لا يحصل بحملته شئ مما يرجع إلى إعزاز الدين ولكنه يقتل فقط وقد قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(النساء: من الآية29) الخ ما قال .
      قلت ... ولا حجة فيما ذكره من وجوه سنسردها سرداً فأقول وبالله التوفيق: أن ذلك محمول على أن ينطلق صوب العدو من عسكر مسلم يكون في حرب مع الكفار كما سلف لأنه قال كما في أُحد ثم لا حجة في أثر أبي هريرة لأن السائل قال لما التقى الصفان وفي فلسطين ليس هناك صفان بل صف واحد من اليهود المدججين بالسلاح من الطائرات وعسكر فكان هدي النبي كما قال شيخ الإسلام بن تيمية مع الكفار وقت الضعف المسالمة ( قلت حتى يتقوى ) لا المواجهة قلت لأنه يترتب مفسدة أكبر فأطلق القول بن تيمية في ترك المواجهة وقت الضعف ثم اشترط في آخر الكلام الذي نقله العودة عن محمد بن الحسن حصول النكاية فهل في كلامه رحمه الله ما إذا كانت النكاية بالعدو تؤدي إلى النكاية بالمسلمين أضعاف مضاعفة لا تعد ولا تحصى كما يحصل من العمليات الانتحارية فماذا سيكون جوابه فكلامه رحمه الله غير وارد في مثل هذه العمليات التي فارقت كل حجة ساقها في فتواه فكل الصور في رجل مسلم يحمل على العدو ويكون وراءه جيش ولا يتيقن الهلاك ويكون قصده أن تكون كلمة الله هي العليا ويحدث نكاية بالعدو تكون سبيلاً للنصر عليهم فيقتله العدو لا يقتل نفسه بنفسه .
      وفي هذه العمليات لا نسمع أنهم أعلنوا الجهاد وليس وراء المفجر نفسه جيش فانطلق كما قال بن تيمية من عسكر المسلمين إلى المشركين والنكاية التي يحدثها مقابله بأضعافها على المسلمين فيزداد ضعف المسلمين يوماً بعد يوم بمثل هذه العمليات حتى نخشى عليهم الفتنة في الدين حيث قد يقول قائلهم ما بالنا نقول لا إله إلا الله ولا ننتصر والجواب أنهم لم يتابعوا رسول الله وأصحابه في ضوابط الجهاد وقت الضعف فقد قال شيخ الإسلام: ( وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف المسالمة مع أعداءه وهؤلاء جرهم الحماس لترك سؤال أهل العلم المعروفين بالتحقيق العلمي كالشيخ عبدالعزيز وبن عثيمين في طريقة الجهاد والذين لهم فتاوى تخالف فتاوى العودة هدانا الله وإياه للصواب قال تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)

      عاشراً .... ثم ذكر قول الحافظ بن حجر في مسألة حمل الواحد على العدو الكثير من العدو أن الجمهور رجحوا بأنه إذا كان لغرض شجاعته وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن ومتى كان مجرد تهور ممنوع .
      قلت.... وهذا كسابقه محمول على ما إذا كان معه جيش وراءه وانطلق صوب العدو من عسكره أما منفرداً هكذا فلا أعلم أن المسألة بهذه الصورة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن واقع هذه العمليات الاعتقالية أنها جرئت اليهود على المسلمين وحركت غضبهم الذي نفذوه برميهم بالقنابل وهدم منازلهم فصارت النكاية والرهبة بالمسلمين أكثر منها من العدو ولم نسمع أن أصحاب هذه العمليات أعلنوا الجهاد ولو أعلنوه لما كان على طريقة رسول الله وأصحابه من المسالمة مع العدو وقت الضعف كما أفتى بذلك شيخ الإسلام بن تيمية .
      الحادية عشر ..... ثم ذكر عن حاشية الدسوقي أن يكون قصده إعلاء كلمة الله .
      قلت .... فهل أعلن أصحاب هذه العمليات الجهاد لإعلاء كلمة الله أم غضباً على الأرض والوطن ثم لو قيل قد صرح بعضهم بالجهاد قلنا له وهل هذه الطريقة في الجهاد هي التي ربى عليها رسول الله أصحابه وقت الضعف فلا بد مع النية من المتابعة لأن الجهاد عبادة وترك المتابعة فيه للرسول وأصحابه طريق للهزيمة بلا شك .
      ثم ذكر عن الدسوقي: أن يظن تأثيره فيهم .
      قلت... فهذه العبارة لم تحرر من قبل ناقلها فتنزل واقع هذه العمليات عليها لو كانت حجة وهي أن التأثير بعد إتمام هذه العمليات عكسي حيث يقتل أضعاف أضعاف العدد الذي قتل من اليهود في تلك العمليات إنتقاماً فذلك يكون من أعظم أسباب الضعف في المسلمين وترى القتل عليهم وهم عزل بالمئات ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا يكون طريقاً للم الشتات والتنظيم الجهادي والانتصار أبداً .

      الثانية عشر .... ثم ذكر عن ابن العربي أن الصحيح جواز إقدام الرجل الواحد على الجمع الكثير من الكفار لأن فيه أربعة وجوه :
      الأول: طلب الشهادة
      قلت... فهل هؤلاء طلبوا الشهادة وأعلنوا إرادة أن تكون كلمة الله هي العليا لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) أم فعلت هذه العمليات حميَّة للأرض والوطن فإذا كان طلب الشهادة عبادة فلا بد مع الإخلاص المتابعة للنبي كما تقدم بدراسة سيرته مع أعداءه وقت الضعف والقوة ثم نتأسى به لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)(الأحزاب: من الآية21) .
      الثاني: وجود النكاية .
      قلت..... فأي النكايتين أعظم بعد إتمام هذه العمليات النكاية بالمسلمين العزل عن السلاح بانتقام اليهود المدججين بالسلاح أم قتل أربعة أو عشرون أو ثلاثون من اليهود فيظن العالم أنهم في حرب متكافئة .
      الثالث: تجرئة المسلمين عليهم .
      قلت ... إن جرءة اليهود على المسلمين تزيد بالقتل والتعذيب والتدمير للمخيمات انتقاماً لأنفسهم والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمثل هذه التجرئة فهل كان يجرئهم وقت الضعف أم يأمرهم بالصبر فكان النصر مع الصبر حتى فتحت مكة وأعطى الكفار الجزية عن يد وهم صاغرون .
      الرابع: ضعف نفوس الكفار ليروا أن هذا صنع واحد فيهم فما ظنك بالجميع .
