وهذا تنبِيهٌ مهمٌّ في صلبِ بناءِ القصيدةِ لإحدى طالبات العلمِ ، قالتْ ـ وفَّقها الله تعالى ـ :
القصيدةُ لاميَّةٌ، وليسَتْ هائيَّةً، فالرَّوِيُّ اللَّامُ، والهاءُ وصلٌ ، ولم يلتزمْ فيها بحركةٍ واحدةٍ لحرفِ الرَّوِيِّ، بل جمعَ بين الحركاتِ الثَّلاث، وذلك عيبٌ من عيوبِ القافيةِ.
والهاءُ ههنا لا يصحُّ أن تكونَ رويًّا.
قال الأخفشُ -

ونقلَ الدَّمامينيُّ -

(ويلي ذلك قولُ زهير بن أبي سُلْمَى:
صحا القلبُ عن سلمَى وأقصرَ باطلُهْ

فآخر البيتِ الهاء، إلَّا أنها من الحروف المستثناة، ألَا تراها هاء إضمار متحرِّك ما قبلَها؟ فلا يكون رويًّا، فقد اضطررتَ إلى اعتبارِ ما قبلَها، وهو اللَّام، وليست من الحروف المستثناةِ، فهي الرَّوِيُّ، والقصيدةُ لذلك لاميَّةٌ.
ويلي ذلك قول الأعشَى:
قطعتُ إذا خبَّ ريعانُها

فآخر البيت الألف، ولا تكون رويًّا؛ لأنها تابعةٌ لهاء الإضمار، فقد اضطررتَ إلى اعتبارِ ما قبل الهاء، وهو الدَّالُ، وليست من الحروفِ المستثناة، فهي إذن الرَّويُّ، والقصيدةُ لأجلِ ذلك داليَّةٌ) انتهى.
...
قالَ أبُو العوَّامِ :
وقدْ أبقيتُ اسمها على ما اشتهرَ ، ( هائيَّـةً ) ، لتُعرَفَ ، ولاحتمالِ أنَّ الشَّيخَ رحمه الله تعالى أرادَها هائيَّـةً ، مخالفًا بذلك ما قرَّره العروضيُّونَ ، أو أرادَها لاميَّـةً فوقعَ في ( الإقواءِ ) مرَّةً بعدَ مرَّةٍ ، ولا ندرِي أيَّ الحركاتِ أرادَ لقافيـتِه ؟! وعلى كلِّ حالٍ فالعِبرةُ بالفائدةِ .
اترك تعليق: