يقولون: أهل السنة لا يحسنون الوعظ ولا يتكلمون إلا في التوحيد!!
=============================
مما انتشر بين الشباب في هذه الأيام ما روج له كثير من أهل البدع من أن أهل السنة لا يحسنون الوعظ، وأنهم لا يتكلمون إلا في التوحيد يريدون بذلك صرف الناس عن أهل السنة حتى لا ينصرفوا عنهم
فإنهم على يقين من أن الناس إذا جلسوا إلى أهل السنة وتعلموا منهم فإنهم لن يقبلوا من مبتدع بدعة كما فعل الصبيان في عهد الإمام مالك حيث دخل على المدينة قاص فأخذ الصبيان يحصبونه يقولون له: اسكت يا جاهل!. لا بأمر مالك وإنما بما تربوا عليه من إنكار المحدثات
فأما قولهم أهل السنة لا يتكلمون إلا في التوحيد فإنه حق أريد به باطل أو كلمة لا يفهم معناها الجاهل بحقيقة التوحيد
إذ التوحيد هو أصل الدين بل كل الدين حيث لا يصلح أمر من أموره إلا بالتوحيد فما ينتفع رجل بصلاة يصليها على وقتها في الصف الأول يدرك تكبيرة الأحرام لخمس صلوات في اليوم والليلة وهو يسأل ويذبح وينذر للمقبورين!
ألا يعلم هؤلاء أن أول ناقض للطهارة هو الشرك ؟!!
ألا يعلم هؤلاء أنه لا يصلح القلوب التي هي ملوك الأبدان إلا التوحيد ؟!
تلك المضغة التي لو صلحت لصلح سائر الجسد فتصح الأسماع فلا تتسمع إلا لحق، وتصح الألسن فلا تقول إلا خيرا، وتصح الأعين بالعمى عن المحرمات ودوام النظر فيما هو من القربات، تصح الأيدي والأرجل بالمواظبة على الطاعات
إن التوحيد هو الدين لأن كل العلوم الأخرى خادمة له فهو الفقه الأكبر وكل علم يدرس في دين الله فإنما يدرس لتحقيق هذه الغاية وهي: "عبادة الله وحده لا شريك له" ومن لم يدرس هذه العلوم بتلك النية فإنه يضيّع عمره!
ولكن ما ظنك بأقوام لا يعلمون عن التوحيد سوى أنه ثلاثة أقسام؟ فكيف بمن يحسب أنه قول "لا إله إلا الله" فحسب!
لا يعلم شروطه ويفهمها وآه لو فهمت تلك الشروط حق فهمها آه لو عُلم معنى العلم واليقين والإخلاص والصدق، آه لو فُهم معنى المحبة والقبول والانقياد ..! ولكن إلى الله المشتكى من دعاة صرفوا الناس عن الجنة وأسباب دخولها، إلى النار بأنواع أبوابها ومسالك ورودها!
وإذا فهم معنى كون التوحيد هو أصل الدين فهم معنى كونه خير موعظة وأول موعظة وأفضلها
ألم يقرأ هؤلاء في كتاب الله قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
فكانت أول موعظة من لقمان لابنه لا تشرك بالله ويالها من موعظة حتى إنها ذكرت في أحق الكتب وخيرها
وأما قولهم: إن أهل السنة لا يحسنون الوعظ فهو قول لا يقوله إلا جاهل أو مغرض
فأهل السنة هم خير الوعاظ لأنهم ينتهجون نهج النبي صلى الله عليه وسلم في الموعظة وذلك في:
أولا: كمها فليس كل مجالسهم مجالس وعظ، بل يتخولون جليسهم بالموعظة مخافة السآمة؛ كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن شقيق أبي وائل، قال: كان عبد الله يذكرنا كل يوم خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن إنا نحب حديثك ونشتهيه، ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم، فقال: ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم، «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمة علينا»
ثانيا: في هيئتها وصفتها فلا يذكرون إلا ما صح عن رسول الله لا يعظون بالضعيف والموضوع وأما أهل البدع فلا يتورعون عن الكذب على رسول الله بغية ترقيق القلوب وجمع الناس حولهم!، قال ابن الجوزي: "ومعظم البلاء -في وضع الحديث- إنما يجري من القصاص، لأنهم يزيدون أحاديث تثقف وترقق، والصحاح يقل فيها هذا"
كذلك فإن أهل السنة يضعون الأحاديث والآيات موضعها ويفسرونها للناس حق تفسيرها فيبينون مجملها ويوضحون مشكلها لا سيما ما يتعلق بالتكفير، ولكن أهل البدع لا يفعلون ومن هنا انتشر التكفير بين الشباب فبدلا من أن ترق القلوب صارت كالحجارة بل أشد قسوة تفجر وتحرق وتذبح بغير حق
ولهذا فإن أهل السنة هم خير الوعاظ وأحسنهم وعظا وخيرهم للناس
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
أخوكم أبو زياد النوبي
=============================
مما انتشر بين الشباب في هذه الأيام ما روج له كثير من أهل البدع من أن أهل السنة لا يحسنون الوعظ، وأنهم لا يتكلمون إلا في التوحيد يريدون بذلك صرف الناس عن أهل السنة حتى لا ينصرفوا عنهم
فإنهم على يقين من أن الناس إذا جلسوا إلى أهل السنة وتعلموا منهم فإنهم لن يقبلوا من مبتدع بدعة كما فعل الصبيان في عهد الإمام مالك حيث دخل على المدينة قاص فأخذ الصبيان يحصبونه يقولون له: اسكت يا جاهل!. لا بأمر مالك وإنما بما تربوا عليه من إنكار المحدثات
فأما قولهم أهل السنة لا يتكلمون إلا في التوحيد فإنه حق أريد به باطل أو كلمة لا يفهم معناها الجاهل بحقيقة التوحيد
إذ التوحيد هو أصل الدين بل كل الدين حيث لا يصلح أمر من أموره إلا بالتوحيد فما ينتفع رجل بصلاة يصليها على وقتها في الصف الأول يدرك تكبيرة الأحرام لخمس صلوات في اليوم والليلة وهو يسأل ويذبح وينذر للمقبورين!