      قلت ... فأي النفوس أضعف بعد العملية نفوس المسلمين عندما يرون كثرة القتل فيهم أم اليهود عندما يكون القتل فيهم حافز على قتل المئات من الفلسطينيين فإنهم يزدادون بهذه العملية وطئة على المسلمين بالقنابل والرشاشات وسحقاً لهذا الشعب الأعزل بعمل مثل هذه العمليات ولاحظ أن هذه العمليات خلال تلك المدة الطويلة لم يتقدم الأمر بها إلى الفتح بل إلى أسواء ثم أسواء كما أقر بذلك لي بعض وجهاء الفلسطينيين وهو أدرى بواقعهم من أخواننا لأنها لم تكن على متابعة لهدي النبي في الجهاد وقت الضعف .
      ثم إن العودة ختم كلامه بالرد على مثل تلك الاستشهادات من الأدلة التي ساقها بنقله لتحرير شيخ الإسلام بن تيمية لمثل هذه الأدلة التي ساقها :
      فقال: وقال ابن تيمية كما في الإنصاف (4/116) ليس الإنغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلا نهي عنه وهو من التهلكة .
      قلت .... فهذا الإنغماس في العدو لمصلحة الذي دعا إليه شيخ الإسلام بن تيمية لون والذي يدعو إليه العودة لون آخر والثاني من التهلكة حيث أن العملية الانتحارية تتولد منها مفسدة كبرى كما هو معلوم من ردة فعل اليهود وقتلهم لعشرات المئات من المسلمين تتلاشى معها مصلحة قتل ثلاثة أو عشرة منهم أو إحداث رعب جزئي لهم ويكون أضعافه على المسلمين بالقتل والاعتقال وغير ذلك من صنوف التعذيب.
      ثم إن المنغمس في العدو تحتمل نجاته وإذا قتله أعداءه فهم القتلة أما هذا المنتحر إنما يقتل نفسه بنفسه لا بيد عدوه نسأل الله العافية فالقياس مع الفارق فإن المصلحة لو وجدت في مثل هذه العمليات تتلاشى مع المفسدة التي تجري على المسلمين العزل عن السلاح كما مضى أكثر من مرة .
      ثم انفلق صبح الحق بهذه المقولة الآتية التي ساقها العودة عن شيخ الإسلام ليجتث بنيان كل الاستدلالات السالفة ببيان ضعفها وأن استعمالها إنما كان في غير محلها فقال رحمه الله ( بنقل العودة عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله ): ويلحظ في غالب هذه النصوص والأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فكان كل الذي ساقه العودة من الاستدلالات بتلك الأدلة إنما هو خارج موضع النزاع فقد تعلمنا منه رحمه الله: أن كلام العلماء يحتج له ولا يحتج به فإن المتأمل في قصة أبو أيوب وغيرها يجد أن الواقع ما ذكره الشيخ رحمة الله تعالى عليه ولكنه استثنى رحمه الله فقال: ( ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن ماليس كذلك )
      قلت.... أما الغلام فقد تقدم الجواب عن ضعف وجه الاستدلال بقصته على العمليات الانتحارية وأما أدلة أخرى نزِّلت عند الشيخ على طريقة عمل الغلام فلم أرى نصاً صريح يدل على ذلك ببحث علمي والذي رأيته أنها محتملة لوجود جيش وانطلق منه أو أنطلق يستفز الكفار بالنكاية بهم ووراءه عزل والنص إذا أحتمل نظر إلى عمل السلف رحمهم الله ولم يكن من هديهم أصلاً الجهاد وقت الضعف وذهاب واحد فيهم ينطلق يحدث النكاية ووراءه عزل ثم إن كلامه رحمه الله مقيد بحصول المصلحة ولقد عرف من نظر ببصيرة وتجرد عن العاطفة والرأي والهوى أن الواقع يبين أن المصلحة بإرهاب العدو قليلة متلاشية بجانب القتل والتعذيب الذي يجري على إخواننا المسلمين هناك بما يملكه الأعداء من كثرة الأسلحة وغاية ما يقال أنها متساوية مع المفسدة والقاعدة أنها إذا تساوت المصالح والمفاسد فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
      ولذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم الاغتيالات في مكة وقت الضعف وفترة في بداية قعوده في المدينة بعدما هاجر إليها حتى تقوى في المدينة ثم أغتال كعب بن الأشرف بحيث لو حصلت ردة فعل اليهود بالسلاح ضد المسلمين سيجدوا جيش منظم بقيادة رسول الله يرد عليهم تكون حرباً لا قتلاً بالمئات وتعذيباً بالعشرات والله تعالى يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
      ثم ذكر شروطاً لو نزلت على واقع العمليات الانتحارية الفلسطينية لافترقت فقال في آخر تلك الاستدلالات وتكون تلك العمليات صحيحة بشروط :
      1- أن تكون لإعلاء كلمة الله قلت (ولم يعلنوا فيما أعلم إلا شعارات الحمية على الأرض ونحو ذلك).
      2- أن يغلب على الظن أو يجزم أن في ذلك نكاية بالعدو بقتل أو جرح أو هزيمة أو تجرئ للمسلمين عليهم وإضعاف نفوسهم .
      قلت .... والنكاية بالمسلمين العزل بأيدي عدوهم بعد إجراء العمليات أعظم والمصلحة في إرهابهم مرجوحة بما تقدم .
      ثم قال: وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم بل لا بد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الإسلام وحماته وأولياءه .
      قلت.... وهل هذا واقع الآن في مثل هذه العمليات إننا نرى القتلى الفلسطينيين يزيدون يوماً بعد يوم وفي كل عملية انتحارية يذهب من جراء انتقام اليهود العشرات أو المئات حتى هدم ثلثي مخيم وربما يذهب الآلاف في الأيام القادمة إن لم يكن قد ذهب .
      ثم قال: أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين .
