بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


[مقتطفات] السنن والبدع المتعلِّقة بالألفاظ والمفاهيم الخاطئة
تأليف العلَّامة الشَّيخ محمَّد بن صالح العثيمين




[2] قول العامَّة "تباركت علينا"


سُئل الشَّيخ رحمه الله: عن قول العامَّة: تباركت علينا /زارتنا البركة؟

فأجاب بقوله: قول العامَّة "تباركت علينا" لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنِّسبة إلى الله -عزَّ وجلَّ- وإنَّما يريدون أصابنا بركة من مجيئك، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان، قال أُسيد بن حُضير لمَّا نزلت آية التَّيمم بسبب عقد عائشة رضي الله عنها الذِّي ضاع منها، قال: "ما هذه بأوَّل بركتكم يا آل أبي بكر" [رواه البخاري (334) ومسلم (367)].

وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
* الأمر الأوَّل: أن يكون طلب البركة بأمرٍ شرعيٍّ معلومٍ مثل القرآن الكريم، قال الله تعالى {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} [الأنعام 92]، فمن بركته أنَّ من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشِّرك، ومن بركته أنَّ الحرف الواحد بعشر حسنات وهذا يوفِّر للإنسان الجهد والوقت.

* الأمر الثَّاني: أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم، فهذا الرَّجل يُتبَّرك به، بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أُسيد بن حضير: "ما هذه بأوَّل بركتكم يا آل أبي بكر"، فإنَّ الله قد يُجري على أيدي بعض النَّاس من أمور الخير مالا يجريه على يد الآخر.

وهناك بركات موهومة باطلة: مثل ما يزعمه الدَّجالون أنَّ فلانا الميِّت الذِّي يزعمون أنَّه ولي أنزل عليكم بركته وما أشبه ذلك، فهذه بركةٌ باطلةٌ لا أثر لها، وقد يكون للشَّيطان أثرٌ في هذا الأمر لكنَّها لا تعدو أن تكون آثارًا حسيَّةً بحيث أنَّ الشَّيطان يخدم هذا الشَّيخ فيكون في ذلك فتنةً.

أمَّا كيفيَّة معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصَّحيحة، فيُعرفُ ذلك بحال الشَّخص، فإن كان من أولياء الله المتَّقين المتَّبعين للسُنَّة المبتعدين عن البدعة فإنَّ الله قد يجعل على يديه الخير والبركة مالا يحصل لغيره، أمَّا إن كان مخالفًا للكتاب والسُنَّة، أو يدعو إلى باطلٍ فإنَّ بركته موهومة وقد تضعها الشَّياطين له مساعدةً على باطله. (انتهى)