إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الإحسان إلى كلمة الشيخ محمد بن رمزان - حتى يشهد له سبعون من مشايخه – من أهل العدل والإيمان .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإحسان إلى كلمة الشيخ محمد بن رمزان - حتى يشهد له سبعون من مشايخه – من أهل العدل والإيمان .

    بسم الله الرحمنالرحيم


    الإحسان إلى كلمة الشيخ محمد بن رمزان - حتىيشهد له سبعون من مشايخه – من أهل العدل والإيمان.
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلىآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين :
    أما بعد :
    هذا هو جواب الشيخ محمد بن رمزان الهاجري علىسؤال ورد عليه من سائل بالمغرب أثناء عقدهم للدورة العلمية التي أقيمت هناك .
    هنا سائل يسأل يقول : رجل يدعي السلفية ويجمعحوله شباب يدرسهم الشؤون العلمية للعلماء. وليست له تزكية ويقول التزكية ليست شرطللمدرس؟
    الجواب : الإمام مالك ذكر في ترجمته أنه لميجلس للتدريس إلا بعد أن استأذن أشياخه فأذنوا له وكم هم أشياخ الإمام مالك....؟؟هذا العدد كله استأذن له ، واستجازه الآن هذا يجلس ويدرس فأذنوا له ، وكان عمرهواحد وعشرين سنة هذا غير معروف!!
    إن هذا العلم دين فانظروا عنمن تأخذون دينكم فطالب العلم هو الذي يعرفه أهلالعلم
    ومن لا يعرفه أهل العلم فكيف ينسب نفسه لهموهو ليس من أبنائهم نسب في العلم كمن ليس له نسب من حيث الأصل فاللقيط في العلم لايجلس له....؟
    حفظ الله الشيخ محمد بن رمزان الهاجري .
    محاضرة : الحث على طلب العلم للشيخ صالحالسحيمي ضمن فعاليات الدورة الثالثة بمدينة تيكيوين بالمملكة المغربية .
    وهذا الجواب سمعته بنفسي ،فلقد دخلت غرفة من الغرف السلفيةفسمعت الشيخ يقول ذلك ، وانتظرته – حفظه الله - أن يضيف إليها بعض الآثار عن السلفالتي توضح المسألة أكثر فلم يكن شيء من ذلك ، ولعل الشيخ اختصر الجواب اختصارا لضيقالوقت ، وكثرة الأسئلة وضغط برنامج الدورة فأراد أن يقرب الفهم للسائل بهذا الجواب، تحذيرا لمن تسول له نفسه أن يرتقي مرتقا صعبا ليس له ، ولا هو من أهله فيهلك ،كما جاء في نص السؤال أنه رجل يدعي السلفية ، فوصفوه بأنه رجل وليس طالب علم ، وأنهدعيٌ من أدعياء السلفية ، ولم يعرف بالعلم ، ويتجرأ على العلماء بتدريس كتبهم دونالرجوع إليهم ، وينفي تزكية العلماء وشهادتهم كلية ..
    وبعد انتهاء من الاستماع للجواب اتصل بي أحدإخواني وطلب مني أن أشرح له جملة من كلام الشاطبي تصب في هذا الموضوع علق عليهاالشيخ الألباني رحمهما الله في السلسلة الصحيحة .. ونسيت أن أسجلها ولعل الأخ بعدأن يقرأ هذا يرسلها مرة أخرى .
    فقلت له : هذا كلام حق واضح لا يحتاج إلىشرح ، وقبل قليل كنت أستمع إلى الشيخ محمد بن رمزان الهاجري جوابا على سؤال في هذاالمضمون يقول فيه : الإمام مالك ذكر في ترجمته أنه لم يجلس للتدريس إلا بعد أناستأذن أشياخه فأذنوا له وكم هم أشياخ الإمام مالك....؟؟ هذا العدد كله استأذن له ،واستجازه الآن هذا يجلس ويدرس فأذنوا له ، وكان عمره واحد وعشرين سنة هذا غيرمعروف!!
    ولكن لي تعقيب وتوضيح على كلامه حفظه الله فيهذه القاعدة [[ حتى يشهد له هذا العدد الذي شهد للإمام مالك ..]]
    فقلت :الإمام مالك – رحمه الله – شهد له سبعونمن أشياخه ، كما ذكر ذلك القاضي عياض في المدارك ، وابن عبد البر في التمهيد فيترجمة الإمام ، وذكرها أيضا أغلب من ترجم له .. وعلى هذه القاعدة لا نجد في العلماءالكبار كالشيخ الألباني، والشيخ بن باز ، والشيخ العثيمين ، والشيخ مقبل الوادعيرحمهم الله ، والشيخ عبد المحسن العباد ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، والشيخ الفوزان -حفظهم الله - وغيرهم من كبار أهل العلم فضلا عنغيرهم من طلاب العلم الذين تصدوا للدعوة والتعليم في هذا الزمان من شهد لهم سبعونعالما فضلا عن سبعين من شيوخهم فيما قرأت من تراجم الكثير منهم ، وإنما شهد لهمالبعض ، وشهد بعضهم لبعض ، على اختلاف في العدد بينهم ، وخاصة عند بداية تصديهملتعليم الناس ، والدعوة إلى الله ، وقد جعل الله لهم بعد ذلك القبول في الأرض ،وأقبلت الأمة عليهم بالأخذ عنهم ؛ والاطمئنان لعلمهم وما ذلك إلا بسبب إخلاصهم فيالتحمل والأداء ، وعملهم بما تعلموا ، وتزكية نفوسهم بالعلم ، حتى عرفوا به ؛ وكانالعلم صفة لهم فكانوا ربانيين حقا ، بما كانوا يربون الناس على صغار العلم قبلكبارها ، وأهمها قبل مُهمها .
    وبعد أيام قليلة دخلت سحابفرأيت الأخ [ الباعمراني ] أنزل هذه الفتوى ، التي أخذها – بعض الأغمار الأغراروجعل يشغب بها على طلبة العلم السنيين السلفيين، وأنه لا يجوز أخذ العلم عن كل منلم يشهد له العلماء الكبار ، ولم يزكه أحد منهم ، ولا يجوز التصدي للدعوة والتعليمحتى يشهد له العلماء الكبار كالشيخ ربيع ، أو الشيخ عبيد ، أو الشيخ الفوزان ، أوالشيخ محمد بن هادي ، أو الشيخ زيد بن هادي ، وبعضهم لا يقبل إلا تزكية هؤلاءوشهادتهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
    ولا شك أن الشيخ محمد بنرمزان – وفقه الله – ما أراد هذا القصد عند هؤلاء ، وإنما أراد أن يزجر كل ناشئ غمرمغرور متعالم يتقدم العلماء ؛ ويتجرأ على الفتوى بغير ثبت وكانت هذه حاله ،وربمادفعه ذلك إلى الغرور والإعجاب بالنفس فأصبح يعيب على العلماء ويعتقد نفسه مالكا -رحمه الله - حيث لا يُفتى وهو في المدينة ..
    أما إذا عُرف الطالب بتحصيل أدنى مراتب العلممن بعض دور العلم ، كالمعاهد والجامعات الشرعية ، وفي حلقات العلم في المساجد وعلىيد بعض الشيوخ ، فتحصل على أدوات العلم التي تمكنه من فهم الكتاب والسنة على منهجالسلف الصالح ، وعُرف بأخذه عن علماء السلف ، فيعلم الناس من كتبهم ، وعرف بورعهونزاهته وعزوه العلم
