إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [فوائد مستخلصة] فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

    الحمد لله رب العالمين و صلى الله علي نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
    بين يدي الآن كتاب فوائد من شرح اختصار علوم الحديث للحافظ الكبير ابن كثير- رحمه الله -بشرح ميسر للشيخ المحدث عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ومع تعليق و مراجعة من شيخ الوالد صالح فوزان -حفظه الله -، أحببنا نقل بعض الفوائد الحتمية للمهتم بعلوم الحديث ، و سنحاول نقل ما نراه مفيدا و ميسرا و ما هو مشروح من قبل الشيخ ابن باز وفقط و إلا فالكتاب كله مفيد و شرحه يسير جدًّا مع طرحٍ للأسئلة و الإجابة عنها من قبل الشيخ بن باز أيضا-رحمه الله و أدخله فسيح جناته-.

    (المتن) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله -
    الزيادات على الصحيحين

    ...و قد تكلم الشيخ أبو عمرو بن صلاح على الحاكم في -مستدركه- فقال : هو واسع الخطوِ في شرط الصحيح ، متساهل بالقضاء به ، فالأولى أن يتوسط في أمره ، فما لم نجد فيه تصحيحا لغيره من الأئمة ، فإن لم يكن صحيحا ،فهو حسن يحتج به ، و إلا أن تظهر فيه علة توجب ضعفه .
    قلت
    (ابن كثير): في هذا الكتاب أنواع من الحديث كثيرة ، فيه الصحيح المستدرك و هو قليل ، و فيه صحيح قد خرجه البخاري و مسلم أو أحدهما ، لم يعلم به الحاكم ، و فيه الحسن و الضعيف و الموضوع أيضا
    /1/.
    و قد اختصره شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي ، و بين هذا كله ، و جمع منه جزءا كبيرا مما وقع فيه من الموضوعات.و ذلك يقارب مائة حديث ، والله أعلم/2/
    ــــــــــ
    شرح/1/: و من الموضوعات التي فيه حديث عن زيد بن أسلم : أن آدم توسل بمحمد صلى الله عليه و سلم بعد الخطيئة ، فقال له الرب : ما أدراك عن محمد ؟ فقال :يا رب لأنك لما خلقتني بيدك و نفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرض مكتوبا :لا إله إلا الله محمد رسول الله(أ) هذا من الموضوعات التي ذكرها العلماء.
    شرح/2/:الصواب في الحاكم مثل ما قال المؤلف :أنه ينظر فيه ، فما قامت الأدلة على صحته فهو صحيح ، و ما قامت الأدلة على ضعفه فهو ضعيف مثل غيره من الكتب .

    بعض الأسئلة الموجه إلى شيخ :
    س1: إذا كان الحديث ضعيفا و جاءت الآية تؤيده ، فهل يقال بالحديث؟
    ج1: العمدة في مثل هذا هو ورود الآية من القرآن الكريم فإنها تغني عما سواها .
    س2: الحديث:"إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان" (ب)؟
    ج2: معروف ، لكن في إسناده ضعف .
    س3: لماذا لا يحتج بالآية هنا ؟
    ج3: الحديث ضعيف الإسناد ، و لكن الآية واضحة "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ""التوبة18
    فتذكر الآية أن المؤمنين هم الذين يعمرون المساجد بعبادتهم .
    س4: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- أنه وقع للحاكم أخطاء، لأنه سوَّد الكتاب لينقحه ، و مات قبل أن يُكمل تنقيح مسوَّدات الكتاب !

    ج4:نعم ،و قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله - رأيت آخر ما أملاه مبيضا إلى نصف الجزء الثاني من أجزاء ستة ، قال :و التساهل في القدر المملى قليل جدا بالنسبة إلى ما بعده.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (أ):أخرجه الحاكم في المستدرك-(615/2)
    (ب):أخرجه الترمذي : الإيمان(2617) ، و ابن ماجه : المساجد(802).



