إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [سنن مهجورة] مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

    جاء في سنن أبي داود قال: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا عبد الرحمن بن وردان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني حمران قال رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه ولم يذكر المضمضة والاستنشاق وقال فيه ومسح رأسه ثلاثا ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا وقال من توضأ دون هذا كفاه ولم يذكر أمر الصلاة.
    تحقيق الشيخ الألباني-رحمه الله- :
    حسن صحيح .

    حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق بن جمرة عن شقيق بن سلمة قال رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ومسح رأسه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا قال أبو داود رواه وكيع عن إسرائيل قال توضأ ثلاثا فقط.
    تحقيق الشيخ الألباني-رحمه الله- :
    حسن صحيح.
    المرجع صحيح أبوداود.

    قال الحافظ في الفتح: و قد روى أبو داود من و جهين صحح أحدهما ابن خزيمة و غيره في حديث عثمان تثليث مسح الرأس، و الزيادة من التقة مقبولة.اهـ

    قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: و هو الحق ، لأن رواية المرة الواحدة و ان كثرتلا تعارض رواية التثليث ، اذ الكلام في أنه سنة، و من شأنها أن تفعل أحياناو تترك أحيانا، و هو اختيار الصنعاني في سبل السلام، فراجعه ان شئت.اهـ
    المرجع: تمام المنة.

    قال أبو داود: حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فحدثتنا أنه قال اسكبي لي وضوءا فذكرت وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فيه فغسل كفيه ثلاثا ووضأ وجهه ثلاثا ومضمض واستنشق مرة ووضأ يديه ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه مرتين بمؤخر رأسه ثم بمقدمه وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما ووضأ رجليه ثلاثا ثلاثا قال أبو داود وهذا معنى حديث مسدد.

    تحقيق الشيخ الألباني-رحمه الله :
    حسن
    المرجع :صحيح أبوداود
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 25-Jul-2011, 10:42 AM. سبب آخر: اضافة

  • #2
    رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
    بشرى من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لمن يدعوا الناس الى اتباع سنته,
    فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".
    قال النووي رحمه الله: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقاً إليه، وسواء كان تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك.

    تعليق


    • #3
      رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

      كنت أريد أن أنبه كل من اطلع على هذه الشاركة الطيبة أن هذه المسألة من المسائل الفقهية الخلافية بين أهل العلم حسب تصحيحهيم للحديث و تضعفيهم له .

      فمن الذين قالوا بأن مسح الرأس هو مسحة واحدة فقط جمهور العلماء :

      قال ابن قدامة في المغني (178/1) : ولا يسن تكرار مسح الرأس في الصحيح من المذهب . وهو قول أبي حنيفة ومالك وروي ذلك عن ابن عمر وابنه سالم والنخعي ومجاهد وطلحة بن مصرف والحكم قال الترمذي : والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم . وعن أحمد أنه يسن تكراره ...( إلى أن قال )... قال ابن عبد البر : كلهم يقول : مسح الرأس مسحة واحدة ... اهـ

      و قال النووي في شرح المهذب (496/1) :
      وقال أكثر العلماء : إنما يسن مسحه واحدة هكذا حكاه عن أكثر العلماء الترمذي وآخرون ، قال ابن المنذر وممن قال به عبد الله بن عمر وطلحة بن مصرف والحكم وحماد والنخعي و مجاهد وسالم بن عبد الله والحسن البصري وأصحاب الرأي وأحمد وأبو ثور رضي الله عنهم ، وحكاه غير ابن المنذر عن غيرهم أيضا وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وأصحابهما وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه واختاره ابن المنذر ...اهـ

      بل لو رجعت الأخت إلى سنن أبي داود ( ر:108 بتحقيق العلامة الألباني ) لرأت أن الامام أبا داود يذهب إلى تضعيف أحاديث عثمان التي ذُكر فيها التكرار فقال : " أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثا وقالوا فيها ومسح رأسه ولم يذكروا عددا كما ذكروا في غيره ".اهـ

      و هكذا الامام البيهقي الذي هو شافعي المذهب في سننه الكبرى (ج:1/ص:62) : "... و قد رُوي من أوجه غريبة ن عثمان رضي الله عنه ذكر التكرار في مسح الرأس إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أعل المعرفة و إن كان بعض أصحابنا يحتج بها " . اهـ

      و تأملوا ما قال الامام النووي في المجموع (497/1) : وقد قال أبو داود في سننه وغيره من الأئمة : الصحيح في أحاديث عثمان وغيره مسح الرأس مرة ، وقد سلم لهم البيهقي هذا واعترف به ولم يجب عنه مع أنه المعروف بالانتصار لمذهب الشافعي رضي الله عنه ... اهـ
      و المعروف من مذهب الامام الشافعي استحباب الثلاث . راجع المجموع للنووي (496/1) .

      و في الباب أحاديث آخرى ضعيفة واهية لا يصح منها شيئ راجع نيل الأوطار للإمام الشوكاني (194/1) و انظر إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر ( ر:13942) .

      و قول الجمهور الذي هو الاقتصار على مسحة واحدة هو ما رجح شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (126/21) و تلميذه ابن القيم في الزاد (197/1) . و هو الصحيح و الله أعلم فمن رأى ضعف الحديث فلا تثبت عنده هذه السنة بل تعد من البدع المحدثة . و إن وجدت وقتاً بعد شهر رمضان سأسرد تخريجي لأحاديث الباب فرداً فرداً لتتميم الفائدة و ليستفد منها الأعضاء الكرام إن كنت مصيباً , و لأستفد من اطلاع أخينا أبي صهيب عاصم الأغبري حفظه الله عليها و تصحيحه ما سيحتاج الى ذلك و غيرهم من المشاركين .

      بارك الله فيكم

      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 03-Aug-2011, 08:11 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

        بارك الله فيكم و نفع بعلمكم
        حقيقة أنا رجعت إلى تصحيح الشيخ الألباني فيما يخص هذه الأحاديث واقتصرت عليها و هذا من الخطأ كان لا بد لي من الرجوع إلى أقوال باقي المحدثين، ولا أعرف هل توجيه الشيخ الألباني لهذه الأحاديث و وصفها بالصحة قد وهم فيها؟
        فأرجو من اخينا الفاضل أن يتكرم علينا برد هذه الأحاديث التي صححها الألباني-رحمه الله- لما فيها من اثبات هذه السنة أو نفيها.
        الخلاف قائم بين أهل العلم في هذه المسألة كما ذكرتم بناءا على هذه الأحاديث، فإن تبينا ضعفها لم نعمل بها و ان تبين خلافها و أنّ تصحيح الشيخ الألباني لها صواب عملنا بها.
        *إن صح الحديث فهو مذهبي*

        تعليق


        • #5
          رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

          فكما وعدت أضع هنا ما أعاني الله بالوقوف عليه في البحث عن هذه المسألة و تخريج الأحاديث المذكورة .

          أولاً حديث : " و مسح رأسه ثلاثاً ".

          (1) : قال أبو داود في سننه (ج:1/ص:74/ح:107) : (ثنا) محمد بن المثنى ثنا الضحاك بن مخلد (ثنا) عبد الرحمن بن وردان (حدثني) أبو سلمة بن عبد الرحمن (حدثني) حمران قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه ولم يذكر المضمضة والاستنشاق وقال فيه ومسح رأسه ثلاثا ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ هكذا وقال : من توضأ دون هذا كفاه . ولم يذكر أمر الصلاة .

          و أخرجه البزار في البحر الزخار (ح:410) و الدارقطني في السنن (ج:1/ص:91) و البيهقي في الكبرى (ج:1/ص:62/ح:297)
          كلهم من طريق الضحاك بن مخلد (ثنا) عبد الرحمن بن وردان به مثله .

          قلت : منكر .
          لأن مداره على عبد الرحمن بن وردان و هو الغفاري أبو بكر المكي المؤذن . و هو ضعيف .
          انظر ترجمته في كل من التهذيب (ج:6/تـ:576) و الميزان (تـ:4997) و الجرح و التعديل (ج:5/تـ:1401) و ثقات ابن حبان (ج:5/ص:114/تـ:4110) و سؤالات البرقاني للدارقطني (تـ:272 و 576) .

          (2) : و قال أبو داود في سننه (ج:1/ص:75/ح:410) : (ثنا) هارون بن عبد الله (ثنا) يحيى بن آدم (ثنا) إسرائيل (عن) عامر بن شقيق بن جمرة (عن) شقيق بن سلمة . قال : رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ومسح رأسه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل هذا.
          قال أبو داود : رواه وكيع عن إسرائيل قال توضأ ثلاثا فقط .

          و أخرجه الدارقطني في السنن (ج:1/ص:91:ح:263) و البيهقي في الكبرى (ج:1/ص:63/ح:299) .
          كلهم من طريق إسرائيل (عن) عامر بن شقيق به نحوه .

          قلت : ضعيف .
          في سنده عامر بن شقيق . و هو ابن جمرة الأسدي الكوفي .
          قال ابن معين : "ضعيف الحديث ".اهـ و انظر ترجمته في التهذيب (ج:5/تـ:111) و الميزان (ج:2/تـ:4080) .


          و لحديث عثمان طرق آخرى , إلا أن جميعها لا تخلو من ضعف .
          قال الإمام أبو داود في سننه (ج:1/ص:74) : " أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثا وقالوا فيها ومسح رأسه ولم يذكروا عددا كما ذكروا في غيره " .اهـ

          و قال الإمام البيهقي في الكبرى (ج:1/ص:62) : "... و قد رُوي من أوجه غريبة ن عثمان رضي الله عنه ذكر التكرار في مسح الرأس إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أعل المعرفة و إن كان بعض أصحابنا يحتج بها " . اهـ



          ثانياً حديث " ومسح برأسه مرتين " .

          '3) : قال الإمام أبو داود في سننه (ج:1/ص:79/ح:126) : (ثنا) مسدد ثنا بشر بن المفضل (ثنا) عبد الله بن محمد بن عقيل (عن) الربيع بنت معوذ بن عفراء . قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا فحدثتنا أنه قال " اسكبي لي وضوءا فذكرت وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت فيه فغسل كفيه ثلاثا ووضأ وجهه ثلاثا ومضمض واستنشق مرة ووضأ يديه ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه مرتين يبدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما ووضأ رجليه ثلاثا ثلاثا .
          قال أبو داود : وهذا معنى حديث مسدد .

          و أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ح:42) و إسحاق بن راهويه في مسنده (ح:2034) و أحمد (ح:26393) و الترمذي (ح:33) و ابن ماجه (ح:432) و الطبراني في الكبير (ح:20190) و في الأوسط (ح:959) و البيهقي في معرفة السنن و الآثار (ح:185) .
          كلهم من طريق ابن عقيل عنها مثله .

