إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

مواقف لم تنشر من سيرة المحدث محمد ناصر الدين الألباني {1333-1420ه}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

    قصة الشيخ الألباني مع " مُحَضِّر الأرواح "
    وانتهاؤها بهروبه !!


    قال الإمام الألباني رحمه الله : جرى لي مع أحد الذين يزعمون بأنهم يستحضرون الأرواح، أرواح ابن سيرين مثلاً، روح الطبيب ابن سينا، ابن عربي النكرة .. إلى آخره، في قصة طويلة نروي لكم خلاصتها، حضرت جلسة، أطفئت الأنوار وبقي هناك نور خافت، يعني بصعوبة أن تميز من بجانبك، ثم بدأت الجلسة وتبين لي فيما بعد زعم هذا المستحضر أنها جلسة طبية، وفعلاً لما دخلت وجدت الصالة ممتلئة أربعة جدرانها بالزباين، شيخ كبير، امرأة كبيرة، امرأة في يدها طفل صغير .. إلى آخره، كل هؤلاء حضروا للاستشفاء والتطبب على يد روح الطبيب الذي سيحتضره حقي بك، هذا مستحضر هناك في دمشق، أطفئت الأنوار كما قلنا، وابتدأ الجلسة حقي بيك أفندي، فسمعنا بكلمة استغربنا، قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والجلسة كما يقال لو ألقي فيها إبرة لسمع صوتها، صمت، لمن يقول؟! فيما بعد ستعرفون ..
    أهلاً وسهلاً دكتور، واحد يسمون عندنا بالشام بجانبوه، يسموه (مكولك) ما بعرف شو بتسموه إنتم، يعني مداهن، قال له: مرحباً دكتور، يلقي كلمة الطبيب هذا، لأنه جزاك الله خير، احنا .. على أفضالك، وزباينا الحمد لله بيكثروا بسبب الوصفات الطبية الناجحة، من هذا الكلام، والآن عندنا طفل صغير اسمه كذا ابن كذا ساكن في منطقة كذا .. إلى آخره، وعمره -هنا في نكتة- سبعة شهور، أمه الغلام حاملته تقول: لا يا دكتور هذا عمره تسعة مو سبعة، المكولك هذا اللي بجانب الطبيب يقول لها: اسكتي أنتي أعرف من الدكتور؟!
    الشاهد هذا رجل جالس حول طاولة مستديرة عليها أرقام وفنجان مقلوب على وجهه، وحاطط هو إصبع هكذا وزوجته تجاهه، والحق يقال الزوجة هناك مستورة حتى في وجهها لا يرى منها شيء، رأينا هذا الفنجان يلعب بيروح وبيجي، يمين ويسار وهيك إلى آخره، فهمنا أن هذا الفنجان يمر على أرقام، يمشي دورة ودورتين يوقف وهو معه ورقة يكتب رموز مطلع هو عليها، ويشغل الفنجان مرتين وثلاث وهكذا، بيعطي هذه الراشيتة للموظف المختص للمرأة ومع السلامة، وهكذا مقدار ساعة يدخل مريض ويخرج مريض ساعة تمام زمنية انتهت الجلسة، أوقدت الأنوار، الناس الحضور وأنا منهم مع الأسف كلهم بيقولوا له: الله يعطيك العافية يا دكتور، الله يجزيك الخير، لكن أنا أكاد أتفجر غيظاً، وخاصة أنه يومئذ أنا شاب وأشقر، وتظهر علي آثار الحرارة والغضب، فلمح الرجل، شو رأي الأستاذ، والله يا أستاذ، يا دكتور يا كذا، عندي سؤالين إذا بتسمح، قال: تفضل، قلت له: الجلسة افتتحتها بقولك: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لمن كنت تقول: وعليكم السلام، والناس جالسين، واحد يتكلم، واحد ... قال: أنا رديت السلام على الدكتور. أنو دكتور؟ قال: روح الدكتور الذي استحضرناه، قلت له: هو سلم عليك؟ قال: نعم، قلنا له: كيف أنت سمعت هذا السلام ونحن ما سمعنا؟ هل صماخ أذنك يعني تركيب غير تركيب البشر عامة. قال: لا، هاي سر المهنة، هذا شيء ما بإمكانك تعرفه حتى تدخل فيه، هاي كلام الصوفيين تماماً، طيب وصاحبك ما بقدر أقول له طبعاً، هذا اللي عم يكولك معك، كمان الثاني سمع معك، لما قال له: مرحبا دكتور، المهم دخلت معه في نقاش من الناحية الذي يسمونها فسيولوجية نفسية، لكن انتقلت معه سريعاً إلى السؤال الثاني وهو الناحية الشرعية، يا دكتور هذا الروح اللي حضرته إنسان ميت ولا حي؟ قال: لا، ميت. قلنا له: ميت، كيف تستحضر روحه وهو بين روحين لا ثالث لهما.
    إما سعيدة وإما شقية، فإن كانت سعيدة فوالله ما راح تدخل الدنيا مرة أخرى إطلاقاً؛ لأنها مشغولة بنعيمها في قبرها، وذكرنا بعض الأحاديث التي تدل على أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وإن كانت روح شقية فأولى وأولى أن لا تستطيع الخروج من سجنها المحيط بها، كيف أنت تستطيع أن تستحضر هذه الروح، هذا شرعاً غير ممكن.
    ثانياً وأخيراً وهنا الشاهد: هب أن هذه الروح باستطاعتك أن تستحضرها، كيف تعرف أن هذه روح الطبيب ابن سينا مثلاً المسلم على عجره وبجره كما يقول العلماء العارفون به، بأنه كان فيلسوفاً وكان منحرفاً عن كثير من العقائد الإسلامية أو كان الدكتور الطبيب الرازي مثلاً قديم، شو عرفك إن هذا كافر مشرك بالله، مجرد ما يقول لك أنا روح فلان، تقول أنت آمين، اليوم المعاملات بين البشر، بين دولة ودولة، لما الدولة تريد أن ترسل سفير لها إلى دولة أخرى تبعث مع السفير شهادات وقيود واعتمادات وختوم وتواقيع .. وغير ذلك من هذه المصطلحات، حتى تكون الدولة المرسل إليها هذا السفير مطمئنة إن هذا فعلاً سفير دولة إسلامية، وليس دجال جاء ليلعب على هذه الدولة، وهؤلاء بشر مع بعضهم البعض، فهذا عالم من وراء الغيب، من أين لك أن تعرف أن هذا فعلاً الدكتور الفلاني، ما وسعه إلا أن يقول وقد أفحم وأقيمت الحجة عليه، قال: الحقيقة يا أستاذ أن هذه جلسة طبية، وعندنا جلسة علمية إذا تريد أن تناقش فيها فأهلاً وسهلاً، أنا ما صدقت أن هناك جلسة علمية ... ،
    قلت له: متى؟ قال لي: يوم الأحد، قلنا له إن شاء الله موعدنا يوم الأحد، يشاء الله جاء يوم الأحد فاضطررت أن أتعاون وأحد إخواننا هناك كان موظفاً في المعارف، وكان هناك محاولة لإصلاح بعض الكتب التي تسمى بالتربية الإسلامية، كتب التربية الإسلامية، فيها أحاديث ضعيفة وموضوعة وفيها أفكار حنفية مخالفة للسنة، فدعاني أحدهم أن أتعاون معه، هو موظف في المعارف وأنا لست موظفاً والحمد لله، لكن عندي شوية علم كما تعلمون، فرأيت الاجتماع مع هذا الشخص أولى من الوفاء بالوعد، لكن صاحبي الذي أخذني إليه جاءني في اليوم الموعود يوم الأحد صباحاً إلى مكتب الظاهرية على أساس نتو اعد ونذهب، قلت له: أنا قصتي كذا وكذا ولن أستطيع أن أذهب معك، فأنت جزاك الله خير اذهب إليه واعتذر له إن شاء الله في جلسة أخرى، ذهب الرجل وإذا به يفاجئ أن البيت ليس به أحد إطلاقاً في اليوم الموعود، ومظلوم ليس فيه نور وليس فيه شيء، جاء اليوم الثاني يقول لي القصة كذا وكذا، قلت له: هذا نصر من الله لنا، روح لعنده الأحد الثاني، طبعاً الأحد الثاني بيلاقيه كالعادة، قلت له أنا لا تقول له أن الشيخ لم يأتِ، خليها معماية، أجينا حسب الموعد ما وجدناك، خير إن شاء الله يا دكتور يا حقي بيك، قال له هذا الكلام فعلاً وهنا الشاهد يا إخواننا، وهنا فاعتبروا يا أولي الأبصار، قال له: روح أنت جبت لنا واحد وهابي كبير خطير، ما بيحب الرسول. قاتله الله! قال له: شو عرفك، هذا الرجل صاحبنا نحضر دروسه دائماً قال الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ..
    إلى آخره، قال له: عرفني أنا بعدما راح،-يعني: أنا رحت من عنده- قال استحضر روح مدري مين نسيت أنا، وسأله عني وأعطاه هذه البيانات، أن هذا رجل وهابي لا يحب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقلت: يا جماعة هذا دليل أن هؤلاء يستعينوا بالشياطين، ليس هناك استحضار أرواح هذا أمر مستحيل، لكن فعلاً يحضرهم الشياطين ويوحون إليهم كما قال رب العالمين: و {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} (الأنعام: 112) .

    ===========

    شريط سلسلة الهدى والنور ( 455 )


    من أخلاقيات الإمام الألباني

    قال الأخ أمجد المستريحي :
    في بداية التسعينيات إتصلت بشيخنا الألباني رحمه الله واستأذنته بزيارته مع أربعة شباب من تلاميذ المدعو حسن السقاف وأخبرته بأن هؤلاء الشباب من أشد الناس تعصباً للسقاف ولكنهم يودون يا شيخنا مقابلتك والجلوس معك وسؤالك بعض الأسئلة فقال الشيخ رحمه الله على الرحب والسعة ولكن ليكن ذلك في بداية الأسبوع القادم إن شاء الله كوني مشغول ببعض الأمور هذه الأيام.

    وفي هذا اليوم الذي حددت فيه اللقاء مع شيخنا رحمه الله طلب مني هؤلاء الشباب وكانوا عندي في بيتي في ماركا الجنوبية أن يلتقوا بالشيخ حسين العوايشة حفظه الله فذهبنا سوية لأداء صلاة العشاء في مسجد النصر الكبير ثم بعد الصلاة استأذنت الشيخ حسين بالزيارة فرحب بنا وجلس الشباب مع الشيخ حفظه الله وأذكر أن أحدهم أخرج من جيبه آلة تسجيل صغيرة يريد أن يسجل اللقاء إلا أن الشيخ حسين رفض ذلك وقال أرجوكم عدم التسجيل فهذه جلسة عادية وليست بجلسة مناظرة أو محاورة وأنتم ضيوف عليّ وحق عليّ أن أكرمكم وأن أستمع لكم ولكن دون تسجيل فأخذت بدوري آلة التسجيل وأغلقتها ووضعتها في جيبي ودار حديث طويل بين الشباب تلاميذ السقاف وبين الشيخ حسين حفظه الله وكان الشيخ في غاية اللطف والكرم حتى أنهم شكروا الشيخ على هذا اللقاء وقالوا نحن كنا نبغضك ولكننا الآن نحبك فالخبر ليس كالمعاينة حيث كنا نسمع من مشايخنا ما يدعونا لكرهك وكره منهجك ولكن بعد أن رأيناك وسمعناك تغير كل شيء.

    الحاصل أنه في بداية الأسبوع المتفق عليه مع شيخنا الألباني رحمه الله أكدت على شيخنا بالموعد فأذن لنا بالزيارة بعد صلاة العشاء لكن لا أذكر في أي يوم كان اللقاء فدخلنا على الشيخ رحمه الله فرحب بالشباب أجمل ترحيب وقدم لهم الضيافة بنفسه وكان يكثر من قول أهلاً وسهلاً ويسأل عن أحوال الشباب وماذا تدرسون وماذا تعملون ويبتسم في وجوههم ولكن الشيخ رحمه الله رأى بفطنته أن الشباب في وجوههم شيء وعلى ألسنتهم كلام،فقال لي يا أمجد أرى أن أصحابك عندهم شيء. فقلت نعم يا شيخنا هم فقط يودون معرفتك عن قرب والجلوس إليك وحقيقة هم من المفتونين بفكر حسن السقاف،فقال الشيخ رحمه الله (السقاف السقاف هداه الله هداه الله إلى طريق الحق ) فما كان من هؤلاء الشباب وبعدما سمعوا هذا الكلام من الشيخ إلا أن قالوا سبحان الله سبحان الله. فقلت لهم لمَ تسبحون وتستغربون هل قال الشيخ من خطأ؟ فقالوا: لا والله لا شيء إلا أننا قارنا بين الصورتين فالشيخ!!حسن السقاف عندما يذكر إسم الشيخ الألباني أمامه يقوم يشتمه ويلعنه ويسبه والشيخ الألباني يدعو له بالهداية !!! هذه والله أخلاق العلماء.