  • #2
    رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

    (المتن):قال الحافظ ابن كثير :
    موطأ مالك
    *تنبيه :قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله :لا أعلم كتابا في العلم أكثر صوابا من كتاب مالك ، إنما قاله قبل البخاري و مسلم .
    و قد كانت كتبٌ كثيرة مصنّفة في ذلك الوقت في السنن ، لابن جريج ، و ابن إسحاق-غير السيرة-و لأبي قرَّة موسى بن طارق الزَّبيدي و"مصنّف عبد الرزاق ابن همام"و غير ذلك.
    و كان كتاب مالك، و هو"الموطأ" أجلها و أعظمها نفعًا ، و إن كان بعضها أكبر حجما منه و أكثر أحاديث.
    و قد طلب المنصور من مالك أن يجمع الناس على كتابه ، فلم يجبه إلى ذلك ، وذلك من تمام علمه و اتِّصافه بالإنصاف ، و قال :إن الناس قد جمعوا و اطَّلعوا على أشياءَ لم نطَّلع عليها
    /1/
    و قد اعتنى الناس بكتابه "الموطأ" و علَّقوا عليه كتبا جمّة ، و من أجود ذلك كتاب "التمهيد" و "الاستذكار" للشيخ أبي عمر بن عبد البر النَّمَرِيِّ القرطبي -رحمه الله-
    هذا مع مافيه من الأحاديث المتصلة الصحيحة ، و المرسلة ، و المنقطعة ،و البلاغات التي لا تكاد توجدُ مسندةً إلا على نُدور.
    /2/
    ــــــ
    شرح/1/:و هذا الكلام الذي قاله المؤلف للشافعي كلام صحيح ، لأن الشافعي -رحمه الله- مات سنة أربع و مائتين ، قبل أن يؤَلف"صحيح البخاري " و "صحيح مسلم" و لهذا قال الشافعي ما قال حسب اطلاعه ، أما بعد ذلك فكتاب البخاري و كتاب مسلم مقدمان في الصحة و العناية على "الموطأ" و غيره ، فـ"الموطأ" فيه بلاغات كثيرة ضعيفة ، و فيه آثار ، و فيه فقه عظيم للمؤلف -رحمه الله-.
    شرح/2/
    :أبو عمر بن عبد البر اسمه يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النَّمَرِيِّ ، من النمر بن قاسط ، قبيل من ربيعة ، توفي سنة أربعمائة و ثلاث و ستين في القرن الخامس ، أدرك جملة كبيرة من القرن الرابع ، و جملة كبيرة من القرن الخامس ، فهو مُعمَّر ، بلغ الستة و التسعين -رحمه الله-
    و في سنة وفاته مات أبو بكر الخطيب البغدادي ، فمات عالم الفقه و الحديث في المغرب ، و مات عالم الفقه و الحديث في المشرق في هذه السنة سنة ثلاث و ستين و أربعمئة (*)، رحمهم الله جميعا ، و حشرنا معهم .

    سؤال موجه إلى الشيخ :
    س:هل معلقات الإمام مالك حجة ؟
    ج:لا ، ليست بحجة .
    ــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــ

    (*) انظر سير أعلام النبلاء -159/18-286-296

    تعليق


    • #3
      رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

      (المتن) قال الحافظ ابن كثير
      إطلاق اسم "الصحيح " على الترمذي و النسائي

      *وكان الحاكم أبو عبد الله ، و الخطيب البغدادي يُسمِّيان كتاب الترمذي "الجامع الصحيح" ، و هذا تساهل منهما ، فإن فيه أحاديث كثيرة منكرة ، و قول الحافظ أبي علي بن سكين ، و كذا الخطيب البغدادي في كتاب "السنن" للنسائي :إنه صحيح ! فيه نظر ./1/
      *و إن له شرطًا في الرجال أشدُّ من شرط مسلم غير مسلَّم ، فإن فيه رجالاً مجهولين :إما عيانًا أو حالاً ، و فيهم المجروح ، و فيه أحاديث ضعيفة و معللة و منكرة ، كما نبهنا عليه في "الأحكام الكبير"
      /2/
      ـــــــ
      شرح/1/:يقول العراقي هنا :
      و من عليها أطلق الصحيحا /// فقد أتى تساهلاً صريحا
      لا شك في ذلك ، فالسنن الأربعة جميعها تحتوي على بعض الأحاديث الضعيفة ، و من أطلق على النسائي أو على غيره من السنن اسم الصحيح ، فقد تساهل في الكلام .
      شرح/2/: "الأحكام الكبير" كتاب مخطوط لابن كثير ، قيل: إنه لم يكمله و إنما وصل فيه إلى أبواب الحج تقريبا ، و قد وجد منه الآن قطعة بالمغرب ، و صوَّرتها الجامعة الإسلامية - قطعة أظنها من كتاب الصلاة إلى كتاب الجنائز -و ابن كثير في كتابه "الأحكام الكبير" يذكر الحكم ، و يذكر أدلته من الآيات و الأحاديث و أقوال العلماء و اختلافهم فيه ، فيشبه من بعض الوجوه " المغني"، و "الشرح الكبير"و أشباههما و يشبه "المجموع للنووي".