          قلت : منكر .
          لأن مدار الحديث على عبد الله بن محمد بن عقيل و هو الهاشمي أبو محمد المدني , و هو ضعيف .
          انظر ترجمته في كل من التهذيب (ج:6/تـ:19) و التاريخ للدوري (ج:2/ص:243) و الجرح و التعديل (ج:5/تـ:706) .

          و أما الإمام الشوكاني رحمه الله ضعف الحديث في نيل الأوطار (ج:1/ص:111) لأن ابن عقيل مدلس و أنه قد عنعن . فلم أجد من عده من المدلسين و من أشار إلى هذا في كتب الجرح و التعديل الموجودة عندي في هذا الوقت . فمن يفيدني بارك الله فيكم

          فالخلاصة : أن تكرار المسح الرأس ثلاثاً أو مرتين لم يثبت لا من حديث عثمان و لا من حديث الربيع بنت معوذ و لا غيرهما من الصحابة رضي الله عنهم . و أقوى ما أعل بها هذه الأحاديث , مخالفتها لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في مسح الرأس مسحة واحدة , كما في الصحيحين و غيرهما .و بهذا أعل الإمامان أبو داود و البيهقي رواية التكرار كما سبقت الإشارة إلى هذا .


          و قال الإمام الشوكاني رحمه الله في النيل (ج:1/ص:111) : " ... و الإنصاف أن أحاديث الثلاث لم تبلغ درجة الإعتبار حتى تلزم التمسك بها لما فيها من الزيادة . فالوقوف على ما صح من الأحاديث الثابتة في الصحيحين و غيرهما من حديث عثمان و عبد الله بن زيد و غيرهما , و هو المعين لا سيما بعد تقيده في تلك الروايات السابقة بالمرة الواحدة ". اهـ

          و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 07-Aug-2011, 08:33 AM.

          تعليق


          • #6
            رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

            الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
            بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
            أقول:
            ما ذكرتموه من تخريج الحديث، لم يسلم من الرد فجملة من العلماء أيضا صححوه،
            ولكن لن أعارضكم فيما ذهبتم إليه لأني لست أهلا لذلك، غير أني
            قد نقلت ما ذكره شيخنا الألباني رحمه الله في كتابيه تمام المنة و تخريجه لهذا الحديث ولا أظنه يخفى عليكم في صحيح أبي داود، زيادة في النفع
            قال رحمه الله في كتابه تمام المنة :
            قوله-صاحب فقه السنة-: "ولم يصح مسح الرأس أكثر من مرة".
            قلت-أي الشيخ الألباني-: بلى قد صح من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ثلاثا أخرجه أبو داود بسندين حسنين وله إسناد ثالث حسن أيضا وقد تكلمت على هذه الأسانيد بشيء من التفصيل في "صحيح أبي داود" رقم 95 98 وقد قال الحافظ في "الفتح":
            "وقد روى أبو داود من وجهين صحح أحدهما ابن خزيمة وغيره في حديث عثمان تثليث مسح الرأس والزيادة من الثقة مقبولة". وذكر في "التلخيص" أن ابن الجوزي مال في "كشف المشكل" إلى تصحيح التكرير.
            قلت: وهو الحق لأن رواية المرة الواحدة وإن كثرت لا تعارض رواية التثليث إذ الكلام في أنه سنة ومن شأنها أن تفعل أحيانا وتترك أحيانا وهو اختيار الصنعاني في "سبل السلام" فراجعه إن شئت.
            وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود:
            - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: حدثني حًمْران قال:
            رأيت عثمان بن عفان توضأ... فذكر نحوه؛ ولم يذكر المضمضة
            والاستتشاق؛ وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثاً، ثمّ غسل رجليه ثلاثاً، ثم قال:
            رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ هكذا وقال:
            " من توضأ دون هذا كفاه "؛ ولم يذكر أمر الصلاة.
            (قلت: إسناده حسن صحيح، ومال ابن الجوزي إلى تصحيحه، وقال ابن
            الصلاح: إنه حديث حسن، وقال النووي: إسناده حسن، وربما ارتفع من
            الحسن إلى الصحة بشواهده وكثرة طرقه، وصححه ابن خزبمة، وقواه الحافظ) .
            إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا الضحاك بن مَخْلَد: ثنا عبد الرحمن بن
            وَرْدَان: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن.
            وهذا إسناد حسن؛ رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الرحمن بن
            وردان؛ قال ابن معين:
            " صالح ". وقال أبو حاتم:
            " ما بحديثه بأس ".
            وذكره ابن حبان في "الثقات ". وقال الدارقطني: " ليس بقوي ".
            والحديث أخرجه البيهقي من طريق المؤلف.
            ثمّ أخرجه هو والدارقطني (34) من طريقين آخرين عن الضحاك بن مخلد...
            به
            ورواه البزار في "مسنده " بإسناد المصنف هذا، وقد ساقه الزيلعي في "نصب
            الراية " (1/32) . وقال النووي في "المجموع " (1/434) :
            " رواه أبو داود بإسناد حسن، وقد ذكر أيضاا لشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه
            الله أنه حديث حسن، وربما ارتفع من الحسن إلى الصحة بشواهده وكثرة طرقه؛ فإن
            البيهقي وغيره رووه من طرق كثيرة غير طريق أبي داود ".
            وللحديث طريق أخرى عن حمران؛ فقال الحافظ في "التلخيص "- (1/411)
            بعد أن ذكره من هذا الوجه-:
            " وتابعه هشام بن عروة عن أبيه عن حمران: أخرجه البزار. وأخرجه أيضا من
            طريق عبد الكريم عن حمران؛ وإسناده ضعيف. ورواه أيضا من حديث أبي علقمة
            مولى ابن عباس عن عثمان؛ وفيه ضعف ".
            قلت: وله طريق أخرى عن عثمان؛ ستأتي في الكتاب قريباً رقم (9 ؛ وقد
            صححها ابن خزيمة، كما في "الفتح " (1/209) ؛ ونصه:
            " وقد روى أبو داود من وجهين؛ صحح أحدهما ابن خزيمة وغيره؛ في حديث
            عثمان بتثليث مسح الرأس، والزيادة من الثقة مقبولة ".
            وسيأتي هناك أن ابن خزيمة رواه من ذلك الوجه. ثمّ قال الحافظ في
            "التلخيص ":
            " ومال ابن الجوزي في "كشف المشكل " إلى تصحيح التكرير ".
            - عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال: سئل ابن أبي مُليكة عن
            الوضوء؟ فقال:
            رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء؟ فدعا بماء؛ فأُتى بميضأة
            فأصغاها على يده اليمنى، ثمّ أدخلها في الماء؛ فتمضمض ثلاثاً، واستنثر
            ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، ثمّ غسل يده اليمنى ثلاثاً، وغسل يده اليسرى
            ثلاثاً، ثمّ أدخل يده فأخذ ماءً؛ فمسح برأسه وأذنيه، فغسل بطونهما
            وظهورهما مرة واحدة، ثمّ غسل رجليه؛ ثمّ قال:
            أين السائلون عن الوضوء؟ هكذ ا رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ.
            (قلت: إسناده حسن صحيح) .
            إسناده: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني: ثنا زياد بن يونس: حدثني
            سعيد بن زياد المؤذن عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي.
            وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات مشهورون؛ غير سعيد بن زياد المؤذن؛ فوثقه
            ابن حبان وحده، لكن روى عنه جمع من الثقات؛ وقد توبع عليه كما يأتي.
            والحديث أخرجه البيهقي (1/64) من طريق المؤلف
            وللحديث طرق أخرى: فرواه ابن ماجه (1/167) مختصراً من طريق حجاج
            عن عطاء عن عثمان قال:
            رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ؛ فمسح رأسه مرة.
            وهذا إسناد ضعيف.
            وأخرجه أحمد (1/264/رقم 472) ؛ لكن ليس فيه: (مرةً) .
            وكذلك رواه ابنه عبد الله في "زوائد" (رقم 527) .
            وأخرج الدارقطني (34) من طريق زيد بن الحبَاب: حدثني عمر بن
            عبد الرحمن بن سعيد الخزومي: حدثني جدي:
            أن عثمان بن عفان خرج في نفر، من أصحابه حتى جلس على المقاعد، فدعا
            بوَضوء... الحديث نحو رواية ابن أبي مليكة؛ وفيه:
            ومسح برأسه مرة واحدة، ولم يذكر الأذنين. وقال المعلق عليه الشيخ شمس
            الحق:
            " هذا إسناد صالح؛ ليس فيه مجروح "!
            قلت: لكن فيه مجهول؛ وهو عمر بن عبد الرحمن بن سعيد الخزومي؛ فإني
            لم أجد له ذكراً في شيء من الكتب التي عندي، ولم يذكره الحافظ في الرواة عن
            أبيه عبد الرحمن بن سعيد، ولا في الرواة عن جده سعيد! وفي هذا إشارة إلى أنه
            غير مشهور؛ وإلا لاشتهر بالرواية عن أبويه. والله أعلم.
            ثمّ أخرج الدارقطني (31) ، وأحمد (1/372/رقم 489) من طريق محمد بن
            إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن معاذ بن عبد الرحمن
            التيمي عن حمْران بن أبان مولى عثمان بن عفان قال:
            رأيت عثمان بن عفان دعا بوَضوء... الحديث نحو حديث الزهري المتقدم عن
            عطاء بن يزيد الليثي، وفيه:
            ثمّ غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثمّ مسح برأسه وآمَر بيديه على ظاهر
            أدْنيه، ثمّ مر بهما على لحيته... الحديث.
            وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الشيخين؛ غير ابن إسحاق؛ وهو حسن
            الحديث. وقال الحافظ في "الفتح " (1/234) :
            " إسناده حسن ".
            وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه " (1/223) من طريق زيد بن أسلم عن
            حمران... به نحوه بلفظ:
            ومسح برأسه وأذنيه.
            وإسناده صحيح على شرطهما، وأصله في "مسلم ".
            والحديث إنما ساقه المؤلف؛ ليشير به إلى ضعف رواية أبي سلمة السابقة، التي
            فيها أنه مسح رأسه ثلاثاً؛ وليدل به على صحة ما عفبه بقوله:
            " أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح؛ كلها تدل على مسح الرأس أنه
            مرة؛ فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثاً، وقالوا فيها: ومسح رأسه، لم يذكروا عدداً كما
            ذكروا في غيره "!
            وقد أجاب النووي رحمه الله عن قول المصنف هذا من وجهين؛ قال:
            " أحدهما: أنه قال: " الأحاديث للصحاح "؛ وهذا حديث حسن- يعني:
            الذي قبل هذا- غير داخل في قوله.

            والثاني: أن عموم إطلاقه مخصوص بما ذكرناه من الأحاديث الحسان وغيرها ".
            وقد سبق جواب الحافظ أن زيادة الثلاث زيادة من ثقة؛ يعني: فيجب قبولها.
            ويؤيد ذلك: أن حديث عثمان هذا قد جاء من طرق كثيرة؛ وفي بعضها ما
            ليس في الأخرى من المعاني.
            ألا ترى فيما سبق أن بعضهم روى المسح على الأذنين، وبعضهم روى كيفية
            ذلك، فلم يلزم من ترك الآخرين من الرواة وإعراضهم عن ذلك ضعفه؛ ما دام
            الرواة ثقات؛ فكذلك الأمر فيما نحن فيه. والله أعلم.