    ثم قال أحدهم للشيخ الألباني رحمه الله وأذكر أن إسمه إياد: والله يا شيخنا ما إن دخلنا عليك وجلسنا معك واستمعنا إلى حديثك واستمعنا إلى ردودك على الهاتف وأنت تتلطف مع المتصلين والمستفتيين شعرنا بأننا نجلس أمام عالم محدث يذكرنا بعلماء السلف الصالح وشعرنا برهبة عجيبة وبميل قلبي عجيب لحضرتكم ونحن يا شيخنا نطلب منكم أن تسامحونا على أي كلمة سوء قلناها بحقكم .
    فقال الشيخ رحمه الله بعد أن ابتسم في وجوههم سامحكم الله وأنتم في حلٍّ مني ثم صار الشيخ رحمه الله يوجههم وينصحهم إلى طلب العلم وعدم التعصب إلا للدليل وصار بينهم وبين الشيخ رحمه الله نقاش طويل كان فيه الحب والإخاء والتوجيه من عالم جليل يذكرك بحق أنه من بقية السلف الصالح.


    لقاء الإمام الألباني بالعلاّمة أحمد شاكر ( ت 1377 هـ ) رحمه الله




    قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 11 / 283 ) :
    قد وقع الشيخ أحمد شاكر في كثير من الخطيئات في تصحيح أحاديث من "المسند" وغيره ؛ بسبب تقليده لابن حبان في هذه القاعدة الباطلة ؛ كما حققه الحافظ في المقدمة المشار إليها ، وقد حاولت إقناعه بالرجوع عن ذلك حين اجتمعت به في "المدينة الطيبة" على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد أداء فريضة الحج سنة 1368 ، وأوردت له خلاصة كلام الحافظ ، والمثال الذي نقلته عنه آنفاً ، فلم يعتد ذلك ، وصرح بأنه لا ينظر إلى نقله عن ابن حبان بعين الاعتبار ؛ لأنه وقف على خطيئات له فيما ينقله عن بعض الأئمة ، فأردت التبسط معه في الموضوع ؛ فرأيته يضيق صدره بذلك ، فلا أدري أهو من طبعه ؛ أم هو أمر عارض له لمرضه ؛ فإنه كان ملازماً فراشه في الفندق ؟! فأمسكت عن الكلام معه في هذه المسألة ؛ وفي نفسي حسرات من قلة الاستفادة من مثل هذا الفاضل !

    تعليق


    • #17
      رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

      الشيخ الألباني يتحدّث عن رحلته إلى القاهرة سنة 1380 هـ
      للمشاركة في مباحث لجنة الحديث



      وهي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه جريدة " صوت العرب "، وممّا فيها :

      ما هي المهمة التي سافرتم من أجلها إلى القاهرة ؟
      ج _ كان قد صدر قرار وزاري من قبل سيادة وزير الأوقاف أحمد عبد الله طعيمة بانتخابي عضوا في " لجنة الحديث " ، وتفضل سيادته فدعاني لزيارة القاهرة كي يتسنى لي لقاء أعضاء اللجنة والتفاهم معهم فيما هم بصدده .
      هل هي المرة الأولى التي تسافرون فيها إلى القاهرة ؟
      ج _ نعم .
      ما هي انطباعاتكم في هذه الرحلة ؟ وإلى من تعرفتم من العلماء ؟
      ج _ لم يتيسر لي في المدة القصيرة التي قضيتها في القاهرة وفي الاسكندرية الاتصال إلا بقليل من أهل العلم والفضل ، أذكر منهم على سبيل المثال الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ محب الدين الخطيب ، والأستاذ محمد الغزالي ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي ، والشيخ عبد العزيز الراشد ، وبعض شيوخ اللجنة الأفاضل الذين حصل لي شرف التعرف بهم في الجلستين المذكورتين ، ولقد وجدت منهم كل ترحاب وتكريم وتقدير لأسلوبي الخاص في خدمة السنة المطهرة .
      والشيء الذي لفت نظري وأخذ بمجامع قلبي ، هو ذاك النشاط الذي لمسته في إدارة الثقافة في وزارة الأوقاف بتوجيه مديرها فضيلة الشيخ السيد سابق ، ومن معه من الأساتذة الأفاضل ، فلقد وجهوا عنايتهم إلى توجيه الشعب عن طريق الخطباء والمدرسين في المساجد ، وتعريف الناس بالإسلام نقيا مما دخل فيه من العقائد الباطلة ، والبدع المشوهة لنضارته ، ولهم في ذلك أنواع من الأساليب ، من ذلك أنهم افتتحوا مكتبات في كل مسجد ، وضعوا فيها مختلف الكتب النافعة ، يستعين بها المصلون على تثقيف أنفسهم وتغذيتها بالعلم الصحيح ، ومن ذلك أيضا أنهم يشرفون على طبع الكتب ، ويمنعون طبع ما كان منها منافيا للإسلام إلا بعد مراجعته وحذف ما يلزم حذفه .
      ولقد رأيت بعيني شيخا في الوزارة تقدم إليه الكتب الإسلامية التي طبعت سابقا ، والتي يراد توزيعها على مكتبات المساجد ليبدي رأيه فيها ، حتى إذا ما تبين فيها شيء ينافي الإسلام رُدَّ ولم تشتره الوزارة ، ومن ذلك أنهم يوزعون منشورات دورية فيها توجيه رشيد للناس جميعا ، ولقد وقفت على منشور واحد منها ، فيه تنظيم لحلقات الدروس الدينية في المساجد ، وما ينبغي أن يقرأ المدرس من الكتب على الناس ، ففي التفسير تفسير الحافظ ابن كثير الدمشقي ، وفي الحديث رياض الصالحين ، وفي الفقه كتاب فقه السنة للسيد سابق ، وفي السيرة فقه السيرة للأستاذ الغزالي ، وقد طبع أخيرا مع تخريجي لأحاديثه ، ونور اليقين في سيرة سيد المرسلين وإتمام الوفاء في تاريخ الخلفاء للخضري ، وفي العقائد عقيدة المسلم للأستاذ الغزالي ، وجاء عقبه في النشرة ما نصه : ( ولا يجوز بتاتا عرض مشكلات علم الكلام ، ولا المجادلات النظرية للفلسفات القديمة ) .
      ومما جاء فيها أيضا : ( ويستحسن في أثناء هذه الدراسات كلها نقد البدع والخرافات الشائعة ، والتيارات الفكرية الدخيلة ) .
      وفي النشرة فوائد أخرى مهمة ، وتوجيهات مباركة ، كنت أود إطلاع الناس عليها في هذا الإقليم عسى أن يهتدوا بهديها ، ولكن ضيق المجال لا يسمح بذلك فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله .
      ومن ذلك أيضا تأليف كتب نافعة موجهة ، تقوم بطبعها الوزارة وتنشرها على الناس في رسائل متتابعة ، وقد وقفت منها على الرسالة الرابعة ( منكرات المآتم والموالد ) ، وهي الرسالة الثانية من سلسلة رسائل بعنوان : ( تقاليد يجب أن تزول ) .
      ولهذه الوزارة مجلة شهرية باسم ( منبر الإسلام ) صدر الجزء الأول ، والثاني منها في محرم وصفر من هذه السنة .
      ومن محاسن هذه الوزارة أنها خصصت فندقا للضيوف الوافدين إليها باسم (دار الضيافة الإسلامية) ، ولما نزلتها وجدت فيها ضيفين كريمين من مسلمي كوريا الذين أسلموا حديثا على أيدي الجنود الأتراك الذين كانوا في كوريا الجنوبية ، وذلك حين قامت الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ، وقد علمت من المترجم في هذه الدار أن عدد الذين أسلموا من الكوريين نحو ستمائة شخص ، وقد أرسلوا من قبلهم الرجلين المشار إليهما _ وأحدهما صحفي _ إلى القاهرة ، طلبا لمعونة الأوقاف في الإقليم الجنوبي لإنشاء مسجد هناك ، وإرسال بعض الأساتذة والخطباء ، وقد وعدوا خيرا ، وقد سافرت من القاهرة وهما لا يزالان في دار الضيافة على حساب الوزارة .
      وقد كان إنشاء هذه الدار فيما علمت في عهد وزير الأوقاف الحالي سيادة أحمد عبد الله طعيمة زاده الله توفيقا لخدمة الإسلام والأمة .

      دراسة المخطوطات في مكتبتي القاهرة والاسكندرية

      وفي مدة إقامتي في القاهرة كنت أتردد _ كلما سنحت لي الفرصة _ إلى دار الكتب المصرية لدراسة مخطوطات كتب الحديث فيها ، وكذلك فعلت حين سافرت منها إلى الاسكندرية ، فكنت أتردد إلى مكتبتها المعروفة بالمكتبة البلدية ، وقد استفدت من المكتبتين فوائد هامة جمة ، ونسخت بيدي من المكتبة الثانية رسالة للحافظ ابن حجر العسقلاني يحقق القول فيها في الأحاديث التي استخرجها الحافظ القزويني من كتاب " مصابيح السنة " وحكم عليها بالوضع .

      الجمع بين المهنة وخدمة السنة

      علمت أنكم مع جهودكم العلمية العظيمة في خدمة السنة تعملون في مهنة تصليح الساعات وبيعها ، فهل هذا صحيح ؟ وكيف توفقون بين العملين ؟
      ج _ ذلك صحيح ، ومن توفيق الله تعالى وفضله علي أن وجهني منذ أول شبابي إلى تعلم هذه المهنة ، ذلك لأنها حرة لا تتعارض مع جهودي في علم السنة ، فقد أعطيت لها من وقتي كل يوم ما عدا الثلاثاء والجمعة ثلاث ساعات زمنية فقط ، وهذا القدر يمكنني من الحصول على القوت الضروري لي ولعيالي وأطفالي على طريقة الكفاف طبعا ، فإن من دعائه عليه الصلاة والسلام ( الله اجعل رزق آل محمد قوتا ) رواه الشيخان ، وسائر الوقت أصرفه في سبيل طلب العلم والتأليف ودراسة كتب الحديث ، وخاصة المخطوطات منها في المكتبة الظاهرية ، ولذلك فإنني ألازم هذه المكتبة ملازمة الموظفين فيها لها ! ويتراوح ما أقضيه من الوقت فيها ما بين ست ساعات وثمان ساعات يوميا ، على اختلاف النظام الصيفي والشتوي في الدوام فيها .

      جمع أحاديث المخطوطات في أكثر من أربعين مجلداً

      وإن من فضل الله علي أنه يسر لي الاطلاع على ما في المكتبة الظاهرية من نفائس كتب الحديث المخطوطة القيمة ، ودراستها واستخراج ما فيها من الأحاديث النبوية على اختلاف ألفاظها بطرقها وأسانيدها الكثيرة ، وقد جمعتها في مجلدات جاوزت الأربعين مجلدا ، مرتبا لها على حروف المعجم ليسهل علي الرجوع إليها واستخراج ما يلزمني منها عند الحاجة .
      ومن هنا يظهر السر لمن وقف من الأفاضل على بعض مؤلفاتي في مختلف الموضوعات العلمية ، حين يرى أن مؤلفا واحدا مثل " صفة صلاة النبي صلى الله عيله وسلم " _ على لطافة حجمه _ تتجاوز مصادره المخطوطة العشرات من الكتب التي لم يتيسر للأكثرين معرفة أسمائها فقط ، فضلا عن أن يطلعوا عليها ، ويعرفوا ما فيها من الأحاديث والأسانيد والألفاظ والشواهد !
      وكذلك يسر الله لي وضع فهرس دقيق شامل لجميع ما في هذه المكتبة العامرة من كتب الحديث على اختلاف أنواعها ، كالمسانيد والمعاجم والمختارات والفوائد والأجزاء والتراجم وغيرها ، منبها فيه على كثير مما لم يذكر في فهارس المكتبة حتى الآن ، ونظمت هذا الفهرس على أسماء المؤلفين ، مرتبا إياهم على حروف المعجم ، وفعلت مثل ذلك في مؤلفاتهم ، فرتبتها على هذا النسق تحت اسم كل واحد منهم ، وترجمت لكل منهم ترجمة مختصرة جدا ، فيها تاريخ الولادة والوفاة وكونه ثقة أو ضعيفا أو نحو ذلك ، ثم وضعت في آخره فهرسا عاما لجميع الكتب مرتبا لها أيضا على حروف المعجم .

