إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته و صلاح أمته ( الجزء الأول )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته و صلاح أمته ( الجزء الأول )

    الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته و صلاح أمته
    للشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس

    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعدُ:

    فإنَّ أشدَّ ما تكون إليه حاجة الأُمَّة اليوم هو انضواءُ أفرادِها تحت لوائها بحيث يمثِّل كلُّ فردٍ منهم لَبِنَةً قويَّةً صالحةً، تشيِّدُ بناءَ الأُمَّةِ، وترسِّخُ دعائِمَهُ، وتُعلي صَرْحَهُ؛ لأنَّ فسادَ الأُمَّةِ بفساد أفرادِها، ومَنَاطُ صلاحِ الأُمَّةِ بصلاح أبنائها، وقد أثنى اللهُ تعالى على خيرِ جِيلٍ عرفَتْهُ البشريةُ يحمل صفاتٍ لم تبلُغْها أُمَّةٌ لَمْ تَنْعَمْ بنعمةِ الإسلام، اتّصف باستيعاب «لا إله إلاَّ الله محمّد رسول الله» على الوجه الذي أراده الله، فلم تكن عندهم كلمةً عابرةً، وهم بعيدون عن مقتضاها وعن منهجها الشاملِ لكلِّ مناحي الحياة، ولا قضيةً خفيفةَ الوزن يقولونها بألسنتهم وقلوبُهم غافلةٌ عنها، وسلوكُهم الواقعي مخالفٌ لها أتمَّ المخالفة، وإنما عرفوها حقَّ المعرفة وقدروها حقَّ قدرها، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ [آل عمران: 110]، فكانوا أفرادًا متجانسين أهلَ مُعْتَقَدٍ واحدٍ، يسيرون على مسارٍ واحدٍ لا عِوَجَ فيه كما أمرهم ربُّهم سبحانه: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، ويؤلِّفون مجتمعًا مؤمنًا له شخصيَّتُهُ الفذَّةُ القويَّةُ، وهم متكتِّلون على كلمة التوحيد الخالصِ استيعابًا وسُلوكًا وبصدقٍ وأمانةٍ، فتحقَّقتْ بعقيدة التوحيد أَوَّلُ وِحدةٍ في تاريخ البشرية قائمة على تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها، وتجريدِ متابعةِ رسولِ الهُدَى محمّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والاكتفاءِ به إمامًا وقدوةً، والعملِ بسُنّته والدعوةِ إليها، وتحذيرِ الناس من الابتداع في دينِ الله تعالى، فكان أن ورَّث هذا التجريدُ وتلك المتابعةُ الصادقةُ ثمراتٍ حسنةً ارتفعوا بها عن الحضيض، واستحقُّوا التمكينَ في الأرض، فظهر على يَدِهِمْ فتحٌ من الله لا مثيلَ له في التاريخ من قبلُ ولا من بعدُ، حيث امتدَّ الإسلامُ -من خلال نصف قَرْنٍ من الزمان- من المحيط إلى ما وراء الهند، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ [النور: 55].


    ومن خلال مقوِّمات هذا الجيلِ وثوابِتِهِ الأصيلةِ، تَبَلْوَرَتْ عنايةُ الإسلامُ بالعنصر النفسيِّ للفردِ؛ لأنَّ الإصلاحَ النفسيَّ للفرد هو القاعدةُ الأساسيةُ لصلاحه وصلاحِ أُمَّتِهِ، وهو الدعامةُ الأولى لاستقامته وسعادِته في الدارين، إذ أنَّ نفسَ الفرد مركَّبةٌ من حيث القُوَّةُ والغَلَبةُ إلى:

    شِقٍّ فطري إيجابيٍّ أصيلٍ، جُبِْلَتْ فِطرتُهُ على محبَّةِ الحقِّ والخيرِ، ومستعدَّة لإدراك معرفة الحقائق، وتسعد بإدراكها، وتأسى على مخالفتها، ولولا المعارض لبقيت على حالتها من السلامة والاستقامة، فهي مقتضية لدين الإسلام، ومستلزمةٌ للإقرار بالخالق سبحانه ومحبّتِهِ وإخلاصِ الدِّين له، قال ابنُ تيمية -رحمه الله-: «لقد أودع اللهُ عزّ وجلَّ في قلوبِ العباد من المعارف الفِطرية الضرورية ما يفرِّقون به بين الحقِّ والباطل، وما يجعلها مستعدَّةً لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من هذا الاستعداد والتمكّن لَمَا أفاد النظرُ والاستدلالُ ولا البيانُ، كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدَّةً للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا هذا الاستعداد لَمَا أمكن تغذيتها وتربيتُها، وكما أنَّ في الأبدان قوة تفرِّق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوةٌ تفرِّق بين الحقِّ والباطل أعظم من ذلك»(١- «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية: (5/62)).