            تعليق


            • #7
              رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

              بارك الله فيكم جميعاً أيها الكرام ..
              وهذه مشاركة قديمة لي أضعها مباحثة للمسألة :


              من السنة مسح الرأس ثلاث مرات أحياناً في الوضوء ، وهذه سنة غفل عنها كثير من الناس ، فلقد قال أبو داود في سننه حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا عبد الرحمن بن وردان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني حمران قال
              رأيت عثمان بن عفان توضأ فذكر نحوه ولم يذكر المضمضة والاستنشاق وقال فيه ومسح رأسه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا قال أبو داود رواه وكيع عن إسرائيل قال توضأ ثلاثا فقط .
              ( صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم [ 107 ] وقال الإمام الألباني حسن صحيح ) .
              وأيضاً في صحيح وضعيف سنن أبي داود حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق بن جمرة عن شقيق بن سلمة قال
              رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ومسح رأسه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا قال أبو داود رواه وكيع عن إسرائيل قال توضأ ثلاثا فقط .
              ( قال الشيخ الألباني : حسن صحيح ، صحيح وضعيف سنن ابو داود برقم [110] ) .
              وصحح أحاديث التثليث غير الإمام الألباني ، الإمام البيهقي فقد صحح بعض طرق هذا الحديث وأيضا الإمام ابن الجوزي في كشف المشكل ، وروى هذا الحديث غير الإمام أبو داود الإمام الدارقطني في الطهارة باب دليل تثليث المسح ( ح2) من رواية أبي وائل .

              ويستدل أيضاً على سنية مسح الرأس ثلاث مرات الأحاديث العامة التي فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثاُ .
              فعن عثمان رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي رواه البخاري في صحيحة وبوب عليه بابا اسماه [
              بَاب الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ] في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً
              وفي السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله عن أبي رافع قال :
              رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا و مرتين مرتين و مرة مرة برقم 2122
              وهناك غير هذين الحديثين في السنن و في صحيح الإمام مسلم .
              وهذه الأحاديث التي بها ذكر التثليث أتت عامه في ذكر الوضوء ! ولم تحدد عضو دون آخر .. فيدخل فيها مسح الرأس .

              فهذه الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ، مع الحديث الذي ذكرناه سابقاً الذي عند الإمام أبي داود تدل على سنية مسح الرأس ثلاث مرات أحياناً .

              وهذا الرأي اختاره من السلف :
              - أنس رضي الله عنه وقد رواه عنه ابن ابي شيبة في المصنف
              - وعثمان رضي الله عنه راوي الحديث السابق
              - و ابراهيم التيمي ذكر ذلك عنه ابو عبيد القاسم بن سلام
              - وايضاً سعيد بن جبير وعطاء و زاذان و ميسرة نقل ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري
              - وهو الرأي الذي اختاره الإمام الشافعي رحمه الله
              وليعلم أن أكثر الفقهاء يرون أن المسح لا فضيلة في تكريره بناءً على تضعيفهم لحديث عثمان السابق .

              قال ابن السمعاني 1 في الإصطلام :
              [ اختلاف الرواية ( يعني انه صلى الله عليه وسلم مرة مسح براسه مرة واحدة ومرة ثلاث مرات ) يُحمل على التعدد ، فيكون مسح تارة مرة ! وتارة ثلاثاً فليس في رواية مسح مرة حُجة على منع التعدد ]


              قال في عون المعبود :
              فِي غَيْر مَسْح الرَّأْس ، كَغَسْلِ الْيَدَيْنِ وَالْوَجْه وَالرِّجْلَيْنِ ، فَإِنَّهُمْ ذَكَرُوا فِيهَا التَّثْلِيث ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّ الْمَسْح كَانَ مَرَّة وَاحِدَة ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ زَادَ عَلَيْهَا لَذَكَرَهُ الرَّاوِي ، بَلْ ذَكَرَ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة عَنْ عُثْمَان أَنَّهُ مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّة وَاحِدَة .
              قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَقَوْل أَبِي دَاوُدَ إِنَّ الرِّوَايَات الصَّحِيحَة عَنْ عُثْمَان لَيْسَ فِيهَا عَدَد لِمَسْحِ الرَّأْس وَإِنَّهُ أَوْرَدَ الْعَدَد مِنْ طَرِيقَيْنِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَةَ وَغَيْره ، وَالزِّيَادَة مِنْ الثِّقَة مَقْبُولَة ، فَيُحْمَل قَوْل أَبِي دَاوُدَ عَلَى إِرَادَة اِسْتِثْنَاء الطَّرِيقَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرَهُمَا ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : إِلَّا هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ .
              قُلْت : كَأَنَّهُ يُشِير بِقَوْلِهِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَةَ إِلَى حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن وَرْدَان عَنْ حُمْرَان عَنْ عُثْمَان فَإِنَّ سَنَده صَحِيح وَفِيهِ تَثْلِيث مَسْح الرَّأْس وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّانِي فَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ رِوَايَة عَامِر بْن شَقِيق وَهُوَ ضَعِيف .
              قَالَ : وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْ طُرُقه فِي الصَّحِيحَيْنِ ذِكْر عَدَد الْمَسْح ، وَبِهِ قَالَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاء .

              وَقَالَ الشَّافِعِيّ : يُسْتَحَبّ التَّثْلِيث فِي الْمَسْح كَمَا فِي الْغَسْل ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِظَاهِرِ رِوَايَة لِمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا .
              وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مُجْمَل تَبَيَّنَ فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة أَنَّ الْمَسْح لَمْ يَتَكَرَّر فَيُحْمَل عَلَى الْغَالِب أَوْ يُخْتَصّ بِالْمَغْسُولِ .
              وَقَالَ اِبْن الْمُنْذِر : إِنَّ الثَّابِت عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّة وَاحِدَة وَبِأَنَّ الْمَسْح مَبْنِيّ عَلَى التَّخْفِيف ، فَلَا يُقَاسَ عَلَى الْغَسْل الْمُرَاد مِنْهُ الْمُبَالَغَة فِي الْإِسْبَاغ ، وَبِأَنَّ الْعَدَد لَوْ اُعْتُبِرَ فِي الْمَسْح لَصَارَ فِي سُورَة الْغَسْل ، إِذْ حَقِيقَة الْغَسْل جَرَيَان الْمَاء .
              وَالدَّلْك لَيْسَ بِمُشْتَرَطٍ عَلَى الصَّحِيح عِنْد أَكْثَرِ الْعُلَمَاء ، وَبَالَغَ أَبُو عُبَيْدَة فَقَالَ : لَا نَعْلَم أَحَدًا مِنْ السَّلَف اِسْتَحَبَّ تَثْلِيث مَسْح الرَّأْس إِلَّا إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ ، وَفِيمَا قَالَهُ نَظَر .

              فَقَدْ نَقَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة فِي مُصَنَّفه : حَدَّثَنَا الْأَزْرَق عَنْ أَبِي الْعَلَاء عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس : أَنَّهُ كَانَ يَمْسَح عَلَى الرَّأْس ثَلَاثًا ، يَأْخُذ لِكُلِّ مَسْحَة مَاء جَدِيدًا ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعَطَاء وَزَاذَان وَمَيْسَرَة ، وَكَذَا نَقَلَهُ اِبْن الْمُنْذِر .
              وَقَالَ اِبْن السَّمْعَانِيّ فِي الِاصْطِلَام اِخْتِلَاف الرِّوَايَة يُحْمَل عَلَى التَّعَدُّد ، فَيَكُون مَسَحَ تَارَةً مَرَّةً وَتَارَةً ثَلَاثًا ، فَلَيْسَ فِي رِوَايَة مَسَحَ مَرَّة حُجَّة عَلَى مَنْع التَّعَدُّد .
              قُلْت : التَّحْقِيق فِي هَذَا الْبَاب أَنَّ أَحَادِيث الْمَسْح مَرَّة وَاحِدَة أَكْثَرُ وَأَصَحُّ ، وَأَثْبَتُ مِنْ أَحَادِيث تَثْلِيث الْمَسْح ،
              وَإِنْ كَانَ حَدِيث التَّثْلِيث أَيْضًا صَحِيحًا مِنْ بَعْض الطُّرُق ، لَكِنَّهُ لَا يُسَاوِيهَا فِي الْقُوَّة .
              فَالْمَسْح مَرَّة وَاحِدَة هُوَ الْمُخْتَار وَالتَّثْلِيث لَا بَأْس بِهِ .
              قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : رُوِيَ مِنْ أَوْجُه غَرِيبَة عَنْ عُثْمَان ، وَفِيهَا مَسْح الرَّأْس ثَلَاثًا إِلَّا أَنَّهَا مَعَ خِلَاف الْحُفَّاظ الثِّقَات لَيْسَتْ بِحُجَّةٍ عِنْد أَهْل الْمَعْرِفَة وَإِنْ كَانَ بَعْض أَصْحَابنَا يَحْتَجّ بِهَا .

              وَمَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي كَشْف الْمُشْكِل إِلَى تَصْحِيح التَّكْرِير ، وَقَدْ وَرَدَ التَّكْرَار فِي حَدِيث عَلِيّ مِنْ طُرُق مِنْهَا عِنْد الدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ طَرِيق عَبْد خَيْر وَهُوَ مِنْ رِوَايَة أَبِي يُوسُف الْقَاضِي وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ طَرِيق عَبْد الْمَلِك عَنْ عَبْد خَيْر أَيْضًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ثَلَاثًا وَمِنْهَا عِنْد الْبَيْهَقِيِّ فِي الْخِلَافِيَّات مِنْ طَرِيق أَبِي حَيَّة عَنْ عَلِيّ وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّار أَيْضًا ، وَمِنْهَا عِنْد الْبَيْهَقِيِّ فِي السُّنَن مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنْ عَلِيّ فِي صِفَة الْوُضُوء ، وَمِنْهَا عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْنَد الشَّامِيِّينَ مِنْ طَرِيق عُثْمَان بْن سَعِيد الْخُزَاعِيّ عَنْ عَلِيّ فِي صِفَة الْوُضُوء ، وَفِيهِ عَبْد الْعَزِيز بْن عُبَيْد اللَّه وَهُوَ ضَعِيف .كَذَا فِي التَّلْخِيص .