      السفر إلى حلب كل شهر لدراسة مخطوطات مكتبتها


      ومن عادتي منذ بضع سنين أن أسافر إلى حلب أسبوعا من كل شهر ، أقضيه أو أقضي غالبه في مكتبتها الوحيدة العامرة بالمخطوطات ، وهي ( مكتبة الأوقاف الإسلامية ) ، أقضي فيها ساعات من كل يوم في دراسة مخطوطاتها ، ونسخ ما هو ضروري منها لمشروعاتي العلمية ، وكنت إلى ما قبل سفري إلى القاهرة قد نسخت منها النصف الأول من كتاب " الزوائد " للبوصيري الذي ذكرته سابقا .
      وعلاوة على هذا فإني أتدارس السنة وعلومها مع بعض الراغبين في العلم فأقوم بإلقاء عدد من الدروس في كل أسبوع .






      تعليق


      • #18
        رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

        تدوين الشيخ الألباني لوفاة زوجته الأولى وكيف ماتت على حالةٍ تُبَشِّر بحُسْنِ خاتمتها


        كتب الشيخ الألباني رحمه الله : ... كان وفاتها ليلة الجمعة في 14 شهر المحرّم سنة 72 هـ = 3 تشرين أول سنة 52 م ، عند الساعة الثانية والربع عربية بعد العِشاء، متأثّرة بمرضها " السّل " الذي صبرت عليه صبراً جميلاً حتى جاءها الأجل المحتوم، وقد ماتت ( رح ) في حالةٍ تُبَشِّر بحُسْنِ خاتمتها حيث كان آخر كلامها ( لا إله إلا الله ) و ( الله، الله، ... ) وذلك حين عجزت عن إتمام الشهادة بلسانها، ثم أشارت إلى التوحيد بأنْ رفعت إصبعها المسبّحة، وذلك كلّه بعد أنْ أوْصَت ببعض الوصايا، ثم انتفضت انتفاضة الموت وأسلمت الروح،
        وكان موتها بعرق جبينها، وهذه بشارة أخرى كما جاء في الحديث " موت المؤمن بعرق جبينه "، رحمها الله تعالى وغفر لها وأوسع لها في قبرها، وجمعني وإيّاها في جنة الفردوس " مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً "، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
        ضحى الأحد 16 محرم سنة 72 هـ

        ===============

        قال أبو معاوية مازن البحصلي البيروتي : كلام الشيخ الألباني رحمه الله موجود ضمن بضعة أوراق دوَّنها الشيخ داخل إحدى الكتب في مكتبته في " الجامعة الإسلامية "، صوّرتها منذ سنتين أثناء اعتماري، وقد خطر ببالي أن الشيخ لعلّه نوى تدوين مذكراته والأحداث المهمة في حياته فلهذا كتب ما كتب، ولكني أرجِّح أنه اقتدى بفعل بعض العائلات التي تدوّن ولادات ووفيات أفرادها والأحداث المهمة التي وقعت لها فيما يُسَمّى بـ ( دفتر العائلة )، وهو شيء طيّب ومفيد في الوثائق العائلية، بل هو من السنّة، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلّم : " قيّدوا العلم بالكتاب " . ( رواه الطبراني والحاكم وصححه بمجموع طرقه الألباني في السلسلة الصحيحة 2026 ) .

        تعليق


        • #19
          رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

          من اختراعات الإمام الألباني العلمية الدنيوية
          جمع وترتيب أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي



          قال الأستاذ محمود رضا مراد ( الدعوة عدد 1717 شعبان 1420 ) :

          وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية ، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة ،

          1 - فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه ، وهو عبارة عن عن صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت _ وليس بحجمها طبعا_ مطلية بالقار يمر فيها الماء البارد ، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الانبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو ،

          2 - كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة ,

          3 - ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه ، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطة محرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة) !
          اهـ .


          4 - قال عصام هادي في كتابه ( الألباني كما عرفته ) ( ص 19 ) :

          واللهِ يا شيخنا إنك لبارع وذكي حتى في الصناعات، ولا أدلّ على ذلك من هذا ( الدوّار ) الذي تضع فيه كتبك - وهو دوّار كان شيخنا يضع عليه الكتب المهمة والتي يُكثِر من تناولها مثل " تهذيب الكمال " و " تهذيب التهذيب " و " تاريخ البخاري " و " الجرح والتعديل " وغير ذلك من كتب التراجم - ، فما كان من شيخنا إلاّ أن قال لي :

          " يا أستاذ، للإنصاف هذا ليس من ابتكاري، فقد رأيته عند الشيخ أحمد شاكر، لكن بحجم أصغر، وأنا كبّرته " .

          فتأمّل حفظك الله كيف لمثلي بل ولمن هو أكبر سنًّا منّي أن يعلم أن شيخنا أخذ فكرة الدوّار من الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك لم يسع شيخنا السكوت، بل أبان لي الأمر حتى لا أبقى معتقداً أن الدوار من أفكاره .
          اهـ .


          بل إن الشيخ رحمه الله كان يدري بعمل القابلة التي تولّد النساء، فقد ولّد زوجته بنفسه وأنجبت ابنه محمداً، كما ذكر عصام هادي عنه في كتابه ( الألباني كما عرفته ) ( ص 104 ) .
          اهـ .


          ومن اختراعات الإمام أيضاً ما ذكره أبو خالد السلمي فقال :
          من تلك النوادر :
          ما حدثني به الشيخ الفاضل الدكتور فاروق السامرائي رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة جامعة اليرموك ( سابقا ) وهو ممن له صلات عائلية بأهل الشيخ الألباني ، وكان يزور الشيخ في بيته ، وزاره الشيخ في بيته كذلك ، حدثني أن الشيخ كان يربي في بيته أنواعا من الطيور كالبط والدجاج والحمام يأكل منها رحمه الله هو وأهل بيته ، وقد احتاج الشيخ وأهله إلى السفر للعمرة لمدة أسبوعين ، فصنع الشيخ الألباني بيده ومن تصميمه جهازاً في غاية البراعة مؤقتا ومبرمجاً بحيث إنه في ساعة محددة يومياً يفرغ في كل قفص أنواعا معينة وكمية محددة من الحبوب لكل نوع من الطير ، وكذلك في أوقات محددة يومياً يصب هذا الجهاز كميات من الماء في آنية الطيور ، فسافر الشيخ ورجع والطيور على ما يرام تأكل وتشرب في الأوقات المحددة !

          وكذلك ما حدثني به غير واحد من أن الشيخ قد صنع بنفسه مصعداً داخلياً وتولى تصميمه وتنفيذه بيده وكان يستعمله في منزله للصعود من الطابق السفلي إلى الطابق العلوي .
          اهـ .


          وقال د . عبد العزيز السدحان في كتابه " الإمام الألباني، دروس ومواقف وعبر " ( ص 111 / ط . دار التوحيد للنشر ) :

          كان في منزل الألباني طيورٌ، وكان مكان الطيور يُبعد عن شرفته قرابة عشرين متراً، وقد وضع ماسورة - أنبوب نقل السوائل - طرفها عند شرفته ونهايتها في مكان الطيور، فكان يضع الحب في رأس الماسورة فينزل إلى الطيور، وإذا أكل شيئاً من الحبّ أو اللوز وما شاكله جعل ما بقي من فضلاته في رأس الماسورة لينزل إلى الطيور . اهـ .

          وقال د . عبد العزيز السدحان ( ص 111 / ط . دار التوحيد للنشر ) :

          كان في منزله في عمّان شجرة تين،
          وكان يأخذ ثمر التين منها وهو جالسٌ في شرفة المنزل،
          وذلك عن طريق عصا طويلة من ابتكاره،
          وذلك أنه جعل العصا مقسّمة متداخلة بحيث يتحكّم في طولها وقصرها حسب اختياره،
          ووضع في نهايتها كأساً مدبّبة حادّة،
          بحيث يسقط فيها التين إذا مسّه برأس تلك العصا .
          اهـ .


          قال الأخ طارق ياسين حفظه الله :

          " هذا وقتٌ للذكر , وليس وقتا للأسئلة " .


          هذه الكلمةُ - أو نحوُها - قالها لي الشيخُ الألبانيُّ - رحمهُ اللهُ - في يوم الجُمُعةِ
          ونحن جالسون ننتظرُ صعودَ الخطيبِ إلى المِنبر , وكان يجلسُ بجانبي
          في مسجدِ صلاح الدين , قبل ما يقرب من عشرين عاما , وكان قد رآني
          مُحْتبياً ومُشبِّكا بين أصابعي , فقال لي : التشبيكُ منهيٌّ عنه الآن , أما الاحتباءُ
          فمسموحٌ حتى يصعدَ الإمامُ المنبرَ , فإذا صعِدَ فاتركْه .
          فقلت له : عندي سؤالٌ .
          فقال لي : إذا كان السؤالُ تحتاجُه الآن فاسألْ .
          قلت : لا أحتاجه الآن .
          فقال : إذن أجِّله إلى ما بعد الصلاة ؛ فهذا وقتٌ للذِّكر , وليس وقتا للأسئلة .
          رحمه الله , ما كان أشدَّ اتباعِه للسُّنَّةِ .


          لقاء الإمام الألباني بالشيخ الجزائري عبد اللطيف سلطاني رحمهما الله


          قال الشيخ عبد اللطيف سلطاني -رحمه الله - في كتابه الماتع ( سهام الاسلام ) ص 144 :
          (( كنت في ربيع 1397 التقيت بأحد العلماء الأفذاذ الذين خدموا الدين الاسلامي وخلصوا السنة من التزييف وأزالوا الغطاء عنها بتبيين أحاديثها الصحيحة من الضعيفة والباطلة ، وسألته : يا فضيلة الشيخ هل لكم دروس تأدونها للمسلمين فيها التوجيه والنصح والإرشاد فأجابني بأن وزارة الدين في بلدهم منعته من التدريس في بيوت الله الا أن يستظهر برخصة من وزارة الشؤون الدينية تسمح له بما يرغب فيه ، ولما قدمت الطلب للتحصيل على تلك الرخصة جاء الرد من الوزارة بالرفض والمنع منها ، قلت له : هذا ما هو معمول به في عامة بلدان الدول العربية ، أما غير العربية فلا علم لي بها ، فقلت له : وبعد هذا فما هو العمل ؟ قال : تراني عدت الى التأليف ونشر وطبع الكتب ، وفي هذا خدمة للدين الحنيف نرجو من الله التوفيق والقبول.
          ذلكم هو فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله )) .

          ================

          نقله عبد الباقي الجزائري


          لقاء الإمام الألباني بالعلاّمة عبد الرحمن المعلّمي ( ت 1386 هـ ) رحمهما الله


          سائل يسأل عن الامام عبد الرحمن يحيى المعلمي اليماني :
          السائل : هذا الرجل مع طريقته للعلم ومدحكم له يكاد يكون غير معروف للأجيال امثالنا فلو حدثتنا عن شيء من سيرته؟
          الشيخ : بسبب قلة آثرة التي اطلعنا عليها ما مكنتنا ان نقدره حق قدره ، الا ان الذي استقر في نفسي بحدود اطلاعي القليل على بعض آثاره وبخصوص التنكيل ، فهو سلفي العقيدة سلفي المذهب والمشرب له باع طويل في تراجم الرواة وليس فقط الرواة الذين يتعلق بهم الحديث ، بل هو واسع الاطلاع على تراجم الرجال من كل الطبقات من المحدثين المفسرين واللغويين وغيرهم وتعليقاته على تاريخ البخاري مثلا وعلى كتاب الانساب للسمعاني وغير ذلك اكبر دليل على سعت أفقه في هذا المجال ولكن يبدو أن عنايته في التصحيح والتضعيف إما انها كانت قليلة او أنه لم يتح له هذا الباب بسبب قيامة على خدمة التراجم وكأنه كان متخصص فيه .
          ولكن في الحقيقة لما ينظر الانسان في مناقشته للكوثري سواء من الناحية الحديثة او الناحية الفقهية كل ذلك يدل على أن الرجل متمكن في اصول الحديث وأصول الفقه من جهة وأنه كان واسع الاطلاع أيظا من الناحية الفقهية من جهة اخرى ، وهذا ما يحضرني الآن حول هذا الرجل رحمه الله .

          وقد التقيت به في تلك السفرة التي لقيت فيها الشيخ احمد شاكر في مكة حيث كان مدير مكتبة الحرم المكي يوم كانت المكتبة في نفس الحرم انا كنت اتردد الى المكتبة في كل يوم واراه هناك منكبا على البحث والتحقيق لكن ما كان لي معه جلسات يوم إذ .

          المصدر سلسلة الهدى والنور .

          =====================

          نقله أبو عبد الملك الجهني

          قال أبو معاوية البيروتي : وقد وصفه الشيخ الألباني بـ ( العلاّمة المحقق ) في عددٍ من كتبه، رحمهما الله .


