إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخونه؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخونه؟

    هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخون؟
    بقلم أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
    لقد شاهدت وسمعت مساء أمس الثلاثاء (3 ربيع الأول 1429هـ /11مارس 2008م) على قناة (BBC) العربية الفضائية في أول أيام بثها التلفزيوني تقريراً عن نزاع بين دولتين إفريقيتين مسلمتين جارتين، إحداهما عربية، قال فيه زعيم تلك الدولة بما مضمونه: «أننا تعاهدنا نحن وجيراننا على المصالحة في الكعبة ـ والظاهر أنه يقصد بذلك عند الكعبة لا في جوفها، وإن كان حصل هذا العهد في جوف الكعبة فهذا أشد ـ وأننا اتفقنا على أن من يخون، الله يخونه». انتهى مضمون كلامه مع نقل العبارة الأخيرة حرفياً.
    فهل من صفات الله الخيانة؟!
    وهل هي من صفات المقابلة كقوله تعالى. ]ويمكرون ويمكر الله[، ]نسوا الله فنسيهم[؟!
    وهل يجوز أن يطلق هذا الوصف على الله، كأن يقول القائل: «والخائن يخونه الله». أو: «الله يخونني إن خنتك». أو: «الله يغشني إن غششتك». أو: غيرها من ألفاظ لم يثبت فيها نص من كتاب أو سنة؟!
    وهل يليق برأس ورئيس دولة أن يقول مثل هذه الألفاظ أمام العامة، وعبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وبالتالي تُنْقَلُ هذه العبارة إلى وسائل الإعلام المقروءة؟!
    وهل يجب على ولاة الأمر أن يتعلموا المسائل العقدية والشرعية، أم هموم السياسة عذر لترك تعلم مثل هذه المسائل العقدية، وخاصة في باب الأسماء والصفات، لأن السياسة لها الأولوية على مسائل العقيدة والاعتقاد؟!
    وهل سنجد من الدعاة والعلماء من يلتمس لمثل هؤلاء الأشخاص من ولاة الأمر الأعذار لمثل هذه الزلات اللسانية، أو الفلتات العقدية، والتي لا أظن ولاة الأمر لو علموا بخطئها وخطرها، أنهم سيعودون للتلفظ بها، أو بمثلها، لأن الظن بهم ـ والمفروض فيهم ـ أنهم أحرص الناس على الحق، وأقبل الناس للنصيحة التي تجنبهم وشعوبهم وأمتهم الخطأ.؟!
    وإن كان الغرب قد أساء إلى الإسلام ورسوله عن قصد وتعمد، ومع سابق الإصرار والترصد، فلا ينبغي علينا أن نسيء نحن المسلمين إلى الله ولو عن طريق الخطأ، والسهو.
    والله نسأل أن يصلح ولاة أمر المسلمين، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن ييسر لهم بطانة خير يأمروهم بالخير والمعروف ويعينوهم عليه، وأن يجنبهم بطانات السوء، الذين يزينون لهم الشر ويعينوهم عليه.
    والحمد لله رب العالمين

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أكرم زيادة مشاهدة المشاركة
    هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخون؟