              وقال في بداية المجتهد ونهاية المقتصد :
              اتفق العلماء على أن الواجب من طهارة الأعضاء المغسولة هو مرة مرة إذا أسبغ، وأن الاثنين، والثلاث مندوب إليهما، لما صح: أنه صلى الله عليه وسلم ( توضأ مرة مرة، وتوضأ مرتين مرتين وتوضأ ثلاثا ثلاثا)[2] ولان الأمر ليس يقتضي إلا الفعل مرة مرة أعني: الأمر الوارد في الغسل في آية الوضوء.
              واختلفوا في تكرير مسح الرأس هل هو فضيلة، أم ليس في تكريره فضيلة؟
              فذهب الشافعي إلى أنه من توضأ ثلاثا ثلاثا يمسح رأسه أيضا ثلاثا،
              وأكثر الفقهاء يرون أن المسح لا فضيلة في تكريره.
              وسبب اختلافهم في ذلك: اختلافهم في قبول الزيادة الواردة في الحديث الواحد إذا أتت من طريق واحد ولم يرها الأكثر، وذلك أن أكثر الأحاديث التي روي فيها أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً من حديث عثمان وغيره ، لم يُنقل فيها إلا أنه مسح واحدة فقط . وفي بعض الروايات عن عثمان في صفة وضوئه أنه عليه الصلاة والسلام مسح برأسه ثلاثا[3] وعضد الشافعي وجوب قبول هذه الزيادة بظاهر عموم ما روي أنه عليه الصلاة والسلام توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا، وذلك أن المفهوم من عموم هذا اللفظ – وإن كان من لفظ الصحابي – هو حمله على سائر أعضاء الوضوء، إلا أن هذه الزيادة ليست في الصحيحين، فإن صحت يجب المصير إليها، لان من سكت عن شئ ليس هو بحجة على من ذكره.


              و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
              قَوْله : ( ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ )
              هُوَ بِحَذْفِ الْبَاء فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ ، وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْ طُرُقه فِي الصَّحِيحَيْنِ ذِكْر عَدَد الْمَسْح ، وَبِهِ قَالَ أَكْثَر الْعُلَمَاء . وَقَالَ الشَّافِعِيّ : يُسْتَحَبّ التَّثْلِيث فِي الْمَسْح كَمَا فِي الْغُسْل ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِظَاهِرِ رِوَايَة لِمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مُجْمَل تَبَيَّنَ فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة أَنَّ الْمَسْح لَمْ يَتَكَرَّر فَيُحْمَل عَلَى الْغَالِب أَوْ يَخْتَصّ بِالْمَغْسُولِ ، قَالَ أَبُو دَاوُد فِي السُّنَن : أَحَادِيث عُثْمَان الصِّحَاح كُلّهَا تَدُلّ عَلَى أَنَّ مَسْح الرَّأْس مَرَّة وَاحِدَة ؛ وَكَذَا قَالَ اِبْن الْمُنْذِر : إِنَّ الثَّابِت عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْح مَرَّة وَاحِدَة ، وَبِأَنَّ الْمَسْح مَبْنِيّ عَلَى التَّخْفِيف فَلَا يُقَاسَ عَلَى الْغُسْل الْمُرَاد مِنْهُ الْمُبَالَغَة فِي الْإِسْبَاغ ، وَبِأَنَّ الْعَدَد لَوْ اُعْتُبِرَ فِي الْمَسْح لَصَارَ فِي صُورَة الْغُسْل ، إِذْ حَقِيقَة الْغُسْل جَرَيَان الْمَاء ، وَالدَّلْك لَيْسَ بِمُشْتَرَطٍ عَلَى الصَّحِيح عِنْد أَكْثَر الْعُلَمَاء . وَبَالَغَ أَبُو عُبَيْدَة فَقَالَ : لَا نَعْلَم أَحَدًا مِنْ السَّلَف اِسْتَحَبَّ تَثْلِيث مَسْح الرَّأْس إِلَّا إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ ، وَفِيمَا قَالَ نَظَر ، فَقَدْ نَقَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَابْن الْمُنْذِر عَنْ أَنَس وَعَطَاء وَغَيْرهمَا ، وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ وَجْهَيْنِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَة وَغَيْره فِي حَدِيث عُثْمَان تَثْلِيث مَسْح الرَّأْس ، وَالزِّيَادَة مِنْ الثِّقَة مَقْبُولَة .


              قال الشيخ الألباني في تمام المنة :
              قوله : ولم يصح مسح الرأس أكثر من مرة
              قلت : بلى قد صح من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ثلاثا أخرجه أبو داود بسندين حسنين وله إسناد ثالث حسن أيضا وقد تكلمت على هذه الأسانيد بشيء من التفصيل في صحيح أبي داود ( رقم 95 98 ) وقد قال الحافظ في الفتح : وقد روى أبو داود من وجهين صحح أحدهما ابن خزيمة وغيره في حديث عثمان تثليث مسح الرأس والزيادة من الثقة مقبولة
              وذكر في التلخيص أن ابن الجوزي مال في كشف المشكل إلى تصحيح التكرير
              قلت : وهو الحق لأن رواية المرة الواحدة وإن كثرت لا تعارض رواية التثليث إذ الكلام في أنه سنة ومن شأنها أن تفعل أحيانا وتترك أحيانا وهو اختيار الصنعاني في سبل السلام فراجعه إن شئت .


              وهذا نص كلام الصنعاني من سبل السلام الذي احالنا عليه الشيخ الألباني :
              في صِفَةِ وُضُوءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَاحِدَةً } أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد هُوَ قِطْعَةٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ اسْتَوْفَى فِيهِ صِفَةَ الْوُضُوءِ مِنْ أَوَّلِهِ إلَى آخِرِهِ ، وَهُوَ يُفِيدُ مَا أَفَادَهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ ، وَإِنَّمَا أَتَى الْمُصَنِّفُ بِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّصْرِيحِ بِمَا لَمْ يُصَرَّحْ بِهِ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ ، وَهُوَ مَسْحُ الرَّأْسِ مَرَّةً ، فَإِنَّهُ نَصَّ أَنَّهُ وَاحِدَةً مَعَ تَصْرِيحِهِ بِتَثْلِيثِ مَا عَدَاهُ مِنْ الْأَعْضَاءِ ، وَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ قَوْمٌ بِتَثْلِيثِ مَسْحِهِ كَمَا يُثَلَّثُ غَيْرُهُ مِنْ الْأَعْضَاءِ إذْ هُوَ مِنْ جُمْلَتِهَا ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ تَثْلِيثُهُ ، وَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ فِي كُلِّ حَدِيثٍ ذُكِرَ فِيهِ تَثْلِيثُ الْأَعْضَاءِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ فِي تَثْلِيثِ الْمَسْحِ ، أَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ ، صَحَّحَ أَحَدَهُمَا ابْنُ خُزَيْمَةَ وَذَلِكَ كَافٍ فِي ثُبُوتِ هَذِهِ السُّنَّةِ .
              وَقِيلَ : لَا يُشَرَّعُ تَثْلِيثُهُ ؛ لِأَنَّ أَحَادِيثَ عُثْمَانَ الصِّحَاحِ كُلِّهَا كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُد تَدُلُّ عَلَى مَسْحِ الرَّأْسِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، وَبِأَنَّ الْمَسْحَ مَبْنِيٌّ عَلَى التَّخْفِيفِ ، فَلَا يُقَاسُ عَلَى الْغَسْلِ ، وَبِأَنَّ الْعَدَدَ لَوْ اُعْتُبِرَ فِي الْمَسْحِ لَصَارَ فِي صُورَةِ الْغَسْلِ .
              وَأُجِيبَ بِأَنَّ كَلَامَ أَبِي دَاوُد يَنْقُصُهُ مَا رَوَاهُ هُوَ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ ؛ وَالْقَوْلُ بِأَنَّ الْمَسْحَ مَبْنِيٌّ عَلَى التَّخْفِيفِ ، قِيَاسٌ فِي مُقَابَلَةِ النَّصِّ ، فَلَا يُسْمَعُ .
              فَالْقَوْلُ بِأَنَّهُ يَصِيرُ فِي صُورَةِ الْغَسْلِ لَا يُبَالَى بِهِ بَعْدَ ثُبُوتِهِ عَنْ الشَّارِعِ ، ثُمَّ رِوَايَةُ التَّرْكِ لَا تُعَارِضُ رِوَايَةَ الْفِعْلِ ، وَإِنْ كَثُرَتْ رِوَايَةُ التَّرْكِ ؛ إذْ الْكَلَامُ فِي أَنَّهُ غَيْرُ وَاجِبٍ ، بَلْ سُنَّةٌ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُفْعَلَ أَحْيَانًا ، وَتُتْرَكَ أَحْيَانًا .
              وَأَخْرَجَهُ أَيْ حَدِيثَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ النَّسَائِيّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، بَلْ قَالَ التِّرْمِذِيُّ إنَّهُ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي الْبَابِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد مِنْ سِتِّ طُرُقٍ ، وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ ، لَمْ يَذْكُرْ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ ، وَفِي بَعْضٍ : { وَمَسَحَ رَأْسَهُ حَتَّى لَمْ يَقْطُرْ } .


              إشكال و جوابه :
              أغلب الفقهاء يقولون أنه لا فضيلة لتكرير المسح ثلاث مرات واعتمدوا بذلك على ثلاث أمور :
              الأول : بناء على تضعيفهم لهذا الحديث .
              الثاني : اختلافهم على زيادة الثقة هل هي مقبولة أو ليست كذلك .
              الثالث : الأخذ بالحديث الواحد .


              أما الحجة الأولى
              فمسألة التضعيف والتصحيح مسألة خلافية ، فمن صحح الحديث أخذ به ( وذكرنا من من السلف اخذ وعمل بهذه السنة ) ومن ضعف هذا الحديث لم يأخذ به .

              الحجة الثانية
              الراجح عند علماء المصطلح و المشتغلين بالحديث أن زيادة الثقة ان كانت بطريق صحح فهي مقبولة ، و قد قال الحافظ ابن حجر عن هذه المسالة تحديداً :
              ((( وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ وَجْهَيْنِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَة وَغَيْره فِي حَدِيث عُثْمَان تَثْلِيث مَسْح الرَّأْس ، وَالزِّيَادَة مِنْ الثِّقَة مَقْبُولَة ))
              فيضاف الى الألباني و ابن الجوزي و البيهقي في توثيقة لبعض الطرق هذا الإمام وهو ابن خزيمة وهناك ايضا ابن السمعاني .
              خمس ائمة صححوا هذا الحديث الموجود في سنن ابو دواد و الدارقطني ، وهناك ثمان أئمة من السلف عملوا بهذه السنة منهم صحابيان أنس وعثمان ! رضي الله عنهما .

              الحجة الثالثة
              أن الصحيح أنه لو أتى حديث واحد بطريق صحيح فيه سنة نعمل به – ولو لم يعمل به أحد البتة !- والإمام الألباني ناقش هذه المسالة أكثر من مرة وأنا أحيلك على مقدمة تمام المنة في التعليق على فقه السنة للشيخ الألباني لانه تكلم على هذه .
              ولكن هنا الحديث صحيح إن شاء الله تعالى ، وقد عمل به غير واحد من أئمة السلف .