      قلت.... ولو أعلن الكفار الحرب ضد المسلمين وكان المسلمون ضعفاء عزل هل الحكمة أن يهاجروا أو يصالحوا مؤقتاً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أم يتصدوا وهم ضعفاء فتذهب أرواحهم وهم عزل عن السلاح بالآلاف وهل هذا الكلام إلا مخالف لمنهج الأنبياء عليهم السلام حيث أن فرعون لما أعلن الحرب على موسى ولحقه هو وجنده يريدون قتله هرب موسى عليه السلام بمن معه ولم يسلط الذين معه مع كونه على الحق وهو كليم الله وفرعون يدعي أنه إله فيقول لهم أحدثوا النكاية فيهم بما تقدروا عليهم فهم سيقتلوكم سيقتلوكم فموتوا محاربين خير لكم بل ضرب بعصاه وهرب من خلال البحر ثم أطبق البحر على فرعون ومن معه .وكذلك عيسى مع حوارييه وأنصاره لم يقاوم بالحجارة من أرادوا قتله بل رفعه الله إليه، وكذلك آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام خرج من مكة هارباً مع أبي بكر وأمر أصحابه بالهجرة وقد أعلنوا الحرب عليهم ولم ينزل فرض الجهاد لأن المفسدة المترتبة من المقاومة أعظم من مصلحة قتل عشرة أو مئة في المقاومة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة ولذلك يقول شيخ الإسلام بن تيمية وكان هدي النبي مع أعداءه وقت الضعف المسالمة قلت حتى في الحديبية ومع كون معه جيش ولكن القوة غير متكافئة صالحهم النبي مع كون العزة لله ولرسوله ولم يقل أعلنوا الحرب أقاتلهم وأترك مصالحتهم فإن دين الله ياأخواني لا يعرف بالتجربة والعقل والعاطفة وإنما يعلم بالدليل من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ولنا عبرة في عمر بن الخطاب لما لم يرضى الصلح ماذا كان فقد رجع عن قوله لما علم أنه وحي وهؤلاء يقدمون الرأي على الوحي الآمر بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الضعف بترك القتال ولا يرجعون إلى هديه إلا أن يشاء الله ثم إن مثل هذه العمليات تجري على المدنيين من اليهود لا العسكريين المقاتلين. وقد تبينت العلة من عدم جواز قتل النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما كان لهذه أن تقاتل) فدل أن من لم يكن له مشاركة في القتال لا يجوز أن يغتال.
      ثم ذكر الشرط الرابع: أن يكون في بلادهم أو في بلاد دخلوها وتملكوها وحكموها وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها ثم ضرب مثلاً بفلسطين والشيشان .
      قلت... فهل كان هناك حق لإقامة الكفار في مكة التي هي أحب البقاع إلى الله أم يستحقون الطرد منها ومن الأرض جميعاً فما دليل هذا الشرط فإن أي شرط كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في كتاب الله فهو باطل، فهل أمروا بالجهاد وهم ضعفاء عزل بدعوى أنها مكة أرض لا حق لهم فيها وهم كفار أم كان من الحكمة ترك فرض الجهاد حتى يتقووا ووصف الأرض أهي لهم أو للكفار ملغي لا يعول عليه في الحكم ما دامت الثمره سحق المسلمين وموت الدولة الإسلامية الوليدة وتفادي حصول مفسدة أرجح من مصلحة قتل العشرة منهم ونحو ذلك بمثل هذه العمليات الاغتيالية وقت النبي الصحابة الاغتيالات مكة وقت الضعف
      ثم ذكر شرطاً خامساً: استئذان الوالدين .
      قلت..... وهذا في الجهاد المعروف لا في عملية انتحارية يكون من جرائها العقوق للوالدين حيث أن هذا الشخص المفجر نفسه سيغيظ الكفار من اليهود ثم يطوقوا ربما قرية والديه العزل ويرموهم بالقنابل انتقاماً فلا تكون الضحية والديه بل قبيلته كلها فيكون كأنه سبباً في قطع رحمه بموتهم بسبب ردة فعل من لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة .

      وختاماً أقول: لا تظن أيها الأخ المسلم أن نقول أن الجهاد منسوخ والعياذ بالله بل بابه مفتوح إلى يوم القيامة ولكن هناك فرق بين القول بتنظيم الجهاد على وفق طريقة رسول الله وأصحابه ومنع الجهاد وقد قال رسول الله في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر مرفوعاً: ( إياكم والظن فإن أكذب الحديث ) فإذا عقلت ما مضى زال عنك الإشكال والعجب لماذا يقول هؤلاء لا إله إلا الله ويصلون ويصومون ويحاربون اليهود ولا ينصرهم الله بل في كل يوم يقتلون بالعشرات وربما في بعضها بالآلاف بأيدي عدوهم مع قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) .
      قلت ... ذلكم لأنهم لم ينصروا الله بما بعثه حث عليه رسول الله باقتفاء هديه في جهاده وقت الضعف وغير ذلك ولم يرتضوه منهجاً في الجهاد بالصبر على الأعداء ولو طالت المدة بل رجعوا في ذلك إلى العواطف والرأي وضعف الاستدلال لمثل تلك العمليات التي حصل منها ما حصل من زيادة في هزيمة المسلمين لتركهم هديه صلى الله عليه وسلم مع أعداءه وقت الضعف فقال شيخ الإسلام بن تيمية وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف مع أعداءه المسالمة لا المواجهة أي لا بعمليات إنتحارية ولا أغتيالات ولا غير ذلك فلما رجعوا إلى رأيهم وكلوا إلى قوتهم فلم ولن ينتصروا حتى يحكموا شرع الله وطريقة رسوله في جهادهم ولذلك قد جاء في سنن أبو داود (3462) (دار الفكر) حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح ح وثنا جعفر بن مسافر التنيسي ثنا عبدالله بن يحيى البرلسي ثنا حيوة بن شريح عن إسحاق أبي عبدالرحمن قال: سليمان عن أبي عبدالرحمن الخرساني أن عطاء الخرساني حدثه أن نافعاً حدثه عن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
      قلت... قال إلى دينكم إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن يتدينوا على طريقه في الجهاد وغيره لا على الإحداث في الدين بالرأي والعاطفة فلما تركوا نصرة الله بأعمال السنة في الجهاد وغير ذلك من مجالات الحياة لا زالت تلك الهزائم تتوالى عليهم فإذا عرف السبب بطل العجب.

      الرد على سليمان العلوان
      الرد على سليمان العلوان في تجويز العمليات الاغتيالية في فلسطين .أكتب عنه في زاوية فتاوى الجهاد الفلسطيني ( الإنترنت ) قد صدر كلامه بقوله ففرض على أهل القدرة من المسلمين قتال اليهود .