    بقلم أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
    لقد شاهدت وسمعت مساء أمس الثلاثاء (3 ربيع الأول 1429هـ /11مارس 2008م) على قناة (BBC) العربية الفضائية في أول أيام بثها التلفزيوني تقريراً عن نزاع بين دولتين إفريقيتين مسلمتين جارتين، إحداهما عربية، قال فيه زعيم تلك الدولة بما مضمونه: «أننا تعاهدنا نحن وجيراننا على المصالحة في الكعبة ـ والظاهر أنه يقصد بذلك عند الكعبة لا في جوفها، وإن كان حصل هذا العهد في جوف الكعبة فهذا أشد ـ وأننا اتفقنا على أن من يخون، الله يخونه». انتهى مضمون كلامه مع نقل العبارة الأخيرة حرفياً.
    فهل من صفات الله الخيانة؟!
    وهل هي من صفات المقابلة كقوله تعالى. ]ويمكرون ويمكر الله[، ]نسوا الله فنسيهم[؟!
    وهل يجوز أن يطلق هذا الوصف على الله، كأن يقول القائل: «والخائن يخونه الله». أو: «الله يخونني إن خنتك». أو: «الله يغشني إن غششتك». أو: غيرها من ألفاظ لم يثبت فيها نص من كتاب أو سنة؟!
    وهل يليق برأس ورئيس دولة أن يقول مثل هذه الألفاظ أمام العامة، وعبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وبالتالي تُنْقَلُ هذه العبارة إلى وسائل الإعلام المقروءة؟!
    وهل يجب على ولاة الأمر أن يتعلموا المسائل العقدية والشرعية، أم هموم السياسة عذر لترك تعلم مثل هذه المسائل العقدية، وخاصة في باب الأسماء والصفات، لأن السياسة لها الأولوية على مسائل العقيدة والاعتقاد؟!
    وهل سنجد من الدعاة والعلماء من يلتمس لمثل هؤلاء الأشخاص من ولاة الأمر الأعذار لمثل هذه الزلات اللسانية، أو الفلتات العقدية، والتي لا أظن ولاة الأمر لو علموا بخطئها وخطرها، أنهم سيعودون للتلفظ بها، أو بمثلها، لأن الظن بهم ـ والمفروض فيهم ـ أنهم أحرص الناس على الحق، وأقبل الناس للنصيحة التي تجنبهم وشعوبهم وأمتهم الخطأ.؟!
    وإن كان الغرب قد أساء إلى الإسلام ورسوله عن قصد وتعمد، ومع سابق الإصرار والترصد، فلا ينبغي علينا أن نسيء نحن المسلمين إلى الله ولو عن طريق الخطأ، والسهو.
    والله نسأل أن يصلح ولاة أمر المسلمين، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن ييسر لهم بطانة خير يأمروهم بالخير والمعروف ويعينوهم عليه، وأن يجنبهم بطانات السوء، الذين يزينون لهم الشر ويعينوهم عليه.

    والحمد لله رب العالمين
    أخي الفاضل من هذا أكرم الفلوجي الأثري .
    ومن أين نقلت الموضوع .

    تعليق


    • #3
      توضيح عن كاتب «هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخون؟»

      الأخ أبو حزم فيصل الأثري
      السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد
      لقد ذكرت في بداية المقالة وفي أول سطر مصدري وهو:
      «لقد شاهدت وسمعت مساء أمس الثلاثاء (3 ربيع الأول 1429هـ /11مارس 2008م)BBC على قناة العربية الفضائية»
      وأما الفلوجي الأثري فهو الفالوجي الأثري وبينهما فرق كبير في التسمية والنسبة والمكان ولعل في الصفحة المرفقة ما يوضح لكم صورته، مع خالص تحياتي واحتراماتي
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      صدر حديثا كتاب
      »أسنى المطالب في صلة الأرحام والأقارب«
      لمؤلفه: أحمد بن حجر، الهيتمي، المكي، الصوفي،الشافعي.

      وذلك عن: الدار الأثرية، عمان، الأردن.

      وقد حققه الشيخ
      أكرم بن محمد زيادة الفالوجيالأثري
      فقد قدم له مقدمة وافية، شكر فيها كل من أعانه علىتحقيقه.

      ثم ترجم للمصنف (الهيتمي) ترجمة مختصرة وافية.

      ثم بين آراءابن حجر الهيتمي الاعتقادية، مبيناً مصادر ترجمته.

      ثم عرف بالكتاب تعريفاًمختصراً وافياً.

      ثم وصف المخطوطات الخمس التي قابل الكتاب عليها.

      ثمبين مواضع باقي مخطوطات ومصورات مخطوطات الكتاب في أنحاء العالم.

      ثم وضعصوراً واضحة لأول كل مخطوطة وآخرها.

      ثم بين منهجه وأهدافه في تحقيق الكتاب،ونشره.

      ثم ألبسه لباساً سلفياً، علمياً، حضارياً، فروس الصفحات كلها باسمالكتاب كاملاً، مفرعاً الكتب والأبواب، ومرقما الصفحات في سطر واحد.