          أطفال الإمام الألباني الذين توفّوا قبل بلوغهم السنتين


          الحمد لله رب العالمين،
          فقد كتبتُ منذ فترة مقال " التعريف بآل الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمهم الله "
          ووجدتُ السخاوي – تلميذ ابن حجر – حريصاً على ترجمة أولاد وأحفاد الحافظ ابن حجر كلهم، حتى الأطفال الذين عاشوا سنة أو سنتين، فرأيت من المناسب ترجمة أطفال الإمام الألباني الذين لم تطل حياتهم، فعُدْتُ إلى " الدفتر " الذي دوّن فيه الشيخ الألباني رحمه الله معلومات عن زوجاته وأولاده، وفيه ما لم يُذكَر في أي كتاب ترجم لحياة الشيخ رحمه الله، وهاكم ما كتبه، وأنقله لكم كما ورد :

          1 – ولدت ابنتي بشيرة يوم الاثنين / 10 شوال سنة 1364 هـ / الموافق / 17 أيلول سنة 1945 ميلادية،
          ثم ماتت إلى رحمة الله تعالى مساء نهار الاثنين / 12 ذي القعدة سنة 1365 هـ الموافق / 7 تشرين أول سنة 1946 ميلادية، وذلك بعد مرضٍ دامَ قريباً من تسعة أشهر،
          فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .

          2 – ولدت بنتي أُميمة قبيل صلاة الجمعة / 11 ربيع الآخر سنة 1370 = 19 كانون الثاني سنة 51 م ،
          ثم ماتت ( مسلولة ؟؟ - قال أبو معاوية البيروتي : هكذا قرأتها - ) العدوى من أمها ليلة الاثنين 22 شعبان سنة 1370 هـ = 28 أيار سنة 1951 م .

          3 – وفي يوم الثلاثاء / 18 ذي الحجة سنة 73 = 18 آب سنة 54 م الساعة الثامنة وربع بعد الظهر رزقني الله تعالى غلاماً تام الخلقة ولكنه صغير الحجم، ممّا حمل القابلة وبعض الأطباء على القول بأنه جاء قبل موعده، وأشاروا إلى ضعف احتمال حياته، وممّا دلّ على ذلك أنه لم يلتقم الثدي، فكنا نعصر له في فمه شيئاً يسيراً جدًّا فيبتلعه بصعوبة، وفي اليوم السابع أجرينا في حقه السنّة إلاّ أننا لم نختنه برأي المزيّن،
          ولمّا لاحظنا أن صحته في تأخر عرضناه على بعض الأطباء فوصف له بعض الأدوية فكأنها زادت في المشكلة حيث إنه امتنع عن الابتلاع بالكلية، ثم جرى منه نزيف دم من أنفه وفمه ممّا أدى إلى وفاته، وذلك قبيل غروب شمس يوم السبت / 6 محرم سنة 74 = 4 ( قال أبو معاوية البيروتي = هناك تآكل للورقة هنا )- ووقع في دفتر العائلة / 5 وهو خطأ –
          أسأل الله تعالى أن يجعله لنا فرطاً وذخراً، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .

          4 – رزقني الله تعالى في الساعة الرابعة والنصف عربية من ليلة الاثنين الواقع في 16 محرم سنة 1375 = 5 أيلول سنة 1955 م ابنة سمّيتها رفيدة، وذبحتُ عنها وتصدّقتُ بوزن شعرها ذهباً في اليوم السابع من ولادتها، أسأل الله أن يجعلها قرة عين لوالديها .
          ثم توفاها الله تبارك وتعالى .


          تعليق


          • #20
            رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

            من الذي قال له الإمام الألباني :
            أنت أحفظ منا ونحن أجرأ منك !


            قال الشيخ علي رضا :
            حدثنا شيخنا العلامة صالح بن سعد اللحيدان مرتين بأن الذي قال له الألباني رحمه الله تعالى : ( أنت أحفظ منا ونحن أجرأ منك ) إنما هو : صالح بن سعد اللحيدان نفسه ؛ وليس هو المحدث عبد الله الدويش ؛ ذلك لأن هذه المقالة قيلت في اللحيدان في عام 1409 للهجرة في موسم الحج بعد محاورة علمية طويلة بين المحدث الألباني وبين المحدث اللحيدان وبحضور مجموعة من المشايخ ؛ وهذا مسجل في شريط عند الشيخ اللحيدان ؛ فإبراءً للذمة وجب تقييده .

            تعليق


            • #21
              رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

              بداية حضور الشيخ الدكتور محمد اجتباء الندوي الهندي لدروس العلاّمة الألباني في دمشق سنة 1956 م


              قال د . محمد اجتباء الندوي ( 1351 - 1429 هـ / 1932 - 2008 م ) في مقدمته لكتابه " الأمير سيد صدّيق حسن خان، حياته وآثاره " ( ص 15 / ط . دار ابن كثير ) :
              أذكر أمسية من أمسيات الشتاء عام 1956 م ، رجعتُ فيها من الجامعة – جامعة دمشق – إذ كنتُ طالباً فيها – غلى غرفتي بحي عرنوس شارع إحسان كم الماز، وكان البرد شديداً قارساً، فعجلتُ إلى إيقاد المدفأة، وعقدتُ العزم على ألاّ أخرج من الغرفة إلى الصباح، وجلستُ أستدفئ؛ إذ رَنَّ الجرس، وفتح صاحب الدار الباب، وإذا بصديقٍ لي عزيز، وأخ لي حبيب، هو الأستاذ محمد صبحي الجليلاتي، يلقي عليَّ تحية الإسلام، تحية فيها الودّ والحبُّ والوئام، فرددتُ عليه ردّ الكرام، ورحّبتُ به ترحيباً حارًّا، وقلتُ له : تفضّل واجلس نستأنس بك ساعة، فقد مضت أيام لم ألقك، فأجاب : قُمْ والبس نمشِ إلى درس الشيخ ناصر الدين الألباني محدِّث دمشق الكبير، وهو غير بعيد، فلم أستطع أن أرفض الدعوة، وقد كنتُ في غاية الشوق إلى درسه .
              فنزلتُ معه، ودخلنا حلقة الشيخ وهو يدرِّس، ولم يكن الحاضرون إلا عشرة أو خمسة عشر، ولكنهم نخبة ممتازة من العلماء والصالحين، وإذا بالشيخ يقرأ من كتاب " الروضة الندية شرح الدرر البهية "، فقال : إنه من بلادك، مؤلفه الأمير السيد صدِّيق حسن خان، وقد كنتُ سمعتُ به كثيراً، ولم أقرأ له شيئاً، سمعتُ أن نجله الفاضل الأمير علي حسن خان كان أمين ندوة العلماء الأسبق، وكان قد انتقل مع أخيه الأكبر الأمير نور الحسن من بهوبال إلى لكهنؤ مقرِّ ندوة العلماء، ولم أكن أعرف أكثر من ذلك .
              وألقى عليَّ الشيخ أسئلة كثيرة متنوعة عن الأمير، فلم أحر جواباً، أكثر من أنه تزوج بأميرة بهوبال، وكان ابنه أمين ندوة العلماء، وكفى، وهنالك انتابني شعورٌ مزدوج من الخجل والندامة، والسرور والغبطة معاً، الخجل من أنني لا أعرف عن عالم وُجِدَ في بلادي، وألَّف كثيراً، وأفاد كثيراً، والغبطة من أن عالماً من بلادي يُدَرَّس في بلاد العرب مركز العلم والثقافة والعرفان، ويذكره العلماء بالخير والاحترام والتقدير، وبدأتُ أحضر دروس الشيخ – حفظه الله تعالى – واستفدتُ كثيراً، وعاهدتُ على أنني سأقرأ مؤلفات هذا العالم الجليل الأمير، أمير بهوبال، وسأتعرّف على حياته وآثاره وخدماته .

              تعليق


              • #22
                رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                عندما نظرت للألباني أول مرة.. ولم أكن قد عرفته بعد..

                قال الأخ طارق ياسين حفظه الله :

                كان ذلك قبل ما يربو عن عشرين عاما، عندما بدأتُ أرتاد المساجدَ -بفضل الله تعالى-،


                ولم أَكُن يومَها أَعرف شيئا عن السلفيةِ،


                قال لي ابن عمي: سآخذك إلى مسجدٍ لنصليَ فيه الجُمُعةَ،


                وأَخذني إلى مسجدِ صلاحِ الدين، وهو ليس بعيداً من بيتي،


                فأَعجبتني الخُطبةُ، (أيامَ ما كانت خُطَبُه سلفية)،


                ثم صرتُ أَرتادُه كلَّ جمعةٍ،


                ومرةً وأنا جالسٌ بانتظار الخطبة حانت مني التفاتةٌ عن يساري،


                فإذا بي أَرى رجلا، لا أدري ما تَمالكني عندما رأَيتُه..


                المسجدُ مليءٌ بالمُلْتَحين، من كبارِ السِّنِّ ومن الشبابِ، طلبةِ العلم وغيرِهم،


                لكن هذا الذي رأَيتُه كان شيئاً آخرَ،


                أحسستُ بأَنِّي أَرى رجلاً لم أَرَ مثلَه قطُّ في حياتي،


                رجلاً تُجَلِّلُه المَهابةُ،

                وتُحيطه هالةٌ من الوَقار،

                وتغشاه السكينةُ،


                في بديع سَمتٍ، ووضاءة وجهٍ،


                وإشراقةِ جبينٍ،


                يحاكي البدرَ في طلعتِه،


                هيئتُه تُنبِئُك بِرفعةِ منزلتِه،


                وتخبرُك عن عُلُوِّ درجتِه،


                وتَحكي سُموَّ رُتبتِه،


                وتُبين عن جلالة قدره، وفَخامةِ شأنِه،


                في سكينةٍ وتواضعٍ، وخَفضِ جناحٍ،


                قد ألقى برداءِ الكِبر عن منكبيه،


                تنظر إليه وتشعر أنك ما زلت متشوقاً إلى الاستزادة من التحديق به،
                عينُك لا تمل من إبصاره،


                قدماك تكاد تتبع بصرَك؛ لتنقلَ الخطى نحوَه؛


                لالتزامِه واعتناقِه،


                نفسُك تتلهف لتعرف حالَه،


                حقاً لم أَكُن أعرفه من قبلُ،


                لكن قلتُ في نفسي: هذا الرجل لا بدَّ أن يكونَ شيئاً،


                بل شيئا كبيرا،


                ظللت أحدق به،


                كلما أَمَلتُ عيني عنه عاودني الشوقُ له،


                حتى شعرت أني ضايقته،


                عندها استحييت من كثرة نظري إليه،

                فكففت بصري عنه،


                وقلت في نفسي: لا بد أن أعرف خبرَه،


                فقيل لي بعدَها: هذا هو الألباني.



                من يرى صورتَه (الفوتوغرافية) الآن ولم يكن قد رآه في حياته، لن يدركَ ما وصفتُ من هيئتِه؛ لأن الصورةَ (الفوتوغرافية) تُخبرك عن رَسْمِه فقط، أما روحُه ونفسُه فلا..

                نسأل الله أن يجمعنا به مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم في عليين .

                تعليق


                • #23
                  رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                  مجالس المحدِّث الألباني في منزل الشيخ الباني[1]
                  الشيخ عبدالله بن محمد علُّوش الدومي



                  في أول استضاءتي بالدعوة السلفيَّة التزمتُ مع بعض زملائي دروسَ الشيخ المحدِّث محمد ناصر الدِّين الألباني، وقد كانت تُقام في أماكنَ متعدِّدة؛ منها ما كان في بيته بحيِّ الدِّيوانيَّة[2]، ومنها ما كان في بيت الشيخ نصوح عودةبحيِّ القزَّازين، وفي غيره.

                  لكنَّ أبرز دروسه وأنفعَها كان في بيت الشيخ الفاضل عبدالرحمن البانيبحيِّ المهاجرين، الجادَّة الثالثة، فوق جامع الشمسيَّة، وقد كان يدرِّس شيخُنا الألبانيُّ كتابَ "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" للشيخ محمد بن عبدالوهَّاب[3] رحمه الله، وذلك سنة 1953م.

                  وبعد الانتهاء من الدرس كنَّا ننتقل إلى بيت الدكتور الطبيب أحمد حمدي الخيَّاط في الجادَّة السابعة، وكنَّا نقرأ فيه كتاب "البيان والتبيين"[4] للجاحظ، وكان الشيخ عبدالرحمن الباني يحضُر هذا الدرسَ أيضًا. واستمرَّ الأمر على هذا الحال قرابةَ سنتين، ثم انتقل الدرسُ إلى منطقة الشُّهَداء؛ وقد استُؤجِر له بيت خاصٌّ هناك؛ إذ كان يصعُب على كبار السنِّ حضور الدرس في حيِّ المهاجرين المرتفع في جبل قاسيون، وكان الشيخ الباني من أركان هذا الدرس.