              و خلاصة ما تقدم :
              اولاً للذين قالوا بسنية تكرير المسح دليلين اثنين :
              الأول الاحاديث الواضحة الصريحة في ذكر تثليث مسح الرأس في الوضوء .
              الثاني الأحاديث العامة التي فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم توضا ثلاثا ثلاثا !
              وقد استدل بها الإمام الشافعي ، وكلها احاديث صحيحة كما مر آنفا .


              ثانيا لا منافاة بين الحديثين كما قال ابن السمعاني ….
              فالأحاديث التي تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه مرة واحدة أقبل بيديه وأدبر بهما على راسة هذه الأحاديث لا تنفي الحديث الآخر الذي عند أبي داود وفيه تثليث المسح .
              ومن ثم فإن الحديث الذي عند ابي داود مثبت ، والأحاديث الأخرى ليس فيها نفي . على أن المثبت مقدم على النافي .
              فكون أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنه أنه مسح رأسه مرة واحدة أقبل بيده و أدبر لا ينفي أنه فعل ذلك ثلاث مرات أيضاً ..
              قال في عون المعبود : ( فَالْمَسْح مَرَّة وَاحِدَة هُوَ الْمُخْتَار وَالتَّثْلِيث لَا بَأْس بِهِ . )
              وقال في بداية المجتهد ونهاية المقتصد : ( إلا أن هذه الزيادة ليست في الصحيحين، فإن صحت يجب المصير إليها، لان من سكت عن شئ ليس هو بحجة على من ذكره. )
              وقال الحافظ ابن حجر : ( نَقَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَابْن الْمُنْذِر عَنْ أَنَس وَعَطَاء وَغَيْرهمَا ، وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ وَجْهَيْنِ صَحَّحَ أَحَدهمَا اِبْن خُزَيْمَة وَغَيْره فِي حَدِيث عُثْمَان تَثْلِيث مَسْح الرَّأْس ، وَالزِّيَادَة مِنْ الثِّقَة مَقْبُولَة )
              وقال في سبل السلام للأمير الصنعاني :
              ( وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ تَثْلِيثُهُ ، وَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ فِي كُلِّ حَدِيثٍ ذُكِرَ فِيهِ تَثْلِيثُ الْأَعْضَاءِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ فِي تَثْلِيثِ الْمَسْحِ ، أَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ ، صَحَّحَ أَحَدَهُمَا ابْنُ خُزَيْمَةَ وَذَلِكَ كَافٍ فِي ثُبُوتِ هَذِهِ السُّنَّةِ )


              فبعد هذا يظهر أنه يُسن
              أحيانا تكرير مسح الرأس ثلاث مرات للأدلة السابقة …
              و الله تعالى أعلم

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ هامش :
              1) ما بين قوسين هكذا ( .. ) في النقل السابق مني زيادة مني
              أبو المظفر السمعاني الامام العلامة، مفتي خراسان، شيخ الشافعية، أبو المظفر منصور ابن محمد بن عبد الجبار بن أحمد التميمي، السمعاني، المروزي، الحنفي كان، ثم الشافعي.(426 – 489 هـ = 1035 – 1096 م)
              مفسر، من العلماء بالحديث.من أهل مرو، مولدا ووفاة.
              كان حنفياً من اهل الرأي و النظر ثم تحول الى اهل الحديث والاثر بعد ان ناظر لمذهبه القديم ثلاثين سنة ! إلا انه رجع الى اهل الحديث والأثر وأصبح شافعي المذهب ، قال عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء : ( تعصب لاهل الحديث والسنة والجماعة، وكان شوكا في أعين المخالفين، وحجة لاهل السنة.)
              ألف الكثير من الكتب منها الإصطلام في الرد على أبي زيد الدبوسي الحنفي الذي نقل منه الحافظ ابن حجر مقولته الآنفة
              لتعرف المزيد عن السمعاني راجع سير أعلام النبلاء صفحة 114 من الجزء التاسع عشر .


              [2]عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً ، و عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ،و هناك حديث عثمان رضي الله عنه وفيه انه توضأ ثلاثاً ثلاثاًو كل هذه الأحاديث في صحيح البخاري في كتاب الوضوء وقد بوب البخاري باباً في صحيحه [ بَاب الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ]
              وفي السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله عن أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا و مرتين مرتين و مرة مرة برقم 2122

              [3] أخرجه ابو دواود في الطهارة/ باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ( ح 110) و الدارقطني في الطهارة باب دليل تثليث المسح ( ح2) من رواية أبي وائل

              تعليق


              • #8
                رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                بارك الله فيكم , فقد اطلعت على ردكم و وجدت فيه ما لا ينبغي السكوت عنه

                أما قول الأخت : " ما ذكرتموه من تخريج الحديث، لم يسلم من الرد فجملة من العلماء أيضا صححوه".

                أقول : إن كان ما ذكرته من ضعف الأحاديث لا يسلم من التعقيب و التصحيح فأرجو أن تبينه و تنبهن على ما يحتج التنبيه عليه .عاملين بقول ربنا : " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " .

                أما قولكن أن جملة من المحدثين صححوا الحديث فهذا لا نختلف , ولكن هذا ليس حجة لرد أدلة من ضعف الأحاديث من العلماء كأبي داود و البيهقي و غيرهم . لأن الحجة إن كانت بمن صحح و ضعف فأسألكن كيف الخروج عند التعارض كأحاديثنا هذه ؟ بل أقول أن العبرة بالحجج لا بمن قال أو ما قال . فإذا نظرنا إلى تعليل من ضعف الحديث و رجعنا إلى قواعد و ضوابط المصطلح التي اصطلحوها العلماء و وجدنا أنه تخلفوا عنها يمكن أن يرد , أو أنهم وهموا في شيئ , أم أن يرد تعليل من ضعف الحديث بحجة أن هناك من صححه فهذا الكلام لا وزن له عندي بعد بيان الضعف في الحديث , بل أسألكن من سبقكن بهذا القول ؟ كما قال الإمام أحمد : " إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " اهـ


                أما قولكن : " غير أني قد نقلت ما ذكره شيخنا الألباني رحمه الله "

                نعم بل كلنا مجرد ناقلين عن علمائنا و أئمتنا , و أما من لا يقدر على دراسة هذا الفن الشريف فعليه أن يقلد من هو الأعلام في الفن , و مما لا يشك فيه أحد أن في هذا العصر الأعلام بهذا الفن الشريف دراسة الأحاديث النبوية هو العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله كما شهد له العلماء الفضلاء . بل أخبرني بعض إخواننا في دماج ممن أدركوا الشيخ مقبل رحمه الله أنه كان يقول : " من لقي الله بتصحيح و تضعيف الألباني فقد لقي الله بحجة ". أو كما قال .


                أما قولكن : " في كتابيه تمام المنة و تخريجه لهذا الحديث ولا أظنه يخفى عليكم في صحيح أبي داود " .

                فنعم بحمد الله جل و علا وقفت على المصدرين سابقاً قبل أن أخرج بهذه النتيجة . و بالمناسبة أقول لا أظن أنه يمكن لأحد طلاب هذا العلم الشريف أن يحكم على حديث قد حكم عليه العلامة الألباني رحمه الله دون أن يقف على كلام الشيخ . إما للاطمئنان و إما للاستفادة من تخريج الشيخ للحديث , لما في كتب الشيخ من الفوائد و الزوائد . فكم من مرة يشير الشيخ إلى مصادر لا يمكن الوصول إليها في زماننا إما بسبب فقديها أو غيرها من أسباب العجز . بل إن كان العلماء كأمثال الشيخ مقبل و الشيخ الربيع و غيرهم لا يستغنون عن كتب الشيخ فما بالكم بنحن المبتدئين الصغار في هذا العلم .


                أم الأخ أبو عبد الله محمد جميل حمامي ففي الحقيقة كنت أتمنى أن يوقفني على فوائد فأتتني في بحثي . ولكن بعد قراءة ما كتبت أخي الكريم جعلتني أسألك :

                فأما قولك : " الإمام البيهقي فقد صحح بعض طرق هذا الحديث "

                فهذا عجيب لأن الإمام البيهقي رحمه الله و لو صحح بعض طرق الحديث فقد قال رحمه الله في سننه الكبرى (ج:1/ص:62) : "... و قد رُوي من أوجه غريبة ن عثمان رضي الله عنه ذكر التكرار في مسح الرأس إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أهل المعرفة و إن كان بعض أصحابنا يحتج بها " . اهـ

                فعلى فرد أنه صحح بعض الطرق فقد ضعفها بالشذوذ . و كما تعلم أن الشاذ هو صحيح في نفس الأمر إلا أنه ضعيف في الحكم لمخالفة من هو أولى منه أو أكثر عدداً منه أو لأنه انفدر بشيئ لا يحتمل منه التفرد فتأمل .


                أما قولك : " فهذه الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ... "

                أسالك هل تحمل العام على الخاص أو العكس ؟

                فإن كان جوابك نعم فأقول قد خلفت اصطلح الأصوليين . و هذا ما لا أظنه من فضلتك .

                أما إنا كان جوابك العكس فلعل هذا القول من أئمة الشافعية سيفيدك . فقال الإمام البيهقي رحمه الله في سنن الكبرى (ج:1/ص:62/ح:295) :" (نا) أبو عبد الله الحافظ (أنا) أبو الحسن بن منصور (ثنا) هارون بن يوسف (ثنا) بن أبي عمر (ثنا) سفيان بن عيينة (عن) هشام بن عروة (عن) أبيه (عن) حمران : قال توضأ عثمان على المقاعد ثلاثا وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمرو وعلى هذا اعتمد الشافعي في تكرار المسح وهذه رواية مطلقة والروايات الثابتة المفسرة عن حمران تدل على أن التكرار وقع فيما عدا الرأس من الأعضاء وأنه مسح برأسه مرة واحدة " . اهـ

                بل ما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح كما أشارت إليه : " وَقَالَ الشَّافِعِيّ : يُسْتَحَبّ التَّثْلِيث فِي الْمَسْح كَمَا فِي الْغُسْل ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِظَاهِرِ رِوَايَة لِمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مُجْمَل تَبَيَّنَ فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة أَنَّ الْمَسْح لَمْ يَتَكَرَّر..." اهـ


                و أما قولك : " وعثمان رضي الله عنه راوي الحديث السابق " .

                في ذكرك من اختار هذا الرأي ( أي تكرار المسح ) من السلف . فأرجو أن توقفني على من سبقك بالإشارة إليه رضي الله عنه بذكر المصدر من فضلك و السند المروي إليه لنتناقش صحة نسبة هذا القول إليه أم لا بارك الله فيك .