    لأهله ، وعدم تقوله على الله ورسله ، وعدمتقدمه بين يدي العلماء، وعنده توصية من دور العلم التي درس فيها ، وليس هناك فيبلده من العلماء الربانيين الراسخين في العلم ، الذين يُرجع إليهم ويُطلب العلمعليهم - كالبلاد التي أقيمت فيها الدورة ؛ وأجاب فيها الشيخ بهذا الجواب - فهذاينبغي عليه أن يجتهد في تبليغ ما تعلم وتعليمه ، والدعوة إلى نشر السنة؛ والبلاغ عنالله ورسوله ، تحقيقا للمسؤولية التي تحملها في الوصية التي عهدت إليه ، ولو لميشهد له أحد ، فإذا شهد له البعض كان ذلك أفضل وأحسن ، تحقيقا لقوله تعالى :{{وَمَاكَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍمِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَارَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }}التوبة { 122 }.
    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي- رحمه الله– [ج 1/ 355]: يقول تعالى: منبها لعباده المؤمنين على ما ينبغي لهم- { وَمَا كَانَالْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً } أي: جميعا لقتال عدوهم، فإنه يحصل عليهمالمشقة بذلك، وتفوت به كثير من المصالح الأخرى، { فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّفِرْقَةٍ مِنْهُمْ } أي: من البلدان، والقبائل، والأفخاذ { طَائِفَةٌ } تحصل بهاالكفاية والمقصود لكان أولى.
    ثم نبه على أن في إقامةالمقيمين منهم وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتتهم، فقال: { لِيَتَفَقَّهُوا } أي: القاعدون { فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ } أي. ليتعلموا العلم الشرعي، ويعلموا معانيه، ويفقهوا أسراره، وليعلموا غيرهم،ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم.
    ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصاالفقه في الدين، وأنه أهم الأمور، وأن من تعلم علما، فعليه نشره وبثه في العباد،ونصيحتهم فيه فإن انتشار العلم عن العالم، من بركته وأجره، الذي ينمى له.
    وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل اللّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟ وأي نتيجة نتجت من علمه؟ وغايته أن يموت، فيموت علمه وثمرته،وهذا غاية الحرمان، لمن آتاه اللّه علما ومنحه فهما.
    فإذا ترك هؤلاء تعليم الناس ما تعلموه من العلم الصحيح ، ضاع العلم وانتشر الجهل وظهرت الزنادقة ، ودرس التوحيد وفشا الشرك، وتمكنت البدع وماتت السنن .
    ثم إن الاستدلال بقصة الإمام مالك وحدها لايكفي وليست هي المعيار ولا القاعدة حتى تنزل على جميع الأحوال ، وإلا لرددنا كثيرامن علم الثقات الذين لم يشهد لهم إلا واحد أو اثنان ، أو ثلاثة فما فوق من العلماء العدول ، ما لم يصل إلى العدد المذكور ، فأهل العلم يختلفون في العددالذي ترتفع به جهالة حال الراوي فمنهم من يقول برواية ثقة عنه ومنهم من يقول بروايةراويين عدلين ولم يجرحه أحد ..
    ولذلك يقال : إن هذه القاعدة ليست هي الغاية ، ولا هي مطردة ، وإنما يكفي أن يشهد له بعض أهل العلم ..ولو واحدامع ما عنده من توصية ، ويشهد له عمله بعلمه الذي يزكيه ، ونشاطه في نصرة المنهج الحق ، والدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، ونبذ البدع والتحذيرمنها ...فهو يزكي نفسه بالطاعة ، ويدسيها بالمعصية متواضعا مزدريا ومحتقرا لها .
    وقد حدثني شيخي وصي الله عباس -حفظه الله - وقدسألته قائلا : يا شيخنا هناك من يعترض على طلاب العلم لما يبلغون سنن رسول الله ،وينشرون التوحيد ويحاربون البدع ، ويعلمون قومهم ما تعلموه من العلم على ضوء الكتابوالسنة ، بفهم سلف الأمة ، ولا يزيدون ، ويقول هؤلاء المعترضون : لا يتصدر لهذاالشأن إلا من له تزكيات العلماء ؟؟
    فقال : أنتم علموا السنن ،وانشروا التوحيد وتقيدوا- بأقوال العلماء المعروفين بسلامة المنهج وصحة المعتقد ،فهذا مالك ابن الحويرث جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض قومه وهم شببة فبقوا بضعة أيام ، فماذا تعلموا في هذه الأيام ؟ ومع ذلك أمرهم النبي صلى الله عليهوسلم أن يعلموا قومهم إذا رجعوا إليهم ، فأنتم علموا قومكم على هذا ..
    قلت :حديث مالك ابن الحويرث أخرجه البخاري[605] وفيه قال : أتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم،ونحن شببة متقاربون،فأقمنا عنده عشرين يوماوليلة،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا، أوقد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال: ( ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم). وذكر أشياء أحفظها، أو لا أحفظها: (وصلوا كما رأيتموني أصلي،فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم). وفي سنن أبي داود : [[ متقاربون في العلم ]] وفي صحيح مسلم [[ في القراءة ].
    ففي الحديث من الفوائد ، أنهم شببة ، وهم منكانوا دون الكهول ، ويستفاد منه الحرص على طلب العلم والرحلة فيه حين الشباب .
    وفيه أنهم أقاموا عنده عشرين يوما وليلة ،يتعلمون منه الدين ، ويحرصون على معرفة السنن ..
    وفيه أنهم كانوا متقاربين في السن ، أو فيالعلم ، أو في القراءة على ما جاء في روايات الحديث ، فلما كانوا كذلك أمرهم بأنيقدموا في إمامتهم كبيرهم ولو كان لا يكبرهم إلا قليلا.
    وفيه أنهم لم يبقوا عنده إلا قليلا ، أقل منشهر ، وهي مدة كافية لتحمل بعض العلم المهم ، والهدي الصالح والخلق الحسن عن العالم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم أهلا لتبليغ ما حصلوه ، ولاحظ عليهم شوقهملأهاليهم أمرهم بالعودة إليهم وتعليمهم وأمرهم ..
    وفيه أن هذه المدة وهي عشرون يوما لا يمكن لهمأن يكونوا قد تعلموا فيها شرائع الإسلام كلها وإنما تعلموا البعض المهم منها ، ولايمكن لهم أن بلغوا من العلم مبلغه ، وهكذا إذا رأى العالم أن طالب العلم قد أتقنعلى يديه علم التوحيد أو بعض العلوم المعلومة من الدين بالضرورة ولو كانت المدةقصيرة أن يشجعه على الرجوع إلى أهله الذين عشش الجهل فيهم ،وليس لهم من يعلمهم ذلك ..
    وفيه أن العالم ينبغي أن يتفقد أحوال طلابه ،وأن يكون رفيقا بهم ، وأن يحثهم على العمل بما تعلموا والدعوة إليه ونشره بين الناس ..وأن يكون هو قدوة لهم في ذلك..
    يتبع إن شاء الله ..