                  ثم نقل الشيخ الألبانيُّ الدرسَ مرَّة أخرى إلى بيت الشيخ الباني بعد أن سكنَ في حيِّ الميدان، ومن الكتب التي درَّسها الشيخ "الترغيب والترهيب" للمُنذري وغيره، وكان الدرسُ بين المغرب والعشاء في كتاب، وبعد العشاء في كتاب آخر، وكنَّا نصلي العشاء دومًا في جامع الدقَّاق. وممَّن كان يحضُر هذه الدروس بانتظام ممَّن أذكرُهم الآن: الشيخ الباني، والشيخ محمد عيد العبَّاسي، والشيخ زهير الشاويش، والشيخ عصام العطَّار، والشيخ نديم ظبيان، والدكتور الطبيب صلاح عثمان، والدكتور الطبيب أحمد حمدي الخيَّاط، والدكتور الطبيب نبيه الغبرة... وغيرهم كثير، وممن كان يتردَّد دون مواظبة الأستاذ محمد سعيد المولوي... وغيره كثير.

                  فتنة اختلقَها الشيخ عبدالعزيز الرِّفاعي[5]
                  ذكر لي ولدي الشيخ محمد زهران بن عبدالله علوش: أن أحد أصحابه من الشباب أخبره أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أراد إحداثَ فتنة في جامع الدقَّاق، ولكنَّ الشيخ عبدالعزيز الرِّفاعي استطاع إيقافَه عند حدِّه؛ بحسب رواية جدِّه، أي جدِّ الشابِّ صاحب ولدي.

                  وسألني ابني عن هذه الحادثة، فقلت له: أنا كنت حاضرًا فيها سنة 1956م، فقد كنَّا في درس شيخنا المحدِّث الألباني في منزل الشيخ عبدالرحمن الباني في الميدان، ولمَّا انتهى الدرسُ الأول خرجنا مع شيخنا لأداء صلاة العشاء بجامع الدقَّاق، وأُقيمَت الصلاة، وكان الإمام الشيخ عبدالعزيز الرِّفاعي، وحين التفت إلى المصلِّين ليطلبَ منهم تسويةَ الصفوف لمحَ شيخنا الألبانيَّ في الصفِّ الأول جهةَ اليمين بعيدًا عنه نحو عشَرة أمتار، فاستحوذ الشيطانُ على الشيخ الرِّفاعي فأنساه ذكرَ الله، فنسيَ الدعاء المعتاد بين يدَي الصلاة: (اللهمَّ ربَّ هذه الدعوة التامَّة والصلاة القائمة...) إلخ، وانتفض كأنما ألقى الشيطانُ عليه دلوًا من الماء الساخن، أو مسَّه تيَّارٌ كهرَبائيٌّ بقوة ألف فولط! فصار يصيح بغضب: (بَرَّا، بَرَّا، بَرَّا...) موجِّهًا هذه الكلمات القاسية إلى شيخنا الألبانيِّ، يطردُه من الجامع!!

                  ولكنَّ شيخنا أجابه بهدوء تامٍّ: أنا في بيت الله تعالى، ولست في بيتك، وحينما أدخل بيتَك اطردني! فازداد الشيخ الرفاعيُّ حنقًا وغضبًا فصاح قائلاً: ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلُّها في النار؛ وأشار بيده إلى الألباني!

                  وأقبل بعض المصلِّين يهدِّئون الشيخ، ونادى بعضُهم: يا جماعة، صلُّوا الآن، وأجِّلوا مقاتلتكم لما بعد الصلاة! فصلَّى الإمام وصلَّينا معه صلاةً (ملفلفة) كصلاة المسيء صلاتُه! وحين سلَّم الإمام التفت فورًا وعاودَ الصِّياح والصُّراخ وتخليط الكلام، فانسحبنا بهدوء وسلام من المسجد، وتركنا الشيخَ الرفاعيَّ يقضي وطرَه!

                  ولحق بنا عددٌ من الشباب - أو بعثهم الشيخ الرفاعيُّ إلينا - يريدون قتالنا وشجارنا، وكنَّا محيطين بشيخنا الألبانيِّ وعددُنا قرابة عشرين شابًّا، ولكن تدخَّل بعضُ العقلاء من أهل الحيِّ الكرام وصدَّوا شبابَ جماعة الرفاعيِّ بالحكمة وكلمات التهدئة، وانتهى الأمرُ على خير.

                  فمن الذي اختلقَ الفتنة وأوقد نارها؟ إنه الشيخُ عبدالعزيز الرِّفاعي غفر الله لنا وله[6].

                  وشهد هذا الموقفَ معي ممَّن أذكر الآن: الشيخ محمد نسيب الرِّفاعي، والشيخ محمد ناصر ترمانيني، والأخ صالح الصبَّاغ وثلاثتهم من حلب، طبعًا والشيخ عبدالرحمن الباني.

                  مناظرة الألباني والحبشي
                  ومرة كنَّا في درس شيخنا الألبانيِّ في منزل الشيخ الباني بحيِّ الميدان، فجاءنا عبدالله الهرَري الحبشي[7] ومعه الشيخان عبدالقادر الأرناؤوط وشعيب الأرناؤوط، استأذنوا بالدخول فأذنَ لهم الشيخ، وبعد السلام أخرج أحدُ الأرناؤوطيَّين ورقةً من جيبه قرأها على مسامعنا، وخُلاصتها: رغبتهم في إجراء محاورة ومناظرة بين الشيخ الألبانيِّ والحبشي، بعد صلاة الجمعة في الجامع الأمويِّ، بشأن المذاهب الفقهيَّة والتمسُّك بها والخروج عنها واختيار الأصحِّ منها... إلخ، وكان هذا الطلب باسم جماعة الشيخ صالح الفُرفور رحمه الله، في مسجد فتحي بالقيمرية في دمشق.

                  فأجابهم شيخُنا الألبانيُّ بقوله: أمَّا إقامةُ المناظرة يوم الجمعة بعد الصلاة وفي الجامع الأمويِّ، فلا! لأن هذا الطلبَ ما هو إلا أداةٌ لفتنة حمقاء، لن أقتربَ منها، ولن أقبلَ بها، أنتم تريدونها فتنةً، و(إذا أرادوا فتنةً أبَينا) ومدَّ صوته بها!

                  وأمَّا النقاشُ في موضوع المذاهب مع الشيخ الحبشيِّ فها هو ذا الآن بيننا، فلمَ التأجيل؟ يا شيخ عبدالله، ما مذهبُك الذي تدين الله به؟ فأجاب: المذهب الشافعي. قال الألباني: فما قولك في مسألة عند الشافعيَّة وخالفهم فيها الحنفيَّة بدليل أقوى من دليلهم بحسب مقاييس المحدِّثين؟ قال: حينئذٍ آخُذ برأي الحنفيَّة وأترك فتوى الشافعيَّة. فقال الشيخ الألباني: تم الاتفاق وزال الخلاف، فنحن نأخذ بما أخذتَ به. فطَفِقَ الأرناؤوطيَّان[8] ينظر أحدهما إلى الآخر بحَيرة!

                  ثم جرى بعضُ الأخذ والردِّ بين الفريقَين، ثم أنهى الشيخ الألبانيُّ النقاشَ بقوله: اتركوا أفكارَ الفتنة والتعالي وتيقَّنوا أن الاتفاق قريبٌ وسهل بكلِّ يُسر!

                  وأذكر أنه في آخر الجلسة شكا الشيخ الحبشيُّ آلامًا في بطنه، وكان الدكتور نبيه الغبرة حاضرًا، فتولَّى فحصَه سريريًّا، وكتب له وصفةً طبيَّة مناسبة! وانتهت الجلسة[9]، وانتهى ارتباطُ الحبشيِّ بالأرناؤوطيَّين. والحمد لله ربِّ العالمين.

                  الشيخ الباني ومناهج التربية الإسلاميَّة
                  للشيخ عبدالرحمن الباني فضلٌ كبير على كتب التربية الإسلاميَّة في سوريا، وعلى أن الوِزارة عدَّلت المناهج وغيَّرت المقرَّرات بقيت العقيدةُ سليمةً في الكتب بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل الشيخ الباني.

                  وفي زمن الوَحدة بين القطرين المصريِّ والسوريِّ (بين 1958 و1961م)، اتفق الشيخُ الباني مع وزير المعارف في الحكومة المركزية بمصر السيِّد كمال الدِّين حسين على وضع منهج جيِّد لمقرَّرات التربية الدينيَّة، يخدم العقيدة والشريعة في البلدين.

                  وقرَّر الشيخ الباني تدريسَ سورة المائدة في قسم التِّلاوة من كتاب الصفِّ الثالث الثانوي، ونفع الله بهذه السورة كثيرًا من الطلاب في سوريا ومصر، ولكنَّ كثيرًا من المسؤولين ضاقت صدورُهم بها!

                  وفي عام 1978م ذهب الرئيس المصريُّ أنور السادات إلى فلسطين لزيارة إخوانه اليهود المحتلِّين الذين أحسنوا ضيافته وأكرموه، ولا سيَّما رئيسُهم (مناحيم بيغن)، وفي إحدى جلسات التعاون بين البلدين سأل (بيغن) السادات مُستنكرًا: إلى متى تعلِّمونَ أولادكم وشبابكم: ﴿ لُعِنَ الَّذينَ كفَروا من بني إسرائيلَ على لسانِ داودَ وعيسى ابنِ مريمَ ذلكَ بما عَصَوا وكانوا يعتَدون[المائدة/ 78]؟ فقال: حاضر وتكرم وكل ما تريده سيكون!

                  ولم تلبث أن حُذفت سورة المائدة من الكتاب، واستُبدلَ بها سورة النحل، وكان هذا استجابةً لرغبة (بيغن) رأس اليهود! ولم يقتصر حذفها على الجانب المصري، ولكن تعدَّاه إلى الجانب السوريِّ، وإذا كان ذلك مفهومًا في مصرَ لاتفاق حكومتها على السلام مع اليهود فلا نكاد نجدُ له تفسيرًا لتغييرها في سوريا!

                  وكان صرَّح وزير التربية السوري محمد نجيب السيِّد أحمد لبعض موجِّهي التربية الدينيَّة بضيقه بهذه السورة؛ قائلاً: كيف تُدرَّسُ سورة المائدة التي فيها: ﴿ لقَد كفَرَ الَّذينَ قالوا إنَّ الله هو المسيحُ ابنُ مريم ﴾ [المائدة/ 17] وقد صرنا في القرن العشرين؟! كيف نصفُ جزءًا من الشعب بالكفر؟ فأجابه أحد الموجِّهين بحصافة: صرنا في القرن العشرين وما يزالُ هؤلاء يؤلِّهون بشرًا ويزعمون أنه ابنُ ربِّ العالمين، فهل يُقبَل هذا؟! أوليس زعمُهم أبشعَ وأشنعَ من كلمة ﴿ لقد كفر ﴾؟ مُرْهُم يا سيادةَ الوزير بالتراجُع عن قولهم، لأنه لا يليق بالقرن العشرين!

                  أما سببُ اختيار الشيخ الباني لهذه السورة لتكونَ موضوعًا للدراسة فهو ما تضمَّنته من موضوعات مهمَّة وأحكام فقهيَّة؛ أذكر منها على سبيل الإجمال:

                  بعض أحكام الصلاة والحجِّ والجهاد، وما يحلُّ ويحرُم من الذَّبائح، وبعض أحكام المعاملات والوصايا والأيمان والخمور، ووجوب الحُكم بما أنزل الله، وأحكام التعامُل مع أهل الذمَّة، والكشف عن عيوب عقائد اليهود والنصارى، ومعاملة المنافقين والكشف عن تآمُرهم، مع عرض قصَّة سيِّدنا عيسى مع الحَواريِّين عليهم السلام... وغيرها من الأحكام والمواضيع.

                  وقد اختيرَ بدلاً منها سورةُ النحل التي تسمَّى سورةَ النِّعَم، لأنها تعُدُّ نعمَ الله وتحصيها، ولا تتعرَّض لما تعرَّضت له سورة المائدة.

                  ولم يبقَ إلا أن أشيرَ إلى أن القائمين على طباعة الكتُب المدرسيَّة في سوريا حين حذفوا سورة المائدة من الكتاب المقرَّر فاتهم خطأً حذفُ عنوانها من الفِهرس، فاستغللتُ الأمر وبقيت أدرِّس السورة وأفسِّرها للطلاب وأوضح ما فيها من أحكام مهمَّة.. وحين يعترضون كنت أحتجُّ بأنها مذكورةٌ في الفِهرس، فلا بدَّ إذن من دراستها.

                  رحم الله الشيخَ عبدالرحمن الباني، وجزاه خير الجزاء عمَّا قدَّمه لأمَّته في مجال تطوير مناهج التربية الدينيَّة ومقرَّراتها.



