إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمتان ماتعتان د.البخاري/ د.محمد بن هادي في باب شكر النعم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] كلمتان ماتعتان د.البخاري/ د.محمد بن هادي في باب شكر النعم




    كلمتان ماتعتان د.البخاري/ د.محمد بن هادي
    في باب شكر النعم




    أولا:كلمة الشيخ الدكتور عبد الله البخاري - حفظه الله - :

    الحمد لله وصل الله وبارك على رسول الله وآله وصحبه وسلم .
    نعم الله على العبد يجب أن تقابل بالشكر والعبد كما قال الإمام ابن القيم - رحمه الله- يتقلب في ثلاثة أطباق : طبق الذنوب ، وطبق النعم ، وطبق الأذى .
    فطبق النعم يجب عليه فيه الشكر ، والذنوب يجب عليه فيها الاستغفار ، والأذى يجب عليه فيه الصبر ، ثم قال : "اللهم اجعلنا ممن إذا أُنعم عليه شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر "، كما قال الإمام حماد بن سلمة -رحمه الله - : " كل نعمة لا تقربك من الله فهي بلية " ، وهذه نعمة من الله على الإنسان يجب عليه أن يتقرب إلى الله جل وعلا في تسخيرها في مراضيه جل وعز ، وأن يشكر الله جل وعلا بجوارحه وقبل ذلك بقلبه وجوارحه وبلسانه فيسخر هذه الجوارح في مراضي الله جل وعز وما يقربه منه جل وعلا ليكون بذلك مؤديا شكر الله جل وعلا على هذه النعمة التي أنعم بها عليه ، وفي الحديث القدسي قوله جل وعلا (( ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. ... الحديث )) أي أن هذه الجوارح كلها تسخر في مراضي الله ؛ فلا يرى إلا ما يحبه ولا يتكلم إلا في مراضيه ، ولا يأخذ ولا يمتنع ولا يسير إلا فيما يقربه من الله جل وعلا ، يسخر هذه الجوارح في مراضي الله جل وعز وفيما يقربه منه جل وعلا ، وهذا من تمام شكر الله عز وجل على هذه النعمة.
    والعبد كما قلت يتقلب كل منا في هذه النعم وفي هذه آلاء من الله جل وعلا ولكن وقليل من عبادي الشكور ، نعمه جل وعلا كثيرة إلا أن الشاكر له جل وعلا له قليل ولهذا قال {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }في مقابل كثرة النعم وآلاء ، يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في الوابل "إن الله ليبتلي عبده المؤمن لا ليهلكه ولكن ليمتحن صبره فإن لله عبادة في السراء كما له عبادة في الضراء ، وله عبادة فيما يحبه المرء وله عبادة فيما يكرهه وغالب الناس تمتحن فيما تحب ولا تمتحن فيما تكره وهنالك تتفاوت رتب الناس بحسب ما استقر فيها من الإيمان واليقين بالله جل وعلا " ، فالإنسان دائما يبتلى فيما يحب ، كأن الإنسان يظن أنه لابد كل يوم يصبح وهو يرى ويسمع ويشم ويتذوق ويأكل ويشرب هذه نعمة ، بعض الناس يمسي مبصرا ويستيقظ أعمى أو أعور العين ، يمسي صحيحا ويصبح مريضا وهكذا ، فهذه نعمة ولكن قليل من يدرك هذه النعمة ولهذا يقول الله جل وعلا {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} قد تظن أن هذا الأمر ظاهره شر ولكن باطنه خير لك .