      قلت....وهذا حق فهل الفلسطينيون أهل قدرة حتى يكون الجهاد والعمليات الاغتيالية فرض عليهم وقد قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )(الأنفال: من الآية60) فلا رباط خيل عندهم أي ليس عندهم التجهيزات العسكرية اللازمة للقتل ولا الرمي الذي عند اليهود من الطائرات والدبابات ونحو ذلك مع قوله تعالى (ترهبون) بل إن الرهبة في قلوب الفلسطينيين بعد إحداث عملية إغتيالية تفجيرية أعظم لأن ردة فعل اليهود بعد مثل هذه العمليات مفسدتها على المسلمين العزل عن السلاح أعظم فقتل جماعات جماعات منهم أعظم من مصلحة ضرب أربعة أو عشرة بالحجارة أو تفجير خمسة منهم أو ثلاثين ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا تساوت المصالح والمفاسد فكيف والمفاسد بقتل المئات كردة فعل أعظم وأعظم من مصلحة إرهاب وقل القليل منهم إغتيالاً بالتفجيرات المفاجئة التي في سحق هذا الشعب الأعزل عن السلاح .
      ثم قال: لا يجوز الصلح مع اليهود .
      قلت......هذا قول مبني على غير علم فكيف يقال ذلك وقد جاء في صحيح البخاري قال حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال: انطلق عبدالله بن سهل ومحيصة وقد وضعه البخاري تحت باب الصلح مع المشركين ثم علق الحديث فقال :قال عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر) وقد صالح النبي من هو أشد من أهل الكتاب من لا تجوز مناكحتهم ولا طعامهم وهم كفار قريش فاليهود من باب أولى للمصلحة فقد روى البخاري في صحيحة تحت نفس الباب الذي مضى منه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوى ونحوه .... الحديث فهل يملك الأخ سليمان العلوان نسخ شئ من الشريعة برأيه وعاطفته فإذا كان ليس ذلك له وهو يكفر الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله مطلقاً ويأتي برأي محدث في فهم كلام ابن عباس لم يفهمه تلامذته كمجاهد وطاووس وسعيد وغيرهم قائلاً كفر دون كفر أي كلاهما كفر أكبر وكفرهم بالحكم بغير ما أنزل الله الأكبر أقل من كفرهم الأكبر بإدعائهم أن عزير ابن الله مع أنه لا قائل بهذا من المتقدمين إلا الخوارج فهم الذين يكفرون بالمعصية لله ...ولي مناظرة معه ( أي العلوان) في هذه المسألة سأنشرها عما قريب إن شاء الله تعالى فهل نسخ صلح خيبر أم صلح الحديبية أم ذكر النبي أن هدنتنا مع بني الأصفر محرمة ومن سلف العلوان في نسخ جواز مصالحة اليهود فلو كانت محرمة لحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ولقال قولاً يدل على ذلك كما قال في الجبل الذي هو من ذهب والذي سيظهر فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو. وفي رواية من طريق عقبة بن خالد السكولي عن عبيد الله عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً قلت فهلا قال فمن حضر الهدنة مع بني الأصفر فلا يصالح تحذير للأمة وهو أمين من في السماء ثم أن النبي كان يعلم أن اليهود أهل مكر وخديعة ونقض للعهود فكيف كانت خيبر يومئذ صلح وهل نسخ جواز الصلح معهم بدليل صريح فأين هو وقد قال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(لأنفال:61) وقد نقل بن حجر في الفتح (6/276) عن الشافعي أنه قال: إذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين جازت لهم مهادنتهم على غير شئ يعطونهم لأن القتل للمسلمين شهادة وأن الإسلام أعز من أن يعطى المشركون على أن يكفوا عنهم إلا في حالة مخافة اصطلام المسلمين لكثرة العدو لأن ذلك من معاني الضرورات قلت وهل توجد ضرورة تدعوا للمصالحة أعظم مما يعيشه إخواننا الفلسطينيين من قتل وتعذيب من قبل اليهود. فهل فهم الشافعي والسلف أهدى سبيلاً أم فهم العلوان هدانا الله وإياكم للتحاكم للسنة لا للرأي والاسترسال في ذكر الأحاديث والآيات بلا بحث محقق يحتكم فيه إلى السلف الصالح أقول قد قال الإمام أحمد إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام فمن أمام العلوان في نسخ جواز الصلح مع المشركين عموماً سواءً كانوا وثنيين أو أهل كتاب ولله در شعبة عندما كان يقول متواضعاً للحق إذا أتاكم الحديث فخذوه وإذا أتاكم رأيي فبولوا عليه .
      فهل الواجب العمل بهذه الرخصة عند الضرورة لحقن الدماء أو الهجرة إن استطاعوا أم عمل مثل هذه العمليات الفدائية الاغتيالية التفجيرية والضرب بالحجارة فيستفزون اليهود ضددهم فيقتلونهم بالطائرات والدبابات والقناصات حتى آخر رجل منهم ربما فلا تقام دولة إسلامية مع ترك متابعة رسول الله في هديه مع أعداءه وقت الضعف. قال شيخ الإسلام بن تيمية: ( وكان هديه مع أعداءه وقت الضعف المسالمة وترك المواجهة )
      قلت.... فالإتباع للكتاب والسنة لون وما يدعون إليه سلمان العودة والعلوان والقرضاوي لون آخر من نصر مثل هذه العمليات التي تتسبب في قتل الآف المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
      وقد ذهب من المعاصرين لجواز الصلح مع اليهود سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأقام سفهاء الأحلام عليه الدنيا وما أقعدوها وقد قال الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
      ثم أخذ يستدل لجواز تلك العمليات الاغتيالية التفجيرية وقد ذكر أن الأدلة كثيرة فقلت سبحان الله هل بلغت من الكثرة بحيث أنها خفيت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنهم لم يثبت عن واحد منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أحدثوا النكاية بالعدو بما يشبه هذه العمليات بإحداث الاغتيالات في مكة أو عند قدومه إلى المدينة وهم ضعفاء إلا لما حصلت لهم قوة اغتال النبي كعب بن الأشرف فكان يوجد معه صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ما يقدر معه على جهاد المنافقين إذا صار لهم ردة فعل لا أن ينطلق رجل مسلم من قوم عزل عن السلاح فيفجر نفسه مع كفار مدججين بالسلاح فيتسبب في ردة فعل على إخوانه من قتل بالمئات بل ربما بالآلاف دون هوادة مع قول الله تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية10 فلا أعلم أن واحد من الصحابة انطلق إلى الكفار وحده يحدث النكاية فيهم وليس وراءه جيش ينطلق منهم فهذه صورة محدثة لا دليل عليها تشبه محدثة التبليغ في كونهم يخرجون بالعشرات يدعون إلى الله في الأرض وما فيهم عالم فلم توجد هذه الصورة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يرسل العلماء كأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل ونحوهم فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أحمد عنه في مسنده من حديث العرباض بن سارية وإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراً. قلت صدق إختلاف في طريقة العبادة كالجهاد والدعوة إلى الله وغير ذلك.