      تعليق


      • #4
        رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

        فصل
        س: حديث :" الكيس من دان نفسه" عند الحاكم (أ)، ما هي درجة صحته ؟
        جواب -ابن باز-: عند الحاكم و غيره ضعيف ، لأنه من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي ميريم ، و هو ضعيف عند أهل العلم ، لأنه سُرق بيته فاختل حفظه ، فصار يروي الأحاديث و يغير فيها بعض الشيء ، لكن إن وجد بطريق آخر ارتفع ،ولكن المعروف الآن أنه مروي عند أحمد ، و ابن ماجه ، و الترمذي (ب)،و هو في "مستدرك الحاكم":"الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت".
        و ظن بعض الناس أنه صحيح ، و كان يقول : صحيح حسن ، و هو ليس كذلك ، فالمعروف في الرواية أنه ضعيف من طريق أبي بكر ، و إن كان معناه صحيحًا ، و لكنه من طريق الصناعة و الرواية ضعيف ، لأنه من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، و هو عند أهل العلم ضعيف ، كما في "التهذيب" و "التقريب" و غيرهما.
        و إن كان ممكنًا أن يثبت من طريق آخر ، فلا تجزم بضعفه ، و لهذا يقول الحاقظ العراقي :
        و إن تجد متنًا ضعيف السند /// فقل : ضعيفٌ ،أي: بهذا فاقْصد
        و لا تضـعف مطلقا بناءا /// على الـطريق إذ لـعل جاءا
        أي : من طرق أخرى ، فالمقصود أن الإنسان إذا رأى حديثا في سنده من لا يوثق به يقول :ضعيف بهذا الإسناد ، و لا يقول : ضعيف مطلقا ، فقد يكون هناك أسانيد لا يدري عنها ، فمثلا إذا روى أبو داود حديثا سنده ضعيف تقول :ضعيف عند أبي داود ، فقد يكون صحيحا عند النسائي أو عند الترمذي ، أو عند الحاكم ، أو أحمد ، كذلك حديث زكاة الحلي - حديث المسكتينن- قول الرسول صلى الله عليه و سلم : أتؤديان زكاة هذا ؟ رواه الترمذي من طريق المثنَّى بن الصباح ، و هو ضعيف ، فضعفه ، لكن سبحان الله ! رواه أبو داود و النسائي (ج) بسند جيد ، فهذا مما يقع .فمن الخطأ أن يقف عليه إنسان في الترمذي و يقول : ضعيف ، مطلقا ، لأنه موجود في كتب أخرى بسند صحيح .
        و حديث زكاة الحلي السابق :أنّ امرأة رآها النبي صلى الله عليه و سلم و عليها مَسَكَتان من ذهب فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم : أتؤدين زكاة هذا ؟ فقالت :لا ، قال : أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار ؟. فألقتهما و قالت : هما لله و رسوله .(د)
        وهذا الحديث حجة لمن قال بوجوب زكاة الحلي .
        ــــــــــــــــــــــــــــ
        (أ):-المستدرك-(57/1) ، (251/4).
        (ب):أحمد(124/4) ، و ابن ماجة :الزهد (4260) ، و الترمذي : صفة القيامة و الرقائق (2459)
        (ج):أخرجه الترمذي: الزكاة(637) ، و أبو داود: الزكاة(1563) ، و النسائي: الزكاة(2479)
        (د):رواه أبو داود (1563) ، و النسائي :الزكاة(2479) ، و غن كان سنده عند الترمذي ضعيفا.