      ثم أثبتآيات الكتاب الكريم من مصحف المدينة المنورة معزوة إلى سورها وأرقامها.

      ثمميز متن الكتاب بخط يختلف حجمه عن خط التحقيق.

      فأثبت الاختلاف بين النسخ فيمتن الكتاب.

      وكذلك نهايات صفحات كل مخطوطة.

      ثم سلسل الأحاديث والآثاربأرقام تسلسلية.

      وخرج أحاديثه تخريجاً مختصراً مفيداً.

      وصدرهابأحكام علماء الحديث عليها.

      وميزها بخطوط تختلف عن خط الكتاب.

      وميزالأقوال من الأفعال.

      وكذلك آثار السلف وأقوالهم.

      معلقاً على أباطيل الهيتميالصوفية، وضلالاته العقدية.

      مبيناً غريب المعاني.

      مترجماً أعلامالرجال.

      معرفاً بالكتب الواردة في متن الكتاب.

      وكذلك ببعض الأماكنوالبلدان.

      عازياً الأبيات الشعرية إلى قائليها مبينا بحورها وتتماتها ـأحيانا ـ.

      وأتبع ذلك فهارس وكشافات وافية لآيات القرآن الواردة فيالكتاب.

      ثم الأحاديث المرفوعة قولاً.

      ثم الأحاديث المرفوعة فعلاًوالآثار.

      ثم كشاف الأعلام غير المترجمين.

      ثم كشاف الأعلامالمترجمين.

      ثم كشاف الأبيات الشعرية وقائليها، ومواضعها في صفحاتالكتاب.

      ثم جريدة ـ ثرية ـ بأسماء الكتب والمراجع المطبوعة التي رجع إليها،مرتبة حسب أنساب وأسماء مصنفيها

      ثم جريدة المصادر الآلية والموسوعات).الإلكترونية(

      ثم فهرس للمحتويات.

      وقدبلغت صفحات الكتاب (1076) صفحة من الحجم المتوسط (1724 x)
      كل ذلكفي ثوب قشيب، وطباعة فاخرة، وتجليد أنيق، وإخراج متميز ينم عن ذوق رفيع، امتاز به المحقق، إذ هو نفسه الذي ينضد كتبه، ويخرجها، وينسقها، فجزاه الله خيراً ونفع بهذاالكتاب كاتبه ومحققه وجميع المسلمين.

      علماً أن هذا الكتاب هو الكتاب السادسللمحقق، إذ سبقه في النشر والصدور:

      1ـمعجم شيوخ الطبري سنة 1426هـ جمع وتأليف.
      وهذا رابطه
      http://www.fozy1.com/asuar/suar/fozy...9_23_04_AM.jpg
      2ـالمعجم الصغير لرواة ابن جريرسنة 1426هـجمع تأليف.
      وهذا رابطه
      http://www.fozy1.com/asuar/suar/fozy...9_14_47_AM.jpg
      http://www.fozy1.com/asuar/suar/fozy...9_17_57_AM.jpg

      3ـتمام المنة في تقريب صريح السنةسنة1426هـشرح وتحقيق.
      4ـالأسس المشيدة في التوحيد والعقيدةسنة1427هـ جمع وتأليف
      وهذارابطه
      http://www.fozy1.com/asuar/suar/fozy...9_21_17_AM.jpg

      5ـترسيخ المدخل إلى علم التاريخ سنة 1427هـ جمع وتأليف.
      والحمد لله رب العالمين