      ثم استدل بقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207) على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فقلت قال بن القيم رحمه الله تعالى في حاشية سنن أبي داوود ومن عادة القصار في العلم الاستدلال بالجمل من الآيات والأحاديث وترك النظر في تفصيل عمل السلف الصالح ... انتهى بالمعنى فهذه الآيات مجملة في طريقة اشتراء النفس وخير من فهم الإجمال الذي فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل فهموا أن اشتراء النفس أن ينطلق رجل منهم في وقت الضعف وليس معه جيش فيحدث اغتيالاً للمشركين بالسيف أو بما يستطيع فكيف يكون العمل فالإجمال في الآية لمثل تفسير العلوان به ملغي لأن فهمه لها كانت صورته ملغاة بينهم رضي الله عنهم لأنهم خير القرون بل كان الواحد إذا اشترى نفسه بالقتل كان في جيش والواقع الآن يبرهن أن الفلسطينيين ليسوا في تقدم فتنبه بل إن صح التعبير ( مكانك راوح) بل ( مكانك راجع).
      ووجه الدلالة عند العلوان في هذه الآية والله أعلم أن الذي يقتل نفسه بتفجيرها بجانب أربعة أو خمسة من اليهود أنه مشتري نفسه وغفل عن آخر الآية أن يتأمله وهو قوله تعالى: ( والله رؤوف بالعباد ) حيث لم يكلفهم ما لا يطيقوا فمن ذلك أنه لم يفرض عليهم فرضاً أن يتيقنوا قتل انفسهم إذا قتل معهم أربعة أو خمسة من المحاربين الكفار فإذا قيل بل فرض قلت سمي لي حديث أو رواية يستدل بها صريحاً على ذلك الأمر ولك عشر سنوات فأكثر إن أردت وإنما تفهم هذه الآية وغيرها من الآيات المجملة على تفصيل فهم وعمل السلف الصالح رضوان الله عليهم فإن قيل قصة أبي أيوب في القسطنطينية وقصة البراء وحمله على الترس وقوله في أن من حمل نفسه على أنه ليس من التهلكة وغيرها ... وغيرها كثير قلت كل ذلك صورته أن يقتل المسلم بيد أعداءه لا يقتل نفسه ومعه أعداءه بنفسه فإن عمومات الأحاديث الناهية عن قتل النفس تشمل ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (1297) من طريق أبي قلابة عن ثابت الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم. وكالحديث الذي أخرجه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن إبي هريرة رضي الله عنه قال: ( الذي يخنق نفسه يخنها في النار والذي يطعنها يطعنها في النار وغيرها وهنة الأحاديث عامة لا يجوز إخراج صورة تستثنى بلا دليل فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم إلا من ألقى بنفسه من سطح بيت على أحد الكفار فيموت هو وإياه فإخراج هذه الصورة تحتاج إلى دليل واضح مبين لا أن يكون الرجل في استنباط الحكم ذهنه فارغ من عمل السلف ثم أن في تلك الصور فيها أنها في مجاهد لا يتيقن الهلاك فإن نجاته محتملة ولو قليلة الإحتمال فافترقا ثم أن الأمر فيها كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله صورته في تلك الأحاديث كحادثة أبي أيوب في القسطنطينية وما يشبهها محمول على أن رجل مسلم ينطلق من عسكره من جيش مسلم صوب العدو حتى إذا كانت ردة فعل من العدو وجدوا من يقاومهم لا أن ينطلق رجل من شعب أعزل عن السلاح فينتقم اليهود منهم بفتح النيران على آحادهم وعشراتهم ومئاتهم من كل مكان بالطائرات والدبابات والقناصات ثم الاعتقالات والتعذيب فافترقت الصورتين فافهم ولا تعجل فإن (العجلة من الشيطان) فتكون المفسدة بقتل النفس وردة فعل اليهود على المسلمين بعد العملية أرجح من قتل عشرة منهم وإدخال بعض الرعب على أفرادهم والله المستعان.ثم احتج بقصة الغلام وقد تقدم الرد على وجه الدلالة في ردي على سلمان العودة في رسالتي النذارة فليرجع إليه.
      ثم احتج بما رواه مسلم في صحيحه (1915) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ).
      فقلت... الشهادة عبادة كما لا يخفى ذلك على الأخ العلوان وكل عبادة لا دليل عليها فهي ضلالة فما هو الدليل على إخراج مثل هذه العمليات كما تقدم من أدلة تحريم مباشرة قتل النفس فإن الغلام قتل بيد أعداءه لا بيد نفسه فالقياس مع الفارق فافهم ولا تعجل والمصلحة المترتبة عن تسبب الغلام بقتل نفسه من دخول الناس في دين الله أفواجاً أرجح من مفسدة موته وقتل الرجل نفسه من هؤلاء أصحاب العمليات بالمتفجرات بجانب اليهود مفسدتها أرجح من مصلحة قتل هؤلاء النفر منهم والنكاية بالعدو لا تشرع إلا إذا كانت المصلحة أرجح من المفسدة وهنا على العكس فلا يكذب ذلك إلا مغالط لا يعلم الواقع الحقيقي الذي حدثني به بعض وجهاء فلسطين مما يوافق ما ذكرت للقراء.
      ثم قال وقد أثبتت هذه العمليات فوائدها وآتت ثمارها وعمت مصلحتها وأصبحت ويلاً وثبوراً على اليهود والنصارى المفسدين وهي أكثر نكاية بالكفار من البنادق والرشاشات وقد زرعت الرعب في قلوب اليهود وقد ذكرت بعض الدراسات أن هذه العمليات سبباً في رحيل بعض اليهود من أراضي المسلمين .