        تعليق


        • #5
          رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

          (المتن) قال الحافظ ابن كثير
          مسند الإمام أحمد
          *و أما قول الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني عن -مسند الإمام أحمد-: إنه صحيح فقول ضعيف ، فإن فيه أحاديث ضعيفة ، بل و موضوعة ، كأحاديث فضائل مرو (أ) ، و عسقلان (ب) ، و البرث الأحمر(ج) عند حمص و غير ذلك ، كما قد نبه عليه طائفة من الحفاظ .
          ثم إن الإمام أحمد قد فاته في كتابه هذا مع أنه لا يوازيه مسند في كثرته و حسن سياقه - أحاديث كثيرة جدا ، بل قد قيل :إنه لم يقع له جماعة من الصحابة الذين في -الصحيحين- قريبا من مئتين
          ./1/
          ـــــــ
          شرح/1/: و هذا الذي قاله المؤلف صحيح ، فإن " الـمسند" ، و إن كان غالبه صحيح -ما بين حسن و صحيح -و لكن فيه أحاديث ضعيفة و موضوعة كما قال المؤلف ، و قد صنّف في هذا الحافظ ابن حجر -رحمه الله- " القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد " و هو مؤلف معروف ، فالحاصل أن "المسند" لم يلتزم صاحبه بالصحيح فحسب ، بل إن الإمام أحمد قد يكتب الحديث الضعيف لمعرفته و التبيه عليه لا للاحتجاج به ، لكن غالب ما فيه هو جيد و صحيح ، و قد يوجد فيه أحاديث ضعيفة ، و قد تُفضي و تزداد ضعفا و ينتهي الحكم عليها بالوضع كما أشار المؤلف الحافظ ابن كثير -رحمه الله- إلى ذلك.
          و من تأمل الكتاب و عُني به كثيرا وجد ذلك ، و لعل الإمام أحمد -رحمه الله- ذكر ذلك ليعلم لا ليحتج به ،و لا لصحته عنده .
          و لكن كثيرا من الأئمة أصحاب المسانيد ، و هكذا أهل السنن قد يكتبون الشيء للعلم به و الاطلاع عليه ، و إثباته حتى لا يضيع عليهم ، و إن كانوا لا يقولون بصحته و الاحتجاج به ، فهذا موجود في " مسند أحمد" رحمه الله و في السنن الأربع و في " مسند أبي يعلى " و البزار و غيرهم.
          فهذا معروف عند أهل العلم : أنهم يقيدون ما وصل إليهم و يكتبونه ، ليعرفوه و ينظروا فيه ، و هل جاءت مسانيد أخرى حتى يحكموا بصحته ؟ و هل له شواهد ؟ هذا من صنعهم و طريقتهم -رحمة الله عليهم -و لا يلزم في حق الإمام أحمد و لا غيره أن ما كتبه يكون صحيحا ، لأنه لم يلتزم بذلك .
          و هذا بخلاف صاحبي " الصحيحين" فإنهما التزما بهذا و اعتنيا به ، فلهذا يستنكر من بعض رواياتهم ما قد يقع فيه شيء من الطعن أو ما إلى ذلك،فيبين أهل العلم أن البخاري و مسلمًا اختارا من رواية من طعن فيه أو من هو مجروح ما علمت صحة روايته فيه.
          بخلاف أهل السنن و الإمام أحمد و بخلاف أشباههم ، فهم لم يلتزموا بأن يكون الحديث صحيحا سالمًا ، بل يكتبون الصحيح و الضعيف ، ليحتج بالصحيح و ليعرف الضعيف ، ولأن الضعيف قد يكون له شواهد فيستفاد من ذلك .

          سؤال موجه إلى الشيخ :
          س:" إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". هل هذا القول من الأحاديث الشريفة ؟
          ج: هذا من كلام بعض أهل العلم ، ولا أعرفه عن النبي صلى الله عليه و سلم ، فهو من كلام أحمد و غيره : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ، أما أن يكون أحد رواه عن النبي صلى الله عليه و سلم فلا أعرفه ، قد يكون ضعيفا ، و لكن لا أعرفه عن النبي صلى الله عليه و سلم(د)

          ــــــــــــــــــــــــ
          (أ): أخرجه أحمد (357/5).
          (ب): أخرجه أحمد (225/3).
          (ج) :أخرجخ أحمد (19/1).

          (د): أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(857) عن عمران بن حصين من قوله رضي الله عنه .

          تعليق


          • #6
            رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

            (المتن) قال الحافظ ابن كثير
            الكتب الخمسة و غيرها

            * و هكذا قول الحافظ أبي طاهر السِّلفي(أ) في الأصول الخمسة ، يعني : البخاري و مسلما ، و "سنن أبي داود ، و الترمذي ، و النسائي ": إنه اتفق على صحتهما علماء المشرق و المغرب ! تساهل منه ، و قد أنكره ابن الصلاح و غيره.
            فال ابن الصلاح : , و هي مع ذلك، أعلى رتبة من كتب المسانيد
            (ب)، كمسند عبد الحميد ، و الدارمي ، و أحمد بن حنبل ، و لأبي يعلى ، و البزار ، و أبي داود الطياليسي ، و الحسن بن سفيان ، و إسحاق بن راهويه ، و عبيد الله بن موسى ، و غيرهم ، لأنهم يذكرون عن كل صحابيٍّ ما يقع لهم من حديثه./1/
            ــــــ
            شرح/1/:القصد التعريف به هل صح أم لم يصح ؟ ولأن المؤلف يذكر الرواية و إن كانت ضعيفة رجاء أن يجد لها متابعا أو شاهدا فيحصل به القائدة : انه روى هذا الشيء حتى إذا جاء الباحث فيعرف هل هو صحيح أو غير صحيح ؟ فيفيد الطلاب ، حيث إن الطالب يتتبع و ينظر ، قد يجد متابعا لهذا الشخص ، و قد يجد شاهدا لهذا الحديث فيستفيد أيضا.
            فالحاصل : أن هذه المسانيد تجمع هذا و هذا ، و لكن السنن لانها صممت للحجة و الأحكام ، فتعتني أكثر بالصحيح ، و هذه السنن المذكورة أعلى في إثبات الصحة ، و العناية بالأسانيد من المسانيد ، لأن من شأن المسانيد الجمع فقط.

