بسم الله الرحمن الرحيم
لا تنفر المصلين بالتكييف


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
ففي الحديث المتفق عليه عن أبي مسعود رضي الله عنه، أن رجلا، قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ.
ثم قال: ((إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة)).
فمما يلاحظه الداخل لبعض المساجد في فصل الصيف شدة البرودة المنبعثة من التكييف، مما يتسبب الأذى لبعض المصلين، قد يصل بهم الأمر إلى أن يقعدهم المرض على الأسرة البيضاء، والبعض يمتنع من الذهاب للمسجد ويتخلف عن الجماعة ويصلي في البيت بسبب تلك البرودة القوية المنتشرة من المكيف.
والذي تسبب في هذا الأذى لإخوانه المصلين وقع فيما حرم الله.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: ((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم)).
أخرجه الترمذي وابن حبان وقال الألباني: حسن صحيح.
وقد صح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)).
متفق عليه.


وكذلك يخشي عليه بتخلف إخوانه من الحضور للمساجد بسببه من دخوله في قول الله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى} [العلق: 9-10].


فعلى من وكلوا بالمساجد أن يتقوا الله في صدهم بعض إخوانهم من الحضور إلى المساجد بسبب قوة التكييف وشدة برودته وإيذاء الآخرين.
وعليهم استعمال الحكمة في تشغيل المكيفات، وذلك مثلا باستخدام التكييف في جهة وتركة في أخرى، أو درجة مناسبة تلطف الجو ويناسب الجميع، ويكون جميع المصلين في رضا تام ولا يكون استعمال التكييف على حساب البعض دون البعض، ولا ينفر من يرغب في برودة التكييف.

هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة السبت 15 المحرم سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 14 سبتمبر سنة 2019 ف