      فقلت... بالله عليك ياأخ سليمان هل هذا واقع أن هذه العمليات عمت مصلحتها وآتت ثمارها وأنت تسمع ما تولده مثل تلك العمليات من ردة فعل عنيفة من طائرات ودبابات وقناصات وبواخر حربية على الشعب العزل فتقتل منهم العشرات والمئات فأيهما تقدم دفع المفسدة أو جلب المصلحة إذا تساويا فكيف والمفسدة أرجح من تلك المصلحة الوهمية التي يكذبها الواقع الذي أخبرني به بعض وجهاء فلسطين .ثم إن هجرة المليون المدنين ماذا وراءه والعسكريين المنتقمين من هذه العمليات مقيمين يذبحون فيهم صباحاً مساءً فإذا سميت هجرة هؤلاء وإدخال الرعب فيهم وقتل عشرون أو ثلاثون مصلحة فهل تقدم هذه المصلحة على استمرار قتل المئات من هذا الشعب الأعزل بالدبابات والطائرات ردة لفعل مثل تلك العمليات فاتق الله ولا تزد في فتن أخوانك وإهلاكهم بمثل هذه الفتاوى المستعجلة .ثم قال إن تلك العمليات من أساليب النكاية بالعدو فقلت بالله عليك ياأخ سليمان أي النكايتين أعظم فأجبني فإن الله سميع يسمع ويعلم كل ما تقول أي النكايتين أعظم بعد إحداث مثل هذه العمليات النكاية بقتل أربعة جند وجرح عشرة أو نحو ذلك أم النكاية بالمسلمين بعد هذه العمليات من قتل العشرات والمئات واعتقال الرجال وربما النساء حتى ربما لن يبقى أحد يجاهد أو يبني دولة مسلمة ونحن كل يوم نسمع القتل فيهم ثم ياأخ سليمان ألم تسمع لقول الله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (الأنعام: من الآية10 ألا يفرح بسب الأصنام وهم سبب خلود ابن آدم في النار ولكن لما كانت المفسدة الناتجة عن سبهم أمام المشركين أعظم من مصلحة سبهم لتنفير بعض الناس عنهم ألم يمنع ربنا سبهم وكذلك قتل عشرة أو ثلاثون يهودي يُفرح به ولا شك ولكن لما يكون ذلك مؤدي إلى قتل المئات من العزل من المؤمنين ألا يمنع ذلك أليس الباب هو الباب فاعتبروا ياأولي الأبصار.


      [align=center]من هنا تحميل الملفات الصوتية ((20 فتوى صوتية))
      7 ميجا بايت
      [/align]


      وللتحميل ملف وورد
      .
      .
      قال يحيى بن معاذ الرازي: " اختلاف الناس كلهم يرجع الى ثلاثة أصول، لكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده: التوحيد ضده الشرك، والسنة ضدها البدعة، والطاعة ضدها المعصية" (الاعتصام للشاطبي 1/91)

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        تعليق


        • #5
          السلام علكم ورحمة اله و بركاته

          السلام علكم ورحمة اله و بركاته
          ايها الاخوة ان للحزبيين اكبر دور في هذا لانهم يشعونه و لا ينكرونه
          النكير على دعاة التفجير
          للشيخ / يحيى الحجوري
          حفظه الله ورعاه
          الخطبة الأولى
          الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
           يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 
           يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً 
           يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً  .
          فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
          أيها الناس إن الله عز وجل ما خلق البرية إلا لعبادته وما أوجدهم إلا للانقياد والاستسلام له سبحانه وتعالى يقول الله عز وجل :  وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون  ، ويقول سبحانه :  وله أسلم من في السماوات ومن في الأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون  ، ويقول :  اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  ، ويقول :  ومن يَبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين  ، ويقول سبحانه :  إن الدينَ عند اللهِ الإسلام  ، والدين هو الإسلام الاستسلام لله سبحانه وتعالى والانقياد والخضوع لكتابه ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعدم التقديم بين ذلك يقول الله سبحانه :  يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميعٌ عليم * يا أيها الذين آمنوا لا تَرفعوا أصواتكم فوق صوتِ النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بَعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يَغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيم * إن الذين يُنادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * ولو أنهم صبروا حتى تَخرج إليهم لكان خيراً لهم  ، فالدين كل الدين هو الاقتناع بكتاب الله سبحانه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، الاقتناع بهما والسير عليهما ( أتردون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا ) فقالوا : سمعنا وأطعنا ولما قالها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها :  آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نُفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير  بعد أن قالوا أُنزلت عليك هذه الآية  لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله  عاتبهم قالوا لا نطيق أن نحاسب بما في أنفسنا فعاتبهم الله وأنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استجابوا واستسلموا وانقادوا أتى التخفيف من الله سبحانه وتعالى ، الاعتراض على الله ضلال  لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون  التقديم بين يدي الله ورسوله تيه وزيغٌ وفرية إلى الغاية وتُودي بصاحبها إلى الضلال .
          فابن أبي مليكة يقول : كاد الخيران أن يهلكا أبو بكرٍ وعمر ، من أجل أن أحدهما قال يا رسول الله أمر فلاناً من وفد بني تميم ؟ وقال الآخر أمر فلاناً لرجلٍ آخر ، اختلفا والرسول صلى الله عليه وسلم موجود فكان ذلك من أسباب الهلاك لولا تدارك الله سبحانه وتعالى لهما ،  أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون  ، حتى كان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جلس في بيته يبكي ثابت بن قيس يبكي قالوا : مالك ، قال : حبط عملي فأنا أرفعكم صوتاً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أجهر بصوتي  أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون  فأنا أجهر بصوتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هو من أهل الجنة ، ما رفع صوته على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن كان جهوري الصوت .
          ألا وإن من أعظم التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الفتوى التي يصدرها بعض الناس فراجت وماجت على مستوى الخاصة والعامة ، أنه يجوز للإنسان أن يُفجر نفسه بحجة أنه يقتل بعض الكافرين ، وهذا أفتأتٌ على كتاب الله وسنة رسوله ، وهذا ابتعاد عن الأدلة الشرعية الأدلة الشرعية من كتاب الله ومن سنة رسوله ، فربنا سبحانه وتعالى يقول :  ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً  ، ويقول سبحانه وتعالى :  لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عندتم حريصاً عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم  إن الله أرحم بعباده من عباده ، ففي < الصحيحين > من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بسيٍ وفي السبي امرأة جعلت تجري إذ رأت ولدها مع السبي فألصقته وجعلت ترضعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ ) قالوا لا يا رسول الله فقال : ( لله أرحم بهذه على ولدها ) أرحم بعبده فليس له أن يتصرف في نفسه بل هو ملكٌ لله سبحانه وتعالى  قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين  أنت ملكٌ لله أنت عبدٌ لله لا تملك ظفراً من أظفارك جزءً من أجزاءك لا تملك ذلك ، إلا فيما جاء فيه الدليل الشرعي وإلا فليس لك أن تقتل نفسك ، وليس لك أن تتصرف في نفسك ، ففي < الصحيحين > من حديث وهب بن عبد الله وابن مسعود وابن عمر وأنس بن مالك وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقصر في السفر رحمةً بالعبد حتى لا يشق على نفسه ، في حديث عائشة : فُرضت الصلاة ركعتين رَكعتين فأقرت صلاة السفر وزيد في الحضر ، وقال ابن عباس : من صلى في السفر أربعاً فكأنما صلى الصبح أربعاً ، وجماهير أهل العلم على ذلك على القصر في السفر ، ولكنه واجبٌ بالأدلة كما سمعتم ، كل ذلك من رحمة الله سبحانه وتعالى بهذا العبد أن يَشق على نفسه أو يتكلف في ضرر على نفسه فهو لا يملك نفسه .