            سؤال موجه إلى الشيخ :
            س:أرجو أن تعطينا نبذة عن " مسند بقي بن مخلد" ؟
            ج:لا أعلمه موجودًا و يقال : إنه مخطوط ففي بعض المكتبات الشرقية ، قال لي بعض الإخوان : إنه موجود في مكتبة في ألمانيا الشرقية ، فيمكن أن يبتعث بعض مشايخنا فيقوم على الإتيان به من هذه المكتبة.

            ـــــــــــــــــــ
            (أ):قال أحمد شاكر: السِّلفي بكسر السين المهملة ، و فتح الفاء ، نسبة إلى "سلفة" لقب لأحد أجداده ، و هو أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد ، أحد الحفاظ الكبار ، قصده الناس من البلاد البعيدة ليأخذوا عنه ، مات سنة ست و سبعين و خمسمائة ، و قد جاوز المائة بنحو ست سنين ، له ترجمة جيدة في "تذكرة الحفاظ".انتهى كلامه رحمه الله
            (ب) : يعني : أن الصحيح فيها أكثر مما هو موجود في المسانيد .

            تعليق


            • #7
              رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

              (المتن)قال الحافظ ابن كثير
              التعليقات التي في الصحيحين

              و تكلم الشيخ أبو عمرو على التعليقات الواقعة في "صحيح البخاري"،و مسلم أيضًا ، لكنها قليلة ، قيل :إنها أربعة عشر موضعًا.(أ)
              *فأما إذا قال البخاري :"قال لنا" أو "قال لي فلان كذا " ، أو "زادني" و نحو ذلك ، فهو متصل عند الأكثر.
              -و حكى ابن الصلاح عن بعض المغاربة أنه تعليق أيضا ، يذكره للاستشهاد لا للاعتماد ، و يكون قد سمعه في المذاكرة.
              و أنكر ابن الصلاح على ابن حزم ردّه حديث الملاهي حيث قال فيه البخاري :"و قال هشام بن عمار"(ب) ، و قال :أخطأ ابن حزم من وجوه ، فإنه ثابت من حديث هشام بن عمار.
              قلت(ابن كثير): و قد رواه أحمد في "مسنده" ،و أبو داود في "سننه"(ج)، و خرّجه البرقاني في "صحيحه(د)،و غير واحد مسندا متصلا إلى هشام بن عمار و شيخه أيضا ، كما بينَّاه في كتاب "الأحكام" و لله الحمد/1/
              ثم حكى أن الأئمة تلقت هذين الكتابين بالقبول ، سوى أحرف يسيرة ، انتقدها بعض الحفاظ ، كالدارقطني و غيره ، ثم استنبط من ذلك القطع بصحة ما فيهما من الأحاديث ، لأن الأمة معصومة عن الخطأ ، فما ظنت صحته و وجب عليها العمل به ، لابد أن يكون صحيحا في نفس الأمر ، و هذا جيد .
              و قد خالف في هذه المسألة الشيخ محي الدين النووي ، و قال :لا يستفاد القطع بالصحة من ذلك.
              قلت(ابن كثير): و أنا مع ابن صلاح فيما عوَّل عليه و أرشد إليه ، والله أعلم./2/
              ــــ
              شرح/1/: و هذا هو الصواب ، أن صاحب " الصحيح" إذا قال : قال فلان -و هو شيخه-أو قال : قلا لي فلان ، فقد قال بعضهم : إنه يكون من باب المذاكرات و البحث ما بينه و بين شيوخه ، فيقضي ذلك إتيان هذه الصيغة.
              و الظاهر أنه تنوع أو تفنن ، فتارة يقول : حدثني و تارة يقول : سمعت ، و تارة يقول : أخبرني فلان ، من باب التفنن في العبارة ، و كلها تفيد الاتصال ما دام صرح بأنه قال له ، أو حدثه ، أو زاده كذا ، أو ما أشبه ذلك ، فلا شك أنه ليس من باب التعليق بل من باب الاتصال .
              شرح/2/:يقول الحافظ العراقي في هذا المعنى لما ذكر صحته في التعليق :