ألا يعلم هؤلاء أن أول ناقض للطهارة هو الشرك ؟!!
ألا يعلم هؤلاء أنه لا يصلح القلوب التي هي ملوك الأبدان إلا التوحيد ؟!
تلك المضغة التي لو صلحت لصلح سائر الجسد فتصح الأسماع فلا تتسمع إلا لحق، وتصح الألسن فلا تقول إلا خيرا، وتصح الأعين بالعمى عن المحرمات ودوام النظر فيما هو من القربات، تصح الأيدي والأرجل بالمواظبة على الطاعات
إن التوحيد هو الدين لأن كل العلوم الأخرى خادمة له فهو الفقه الأكبر وكل علم يدرس في دين الله فإنما يدرس لتحقيق هذه الغاية وهي: "عبادة الله وحده لا شريك له" ومن لم يدرس هذه العلوم بتلك النية فإنه يضيّع عمره!
ولكن ما ظنك بأقوام لا يعلمون عن التوحيد سوى أنه ثلاثة أقسام؟ فكيف بمن يحسب أنه قول "لا إله إلا الله" فحسب!
لا يعلم شروطه ويفهمها وآه لو فهمت تلك الشروط حق فهمها آه لو عُلم معنى العلم واليقين والإخلاص والصدق، آه لو فُهم معنى المحبة والقبول والانقياد ..! ولكن إلى الله المشتكى من دعاة صرفوا الناس عن الجنة وأسباب دخولها، إلى النار بأنواع أبوابها ومسالك ورودها!
وإذا فهم معنى كون التوحيد هو أصل الدين فهم معنى كونه خير موعظة وأول موعظة وأفضلها
ألم يقرأ هؤلاء في كتاب الله قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
فكانت أول موعظة من لقمان لابنه لا تشرك بالله ويالها من موعظة حتى إنها ذكرت في أحق الكتب وخيرها
وأما قولهم: إن أهل السنة لا يحسنون الوعظ فهو قول لا يقوله إلا جاهل أو مغرض
فأهل السنة هم خير الوعاظ لأنهم ينتهجون نهج النبي صلى الله عليه وسلم في الموعظة وذلك في:
أولا: كمها فليس كل مجالسهم مجالس وعظ، بل يتخولون جليسهم بالموعظة مخافة السآمة؛ كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن شقيق أبي وائل، قال: كان عبد الله يذكرنا كل يوم خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن إنا نحب حديثك ونشتهيه، ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم، فقال: ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم، «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمة علينا»
ثانيا: في هيئتها وصفتها فلا يذكرون إلا ما صح عن رسول الله لا يعظون بالضعيف والموضوع وأما أهل البدع فلا يتورعون عن الكذب على رسول الله بغية ترقيق القلوب وجمع الناس حولهم!، قال ابن الجوزي: "ومعظم البلاء -في وضع الحديث- إنما يجري من القصاص، لأنهم يزيدون أحاديث تثقف وترقق، والصحاح يقل فيها هذا"
كذلك فإن أهل السنة يضعون الأحاديث والآيات موضعها ويفسرونها للناس حق تفسيرها فيبينون مجملها ويوضحون مشكلها لا سيما ما يتعلق بالتكفير، ولكن أهل البدع لا يفعلون ومن هنا انتشر التكفير بين الشباب فبدلا من أن ترق القلوب صارت كالحجارة بل أشد قسوة تفجر وتحرق وتذبح بغير حق
ولهذا فإن أهل السنة هم خير الوعاظ وأحسنهم وعظا وخيرهم للناس
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
أخوكم أبو زياد النوبي