                و أما قولك : " الحجة الثانية : الراجح عند علماء المصطلح و المشتغلين بالحديث أن زيادة الثقة إن كانت بطريق صحح فهي مقبولة "

                فهذا مما لا نختلف فيه إلا أن عليك أن تتنبه لأمر , أ لا و هو أن من ضعف الحديث ما ضعفه لأنه لا يقول بقبول زيادة الثقة مطلقاً بل لأنه رأى هذا من الشذوذ كما يُفهم من كلام الإمامين أبي داود و البيهقي رحمهما الله وغيرهم . و إليك نقل كلامهم لعل زالت عنها عينك في أثناء قراءتك لمشاركتي

                قال الإمام أبو داود في سننه (ج:1/ص:74) : " أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثا وقالوا فيها ومسح رأسه ولم يذكروا عددا كما ذكروا في غيره " .اهـ

                و قال الإمام البيهقي في الكبرى (ج:1/ص:62) : "... و قد رُوي من أوجه غريبة ن عثمان رضي الله عنه ذكر التكرار في مسح الرأس إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أعل المعرفة و إن كان بعض أصحابنا يحتج بها " . اهـ

                و هكذا كرر العبارة بعد أن ساق أحاديث علي بن أبي طالب فقال في الكبرى (ج:1/ص:63/ح:300) :" ... و قد رُوي من أوجه غريبة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه و الرواية المحفوظة عنه غيرها " . اهـ

                و هكذا في مواضع أخرى من كتابه المشار إليه .

                ثم أسألك أخي الكريم هل وقفت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يقبل زيادة الثقة مطلقاً و هكذا على كلام لتلميذه ابن القيم رحمه الله ؟

                لأنهما ممن ذهبوا إلى القول بعدم التكرار كما أشرت إلى ذلك في مشاركتي السابقة , أرجو الإجابة بارك الله فيك .


                و أخيراً قد وقفت على مشاركة بتاريخ : ( تاريخ المشاركة 17 May 2008 - 06:00 PM ) في شبكة سحاب : (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=91020)
                لأخينا كريم إبراهيم الخطيب .
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 04-Aug-2011, 01:54 PM.

                تعليق


                • #9
                  رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                  بارك الله في علمكم ونفع بكم.

                  أظن أن عبارتي لم تكن واضحة بالنسبة إليكم، فأنا لم أقل أن هناك من عقب على تضعيف الحديث وإنما قلت هناك جملة من العلماء صححوا الحديث، وقد وافقتمونا في هذه النقطة.

                  قولكم:أن العبرة بالحجج لا بمن قال أو ما قال.
                  فحسب ظني أن القول في الرجال بالجرح أو التعديل يرجع إلى أقوال أهل العلم فيهم. ولا أدري إن كنتم تقصدون هذا أم لا.فأرجو التبين.

                  فللخروج من هذا التعارض، وأظنك تقصد إذا اختلف المحدثون في تصحيح وتضعيف حديث

                  فالأمر لا يرجع إلى تقديم قول من ضعف الحديث على قول من صحح الحديث على إطلاقه، بل يختلف ترجيحهم تصحيحا وتضعيفا تبعا لاجتهادهم في حكمهم على السند والمتن. وهذا ما أعرفه فإن كانت لديكم إضافات فأفيدونا جزاكم الله خيرا

                  و هذا الحديث يرجع في تطبيقه أو عدم التطبيق إلى الشخص نفسه فإن كان أهلا للترجيح بين الروايات وبيان سقيمها من صحيحا- وأحسبكم أهلا لذلك والله حسيبكم- رجّح ما يراه صوابا.
                  - و إن كان غير مؤهل فواجبه التقليد، وقد ذكر العلماء ومن بينهم شيخنا ابن عثيمين رحمه الله أنه إذا اختلف العلماء أخذ بقول من يراه إلى الحق أقرب في علمه ودينه.وعملي بهذا الحديث تقليدا للشيخ الألباني رحمه الله وأرجو أن لا يفهم العضو أني أنتقص منه، كلا والله.

                  ولا أقول لكم إن قول الشيخ الألباني رحمه الله حجة بنفسه، ولكن بارك الله فيكم وفي علمكم عقبوا على تصحيح الشيخ الألباني حتى لا تبقى حجة لمن يعمل بهذا الحديث.كما أني قد قلت في مشاركة لي سابقة ، هل وهم الشيخ الألباني في تصحيح هذه الأحاديث؟ لكن لم أجد ردا، فإن كان بالإمكان رد تصحيح شيخنا الألباني، وهذا ما أرغب فيه، فأرجو منكم التكرم علينا بالإفادات.

                  والذي فهمته إجمالا من كلامكم هو أنكم تقدمون رواية التضعيف على رواية التصحيح لكون رواية التضعيف فيها زيادة علم، هل هذه هي القاعدة هي التي سرتم عليها؟ بارك الله فيكم ، أرجو التوجيه
                  والله المستعان

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي مشاهدة المشاركة


                    أم الأخ أبو عبد الله محمد جميل حمامي ففي الحقيقة كنت أتمنى أن يوقفني على فوائد فأتتني في بحثي . ولكن بعد قراءة ما كتبت أخي الكريم جعلتني أسألك :

                    فأما قولك : " الإمام البيهقي فقد صحح بعض طرق هذا الحديث "

                    فهذا عجيب لأن الإمام البيهقي رحمه الله و لو صحح بعض طرق الحديث فقد قال رحمه الله في سننه الكبرى (ج:1/ص:62) : "... و قد رُوي من أوجه غريبة ن عثمان رضي الله عنه ذكر التكرار في مسح الرأس إلا أنها مع خلاف الحفاظ الثقات ليست بحجة عند أهل المعرفة و إن كان بعض أصحابنا يحتج بها " . اهـ

                    فعلى فرد أنه صحح بعض الطرق فقد ضعفها بالشذوذ . و كما تعلم أن الشاذ هو صحيح في نفس الأمر إلا أنه ضعيف في الحكم لمخالفة من هو أولى منه أو أكثر عدداً منه أو لأنه انفدر بشيئ لا يحتمل منه التفرد فتأمل .
                    حياك الله أخي الكريم .. وبارك الله فيك ، وجزاك المولى كل خير ..
                    ولا شك أن المباحثة و المدارسة في مثل هذه الأمور - مع سعة الصدر و احضار الدليل - فيها من الفوائد ما فيها ..
                    ولا يعز علي السلفي أن يعود عما كان يراه صواباً لقوة دليل مخالفه ..

                    وعلى كل حال .. سأحاول الإجابة عن اشكالاتك ( باختصار ) لضيق وقتي هذه الأيام على الشابكة ، و لأن عهدي بهذا المشاركة [ المنشورة على مدونتي و على شبكة سحاب تحت اسم آخر ] بعيد جداً قبل عام 2008 ..


                    أما عزوي للبيهقي بأنه صحح الحديث :
                    للحق أقول : لا أذكر - الآن - مصدر هذا الكلام ! لبعد العهد بكتابة الموضوع .
                    ولعلي ! كنت أريد ( الإمام ابن خزيمة ) فهو من نسب إليه تصحيح الحديث كما في النقول عن العلماء في مشاركتي


                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي مشاهدة المشاركة
                    أما قولك : " فهذه الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ... "

                    أسالك هل تحمل العام على الخاص أو العكس ؟

                    فإن كان جوابك نعم فأقول قد خلفت اصطلح الأصوليين . و هذا ما لا أظنه من فضلتك .

                    أما إنا كان جوابك العكس فلعل هذا القول من أئمة الشافعية سيفيدك . فقال الإمام البيهقي رحمه الله في سنن الكبرى (ج:1/ص:62/ح:295) :" (نا) أبو عبد الله الحافظ (أنا) أبو الحسن بن منصور (ثنا) هارون بن يوسف (ثنا) بن أبي عمر (ثنا) سفيان بن عيينة (عن) هشام بن عروة (عن) أبيه (عن) حمران : قال توضأ عثمان على المقاعد ثلاثا وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمرو وعلى هذا اعتمد الشافعي في تكرار المسح وهذه رواية مطلقة والروايات الثابتة المفسرة عن حمران تدل على أن التكرار وقع فيما عدا الرأس من الأعضاء وأنه مسح برأسه مرة واحدة " . اهـ

                    بل ما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح كما أشارت إليه : " وَقَالَ الشَّافِعِيّ : يُسْتَحَبّ التَّثْلِيث فِي الْمَسْح كَمَا فِي الْغُسْل ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِظَاهِرِ رِوَايَة لِمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مُجْمَل تَبَيَّنَ فِي الرِّوَايَات الصَّحِيحَة أَنَّ الْمَسْح لَمْ يَتَكَرَّر..." اهـ
                    جزاك الله خيراً . و هذا الاستدراك على هذا الاستدلال من حضرتك صحيح لو كان الاستدلال به لوحده ، ولكنه دليل تبعي لحديث عثمان ، فإن قلت أنه حديث مجمل قلت لك - بينه حديث عثمان بينه أيضاً ! - و إن قلت أن الأحاديث التي فيها توحيد المسح مبينة ، ولم تعتبر حديث عثمان القاضي بتثليث المسح مبينة أيضاً ؛ قلتُ : هذا تصرف وتحكم .
                    فنعم حديث الوضوء ثلاثاً مجملة مطلقة : فسرتها الأحاديث الأخرى ، ومنها حديث عثمان بتكرير مسح الرأس .
                    ويبقى محل البحث في صحة الحديث .




                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي مشاهدة المشاركة
                    و أما قولك : " وعثمان رضي الله عنه راوي الحديث السابق " .

                    في ذكرك من اختار هذا الرأي ( أي تكرار المسح ) من السلف . فأرجو أن توقفني على من سبقك بالإشارة إليه رضي الله عنه بذكر المصدر من فضلك و السند المروي إليه لنتناقش صحة نسبة هذا القول إليه أم لا بارك الله فيك .
                    النسبة للصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه واضحة ! رواها أبو داود وغيره كما سبق .
                    ويبقى محل البحث - كما قلتُ أولاً : في صحة هذه الأسانيد .



                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي مشاهدة المشاركة
                    و أما قولك : " الحجة الثانية : الراجح عند علماء المصطلح و المشتغلين بالحديث أن زيادة الثقة إن كانت بطريق صحح فهي مقبولة "

                    فهذا مما لا نختلف فيه إلا أن عليك أن تتنبه لأمر , أ لا و هو أن من ضعف الحديث ما ضعفه لأنه لا يقول بقبول زيادة الثقة مطلقاً بل لأنه رأى هذا من الشذوذ كما يُفهم من كلام الإمامين أبي داود و البيهقي رحمهما الله وغيرهم . و إليك نقل كلامهم لعل زالت عنها عينك في أثناء قراءتك لمشاركتي
                    لم تغب عني هذه النقول ، بل إني اطلعت عليها منذ إعدادي للموضوع أي قبل عام 2008 ...
                    ولكن لماذا عُد هذا الحديث شاذاً ؟
                    وما وجه الشذوذ به ؟ وهل " زيادة " الثقة على أخبار الثقات بما لا يعارضها شذوذ ؟ كان هذا مرادي في التساؤل ..