              واقطع بصحة لما قد أُسندا /// كذا له ، و قيل : ظنًّا ولدي
              محققيهم قد أعزاه النووي /// و في الصحيح بعض شيء قد روي

              و المقصود أن النووي -رحمه الله- و جماعة قالوا: إنه ما يستفاد من تلقي الأمة من قبول الكتابين بالقطع ، بل ينظر في الأسانيد و الطريق ، و يستفاد بذلك القطع فيما تعددت طرقه ، و استقامت أسانيده ، و الظن فيما كان فردا أو فردين ، و لكن ابن الصلاح راعى اتباع الأمة ، و تلقي الأمة له بالقبول ، و حكمها عليهما بالصحة .
              و لهذا قال ابن تيمية : أنا مع ابن الصلاح في الحكم على مافيهما بالصحة مطلقا ، وإن كان بعضه غريبا ، كأن يكون مثلا له سند واحد و هو صحيح لاستقامة رجاله ، كحديث عمر بن الخطاب : "إنما الأعمال بالنيات"(هـ) ، فإن سنده مفرد ، و حديثه مفرد فقط ، و مع هذا تلقته الأمة بالقبول و العمل ، لأن إسناده كالشمس صحيح .
              و لهذا وجب العمل بالأسانيد الصحيحة ، و إن كان الراوي لها أو المخرج لم يقطه بصحتها ، لكن غلب على ظنه و لم يتيقن صحتها بموجب القانون -قانون الرجال ، و قانون الرواية - وجب عليه العمل.
              و أما كونه يقطع أو لا يقطع و يتيقن ، فهذا شيء ثانٍ يتعلق بنفسه هو ، أما الحكم فيتعلق بصحة الإسناد ، فمتى صحَّ الإسناد وجب العمل به ، و الدعوة إلى ذلك ، و إن كان لم يصل العلم به إلى اليقين و القطع في نفسك ، بل إنما هو الظن فقط ، فالمقصود معرفة صحته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، هل قاله الرسول أم لا ، و إذا وجد في الشرع إحدى الروايات كفت .

              بعض الأسئلة الموجه إلى الشيخ :
              س1: ما حكم حديث الملاهي ؟
              ج1: صحيح ، لانه ورد عن شيوخ المؤلف ، وقد جاء مسندا من طرق اخرى غير طريق المؤلف :" ليكونن من امتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر ..." إلى آخره(و)
              س2: ما هي أقرب السنن إلى الصحة ؟
              ج2: "سنن أبي داود ،" ثم "سنن الترمذي" ، ثم" سنن النسائي"، ثم "سنن ابن ماجه" ، حسب اصطلاح الأئمة في قوة رجالهم ، و لكن في هذا كله المعول على الأسانيد و النظر فيها .
              ـــــــــــــــــــــــ
              (أ): يعني التعليقات في " صحيح مسلم" قليلة جدًّا ، أما في " صخيخ البخاري" فهي كثيرة.
              (ب): أخرجه البخاري : الأشربة (5590) ، و انظر : "فتح الباري " (52/10).
              (ج): أخرجه أحمد (342/5) ، و أبو داود : الأشرية (368 ، و اللباس (4039)
              (د): أورده الزيلغي في " نصب الراية" (231/4) ، و عزاه للبرقاني في "صحيحه" .
              (هـ): أخرجه البخاري : بدء الوحي (01) ، و مسلم : الإمارة (1907).
              (و):أخرجه أبو داود: اللباس (4039) ، و انظر : "فتح الباري" (52/10).


              تعليق


              • #8
                رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

                (المتن)قال الحافظ ابن كثير
                حاشية

                ثم وقفت بعد هذا الكلام لشيخنا العلامة ابن تيمية ، مضمونه : أنه نُقل القطع بالحديث الذي تلقته الأمة بالقبول عن جماعات من الأئمة ، منهم القاضي عبد الوهاب المالكي ، و الشيخ أبو حامد الإسفرائيني ، و القاضي أبو الطيب الطبري ، و الشيخ أبو إسحاق الشيرازي من الشافعية ، و ابن حامد ، و أبو يعلى بن الفراء ، و أبو الخطاب ، و ابن الزاغوني ، و أمثالهم من الحنابلة ، و شمس الأئمة السرخسي من الحنفية .
                قال : و هو أكثر أهل الكلام من الأشعرية و غيرهم كأبي إسحاق الإسفراييني ، و ابن فورك .
                قال : و هذا مذهب أهل الحديث قاطبة ، و مذهب السلف عامة .
                و هو معنى ما ذكره ابن الصلاح استنباطًا ، فوافق فيه هؤلاء الأئمة .