  • #2
    تتمة الموضوع :
    والشاهد من الحديث أن الرسولصلى الله عليه وسلم أمرههم بتعليم من وراءهم من قومهم ما تعلموا منه وما رأوه عليهمن عبادته وخلقه ،فماذا تعلم مالك ابن الحويرث وأصحابه من العلم من رسول اللهوالصحابة في بضع أيام حتى أمرهم النبي صلى الله عليه بتعليم من وراءهم من قومهم ممنليس عندهم من يعلمهم ذلك ويدعوهم إلى الإسلام؟
    والجواب أننا لا نشك في أنهم تعلموا ما وسعهمأن يتعلموه ، من معنى التوحيد والعبودية لله ونبذ الشرك والكفر، وحفظ بعض القرآن ،وبعض السنن ، والآداب ، فمحلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغوها وهو القائل :بلغوا عني ولو آية ، ويقول ليبلغ الشاهد الغائب ، ويقول نضر الله امرئ سمع مني ..وإليك بعض التفصيل لهذه الأحاديث .
    ففي الصحيح للبخاري – رحمهالله - باب البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعليم السنن [ح3461] - حدثناأبو عاصم الضحاك بن مخلد: أخبرنا الأوزاعي: حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عنعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليمتعمدا فليتبوأ مقعده من النار>>.
    وقال الحافظ بن حجر في الفتح [ج6/575]: في الحديث ولو آية أي واحدة ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي، ولو قل ليتصل بذلك نقل جميع ما جاء به صلى الله عليه وسلم. اه
    قلت : مع الأمانة والضبط والتورع عن الكذب عنالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لقوله :<< ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدهمن النار >>.
    وقال البغوي رحمه الله شرح السنة [ج1/250]وفيه دليل على وجوب تبليغ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    وبوب البخاري في صحيحه ، كتاب العلم باب " ليُبَلِّغَ العلمَ الشاهدُ الغائبَ " "قاله ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلىالله عليه وسلم ".
    قال الحافظ في الفتح :[1/229]وقوله :[قاله ابنعباس ] أي رواه ابن عباس ، وليس هو في شيء من طرق حديث ابن عباس بهذه الصورة ،وإنما هو في روايته ورواية غيره بحذف العلم، وكأنه أراد بالمعنى لأن المأموربتبليغه هو العلم .
    وفي صحيح البخاري كتاب العلم باب :قول النبي صلى الله عليه وسلم :<< رب مبلغ أوعى من سامع >> ثم ذكر في الباب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وفيه : ليبلغ الشاهد الغائب ، فإن الشاهدعسى أن يبلغ من هو أوعى له منه >>.
    قال الحافظ في الفتح [ج1/192] : وفي الحديث من الفوائد –غير ما تقدم – الحث على تبليغ العلم ، وجوازالتحمل قبل كمال الأهلية وأن الفهم ليس شرطا في الأداء وأنه قد يأتي في الآخر من يكون أفهم ممن تقدمه لكن بقلة .
    وفي سنن سعيد الدارمي قال :
    [ 543 ] أخبرنا علي بن حجر السعدي أنا يزيد بنهارون أنا العوام بن حوشب أبو عيسى الشيباني ثنا القاسم بن عوف الشيباني عن أبي ذرقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغلبونا على ثلاث أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن .
    ففي الحديث : الحث على تعليم الناس السنن ، فإذا تعلم السني سنة وتركها لا يعمل بها ولا يعلمها فمتى تنتشر؟
    [ 544 ] أخبرنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثنيسليم بن عامر قال : كان أبو أمامة إذا قعدنا إليه يجيئنا من الحديث بأمر عظيم ،ويقول للناس اسمعوا واعقلوا ، وبلغوا عنا ما تسمعون. قال سليم: بمنزله الذي يشهدعلى ما علم .
    وفي هذا الأثر ، أن أبا أمامة كان يحثهم علىالسماع والحفظ ، والبلاغ عنهم ما سمعوا ووعوا ، وقال سليم : بمنزلة الذي يشهد علىما علم . أي المبلغ عنهم ..
    [ 552 ] أخبرنا محمد بن أحمدبن أبي خلف ثنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يجمع بنيه فيقول يابني تعلموا فإن تكونوا صغار قوم؛ فعسى أن تكونوا كبار آخرين ، وما أقبح على شيخيسأل ليس عنده علم .
    قلت : وكذلك طالب العلم ، فهو صغير بين يديمشايخه ومعلميه حتى لو كانوا أصغر منه سنا ، وفي نفس الوقت هو كبير قوم آخرين ، جلسيعلمهم السنن وما تعلم من دون أُبهة ولا فخر ولا تكبر أو تعالم ،مما يدفعه إلىالغرور ..فما أقبح من حاله كذلك .
    [ 555 ] أخبرنا محمد بن يوسفعن سفيان عن الأعمش عن صالح بن خباب عن حسين بن عقبة عن سلمان قال علم لا يقال بهككنز لا ينفق منه .
    وقوله : لا يقال به ، أي لا ينفق منه ، فشبههبالكنز الذي جاء فيه الوعيد الشديد أن صاحبه يكوى جنبه وجبينه بسببه ، فكذلك منتعلم علما لا يعمل به في نفسه ولا يعلمه الجاهل من قومه ممن له اتصال به .
    وقد جاء هذا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليهوسلم ففي سنن الدارمي [ 556 ] من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : مثل علم لا ينتفع به كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله .وفي هذا أخباركثيرة ..
    وفي سنن الترمذي : - باب في الحث على تبليغالسماع
    2794- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود،أخبرنا شعبة أخبرني عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب قال سمعت عبد الرحمن ابنأبان بن عثمان يحدث عن أبيه قال: - "خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار، قلناما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء يسأله عنه، فقمنا فسألناه، فقال نعم سألنا عنأشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول:<< نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلىمن هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليسبفقيه>>.
    وفي الباب عن عبد الله ابن مسعود ومعاذ بن جبلوجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأنس. حديث زيد بن ثابت حديثحسن.
    2795- حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود،أنبأنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيهقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:- << نضر الله امرأ سمع مناشيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع>>. هذا حديث حسنصحيح.
    قلت : أخرجه البخاري في صحيحه معلقا ، وأوصلهفي باب الخطبة بمنى من كتاب الحج كما قال الحافظ الفتح [1/190].
    قال البغوي في شرح السنة كتاب العلم [ج1/ 235...]
    تبليغ حديث رسول الله وحفظه : قال الله سبحانهوتعالى : {{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }} ..
    قال : الأمر عام في حق أهل زمانه ، ومن جاءبعدهم ، ولا وصول إلى من بعدهم إلا بالتبليغ .وقال النبي صلى الله عليه وسلم : فيخطبته :<< فليبلغ الشاهد الغائب >> متفق عليه .ثم ساق بسنده حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه .
    قلت وفيه : الدعاء بالنضارةلمن سمع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فوعاها وحفظها وأداها ، ولو كانت آية واحدة ،أو سنة واحدة ، أو مقالة ، وهو مسئول بين يدي ربه عن حقيقة ذلك مأخوذ به إن لم يكنكذلك .
    قال صديق حسن خان في عون الباري شرح صحيحالبخاري [ج 1/ 202] تحي حديث :<< .. ليبلغ الشاهد الغائب ، فإن الشاهد عسى أنيبلغ من هو أوعى منه >>.
    واستنبط من الحديث أن حاملالحديث يؤخذ منه وإن كان جاهلا بمعناه وهو مأجور بتبليغه محسوب في زمرة أهل العلم ..
    قلت : مدعو له بالنضارة ، وأي دعوة ، وممن ،دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بد أن ذلك يحصل له..
    يتبع إن شاء الله ...