                  ------------------



                  [1] تكرَّم فضيلة الشيخ عبدالله علوش بكتابة هذه الكلمة استجابةً لطلبي؛ لتنشرَ في كتابي عن شيخنا الجليل عبدالرحمن الباني رحمه الله تعالى، فجزاه الله خيرًا، وكتب له تمام الشِّفاء والعافية (كتبه وسائر التعليقات: أيمن بن أحمد ذوالغنى).
                  [2] حيُّ الديوانيَّة من أحياء دمشق الشعبيَّة، نزل فيه المسلمون المهاجرون الفارُّون بدينهم من بلاد البلقان (ألبانيا وكوسوفا)، وممن سكن الحيَّ الشيخ الألباني، وشيخنا عبدالقادر الأرناؤوط رحمهما الله تعالى.
                  [3] "كتاب التوحيد" للإمام المجدِّد الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب، وشرحه "فتح المجيد" لحفيده الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، رحمهما الله.
                  [4] هو أجلُّ كتب الجاحظ وأسيرُها، اشتَهر بهذا العنوان في طبعاته المتداوَلة، والصواب فيه: "البيان والتبيُّن"، وهو المثبَت في صدر أصول الكتاب الخطيَّة، وهو ما انتهى إليه محقِّقُه الأستاذ عبدالسلام هارون، ووعد أن يعيدَ العنوان الصحيح للكتاب في طبعة جديدة، ولكنَّ الأجل وافاه قبل تحقيق أمنيَّته رحمه الله. ملاحظة: لم يكن الشيخ الألباني هو من يُدرِّسهم كتابَ الجاحظ، ولكنهم كانوا يقرؤونه معًا للإفادة في اللغة والأدب.
                  [5] الشيخ عبدالعزيز الرفاعي أبو لبَّادة، من مشايخ حيِّ الميدان بدمشق، ولد سنة (1923م) وتوفي قبل سنتين تقريبًا رحمه الله، تخرَّج في معهد الشيخ علي الدقر، ثم في الأزهر، عيِّن مفتيًا بتل كلخ، وعمل في التدريس الديني، وتولَّى مناصبَ في دائرة الفتوى. انظر ترجمته في "غُرَر الشآم" للشيخ عبدالعزيز الخطيب الحسني، 2/ 708.
                  [6] هذه القصَّة المؤلمة تصوِّر بعضَ ملامح تلك الحِقبة التاريخيَّة في بلاد الشام، التي استحكمت فيها العصبيَّة المذهبيَّة، وضيق أفُق بعض الجماعات الإسلاميَّة، فأدَّت إلى التناحر والشِّقاق فيما بينها، لبعد كثير منها عن التمسُّك الحقِّ بالكتاب والسنَّة، وتقديمهما على كلِّ ولاء وعصبيَّة!
                  [7] هو شيخُ جماعة الأحباش المبتدعة، قدم الشام من الحبشة وأقام فيها مدَّة، ثم ارتحل إلى بيروت فاستقرَّ فيها وأسس جمعيَّة المشاريع الخيرية الإسلاميَّة، ولد في هَرَر بالحبشة (1328هـ/ 1910م) وتوفي ببيروت (1429هـ/ 2008م)! سُئلت عنه اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية فأجابت: رجل سوء، من رؤوس البدعة والضلال في هذا العصر، وقد جنَّد نفسه وأتباعه لهدم عقيدة المسلمين التي كان عليها النبي r وأصحابه والتابعون، وجمعوا لأنفسهم مذهبًا فاسدًا في الفقهيات، ملؤوه بكلِّ شاذٍّ ورديء من القول لا سندَ له من كتاب أو سنَّة، ولهم أوابدُ وطوامُّ كثيرة في الاعتقاديات والعمليَّات، والطعن في أئمَّة هذا الدِّين. من فتاوى اللجنة الدائمة 12/ 308. وأخبرني الشيخ عبدالله علوش: أن الشيخ عبدالله الهرري الحبشي أول ما جاء الشام نزل في دار أبيه وعمِّه الشيخ حسن علُّوش.
                  [8] كانا يومئذٍ من طلاب العالم الصوفيِّ المربِّي الشيخ صالح الفُرفور رحمه الله، قبل أن يتَّجها الوجهة السلفيَّة التي عُرفا بها بعد ذلك. هذا، ويظنُّ بعض الناس أن الشيخين عبدالقادر وشعيب شقيقان، وليس الأمر كذلك؛ إذ إن الشيخ عبدالقادر من إقليم كوسوفا، والشيخ شعيب من ألبانيا، ولكنَّهما أخوان في الله، ورفيقا دعوة، وزميلا دراسة، وشريكان في تحقيق عدد من كتب السنَّة.
                  [9] أوجز الشيخ قصَّة المناظرة هنا، وما سمعتُه من شيوخي الجِلَّة عبدالرحمن الباني، وزهير الشاويش، ومحمد بن لطفي الصبَّاغ، يفيد استمرارَ المناظرات عدَّة مرَّات، واشتداد الخلاف بين الشيخين المتناظرين حتى وصل الأمر إلى طلب الألباني مباهلة خصمه، وتهرُّب الشيخ الحبشي!

                  ===================
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام محمد الجزائري; الساعة 18-Feb-2012, 05:08 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    رد: أفادني الأخ خالد الشافعي حفظه الله بالتنبيه التالي، قال : بفضل الله زرت الشيخ الألبمواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                    أمر الشيخ بالمعروف ونهيه عن المنكر حتى وهو في حادث سيارة !
                    قال الشيخ علي خشّان : واللهِ ما أبصرت عيناي فيما أعلم أحداً أحرص على السنة، وأشدّ انتصاراً لها، وأتبع لها من الألباني .
                    لقد انقلبت به السيارة ما بين جدّة والمدينة المنوّرة، وهرع الناس وهم يقولون : يا ستّار يا ستّار، فيقول لهم ناصر الحديث وهو تحت السيارة المنقلبة : ( قولوا يا سِتِّير، ولا تقولوا يا ستّار، فليس من أسمائه تعالى الستّار )، وفي الحديث : " إن الله حيي ستّير يحب الستر "، أرأيتم من ينصر السنة والحديث في مثل هذا الموطن في عصرنا هذا ؟ اللهم إلا ما سمعنا عن عمر بن الخطّاب وأحمد بن حنبل وغيرهما من سلف هذه الأمة . اهـ .
                    " مقالات الألباني " ( ص 191 / دار أطلس للنشر والتوزيع )



                    أفادني الأخ خالد الشافعي حفظه الله بالتنبيه التالي، قال :
                    بفضل الله زرت الشيخ الألباني رحمه الله عدة مرات بواسطة الأخ الفاضل أبي ليلى الأثري صاحب التسجيلات المشهورة للشيخ .
                    فقلت له يا شيخنا الفاضل سمعت طرفة قيلت عنك ، فقال لي : ما هي
                    قلت له : سمعت بأنكم كنتم عائدين من العمرة < أي في السفر > ، فانقلبت السيارة بكم ، واثناء تقلبها في الجو قال رجل معكم : يا ساتر فقلت له : لا تقل يا ساتر قل يا ستير .
                    فابتسم الشيخ وقال : لم يحدث هذا الشيء معي اطلاقا .
                    ثم علق الأخ الفاضل أبو ليلى الأثري وقال : الحمد لله الذي وفق الشيخ للسنة في اللحظات الأخيرة لكن القصة لم تصح ، والقصة لصالح الشيخ وليست ضده . ا.هـ

                    تعليق


                    • #25
                      رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                      رحمه الله شيخنا الالباني رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته ولقد ألتقيت معه في المنطقة الشرقية (الدمام) عندما قدم لفريضة الحج عام 1410هـ وكانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها الشيخ رحمه الله
                      واللشكر موصولاً لك أخي محمد الجزائري على هذه النقولات والدرر عن الشيخ

                      تعليق


                      • #26
                        رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                        بين الشيخين الألباني وبكري الطرابيشي ( ت 1433 هـ ) رحمهما الله


                        قال الشيخ بكري: الشيخ بهجت البيطار كان مفخرة دمشق، علمًا، وأدبًا، وسلوكًا، ومحبةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بعض أهل الميدان يؤذونه كثيرًا ويتكلمون عليه، وأشهد أنه لم يتكلم فيه من يقاربه فضلًا وعلمًا وأخلاقًا وزهدًا، رحمه الله.

                        وقال: ما كنت سمعت في السعودية قراءةً جيدة إلا ابن باز في الجامع الكبير، وأبو السمح في مكة.

                        وقال: والشيخ الألباني جلس عشرين أو ثلاثين سنة لا يستفيد منه أحد، كنت أنا من أحسن الناس علاقة معه وأقربهم، ومع ذلك فالعلاقة أحيانًا تقتصر على السلام عليكم[*]! ولما تعرف عليه الشيخ زهير الشاويش استفاد منه وأفاده كثيرًا، وهو الذي نشر علمه في العالم الإسلامي، وعرّف الناس به، وإلا كان المذهبيون في الشام يكرهونه ويبغضونه.

                        قال العم سليمان الحفيان: الشيخ الألباني كان معروفًا بجَلَده ومحفظه للوقت، فإذا جئنا عنده في الظاهرية نزوره يقول لنا: جئ لي بكتاب كذا، وافتح لي كتاب كذا.

                        الشيخ بكري: الحقيقة الشيخ ناصر ما كان من مشايخ دمشق مثله في طلب العلم والجَلَد، بينما هم كانوا يقضون الوقت في النزهات والسيارين والحفلات، أما هو فكان عاكفًا في الظاهرية للبحث والطلب، وحقيقةً استفاد وأفاد، وما كان معهم في شيء من هذا.


                        =========

                        [*] قلت: يتصل بهذا ما أخبرنيه الشيخ وئام بدر أن الشيخ حدّثه أنه تناقش مع الشيخ الألباني في مسألة علمية عقدية رأى الشيخ بكري عدم امتحان الناس بها، بخلاف الشيخ الألباني الذي اختلف معه لأجلها، وحصلت وقتها جفوة بسببها. ويقول الشيخ وئام: لكن علاقة المحبة والاحترام من جهة الشيخ بكري تجاه الألباني بقيت إلى وفاته.
                        قلت: وحدثني شيخُنا بالمسألة دون القصة وصرَّح أن قصده في الأمر دفع الخلافات بين المسلمين، رحمه الله.

                        كتبه الشيخ محمد زياد التكلة في مجلس حضره في منزل ابن الشيخ بكري الطبيب حمزة ليلة الاثنين 15 صفر 1425 بحضور الشيخ محمد الصباغ، والعم سليمان الحفيان، وابنه الشيخ عمر.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                          لقاء الإمام الألباني بالداعية أبي الحسن الندوي
                          سنة 1370 هـ / 1951 م

                          قال أبو الحسن الندوي ( 1332 – 1420 هـ ) في " مذكرات سائح في الشرق العربي " ( ص 268 / ط . الرسالة ) : في دار الشيخ بهجة البيطار :
                          جاءنا في الفندق الأستاذ عبد الرحمن الباني والشيخ ناصر الدين أرناؤوط الألباني، والأخير من كبار المشتغلين بعلم الحديث والسنة في هذا البلد، أصله من ألبانيا، وجلسنا قليلاً نتحدّث عن علم الحديث في الهند والمؤلفات في هذا الموضوع، ثم توجّهنا إلى دار الشيخ محمد بهجة البيطار، وجلسنا عنده نتحدّث ونتذاكر . اهـ .
                          ثم ذكر الندوي أنه بعد اللقاء بيومين التقى بالألباني مرة ثانية، وذكر ( ص 341 ) لقاءً ثالثاً .
                          وقد ذُكِرَ في ترجمة الندوي أنه عاد وزار الشام سنة 1956 و 1964 و 1973 ، ويُحتمَل أنه التقى بالألباني فيها أو في إحداها .

                          تعليق


                          • #28
                            رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                            ذكرياتــي مع الشَّيخ محمَّد نَاصِر الدِّين الأَلبَانــي
                            بقلم :


                            الشَّيخ الدكتور أبي عبد الباري رضا بن خالد بوشامة - حفظه الله


                            أستاذ بكلية العلُّوم الإسلامية - بجامعة الجزائر.



                            بسم الله الرحمن الرحيم





                            كان ذلك في أيَّام حجِّ سنة 1410 هـــ وهي السَّنة الَّتي أنهيت فيها دراستــي الثَّانوية بالمعهد الثَّانوي بالجامعة الإسلاميَّة ، وهي أوَّل حجَّة حججتها .


                            بعد أن وصلت إلى مكَّة المكَّرمة - شرَّفها الله – استضافني أحد الطَّلبة الجزائريِّين في مسكنه الجامعي بالعزيزيَّة فتركت عنده أغراضي استعدادًا للسَّفر الحجِّ .


                            وكان طرق مسامعنا أنَّ الشَّيخ الألباني حاجٌّ هذه السنَّة .