          وقال الله سبحانه وتعالى مبيناً على أنه إذا سافر يقصر :  وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناحٌ أن تقصروا من الصلاة  ، وهكذا يتيمم إذا خاف على نفسه الضرر من الموت أو من المرض أو استطالة المرض به ولو كان عند الله ، فقد ثبت أن عمرو بن العاص كان في غزوة ذات السلاسل في ليلةٍ شديدة البرد ، فاحتلم رضي الله عنه فقام يريد أن يغتسل فلم يستطع من شدة البرد فتيمم وصلى بقومه ، وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال : ( يا عمرو صليت بقومك وأنت جنب ) قال : نعم ذكرت قول الله عز وجل :  ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً  خشية أن يصاب بدوام عله أو بحدوث علة فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأقره على هذا الفعل السليم والفقه المستقيم .
          وفي < الصحيحين > من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأي عليه قملاً فقال : ( ما كنت أظن أن الجهد بلغ بك هكذا فاحلق رأسك ) وهو محرم أمره أن يبعد ما يؤذيه وأن يزيل ما يضره ولو كان في حالة الإحرام رفقاً رحمةً بالمؤمن .
          فكم من الأمور أوجبها الله رحمة بالمسلم ، وكم من الأمور حرمها الله رحمة بالمسلم ، نعم ( أحلق رأسك وانسك شاة أو صم ثلاثة أيام ) أمره صلى الله عليه وسلم أن يحلق رأسه  ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً  ، هذا فيمن يتسبب في قتل نفسه ، ففي < صحيح مسلم > من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مسيرٍ فرأى رجلاً قد ظلل عليه فقال : ( ما بال هذا ؟ ) قالوا صائم ، قال : ( ليس من البر الصيام في السفر ) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أناس كانوا صائمين وأشتد عليهم الحال : ( أولئك العصاة ، أولئك العصاة ) ، فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عصاةً لأنهم تعرضوا إلى ما يضرهم فضلاً عن أن يتعمد قتل نفسه .
          أما ذلك فكبيرة من الكبائر عظيمة من العظائم ففي < الصحيحين > من حديث جندب بن عبد الله بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في رجلٍ أُخبر أنه قتل نفسه فقال قال الله عز وجل : ( بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) حرم الله الجنة على من قتل نفسه ، فانظر على وعيدٍ شديدٍ يتعرض له هؤلاء الناس بسبب السفه والطيش والافتئات على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل أن يُقال بطل وأن يُقال شجاع ، وقد روى الإمام مسلم في < صحيحه > من حديث أبي هريرة في الثلاثة النفر الذين أحدهم قُتل ، أتي به فقيل له ماذا صنعت في هذه النعمة قال قاتلت فيك حتى قتلت ، قال كذبت إنما قاتلك ليقال شجاع فقد قيل ، ثم يؤمر به أن يُسحب على وجهه في النار نعم عباد الله يسحب ، ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو شهيد ) أما من قُتل أو قاتل لغير ذلك فلا .
          التفجير خطرٌ مفسدةٌ عظيمة على المسلمين وقد أخر ربنا سبحانه وتعالى فتح مكة من أجل ما تحصل فيها من المفسدة فقال :  هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله ولو لا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات لم تعلموهن أن تطئوهم  تطئوهم تقتلوهم وكانوا قلة  أن تطئوهم فتصيبكم منكم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً  لو خرجوا لو تميزوا لو انفصلوا لسَلطكم الله على الكفار ، لكن لما كان المسلمين موجودين بين الكفار وهم مختلطون ولا يُدرى الكافر من المسلم ، هناك أثم ومعرة أخر الله فتح مكة من أجلها عدد نفر عدة أشخاص ، ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ، فهذه مفسدة عظيمة ودرء المفسدة يُعتبر واجباً مقدماً على جلب المصلحة ، فربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه :  ولا تسبون الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم  قال ابن كثير وغيره من أهل العلم : إن هذه المصلحة في أذية الكفار وسب الكفار تعترضها مفسدة أن الكافرين يَسبون الله ، فنهى الله المسلمين عن سبِ آلهة الكفار وأصنام الكفار ، ( يا عائشة لو لا أن قَومك حديث عهدٍ بجاهلية لهدمت الكعبة ولجعلت لها بابين ) والحديث في < الصحيحين > وفيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أكبر الكبائر أن يَسب الرجل والديه ) ، قالوا يا رسول الله : كيف يسب والديه ؟ قال ( يسب أبا الرجل فيسب أباه ويَسب أمه فيسب أمه ) فما كان ذلك ذريعةً إلى معصية الله سبحانه وتعالى حصل النهي الشديد عن ذلك وجعله من أكبر الكبائر ، كما أن ذلك الفعل الذي يصنعه الحماسيون الطائشون التائهون يؤدي إلى ذريعة ومفسدة يؤدي إليها إلى أذية المسلمين فيقتل منهم واحد ويقتلون من المسلمين المئات ، مفسدة عظيمة يتسلقون إليها أولئك الطائشون عن طريق الطيش والحماس دون اعتماد على كتابٍ ولا سنة .
          ومن تلك المفاسد قَتل النساء والصبيان ، ولو كان في حمئت القتال ، فإن هذا منهي عنه ، وتلكم التفجيرات تؤدي إلى قتل النساء والصبيان إلى قتل الأبرياء ، ففي < الصحيحين > من حديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى امرأةً مقتولة بين الجيشين فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان . هذا ولو كانت في القتال ، قال الإمام النووي رحمه الله : أجمعوا على تحريم قتل النساء والصبيان ما لم يقاتلوا ولو كانوا من الكفار ، وفي < صحيح مسلمٍ > من حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشاً أمّر عليهم رجلاً فأوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وأوصاه ومن معه جميعاً فيقول : ( اغزوا باسم الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تَغِلوا ولا تَغدروا ولا تقتلوا وليداً ) هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل خالد بعض الصبيان والنساء فقال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد ) نعم شاهدنا من هذا على أن هذا الفعل فيه مفاسد تعود على ضرر الإسلام والمسلمين لا يجوز السكوت عنها فضلاً من أن تبرر ومن أن يعتبر ذلك القاتل شجاعاً باطلاً نحريراً نعم والله ، لقد انقلبت المفاهيم فكما يقول عليه الصلاة والسلام من علامات الساعة أن ينطق الرويبضة ، قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : ( السفيه يتكلم في أمر العامة ) .