    تعليق


    • #3
      تتمة للموضوع :
      أخذ العلم عـن أهله :
      ولا ينبغي لأحد أن يتصدر قبل أن يحّصلَ على أدنى مرتبة العلمالتي تمكنه أن يبلغ عن الله ورسوله وهي أن يكون ملما بعلوم الآلة، وأدوات العلم،ومفاتيح الكتب التي يريد تدريسها.
      ولا شك أن العلم يؤخذ منأهله، وخاصة في هذه العصور التي فشا فيها الجهل وظهر الرويبضات ، وتصدر الأحداث ،وتعالى المتعالم ...
      وأعني بأهله العلماء الربانيين الذين أفنوا جلأوقاتهم وأعمارهم في العلم فتمرسوا بمسائله وتغلبوا على مشاكله ، وعركتهم التجارب ،فإنه يستفاد من هؤلاء علما وعقلا وحكمة؛ وتوجيها وتربية وأدبا ،وليس من الأحداثالصغار ، لأن هذا العلم دين فلينظر طالبه عمن يؤخذ دينه ، فلا بد من اختيار الشيوخ، والعلماء الذين يؤخذ عنهم ،ففي حديث جبريل المشهور والطويل :<<... هذاجبريل أتاكم يعلمكم دينكم >>.
      وقول النبي صلى الله عليهوسلم : << خذوا القرآن من أربعة ، من عبد بن مسعود ، وسالم ومعاذ وأبي بن كعب >> البخاري [ ح 4999] فأوصى بأخذ العلم عنهم وخصهم بالوصية مع أن الصحابةكلهم عدول صالح للأخذ عنه وإن لم يكونوا في مرتبة واحدة من العلم .
      وفي سنن الدارمي [ 419 ] قال : أخبرنا عفان ثناحماد بن زيد عن أبي عون عن محمد قال : أن هذا العلم دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه .وأخرجه مسلم فيمقدمة صحيح [ج1/14].
      وفيه أيضا [ 420 ] قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال : كانوا إذا آتوا الرجلليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سنته والي هيأته ثم يأخذون عنه .
      وفيه [ 421 ] أخبرنا عمران بن زرارة أنا هشيمأنا مغيرة عن إبراهيم قال : كانوا إذا آتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاتهوإلى سنته وإلى هيأته ثم يأخذون عنه .
      [ 423 ] أخبرنا أبو معمرإسماعيل بن إبراهيم أنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبيالعالية قال كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى فإن أحسنها جلسنا إليه وقلناهو لغيرها أحسن ، وأن أساءها قمنا عنه وقلنا هو لغيرها أسوأ قال أبو معمر لفظه نحوهذا .
      قلت : فإذا توفر في الطالب أنه عرف بالطلب وصحةالمعتقد ، وتجريد الإتباع ، في العبادة ؛ والحرص على تطبيق السنن ، وحسن الأدب ،والهدي الصالح . ولم يعرف ببدعة ، ولا تحزب ، فهذا هو المعيار ..
      فمن تمكن في علم من العلوم فله أن يعلمه، وأنيبلغه ولا يشترط له حتى يتعلم جميع علوم الشريعة ، أو أن يبلغ منتهى العلم ، فإنهلا أحد يمكنه أن يبلغ ذلك ، ولا أحد من أهل العلم من يزعم أنه بلغ منتهاه . ثم متىيكمل الطالب وهذا العلم بحر لا ساحل له ؟ولو انفق فيه عمره وعمرا مع عمره ما استطاعأن يحصل على نقطة في بحر كما قال الخضر لموسى عليهما السلام لما ركب معه في السفينةورأى الطائر ينقر في البحر .ما علمي وعلمك إلا كما تعلق من ماء البحر بمنقار هذاالطائر ، وقال الشاعر :
      العلم بحر منتهاه يبعدُ ليس له حدٌ إليهيقصد
      وليس كل العلم قد حويته أجل ولا العشر ولوأحصيته
      وما بقي عليك منه أكثر مما علمت والجواد يعثر
      وهذا مصداقه قوله تعالى :{{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ...}}.قالابن كثير –رحمه الله - أي: وما أطلعكم من علمه إلا على القليل، فإنه لا يحيط أحدبشيء من علمه إلا بما شاء تبارك وتعالى.
      كما في قصة موسى والخضر: أنالخضر نظر إلى عصفور وقع على حافة السفينة، فنقر في البحر نقرة، أي: شرب منهبمنقاره، فقال: يا موسى، ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا كما أخذ هذاالعصفور من هذا البحر. أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا قال تبارك وتعالى: { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا } .
      وليعلم أن العلم ليس بكثرة الجمع ولا بكثرة الرواية ، وإنماالعلم الخشية لله تعالى ، فقليل من العلم مع خشية الله وتقواه ، يرفعك الله به ،خير من كثير من العلم يكون على طالبه وبالا يوم القيامة ، فاحرص على هذا القليل معخشية لله يرفعك الله به ، فإنما العلم الخشية كما قال تعالى :{{ إنما يخشى الله من عباده العلماء }} وقال كثير من أهل العلم من السلف إنما العلم الخشية ، أو تقوى الله تعالى ،