                            وفي اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة انطلقت إلى منـى ضحى ، وقدَّر الله أن التقيت زميلي الدُّكتور جمال عزون وكان آنذاك طالبًا في كليَّة الحديث الشَّريف .


                            فنمى إليَّ أو نميت إليه خبر قدوم الشَّيخ وكلانا يبحث عن مكان وجوده


                            لكن لا أحد منَّا اهتدى إلى ذلك ، إلاَّ أنَّ الأخ جمالاً كان في حوزته رقم هاتف أحد أصهار الشَّيخ فبحثنا عن هاتف عمومي [ ولم يكن يومئذ جوَّالات ] فاتَّصل فأخبرونا أنَّ الشَّيخ في مكان يسمَّى الرّبوة في منًى ، ومنَى كلُّها فِجاج .


                            فبدأنا رحلة البحث عن الشَّيخ ، نسأل هنا وهناك ، ونتسمَّع أصوات المدرِّسين والمرشدين في الخيم لعلنَّا نظفر بصوت يشبه صوت الشَّيخ .


                            فمن ضحى ذاك اليوم ونحن نبحث إلى أن وصلنا إلى المكان الَّذي يسمَّى الرّبوة بعد المغرب ، فالتقينا ببعض الشَّباب من طلبة العلم من أهل المدينة كنت على معرفة بهم فسألناهم عن الشَّيخ ، فوجَّهونا إلى مكان وجوده .


                            فعند اقترابنا من المخيِّم إذا بصوت الشَّيخ ينبعث منه فتذكَّرت تلك الأشرطة الَّتي كنَّا نستمع إليها قبل جلوسنا عنده ، وتعجَّبت من أولئك الشَّباب الَّذين بَقَوْا في مخيِّمهم وهم على علم بمكان الشَّيخ ، إلاَّ أنَّهم لم يكونوا على معرفة بقدره وفضله وعلمه .


                            دخلنا المخيَّم فإذا بالشَّيخ جالس على كرسي يلقي درسًا على حجَّاج ذاك المخيَّم ، فجلسنا نستمع إلى كلامه ، وكلنَّا فرح وسرور بلقائه ، خاصَّة إذا أيقنت حقيقةً لا خيالاً أنَّك تحجُّ حجَّتك الأولى مع عالم زمانه ومحدِّث عصره ، وسترى تطبيق ما كتبه عن المناسك تطبيقًا فعليًّا عسى أن تحظى بحجَّة كما حجَّها النَّبــيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم .


                            بعد أن أنهى الشَّيخ كلمته أجاب عن الأسئلة ، ثمَّ دخل خيمته المخصَّصة له داخل الخيمة الكبيرة ، وهي محتوية على سرير وفراش للشَّيخ وبعض الأمور الَّتي يستعين بها على الوضوء وغيره .


                            تشاورت مع أخي جمال وقلنا لابدَّ من البقاء مع الشَّيخ طوال حجَّة .


                            فما كان إلاَّ أن استئذنَّا في البقاء مع أهل المخيَّم وغالبهم من الأردن أن لم يكن كلَّهم ، وكان برفقة الشَّيخ مجموعة من تلاميذه من أهل الأردن وغيرهم ، فأذنوا بذلك جزاهم الله خيرًا ، ففرحنا بذلك وبقينا في المخيَّم نتعرَّف على بعض طلاَّب العلم من طلبة الشَّيخ ، وممَّن تعرفنَّا عليه وقرَّبنا إليه مسجِّلُ أشرطة الشَّيخ أبو ليلى الأثري ، فكان يسجِّل للشَّيخ تلك الحلقات ، وكنت أحمل معي أيضًا مسجِّلاً فصرت أسجل للشَّيخ كما يسجِّل .


                            وفي اليوم التَّالي وهو يوم عرفة ، بدأ التَّهيُّؤ للصعود إلى عرفة ركب الشَّيخ سيَّارة خاصَّة مع صهره وأبي ليلي ، وركبنا حافلة صغيرة مع طلبة الشَّيخ ، ولـمَّا وصلنا إلى عرفة أخذ كلٌّ منَّا مكانه في الخيمة المخصَّصة للحملة ، وجلست قريبًا من الشَّيخ أرقب ما يصنع في هذا اليوم ، فرأيت فيه الاتِّباع للسُّنَّة والاجتهاد في العبادة ما لم نكن نسمعه عن الشَّيخ ، فلم يزل يذكر الله تعالى ويكبره ويعظمه ، بل قد يستلقي أحدنا من شدَّة التَّعب والحرارة [ ولم يكن يومئذ مكيِّفات في الخيم ]والشَّيخ باق على ذكره ، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويرشد المخطئ ، إذا رأى شخصًا يقرأ في كتاب الله نصحه بالذِّكر الوارد في هذا اليوم لأنَّه أفضل من قراءة القرآن ، ويأتيه السَّائل يسأله فيجيب الشَّيخ عن سؤاله ، وأذكر أنَّه جاءه أحد العمَّال المصريِّين وكان يشتغل في نصب خيام الحجاج ، وبدا له أن يحجَّ في ذاك اليوم ، فاستفسر منه الشَّيخ هل النِّيَّة عقدها ذاك اليوم أم قبله ؟ فأجابه بأنَّه لما رأى الحجيج أراد أن يحجَّ ونواه ، فأمره الشَّيخ أن يلبِّــي بالحجِّ ويحرم من مكانه .


                            وكان الشَّيخ يؤتــي له في بعض الأحيان بالحلو البارد [ البطِّيخ ]فكان يطعمني منه - جزاه الله خيرًا – لأنَّني كنت أقرب النَّاس مجلسًا منه في ذاك اليوم ، ويعلم الله كم تأثَّرت بكثرة عبادته وذكره ، خلاف ما يشاع عنه أنَّه يعني فقط الأسانيد ولا اجتهاد له في العبادة ، { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }[ فاطر :28 ] .


                            وفي مغرب ذاك اليوم وعند النُّفرة ركب الشَّيخ سيارته وركبنا معه الحافلة المخصَّصة لنا ، وكان الزِّحام شديدًا ، فالتقينا ببعض أهل اليمن يركبون حافلة لهم فبلَّغوا سلام الشَّيخ مقبل رحمه الله للشَّيخ الألباني وهو بدوره أمرهم بتبليغ سلامه للشَّيخ مقبل كثيرًا .


                            وفي اليوم التَّالي وهو يوم النَّفر من مزدلفة إلى منى فقدنا سيارة الشَّيخ فافترقنا ، وقمنا بإعمال الحجِّ في ذاك اليوم دون أن نكون مع الشَّيخ وتحسَّرنا كما تحسَّر من كان معنا من تلامذته .


                            وبعد أن أدينا المناسك رجعنا إلى الخيمة في منى والتقينا بالشَّيخ مرَّة أخرى ، فرحب كعادته وسأل عن أوضاعنا وحجّنا جزاه الله خيرًا .


                            وفي اليوم الأوَّل من أيَّام التَّشريق رَافَقْنَا الشَّيخ إلى المذبح لأداء نسك الذَّبح مع صهره بسيَّارته الخاصَّة ورافقنا أبو ليلي ورجل من أهل مكَّة ممَّن يعرف الشَّيخ ، وذبح الشَّيخ كبشًا أقرن أملح من أجود الغنم وهو ما يسمَّى بالحرِّي ، أمَّا أنا وأخي جمال فبحكم كوننا من طلبة الجامعة الإسلاميَّة اكتفينا بأقلِّ الغنم ثمنًا ، ولما رآهما الشَّيخ دعا لنا بالبركة فيهما .


                            وفي موضع النَّحر دخلنا مع الشَّيخ وصهره والرَّجل المكِّي ، وحدث أن شرد جمل بين الإبل كاد أن يصدمنا فتفرَّق النَّاس يمينًا وشمالاً ، ولــمَّا رجعت إلى الشَّيخ أصابت ثيابي دماء النَّحر والذَّبح فلمَّا رآني الشَّيخ تمثَّل لي بالمثل السُّوري : " يلِّي بدو يلعب مع القط بدو يتحمل خراميشو "


                            وعند العودة إلى المخيَّم اغتنمت فرصة الانفراد بالشَّيخ ، فأخبرته أنَّني أحبُّه في الله ، فردَّ عليَّ بما جاءت به السُّنَّة .


                            وفي اليوم ذاته أرسلت ابنة الشَّيخ وهي من أهل جدَّة – فيما أذكر – كبد الشَّاة الَّتي ذبحها ، فأطعمنا منها بيده وشرب من مرقها وكان يحبُّه .


                            وفي أيَّام التَّشريق كان الشَّيخ يصلِّي بنا ويدرس بعد الفجر ، ويبقى في درسه حتَّى يرى بعض الرُّؤوس تتطأطأ ، فهنا يوقف درسه ويتَّجه إلى خيمته الخاصَّة ، وكنت أجلس بجانبه أستمع لدروسه وفوائده ، ثمَّ بعد ذلك يُؤذن لنا بدخول الخيمة الخاصَّة أنا وأخي جمال إذ أصبحنا من خاصَّته ، ويتوافد عليه الكثير ممَّن سمع بالشَّيخ من الدَّكاترة والمشايخ وأهل العلم ، فكانت لقاءات ومناقشات داخل خيمته ولا يؤذن إلاَّ للبعض ، أمَّا أنا وجمال فلم نكن نحتاج إلى إذن ، خاصَّة أنَّنا بقينا مع الشَّيخ من اليوم الثَّامن ، فَعَرَفَنَا – جزاه الله خيرًا - ، وعرفنا من كان يقوم على خدمته أمثال أبي ليلي الَّذي كان كالحاجب إلاَّ أنَّه يُغلب على أمره من كثرة الزُّوار ، حتَّى قال له الشَّيخ مرَّةً : إنَّا وضعناك حاجب النَّاس ، لكن لم تقدر على ذلك أو كلمةً نحوها ، ويسأل أين الحاج من كثرة الزِّحام عليه فلا يكاد يتخلَّص منهم إلاَّ بعد عناءٍ ومشقَّةٍ .


                            بل طلب منِّــي أبو ليلى مساعدته في خدمة الشَّيخ ، وكنت سعيدًا جدًّا بذلك ، حيث جلست عن يسار الشَّيخ وأبو ليلى عن يمينه ، فيقبض بيدي وأقبض بيده والشَّيخ متَّكئ على ساعدي وساعده ، ويحدث النَّاس ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم ، فيبقى الوقت الطَّويل على ذلك ، كنت أحسُّ بثقل في ساعدي ويدي لكن لم أتمكَّن من إظهار ذلك احترامًا للشَّيخ وتقديرًا له .


                            ومرَّت الأيَّام الثَّلاثة على ذلك ، دروس بعد الفجر لأهل الحملة ، حتَّى إذا شَعَرَ الشَّيخ أنَّ بتعب جلسائه وحاجتهم إلى النَّوم ، استأذن ودخل خيمته ، فأفاد فيها من يأتيه من الزُّوَّار


                            وأذكر في هذه الأيَّام أنِّي رأيت عجبًا من حلم الشَّيخ وصبره ، إذ أتاه رجل كبير السِّنِّ عليه مظاهر البداوة أمسك الشَّيخ من ثوبه ليسأله ، فتلطَّف الشَّيخ معه وقال له : اصبر عليَّ فالله ابتلاك بي ، ثمَّ أجابه عن سؤاله ، فذكَّرني بما كان عليه النَّبــي صلَّى الله عليه وسلَّم من حلم وأناة وصبر على جفاة الأعراب.


                            فتلك المواقف لا يمكن للإنسان نسيانها ، بل ينسى نفسه ليبقى فترة أطول يستفيد من علم الشَّيخ وسمته ، وهذا حصل لي ولأخي جمال ، فلم نستطيع في تلك الأيَّام مغادرة المكان حتَّى لا يفوتنا شيء ، فبقينا بإحرامنا ونحن حلال لِبُعْدِ المسافة الَّتي ظنَّ بعض من رآنا كذلك أنَّ للشَّيخ فتوى في البقاء على الإحرام أيَّام التَّشريق ، فبيَّنا لهم أن الأمر غير ذلك .


                            انتهت أيَّام التَّشريق فعاد الشَّيخ إلى بيت ابنته بجدَّة ، فما كان منَّا إلاَّ أن طفنا طواف الوداع ، واتَّجهنا نحو جدَّة فالتقينا مرَّة أخرى في المسجد ، فتعجَّب رحمه الله من صنيعنا وسلَّم علينا ودعا لنا جزاه الله عنَّا وعن المسلمين خير الجزاء على ما قدَّم .