                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي مشاهدة المشاركة
                    ثم أسألك أخي الكريم هل وقفت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية بأنه لا يقبل زيادة الثقة مطلقاً و هكذا على كلام لتلميذه ابن القيم رحمه الله ؟

                    لأنهما ممن ذهبوا إلى القول بعد التكرار كما أشرت إلى ذلك في مشاركتي السابقة , أرجو الإجابة بارك الله فيك .
                    كلا ؛ لم أقف .. فلو تعزوه أو تنقله أكن لك من الشاكرين

                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي مشاهدة المشاركة
                    و أخيراً قد وقفت على مشاركة بتاريخ : ( تاريخ المشاركة 17 may 2008 - 06:00 pm ) في شبكة سحاب : (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=91020)
                    لأخينا كريم إبراهيم الخطيب .
                    نعم أخي الكريم ..
                    أنا كاتب الموضوع المنشور في سحاب و في مدونتي و هنا كمشاركة في موقع الآجري .. و قد قمت بإعداده قبل عام 2008 .. و أنا من نشره من خلال معرف " كريم الخطيب " في سحاب .. لأني لم يكن لي حساب بعد في سحاب .. فكنت أضع بعض مواضيعي من خلال معرف " كريم الخطيب "

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                      أما عن الكلام على الحديث القاضي بتثليث المسح ..
                      فلقد كنت أود أن تناقش كلام الشيخ الألباني الذي قامت الأخت بنقله من صحيح سنن أبي داود ..
                      وأود أن تناقش هذا أيضاً :

                      قال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود :


                      98- عن شَقيق بن سلمة قال:
                      رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح رأسه ثلاثاً ثمّ قال:
                      رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعل هذا.
                      (قلت: إسناده حسن صحيح، وحسنه البخاري، وصححه الترمذي وابن
                      خزيمة وابن حبان والحاكم، والضياء في "المختاره ") .
                      إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا يحيى بن آدم: ثنا إسرائيل عن عامر
                      ابن شقيق بن جمرة عن شقيق بن سلمة.
                      وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير عامر بن شقيق بن
                      جمرة، وهو مختلف فيه، كما قال الحافظ في "التلخيص " (1/410) . وهذه أقوال
                      الأئمة ديه: قال ابن معين:
                      " ضعيف الحديث ". وقال أبو حاتم:
                      " ليس بقوي وليس من أبي وائل بسبيل ". وقال النسائي:
                      "ليس به بأس ".
                      وذكره ابن حبان في "الثقات ".
                      قلت: ووثقه من صحح حديثه؛ ويأتي ذكرهم؛ فأقل أحوال حديثه أن يكون
                      حسناً إذا لم يظهر فيه علة قادحة؛ ولم يَرْوِ في هذا الحديث شيئاً مستنكراً؛ فكان
                      حجة.
                      والحديث أخرجه الدارقطني (32 و 34) ، والبيهقي (1/63) ، والطحاوي أيضا
                      (1/19) ، والحاكم (11/49) ، والضياء في "المختارة " (325- 329 بتحقيقي) عن
                      إسرائيل ... به أتم منه.
                      والظاهر أن المصنف اختصره؛ فإنه عند الدارقطني في بعض الروايات من
                      طريق هارون بن عبد الله- شيخ المصنف فيه- بلفظ:
                      رأيت عثمان بن عفان توضأ؛ فمضمض واستنشق ثلإثاً، وغسل وجهه
                      ثلاثاً، وخلل لحيته ثلاثاً، وغسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ومسح رأسه ثلاثاً،
                      وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثمّ قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل هذا. وزاد البيهقي
                      بلفظ:
                      ومسح برأسه ثلاثاً، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما.
                      وهو رواية الحاكم، ويواية للدارقطني.
                      وعند الطحاوي هذا القدر منه فقط.
                      وسيأتي له شاهد برقم (114) .
                      والحديث رواه ابن خزيمة أيضا؛ كما في "التلخيص " (1/411) .
                      وروى منه الترمذي (1/46) ، والدارمي (1/178- 179) ، وابن ماجه (11/65) : تخليل اللحية فقط.
                      وكذلك رواه ابن حبان في "صحيحه " (رقم 154- موارد الظمآن) . ثمّ قال
                      الترمذي:
                      " هذا حديث حسن صحيح ". وقال في "العلل الكبير":
                      " قال محمد- يعني. البخاري-: أصح شيء في التخليل عندي حديث
                      عثمان. قلت: إنهم يتكلمون في هذا؟ فقال: هو حسن ". نقله الحافظ في
                      "التهذيب ". ثم قال:
                      " وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم ". ونص الحاكم:
                      " وهذا إسناد صحيح، قد احتجا بجميع رواته؛ غير عامر بن شقيق؛ ولا أعلم
                      فيه طعناً بوجه من الوجوه "! وتعقبه الذهبي بقوله:
                      " ضعفه ابن معين "!
                      قلت: لكن وثقه من سبق ذكرهم! ومن ضعفه لم يبين سببه، وكفى
                      بالبخاري حجة في توثيقه وتحسين حديثه.
                      وقد جاءت أحاديث كثيرة في تخليل اللحية شاهدة له؛ كما سيأتي (برقم
                      133) .
                      كما أن له طريقاً أخرى عن عثمان؛ فيه مسح الرأس ثلاثاً؛ وقد مضى (برقم
                      95) .
                      وله طريق ثالثة أخرجها أحمد (رقم 436) : " حدثنا صفوان بن عيسى عن
                      محمد بن عبد الله بن أبي مريم قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال:
                      فسمعني أمَضمض قال: فقال: يا محمد اقال: قلت: لبيك، قال: ألا أخبرك عن
                      وضوء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: رأيت عثمان وهو بالقاعد دعا بوَضوء فمضمض ... الحديث وفيه:
                      ومسح برأسه ثلاثاً. ثمّ قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
                      فهذا وضوء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
                      وكذلك أخرجه الدارقطني (34) ، والطحاوي (1/21) ، والبيهقي (1/62-
                      63) .
                      وهذا إسناد حسن: صفوان بن عيسى ثقة من رجال مسلم.
                      ومحمد بن عبد الله بن أبي مريم ثقة؛ وقد مضى له في الكتاب حديث معلق
                      (رقم 47) .
                      وابن دارة؛ سماه البخاري زيداً، وكذلك وقع عند الطحاوي مسمى، وروى
                      عنه جمع من الثقات؛ ووثقه ابن حبان، ونقل الحافظ في "التعجيل " (رقم
                      1450) : أن الدارقطني قال عقب الحديث:
                      " إسناده صالح ".
                      وليس هذا في نسختنا من "سننه "، فلعله في بعض النسخ!
                      99- قال أبو داود: " رواه وكيع عن إسرائيل قال: توضأ ثلاثاً فقط ".
                      (قلت: إسناده حسن أيضا، وهو مختصر الذي قبله) .
                      وصله الإمام أحمد (1/57/برقم 413) قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل عن
                      عامر بن شقيق عن أبي وائل عن عثمان:
                      أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ توضأ ثلاثاً تلاثاً.
                      وهذا إسناد حسن أيضا؛ وقد اختصره وكيع.



                      تعليق


                      • #12
                        رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        إن الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبياً بعده .

                        فقد قرأت الرد على ما كتبت في المشاركة السابقة , و للآسف الشديد أني رأيت أن كلامي لم يُفهم . و لعل السبب في ذلك أني أعجمي و أني لا أتحسن هذه اللغة الشريفة . أ لا و هي اللغة العربية لغة كتاب ربنا جل في علا و نبينا صلى الله عليه و سلم .
                        أطلب من جميع القراء و المشاركين العفو و أن يعذروني .


                        أما قولكن : " أن العبرة بالحجج لا بمن قال أو ما قال ... " فكان رداً على قولكن هذا : " ما ذكرتموه من تخريج الحديث، لم يسلم من الرد فجملة من العلماء أيضا صححوه " لأني فهمت من كلامكن أنكن رددتن تضعيف الحديث بحجة أن هناك من أهل العلم من صحح الحديث . فإن كان قصدكن هذا فالعبرة في الترجيح بين التصحيح و التضعيف لا يعود إلى اسم من صحح أو ضعف , أو إلى كلمة : صحيح أو ضعيف فقط . بل بدراسة السند و المتن فإن وجدنا أن من صحح الحديث مصيب حسب قواعد المصطلح أي أن جميع شروط الحديث متوفرة فعضنا بالنواجذ على تصحيحه و إلا فضعفناه . و هذا حكم إجمالي كما لا يخفى عليكن و أن هناك قرائن أخرى بعد دراسة الحديث كجمع الطرق و المتون و هل يصلح في الشواهد و المتابعات إن كان فيه ضعف , و هكذا غيرها من القرائن . و هذا يرجع إلى كتب العلماء في المصطلح و دراستها لمن أراد أن يفهم هذا بالتفصيل .
                        و إن لم يكن قصدكن ذلك فالعفو .و بالمناسبة لم أزل منتظراً لبيان ما لا يسلم من الرد في تخريجي للحديث .


                        أما قولكن: " فحسب ظني أن القول في الرجال بالجرح أو التعديل يرجع إلى أقوال أهل العلم فيهم. ولا أدري إن كنتم تقصدون هذا أم لا.فأرجو التبيين. "
                        فلم أقصد هذا مرة أخرى . لكن على فرد أنه كان المقصود , فكلامكن صحيح في الجملة إلا أنه ينبغي أن يقيد بأشياء . لأننا لا نقبل كل تعديل و (أو) جرح بسبب أنه قول من إمام في هذا الفن , بل ننظر في جرحه و هل هو مما يقدح في عدالة الراوي و (أو) ضبطه . لأن كم من جرح ذُكر و لم يكن قادحاً في عدالة الراوي و (أو) ضبطه . مثالاً على ذلك ليتضح كلامي و مقصدي . فقد ذُكر في تعريف العدل أنه من سلم من أسباب خوارم المروءة . و رُوي عن الإمام شعبة أنه ترك حديث رجل لأنه رآه يركض على برذون .
                        أسألكن هل هذا مما يقدح في عدالة الراوي و يرد حديثه ؟ أرجو أن يكون الجواب : لا .
                        و على كل من أراد أن يعرف هذا بالتفصيل فعليه أن يرجع إلى كتب العلماء في هذا الفن , و أن يدرسها ليعلم متى يقدم قول الجارح على المعدل , و متى لا يقدم , و متى يجمع بينهما و هكذا .


                        أما قولكن : " فالأمر لا يرجع إلى تقديم قول من ضعف الحديث على قول من صحح الحديث على إطلاقه."
                        نعم هذا الكلام صحيح بل لا بد من تفصيل في هذا الباب . سأبين شيئاً مجملاً من كيفية الترجيح عند المعارضة .
                        أما قولكن : " بل يختلف ترجيحهم تصحيحا وتضعيفا تبعا لاجتهادهم في حكمهم على السند والمتن."
                        أم هذا فلا , لأننا لا ننظر إل اجتهادهم بل ننظر هل اجتهادهم موافق لقواعد المصطلح .
                        قال الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل (ص:122) : " ... نعم إذا اختلف أئمة الحديث في الراوي أو صحة الحديث و ضعفه . فلك أن تنظر إلى القواعد الحديثية و ترجح ما تراه صواباً إذا كانت لديك أهلية و إلا توقفت ". اهـ و هناك من سبقه في الإشارة إلى هذا إلا أني نفلت كلام أول من أفادني بهذا المسلك في الترجيح .