      ففي مسند الدارمي ،باب من قال العلم الخشية وتقوى الله :
      قال [ 288 ] أخبرنا عبد الله بن صالح حدثنيمعاوية عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال كنامع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ، ثم قال هذا أوان يختلسالعلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء ، فقال زياد بن لبيد الأنصاري يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنَقرأنّه ، ولنقرأنه نساءنا وأبناءنا، فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم ؟قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قال : قلت : ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال . قال : صدق أبو الدرداء ؛إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا .
      [ 289 ] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا يزيد بنهارون ثنا الوليد بن جميل الكتاني ثنا مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا هذه الآية { إنما يخشى الله من عبادة العلماء } إن الله وملائكته وأهل سماواته وأرضيه والنون في البحر يصلون على الذين يعلمون الناس الخير .
      [ 290 ] أخبرنا أحمد بن أسدأبو عاصم ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن ليث عن رجل عن ابن عمر قال لا يكون الرجل عالما حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بعلمه ثمنا.
      [ 291 ] أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عنمسعر قال : قال : سمعت عبد الأعلى التيمي يقول : من أوتي من العلم ما لا يُبكِيه لخليقٌ أن لا يكون أوتي علمًا ينفعه لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن {{ إن الذين أوتوا العلم }} إلى قوله {{ يبكون ويزيدهم خشوعا }} من سورة الإسراء .
      [ 292 ] أخبرنا عصمة بن الفضل ثنا زيد بن حبابعن مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ، العمري عن أبي حازم قال: لا تكون عالماحتى يكون فيك ثلاث خصال. 1- لا تبغي على من فوقك. 2- ولا تحتقر من دونك. 3- ولاتأخذ على علمك دنيا.
      [ 293 ] أخبرنا أحمد بن أسد ثنا عبثر عن برد بنسنان عن سليمان بن موسى الدمشقي عن أبي الدرداء قال : لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا ، وكفى بك إثما أن لا تزال مخاصما؛وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا ، وكفى بك كاذبا لا تزال محدثا في غير ذات الله .
      [ 294 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا المبارك بنسعيد عن أخيه سفيان الثوري عن عمران المنقري قال : قلت للحسن يوما في شيء قاله ياأبا سعيد ليس هكذا يقول الفقهاء ، فقال: ويحك ورأيت أنت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بأمر دينه المداوم على عبادة ربه .
      [ 295 ] أخبرنا الحسن بن عرفه ثنا النضر بن إسماعيل البجلي عن مسعر عن سعد بن إبراهيم قال : قيل له من أفقه أهل المدينة قال أتقاهم لربه .
      [ 296 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا الحسين بنعلي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال إنما الفقيه من يخاف الله .
      [ 297 ] أخبرنا إسماعيل بن أبان عن يعقوب القمي حدثني ليث بن أبي سليم عن يحيى هو ابن عباد عن علي بن أبي طالب قال : أن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره؛ أنه لا خير في عبادة لا علم فيها؛ولا علم لا فهم فيه ؛ولا قراءة لا تدبر فيها.
      [ 298 ] أخبرنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بنإبراهيم عن ليث عن يحيى بن عباد قال : قال علي الفقيه حق الفقيه لا يقنط الناس منرحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله إنه لا خير في عبادةلا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها.
      فمن أحسن شيئا من العلم وأتقنه ، فليعمل به وليعلمه ، وليتصدى لمن أفسد فيه حتى تموت البدع ، وتحيى السنن.وعليه بالبلاغ قدراستطاعته وفي حدود علمه ، ولو لمن هو أعلم منه كما قال صلى الله عليه وسلم : نضرالله امرأ سمع مني مقالة فحفظها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع وربا حامل فقه لمن هو أفقه منه >>. أو كما قال .
      فإذا ترك الطالب ما تعلم دون العمل به ولا نفقته ، أو لا يذاكره فإنه سيضيع منه العلم الذي تعلمه ، وفي مذاكرة العلم قال ابن عباس رضي الله عنهما : تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم فإنه ليسمثل القرآن مجموع محفوظ وإنكم أن لم تذاكروا هذا الحديث ينفلت منكم ولا يقولن أحدكمحدثت أمس فلا أحدث اليوم بل حدث أمس ولتحدث اليوم ولتحدث غدا .أخرجه الدارمي برقم [600].
      وفيه أيضا [ 602 ] قال: أخبرنا الحكم بنالمبارك أنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: تذاكروا فإن أحياء الحديث مذاكرته. يتبع إن شاء الله ...