                            ===============

                            المصدر: العدد الواحد والثَّلاثون من مجلَّة الإصلاح السَّلفية – الجزائر
                            منقول من موقع ومنتدى المحجة

                            تعليق


                            • #29
                              رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                              (( سالت دُموعُ الألباني رحمةً لَقْتلِ الشيخِ البغّدادي ))
                              منقول



                              فَقدْ أكرَمنّي اللهُ تعالى بزيارةِ شيخِنَا الفاضل الكريم،الشيخِ عصام موسى هادي حفظه الله و زاده علما ونفعنا به،في مسجدهِ المسمى التكروري في مدينةِ عمّان الأردنية،وذلك يومُ الثلاثاءَ الموافق 13 شعبان 1433هـ - 3 تموز 2012م قُبيل صلاةِ المغربِ ، برفقةِ بعضِ الإخوةِ من طلبةِ العلمِ،وفقَهُمُ اللهُ تعالى،فَذكر لنا فوائدَ غزيرةً،وثمينةً من علمه،ومن صُحبّتهِ للإمامِ الألباني،وكان ممّا ذكرهُ وفقهُ اللهُ تعالى تعليقاً للإمامِ الألباني،لفتَ نَظري وهيّج فَيّ فؤادي أحاسيس عظيمةً واجرى مدامعي.

                              فيا نهرَ ثورا قدْ أثرتَ منَ الهوى**********دفيناً أجنَّتْهُ الجوانِحُ والصدرُ
                              فلو كانَ لي صبرٌ كففتُ مدمِعِي***********ولكنَّ منْ يشتاقُ ليسَ لهُ صبرُ
                              تَجاه مَنْ ذُكرَ هذا التعليقُ فَيّ حقهِ فكانَ لابّدَ من اظهاره لإخوانهِ،ومحبيه،ومَنْ تأثروا بدعوتهِ،وبعلمهِ، وسمّته، وبصوتهِ النَّدي الذّي لم تَسّمعْ أُذنّي مَثّلَ عُذوبْتهِ،ذلك هو الشيخُ محمود بنْ سلمانَ البْغّداديُ أَبو اليقظانْ رَحِمهُ اللهُ،وطيبَ ثَرّاهُ،كان خطيباً بارعاً لمسجد من مساجدٍ بغداد في منطقة الزعفرانية، كَتبَ اللهُ لهُ القبولَ،والتوفيقَ،فانتشرت دعوتُهُ،وعلا صيتُهُ،وأَحبَه كُلُ سلفيّ في داخلِ بغدادَ وخارجِها،بل حتى كَبّار السَنِ،لمِاَ لهُ من جهودٍ حثيثةٍ في نشرِ السُنةِ،وحل النزاعاتِ والخلافاتِ بين صفوفِ أهلِ هذه الدعوةِ المباركةٍ،فكان اذا دُعّّيَ لإلقاءِ محاضرةٍ في مسجدٍ أمتلىءَ بالمصلينَ،ولاتجدُ مكاناً فيه،حتى أَنَّ أهلَ المسجدِ ليتعجبون كيف حضرتْ هذه الاعدادَ،ومَنَْ اخبرهُم،وكيف إجتمعَ هذا العدد،وسطوةَ وجبروتَ النَّظامَ البعثي الذي تبنى محاربةَ الدعوة السلفية،تمنعُ هذا،وتَعُدّها تحزباً،وتنظيماً محضوراً،فكانت هذه الجهودُ المباركةُ من الشيخِ ما كانت لترضي هذا النظامَ الحاكمَ في حينها،فَمُنعَ من الخَطابةِ،وإلقاءِ الدروسِ،والمحاضرات،وتعرضَ للأعتقالِ مراتٍ عديدةٍ،ثم انتهى الأمرِ بأعدامِه،واٍرّاقةِ دِمهِ الزَّكي الطْاهر، ليلتحقَ بكُوكُبة العلماءِ الدينَ قُتلوا،وذَنّبهم وجرّمهم { أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ } وقَدْ أُعُدمَ قَبْلهُ من المَشايخِ وطُلَّابِ العلمِ،وطَالت قسمً كبيرً مَنّهم حَمَّلاتُ اِعتقالٍ،وتَعذَّيبٍ طَيلةِ حُكمِ هذا النَّظامِ،وكانَ مِمَّن أُعِدمَ مع الشيخِ محمود،الشيخُ تلعة كاظم الجنابي(أبو أنس ( ولَعلَّي اَذكُرهُ في مقالٍ أخرَ لمِاَ لَهُ مَنْ كبيرِ فضلٍ علىَّ،بْعد فضْل اللهِ وتَوفيقِه،فَقْالَ الشيخُ عصام:لقدْ أحبْبتُ تلكَ الجلسةَ ) أي التي جَمعتْ الشيخَ محمود بشامةِ الشَّامِ ومحدثِ الزمان ( وأَحَبُّه الإمامُ الألبانيِ، ولمّاَ بلغّهُ نَبْأَ قَتِلهِ بْكىَ الإمامُ وكَتبَ فَي السلسلةِ الضعيفةِ هَذاَ التَعليّقُ الذَّي كثيرٌ من النَّاسِ لا يعلمونَ أنَّ سبْبهُ هو نَبْأُ قَتلِ الشيخُ العرَاقي لأنَّه لم يَكنْ مَعْ الإمام الألباني وقتَّئذ إلاَّ أَنّا كنتُ قريبٌ مَنّهُ وأعملُ مَعهُ،وهو المقصودُ بهذا التَعْليق،ونصُ الحَدْيثْ )) لَيأتينَّ على العلماءِ زمانٌ يُقتلونَ فيهِ، كما يُقْتلُ اللصوصُ فيا لَيْتَ العلماءَ يومئذٍ تَحامَقْوا)) ((ج14القسم الأول/ص54/برقم6521)) وقَدْ حَكمَ عليهِ الإمامُ الألباني بالضّعفِ ثّمَ قالَ )) :والحديثُ مع ضّعفه، فقدْ تَحققَ- مَع الأسف-الشطرُ الأولُ مَنْهُ،فقدْ نَشرتَ بعضُ الجرائد،إنَّ بَعّضَ الطَغّاةِ في بعضِ البلادِ العربيةِ قَدْ قَتلتْ بعضَ العلماءِ وطلابِ العلمِ في هذهِ الأيامِ هذه السنة (1415هجري ) بعدَ أنْ سَجْنوهم شهوراً وسنين بتهمةِ الانتسابِ للوهابيةِ؛ وهم يَعْلمونَّ أَنَّه لا أصلَ لها في واقعِ العالمِ الإسلاميِ، وأنَّها لا حقيقةَ لها، حَتّى تَعفنت وماتت ، ثم أحيتها السياسية الغاشمة مجددا لتفريق الأمة وخدمةً لليهود، ومَنَْ وَراءهم فنسألُ اللهَ أنْ يَكفْيّنَا شَرَّهم جميَّعاً إنَّه خَيرُ مسؤول.((

                              فقال الشيخ عصام: قال الإمامُ الألباني )) : ما كانَ عنَّدي هَوًا في تَصحَّيحِ حديثٍ مثلِ هذا،لَكنّي لَمِ أجد لهُ طريقً أُصحِحُهُ .(( فَلقدْ كانَّ الإمامُ حريصاً كُلَ الحِرصِ على تَصحِيحه، لأجلِ مَا سِمعَ، قلتُ كانَ لقاءهُ بالأمامِ بتاريخ 28/شعبان/1412 هجر _ أي قَبْلَ إعْدامهِ بثلاثةِ أعَوام،ولقاءهُ مُسجّلٌ ضمنَ سلسلةِ الهُدْى والنور برقم (580 (
                              فقال الشيخُ البغداديِ فيه:بعدَ خُطّبةِ الحاجةِ أبياتاً من الشْعرِ تُبين مَدى اِشَّتياقهِ وحَنينه وحبّهِ وشَغَفِهِ لهذا اللقاءِ الميمّونِ المُباركِ (وهذا شعورُ كلِ مُحّبٍ للسنة، ولإمام الحديثِ في هذا الزمان، فإحسانُ الألباني فاقَ إحسانَ الوالدين رحمهُ الله ) فقالَ:الشيخُ البغداديِ:أما بَعد:فأنّي خرَجْتُ منْ بَغْدادْ قاصداً بلادَ الشّامِ ولْسّاني حَاليَ يقولُ كما قال الشاعرُ:

                              أمرُ على الدِيارِ دِيارِ ليلىَ.........أُقبِّلُ ذَا الجدارَ وذَا الجداراَ
                              وما حُبُ الديارِ شَغّفَنَ قَلبي...... ولَكنْ حُبُ مَنْ سكنَ الدَياراَ

                              فَيَممّتُ وَجْهيَ شَطْرَ بَيتِ شيخِ الحديثِ فَيّ زمانِّنَا هذا، فَقْرّت عيّني بَرؤيتِهِ وسُعدَ قْلبيَ بَمُجالَستهَ فَجعلتُ اُردِدُ فَرحاً مَع نَفْسِ بكلامهِ،وحُسنِ اخَتيارهِ:
                              جَعلَتُكَ فيّ السويداءِ مَنْ فؤادي...ومَنْ حَدقي فَديتُكَ بالسوداءِ
                              وقمتُ بطرحِ أسئلةٍ على شيّخِنَا الشّيخِ مُحَمّد ناصرُ الدينِ الألباني باركَ اللهُ فَيّ عمرِهِ،وجعلَ الحَقَّ عّلى لسانهِ، وقَلمه، وجَعلَ الجنَّةَ تَحتَ قَدْمِهِ، وقَدْ أَجابَ أجوبةً كافيةً وردوداً شافيةً، زادهُ اللهُ قوةً وعافيةً، وأسالُ اللهَ العظيمَ وبَنّورِ وجِّههِ الكريمَ أَنْ يُديمَ عَلينَّا هذه النَّعمةَ ويُبعدَ عنَّا النَّقمةَ...وأستغّفرُ اللهَ العظيمَ لَيَّ ولَجميعِ المسلمينَ وصلى اللهُ وسلَّم وبْارَّكَ واَنَّعم على عَبْدهِ ورسولهِ مُحمَّدٍ وعلى آلهِ وصَحَّبهِ، مَحمودْ بَنْ سلمانَّ الَبغَّداديُ، ثَمَّ أَخَذَّ الشَّيخُ مَحمود بعرضِ أَسئلتِهِ ...

                              ==============

                              كتبه : أبو اسيا الكرخي 29/ذي القعدة/1433هجري.

                              تعليق


                              • #30
                                رد: مواقف لم تنشر من سيرة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-{1333-1420ه}

                                الإمام الألباني ....... وعلم تعبير الرؤيا


                                قال رحمه الله: لما كنت أطلب العلم التقليدي وهو المذهب الحنفي من بعض المشايخ، كنا نصلي الصبح ونقرأ درساً في الفقه الحنفي إلى الضحوة، وذات يوم أتت امرأة عجوز، فدخلت المسجد، وجلسَتْ بجانب الشيخ، فسارَّته بكلام لا نسمعه نحن لكن نسمع جواب الشيخ ونفهم أنها تقص عليه رؤيا، فسبحان الله! كان جواب الشيخ كأنه مثل ما يقال اليوم: (روتين)، أي: لا يتغير، كلما جاءت امرأة تسره بشيء نفهم أنها تقص عليه رؤيا، ويكون جواب الشيخ على وتيرة واحدة.
                                بقي في ذهني الخلاصة التالية، وهي قوله: يبدو أن المرحوم بحاجة إلى صدقة، فتصدقي عنه، أو بحاجة إلى قراءة قرآن، فاقرئي عنه، ونحو هذا تكون الأجوبة.
                                هذا ما شاهدته عن بعض المشايخ، وأنا نفسي كنت شغوفاً بالعلم منذ أن تخرجت من المدرسة الابتدائية، فقد سمعت بكتاب: تعطير الأنام في تفسير المنام ، للشيخ عبد الغني النابلسي ، في مجلدين، وعلى الهامش تفسير ابن سيرين ، و محمد بن سيرين رجل فاضل من كبار علماء التابعين والمكثرين من رواية الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                                وكنتُ طالب علم متميزاً قليلاً عن الآخرين، فكل واحد من الإخوان إذا رأى رؤيا جاءني لأعبرها له -وأنا ما عندي علم فطري كما كان عليه ابن سيرين - فكنت أرجع إلى كتابه، أرجع إلى تعطير الأنام للنابلسي .
                                فمثلاً: إذا رأى الرائي مطراً غزيراً نازلاً، فإني أرجع إلى كلمة مطر، وهنا يَتَيْهُ الإنسان من كثرة التفاصيل، فما يظهر لي شيء، وكثيراً ما تكرر معي هذا، فتركتُ الكتاب حتى عشش عليه العنكبوت، وما استفدتُ منه شيئاً.
                                وفيما بعد لما تعمقت في العلم، وخاصة عندما تنوَّر قلبي بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، علمتُ أن هذا العلم ليس علماً يُكْتَسَب كأكثر العلوم، وإنما هو هبة من الله تبارك وتعالى.

                                ====================

                                تفريغ شريط (688) من سلسلة الهدى والنور


                                __________________

                                تعليق

                                يعمل...
                                X