                ـــــــــــ
                سؤال موجه إلى الشيخ :
                حديث :" أجتهد رأيي و لا آلو "(1) ، تلقته الأمة بالقبول ؟
                الجواب : كل عالم يتكلم بما ظهر له ، و المعنى صحيح ، أما السند ففيه كلام .

                ـــــــــــــــــــــــــــــــ
                ـــــــــــــــــــــــــــــــ
                (1): أخرجه أبو داود : الأقضية (3592) ، و الترمذي : الأحكام (1327).

                تعليق


                • #9
                  رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

                  (المتن)قال الحافظ ابن كثير
                  النوع الثاني
                  الحسن
                  و هو في الإحتجاج به كالصحيح عند الجمهور ، و هذا النوع لما كان وسطا بين الصحيح و الضعيف في نظر الناظر ، لا في نفس الأمر ، عسُر التعبير عنه و ضبطه على كثير من أهل الصناعة ، و ذلك لأنه أمرٌ نسبي ،شيء ينقدح عنه الحافظ ، ربما تقصر عبارته عنه.
                  و قد تجشم كثير منهم حدَّه ، فقال الخطابي : هو ما عرف مخرجه و اشتهر رجاله ، قال :و عليه مدار أكثر الحديث ، و هو الذي يقبله أكثر العلماء ، و يستعمله عامة الفقهاء.
                  قل-ابن كثير-: فإن كان المعرَّف هو قوله : ما عرق مخرجه و اشتهر رجاله ، فالحديث الصحيح كذلك ، بل و الضعيف و إن كان بقية الكلام من تمام الحد ، فليس هذا الذي ذكره مسلَّما له ، أن أكثر الحديث من قبيل الحسان ، و لا هو الذي يقبله أكثر العلماء ، و يستعمله عامة الفقهاء
                  /1/.

                  ـــــ
                  شرح/1/: قوله " فليس هذا الذي ذكره مسلَّما له : أن أكثر الحديث من قبيل الحسان" يريد القول أن كلام الخطابي فيه إجمال ، فقوله : هو ما عرف مخرجه و اشتهر رجاله ، فيه تسامح كثير.
                  و مُراده-رحمه الله-بـ:"ما عرف مخرجه " أن يكون مخرجه واضحًا من طريق التابعي ، عن الصحابي ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ، "و اشتهر رجاله" .يعني : بالعدالة و الضبط و الاستقامة ، هذا مراده.
                  فليس مراده ان يكون رجاله مشهورين فحسب ، بل لابد و أن يكونوا معروفين بالاستقامة و الضبط أيضا ، فقد يكون الراوي الضعيف مشهورًا ، فلا يقبل لضعفه كجابر الجعفي مثلا ، و مثنّى بن الصباح و أشباههما ، فهم معروفون مشهورون و لكنهم ضعفاء ، فمقصوده فيما يظهر -رحمه الله- أن يكون الحديثُ معروف المخرج من جهة رجاله ، أي : أنهم معروفون بالواية عن بعضهم بعضًا كرواية التابعي عن فلان ، عن النبي صلى الله عليه و سلم.
                  فهم معروفون ، و المخرج معروف ، و الطريق معروف ، و الرجال مشهورون ، و لكن قد تنقص درجة بعضهم عن درجة الصحيح من جهة الضبط الكامل ، أو من جهة العدالة الكاملة ، أو ما أشبه ذلك ، فيكون من باب الحسن ، و لهذا قال : إنه شيء نسبي ، و إن عبارة الناس تختلف فيه ، و إن الحفاظ قد ينقدح لهم في هذا الباب أشياء قد يحكمون بسببها على الحديث بأنه حسن ، أو على هذا بأنه صحيح ، و الأمر فيه بعض التسامح.
                  فالحاصل : أن الخطابي-رحمه الله- تسامح في هذا الحد ، و لهذا اعترض عليه المؤلف الكبير الحافظ ابن كثير -رحمه الله- ، و قد احسن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- ، إذ ذكر ضابطا جيدا في فقال في الصحيح : هو ما رواه العدل الضابط عن مثله و اتصل سنده من غير شذوذ و لا عله ، ثم قال : فلإن خفَّ الضبط فحسن لذاته.
                  فجعل الفرق بينهما خفة الضبط فقط ، و ذلك يعني : أنهما يجتمعان في أن الحديث رواه رجال عدول ، متصل السند و ليس به علة و لا شذوذ ، و لكن في الصحيح الضبط كامل ، و في الحسن الضبط أخف ، و إن كان رواة كل منهما ضباطًا ، و لكن رواة الصحيح أكثر ضبطا و أكمل ، كالزهري ، و عمرو بن دينار المكي ، و عبد الرحمن بن مهدي ، و الليث بن سعد ، و مالك ، و أشباههم ، و من دونهم كمحمد بن إسحاق بن يسار ، و عمرو بن شعيب في الصحيح عنه ، و ما أشيه ذلك ، يعني : ضبطهم جيد ، لكنه خفيف بالنسبة إلى كبار الرواة الحفاظ.
                  فعلى قول الحافظ ابن حجر الفرق بينهما خفة الضبط ، فإذا كان الراوي من الذين هم وسط في الضبط كان الحديث حسنا ، و إن كان من المعروفين بغاية الضبط و العناية ، و كانت أغلاطهم قليلة ، فهؤلاء هم رجال الصحيح.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فوائد منتقاة من شرح اختصار علوم الحديث للشيخ بن باز رحمه الله

                    (المتن)قال الحافظ ابن كثير
                    تعريف الترمذي
                    للحديث الحسن

                    قال ابن الصلاح : و روينا عن الترمذي أنه يريد بالحسن : ألا يكون في إسناده من يُتهم بالكذب ، و لا يكون حديثا شاذا ، و يروى من غير وجه نحو ذلك .
                    و هذا إذا كان قد روي عن الترمذي أنه قاله ، ففي أي كتاب قاله ؟ و أين إسناده ؟ و إن كان فهم من اصطلاحه في كتابه " الجامع" فليس ذلك بصحيح ، فإنه يقول في كثير من الاحادبث : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه /1/

                    ـــــ
                    شرح/1/: أشكل كلام الحافظ الترمذي -رحمه الله- على الناس ، لأنه -رحمه الله- ذكر في كتابه "الجامع" عبارات كثيرة ، منها : حسن ، حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، لا نعرفه إلا من طريق فلان ، و منها : حسن صحيح ، و منها : حديث صحيح غريب ، فله ألفاظ كثيرة متنوعة ، و لهذا أشكلت.
                    و لكن تعريفه هذا الذي استغربه المؤلف الحافظ ابن كثير -رحمه الله- و قال : في أي كتاب قاله ؟ قد ذكره الحافظ العراقي في شرح الألفية ، أنه ذكر هذا الكلام في " العلل الصغرى" التي في أخر كتابه " الجامع ".
                    و ظاهر كلام الحافظ الترمذي أن الحسن عنده ما جمع ثلاثة أمور :
                    الأول : أن يكون جاء من غير طريق ، أي : من طريق فأكثر.
                    الثاني : ألا يكون في رواته متهم بالكذب .
                    الثالث : ألا يكون شاذَّا مخالفا للأحاديث الصحيحة .
                    فإن اجتمعت هذه الأمور الثلاثة ، صار الحديث حسنا عنده ، عند إطلاقه كلمة الحسن ، و أما إذا قال : حسن غريب ، فهذا غير ما عرفه ، لأنه يكون شيئا آخر ، أو من نوع آخر ، لأنه غريب ، و إنما يكون غريبا لأنه جاء من طريق واحد ، و لهذا كان غريبا ، و قد يكون أراد بقوله غريب : غرابة نسبية من جهة أنه جاء من طريق شخص كبير من هذا الطريق المعين.
                    فإذا قال : لا يروى من طريق فلان إلا من هذا الوجه ، من طريق مالك مثلا أو من طريق الزهري إلا من هذا الوجه ، فهذه غرابة نسبية .
                    فالحاصل : أن تعريف الحافظ الترمذي فيه بعض النظر ، و لهذا اشتبه على الناس ، و لكن يمكن للحافظ المعتني إذا تتبع كلام الترمذي ، و اعتنى به ، و كرر النظر فيه ، أن يظهر له شيء آخر.
                    و قالوا في جمعه بين الحسن و الصحيح :إنه يحتمل أن يكون أراد بذلك أنه حسن من وجه و صحيح من وجه آخر ، و يحتمل أنه أراد به الشك أو أن المعنى حسن و صحيح.
                    كل هذا نبه عليه الحافظ العراقي و الحافظ ابن حجر و غيرهما ، و هذا كله مما يدل على أنه قد اشتبه عليهم اصطلاحه ، رحمهم الله.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X