    ذكر الإمام ابن عساكر - رحمه الله - في تاريخ دمشق : أن أحد القواد كان قائدا ثم سقط من على فرس فكسرت قدماه فلما جُهز القتال للحسين بن علي -رضي الله عنه -أرسل إليه رسولا وبعث إليه مبعوثا قال له : اخرج لقتال الحسين ، كان قد زاره قبل ذلك أحد الائمة يعوده : لعل الله دفع ما هو أشد ، قال : وأي بلاء أكثر مما أنا فيه مكسور القدمين قاعد عن الجهاد جالس في مكاني ، قال : الله أعلم ؛ لعل الله دفع ما هو أشد أو أشر ، ثم جاءه هذا الرسول قال : إن فلانا يعني الوالي يدعوك إلى الخروج لقتال الحسين بن علي -رضي الله عنه - ، قال : ألا ترى ما بي من علة ! أنا مكسور القدمين كيف أقود الجيش وأنا مكسور ؟! فعذره ، ثم لما خرج قال : الحمد الله الذي نجاني من دم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فالإنسان يبتليه الله عز وجل ليصبر يجب عليه أن يصبر لله جل وعلا في هذا ويحمد الله على هذا ، الصبر ثم الرضا ثم الشكر ، ولهذا كان الإمام ابن تيمية -رحمه الله - لما أدخل السجن دعا : "اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " ، يرى أن هذه هبة من الله ومنحة من الله دعا الله أن يرزقه حسن الشكر أيضا ، فالمقصد بارك الله فيكم يتقلب المرء في هذا كله يجب عليه أن يشكر الله ، يبتلي الله العبد ليمتحن صبره ؛ له عبادة في السراء وله عبادة في الضراء صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب كما في الصحيحين من حديث عمران بن حصين -رضي الله عنه- ، على القدر الذي تستطيع لله عبادة في هذا الحال ولله عبادة في هذا الحال وله عبادة في كل حال ، فاحمد الله عز وجل على هذه النعم التي أنت تنعم بها صباحا ومساء .
    جاء في ترجمة يعقوب بن سفيان الفسوي - رحمه الله - أن أصابه داء في عينيه فمرض وعمي ، وثم في منامه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشكى إليه أنه قد حيل بينه وبين حديثك يا رسول الله يعني من كتبه ، قال : فبصق النبي عليه الصلاة والسلام في عينيه فارتد إليه بصره ( وهذه من الكرامات ) فارتد إليه بصره ففتح عينه وإذا به يبصر ، فقام من ليله وأسرج السراج وأخذ يكتب الحديث حتى لا يذهب بصره مرة أخرى.
    وهكذا بارك الله فيك كانوا يستغلون هذه النعمة ، الواحد يتقلب صباحا ومساء يظن أنه لابد أن يصبح ويسمع لابد أنه يمشي لابد أنه يأكل ... لا ؛ فهذه نعم يجب أن نشكر الله جل وعلا عليها ويجب أن تقربنا منه جل وعز الحمد لله نسير نمشي ونأتي ونذهب ونأكل الأطعمة الآن الحمد لله على نعمائه وشربنا وننام وهكذا ، هذه كلها من عمرك مأخوذة لكن انظر فيما تقضي هذا الوقت وفيما تقضي هذه الأيام وهذه الليالي وهذه الأوقات يجب أن تستغل ، قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ((نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)) الناس في هذا ما بين مغبون ومغبوط ، الذي يستغل صحته وفراغه في مراضي الله وطاعاته فهو مغبوط ؛ لا حسد إلا في اثنتين ، والذي يفرط في صحته وفراغه فهذا مغبون لا يعي ما عنده من الحصافة والعقل ما يستثمر به هذه الصحة وهذا الفراغ وهذا الوقت وهذا الجهد ، فيجب في الحالة هذه أن يحرص على استغلاله ليكون مغبوطا {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ }كل سينظر ويتأمل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    فنسأل الله جل وعلا أن يبارك فينا وفيكم جميعا وأن يرزقنا وإياكم ذكره وشكره وحسن عبادته إنه سميع مجيب وصل الله وسلم وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .

    ثانيًا:كلمة فضيلة الشيخ الدكتور محمد المدخلي - حفظه الله - :

    الحمد لله مادمنا نمشي إلى صلوات الفرائض في بيوت الله فنحن في خير من الله وعافية نغبط عليها فنسأل الله جل وعلا أن لا يقطع أقدامنا ولا أقدامكم عن بيوته .
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
    فإن من أعظم بل أعظم ما تشكر به نعم الله جل وعلا أداء ما افترض الله جل وعلا علينا ، ومهما تقرب العبد إلى الله جل وعلا بأنواع الخيرات ونوافل العبادات والطاعات فلن يبلغ من محبة الله ما يبلغه بما يتقرب إليه سبحانه وتعالى من أداء فرائضه عليه كما جاء ذلك في الحديث القدسي الذي نعرفه جميعا ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)) ففرائض العبادات هي أولى ما نتقرب به إلى الله جل وعلا ، بل أوجب ما نتقرب به فإن الله جل وعلا أنعم علينا بالنعم العظيمة وهو غير محتاج إلينا سبحانه ولا مفتقر إلينا جل وعلا ، وإنما متعنا بذلك لنقوم بعبادته كما قال جل وعلا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ } قال جل وعلا {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}فبالإيمان بالله جل وعلا وإداء ما افترض تشكر هذه النعم وهذه البركات التي أنزلها الله من السماء واظهرها لنا من الأرض وتستدام بها هذه النعم ، ويرضى الله جل وعلا عنا بل ويورثنا على ذلك مالا يورثنا على ما سواه ، إذ تصل إلى رتبة الولاية كما جاء في هذا الحديث ((ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ )) بعد الفرائض ؛ فإنه لا تقبل النوافل وقد ضيعت الفرائض وخصوصا ما يخرج به بسبب تركه من الدين ، فحينئذ لو لقيت الله بكل عمل صالح وأنت تارك للفرائض ما نفع ((فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ)) الواجب علينا جميعا أن لا نفرض في فرائض الله ولا نتوانى في أدائها وأخذ النفس بالعزيمة في ذلك خصوصا الصلاة فلقد كان أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يخرج أحدهم يهادى بين الرجلين وقدماه تخطان الأرض ولا يترك هذه الصلاة مع الجماعة ، بل قدوتنا في ذلك كله رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قبل الصحابة ففي مرض موته خرج يهادى بين العباس -رضي الله تعالى عنه - وآخر قد عصب على رأسه حتى أقيم فلما أحس أبوبكر بذلك راح ليتأخر وكلنا يعرف هذا .
    فهذه الصلاة هي قرة العيون وسلوة القلوب وراحة النفوس ونشاط الأبدان
    قرة عين المصطفى فيها كما ** أخبر عن نفسه نصا محكما
    ولم يــزل مبـــــادرا إليها ** وكم له من بيعــة عليهــــا
    فهذه الصلاة هي رأس هذا الدين وعموده وهي عمود الفسطاط ، فنسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم جميعا من المتقربين إليه بالفرائض التي يحبها سبحانه والمكملين لذلك بالنوافل في جميع أبواب الخير والطاعات .
    وطالب العلم يجب أن تكون آثار الطاعات بارزة على أفعاله ويراها الناس في فعاله قبل مقاله ، فإنه محل القدوة والناس ينظرون إليه ونسأل الله جل وعلا أن يثبتنا وإياكم على الحق والهدى حتى نلقاه وأن يسلك بنا وبكم جميعا طريق مرضاته إنه جواد كريم ، وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    ثالثًا:فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله البخاري حفظه الله :

    وتتميما لحديثه الأخير من أن طالب العلم يجب أن يظهر عليه أثر الطاعة والتنسك لله جل وعلا قال الإمام أحمد - رحمه الله - إمام أهل السنة والجماعة في هذا قال : " طالب الحديث عندنا من يستعمل الحديث " ،وقال الإمام الحسن البصري - رحمه الله - " كان الرجل منا يطلب الحديث فما يلبث أن يظهر ذلك - أي اثر الحديث - على لسانه ويده وأخذه ومنعه وإعطائه ، يتمثل الحديث قولا وعملا " ، وعند الإمام ابن حبان - رحمه الله -في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء " كان وكيع بن الجراح يقول :كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به وعلى طلبه بالصوم " وثبت هذا أيضا عن الإمام إبراهيم بن سعيد الجوهري - رحمه الله -وغيره ، فهكذا كانت أفعالهم تسابق أقوالهم ، يطلبون العلم لله فيظهر أثر ذلك عليهم في أفعالهم وأقوالهم ما يأتون وما يذرون .
    نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يرزقنا جميعا الإخلاص إنه جواد كريم وصل الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .

    فضيلة الشيخ الدكتور محمد المدخلي - حفظه الله - :

    الحمد لله وصل الله وسلم وبارك على عبده رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    هذا السؤال جوابه :
    هو حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم العملية وحياة أصحابه رضي الله عنهم العملية وحياة التابعين وأتباعهم ، وحياة أهل الإسلام الصادقين جميعا ، فما كانت أمور الحياة وتحصيل المعاش فيها ولا أمر الأولاد والأهل بحاجز عن عمل الخير ، فأما الفرائض فلا كلام في ذلك وأما ما يتعلق بالنوافل فالمرء الأصل في عبادته النافلة غير الرواتب أنه يطلب بذلك التخفي بذلك حتى يحصل له الإخلاص ومكان هذا جوف الليل فإن القوم رضي الله عنهم كانوا يقومون بذلك في بيوتهم ، وجاء في آحاد من التراجم عن بعضهم وصف ذلك إما من قبل أهله وإما من قبل ضيف زاره فبات عنده كما في حديث أبي الدرداء وسلمان في الصحيح رضي الله تعالى عنهما ، أو الصديق والصاحب في السفر ، فالمرء يحرص على اخفاء عمله الصالح حتى يحصل له الإخلاص ، والإنسان إذا كدح وشقي وتعب لتحصيل معاشه يعود من ليله إلى بيته وأهله فليستعد على ذلك بالأمور المعينة من هذا أخذ قسط الراحة من أول الليل ومن هذا التقوي على ذلك بأخذ شيء من الأكل لا يريده البطنة فتثقله ، ومن ذلك أيضا مبيته ونومه على وضوء ، ومن ذلك أيضا إن كان معه من يتقاسم الليل من أهله كذلك كما جاء ذلك في قصص عدد من الصحابة ومنهم أبوهريرة رضي الله عنه قد كان يقوم ثلث الليل وزوجه ثلثه وخادمه ثلثه فهذا يوقظ هذا ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أرشد إلى ذلك قبل هذا كله بقوله عليه الصلاة والسلام (( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ )) والعكس(( رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ )) فهذا دليل على أن الإنسان يوقظ من يعرفه من أهله وقرابته الذين يبيت معهم ويعيش معهم يذكرهم بذلك ، يعينهم على طاعة الله جل وعلا فإن هذا من التعاون على الخير والتواصي به ، وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا كان أصحابه رضي الله تعالى عنهم ، ومن ذلك أخذ النفس بالحزم والجد فإن النفس تميل للدعة والراحة وإذا تعودت على الطاعة سهلت عليها ، لهذا قال جمع من السلف : "أهل الليل في ليلهم كأهل اللهو في لهوهم " والمراد بذلك شيئين :
    أولا : خفة العبادة على أصحاب الليل كما خف الليل وسهل على أصحاب اللهو .
    والثاني : لذة العبادة والليل على أهل الليل كما هي بالنسبة لأهل الفسوق لذة اللهو عندهم .
    فيقوم ما يقوم وهو ما يحس بتعب ولا ضجر ولا ملل كما أن حلاوة اللهو قد سرت في قلوب أهل اللهو فهذا قد سرت حلاوة العبادة في قلبه فسهلت عليه وخفت ، فيجب على المرء أن يأخذ بالأسباب المعينة وهي متعددة ولله الحمد ومنها هذا الذي ذكرنا .
    والله أعلم وصل الله وسلم على نبينا محمد .

    تنبيه:
    قام بتفريغ هذه المادة الماتعة أحد الأخوات المنضمات لفريق تفريغ في منتديات البيضاء العلمية فجزاها الله خيرًا.

    المادة الصوتية

    منقول من البيضاء العلمية


يعمل...
X