قال ابن عاشور : [من "التحرير والتنوير" 27/48 ط.دار سحنون]

"في طبع الإنسان التأنس بأولاده وحبه اتصالهم به.
وقد وصف ذلك محمد بن عبد الرفيع الجعفري المرسي الأندلسي تزيل تونس سنة 1013 في كتاب له سماه "الأنوار النبوية في آبار خير البرية" قال في خاتمة الكتاب :
"قد أطلعني الله تعالى على دين الإسلام بواسطة والدي وأنا ابن ستة أعوام مع أني كنت إذاك أروح إلى مكتب النصارى لأقرأ دينهم ثم أرجع إلى بيتي فيعلمني والدي دين الإسلام فكنت أتعلم فيهما [كذا] معاً وسني حين حملت إلى مكتبهم أربعة أعوام فأخذ والدي لوحاً من عود الجوز كأني أنظر لها الآن إليه مملساً من غير طفل [ اسم لطين يابس وهو طين لزج وليست بعربية وعربيته طفال كغراب] ، فكتب لي في حروف الهجاء وهو يسألني عن حروف النصارى حرفاً حرفاً تدريباً وتقريباً فإذا سميت له حرفا أعجمياً يكتب لي حرفاً عربياً حتى استوفى جميع حروف الهجاء وأوصاني أن أكتم ذلك حتى عن والدتي وعمي وأخي مع أنه رحمه الله قد ألقى نفسه للهلاك لإمكان أن أخبر ذلك عنه فيحرق لا محالة.
وقد كان يلقنني ما أقول عند رؤيتي الأصنام، فلما تحقق والدي أني أكتم أمور دين الإسلام أمرني أن أتكلم بإفشائه لوالدتي وبعض الأصدقاء من أصحابه وسافرت الأسفار من جيان لأجتمع بالمسلمين الأخيار إلى غرناطة وأشبيلية وطليطلة وغيرها من مدن الجزيرة الخضراء، فتخلص لي معرفتهم أني ميزت منهم سبعة رجال كانوا يحدثونني بأحوال غرناطة وما كان بها في الإسلام وقد مروا كلهم على شيخ من مشايخ غرناطة يقال له الفقيه الأوطوري... الخ" ا.هـ

منقول من الأخ: أبو أسامة القحطاني