      تعليق


      • #4
        ولعله في هذا المقام من يقول بالتفرقة بين من يتصدى للدعوة ، والبلاغ ، وبين من يتصدى لتعليم والتدريس للعلم على منهج الكتاب والسنة ، فيقال ، أنه لا بأس بالتصدي للدعوة في حدود ما عنده من علم ، وله أن يبلغ ما تعلمه أو شهده في ذلك ، وأن ينقل فتاوى العلماء في ذلك ،إذا كان ضابطا لها ، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيما تيقنه وله عليه دليل من كتاب الله أو سنة رسوله أو فتاوى أهل العلم ، أما التدريس وتعليم العلم والتصدر فيه من تعليم أسس العلم وقواعده ، وأدواته وآلاته ، فهذا لا ينبغي أن يتولاه إلا العلماء وطلاب العلم فيه كل في فنه الذي تخصص فيه أو أتقنه ، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه .
        فقد سئل فضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله – هذا السؤال : من المعلوم أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى العلم الشرعي ، فهل هذا العلم هو حفظ الكتاب والسمة ؟ وهل يكفي العلم الذي يدرس في المدارس والجامعات للدعوة إلى الله .
        فأجاب : العلم هو حفظ النصوص وفهم معانيها الصحيحة ،فلا يكفي حفظ النصوص فقط ، لا يكفي أن الإنسان يحفظ نصوص القرآن والأحاديث ، لابد من معرفة معانيها الصحيحة ، أما مجرد حفظ النصوص بدون فهم لمعانيها فهذا لا يؤهل للدعوة إلى الله عز وجل .أما ما يدرَّس في المدارس إذا كان فيه حفظ وفهم لمعانيها فهو كاف .
        أما إذا كان حفظا للنصوص دون فهم للمعاني ؛ فهذا لا يؤهل للدعوة ؛ لكن بإمكان هذا أن يحفظ الناس النصوص التي حفظها ، ويلقنهم إياها دون شرح لمعانيها ، أو يقرأها عليهم ويسمعهم إياها .الأجوبة المفيدة عن المناهج الجديدة [ص39-40].
        فهكذا يفرق الشيخ بين الدعوة إلى الله أن تكون على بصيرة وتفقه وفهم للنصوص الكتاب والسنة ، وبين التبليغ وتلقين الناس ما يحفظ دون فهم وتفقه لما حفظ .
        وقال جوابا على سؤال آخر يقول: قد يتوهم البعض أن الدعوة إلى الله لا يقوم بها إلا العلماء على الإطلاق ، وأنه لا يلزم القيام بالدعوة فيما علموه ، فما توجيه فضيلتكم ؟
        فأجاب :هذا ليس بتوهم ، هذا حقيقة ، الدعوة لا يقوم بها إلا العلماء ، وأنا أقول هذا ، لكن هناك أمور واضحة يعرفها كل إنسان ؛ فكل إنسان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب معرفته ، فيأمر أهل بيته بالصلاة وبالأمور الواضحة ، هذا مفروض حتى على العامة يأمرون أولادهم بالصلاة في المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: << مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر >> صحيح أبي داود [495].وقال : << كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ..>> البخاري [ 853]هذه تسمى رعاية ، وهذه تسمى أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، قال صلى الله عليه وسلم :<< من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ..>>مسلم [49].فالعامي مطلوب منه أن يأمر أهل بيته وغيرهم بالصلاة ، والزكاة ، وطاعة الله ، وتجنب المعاصي ، وأن يطهر بيته من المعاصي ، ويربي أولاده على الطاعة ، هذا مطلوب منه وغن كان عاميا ؛ لأن هذا يعرفه كل أحد ، هذا أمر واضح .أما الفتاوى وبيان الحلال والحرام ، وبيان الشرك والتوحيد؛ فهذا لا يقوم به إلا العلماء .
        وهكذا يفرق الشيخ بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبين الدعوة إلى الله والتصدي للفتوى وبيان الأحكام الشرعية وخاصة المشتبهات ، أما الواضحات فكل مطلوب منه أن يبلغها في حدود علمه وقدرته .
        وهذا سؤال وجه لفضيلة شيخنا ربيع بن هادي - حفظه الله – يقول السائل:
        شيخنا متى يحق لطالب العلم أن يقول هذا ما ترجح لي أو هذا ما اعتقده ومتى يحق له أن يستقل في درس أو حلقة تدريس , فكثير من الشباب من طلبة العلم الناشئين يتسرعون إلى تصدر المجالس فما هي نصيحتك ؟ سلف مصر المنبر الإسلامي العام .وقال منقول من سحاب . قلت : وهي منشورة فيه بتاريخ 23/2/2010م بواسطة أبي حازم السلفي الليبي ـ جزاه الله خيرا ـ قال :. المصدر الجواب الكافي ، الشريط الأول.