      تعليق


      • #4
        لا يجوز إطلاق لفظ الخيانة على الله سبحانه

        لأن الخيانة صفة ذم و نقص مطلقا

        كالغدر و الغش و نحوها

        و ليست كالمكر و المخادعة و نحوها

        و الله أعلم

        ********

        لعل أخانا يريد اختبار أعضاء المنتدى

        أو شحذ همم رواده لبحثها ـ و هي مهمة ـ

        و إلا فمثل هذه المسألة

        أو معرفة مظانها في كتب أهل العلم على الأقل

        لا بد أنها من بدهيات محقق بهذا الحجم

        زاده الله توفيقا

        و رزقه و الكاتب و القراء الإخلاص في القول و العمل

        و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم

        تعليق


        • #5
          الروابط ـ أخي الكريم ـ

          لصور الأغلفة فقط

          و ليست للكتب

          بارك الله فيك

          أفدنا

          تعليق


          • #6
            تعقيب على رد

            بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
            الأخوة الأحبة الفضلاء
            ما أردت اختبار أحد، ولا تعمية حكم شرعي، بل أوضحت في سياق الكلام أن هذه العبارة لا يجوز ذكرها، وأنه يجب على المسلمين حكاماً ومحكومين أن يتعلموا مسائل العقيدة لأنها الأهم والأولى من غيرها من مسائل السياسة وغيرها.
            وفق الله الجميع لطاعته، ورزقنا وإياكم العلم النافع المؤدي إلى العمل الصالح.
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

            تعليق


            • #7
              من المعلوم لدى كل سلفي أن الله تعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، فالمكر و الإستهزاء و الخداع من صفاته تعالى، وهي قد أضيفت إليه تعالى ليس فقط من باب المقابلة كما زعم بعضهم بل ذكرت ابتداء، ولم تحتمل نقصا بل تقتضي عدلا و حقا فهي في حقه جل و علا كمال بخلاف المخلوقين فقد تكون صفة ذم إذا أريد بها الكذب و الظلم كما قد تكون محمودة إذا ما كانت في حق أو مجازاة على القبيح، فقد جاء في مجلة البحوث الإسلامية العدد العاشر - تنبيهات على ما كتبه الصابوني في صفات الله عزوجل- : "... وهكذا ما ذكره الله سبحانه من استهزائه بالمستهزئين ، وسخريته بالساخرين ، ومكره بالماكرين ، وكيده للكائدين لا يحتاج إلى تأويل ؛ لكونه من باب جزائهم بمثل عملهم ؛ لأن السخرية منه سبحانه بالساخرين كانت بحق ، وهكذا مكره بالماكرين ، واستهزاؤه بالمستهزئين وكيده للكائدين كله بحق ، وما كان بحق فلا نقص فيه ، والله سبحانه يوصف بذلك ؛ لأن ذلك وقع منه على وجه يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه ما يقع من الخلق ؛ لأن أعداءه سبحانه فعلوا هذه الأفعال معاندة للحق وكفرا به وإنكارا له فعاملهم سبحانه بمثل ما فعلوه على وجه لا يشابه فيه أفعالهم ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ، ومن كيده لهم ومكره بهم وسخريته بهم واستهزائه بهم إمهالهم وإنظارهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة ، ومن ذلك ما يظهر للمنافقين يوم القيامة من إظهاره لهم بعض النور ثم سلبهم إياه كما قال عز وجل في سورة الحديد (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) سورة الحديد الآية13، (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) سورة الحديد الآية 14، (فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة الحديد الآية 15 .

              وهكذا قال علماء التفسير من أهل السنة في هذا المعنى :