                        و أما التصحيح و التضعيف فكذلك ننظر هل تصحيحهم أو تضعيفهم موافق لقواعد المصطلح أم لا . و حسب موافقتهم لها نأخذ بحكمهم على الأحاديث . و مثالاً على ذلك ليُفهم كلامي كما ينبغي أن يُفهم .ذُكر في شروط الحديث الصحيح شرط اتصال السند بسماع كل راو من الذي يليه و هذا إلى منتهاه .
                        فأسألكن : كما لا يخفى عليكن أن الإمام مالك يحتج بالمرسل . فهل ننظر في اجتهاد إمام دار الهجرة أم نرجع إلى قواعد المصطلح و ننظر إن كان هذا يدخل تحت تعريف الحديث الصحيح ؟ أرجو أن يُفهم الفرق .


                        أما قولكن : " وعملي بهذا الحديث تقليدا للشيخ الألباني رحمه الله وأرجو أن لا يفهم العضو أني أنتقص منه، كلا والله."
                        هذا هو الصواب كما أشارت إلى ذلك سابقاً في مشاركتي . و لا ليس هناك تنقص . بل كما قال أبو عمرو بن العلاء : "ما نحن فيمن مضى إلا كبقل بين أصول نخل طوال فما عسى أن نقول نحن ... " اهـ
                        فلست إلا مجرد ناقل عن أئمتنا المتقدمين رحمهم الله .


                        أما قولكن : " ولا أقول لكم إن قول الشيخ الألباني رحمه الله حجة بنفسه، ولكن بارك الله فيكم وفي علمكم عقبوا على تصحيح الشيخ الألباني حتى لا تبقى حجة لمن يعمل بهذا الحديث ... " اهـ
                        فأقول هذا ما فعلت حينما خرجت هذه الأحاديث و بينت ضعفها و خلفت العالم الجهبذ الشيخ الألباني رحمه الله في حكمه عليها بالصحة . إلا أني احتراماً و تأدباً مع هذا العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله ( و مع أهل العلم جميعاً ) لا أستعمل مثل هذه الألفاظ و الأساليب ( أخطأ , وهم , و غيرها ) حينما أضعف أو أصحح حديثاً قد خالفني فيه المتقدمون . و هذا ما تعلمت من نصائح و من صنيع الشيخ مقبل رحمه الله في كتبه .
                        فقد قال في كتابه غرة الفصل على المعتدين على كتب العلل (ص:120-121) : " نصيحتي للمعاصرين أن يكثروا من القراءة في تراجم علماء الحديث مثل الإمام مالك ... ( و سما جماعة , إلى أن قال ) ... حتى يعرف العصري قدره و يترك الجرأة على أولئك الأئمة . حقاً لقد وجدنا من كثير من المعاصرين الاستخفاف بأولئك الأئمة . فهذا يتعجب منهم كيف ضعفوا الحديث ؟ و هو بمجموع طرقه في نظره صالح للحجية . و ذاك يتعجب منهم كيف أعلوا حديثاً ظاهره الصحة . و أنا ( أي الشيخ مقبل ) أتعجب لمن يتعقب الدارقطني و يقول :" قلت : أخطأ الدارقطني " . الدارقطني الذي لقب بأمير المؤمنين في الحديث , و قال فيه الذهبي :" و أنت إذا قرأت كتابه العلل تندهش و يطول تعجبك " . و صاحبنا العصري مجرد باحث يتطاول على الدارقطني و غيره من ائمة الحديث ..." اهـ

                        فما بالكم بأمثالي . بل أقول إن زعمت أني مجرد باحث فقد افتريت و أغويت أو خدعت القراء الكرام في هذا المنتدى المبارك . فلست باحثاً بل مبتدئي في هذا العلم و كم من قصور في مشاركتي و هفوات إلا أني أضعها في هذا المنتدى لأستفد ممن هو أعلم مني .

                        بل انظروا ما كان يقول هذا الشيخ المربي الشيخ مقبل رحمه الله حين سئل : " سمعت أن فضيلتك تتبعتم بعض الأحاديث التي أخطأ فيها شيخنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني في الصحيحة و الضعيفة . فما هي مع بيان الأخطاء ؟" فأجاب الشيخ رحمه الله : " فالأحاديث التي نرى أن الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى و هو يعتبر إمام وقته في علم الحديث تساهل فيها , فأنا في كتبي و في مؤلفتي أقرر ما أراه حقاً و لا أتعرض لمصادمة الشيخ حفظه الله تعالى فإني أهابه و ليبلغ الشاهد الغائب ... " اهـ كتاب إجابة السائل على أهم المسائل (ص:549)

                        فأسأل القراء الفضلاء إن كان أمثال هذا الجبل في الحديث ينصف هذا الإنصاف و هذا الآداب مع الشيخ الألباني رحمهم الله جميعاً فماذا على أمثالي أن يفعل ؟

                        و كما قيل قديماً :
                        إن لم تكن مثلهم فتشبهه إن التشبه بالكرام فلاح

                        أو كما قيل . فأنصحكن بإعادة النظر في تخريج الحديث و سبب التضعيف المذكور لعلكن تستفدن منه , و سيتضح لكن ما ذهبت إليه .


                        أما قولكن : " والذي فهمته إجمالا من كلامكم هو أنكم تقدمون رواية التضعيف على رواية التصحيح لكون رواية التضعيف فيها زيادة علم، هل هذه هي القاعدة هي التي سرتم عليها؟ بارك الله فيكم ، أرجو التوجيه " .
                        فأظن أن بهذه المشاركة قد اتضح لكن خطأ هذا القول , و أني لم أقدم قول من ضعف على من صحح . بل لا أعلم أحداً من أهل هذا العلم سلك هذا المسلك في التصحيح و التضعيف . بل الآخذ بالقرائن و موافقتها لقواعد المصطلح . و المقصود بالقرائن أي ما ذُكر في سبب تضعيف الحديث سواء كان في السند و أحوال الرجال من تعديل و تجريح أو في المتن من شذوذ و علة . فإن كانت قادحة و مرجحة لموافقتها لقواعد المصطلح قدمت على التصحيح . و أقول حتى لا يلبس على القارئ أن هذا مجمل و أما في تطبيق العملي فقد يضعف الحديث بقرائن تُعرف بالممارسة في هذا العلم الشريف كما كان يقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى أن هذا العلم ليس علم كالكيمياء و الفيزياء بل هو علم يُعرف بدراسة المصطلح و الممارسة .

                        و الله تعالى أعلى و أعلم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                          أنقل كلاما للشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى في معرض رده على سؤال حول حكم تارك الصلاة، قال:
                          و هنا نلحظ شيئا، أدعوا طلاب العلم و طالباته إلى أن يتنبهوا له، و هو أن المفّسّقين لهذا الذي ترك الصّلاة تهاونا مع إقراره بوجوبها لم يصفوا المكفّرين له أنّهم خوارج كما أنّ المكفّرين له لم يصفوا من فسّقه بأنّهم مرجئة.
                          و هذا دليل أولا: أنّ هذه المسألة من موارد الاجتهاد، فمن سبر المذهبين و هو حادق عارف عالم بدلالة الألفاظ يحسن النظر في الأدلة، يجد أنّ كلّ من الفرقين ذهب إلى ما ذهب إليه بدليل يصوغ له هذا المذهب.
                          كما يدل ثانيا: على أن علماء الإسلام و أئمة الإسلام لا يشنعون على المخالف فيما هو من مسائل الإجتهاد وموارد النّزاع، و هذا كثير أمّا من يجهل و يسخر و يتهكم و يستهزئ، فهذا محروم العلم و الحكمة و لا يصلح لتربية النّاس. لأنّ من يجلس إليه يتلقى هذا عنه، فيصبح يغمز المخالف و يشنع عليه و يثرب عليه و يُجَهلُه فيما هو من مسائل الاجتهاد.
                          علماء الإسلام يحترم بعضهم بعضا و يوقر بعضهم بعضا و قد أدركنا الإمامين الجليلين شيخي الإسلام في هذا العصر، و هما سماحة الإمام الألباني و سماحة الإمام بن باز رحم الله الجميع يكون بينهما ردود، و لكن لم تنفصل عنهم المحبة في ذات الله، التزاور و الصّلة و السّؤال عن الحال، و ماعرفنا أحدا من الحاذقين ينحاز إلى شيخه سواء كان طلاب الألباني أو طلاب الشيخ عبد العزيز بن باز كذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله على نفس النهج.
                          بل على صح عندنا أنّه يكون بين حمود التويجري رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله ردود . وردود الألباني كأنّها صواريخ، مع هذا الشيخ حمود رحمه الله يقول: لا يتكلم في الألباني إلّا مبتدع. والشيخ الألباني رحمه الله إذا جاء إلى الرياض نزل عند الشيخ حمود انظروا. فهل هذا موجود بيننا الآن يا ويلك أنا أنزل على الركبتين ياويلك إن نزلّت على اليدين. و هكذا أمور هي موارد الاجتهاد ياويلك إن خالفتهم، لست بشيء أنت جاهل، أنت هزيم، أنت أنت سبحان الله.
                          هذا ليس مسلك علماء الاسلام و أئمته بارك الله فيكم.
                          فبارك الله في الأعضاء أن يلتزموا أخلاق العلماء في المناظرات ولا يكن بينهم أي غل، أو رد غير علمي واتهامات، فالكل خطاء
                          وما نحن هنا إلا لأخذ العلم والتعلم والتفقه بديننا على ما كان عليه سلفنا الصالح
                          بارك الله في الجميع

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                            بارك الله فيكم ونفع بكم، بدأ الأمر يتضح لي لكن ليس تماما وحاشا أن أقول أنكم تتكلمون بالغة غير اللغة العربية وإنما يرجع الأمر إلى ضعف بديهتي وقلة علمي.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مسح الرأس في الوضوء مرتين أو ثلاثا

                              بارك الله في الجميع..
                              من الجانب الفقهي
                              بالنسبة لموضوع مسح الرأس مرتين أو ثلاث فهي مسألة خلافية بين أهل العلم
                              فمن قال بسنيه تثليث مسح الرأس كسائر الأعضاء فاحتجوا بما رواه أبو داوود وصححه الألباني كما احتجوا بما رواه الكثيرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -توضأ ثلاثا.
                              أما من قال بعدم سنية التثليث فقد احتجوا بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح بيديه فأقبل وأدبر مرة واحدة، بالإضافة إلى أن طهارة الرأس المسح وقد تقرر عند الجمهور أنه لا تكرار في الممسوح.
                              هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X