          يا أيها المفتي الكذاب ليس من شأنك أن تَعترض على دين الله هذا باطل ، هذا حماس طائش لا يعتمد على كتابٍ ولا سنة وبيننا وبينكم القرآن والسنة نعم عباد الله .
          في < الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً نزل في ساحة القتال قالوا يا رسول الله ما أحدٌ أجزئ اليوم مثل فلان قاتل المشركين قتل بالمشركين ما ترك لهم شاذة ولا فاذة قال عليه الصلاة والسلام : ( هو في النار ) فتبعه رجلٌ وقال : أنا له ، وكان بذلك الرجل جراح فذهب إلى مكانٍ ووضع السيف في ذبابة صدره وأتكئ عليه حتى مات ، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( أشهد أني رسول الله ، مروا بلالاً فليؤذن في الناس أنها لا تدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة وإن الله ليَنصر هذا الدين بالرجل الفاجر ) رجل فاجر قتل نفسه ، وروى الإمام مسلم في < صحيحه > من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجلٍ قد قتل نفسه ليصلي عليه فأبى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يصلي عليه ، وفي < الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل نفسه بحديدةٍ فهو يجئ بها في بطنه خالداً مخلداً في النار ، ومن تردى من على جبلٍ فقتل نفسه فهو يقتل نفسه خالداً مخلداً في النار ، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يشربه ويتحساه خالداً مخلداً في النار ) خالداً مخلداً في النار ، وهكذا في < الصحيحين > من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بملةٍ غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ، وليس على امرئٍ نذر فيما لا يملك ، ولعنُ المسلمِ كقتله ، ومن قتل نفسه بشيءٍ عذب به يوم القيامة ) برصاص بسكين بقنبلة بأي شيءٍ يَقتل نفسه يُعذب به يوم القيامة ، كل هذه الأدلة يَجعلونها على جانب ويعمدون إلى العقول والآراء والإستحسانات وعدم الانقياد لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويطيع أولئك العقلانيين كثيرٌ من الجهال .
          حسبنا الله ونعم الوكيل .
          والله المستعان .


          الخطبة الثانية
          الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أما بعد :
          فإن التفجير يعتبر استعجالاً للموت ، ومن حديث خباب في < الصحيح > أنه قال : ولقد اكتويت سبع كيات يعني من كثرة المرض ، ولو لا أن رسول الله نهى أن يُدعى بالموت لدعوت به .
          وفي < الصحيحين > من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضرٍ نزل به ، فإن كان فاعلاً ولا بد فليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي وتوفني ما دامت الوفاة خيراً لي ) .
          وفي < الصحيحين > من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به فإن كان مسيئاً لعله يستعتب ، وإن كان محسناً لعله يَزداد ) ، ومن حديث عبد الله بن بسرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( خير الناس من طال عمره وحَسنَ عمله ، وشر الناس من طال عمره وساء عمله ) فنعم طول عمر المسلم خيرٌ له لأن يبقى عده سنين أو أيام خيرٌ له من أن يموت ويُفجر نفسه مهما كان عمله ، هذا إن كان محسناً فضلاً إن من أن كان قاتلاً لنفسه ، نعم عباد الله ، إن هذا يعتبر طيشاً ويعتبر خوراً ، حيث أنه يُظلم بعض المساكين لغير ما ذنبٍ فربما يكون في بلاد الكفار من المسلمين في بعض المراكب أو في بعض المطاعم من المسلمين ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الظلمُ ظلماتٌ يوم القيامة ) ، فليتق الله كل امرئٍ في نفسه ، يتقي الله كل امرئٍ في نفسه ، وليحاسب نفسه عن الأدلة الشرعية ولا يقدم عقله على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
          إن من أنقاد للشيطان ، وإن من أنقاد للهوى ليردياه أولئك إلى الهاوية ، يقول الله سبحانه :  يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبداً ولكن الله يزكي من يشاء  يزكيه بالإذعان إلى الكتاب والسنة ، ( دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ) ، فلم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يذهب وفقتل نفسه عند الكفار ، ولا فعل ذلك هو ولا أحدٌ من أصحابه بل كانوا ينكرون ذلك غاية النكير ، ولما برز عامر الأكوع إلى مرحب من اليهود فاختلف معهم في ضربتين فوقع سيف عامرٍ على رجله خطأً وضرب رجله ، ماذا قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : هلك عامر حبط عمله ، يعتبرون أن ذلك من الجرائم ، ويعتبرونها من العظائم وهو إنما وقع سيفه خطأ ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كلا إن له أجره مرتين ) أي أنه ما قتل نفسه وإنما قاتل في سبيل الله وأنه قُتل خطأً فله أجره مرتان ، هم يَحتجون بل يأتون بشبه أوهى من بيت العنكبوت ، مثل قصة البراء بن مالك أخي أنس بن مالك رضي الله عنه ، وهذه القصة لا حجة لهم فيها فإن الرجل كان بطلاً شجاعاً غاية ما فيه أنه قال : احملوني فالقوني بينهم أي بين أولئك الكفار ، فحملوه بسيفه فأخذ سيفه وقاتل الكفار حتى فتح الباب للمسلمين وتجالدوا مع الكفار ، هل أخذ البراء سيفه وقتل نفسه ؟!!! .
          يا معشر المهلوسين ما أخذ ذلك ، ولا قتل نفسه ، ولا في الحديث دلالة على قتل نفسه غاية ما فيه أنه يجوز قتال الكفار ، والبسالة للكفار ، وهكذا الطموح إلى الكفار ، وإن قُتل فذلك خير ، أما أن يتعمد قتل نفسه فلم يحصل هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم أتقى لله من أن يقتلوا أنفسهم كما سمعت حديث عامر .
          فليس عند القوم أدنى دليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يقولون وينتهجون غير الحماس الفارغ غير الهوى هم عقلانيون كما تقدم حسبنا الله ونعم الوكيل .
          يقول الله سبحانه وتعالى  يا داود لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديد بما نسوا يوم الحساب 
           فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم 
           وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطاً  .

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            بسم الله الرحمن الرحيم
            جزاك الله كل خير على هذا الجهد الرائع.
            بارك الله فيك وفي جهودك الطيبة.
            وأسأل الله لي ولك الأجر والثواب.
            تحياتي.

            تعليق

            يعمل...
            X