              قال الإمام ابن جرير رحمه الله بعد أن ذكر أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى :(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) سورة البقرة الآية 15 ، والصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا أن معنى الاستهزاء في كلام العرب : إظهار المستهزئ للمستهزأ به من القول والفعل ما يرضيه ظاهرا وهو بذلك من قيله وفعله به مورثة مساءة باطنا ، وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر ، فإذا كان ذلك كذلك ، وكان الله جل ثناؤه قد جعل لأهل النفاق في الدنيا من الأحكام بما أظهروا بألسنتهم من الإقرار بالله ورسوله ، وبما جاء به من عند الله المدخل لهم في عداد من يشملهم اسم الإسلام ، وإن كانوا لغير ذلك مستبطنين أحكام المسلمين المصدقين إقرارهم بألسنتهم بذلك بضمائر قلوبهم وصحائح عزائمهم وحميد أفعالهم المحققة لهم صحة إيمانهم ، مع علم الله عز وجل بكذبهم واطلاعه على خبث اعتقادهم وشكهم فيما ادعوا بألسنتهم أنهم به مصدقون حتى ظنوا بالآخرة إذ حشروا في عداد من كانوا في عدادهم في الدنيا أنهم واردون موردهم وداخلون مدخلهم , والله جل جلاله - مع إظهاره ما قد أظهر لهم من الأحكام الملحقة بهم في عاجل الدنيا وآجل الآخرة إلى حال تمييزه بينهم وبين أوليائه وتفريقه بينهم وبينهم - معد لهم من أليم عقابه ونكال عذابه ما أعد منه لأعدى أعدائه وشر عباده حتى ميز بينهم وبين أوليائه فألحقهم من طبقات جحيمه بالدرك الأسفل ؛ كان معلوما أنه جل ثناؤه بذلك من فعله بهم ، وإن كان جزاء لهم على أفعالهم وعدلا ما فعل من ذلك بهم لاستحقاقهم إياه منه بعصيانهم له ، كان بهم بما أظهر لهم من الأمور التي أظهرها لهم من إلحاقه أحكامهم في الدنيا بأحكام أوليائه وهم له أعداء وحشره إياهم في الآخرة مع المؤمنين وهم به من المكذبين إلى أن يميز بينهم وبينهم مستهزئا وبهم ساخرا ولهم خادعا وبهم ماكرا ؛ إذ كان معنى الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة ما وصفنا قبل ، دون أن يكون ذلك معناه في حال فيها المستهزئ بصاحبه له ظالم أو عليه فيها غير عادل ، بل ذلك معناه في كل أحواله إذا وجدت الصفات التي قدمنا ذكرها في معنى الاستهزاء ، وما أشبه من نظائره اه .
              وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى :(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ الآية ) سورة الحديد الآية 13قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبدة بن سليمان ، حدثنا ابن المبارك ، حدثنا صفوان بن عمرو ، حدثني سليم بن عامر قال : خرجنا على جنازة في باب دمشق ومعنا أبو أمامة الباهلي ، فلما صلى على الجنازة وأخذوا في دفنها قال أبو أمامة : أيها الناس ، إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو هذا - يشير إلى القبر - بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله ، ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم في بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر من الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ، ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضربه الله تعالى في كتابه فقال :( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور)ٍ سورة النور الآية 40فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير ، (ويقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا) سورة الحديد الآية 13وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال :(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)سورة النساء الآية 142فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم وقد (ضرب بينهم بسور له باب بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ..الآية) سورة الحديد الآية 13 ، يقول سليم بن عامر : فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور ويميز الله بين المنافق والمؤمن ، ثم قال : حدثنا يحيى بن عثمان ، حدثنا ابن حيوة ، حدثنا أرطأة بن المنذر ، حدثنا يوسف بن الحجاج ، عن أبي أمامة قال : يبعث الله ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون :(انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ) سورة الحديد الآية 13وقال العوفي والضحاك وغيرهما عن ابن عباس : بينما الناس في ظلمة ؛ إذ بعث الله نورا ؛ فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه ، وكان النور دليلا من الله إلى الجنة ، فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ :(انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ) سورة الحديد الآية 13 فإنا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون : ارجعوا وراءكم من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هناك النور . انتهى ما ذكره الحافظ ابن كثير .
              وبما ذكرناه عن ابن جرير وابن كثير رحمة الله عليهما يتضح للقارئ أن المكر والسخرية بالكافرين والخداع والاستهزاء بالمنافقين والكيد منه سبحانه لأعدائه كله على بابه ولا يحتاج إلى تأويل ، بل هو حق من الله وعدل وجزاء لهم من جنس عملهم يليق به سبحانه ، وليس يماثل ما وقع من أعدائه ؛ لأن صفة الله سبحانه وأفعاله تليق به ، وكلها حق وعدل ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه ، وإنما يعلم العباد من ذلك ما أخبرهم به عز وجل في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الأمين ، عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم ."

              تعليق

              يعمل...
              X