        فأجاب حفظه الله وأحسن لنا وله العاقبة : نصيحتي للشباب السلفي أن يشمروا عن ساعد الجد في تحصيل العلم ، أن يتعلموا ولكن إذا كان في بلد جهلاء ؛ وليس فيها علماء ؛ وفيهم طالب علم يحتاجون إلى ما عنده من علم قليل فأنا أرى أنه يبدل ما عنده من علم ؛ ولا نعقِّد الأمور على الشباب الذي يرى الدنيا مظلمة بالجهل والخرافات والشرك – ونقول لا تتصدر لتعليم الناس إلا إذا بلغت منزلة ابن تيمية أو أحمد بن حنبل – هذا لا يحصل فيعني ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ... إلا ما اضطررتم إليه ) هذا ( الضرورة تبيح المحظورة ) كما يقال , قاعدة شرعية ، فإذا كان في بلده يرى الشرك يرى البدع ويرى ترك الصلاة وهو يعرف الشرك ويعرف يعني ما هي البدع ؛ وما هي السنن وما هو كذا , يعلم بالذي عنده .
        كان الشيخ عبد الله القرعاوي - الله يرحمه - يعلم بعض الشباب شيئا من العلم قرآن وتجويد والفرائض وكتاب التوحيد والأصول الثلاثة , و إذا قرأ هذه الكتب ورأى الأمة بأشد الحاجة إلى هؤلاء , وهؤلاء هم أمثل الناس فيدفع بهم إلى ميدان الدعوة إلى الله ويوزعهم في القرى يعلموا الناس يحفظوا الناس القرآن ويعلمهم التجويد يعلمهم الفرائض التي تعلموها يدرسهم في كتاب التوحيد الذي درسوا , فان أنا لا أشجع - يعني – طالب العلم على أن يركب رأسه وينصب نفسه عالما ، هذا لا.
        لا يقم بهذا ولا لست أفتيه بهذا المنظار؛ وإنما إذا ألجئ ولم أجد عالما غيره , وعنده شيء من العلم فليطرح في الساحة ما عنده من العلم الذي يعلمه , لا يتكلم في دين الله بجهل أبدا حتى لو كان عالما لا يجوز له أن يقول على الله إلا الحق [[ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن و الإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ]] فالقول على الله بغير علم حرام ، و أكبر الكبائر بل أكبر من
        الكفر بالله عز وجل لأن الكفر والضلال والبدع كلها تنشأ عن القول على الله بغير علم فهو أخبث الخبائث وأكبر الكبائر، وسواء صدرت على الله بغير علم أو القول على الله بغير علم من عالم أو جاهل فإنه يكون قد ارتكب أعظم الجرائم وأعظم الأوزار – فإذا رأى حاجة ، رأى الناس مضطرين إلى ما عنده من العلم القليل فليتكلم فقط في حدود ما يعلم ولا يتجاوز حده ، وقد يتصدى للتعليم فينفخ فيه الشيطان فلا يسأل عن مسألة إلا وأجاب فيها لا , يقول الله أعلم يقول لا أدري ، فقد كان كبراء الكبراء وأئمة الأئمة يقول لا أدري بحيث أن أحد كبار تلاميذ مالك يقول ( لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك لا ادري لفعلت ) مالك يسأل كثيرا وكثيرا يقول لا أدري وقال : كل طلاب العلم يعلمون أن مالك سئل عن أربعين مسألة فأجاب فيها عن أربع مسائل أو حولها، وقال في الباقي لا أدري لا أدري، وكان الرجل في تلك الأوقات إذا أكثر من قول لا ادري عَظم في أعين الناس , والآن إذا قال لا أدري مرة أو مرتين قالوا جاهل , أيضا هذه المقاييس عند الناس يجب أن تعدَّل وأن يسيروا فيها على طريق السلف وأن يقدِّروا من يتورع عن تقحم الفتوى والجرأة عليها , ولا يدفعوا أرباع العلماء وأنصاف العلماء إلى أن يقولوا على الله بغير علم فعلى كل حال يقولون [[ ينبغي على العالم أن يعلم تلاميذه قول لا أدري فإنها نصف العلم ]] نعم هذا ما أردت أن أقوله حول هذا الكلام .
        وهذا سؤال آخر وجه لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ - وفقه الله - بارك الله فيكم , حيث سئل في شريط بعنوان [[ الوصايا الجلية]] .
        يقول السائل : نحن في مكانٍ بعيد عن هذه الدورة، ولا يوجدُ طلابُ علمٍ، ولكن نستطيعُ الحصولَ على أشرطة الدورة. فإلى أيِّ مدًى نستطيع الاستفادةَ منها؟. كأنه يعني: هل يحضِّر منها ويدرِّس هناك.