    وشِقٍّ سلبي عارِض على الفِطرة التي قد تضعف ويَخْفُتُ نورُها فيعرِضُ لها ما يغيِّرها ويحوِّلُها إلى مِلَلِ الكفر والشِّرك بسبب مؤثِّراتٍ خارجيةٍ كالطبائع الشرِّيرة، والبيئة السيِّئة التي يتربَّى فيها الإنسان منذ صغره، ففي الحديث: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ»(٢- أخرجه البخاري في «الجنائز»: (3/219) باب إذا أسلم الصبيُّ فمات هل يصلى عليه؟ ومسلم في «القدر»: (16/207) باب معنى كلّ مولود يولد على الفطرة، وأبو داود في «السنة»: (5/86) باب في ذراري المشركين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، أو بسبب نزغات شيطانيةٍ طائشةٍ تميل به عن الجادَّةِ وتنحرف به عن سواء السبيلِ، وإلى هذا المعنى يشير النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله فيما يروي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال: «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا»(٣- أخرجه مسلم في «الجنة وصفة نعيمها وأهلها»: (17/ 196) باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، وأحمد: (1794) من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه)، فارتبط مصيرُ الإنسانِ في دنياه وآخرته بِرُجْحَانِ أحدِ الشِّقين: شِقّ الخير والتقوى، أو شِقّ الشرّ والفجور، فمن طهَّر نفسَه بطاعة الله، وأصلحها من الأخلاق الدنيئة والرذائل فقد أفلح وربح، ومن أخملها ودسَّها حتى ركب المعاصي وترك طاعةَ الله فقد خاب وخسر، وأصلُ هذا المعنى قول الله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 7-10].

    لذلك أرسل اللهُ الرسلَ لتذكِّر النفسَ بوجوب المحافظةِ على طهارة فِطرَتها المتجلِّية في معرفةِ الله ومحبَّتِهِ والإخلاصِ له وإيثارِه على غيره، وتُنبِّهُها عليه، مع التفصيل والبيان، وتعرِّفها الأسبابَ المعارضةَ لموجَب الفطرة المانعةِ من اقتفاء أثرها، كما حذّرت من الاستسلام للنَّزَعات الشيطانية والطبائع الشرِّيرة الطارئة على النفس التي تُضْعِفُ من عزمها، وترمي بها في بُؤَرِ الضلال وساحات الهوى، وتنحرفُ بها عن سواء السبيل فدعت إلى تخليص الفطرة من كلّ ما قد يُعَكِّرُ صفاءَهَا ويذهب نقاءَها ممّا يلابسها من الشوائب والعوالق المدنِّسة قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30]، قال ابن القيم -رحمه الله-: «وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل، فإنّها أمرٌ بمعروفٍ، ونهيٌ عن منكر، وإباحةُ طَيِّبٍ، وتحريمُ خبيثٍ، وأمرٌ بعدلٍ، ونهيٌ عن ظُلْمٍ، وهذا كلّه مركوزٌ في الفطرة، وكمال تفصيله وتبيينِه موقوفٌ على الرسل»(٤- «شفاء العليل» لابن القيم: (2/821)).


    وعلى أساس معايير الهداية التي جاءت بها الرسلُ تقوم دعوةُ المصلحين
    … "يتبع إن شاء الله".



    ---------------------------------------------------

    ١- «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية: (5/62).

    ۲- أخرجه البخاري في «الجنائز»: (3/219) باب إذا أسلم الصبيُّ فمات هل يصلى عليه؟ ومسلم في «القدر»: (16/207) باب معنى كلّ مولود يولد على الفطرة، وأبو داود في «السنة»: (5/86) باب في ذراري المشركين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    ٣- أخرجه مسلم في «الجنة وصفة نعيمها وأهلها»: (17/ 196) باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، وأحمد: (1794) من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه.

    ٤- «شفاء العليل» لابن القيم: (2/821).
    --------------------------------------

    منقول:http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=346780
    التعديل الأخير تم بواسطة أم حمزة; الساعة 14-Mar-2008, 03:28 PM.
يعمل...
X