        فأجاب حفظه الله : لا بأس أن تُعَلِّم، وليس من شرط التعليم أن تكون عالـمًا متمكنًا، أو مدرِّسًا في جامعة، أو متخصصًا في فنٍّ، ولكن عليك بتقوى الله - جلَّ وعلا - فيما تقول، واعلمْ أنك ستحاسبُ على ما تقول ، لا تَنْسِبْ لعالمٍ قولاً لم يقلْه (تخلصًا من موقفٍ].
        لا تقلْ على الله ما لا تعلمْ. قل ما تتيقنه بدليله الواضحِ مما تَعَلَّمْتَهُ من الأشرطة أو من غيرها دونَ زيادةٍ.
        وليس مهمًا أن تكون كلمتُك لمدةِ نصفِ ساعةٍ، بل يكفي عشرُ دقائقَ، والمهمُّ أن تُجْزَى عليه من الله - جلَّ وعلا - الجزاءَ الأوفى - إن شاء الله تعالى.
        أنا ألاحظُ بعضَ الذين كانتْ لديهم رغبةٌ في تعليم الناس في المساجد أنهم لم يستمروا؛ لأنهم أَتوا من جهة أنهم أَتوا بأشياء غير يقينية لم يعلموها من العلم حقًّا بسبب الإطالة.
        أُحرجوا في الكلام أو استطردوا ، ودخلوا في أشياءَ واجتهاداتٍ عقليةٍ خاصَّةٍ به، والعلمُ خلافُ ما قال، وكلامُه غَلَطٌ.
        وربَّما نَسَبَ إلى أهل العلم ما لم يقولوه، فيقول: أنا سمعتُ هذا من الشيخ فلان. والشيخُ بريءٌ مما قال. والنتيجةُ أن يتفرّق الناسُ من حوله.
        فإذًا التعليم الصحيح ممن تعلَّم مشافهةً، وحَضَرَ هذه الدوراتِ، وارتحل إلى بلده وعَلَّمَ. فجزاه الله - جلَّ وعلا - خيرًا. وأن يكتبَ الله خطواتِه، وأن يجعلَه من طلبةِ العلم، وأن يَقِرَّ العلمُ في صدره، وأن ينفعَ به من شاء الله من عباده.
        والخلاصة: لا بأس أن يسمعَ من الأشرطة، وينقل ما فهمه بيقينٍ وعلى العلماء، باختصارٍ من دون إطالة، وأن لا يكذبَ على الله وعلى رسوله ،وانْقُلْ ما تعلمتَه وسمعتَه من المشايخ أو قرأته بيقينٍ وفهمتَه دون لَبْسٍ أو غُمُوضٍ، ولا تقلْ شيئًا تستنتجه استنتاجًا. فإنه يباركُ الله - جلَّ وعلا – فيه.
        فقد تسمع في القرى من بعض المشايخ متنًا ويشرحُه بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها صحيحةٌ، فيكون فيها بركة؛ لأنها ليست غَلَطًا في نفسِها. انقُلِ العلمَ لأهلك ولأولادِك ولأصدقائك، ولمن يحتاجُ إليه مع اليقين لما تنقلُ، واخشَ الحسابَ عند الله - جلَّ وعلا - لأن الله - سبحانه وتعالى - يحاسبُ العالِمَ إذا كَذَبَ في علمِه؛ لأنه يكذبُ على الشريعة، والكذبُ على الشريعة له أَثَرُهُ الفاسدُ. وهؤلاءِ هم علماءُ السوء، والعياذُ بالله تعالى.
        السائل : شيخ في بعض البلاد ليس هناك علماء وطلبة علم كبار فإذا كان طالب علم أخذ شيئا من العلم فهل له أن يتصدر ، بهذه العلة ؟
        الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : أنا اجتهادي التصدر من غير الأهل خطأ ، كما قلنا لكم ، فيه محاذير ، إذا تصدر الإنسان و لو كانوا عوام دونه في العلم ، قال أنا شيخ هؤلاء، و فوق كل ذي علم عليم أنا فوقهم ، ثم صدر نفسه مشكلة ، نعم لو وجدنا إنساناً ورعاً ، جلس للناس يعلمهم ، لكن إذا سئل عن مسألةٍ لا يعرفها، قال أمسكوا حتى أسأل العلماء ، فهذا طيب .شرح حلية طالب العلم [ص 350].
        هذا ما تيسر لي جمعه في جمعه في هذا الإحسان لكلمة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري فإن أصبت فمن الله وحده وإن كانت الأخرى فحسبي إني قدمت جهدي والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل . والحمد لله رب العالمين .
        وكتبه حامدا ومصليا على محمد وآله وصحبه والتابعين .

        أبو بكر يوسف لعويسي

        الدويرة ، الجزائر العاصمة 23/1/1432هـ الموافق/ 29/12/2010




        تعليق


        • #5
          رد: الإحسان إلى كلمة الشيخ محمد بن رمزان - حتى يشهد له سبعون من مشايخه – من أهل العدل والإيمان .

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          هذا هو الملف منسق في ملف pdf
          الملفات المرفقة

          تعليق

          يعمل...
          X